-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الخامس والعشرون

إقرأ أيضا: رواية غرام 

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الخامس والعشرون

 مفترق الطريق

.........................

ليتك تعلم بأني احبك في كل دقيقة اثنان وسبعون مرة .

وليتك تعلم بأن لا سواك يسكن قلبي ويُلهبُ جمره.

وليتك تعلم بأني في بحار عينيك ارتوي بل واكتفي بنظرة .

فقل لي بالله كيف اسرتني؟فأصبحت في هواك الأسيرة الحرة.

.................................................. ...........

تجمدت نظراتها عند نقطة معينة بينما جسدها كله ينتفض وهي تقول بتحشرج

ريما:فارس!!!

إلتفت أحمد بحدة لهذا الإسم الذي لازم أحلامه طوال أسبوع كامل يفكر أما إذا رآه ماذا سيفعل به....إنتفض من مكانه قبل أن تستوعب صدمتها إنهال علي هذا الواقف مكانه بالضرب الشديد...بينما يوسف لا يرد له أي ضربة ليس لأنه غير قادر بل لأنه يغسل بتلك الضربات ذنوبه لا أكثر

تجمهر عدد من الناس يحاولون إبعاد أحمد عنه فقد كان علي وشك قتله ولكنه لم يتوقف إلا عندما سمع صوتها الباكي الخائف وهي تسحبه من قميصه

ريما:أحمد كفاية علشان خاطري كفاااااية إنت كدا هتموته ميستاهلش إنك تروح في داهية عشانه

توقف لاهثاً وهو ينظر لوجهها الخائف وعينيها المتوسلتين..لاحظ تجمهر عدد كبير من الناس لذا تحرك ولم يفلت هذا الهادئ بين يديه بشكل عجيب

بل قام وهو ممسك بياقة قميصه نظر للجمع الغفير وكان علي وشك الحديث ولكن يوسف سبقه بالقول قائلاً بهدوء مستفز

يوسف:مفيش حاجة تتفرجوا عليها واحد بيصفي حساب خلصنا كل واحد يروح لحاله

كان أحمد ينفث لهباً وعلي وشك الإنقضاض عليه مرة آخري ولكن منظر ريما الخائف المرتجف جعله يهدأ قليلاً ويحرره ثُم ذهب إليها واضعاً يده علي كتفها مطمئناً إياها وهو ينظر بصرامة قائلاً

أحمد:عاوز إيه ؟

لم ينظر لأحمد بل نظر لها ولاح بعينيه حزن عميق وندم شديد وهو يقول بصوت مبحوح

يوسف:فرصة

للحظات لم يستوعب أي منهما ما قاله لذا أكمل وهو يمسح بعض الدم السائل من فمه قائلاً

يوسف:كل اللي عاوزه منك فرصة زي مانتي أخدتيها ومتنكريش إن اللي حصل زمان غيرك...أنا عارف إني أذيتك جامد بس أذيت نفسي أكتر

أنا مجرد إنسان واللي محتاجه منك هي فرصة سماح أبدأ بيها أبني نفسي وحياتي للأفضل مش طالب منك أكتر من كدا...إنتي بداية السلم اللي هطلع عليه عشان أتطهر من ذنوبي ولو إتكسرت البداية دي يبقي عمري ما هعرف أطلع السلم

كانت نبضات قلبها تتسابق والدموع تهطل من مقلتيها بين أحمد يشدد من إحتضانه لها يدعمها بصمت فقد أراد أن تحدد هي خياراتها ومساراتها دون أي توجيه منه

صمت خيم علي ثلاثتهم لكن خوفها وترددها كانا واضحين لأحمد الذي كاد يسمع صخب قلبها بجانب صدره...قطعت هدير الصمت بهمسها

ريما:أسامحك علي تدميرك حياتي ؟

أخفض رأسه خجلاً بينما الكلمة تطعنه في الصميم ولا يلومها حقاً ولكنه حاول لملمة شتات نفسه ثُم رفع نظره لها بعيون تستجدي العفو

يوسف:وليه متقوليش بنيتها تاني...اللي عملته معاكي شئ خسيس بس أنا فهمتك إنه محصلش وكمان إنتي إتغيرتي وبقيتي أحسن بعد اللي عملته معاكي...سامحيني لإني محتاج سماحك اكتر من أي حد...إديني الفرصة أتغير زي مانتي إتغيرتي... فرصة واحدة بس هي اللي محتاجها أرجوكِ

زي ما ربنا حطه في طريقك وساعدك أنا ربنا حط في طريقي اللي تخرجني من الضلمة اللي كنت فيها بس من غير ما أتطهر من اللي كنت فيه مقدرش أكون معاها أرجوكِ سامحيني وإديني فرصة أكون بني أدم

أجهشت بالبكاء لما قاله وهي تنظر لأحمد تستجدي منه النصيحة

أخذ نفس عميق وهو يحيط وجهها بين كفيه ويمسح دمعة بإبهامه قائلاً بهدوء لا ينم أبداً علي ما يعتمل بصدره

أحمد:حبيبتي يمكن هو ميستاهلش إنك تسامحيه..وأكيد جرحك وأذاكِ باللي عمله بس إنتي مكنتيش هتتغيري لولا اللي هو عمله..ويمكن مكناش إتقابلنا...أنا هموت وأقوم أدغدغه دلوقتي بس الحاجة الوحيدة اللي مسامحه عليها هي إنه كان سبب من أسباب ربنا إني أشوفك وأحبك....العفو عند المقدرة وعشان كدا أنا مش هفرض عليكي تسامحيه بس هقولك إن ماما قالتلي في يوم إننا المفروض نسامح كل اللي أذونا لأن يوم القيامة هنستني حد يسامحنا وربنا غفور رحيم يمكن إنتي تكوني سبب في صلاح البني أدم ده ويمكن بعد إنهردة تقدري فعلاً تنسي الماضي بكل مساوئه....شوفي اللي قلبك حسه إيه وإعمليه وأنا معاكي في أي حاجة

إرتمت علي صدره وهي تبكي بشدة إحتضنها...أشعرها بالحنان والأمان الذي كانت تنشده....بعد قليل هدأت وأخذت نفساً عميقاً وهي تنظر له وجدته كالغريق الذي يتعلق بقشة كان محطماً..فقد الكثير من الوزن ولمحة السخرية التي لازمته لم تعد موجودة بل لمحة ألم شديد لذا أشفقت عليه وهي تقول بشفتين مرتجفتين

ريما:مسامحاك

ثُم أدارت وجهها سريعاً ونظرت لأحمد تحثه علي الرحيل..أمسك كفيها الصغيرين وهو يُقبل كل منهما ورحلا تاركين هذا الجامد مكانه بينما قلبه يهدر بين صدره بصخب شديد حتي كاد أن يخرج من بين أضلعه

هل حقاً أعطته الفرصة..هل حقاً غفرت له..هل سامحته!!

هل سيكون إنسان جديد بعد هذه اللحظة ويبدأ بمن أذاهم قبلها....هل سيعطيه الله الفرصة أم سيظل تائه عن الطريق وأشباح الماضي الأسود تطارده في صحوه ومنامه !!

جلس بإعياء بجانب بائع الذرة وهو يتسائل تُري كيف هي الأن

هل هي بخير..هل هي حزينة.....حبيبتي أعلم أنكِ قوية وستنتظري بقي القليل صغيرتي

عاد للمنزل في منطقة المقطم دلف للمنزل وهو يتذكر كم مرة عصي ربه في هذا المكان الموحش الكئيب ولكن لن يبقي به كثيراً يستعيد نفسه ويأخذ والده وسيبدأ حياته من جديد...سيولد من جديد

في صباح اليوم التالي إرتدي ملابسه بعدما وضع المصحف الصغير بجانب قلبه وهو يُقبله وإتخذ طريقه لعائلة أول من تذكره ممّن قتلهم

كان حي بسيط من أحياء القاهرة منزل في الدور الأول بمبني قديم نوعاً ما

طرق الباب بأنامل مرتعشة فتحت له فتاة ربما في العاشرة من عمرها

لم تمهله الحديث بل هربت من أمامه وهي تنادي (تيتة...تيتاااا..فيه واحد غريب ع الباب)

لم يستطع أن يبتسم بل إرتجف قلبه خوفاً أن يكون قتل والد هذه الفتاة الرقيقة كان يصدره يعلو ويهبط وجسده يتصبب منه العرق ولكنه تذكر(أن هذا هو الملجأ الوحيد من هذه الأشباح) لذا إبتلع ريقه عندما جاءته سيدة تضع وشاح علي رأسها في أواخر الثلاثينيات كانت ذات وجه بشوش نبرة هادئة وهي تقول

السيدة:إتفضل يابني خير

إبتلع ريقه مرة آخري ثُم أخذ نفس عميق

يوسف:حضرتك تعرفي الأستاذ محمد الله يرحمه؟

لاحظ كيف تجمعت الدموع في عينيها وهي تقول بصوت مرتجف

السيدة:الله يرحمه...أيوة أنا مراته يابني خير

إرتعشت عضلة في خده الأيمن وتقبضت يداه وهو يقول

يوسف:ممكن أدخل أنا عارف مين اللي قتله

وضعت يدها علي فمها مع شهقة بكاء لم تستطع منعها...إستعادت رباطة جأشها عندما جاءتها هذه الصغيرة تتلمس كفها وهي تقول بحنان

مالك يا تيتة بتعيطي ليه حد زعلك ؟

إحتضنتها وهي تقول بحنان مماثل ( لا ياحبيبتي عينيا بس جه فيها حاجة ممكن تروحي أوضتك تذاكري دلوقتي يا عيون تيتة)

أومأت الفتاة برأسها وهي تذهب ثُم دعته للدخول وهي تقول بحزن

السيدة:حبيبتي متعرفش جدها مات وهي عندها سنتين بس الله يرحمه

أغمض عينيه بألم وسكين بارد ينغرس بصدره كادت الدموع تتحرر من مقلتيه ولكنه حاول أن يكون ثابت (إن الله معي ) ظل يردد هذه الكلمة بداخله حتي إطمأن تماماً وهو ينظر لوجه السيدة الحزين ثُم إبتلع ريقه وهو يقول

يوسف:حضرتك تعرفي طارق الحداد رجل الاعمال اللي إتحكم عليه من أسبوعين كدا .!!

لاحظ تفكيرها العميق وهي تقول( أيوة إفتكرته ده كان محمد بيشتغل عنده قبل ما يكشتف إنه بيشتغل في حاجات تانية غير التجارة وقرر إنه يسيب الشغل بس مات قبلها ياحبيبي)

إبتلع ريقه بصعوبة شديدة ها قد أتي الجزء الأصعب

يوسف:هو ده السبب اللي خلاه يموت

نظرت له بدهشة والدموع تنهمر مدراراً من عينيها قائلة بخوف (قصدك إيييه )

ربي لا تتركني وأنا علي أول الطريق إجعلها تقبل ما أقدمه لها يااااااااارب

كان صدره يعلو ويهبط وهو يُغمض عينيه ثُم

يوسف:طارق بعت حد يقتله ويجيب الورق...واللي قتله ده هو اللي دخل طارق السجن لأنه ندم علي اللي عمله بس هو كان محتاج إنك تسامحيه وجايبلك ديته معاه

إرتجفت شفتيه عند الكلمة الآخيرة ولاحظ صمت السيدة التي مازالت دموعها تنهمر وهي تنظر للظرف بيده المرتعشة ثُم آخيراً قطعت الصمت قائلة

(يعني اللي قتل جوزي لطارق دخل طارق السجن وهو عاوزني أسامحه صح؟؟....وأخد الدية بتاعت جوزي منك لأنه طبعاً مش قادر ييجي يوريني وشه )

كان وجهه شاحب شحوب الموتي وهو يقول بصوت مرتجف

يوسف:هو إنضرب بالرصاص قدام المحكمة بعد ما شهد ضد طارق وإتنين كمان زيه فاسدين وعلشان ربنا يسامحه طالب منك السماح ربنا غفور رحيم...هو مش باعت الفلوس دي عشان يعوضك بيها عن جوزك لأن مفيش حاجة تعوضه أبداً هو باعتها لإنها حقك...هو ملقاش غير الحق ده اللي عند ربنا في القرآن..أرجوكِ إقبليها حتي لو مش هتسامحيه دلوقتي يمكن ييجي وقت وتلاقي إنه أضعف وأقل من إنك تكرهيه..يمكن ييجي وقت وتلاقي إنه شايل ذنوب بحمل جبال فتسامحيه ع الذنب ده

لم يكن يعلم أن دموعه بدأت في الهطول فعلاً إلا عندما شعر بالطعم المالح بشفتيه..مسح دموعه سريعاً وأمسك رأسه وهو شارداً كمّن ينتظر حكم الإعدام حتي جاءه صوتها الهادئ نوعاً ما رغم دموعها المنهمرة

السيدة:ربنا غفور رحيم يابني وربنا يسامحه ويصبرني وهقبل منك الفلوس دي عشان حفيدته مش أكتر...قوله إني هحاول أسامحه بس موعدوش ربنا يصلح الحال

لدهشتها قبّل يديها ورأسها وهو يبكي بشدة ثُم خرج وجلس علي مصطبة المنزل وقد أقسم أن يفعل مع كل من أذاهم المثل وهكذا كان

ذهب لكل من تذكره منهم.....ظلّ هكذا شهور طويلة..من قتله ووجد له عائلة كان يذهب إليها يستجدي منها السماح...منهم من قِبل ومنهم من رفض وبقسوة ولكن قبل المال...ومنهم من ضربه بشدة ثُم قال سأسامحك عندما يسامحك الله....ومن قتله ولم يكن له عائلة كان يُخرج ديته لله صدقة علي روحه....كان قد إستنزف كل طاقته في إسترضائهم

.................................................. .........

مرت الأيام بالتشابه وهي علي نفس الحال تصلي..تقرأ ببعض الكتب التي تعشقها...تنظر من النافذة علّها تراه ولكن فقط خيال يخبرها أنه كان هنا من قبل...تخبر نفسها مراراً وتكراراً ألا تبكي ولكن تخونها دموعها لتهرب إلي الحمام لتفرغ حزنها في المياه الساخنة علي جسدها..تبتسم بوجه عائلته وكأن ما فات قد مات لكن مازن كان يخترقها بنظراته...يدق حصونها وهي لا تبالي فقط إبتسامة واهية أن كل شئ علي ما يُرام

اليوم ستبدأ بعمل المدونة وستكتب..دائماً كانت الكتابة هي مخرجها الوحيد

جلست علي الأرض بجانب حمام السباحة وهي تبدأ بكتابة أولي مقالاتها الصحفية (وطن مفروغ منه ) بدأت بالكتابة وهي لا تشعر بشئ حولها سوي صوت الأشجار المتعانقة مع أصوات العصافير المزقزقة في هذا الوقت من الصباح...أنهت المقال وأغلقت الحاسوب ودون أن تشعر هطلت دمعة يتيمة علي خدها مسحتها بعنف وهي تهمس لنفسها (لن أبكي...لن أبكي) ولكن خانتها عيناها فتبعتها العديد من الدموع حتي تعالت شهقاتها بعدما أفرغت شحنة البكاء الهستيري لحسن حظها كان الوقت مبكراً جداً حتي إستيقاظ أي منهم لذا لملمت حاجياتها وذهبت لغرفتها أخذت حماماً ساخناً لم يخلو من شحنة البكاء أيضاً ثُم إستلقت علي الفراش تحدق في السقف بجمود وكفها الرقيق علي صدرها.....سمعت باب الغرفة يُفتح ويُغلق ولكنها لم تتحرك من مكانها حتي إقترب منها مازن بملابس النوم لم يقل شيئاً فقد إستلقي بجانبها علي الفراش وهو يضمها لصدره ويُقبل قمة رأسها قائلاً بحنان شديد

مازن:أنا جنبك وعمري ما هسيبك خليكي دايماً قوية زي ما كنتي...أنا عارف إن مش ده اللي حصل بينكم وعارف إنه خلاكي تبعدي عنه بس أنا واثق إن ليه عذره أنا مش ببررله...بس واثق إنه خايف عليكي وشاف إن ده الأنسب ليكي...أرجوكِ يا أسيل إنتي كل يوم بتدبلي

كانت ترتعش بين ذراعيه بشدة كأنها تؤكد علي كل كلمة يقولها تشبثت بقميصه تستمد منه الأمان والراحة...ضمها أكثر لصدره وهو يزرعها بين أضلعه حتي شعر بسكون جسدها نظر لها وجدها تغط في نوم عميق

تسلل من جانبها بهدوء ثم دثرها بالغطاء وهو يقبل جبينها ويمسح دموعها الجافة ثُم خرج حتي يستعد للذهاب لعمله

.................................................. ...

كان جالساً في غرفته علي مكتبه وهو يفكر في تلك الصغيرة الرقيقة شقيقة مازن..إسمها غريب (أسيل) بل كل ما يُحيط بها غريبة

هالة من البراءة والحزن..إبتسامة شاحبة تخفي ما وراءها من هموم وتعاسة...لا يعلم لما كل أتت لزيارة نادين ظلّ ملتصق بهم بحجة الإطمئنان علي نادين ليس أكثر ولكن السبب الحقيقي هو أنه بكل بساطة يحب أن يراها يحب أن يراقب خلجاتها وتصرفاتها...العيون التي تلمع عند التحدي...الإبتسامة الشقية..حتي خوفها وخجلها كان يلاحظه ولكنها لم تنظر في عينيه أبداً بل لم توجه له سوي بضع كلمات قليلة...من لاحظته وبشدة هي نادين التي باتت تكرهه من نظراته تلك..ولكن ماذا بيده أن يفعل وهي تجذبه كالمغناطيس...أجفل عندما سمع طرقات علي الباب إعتدل في جلسته وهو يقول بهدوء

إياد:إتفضل

في أقصي أحلامه لم يكن يتخيل أن يراها أمامه..لم يراها منذُ أسبوعان وللحق إشتاق لها وبشدة لقد فقدت الكثير من الوزن بل إنها تبدو شاحبة جداً.. إبتلع ريقه وإبتسم بتردد قائلاَ

إياد:أنسة أسيل..أهلاً وسهلاً إتفضلي

دخلت بتوتر وفركت يديها في بعضها قائلة بخفوت

أسيل:معلش أنا أسفة إني جيت من غير معاد..بس كنت عاوزة أطمن علي نادين واعرف هي بتستجيب للعلاج ولا لأ...وهتخرج إمتي إن شاء الله ؟

حاول السيطرة علي نفسه من تأثره بقربها منه وحديثها العفوي وضع يديه في جيبي سترته وهو يقول بعملية

إياد:نادين أحسن كتير من أول مرة جت فيها هنا خصوصاً مع وجود مامتها وإنتي ومازن كمان ده مساعدها أوي...هي بتستجيب كويس جداً للعلاج الجسدي والنفسي ومتبقاش كتير لخروج كل السموم من جسمها

أومأت برأسها وهي تقول بإبتسامة شاحبة

أسيل:يعني الحمد لله مبقتش بتطلب الحبوب دي زي الأول صح؟؟

أشار لها بالجلوس ثُم جلس أمامها

إياد:أيوة طبعا مبقتش تطلبها زي الأول دي حتي بقت تنساها كتير لأن فيه حاجات كتير بتعملها في يومها بتنسيها الكلام ده كله ومع دكتورة هدي هي متقدمة كتير...نادين عندها إرادة قوية جداً إنها تخرج وتتعالج وترجع زي الأول علي عكس ناس كتير أوي..يعني أقدر أقولك إنها قدامها بالكتير أوي شهر أو إتنين وتخرج زي الأول وأحسن

إتسعت عيناها بإشراق وهي تقول بفرحة طفولية

أسيل:بجد متشكرة جداً جداً يادكتور ميرسي بجد..عن إذنك دلوقتي ومعلش عطلتك

خرجت دون ان تعطيه الفرصة للرد..مازال قلبه يدق بعنف إنه يحب تلك الفتاة بكل ما فيها...رباه ماذا عليه أن يفعل !!

.............................................

طرقت الباب بخفوت وهي تبتلع ريقها وتحاول رسم إبتسامة هادئة علي شفتيها حتي لا تري ما بها سوف تخبرها ولكن ليس الأن فيما بعد

وجدتها جالسة تنعم بالسلام النفسي وهي تقرأ بالمصحف الذي كانت قد أعطته لها في وقت سابق..إقتربت منها بإبتسامة واسعة زائفة وهي تقبل وجنتيها قائلة

أسيل:إزيك يا ست البنات وحشتيني يابت

نظرت لها بإبتسامة ثُم تعمقت داخل عينيها وهي تقول

نادين:وإنتي وحشتيني أكتر يا أسيل..وكل ما أسأل مازن عنك يقولي تعبانة شوية..مرهقة بتشتغل عشان تعمل المدونة وتبدأ في الكتابة

كلها حجج يا أسيل ومستنياكِ إنتي تجاوبيني ؟؟

نظرت بعيداً حتي لا تلتقي بعيناها وهي تقول بلا مبالاة مصطنعة

أسيل:إنتي مكبرة الموضوع ليه بس هو زي مازن قالك بالظبط كنت تعبانة شوية وكمان بدأت أعمل المدونة وبطمن عليكي كل يوم من طنط

أمسكتها من ذراعها بحزم وهي تضع المصحف علي المنضدة قائلة

نادين:لو كدبتي ع الناس كلها مش هتكذبي عليا بصي في عينيا وقوليلي مالك..فيكي إيه..ليه الدموع مالية عنيكي حتي وإنتي بتضحكي؟؟

كان هذا أكثر مما تستطيع تحمله...ضغط رهيب علي أعصابها وهي تحاول السيطرة ولا تبكي بعد إحتضان مازن لها منذ هذا اليوم وهو لا يتحدث في شئ سوي أنه يبتسم بوجهها بحب يُقبلها..يرسل لها إشارات خفية أنه بجانبها...بينما هي تضغط علي نفسها بشدة حتي لا تبكي....حتي عندما تختلي بنفسها تغلق عيناها بشدة وهي تمنع دموعها من السقوط ولكن الأن وأمام نادين بالتحديد لا تستطيع التمثيل أكثر

أجهشت بالبكاء حتي أصبح جسدها ينتفض بشدة بينما نادين تقترب منها وتحتضنها بشدة وهي تقول بقلق حقيقي

نادين:حبيبتي إهدي أنا أسفة والله...أسيل عشان خاطري فهميني فيه إيه أنا قلقانة عليكي

قادتها بلطف للفراش..هدأ بكاؤها قليلاً بينما مازال جسدها يرتجف بشدة

ظلّت تُربت علي ظهرها حتي تسترخي بعض الشئ

بعد وقت ليس بالقليل هدأت شهقاتها وبدأت تأخذ نفس عميق وهي تمسح أنفها المحمر وعينيها المنتفختين بالمنديل وهي تسرد لنادين كل ما حدث منذُ إختطافها حتي عشقها له

إنتهت من حديثها ولكن دموعها لم تنتهي وهي تهمس

أسيل:بس سابني في نص الطريق..أنا عارفة إنه خايف عليا بس مش من حقه ياخد القرار ده لوحده مش من حقه أبداً

لم تعرف ماذا تقول بعد هذا الكم الهائل من المفاجأت التي عرفتها للتو وأكبرها هي أن صديقتها تحب قاتل...وهو لا يحبها فقط بل يعشقها مما تقوله هي أنه حقاً لا يريد أن يؤذيها....إبتلعت ريقها ثُم قالت بعد وقت ليس بالقليل

نادين:ياااااه كل ده شايلاه في قلبك من غير ما تقوليلي إزاي يا أسيل

سمعت صوتها المرتجف وهي تقول

أسيل:كنت خايفة عليكي إنتي كنتي في بداية علاجك ومقدرتش أكون أنانية وأنا عارفة إن مازن معايا وإنتي محتاجانا إحنا الإتنين ومكانش معاكي حد غيرنا...لو كنتي حسيتي باللي فيا لحظة كان ممكن تضعفي ومتكمليش وده اللي مكنتش هقبله أبداً..(ثُم أكملت بتحشرج)..أما دلوقتي خلاص مبقتش قادرة أمثل هنا وفي البيت يا نادين بجد تعبت خلاص مش قادرة

إحتضنتها مرة آخري ومسحت دموعها وهي تقول بحنان بالغ

نادين:طيب ياحبيبتي إهدي عشان خاطري أنا هفضل جنبك ومش هسيبك وكمان إنتي اللي علمتيني إزاي أكون قوية في مواجهة مشاكلي..خليكي قوية زي ما عرفتك دايماً..مش إنتي كنتي دايماً تقوليلي إن ربنا بيبتلينا علشان يختبر صبرنا وعشان إحنا بنوحشه وبيحب يسمع دُعانا....يا أسيل بعد كل اللي حكتيه وقولتيه أنا معنديش لحظة شك إنه بيحبك بس كان لازم اللي عمله ده أنا مش بلومه

إنتفضت من ذراعيها وهي تقول بعنف

أسيل:مش من حقه حتي لو خايف عليا وإياكي تقولي معاه حق

إبتسمت بلطف وهي تعيدها مكانها مرة آخري ربتت علي رأسها

نادين:لأ لازم أقول معاه حق هو خايف عليكي وأديكي شفتي اللي حصل يوم المحاكمة كان ممكن أنتي تبقي مكانه في المستشفي لولا اللي عمله صح!!...يبقي لازم نفكر بعقلنا شوية وتعرفي إنه عمل كدا علشانك وعلشان بيحبك وأنا واثقة جداً إنه بيتعذب يمكن أكتر منك لأنه لوحده مش معاه حد إنما إنتي إحنا كلنا جنبك....أسيل إوعديني إنك ترجعي زي الأول علشان ع الأقل هو ميحسش بالذنب كفاية ذنوبه اللي عنده

شعرت بالهدوء والسكينة مما قالته لها لذا هدأت قليلاً وهي تبتلع ريقها قائلة وعيونها تشتعل بالأمل

أسيل:تفتكري هيرجع تاني...قوليلي بس لو هيرجع هستناه عمري كله ومش هييأس أبداً إنه يجيلي

قالت بهدوء

نادين:إنتي اللي تقولي إذا كان ممكن يرجع ولا لأ إنتي اللي تعرفيه أكتر مني...بس أنا بقول لو بيحبك بجد يبقي هيخلص كل اللي فات علشان يتطهر من كل حاجة زي منا بعمل دلوقتي مع مازن وبعدين يرجعلك

إلتمعت عيناها بتصميم والإبتسامة تشق شفتيها قائلة من بين دموعها

أسيل:يبقي هيرجع..هيرجع يا نادين لإني معنديش شك إنه بيحبني

إحتضنتها بسعادة قائلة

نادين:يبقي تصبري ياحبيبتي وأنا عارفاكي أقوي من أي مشكلة ممكن تواجهك

ردت بإمتنان

أسيل:ربنا يخليكي ليا يارب يا أحسن صديقة في الدنيا

إبتسمت بحب قائلة

نادين:إنتي اللي أحلي وأجمل صديقة في الكون

بعد قليل إستعادت نفسها قليلاً وعاد بعض من روحها الشقية وهي تغمز لنادين قائلة

أسيل:ها قوليلي بقي إيه اللي حصل لما مازن جالك الأسبوع اللي فات..هو جه حكالي عشان أخرج من اللي أنا فيه ده بس عاوزة أسمع منك إنتي

لاحظت تورد وجنتيها وهي تشيح بوجهها بعيداً قائلة بخفوت

نادين:أخوكي مجنون

ضحكت بإنشراح كأنها لم تضحك منذُ زمن وهي تقول

أسيل:لأ دي قديمة قولي اللي حصل بالتفصيل الممل إعترفي يلا

إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بخجل شديد

نادين:طيب...إحم هو يعني كنت قاعدة مع الدكتورة هدي في الجنينة وبعدين يعني إتكلمت معاها عن مازن بس محدش فينا خد باله إنه كان سامعني بقي

تذكرت كيف وجدته يقترب منهم بإبتسامة جذلي وكيف إشتعلت وجنتاها من الإحمرار وهي تسمعه يهمس بجانب أذنها بصوت مبحوح

مازن:ياريت الدكتورة كانت كلمتك من زمان عني عشان أسمعها منك

إرتجفت بشدة وأطرقت رأسها للأسفل حتي كاد شعرها أن يبتلع وجهها من كثرة الخجل

إستأذنت منهم هدي وهي تضحك من خجلها الشديد هذا بينما هي تجحدها بنظرات غاضبة

قرّب الكرسي حتي كاد يلتصق بكرسيها ثُم جلس عليه وهي يُزيح خصلات شعرها متأملاً إياها بصمت بينما هي مازلت مغمضة عينيها وترتجف بشدة تحت لمسته البطيئة علي صفحة وجهها كله......حتي شعرت بأنفاسه اللاهبة علي جانب وجهها هامساً

مازن:إرحمي ضعفي وقوليها تاني

أجلت حنجرتها وشعرت بقلبها يهبط بين أضلعها بينما أنفاسها متسارعة وهي تجيب بخفوت شديد

نادين:أ..أقول إيه؟

أجابها بصوت أجش

مازن:نادين حرام عليكي بجد قوليها بقي

دون شعور منها أفلتت ضحكة خافتة من بين شفتيها ولم ترد..إقترب أكثر وهو يقول بتوسل حاااااار

مازن:مرة واحدة بس وأوعدك مش هعمل حاجة ومش لازم ياستي تبصيلي بس قوووليها

تورد وجهها بالكامل حتي إرتعش جسدها بأكمله وهي تهمس بخجل شديد

نادين:بحبك

زفر نفس حار و قبّل كفيها برقة شديدة ثُم تفاجئت به وهو يقول يصرخ بأعلي صوته

مازن:بحبااااااااااااااااااك

إضطربت بشدة والنظرات تتجه إليهم بعضها بحقد..وآخري بإبتسامة بينما هي تسحبه من قميصه بخجل شديد قائلة بهمس

نادين:بس يامجنون حرام عليك إقعد بقااا

إقترب منها وإبتسامته مشعة تتغلغل لأعماقها وهو يهمس هذه المرة

مازن:بحبك...وبحبك...وبحبك....وبحبك

الإحمرارالقاتل غزا وجنتيها ولم تجرؤ علي رفع رأسها إلا عندما أمسك ذقنها وهو يجلس علي ركبتيه ينظر لعيناها التي يعشقها بينما هي تحاول الهرب دون فائدة تذكر.....لا تعلم حقاً كم مرة من الوقت إلا عندما جاءت والدتها التي تنحنحت وهي تقول

وفاء:إحم إحم نحن هنا يادكتور

إنتفضت من أسره سريعاً وهي تحاول لملمة شتات نفسها بينما وجهها كله كحبة الفراولة الناضجة وقلبها يرتجف حتي كاد يخرج من بين أضلعها...أرجعت خصلاتها البنية للوراء وهي تبتلع ريقها قائلة بإرتجاف

نادين:ماما...مازن كان جاي يعني...

أكمل عنها وهو يقول بإبتسامة لا تفارق عيناها

مازن:كنت جاي أطلب إيدها ياطنط...ممكن أتجوز نادين؟؟

عادت من تلك الذكري عابسة وهي تري أسيل لم تتوقف عن الضحك لكزتها في ذراعها قائلة بحنق

نادين:بطلي ضحك بقي يابت إنتي يإما مش هكمل والله

وضعت يديها علي فمها وهي مازلت تبتسم

أسيل:أصلي مكنتش أعرف إنك جننتي أخويا للدرجادي...ها وطنط قالت إيه ؟

مطت شفتيها بحنق مفتعل قائلة

نادين:هي تقدر تقوله حاجة ده هو حبيبها دلوقتي ياختي وافقت بعد ما أخرج علي طول والمجنون حضنها وباس إيديها وجنني معاه والله

إنفجرت ضاحكة كما لم تفعل منذُ زمن وهي تحتضن نادين بسعادة قائلة بصدق

أسيل:بجد أنا أسعد واحدة في الدنيا إن أقرب إتنين ليا هيتجوزوا....مبروك يا نادين ألف مبروك ياحبيبة قلبي

إبتسمت بخجل وهي تقبل وجنتيها قائلة بحنان

نادين:عقبالك ياحبيبة قلبي...وأنا كمان مبسوطة أوي ونفسي أخرج إنهردة قبل بكرا

أسيل:أيوة صحيح أنا قبل ما أجيلك عديت ع دكتور إياد وسألته وطمني إنك بالكتير شهر أو إتنين وتخرجي...الدكتور ده شكله محترم أوي

لاحظت عبوسها وهي تقول

نادين:اه محترم اوي

ردت بتساؤل

أسيل:مالك يا نادين الدكتور ده عمل حاجة ضايقتك ؟

حاولت إخفاء ما يعتمل بصدرها ناحيته وهي تقول بإبتسامة

نادين:لا ياحبيبتي أبداً مفيش حاجة إنتي عارفة يعني علشان هو الدكتور اللي بيعالجني وبيفرض عليا حاجات مش بحبها

إبتسمت بإرتياح قائلة

أسيل:معلش ياحبيبتي هو أكيد بيعمل كل ده عشان مصلحتك

أومأت رأسها بالإيجاب دون أن ترد....قضت الفتاتان وقتا جميلا مما جعل أسيل تشعر بالراحة والإمتنان لوجود نادين بجانبها فهي أكثر من مجرد صديقة..تفهمها وتشعر بها أكثر من أي شخص بعد قرابة الثلاث ساعات قررت أسيل الرحيل حتي تكتب مقالها الثاني الذي من المفترض أن تقوم بتنزيله غداً...ألقت علي وفاء تحية خاطفة وذهبت ولم تكن تري هذا الذي يراقبها من بعيد وقد قرر بداخله أنه لا يوجد سبب لينتظر حتي يصارحها بما يعتمل بصدره أو يخبر شقيقها علي الأقل

.........................................

اليوم آخر أيام إختباراتها الجامعية وقد قررت مصارحة والدتها بكل شئ ولكنها لم تخبره بعد....كانت هايدي ستقابل خطيبها لذا ودعتها علي وعد باللقاء غداً ليتناولوا الغداء سوياً...فكرت أنه باقي ساعتان تقريباً حتي يُنهي عمله ستذهب لملاقاة والدتها في صالون التجميل الخاص بها حتي تُخبرها قليلاً عمّا يحدث...إستقلت سيارة آجرة فهي لم تعد تستخدم سيارتها كثيراً أخبرته برسالة نصية انها ستذهب لوالدتها وعندما ينهي عمله يخبرها كالعادة لم يصلها أي رد لأنه يغلق هاتفه تماماً أثناء العمل

عندما وصلت للمركز رحبت بها معظم العاملات هناك فقد كانت ودودة

وبشوشة معهن جميعاً..قبّلتها ماجدة من وجنتيها ثُم سألتها وهي تجلس

ماجدة:ها ياحبيبتي عملتي ايه في الإمتحان؟

قالت بإبتسامة

ريما:الحمد لله تمام ياماما كان سهل.....كنت عاوزة أكلم حضرتك في حاجة ينفع ولا أنتي مشغولة ؟

جلست بجانبها علي الأريكة بعدما أغلقت باب المكتب قائلة بحنان

ماجدة:لو إنشغلت عن الدنيا كلها مش هنشغل عنك أبداً...ها بقي ايه الموضوع ؟

إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وأخذ قلبها يدق بعنف وهي تفرك يديها في حجرها بتوتر قائلة

ريما:هو حضرتك فاكرة...أحمد؟

عقدت حاجبيها في تساؤل بينما أكملت عنها

ريما:أحمد يا ماما اللي روحنا زورناه في بيته

لحظة..لحظتان ثُم تذكرت قائلة بهدوء

ماجدة:آآآآآآه أحمد الولد المحترم اللي ساعدك ده...ماله ياحبيبتي؟

إرتخت في جلستها قليلاً وهي تقول بتردد

ريما:تعرفي إنه ساعدني أنا..وهايدي في مادة الرياضة؛(ثُم اكملت مبررة) ماهو طلع خريج تجارة وبيفهم في الرياضة كويس أوي

شعرت أن هناك ما هو أبعد من التدريس ولكنها لن تخسر إبنتها مجدداً لذا أجابتها بإبتسامة

ماجدة:والله...طيب كويس أوي ياحبيبتي باين عليه شاطر بقي صح؟

أجابت بإنشراح

ريما:أوي أوي ياماما ومحترم أوي كمان

صمتت الأم قليلاً وهي تنظر بعمق لإبنتها قائلة بصراحة

ماجدة:إيه الموضوع ياحبيبتي إتكلمي متخافيش أنا إتغيرت وإنتي إتغيرتي

غزا الإحمرار وجنتيها وهي تسرد عليها كل ما مرّ بعلاقتها بأحمد بداية من تسببها في خسارته لوظيفته حتي لقائها بآسر منذُ أكثر من ثلاثة أسابيع

أخبرتها عن نبله وأخلاقه...عن تفهمه الشديد لها...وعن دوره في رسم شخصيتها الجديدة التي جعلت كل من حولها يحبها هي لها وليس من أجل أموالها....كانت ماجدة تستمع لها بتركيز وهدوء شديدين بينما عقلها يحلل كل خلجة من خلجاتها حتي توصلت لمعلومة خطيرة(إبنتها تعشقه بشدة ولن تتخلي عنه مهما حدث)..أنهت حديثها وهي تنظر لها بأمل

ريما:والله يا ماما عمره ماآذاني ولا عمل معايا حاجة وحشة دايماً بيعملي اللي يخليني كويسة....ومش راضي يجيلي دلوقتي عشان عارف من جواه إنه ممكن يترفض مع إن ده مش فارق معايا خالص بس هو علشان راجل بجد وعنده كرامة دوّر علي شغل وبيشتغل دلوقتي في شركة الصياد محاسب...وفوق كل ده مسابش شغلة مندوب المبيعات مؤقتاً لحد ما يكون مبلغ كويس يجيب بيه شقة محترمة لأنه عمره ما هيقبل يعيش بفلوس بابا

ربما منذُ سنوات كانت رفضت وبشدة أما الأن وهي تراها بهذه السعادة وتري معها رجل يستحق أن تحارب من أجله العالم ومن فيه

ربتت علي شعرها الذهبي وهي تحتضنها قائلة

ماجدة:عاوزة أقابله تاني

نظرت لها بخوف فربتت علي وجنتها بإبتسامة حانية

ماجدة:عاوزة أقوله إني فخورة بإختيار بنتي ليك وهقف جنبكم مهما حصل لإن أقصي أمنياتي إني أشوفها سعيدة زي ما هي معاك كدا

إبتسمت بسعادة بالغة وهي تحتضنها بشدة ثُم قبلتها من كل وجهها ووالدتها تضحك بشدة علي موقفها الطفولي

أخذت حقيبتها وهي تهرول قائلة

ريما:هقوله إنهردة وهبلغك بالمعاد ياقمري...ومتقلقيش مش هتأخر لأنه مش بيوافق يأخرني أصلاً

قررت أن تتمشي حتي تصل للكورنيش هذا المكان الذي باتت تعشقه منذُ أن بدأت تخرج معه إليه...باتت عشق أكل الذرة معه..وتناول حمص الشام

تحاول أن تكون مثله وهي تعشقه هكذا بل تعشق نفسها بشخصيتها الجديدة تماماً عليها

.................................................

إستقل سيارته متوجهاً نحو المشفي فاليوم آخر أيام الأسبوع وقد إشتاق لها حقاً...لم يعد يحتمل يريدها معه في كل لحظة...إبتسم وهو يتذكر عندما إعترفت له أنها تحبه...رباه كم كانت جميلة ورقيقة في تلك اللحظة لولا ظهور وفاء كان ربما كان أقدم علي فعل ما لا يحمد عقباه أمام شفتيها المرتجفتين ووجهها المزين بالحمرة القانية اللذيذة جداً.....حسناً لم يتبقي الكثير ستعود وستكون له وحده عندما تتعافي كلياً مما هي فيه....صفّ سيارته أمام محل زهور وقام بشراء باقة ورد كبيرة من أزهار الياسمين والبنفسج...ثُم أكمل طريقه ناحية المشفي...تقابل مع إياد الذي بدا متوتراً علي غير عادته سأله بإبتسامة

مازن:إزيك يا إياد..إيه مالك؟

رد عليه بإبتسامة مترددة

إياد:الحمد لله تمام...كنت عاوزك في موضوع بعد ما تخلص مع نادين ممكن؟

سأله والقلق يعصف به

مازن:نادين فيها حاجة !!!

رد سريعاً

إياد:لالالالا متخافش نادين زي الفل الحمد لله...دي حاجة تخصني أنا

إبتسم بإرتياح وهو يصافحه

مازن:خضتني ياعم...ماشي حاضر قبل ما أروح هعدي عليك إن شاء الله

أومأ رأسه بالإيجاب..بينما تركه مازن وهو يتوجه ناحية مليكة قلبه طرق الباب مرتان ثُم سمع صوت وفاء الهادئ يدعوه للدخول...وجدها تبتسم بخجل دون أن ترفع رأسها لذا قالت وفاء بإبتسامة

وفاء:أهلاً أهلاً إزيك يامازن...مظنش الورد ده ليا هروح بقي البيت أعمل شوية حاجات ولما تخلص رنلي عشان أجي....سلام

إحمرت بشدة عندما سمعت صوته الأجش وهو يقترب

مازن:مش عاوزة تشوفي الورد الحلو ده لمين ؟

رفعت رأسها آخيراً وهي تمد يديها بتردد هامسة

نادين:ميرسي حلو أوي الورد

همس بجانب أذنها

مازن:اللي جايلها الورد أحلي...وحشتيييني

جحدته بنظره غاضبة وهي تقول

نادين:مازن إتلم كفاية اللي عملته المرة اللي فاتت كل الممرضات هيموتوا عليك حضرتك

إنفجر بالضحك وهو يلامس خصلات شعرها

مازن:طيب وحضرتك سايباهم يموتوا عليا كدا عادي؟

قامت من مكانها وهي تضع الورد علي الفراش نظرت له بحدة

نادين:إتلم أحسنلك إنت فاهم ؟

سمعت همسه القريب جداً منها

مازن:أنا بحبك إنتي ومستعد أقولها للعالم كله

إبتسمت بخجل وهي تطرق لموضوع آخر

نادين:أسيل قالتلي إني ممكن أخرج كمان شهر أو إتنين هي سألت دكتور إياد

إبتسم بسعادة قائلاً

مازن:بجد...طيب الحمد لله أنا مبسوط أوي أوي..شهرين كويسين علي ما أجهز البيت اللي إشتريته بصي بعد ما تخرجي من هنا إبقي غيري العفش زي مانتي عاوزة بس دلوقتي هخلي أسيل تختاره معايا وأهي عارفة ذوقك

أوقفته عن الحديث ضاحكة وهي تقول

نادين:حيلك حيلك إيه مالك مستعجل كدا ليه...إستني أما أخرج ونظبط كل حاجة سوا !!

رد بوقاحة فجه

مازن:أنا ماسك نفسي بالعافية عنك تقومي تقوليلي أما تخرجي ؟

ضربته علي كتفه وهي تجحده بغضب بينما يتضرج وجهها بالحمرة القانية.....إبتسم بشقاوة قائلاً

مازن:ما هو يا كدا يا أتجوزك هنا ونخلص...ياتسبيني أجهز كل حاجة هاااا؟

تنفست بغضب وصدرها يعلو ويهبط بينما قلبها هبط بين أضلعها فعلمت أنه لن يستسلم لذا قالت بصوت يكاد يسمعه

نادين:طيب خلاص خلي أسيل تساعدك هي وماما

إبتسم بسعادة وهي يقترب يُقبلها من جبينها هامساً بجانب أذنها

مازن:بحبك (ثُم أكمل وهو يبتعد) هروح لإياد عشان عاوزني وبعدين هروح هتعوزي حاجة ياحبيبتي ؟

حركت رأسها بالنفي وهي مازلت تحت تأثير قبلته وكلماته....

عندما ذهب لإياد وجده متوتراً بشكل غير ملحوظ يجوب الغرفة يميناً ويساراً أكثر من مرة تنحنح قائلاً

مازن:إياد...أنا خبطت كذا مرة بس إنت مردتش

أجفل عندما سمع صوته ولكنه حاول تدارك نفسه بإبتسامة مترددة وهو يشير له بالجلوس...قال بصوت هادئ

إياد:ها عامل إيه إطمنت علي نادين؟

أجابه بهدوء مماثل

مازن:أيوة الحمد لله هي تمام وقالتلي إنك قلت لأسيل إنها هتخرج كمان شهر أو إتنين

لاحظ تغيره عند ذكر أسيل وقبل أن يتحدث وجده يجلس أمامه بإرهاق واضح قائلاً

إياد:أنا عاوزك في موضوع مهم يا مازن يخصني ويخصك

أجابه بقلق حقيقي هذه المرة

مازن:في إيه يا إياد طمني إنت كدا قلقتني ؟

إبتلع ريقه بصعوبه بالغة وهو يقول بتردد

إياد:بصراحة ومن غير كلام كتير أنا عاوز أتجوز...أسيل

عقد حاجبيه بتساؤل وهو يدعو الله ألا تكون هي أسيل حقاً

مازن:أسيل مين؟

إياد:أسيل أختك يامازن

.................................................. ....

أنهي عمله ثُم قام بالإتصال بها أتاه صوتها مبتهجاً وهي تقول

ريما:أيوووون...حضرتك فين أنا مستنياك من بدري ع الكورنيش؟

كان سعيد لسماعه صوتها هكذا..فقد ظلّ أسبوع كامل يحاول تهدأتها منذُ لقائها بفارس حيثُ كانت متوترة جداً...حزينة ولا يعلم لماذا سوي أنها أخبرته أنها تشعر بالشفقة عليه وليس الكره...أجابها بمرح

أحمد:حبيبتي أسف والله لسه مخلص شغلي حالاً هاخد تاكسي وأجيلك ع طول

أجابته بتسامح وعفوية

ريما:ولا يهمك أنا مستنياك أهو

إستقل سيارة الأجرة وهو يجيب

أحمد:مش هتأخر يا ميمو...سلام

بعد حوالي النصف ساعة وصل وجدها تأكل حمص الشام بنهم وشعرها الأشقر يتطاير بفعل نسمات الهواء في هذا الوقت....لم تعد تضع مساحيق تجميل بناءاً علي طلبه ولم تعد ترتدي أي شئ قصير أو بحمالات بناءاً علي طلبه أيضاً...كانت ترتدي فستان طويل باللون الزهري عليه ستره قصيرة مما ود لو يحتضنها ويزرعها بين أضلعه يخبئها بعيداً عن الأعين...إبتسم وهو يقترب منها هامساً بجانب أذنها

أحمد:وحشتيييني

كانت تأكل الذرة بنهم ولم تنتبه لهذا الذي إقترب منها هامساً بما جعلها توقع الشراب علي ملابسه دون وعي وهي ترتجف..عندما وجدت وجهه ملطخ هو وقميصه...إنفجرت ضاحكة وهي تري قميصه قد تلطخ وهو عابس الوجه...عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً بنفاذ صبر

أحمد:خلصتي ضحك حضرتك ولا إييه؟

حاولت إلتقاط أنفاسها ولم تتوقف عن الضحك قائلة وهي تشير لملابسه

ريما:أصل شكلك كوميدي أوي الصراحة مش قادرة أمسك نفسي من الضحك

إلتقط الكوب من يديها في حركة خاطفة وهو يُكمل ما تبقي منه عليها...شهقت عالياً وهي تنظر له بغضب وتضربه بيديها علي كتفه بينما هو لا يتوقف عن الضحك قائلاً

أحمد:واحدة بواحدة ياحلوة

إبتسمت هي الآخري وهي تنظر لملابسها قائلة

ريما:عاجبك كدا يا أستاذ أروح البيت إزاي أنا دلوقتي

أخذها من يدها وهو يُجلسها قائلاً بمرح

أحمد:ياستي عادي أهو تبقي زي الناس متهتميش بحد إتجنني بس

ضحكت بإنطلاق وهي تنظر له بعينان لامعتان

ريما:أنا بحب أتجنن معاك إنت وبس

إبتسم بحب وهو يتلمس كفها قائلاً

أحمد:وأنا بحب جنانك وبحبك

إبتسمت وسحبت كفها بخجل بينما هو يقول بهدوء يناقض ضربات قلبه العاصفة

أحمد:ها بقي إيه اللي مخليكي مبسوطة أوي كدا إنهردة؟

فركت يديها بتوتر في حجرها وهي تهمس

ريما:أحمد أنا قلت لماما

لحظة...لحظتان..عمّ الصمت بينما هو ينظر لها ببلاهة شديدة.....إبتسمت وهي تلوح بيددها أمام وجهه تنادي بإسمه....رد بغباء

أحمد:أه عملتي إيه بقي؟؟؟

ريما:أحمد بقولك قلت لماما كل حاجة بيننا

أجابها بتوجس

أحمد:وقالتلك إيه؟

إبتسمت بسعادة

ريما:بتقولك هي فخورة بإختياري ليك...وفرحانة إني إخترت راجل بجد وعاوزة تقابلك

رد بدهشة شديدة

أحمد:بتتكلمي بجد؟؟؟

ضحكت بسعادة

ريما:أه والله بتكلم جد الجد كمان

كان علي وشك أن يحتضنها ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الآخيرة وهو يقول بفرح

أحمد:وأنا مستعد أقابلها في أي وقت

ريما:هي قالتلي إنت اللي تختار المعاد علشان شغلك

بعد تفكير رد

أحمد:إمممم طيب يبقي بكرا ستة المغرب لو ينفع تمام

إتسعت إبتسامتها وهي تقول

ريما:تماام يا فندم

بعد وقت قليل وجدت ريما فتاة شديدة الجمال ترتدي تنورة ليست بالقصيرة وقميص رسمي ذات شعر أسود قصير...إقتربت من أحمد بالتحديد قائلة بإبتسامة

نهلة:مش معقول أشوفك مرتين في اليوم

وجدته يقول هو الآخر والإبتسامة لا تفارق وجهه

أحمد:اه شوفتي بقي إيه اللي خرجك بدري إنتي مش قلتي هتكملي اليوم لآخره ؟

أجابته بلا مبالاة مصطنعة

نهلة:لا ما هو كله مشي بقي وإنت كمان مشيت قلت أخلص شغلي في البيت بقي

كادت تقتلع تلك الإبتسامة من علي وجهه وجهها وهي تراه يقول

أحمد:معلش بقي كنت مستعجل

نظرت لها بهدوء ثُم مطت شفتيها بإمتعاض

نهلة:اه ياسيدي ماحنا خدنا بالنا أهه إنك مشغول

كان علي وشك الرد ولكنها سبقته بالتدخل قائلة وعيناها مشتعلتان

بإبتسامة باردة

ريما:اه مشغول مع خطيبته حضرتك...يلا بقي يا أحمد علشان إتأخرنا

إحمرت بشدة وهي تقول بسرعة

نهلة:طيب عن إذنكم بقي...أشوفك بكرا ياأحمد

بعدما رحلت كان علي وشك قول شئ ولكنها سبقته وهي تذهب بعيداً أمسكها من ذراعها وهو يقول بنفاذ صبر

أحمد:ممكن أعرف سيادتك إيه اللي حصل ده؟

إمتلأت مقلتيها بالدموع وهي تقول بعنف

ريما:علشان حضرتك معملتليش إعتبار وإنت عمال تتكلم مع الهانم اللي كانت هتاكلك بعنيها

إبتسم بحنان قائلاً

أحمد:بس أنا هاكلك إنتي بعنيا ومبصتلهاش خالص

أجابته بحنق تداري به وجنتيها المشتعلتين

ريما:أه علشان كدا مكلفتش نفسك إنك تعرفها عليا

إقترب منها قائلاً بهدوء

أحمد:يا ريما ملحقتش والله وبعدين هي مجرد زميلة عمل مش أكتر

أجابته بشقاوة حتي تستفزه

ريما:طيب يعني لو زميل عمل ليا كان هياكلني بعينه كدا مكنتش هتتضايق ؟

إشتعلت عيناه بالغضب الشديد

أحمد:كنت قتلته وخلعت عينه قبل ما يبصلك

إبتسمت بخبث قائلة

ريما:طيب بقي ياخوويا يبقي تعرف إني كان ممكن أخلعلك عنيها

ضحك بشدة وهو يقترب أكثر هامساً

أحمد:مش فارق معايا بس انا بحبك إنتي أصلاً

إحمرت وجنتاها بشدة وهي تضربه بخجل علي كتفه قائلة بحزم زائف

ريما:يلا نروح يا أستاذ لو سمحت عشان متأخرش

إبتسم بسعادة وهو يحتضن كفها مُتخذين طريقهم لحياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل

..........................................

دلف إلي المنزل بإرهاق وجد والده ينتظره في البهو قائلاً

ياسر:حمد الله ع السلامة يا مازن

جلس علي الكرسي أمامه وهو يدلك رقبته بإرهاق

مازن:الله يسلمك يابابا أمال ماما فين ؟

طوي الجريدة التي كان يقرأها قائلاً

ياسر:بتحضر العشا....الحمد لله أسيل كانت جاية فرحانة حسيتها أحسن من الفترة اللي فاتت بكتيير

اجابه وهو يشرد بعيداً

مازن:معلش يابابا حضرتك عارف إن اللي حصل مكانش شوية عليها

أومأ برأسه قائلاً بهدوء

ياسر:أيوة عارف والله يامازن بس كنت قلقان من جمودها وهدوئها ده

قام من مكانه وهو يتجه لأعلي قائلاً

مازن:معلش يابابا هي فترة بس وهتعدي أنا هروح أغير هدومي وأطمن عليها علي ما العشا يجهز

أخذ حماماً ساخناً وهو مازال يفكر كيف سيبدأ معها الحديث...يبدو أن إياد جاد جداً فيما يقوله..وللحق فهو معجب به وبلباقته ووظيفته...إبتلع ريقه وهو يرتدي ملابسه ثُم إتجه إلي غرفتها بتردد

طرق الباب مرتان ثُم سمع صوتها المبتهج وهي تدعوه للدخول

وجدها تاركة شعرها للعنان واضعة الحاسوب الشخصي علي قدميها ثُم نظرت له بإبتسامة قائلة

أسيل:أهلاً يادكتور..طبعاً عديت ع العروسة قبل ما تيجي صح ؟

إبتسم وهو يتقدم ليجلس بجانبها علي الفراش قائلاً

مازن:أيوة ياستي عديت ع العروسة وقالتلي إنك كنتي عندها

إتسعت إبتسامتها قائلة

أسيل:أيوووون كنت عندها وكمان عرفت إنها هتمشي كمان شهر أو إتنين

أومأ رأسه قائلاً

مازن:أيوة قالتلي وإتفقنا إنك هتساعدينا علي في تجهيز كل حاجة في الشهرين دول تسمحي ؟

إحتضتنه وهي تقبل وجنته قائلة

أسيل:أسمح طبعاً أنا هفضل علي قلبك لحد ما نخلص كل حاجة...إنت متعرفش أنا مبسوطة إزاااااااي

بادلها الإحتضان وهو ينظر لها بعمق

مازن:عارف ياحبيبة قلبي...أسيل إنتي عاملة إيه دلوقتي مرتاحة؟؟

لاحظ توترها وهي تتربع بجانبه قائلة

أسيل:الحمد لله علي كل حال يا مازن أنا عارفة إن ربنا شايلي الخير متخافش عليا ياحبيبي صدقني أنا كويسة

إبتسم بإرتياح وهو ينظر لها قائلاً

مازن:طيب فيه موضوع عاوز أكلمك فيه

عقدت حاجبيها في تساؤل قائلة

أسيل:خير يامازن فيه إيه؟

إبتلع ريقه بصعوبة ثُم قال

مازن:إيه رأيك في إياد صاحبي؟

خفق قلبها بشدة وهي تردد هامسة

أسيل:رأيي فيه إزاااي؟

وضّح كلامه قائلاً بصراحة

مازن:إياد طلب إيدك مني إنهردة ياأسيل

إنتفضت من مكانها بذعر وهي تتذكر نظرات الإمتعاض من نادين بل نظراته التي كان يلاحقها بها منذُ زمن ولكنها لم تكن تبالي أو تضع أي إحتمال فقلبها ملك له دون غيره....أمسكها مازن من ذارعها ليعيدها مكانها قائلاً بقلق

مازن:مالك يا أسيل إتخضيتي كدا ليه؟؟

إبتلعت ريقها بصعوبة وصدرها يعلو ويهبط...قالت بشئ من التوتر

أسيل:لأ أبداً مفيش أنا بس مستغربة إزاي يعني وإمتي ؟

مازن:يعني من ساعة ما شافك تقريباً وهو بيفكر فيكي وجه كلمني إنهردة علشان طبعاً مش هيكلمك قبل ما يقولي؟

أجابته بتوجس

أسيل:طيب وإنت شايف إيه؟

قال بمنطقية

مازن:من ناحيتي أنا شايفه حد مناسب جداً يعني محترم ودكتور وأنا عارفه شخصياً بس الرأي النهائي ليكي إنتي

أسبلت أهدابها وهي تقول بجمود

أسيل:هصلي إستخارة وأرد عليك يا مازن

رفع ذقنها إليه وهو يقول بينما إشتعلت عيناه بغضب مكتوم

مازن:إوعي إوعي تفكري للحظة في اللي فات اللي فات مات وإندفن يا أسيل...فكري في حياتك وبسس

إغروقت مقلتيها بالدموع وهي تسبل أهدابها للمرة الثانية قائلة بهدوء شديد

أسيل:هصلي إستخارة وأرد عليك يا مازن مقدرش أقولك حاجة تانية....بس لو سمحت متقولش لماما وبابا حاجة غير لما أرد عليك

علم أنها تنهي الحديث بطريقتها لذا قام من مكانه وهو يقول بعملية

مازن:هديكي إسبوع تفكري فيه ومش هقولهم حاجة غير لما يجيني ردك...

بعدما خرج وأغلق الباب وراءه تحررت دموعها من مقلتيها فهبطت كالأنهار..لماذا الأن ياربي..لماذا وأنا بهذا الضعف..لماذا....ماذا سأفعل ؟؟

عدت حالة الجمود تعتريها مرة آخري فلم تعد تتحدث مع أحد في المنزل فقط تكتب وتكتب وتذهب لنادين وهي تتحاشي اللقاء بهذا الطبيب قدر المستطاع بينما مازن لم يفتح معها الموضوع مرة آخري...أما نادين فقد أخبرتها بشعورها بهذا منذُ فترة ولكنها كانت في صفها قائلة أنها لن تستطيع أن تنسي بهذه السهولة فيجب عليها ألا تظلمه وتظلم قلبها

مرة أسبوع واليوم ستخبر مازن بقرارها

طرقت عدة طرقات علي غرفته ودخلت وجدته يقرأ كتاباً أغلقه بهدوء وهو يلاحظ توترها

مازن:تعالي يا أسيل

فركت يديها ببعضها بتردد شديد وهي تجلس بجانبه علي الفراش ورفعت رأسها بشجاعة زائفة

أسيل:أنا فكرت يا مازن وأخدت القرار

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أباطرة العشق بقلم نهال مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة