-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الحادي عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الحادي عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الحادي عشر

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الحادي عشر

 جلس سعفان شارد العقل امام أمه المثقل قلبها بهم لا يعلمه ، ظل صامتا يحسم أمره ، عليه أن يخبرها الحقيقة كاملة ، لقد اختار قلبه حياته وهو سعيد بإختياره ، يكفى أنه يرضى نفسه وتسكن له روحه .

ساد صمت تغافل عن مصدره حتى الآن لينتبه عنوة ؛ اين الصغيرة مثيرة الشغب ؟

رفع وجهه لأمه متسائلا : هى سما فين ؟

ارتبكت ملامحها بشكل واضح لينتفض قلبه رفضا : فى إيه يا امى البت فين ؟؟

تلعثمت مجيبة : ابوها بعت خدها يابنى .

انتفض واقفا بصراخ غير مقصود : ابوها إيه ؟؟ وليه يا أما تسبيه ياخدها ؟؟ افتكر دلوقتى إن ليه بنت بيدور عليها ؟؟ مش دى سما اللى رماها علشان يتجوز !! 

زاد ارتباك منال وتلعثمها : يعنى احوشها منه يا بنى ؟؟ ماهو مهما كان ابوها !!

لا مش ابوها 

صرخ سعفان بحدة ليلتقط نفسا ويتابع : الأب مش اللى يخلف ويرمى فى عز الضعف .. الأب اللى يحمى ويحابى ويحفظ فى الضعف قبل القوة .. يا اما مجرد إنه يجى دلوقتى يطلب البت فيها إنه . انا رايح اجيبها .


اتجه للخارج لتحاول إيقافه فلا يستمع لندائها ، لا تنكر أن قلبها تألم مع تشبث الصغيرة بها حين سمحت لأبيها بإصطحابها لكنها تأملت أن يرضى سعفان بالأمر الواقع ويلتفت لنفسه التى اهملها منذ زمن .


وصل سعفان لمنزل والد سما حيث كانت تعيش شقيقته الراحلة ، تألم قلبه لمجرد رؤيا المنزل الذى غادرته روحها لكنه اقتحمه مسرعا باحثا عن هذا الرجل الذى باع حق شقيقته ليحصل على ما يسميه حقه .

طرق الباب بغضب لتفتحه زوجته الثانية ، تلك التي صارت مكان غاليته الراحلة ، نظر لها بغضب لكنها ليست قضيته تساءل فورا : سما فين ؟؟

نظرت له بدهشة ليتقدم للداخل فتتراجع بخوف ، نظر أرضا ليجد ثلاثة صغار يتناولون طعاما رديئا وسما ليست منهم .

اندفعت نحو صغارها تدفعهم للداخل صارخة مستنجدة بإسم زوجها الذى خرج من الغرفة للتو لتكن رقبته فى قبضة سعفان باللحظة التالية مباشرة .

أعاد سؤاله : فين سما ؟؟

أجاب بترقب : اهى جوة هتروح فين يا سعفان ؟؟ وبعدين انت مالك ربيت البت يومين ومتشكرين لك خلاص البت هتتربى مع أخواتها انا عاوز ولادى معايا يا اخى .

رفع سعفان حاجبه مستنكرا : عاوز مين ؟؟ مش سما دى اللى رميتها حتة لحمة حمرا علشان تتجوز ؟؟ مش كفاية دم أمها اللى بعته بقرشين ؟؟ انت فاكر انك هتاكل دماغى بكلمتين !! اللى زيك مايدورش غير على نفسه واخدانك البت وراه إنه .

رفع كفيه يفك قبضة سعفان عن رقبته بينما فتحت زوجته بابا انطلقت منه سما : سعفااان


دفعه للخلف ملتقطا الصغيرة بذراعيه ليدسها بصدره فورا وتتعلق هى برقبته باكية : الحقنى يا سعفان انا مش عاوزة أفضل معاهم .. مش عاوزة اروح عند حد انا هسمع كلام ستى وهسمع كلامك بس ماتسبنيش معاهم .


ضمها بحنان بينما أبيها ينظر لها بحدة ليتحدث سعفان : اعمل حسابك مرة تانية تفكر تاخدها هخدها منك بالمحكمة.. ماتفكرش انى جاهل لا يا خفيف انا عارف إن حضانة سما لأمى وانت كفاية عليك الغندورة بتاعتك وولادها .. انت لاقى تأكلهم علشان تاخد سما !؟

اتجه نحو الباب ليغادر فورا بينما هرولت زوجته نحوه : عمل فيك حاجة ؟؟

مسد رقبته بغضب : طول عمره همجى .. هنعمل ايه دلوقتي اهى البت اللى كنا هنشغلها اخدها .

اتجهت نحو الغرفة : ربنا يسويها انا ماكنتش موافقة من الاول البت صغيرة وانا مش عاوزاها فى بيتى ادينا بنشتغل احنا الاتنين هنعمل ايه ؟؟

غابت عن ناظريه ليزفر بغضب متمتما بسباب وقح متهمها بما آلت إليه حياته من بؤس .


*****


دخل سعفان لمنزله وسما كما كانت متعلقة برقبته وهو يحيطها بذراعيه معا بحماية ، وقفت أمه فور رؤيته منادية إسم الصغيرة التي نظرت لها بترقب ، رأت الدموع بعينيها واللوم بعينى سعفان الذى قال : زمانك جعانة يا سما ؟

لم يكن سؤاله إلا تقريرا لصوت معدتها الذى يسمع لكن الصغيرة هزت رأسها نفيا رافضة الطعام .


أستلقى سعفان بعد أن وضع لقيمات بفم الصغيرة دفعا وهى تغفو فوق صدره ، اغمض عينيه وعقله يتساءل : هقدر اعيش عمرى من غير ولاد علشان بحبها ؟؟ ولا هحن واظلمها ؟؟ انا قلبى كان هيقف علشان سما وهى بنت اختى مش بنتى !! 


دار ذراعه حولها لينفى قلبه : لا بنتى ... هى من يوم ما اتولدت وهى فى حضنى .. حتى الشهر اللى عاشته مع ام ابوها كانت عندنا كل يوم .. ازاى مش بنتى ؟؟ هو الأب اللى بيخلف ولا اللى بيربى ؟؟ انا ربيت أمها وهربيها .. ماتخافيش يا سما حتى لو برلنت مش نصيبى انا عمرى ماهسيبك .. مش هعمل فيكى زى اخوالك ما عملوا في امك .. مش هياخدك غير راجل يستاهلك . يحافظ عليكى . يفديكى بروحه .. ماتخافيش يا سما انت يمكن مش بنتى لكن انت حتة من روحى .


اغمض عينيه أخيرا وقد عزم على المضى قدما ف برلنت لن تحرمه الولد . هو يحظى به فعليا .


******


جلس ثلاثتهم صباحا وسما لازالت متشبثة به خوفا ، قدم لها شطيرة لتتقبلها بيد واحدة وتبدأ في تناولها ، ربت فوق كفها : اقعدى النهاردة مع ستك وبكرة روحى الحضانة .

هزت رأسها نفيا : لا هيجو ياخدونى تانى وستى هتقولى روحى عند ابوكى .

انا ابوكى 

قالها بحدة اجفلت الصغيرة ، اتسعت عينيها ليزفر بضيق : ماتخافيش يا سما مش هخلى حد ياخدك من هنا .

ابتسمت الصغيرة لينظر نحو أمه معاتبا مجددا فتنهره بحزن : وبعدين يا سعفان هو انا كفرت يابنى !! ابوها وليه فيها زينا 


نظر أرضا ليجيب بهدوء : ليه فيها بكيفها يا أما .. لما تكبر وتقول عاوزة ابويا مش هحوشها عنه .. لكن اتنازل انا عنها مش هيحصل ابدا .

ربتت فوق رأس حفيدتها : انت فاكرة يا سما أنى عاوزاكى تروحى لابوكى ؟؟ لا يا بنتى ده انت اللى فاضلة لنا انا وخالك .


نظرت نحو سعفان بحزن : انا ظلمتكم انتو الاتنين .. انت حرمتك علشان اخواتك والنتيجة أنهم بعدوا عنى وعنك .. وانت كنت هعيد غلط امك معاكى واسيبك لواحد زيه .. ماتزعلوش منى بس انا فهمى على قدى وفكرت انى صح .. زمان ودلوقتي كنت فاكره انى صح .

احنى هامته يقبل كفها بإجلال : ماتقوليش كده يا اما محدش بياخد اكتر من نصيبه .. انت عملت اللى عليك وانا الحمدلله اخدت نصيبى من العلام ماتزعليش نفسك .


ابتسمت دون أن يخف الحزن عن قسماتها ، دقائق بعد وغادر دون أن يحصل على فرصة للحديث عنها .


*****


مرت الأيام برتابة متتابعة ، أخبر أمه أنه يفكر فى الزواج من إحداهن دون ذكر أية تفاصيل .

ما كانت لتعترض وهى ترى نفسها جائرة على حقه منذ نعومة أظافره . عاهدت نفسها أن تمنحه فيما يأتي كل ما يصبو إليه ، تعلم أنه يستحق السعادة لكن لا تعلم كيف تمنحها له !!


فكر سعفان كثيرا فى طريقة لمد جسور الوصال إلى برها المزهر لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي سفنه . 

تأمل زيارة من وفيق ليكن لها رسولا إليها ، لكن تمر الأيام ولم يأت وفيق مجددا .

نفدت طاقته للتحمل ، يعرف باب بيتها وهذا يكفيه ، لا يحتاج رسولا للتحدث عنه .. سيتحدث عن نفسه  . احتاج بضعة معلومات عن أبيها ثم حسم أمره .


تأنق ذات مساء وأخبر أمه عن موعد هام طالبا منها الدعاء له بالتوفيق فى مسعاه دون إخبارها بما يسعى له .


حمل علبة من الحلوى يراها زهيدة بالمقارنة بقيمة من سيقدمها لها وتوجه طارقا بابها وقلبه ينتفض بأمل يتمنى أن يجد له ملجئا بحماها .

فتح حسين الباب دون أن يتعرف عليه : افندم اى خدمة ؟

ابتسم له بود : السلام عليكم يا عم حسين .

زادت دهشة الرجل ليجيب : عليكم السلام يابنى .. انت مين ؟ 

اتسعت ابتسامته : ماتعرفنيش .. انا أسمى سعفان وجاى اقابلك فى موضوع مهم جدا .

افسح له مجالا مشيرا له للداخل : اتفضل .


دقائق واستقرا جالسين بعد أن قدم له حسين كوبا من الشاي كان قد بدأ إعداده قبل وصوله .

خير يا بنى !!

تساءل حسين لتتضارب التعبيرات فوق صفحة وجهه لكنه يرى الخجل فارضا نفسه مع تلعثم ملحوظ : الحقيقة أنا أول مرة اتحط فى الموقف ده ولوحدى كمان فاعذرنى متلخبط شوية .

أومأ حسين بتفهم ليتابع : انا أسمى سعفان كهربائي سيارات .. عندى ورشة مأجرها وبترزق الحمدلله .

استحثه حسين : ربنا يزيدك يابنى .. بس انا دخلى إيه ؟؟

حمحم بحرج : انا كنت مأجر قبل كده فى ...

ظهر الضيق بملامح حسين وعبر عن ظنه فورا : انت جاى من طرف ماهر ؟

نفى فورا : لا يا عم الحاج انا جاى عن نفسى 


زادت حيرة حسين عن طبيعة هذه الزيارة غير المتوقعة من شخص يجهله .. عزم على اتباع الصبر رغم صمت سعفان للحظات حتى قال الأخير : انا جاى طالب ايد بنتك  برلنت .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة