-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الثاني من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني

 استيقظ سعفان صباحا على أنامل الصغيرة سما العابثة بخصلاته الخشنة ، تأفف موليها ظهره لتضحك وتعاود دس أناملها بين خصلاته شديدة الغزارة بصعوبة ، رفع كفه يخلص أناملها العالقة لخشونة شعره : يا بنتى روحى شوفى لك لعبة بعيد عنى .

اقتربت برأسها منه هامسة : قوم روح الورشة احسن ستى جيبالك عروسة .


انتفض سعفان جالسا لتتعلق برقبته ضاحكة : ستى راحت تجيب صورة العروسة وجاية 

نظر لها سعفان بحزم : يبقى هزوغ انا .


ونفض ذراعيها عنه لتتركه طواعية فيهرول نحو المرحاض ليتمكن من المغادرة قبل عودة أمه من الخارج .


عادت منال ولم تدرك سعفان لتجلس تطالع الصورة بين أناملها بقلة حيلة ، تعلم أن ظروفهما الحالية مناسبة لزواجه وهى تتمنى أن تراه هانئا بحياته وله زوجة وأولاد .

رفعت عينيها تنظر ل سما التى جلست أرضا تلتهم أقراص الطعمية والخبز الأسمر الذى اشترته فى طريقها للعودة لتنشق شفتيها عن ابتسامة واهنة ، تعلم أنه قلق لمستقبل سما المبهم لكنها ستدفعه لتلك الخطوة ، ستطلب منه استئجار منزل بالقرب على أن تعتنى هى ب سما .

زفرت بألم ؛ لقد تحمل سعفان الكثير ، حين توفى والده كان أصغر أبنائها الذكور لذا حرمته من استكمال تعليمه الذى بدا مشواره وقتها طويلا للغاية عكس إخوته الأكبر الذين شارفوا على إنهاء مشوارهم ويمكنهم مساعدتها لاحقا .

لها أربعة من الذكور سعفان أصغرهم وفتاة واحدة .

اتجهت عينيها نحو الصغيرة بنظرات متألمة فهى تشبه ابنتها الراحلة كثيرا ، بل هي قطعة مصغرة عنها .

عادت تتذكر أبنائها ومعاناتها و بعد كفاحها تزوج كل منهم تاركها والصغيرين خلفه تنهدت تتذكر خيبة الأمل التى كانت تصيب قلبها فور أن يأتي أحد أبناءها مطالبا بخطبة فتاة اختارها لنفسه ، هى لم تكن ترفض بل تتمنى ككل أم لكن الأنانية الصارخة التى اتسم بها أبنائها تذبح قلبها كمدا .


انفض عنها ثلاثتهم وقد كتب على سعفان تحمل المسؤولية منذ الصغر حيث إلتحق بورشة كهربائي سيارات ليتعلم حرفته فى وقت قياسي مما أورثها مزيدا من الندم لتقصيرها فى حقه .

واليوم بعد أن تكلف وحده تزويج شقيقته وإعالته لصغيرتها بعد وفاتها متناسيا حياته الخاصة تماما حتى تخطى الثلاثين من عمره دون زواج  يعتصر قلبها ألما لأجله ولن تتركه حتى تطمئن أنه يحيا سعيدا وله زوجة تصونه وتحبه وتكن أما لأولاده .


لا تنسى اليوم الذى دخل فيه سعفان منذ عشر سنوات تقريبا يتراقص قلبه فرحا ليخبرها أنه حصل اخيرا على شهادة الدبلوم الصناعى ..بكت يومها ليكفف دموعها ويخبرها أنه حصل عليها إكراما لتلك الدمعات حتى لا يراها ثانية .


******


غادر ماهر وأبنائه لتلقط بعضا من أنفاسها ، صخب الفتاتين صباحا يفقدها عقلها ، جلست قليلا ترتشف قهوتها التى تشربها خلسة فى غيابه لتشرد عن واقعها الأليم ؛ تتمنى أن تفهم كيف كانت تفكر زوجته الأولى حين أنجبت ثلاثة أبناء لرجل مثله !!


ألم تلحظ طباعه السيئة وشحه الشديد !!

تهكمت ملامحها وعقلها يشير إلى بخله لتتعلق عينيها بكوب القهوة التى رفض تماما فى بداية زواجها شراءها لها ، تنهدت بحزن وارتشفت القليل منها ؛ يحضرها والدها لها شهريا مع العديد من الأغراض التى يراها ماهر رفاهية فى غير محلها ولم يمنعه رأيه هذا أن يجهز على ما يأتى به أبيها هو وأبنائه ، فقط القهوة تخفيها عنه .


عادت بذاكرتها للشهر الاول لزواجها من ماهر الذى رفض تغيير اى تفاصيل فى اثاث المنزل لتكتفى هى مرغمة بتغير الشراشف وبعض اللمسات الخارجية .


عودة للوراء ..

اتكأ ماهر للفراش و وهو يتطلع لها ببرود يجيده حال انتباهها إليه ، نظرت له عبر المرآة متسائلة : مالك يا ماهر !!

أشاح بوجهه عنها : لبسك مش عاجبنى .. 

نظرت له بدهشة : ماله لبسى ؟

عاد بعينيه لها : موضة قديمة اوى .. انت ماغيرتيش هدومك القديمة ؟؟


تساءل بلهجة موحية لتفهم فورا ما يعنيه ، أرخت جفنيها بغضب : طبعا غيرتها .. وانت شايف الهدوم فى الدولاب منها كتير لسه مااتلبسش .

ليردد بصوت مسموع : ذوقك وحش اوي 

ارتفعت عينيها الغاضبة نحوه لتجده ينظر فى اتجاه مغاير فتقول بحدة : والله ذوقى مش عاجبك اتفضل هات على ذوقك وانا هلبس اللى تجيبه .


نظر لها بغضب واستنكار لتتابع : طبعا هتقول مش معايا زى كل حاجة اطلبها منك !!


انتفض عن الفراش متجها نحوها بهيئة اخافتها وقبل أن تستوعب كانت صفعاته هى ما يجيب به ، حاولت تفادى ضرباته لتفشل .


كانت المرة الأولى التى يضربها ماهر ؛ بل المرة الأولى التى تضرب فيها على الإطلاق لكنها لم تكن الأخيرة فهو يتحين الفرص التى تمكنه من تنفيس غضبه واحقاده بها وهذا وحده يزلزل كيانها ويورثها فزعا تفشل فى تخطيه.


عادت للواقع مع الرشفة الأخيرة لتنهض نحو المطبخ ، لقد طلبت ابنته الكبرى المدعوة رهف طعاما رفضته الصغرى ريم وعليها أن تعد صنفين وتتقى شر ماهر الذى تعلم أنه لن يتوان عنه ، وحده الصغير رامى من ترتاح له فى هذا البيت .


****


وقف سعفان أمام الورشة يعمل بقلب راض وصدر مستكين ، إنه يومه الأول ورغم ذلك حصل على أول سيارة ، حقا صاحبها يعرفه مسبقا لكن هذا يطمئنه أن زبائنه سيسعون خلفه ، يعلم أن رزقه لن يخطئه لذا رفض الخضوع لأطماع صاحب ورشته السابقة .


انكب فوق السيارة يفحصها بحرض ليتراءى له خيالا متراقصا تبعته عينيه بتلقائية لترتفعا نحو صاحبة الذراعين الممسكين بالقطع التى تعلقها على حبل الغسيل بسرعة ونظام .


تعلقت عينيه بوجهها دون تعمد منه دون أن يرفع نصفه العلوى عن السيارة فقط عينيه متعلقتين بها ، صارخة الجمال وعجز تماما عن انتزاع عينيها ليظل لدقائق يتفحص ملامحها المجهدة .


ما المثير فى وجه شاحب مجهد ؟؟


سرت رجفة بصدره فأجلت عنه السكينة حين إلتقت عينيه بعينيها التى تزجره نظرتها الحادة عن التطلع لها دون استجابة منه وكأنه استلذ هذه الرجفة .


*****


تسابق برلنت الوقت لتنهى أعمالها قبل عودته ، الصغير رامى يصل أولا وهذا يشحذ حواسها للعمل بشكل أسرع قبل عودة تلك الحرباء صاحبة لسان الأفعى .


حملت الغسيل للشرفة وتفقدت حولها كالعادة لتصدم بتلك الورشة التي اخترقت خصوصيتها ، زفرت بضيق فالمال اهم من رجاءها لقد قبل ماهر أن يؤجر المرأب رغم أنها أخبرته صراحة أن هذا ينتهك خصوصية المنزل .


تابعت عملها بسرعة حتى بدأ قلبها يغير رتابة دقاته فتشعر بمراقبة أحدهم ، اتجهت عينيها بتلقائية نحو تلك الورشة لتراه منكبا فوق السيارة وعينيه تخترق روحها قبل ملامحها ، أظهرت له الغضب عله يرتدع لكنه لم يفعل .. 

هى كذلك لم تتمكن من متابعة العمل لتترك الملابس وتغادر الشرفة فى لحظة شجاعة فرت بعينيها من مراقبته .


****


ظل لدقائق غارقا فى سطوة رجفات صدره حتى تبخرت صورتها من عينيه ليحل محلها فراغا وخواء .


انتبه سعفان لدفعة بسيطة من كف مساعده تبعها صوته القلق : مالك يا اسطى ؟؟ 


استقام زافرا : ماليش هات لى قهوة انا مصدع 

واتجه لداخل الورشة رافضا السقوط مجددا فى تلك النظرات التى يشعر أنها بداية طريقه للهلاك .


****


مر يومها رتيبا بين أعمال المنزل التى لا تنتهى ، وقفت بالمطبخ تتم تنظيفه ليلا لتهز رأسها بأسف لحال نفسها الذى وصلت إليه فقط لخوف أبيها عليها من مواجهة الحياة بلا رجل .

تهكمت لافظة : رجل !! 

هى لا تفهم كيف يرى أبيها ماهر رجل !!

بل أصبحت لا تعرف معنى كلمة رجل ؟؟


ظنت فيما مضى أنها أحبت زوجها الأول ، حتى رأت تخاذله وضعفه لترى حبها لها وهما كبيرا .

بل وحبه الذى كان يتشدق به ليل نهار ليس سوى كذبه لا يدرك معناها .

هل الحب هو السعادة اللحظية التى يغتنمها القلب !!

بالطبع لا الحب هو الإحتواء فى الابتلاء .. فى الشدة .. فى لحظات الانكسار .


وهى لم تجد هذا لذا تشوهت صورة الحب المزعوم بناظريها وما لبثت أن أصبحت عبئا يثقل صدرها .


تنهدت بحزن ؛ يبدو أن مقابلة رجل فى هذا الزمن حلم بعيد المنال ، هم ذكور يسعى كل منهم للمرأة طمعا فيما يهمه فقط وليس للمرأة نفسها .


خرجت من المطبخ لتجد ماهر أمامها : اخيرا يا هانم .. بتعملى اللى محدش بيعمله يعنى !!

هزت رأسها وتجاوزته : ماهر انا تعبانة وعاوزة انام لو عاوز تتخانق انا مش قادرة اتكلم حتى .


لحق بها فى الردهة الموصلة لحجرات النوم : يعنى إيه يا هانم راجل نكدى انا !! 

نظرت له لتقول بصدق : لا طبعا 

وتتابع داخليا : انت مش راجل اصلا 

انتشى صدره ظنا أنها تهادنه لتحاول تجاوزه مجددا نحو الغرفة لكنه أحاطها بذراعه ملتصقا بها .

اصبح قربه يشعرها بالاختناق ، كيف يمكنها تقبل فرضه على نفسها وتقبله هو نفسه ؟؟


أغمضت عينيها فى محاولة لتهدئة أفكارها الرافضة له ليفتح باب غرفة فتاتيه فينتفض عنها .

فتحت عينيها تنظر ل رهف بإمتنان ، بقدر ما تعلم أن الفتاة تكرهها بقدر ما هي ممتنة لغيرتها منها التى تنفذها من قربه البغيض غالبا .

اقتربت رهف لتقف بينهما وهى تطالعها بنظرات كارهة لم تعبأ لها برلنت : بابا مش جالى نوم ممكن تقعد جمبى لحد ما انام ؟


اتجهت برلنت للغرفة وقد انشقت شفتيها عن ابتسامة سعيدة ، تعلم أنه ينفذ كل طلبات أبناءه خوفا من لحاقهم بأمهم خاصة بعد زواج الأخيرة ، سعدت بغيابه لتبدل ملابسها وتستلقى فورا مرحبة بالنوم الذى يأخذها بعيدا عن هذه الحياة .


تأففت شاعرة بالضيق ، ثمة ثقل يؤرق نومها الذى تمنت أن يطويها حتى الصباح ، فتحت عينيها بضيق لتجد ماهر الذى همس بمجرد أن فتحت عينيها : اخيرا صحيتى ؟؟


زاد ضيق صدرها ألهذه الدرجة لا يهتم بها !!

ألم تعد سوى خادمة لأولاده نهارا ولرغباته ليلا ؟؟

وكيف ينلها أثناء نومها وكأنها نكرة ؟؟


زاد اختناقها لتدفعه عنها فتلقى به خارج دوامة نشوته الخاصة لينظر لها بغضب وانفاس لاهثة : إيه اللى عملتيه ده ؟؟


انتفضت عن الفراش بتقزز : إيه اللى انت بتعمله ده ؟؟ انت ايه يا اخى ؟؟ 

انتفض لاحقا بها قابضا عضديها : انا راجل عاوز حقه الشرعى مش مشكلتى انك نص ست ماتعرفش حتى حق جوزها 


أشارت لصدرها بإنكار : انا نص ست !! 

حاولت انتزاع نفسها من قبضته لكنه قربها أكثر ، شعرت بإحتراقه رغبة وغضبا لكنها لم تهتم .


إن كان لا يهتم بها كإنسانة فلم تهتم بإحتراقه !!

فليحترق حتى التفحم .


لكنه لم يكن ذلك الشخص الذى تدفعه كرامته لرفض زوجته فيتركها ، بل هو احط من ذلك .

إن رفضته فستعاقب ويحصل على ما يريد ، يكفيه مراعاة للنساء حتى لفظته زوجته .

زاد عنف برلنت رغبة فى التحرر منه ليلقى بها فوق الفراش بقوة : انت اللى اخترت .


بدأت ضرباته التى كانت موجعة فى البداية ليزول ألمها تماما مع إدراك عقلها لما يحدث .

كانت الإهانة تلك الليلة اقسى من أن تتحملها لتسقط فى إغمائة وكم تمنت لحظتها أن تكون النهاية .


****


طواه النوم بعد نوبة مشاكسات سما وقد ظن أنه انتزع تلك الملامح من صدره لكن قلبه أعلن غير ذاك .


رأى نفسه يسير فى درب غير ممهد وكلما تقدم للأمام أوقفته تأوهات متألمة فيتلفت حوله فزعا حتى يختفى الأنين ويتابع تقدمه فتنغص تلك الأنات مسامعه مجددا .


لم يحد عن طريقه كثيرا لكنه عرج عنه متتبعا تلك التأوهات التى تصدر عن جانب الطريق ذى الانحدار المخيف .


وفوق ذلك الإنحدار لمح تلك الأنامل المتمسكة بالحافة ليهرع نحوها فتقابله تلك النظرة الجامدة الغاضبة ..

اسرع يمسك كفها الذى انزلق وهو يصيح : ماتخافيش انا معاك 

لتترك الحافة وتبقى معلقة بذراعه وتصرخ : سيب ايدى .. سبنى .


انتفض سعفان من نومه لتتأفف سما أثناء نومها فيستلقى مجددا ليحاول طرد هذا الحلم مع هذه الملامح .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة