-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثامن

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الثامن من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثامن

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثامن

 بعد عدة أيام جلست برلنت برفقة أبيها فى هذا المكتب المتواضع وخلفه جلس حسام الذى سعى بين برلنت وماهر ورفض تماما أن تقدم برلنت اى تنازل قبل حصولها على الطلاق ويكفى رغبتها فى الطلاق ضمانا للتنازل بعده .


جلس حسين يتساءل عن مدى مصداقية ماهر ليجيب بهدوء : اتوقع إنه هيطلق مش بس علشان البلاغ مايتحولش لقضية ويتحكم عليه لكن كمان لو اتحكم عليه طليقته الأولى هتاخد حضانة الولاد لوالدتها بسهولة جدا .. هو متحاوط من كل ناحية .. اطمن حضرتك زمانه جاى .


بالفعل فى خلال نصف ساعة كان ماهر يجلس بمنأى عنهم مكتفيا برشقها بنظراته التى لم تحمل الوعيد بقدر ما تحمل الندم .


ساعة أخرى وكانوا جميعا فى مكتب المأذون الشرعى حيث حررها ماهر من أسره اخيرا ليرى لأول مرة تهلل وجهها فرحا فيتوغر قلبه ضيقا منها ومن نفسه .


غادرت مكتب المأذون لسراى النيابة حيث اوفت بنصيبها من الإتفاق غير كارهة لذلك فقد حصلت على ما بغت منه أما ما حاول بخسها إياه فقد كانت زاهدة فيه بالفعل .


أثناء طريق العودة دارت أفكارها عن مدى سذاجة هؤلاء الأزواج ؛ يظن أحدهم أنه ببخس حق زوجته اثناء الطلاق انتقام منها بينما هو انتقام من نفسه .

ليس لأنه يعطى للمال قيمة اكبر من الروح بينما تكون الزوجة على استعداد لإلقامه كل مطامعه للنجاة بروحها منه بل لأنه يستحل ماليس له فقط وسيحاسب على ذلك أمام ربه وهذا وحده مرعب لمن له ذرة من تعقل .


*****


عاد ماهر للمنزل ليجد نفسه وحيدا ، ألقى ثقل همومه فوق أقرب مقعد وحاول أن يقيم حياته .

لما زهدت فيه زوجته لدرجة الكراهة ؟؟

وصفته بالشح !

كان يقتصد لمستقبل أطفالهما .

وصفته بالكبر والغرور !

هو يعتد بنفسه وليس مغرورا .

وصفته بالأنانية !

حرمته حبها فماذا تنتظر منه سوى انتزاعه منها ؟

وصفته بالنفاق !

لم يكن يوما كذلك لكن ما الضير من بعض المجاملات الضرورية لمكاسب اكبر !!


ظل يقيم أفكارها وأفكاره حتى توصل لنقطة هامة أنها ادعت كل هذا ، هو لم يكن بهذا السوء معها ، لقد أحبها !!

حقا فعل ، لكن ما الذى قدمه لتشعر بهذا الحب ؟

بم روى نبتته حتى تزهر ؟


لم يفعل اكتفى بوجود النبتة داخله فقط ، ظن أنها ستحبه مع مرور الوقت .

ومر الكثير من الوقت دون أن تفعل بل كانت تسير فى الإتجاه المعاكس تماما .


وبرلنت ؟؟

زفر بضيق متذكرا ملامحها السعيدة اليوم ، لم ير تهلل وجهها قبلا .

يوم تقدم لخطبتها رأى توترا أسعده .

ويوم زواجهما رأى مخاوفا عمل على تغذيتها بكل طاقته لتظل تلك الزهرة تحت سطوته .

وكانت النتيجة عكسية أيضا .

لقد دفعتها مخاوفها لتحديه اولا ثم لتستسلم له وسرعان ما نفضت الخنوع وشحذت ضده قوتها لتنزع روحها المسلوبة منه .


أعاد رأسه للخلف بشئ من الراحة ، جيد أنها فعلت .

كان سيئا معها بشكل كامل .

ما كانا ليستمرا بكل الأحوال .

تلفت حوله بتوتر ، عليه أن يعتاد هذه الوحدة .

ربما ليس بصالح للزواج .

فليكن أبا . هو جيد كأب بدليل رفض صغاره اللحاق بإمهم .

فليترك أمر الزواج الذى تجرع منه خسارتين متتاليتين وليفرغ لأطفاله .


نهض بتثاقل فبعد قليل ستأتى صديقتها تلك التي يكرهها دون سبب معروف لجمع متعلقاتها الشخصية .


******


أستلقى سعفان وسما فوق صدره تثرثر بحديث طويل لا يصغى إليه ، يشعر بخواء مؤلم فى صدره يتسبب بضيق شديد يورثه ارهاقا لا يملك الفرار منه .


لم يرها مذاك اليوم بالنيابة ، لكنه رأى صديقتها وزوجها يدخلان لمنزل ماهر اليوم ويغادران بعد وقت طويل بعدة حقائب يجزم أنها لها .


هل تخلصت منه بالفعل ؟؟

سؤال لن يحصل على إجابته مطلقا ، أغمض عينيه مدعيا النوم عل تلك الصغيرة تكف عن صب صخب عقلها فتزيد ضيقه ضيقا .


دقائق وصمتت بالفعل لكن ليس لتظاهره بالنوم لكن لنومها هى ، عدل وضعيتها فوق الفراش ودثرها بعناية قبل أن يعود لقتال نفسه فى خضم لا يعلم من يقاتله فيه .


*****


صباحا جلست برلنت برفقة أبيها الذى تساءل : هتعملى إيه بعد طلاقك يا برلنت ؟ هتجوزى تانى ؟ 

انتفضت برلنت : اتجوز ؟؟

لا يا بابا بعد الشر .. كفيانى اخدت إيه من الجواز غير الغلب والهم .


تنهد حسين بحزن : انا خايف عليك يا بنتى .. الدنيا مابترحمش وانت وحدانية .. انا إن عشت النهاردة مش ..

قاطعته بفزع : بعد الشر يا بابا ربنا يكتب لك طول العمر وحسن العمل .


ابتسم حسين لحنان ابنته وحلو حديثها الذى اشتاقه بينما تابعت هى : والله يا بابا بفكر اعمل مشروع صغير على قدى .. انا عارفة إن الشغل برة البيت هيقوم عليا كلام الناس .. أنا لو عليا مش خايفة من كلامهم .. بس عارفة إن حضرتك هتتوجع من كلامهم وياذوك فيا .


ربت فوق كفها بحنان : يعنى هتشتغلى من البيت ؟

اومأت إيجابيا : تقريبا .. انا هعلن عن منتجات على النت .. منتجات نسائية ولوازم البيت . هجيب جملة وابيع قطاعى .. فى الاول المكسب هيبقى قليل لحد ما الناس تعرفنى .


عاد يربت فوق كفها : ربنا يوفقك يا بنتى .. انا خلاص مش هغصبك على حاجة تانى انا كل اللى عاوزه من الدنيا انك تكونى بخير .


اقتربت تتوسد صدر أبيها زافرة بإرتياح ، هذا ما كانت تحتاجه منه تماما .. لا تحتاج أن يبحث لها عن رجل يتحمل عبئها بل تحتاج أن يدعمها حتى تتمكن من حمل عبء نفسها بنفسها .


****

جلس سعفان صباحا يتناول الفطور وسط لهو سما وصخبها المعتاد ليقول فجأة : عاوز اقدم ل سما فى الحضانة يا اما . بقى عندها خمس سنين .

تبدلت ملامح أمه : حضانة !! انت يا ابنى ناقص مصاريف ؟ انا هبقى اروح اكلم ستها ام ابوها يخلى عنده شوية دم ويدفع مصاريف بنته ولا حتى يساعد فيها .


ترك سعفان الطعام ونظر لأمه لائما : هو احنا يا اما مستنين منه مصاريف سما انا متكفل بكل مصاريفها لحد ما اجوزها .


قفزت سما تقاطع حوارهما الجاد وهى تستقر فوق ساق سعفان : انا هتجوز خالى سعفان 


ضحك سعفان وقرص أنفها الصغير : انت هتجوزى سيد الرجالة .. 

قطبت جبينها ببراءة : مين سيد الرجالة ده انا مااعرفوش .

ربت فوق وجنتها : لسه هدورلك عليه ولحد ما الاقيه هتروحى الحضانة وبعدين المدرسة وبعدين الجامعة 

اومأت بعدم اقتناع : ماااشى بس انت هتقعد كل ده تدور عليه ؟ هو تايه ؟؟


عاد سعفان للضحك لتتدخل أمه : وانت في السكة دى هتفضل مقطوع بطولك كده ؟؟ مش هتجوز وتفرحنى بيك ؟؟ يابنى عاوزة اشيل عيالك قبل ما اموت 


عاد اللوم يسيطر على ملامحه : بلاش السيرة دى الله يرضى عليك يا اما 

نهض ليضع سما أرضا : انا يا ستى لما اشتاق للجواز هبقى اقولك .. لما الاقى واحدة قلبى يتمناها هبقى اقولك .

أوقفته متسائلة : يعنى انت كل ده ماشوفتش واحدة بقلبك ؟؟


يعلم أنها ترمى لتبدل أحواله مؤخرا ، لكن قصته قصيرة العمر وأدت فى مهدها وما لها من سبيل .


إلتقط سترته مهمهما : هلاقيها فين ضاعت خلاص .


تنهدت بألم وهو يغادر مرتديا سترته قبل أن يختفى مغلقا الباب .

هزت رأسها أسفا لحاله وقلبها يدعو الله أن يعوضه بما يستحق 


******


لم يعد سعفان بقادر على البقاء بهذا المكان ، شعوره بالاختناق يتولد لحظة دخوله الورشة وينقبض صدره لحظة رؤية ماهر .

بدأ بحثه عن مكان جديد عازما على الانتقال وتاركا خلفه كل تلك الذكريات .


اسعد ذكرياته والتى لم تزد على نظرات مسترقة لم تطل ولم ترو ظمأه ولم تسكن جنون قلبه .


لكن بعدما انتهى أمر قلبه قبل أن يبدأ رأى تلك اللحظات هى كل ما يملك منها .

كل ما حصل عليه من سعادة أثر جنون اثاره خافق بصدره غدر به عنوة ودق شغفا لامرأة لم تكن له يوما ولن تكون .


*****


وصل وفيق للمنزل ليجد ايناس تستقبله بحماس كبير : وفيق انا عاوزة منك خدمة .


ابتسم وفيق بوده المعروف : يا خبر ابيض !! خدمة بس ؟؟ ده انت تطلبى روحى يا اناناسة .


انتفخت وجنتيها غيظها لهذا اللقب الذي يناديها به واحتدت فورا : وفيق بطل الإسم ده ..


قربها منه : ليه بس ده الأناناس لذيذ اوووى .

دفعته للخلف : ابنك وانا بجيب فاكهة البياع بيقول عندى اناناس طازة يا مدام اجيب لك اناناسة ؟ رد بلماضته هو هيجيب لك نفسك ازاى يا ماما !!

ضحك وفيق : والله الواد ساهر ده عنده حس فكاهة .. طالع لى .


تحدث بفخر لتبتعد عنه فيسرع نحوها : استنى بس بطلى الغضب ده .. إيه الخدمة اللى عاوزاها .


عادت لهدوئها فورا لتقول : برلنت هتعمل مشروع 

هز رأسه مستحثها لتتابع : وانا عاوزاك تساعدها

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة