-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السابع

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل السابع من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السابع

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل السابع

 طرقت الباب بخجل وتردد وابتعدت قليلا ، لحظات وفتح الباب عن زوج صديقتها والذى نظر لها بدهشة : برلنت !!

رفعت رأسها : ازيك يا وفيق ؟

تنحى جانبا فورا بوجه يحاول التحكم فى تعابيره المشفقة لحالتها المزرية : الحمدلله .. اتفضلى هنادى لك ايناس حالا .


تقدمت للداخل بينما اغلق الباب واتجه مناديا اسم زوجته التى أقبلت بمجرد المعرفة بوجودها .

توقفت ايناس تنظر لها بألم : برلنت !! مين عمل فيك كده ؟


رفعت برلنت رأسها تحاول التبسم لتفشل وتتسارع كل الألام تتقاتل فوق ملامحها المجهدة .

هرولت ايناس تضمها وتدعمها للسير حتى أجلستها لتكون الساعة التالية بكاء مشترك بينهما لما وصلت إليه برلنت بلا ذنب أو خطيئة .


الجميع إما يعاقبها لعقمها أو يحاول أن يستغلها لنفس السبب والذى لم تختره ولم يكن لها حيلة تجاهه .


أصبحت حملا وعبئا يسعى الجميع للتنصل منه وتحميله غيره .


لكنها عزمت أمرها ، لن تصير عبئا مجداا 

لن يتحملها أحدهم مجددا 

ولن يستغلها أحدهم مطلقا 


لذا كان عليها أن تضع حدا لحياتها البائسة المسماة بحياتها الزوجية ، وقد ساعدها ماهر كثيرا .

ليست غبية لتدرك أنها له مجرد وسيلة .

ليست غبية لتدرك أنها لم تكن سوى مرحلة سيتجاوزها يوما ما .

ليست غبية لتدرك أن زواجه منها مجرد رد إعتبار لكرامته الذكورية التى أتت عليها زوجته السابقة .


كانت الطرق ستتقاطع مهما طال الزمن .

رفعت ايناس رأسها محيطة وجهها بحنان : هو بيضربك يا برلنت ؟ ليه رضيتى بكدة ؟ ليه سمحتى له يهينك ؟


لتأتى كلمات برلنت نصال حادة تمزق القلوب ، كان حديثها مشوشا متداخل الأحداث بين صدمتها وسقوط قناع الرجولة الزائف عن وجه زوجها الأول ثم استسلامه وتركها تتلوى ألما بسياط ألسنة أمه وشقيقاته .

مرورا بطلاقها منه وحديث أبيها الدائم عن ضرورة الزواج مجددا وتقديم بعض التنازلات نظرا لظروفها التى يراها مخزية ومدعاة للتضحية ، لم يخبرها بهذا صراحة لكن أخبرتها عيناه .


ثم زواجها من ماهر وبداية سلسال التنازل من قبلها والاستغلال من قبله ، ثم تخاذل أبيها لفظا فى البداية وحثها مرارا على الصبر والتحمل وفعلا حين أعادها لمنزله ذلك اليوم .


وها هى أمامها ، بلا دعم ، بلا ملجأ ، بلا حماية .


ها هي وحدها تماما تطلب المأوى حرجا ، تطلب الدعم فضلا ، تطلب الراحة ألما .


******


أستلقى سعفان بعد أن غفت سما أخيرا ليتذكر حماقته .

كم كان أحمق حين فكر فى الانتقال من الورشة ؟؟


اليوم شعر بألم بدنها تحت ضربات هذا اللعين ، اليوم شعر بإرتجاف قلبها خوفا منه ومن غيره ، اليوم رأى بعينيها ألما لا يتحمله رجل بعينى امرأة رأها بقلبه .

متزوجة !!


بلى هى كذلك ، وزواجها ذا كان دافعه للفرار منها ومن نفسه التى تصبو إليها ومن قلبه الذى لم ير سواها مقنعا نفسه أنها سعيدة أو راضية أو متزوجة .

لكنها قريبا لن تصبح كذلك .

ما الذى يريده منها ؟؟


فى هذه اللحظة لا يريد سوى أن يراها بخير ، فقط بخير وقد تخلصت من ذلك الزوج الذى يكره صورته المشوهة .

سيدعمها حتى تتخلص منه وإن لم تكن له يوما .سيكتفى بكونها بخير .


******


فى الصباح صحبتها ايناس رغم اعتراض وفيق لتواجد زوجته فى هذا المكان ، صحبهما أيضا فما كان ليتركهما فريسة للأعين الجائعة .

لاقاهم حسام والذى حضر قبل الجميع .

هيأ لهما حسام مقعدين بينما وقف و وفيق ، أغمضت عينيها تخفى ألم روحها .

لم يسأل أبيها عن مكانها !!

ألم يعلم !!

ام تخلى عنها نهائيا !!

أتراه يفعل !!


أبيها الذى طالما ترنم بغلاوتها بقلبه ، وقربها لروحه . أبيها الذى عاشت بكنفه عمرا قرة لعينيه وقلبه .


هل فقدت كل مكانتها لكونها عاقر ؟؟

أم لطلاقها ؟؟


أم ستفقدها قريبا ؟؟


كل ما تفهمه أن احساسها بأبيها تغير تماما .

خذلانه كان أشد قسوة من تعدى ماهر عليها قولا وفعلا .


كان أشد ألما من كدمات بدنها .

كم هى بحاجته !!


تحتاج أن تلقى بكل ألمها بين ذراعيه حيث الأمان ينبعث لها فقط .


فتحت عينيها بخمول مبعثه الألم النفسى لتجد عينيه متعلقة بها ، زاد تعانق حاجبيها بحدة رادعة يبدو أنها لن تردعه .


اقتربت ايناس برأسها منها متسائلة : مين ده يا برلنت ؟ 

زفرت بضيق : معرفش شغلته بالضبط بس صنايعى مأجر الورشة عنده .

شهقت ايناس : باعته يراقبك ؟؟

اخفضت عينيها بعيدا عنه : مش عارفة .. اهو ورايا من امبارح ومعرفش عرف مكانى منين ؟ هو جه مع الناس اللى اتلمت على الصراخ لما كان بيضربنى .

لمعت عينا ايناس : يعنى ممكن يشهد معاكى ؟


صمتت برلنت كأنها تبحث عن إجابة داخلها ثم مالبثت أن تحركت نحوه .


ظهرت اللهفة مع كل خطوة تخطوها نحوه للجميع حتى وقفت أمامه : انت ممكن تشهد معايا ؟


ظل يحملق بها دون إجابة وكأنه لم يستوعب بعد وقوفها قربه وحديثها إليه .

ظهرت خيبة الأمل فوق ملامحها ليقول فورا : انا كنت عاوز اشهد من امبارح ...

قاطعته عاقدة ذراعيها : وايه منعك ؟

حمحم بحرج ونظر نحو وفيق الذى اقترب منهما بترقب : خوفت أمين الشرطة يفسر وجودى ضدك .


زاد تجهم وجهها ليتدخل وفيق : معاه حق يا برلنت .. ممكن تستشهدى بيه قدام النيابة .


ألقته بنظرة غير راضية فهذه الإشارة المستترة بكلماته تزعج جزءا داخلها دون أن تعرف السبب لذلك لذا اكتفت بنظرات غير راضية  وعادت لموقعها بجوار ايناس قليلا قبل أن تتجه بصحبة حسام للداخل .


*****


انتهى التحقيق بقرار النيابة إستدعاء ماهر لأخذ أقواله فى اتهام زوجته ضده وإستدعاء من ذكر اسمائهم سعفان حيث كانوا معه شهودا لضربه إياها .


غادرت بصحبة صديقتها وزوجها بعد أن أخبرها حسام أن الطلاق سيكون مقابل تنازلها عن البلاغ وهذا وحده يكفى مادامت لا ترجو سوى إنهاء مهزلة حياتها تلك .


عادت مع صديقتها لمنزل الأخيرة بينما غادر وفيق سامحا لهما ببعض الصحبة التى تحتاجها برلنت بشدة .


*****


مر يومين وبدأت تتعافى ولم تسمع خبرا من أبيها بعد .

أحقا لا تعنيه لهذه الدرجة !!

لا تصدق ذلك .

ربما ليس بخير ، انتفض قلبها لمجرد الفكرة .

عزمت على التوجه إليه مهما كانت النتيجة ، سترى فقط إن كان بخير !

إن تخلى عنها !

ستراه فقط ثم ترحل مهما كان رد فعله .حتى إن لفظها سوف تراه .


*****


دخل ماهر لمنزله بخطوات غاضبة وصفع بابه بحدة انتفض لها صغاره المنتظرين عودته ، نظر لهم بألم .

أيمكنه التخلى عنهم ؟

أتدفعه رغبته فى الانتقام منها لضرر صغاره ؟

لن تفعل.


تغيرت نظرته آمرا إياهم : ادخلوا اوضكم .


تحرك ثلاثتهم فأبيهم لا يبدو مستعدا لتكرار أمره بينما أمسك هاتفه وطلب أبيها فورا .

لحظات وجاءه رد الأخير ليصيح بلا احترام : بقى انا بنتك تدخلنى النيابة ؟

قاطعه الرجل بلهفة : برلنت !!

صرخ ماهر مجددا : انت عندك بنات غيرها ؟؟ خليها عندك بقا وورقتها هتوصلها بس مش قبل ما تتنازل عن البلاغ انا بقولك اهو وإلا هخليها متعلقة لا تطول سما ولا ارض .


وأنهى الإتصال قبل أن يسمع من الرجل كلمة واحدة وقبل أن يعلم أنها ليست ببيت أبيها من الأساس .


*****


بينما تبدل برلنت ملابسها اقتحمت ايناس الغرفة بلا استئذان : برلنت عمو حسين برة بيسأل عليك .


بردا وسلاما ...


لأول مرة منذ زمن طويل تشعر بنيران قلبها تخمد ببرودة سالمة ، ارتفعت عينيها بلهفة لترى تضارب المشاعر على وجه صديقتها فتهرول للخارج .


جلس حسين فى منزل إيناس ، بمجرد أن أنهى ذلك الهمجى اتصاله حتى تمكن الفزع من قلبه .

ابنته ليست ببيت زوجها !!

ولم تلجأ لبيته أيضا ؟؟

وماذا ينتظر ؟؟

ظنها ستتحمل !!

لمتى ؟؟

ظنها ستتقبل وضعها وترضى بما يلقيه لها ماهر من فتات الإنسانية !!

ولما تفعل ؟؟


بدون تردد بدل ملابسه عازما على الوصول لابنته .

ترى ما الذي حدث لتهرب من الجميع ؟؟

وتهرب منه هو !! 

أبيها !!

وماذا ستفعل بعد أن خذلها !!

بلى فعل . أراد صالحها .

وهل يشفع له ذلك ؟؟


هاتف أبنائه وصرخ فزعا باحثا عنها ليجد تقريعا واتهامات مباشرة بالإفراط فى تدليلها حد الإفساد لتهرب من بيت زوجها .

أخبره أحد أبنائه أنها ألقت عليهم عارا لن يمحى وأنه لا يريد أن يسمع عنها خبرا سوى إن كان نهايتها .


أنهى الاتصالات التى أتت على روحه تزيده احتراقا .

لقد ربى قطيع من الذكور تخلو ابدانهم من نخوة الرجولة .


نفض عنه التحسر .. عليه أن يجد ابنته وأن يعلم إلام وصلت أو إلام أوصلها هو والجميع .


ايناس ، كانت أول من فكر بالتوجه إليه ، ولم يخب حدسه .


خطوات مهرولة انتهت بوقوف ابنته أمامه وفى هذه اللحظة لم يتمن أكثر من رؤيتها .

بابا انت كويس ؟؟

تعلقت عينيه بلهفتها عليه .

كيف فعل ذلك بإبنته ؟؟

كيف دفعها للهرب منه ؟


لم يجد كلمات تعبر عن ألمه لما اقترفت يداه ، ارتفع ذراعاه بصمت طالبا منها الإلقاء بكل همومها بينهما .

لم تتردد برلنت فى إلقاء نفسها بين ذراعى أبيها دون أن تهتم أيهما يحتاج ذا العناق أكثر من صاحبه .


*****


عادت برلنت إلى بيت أبيها بصحبته كما طلب منها ، يكفيها أنه عدل عن تخاذله السابق .ويكفيه أنه يراها بخير .

لم يلمها على عدم اللجوء له ، هو نفسه يعلم أنها لو فعلت لأعادها مجددا .

لكن هروبها بعيدا عن بيته ، عن حماه ، عن تخاذله كان صفعه دون كفها أصابت قلبه مباشرة .


احتمى كل منهما بغرفته يخفى خلف الجدران حيرته ومخاوفه .

هى لا تعلم إن كان ماهر سيفى بما أخبرها أبيها به ؟ 

عليها أن ترى حسام وتعرض عليه الأمر . لن تجازف مجددا فهى تعلم أنها إن أوقعها حظها العثر تحت رحمة ماهر ما رحمها قط .

ستكون حذرة حتى تتخلص منه تماما وبلا رجعة .


أما حسين فقد كانت مخاوفه أقل حدة ولومه لذاته أشد قسوة .

أهذا هو من أرادها أن تتابع حياتها معه ؟؟

ولم !!

بدعوى خوفه عليها من نوائب الحياة ؟

إن كان زواجه منها اكبر نائبة نزلت بحياة ابنته ؟

ربما أسوأ من اكتشاف عقمها !!

لكم كان ضيق الفكر محدود العقل حين فكر أن يدع صغيرته أسيرة لشخص مثله .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة