-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل الثاني عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني عشر

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني

رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل الثاني عشر

 انتفضت برلنت كمن لدغها عقرب فور سماع طلب سعفان عبر أبيها الذى لم تخف دهشته بعد منذ غادره سعفان مع رجاء شديد الإلحاح بمقابلة برلنت بالوقت الذى تحدده .

يتجوزنى ؟؟

رددت بدهشة قبل أن تنتفض مجددا صارخة : ده مستحيل يا بابا مستحيل 

تعجب حسين هذا الانفعال لكنه اعزاه لما مرت به وإصرارها مؤخرا على تأجيل هذه الفكرة لأجل غير مسمى ، لكنه لم يسع لهذا الزواج بل لم يسع له أحد .. لقد طرق الباب مقدما نفسه ليدهشه هو نفسه .


تنهد حسين بصبر : يا حبيبتي محدش هيغصب عليك تتجوزيه ولا تتجوزى غيره .. انت لما رفضتى الفكرة انا سكت لكن ده جه لحد الباب من نفسه من غير مايوسط حد ولا يسأل حد وانا ماقولتش موافقين قولت له اللى فيه الخير يقدمه ربنا . وكل اللى بطلبه منك تشوفيه مش اكتر .


تراقصت دمعات بعينيها قبل أن تغادر غرفة أبيها إلى غرفتها دون رد . 


أسلمت عقلها طيلة الليل للظنون تتقاذفه هنا وهناك . لقد رأى أثر ماهر بوجهها .. رأى ضرباته التى تركت أثرا ليس فى وجهها فقط . 

ظنته مختلفا ...

حين لحق بها ذلك اليوم إلى قسم الشرطة . خافته !!

بلى فعلت .

ورأى خوفها واخبرها به ثم غادر ليمنحها بعض السكينة .

ظنتها مروءة منه وقوفه بجانبها .. ارسال المحامى لها .. شهادته بصفها .

له كثير من الفضل لا تنكره .

منذ أخبرتها ايناس أنه يرسل لها سلاما .. لقد راوغت وادعت عدم تذكره .

وأنى لها عدم تذكره !!

وأنى لها إنكار فضله !!

وأنى لها التجاوز عن كونه رجلا ؟؟ تلك الفئة التى صارت تكره وجودها بحيز حياتها .

يضيق صدرها بمجرد احتمالية حدوث ذلك .


عادت الظنون تسيطر عليها .. ليست مروءة منه .. ربما رأها خاضعة وارادها لنفسه .

تألم قلبها للفكرة . هل هذا هو دور الأنثى فى الحياة !!

ألا يرى الرجل الأنثى فى غير ذلك ؟؟

بالطبع أنثى خاضعة فى عصر انتصرت فيه حقوق  المرأة لهو مكسب لأى ذكر .

لكنها ليست خاضعة .

إن ظن أنه سيحصل عليها ليعيد ما قام به ذلك الذى تكره ذكره فهو واهم أحمق .

لن تعود برلنت خطوة للخلف مهما حدث .

ستقابله لتلقنه درسا لن ينساه .

أغمضت عينيها دون أن تدرك سبب غضبها الحقيقى ، هل هى غاضبة منه أم من نفسها التى رسمت له صورة مختلفة التفاصيل .


******


مر يومين تجرع فيهما سعفان الصبر على جرعات متتالية متحكما فى أمله الذى يأن بين أضلعه .

اخيرا بعد عذابه المضنى هاتفه والدها طالبا منه زيارتهم وكم كان يتوق لذاك !!

سيراها .. فيمكنه رفع عينيه ورى قلبه من قسماتها دون أن تحمل ألما ، دون أن تحمل وحشية وقهرا ، دون أن يعذبه ضميره أو ينهر قلبه عنها .

سيراها برضاها ، بقبولها ، برغبتها .

وكم هو سعيد لمجرد ذا .


عاد للمنزل ليبدل ملابسه فى سرعة وحماس تعجبت منهما والدته ومنت قلبها بسعادته القادمة .


***


على الموعد كان أمام بابها ، يغالب قلبه ليهدأ من ضخاته المؤلمة التي تتزايد وتزيده ضغطا وتوترا .


فتح الباب عن أبيها الذى قابله بتحفظ تخوف منه لكنه تجاوزه سريعا .


استقر منذ دقائق وقد غادره والدها أيضا لتكون وحدته ضغطا إضافيا .

ظهر أبيها وظهرت خلفه ليستقيم واقفا  ، قدم له أبيها كوب الشاى ليتقبله بود وانتظر جلوسها ليجلس .


رفع عينيه ليرى غضبا لا يفهم سببه ، هل أجبرها أبيها لتلقاه !؟؟

تجولت عينيه بين وجهيهما ليتهرب أبيها وتنظر نحوه بتحدى ، تلاقت الأعين ليبتسم برضا لكونه بهذا القرب منها رغم جهله سبب غضبها بعد .


اخيرا أنقذه عقله ليتحدث لسانه : احممم ازيك يا  برلنت ؟

نظرت له بحدة ليتابع بتساؤل : هو انا زعلتك فى حاجة ؟

لم تحد بعينيها عنه وتحدثت مباشرة : تقدر تقولى انت طالبنى للجواز ليه ؟؟

بهت سعفان وتلعثم : احممم . حض .. حضرتك بنت ناس وألف مين يتمناكى .


تساءلت بحدة : تعرف انى عاقر ؟؟


زادت ملامحه شحوبا واومأ إيجابيا لتتابع : وكنت متجوزة مرتين ؟

اعتدل بجلسته واومأ إيجابيا مجددا لتعقد ساعديها بحزم : وانت زى ما قولت لبابا مااتجوزتش قبل كده ؟؟ إيه يخليك تتقدم لواحدة فى ظروفى دى ؟؟


عجز عقله عن التفكير فى كلمات مناسبة ليصل عجزه للسانه لتنتفض واقفة وينتفض بالتبعية وتبدأ هجومها على قلبه الذى تقبل طعنات كرامتها بألم وهى تصرخ : طبعا لقمة طرية .. واحدة تذلها وتطلع فيها عقدك .. واحدة خاضعة ومذلولة ليك لأنها معيوبة .. واحدة تكسرها وتفرض عليها نفسك وظروفك .. واحدة تربى بنت اختك وانت تشوف نفسك واهى خدامة بدرجة زوجة ..


اتسعت عينا سعفان شيئا فشيئا حتى صارت صدمته صارخة بقسماته  ارتعش كفه ليعيد الكوب دون أن يتذوقه للطاولة بصمت ولازال متقبلا لكل جروحها وألمها حتى أولته ظهرها تخفى ألمها الصارخ : اسفة الواحدة اللى بتدور عليها مش انا 


انتفض واقفا و تحركت ساقيه دون أن يبرح مكانه ، نظر نحو أبيها ليتهرب الأخير منه فيعود بعينيه حيث ثوران أنفاسها التى لم تهدأ بعد ليحمحم باحثا عن صوته : انا عاوز اتجوزك مش علشان اى حاجة من اللى انت قولتيهم .. انا مش شايف اللى انت قولتيه فيك .. انا عاوز اتجوزك لانك حلمى .. لانك اول نبض قلبي .. مستعد اعيش من غير ولاد بس اعيش معاكى انت .. انا اسف اذا كنت وجعتك اوى كده من غير قصد .. همشى دلوقتى بس هرجع تانى ..سلام عليكم .


وتجاوزها بخطوات سريعة محاولا اخفاء إضطرابها وقبل أن يلحق به حسين كان يغلق باب المنزل هاربا بألمه ، نظر حسين للاتجاه الآخر ليجد صغيرته تهرب أيضا .


****

دخلت برلنت حجرتها وهى لازالت تقاوم صراخها الداخلى ، أمسكت هاتفها وبأنامل مرتجفة غضبا طلبت رقم صديقتها وما إن سمعت صوتها حتى أطلقت لدموعها العنان وكلماتها تسابق الدموع دون أن تفهم ايناس اغلب ما تتفوه به فقط تطلب منها بعض الهدوء .


****


وصل سعفان لمنزله بهيئة عكس التى غادر بها ، جر قدميه حتى ارتمى فوق الأريكة دافنا رأسه بين كفيه لتتساءل منال بقلق : مالك يا بنى كفاك الله الشر ؟؟

مسح وجهه متألما : تعبان يا امى 


أقبلت سما تعدو لتتسلق ساقيه جالسة : قوم يا خالى نام وانا هعملك لمون علشان تخف .

ابتسم بمرار ، ليت حبات الحامض تخفف ألامه هذه المرة ، بريئة طفلته .. ربت فوق رأسها بحنان : نامى مع ستك يا سما .

نهض ليضعها بحجر والدته ويلوذ إلى غرفته .


لا يصدق أنها تراه بهذه البشاعة .. هذه الوضاعة .. هذه الحقارة .

تراه مستغلا مابقى منها !!

كيف ترى نفسها بتلك الصورة ؟؟

إنها مشوهة داخليا .. 


ألقى بدنه فوق الفراش دافنا وجهه بوسادته ، ليتها رأت صورتها بعينيه ..

إن فعلت لرأت كم هى غالية عالية !!

لكنها لم تفعل ولن تفعل طالما تتألم بهذا الشكل .


رأته طامعا فيها وهو كذلك ، لكنه يطمع حبا ولهفة لا استغلالا ووحشية .

اغمض عينيه مصبرا قلبه : اللى شافته مش شوية .. لازم اعذرها 

اعتدل جالسا لينهض عن الفراش الذى يشعره بالعجز ويغادر غرفته مجددا .

تعجبت أمه أمره وهى تراه متجها للخارج بحالة مزرية : رايح فين يا سعفان ؟؟

ليأتيها صوته وهو يتجاوز الباب : مخنوووق عاوز هوا .


*****


تقبلت ايناس كل تضاربها والصورة تتضح أمام عينيها كاملة ، لقد أنكرت تذكره متعمده .

صديقتها تعانى ظنونها التى تتضارب مع الصورة التى رسمتها له .

كان وفيق محقا 

رددت داخليا قبل أن تتحدث بهدوء : ممكن تهدى شوية يابرلنت هتموتى نفسك كده !!


جاءتها زفرة حارة من قلب متألم لتجيب بتساؤل يتصارع داخلها : هو انا ظلمته يا ايناس ؟


صمتت ايناس لحظات ثم قالت : انت ظلمتيه وحاكمتيه على جرايم ماارتكبهاش .. على جروح ماجرحهاش .. على وجع  مش وجعه .

ساد صمت لتتابع ايناس : لو بتسألى عن رأيى انا شيفاه مش مناسب ليكى .. مش من مقامك .. مش من مستواكى 

عادت تصمت لتشعر بالراحة لأنفاس برلنت التى هدأت فتتأكد أنها أصابت هدفها .

صديقتها تنظر لنفسها نظرة دونية ووضعها سعفان بمكانة أقل منها سيرغمها على إعادة التفكير رغم عدم ثقتها أنها تريدها أن تفعل .


****


انفرد حسين بنفسه ملقيا همومه بين راحتيه ودافنا وجهه بهما ، حقا لم يعترض حين أجلت أمر الزواج لكن ثورتها تلك تخبره أنها لم تؤجلها بل رفضتها قطعيا وهو لن يسمح بهذا .

برلنت !!

جوهرته الغالية ، كيف يتركها مطمع للطامعين ؟؟

لن يفعل . 

كم يخشى أن يتركها فتطحن بين شقى رحا أشقائها والمجتمع !!!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني عشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة