-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الأول من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الأول

 - في أحد الأحياء السكنية في مدينة كيبيك، عاصمة ولاية كيبيك الكندية، وقفت شادية ببطنها المنتفخ، تطالع الثلج الذي بدأ يتساقط منذ وقت قصير، فلم يغطي بعد شوارع الحي الضيّقة المليئة بالحصى، كأنها إحدى شوارع المدن الأوروبية في العصور الوسطى.


كان الازدحامُ قليلٌ في هذا الوقت الباكر من النهار، تطلعت إلى زوجها النائم بضيق،والذي تعالى صوت شخيره لتعلم أنه قد حان موعد استيقاظه.


سارت شادية بتثاقل،تمشي فوق الأرضية الخشبية لهذا المبنى عتيقُ الطراز، حتى وصلت إلى حافة السرير لتصيح بزوجها: هاني، هيا استيقظ.


همهم هاني وهو يشيح بوجهه عنها بضيق، لتصيح بملل مجددا: هاني، هيا عزيزي حان وقت العمل.

وأيضا لم تجد استجابةً منه، لتنحني بجسدها قليلا ،حملت الوسادة لتهوي بها على رأس زوجها عدة مرات وهي تصيح به: هيا أيها الكسول، يجب أن تذهب إلى عملك.


حاول هاني أن يبتعد بوجهه ضربات زوجته وهو يصيح: حسنا،حسنا،لقد استيقظت!!!!

توقفت عن ضربه وهي تلهث بخفة، رفعت حاجبها كعلامة انتصار لتقول له: حسنا والآن تحرك أيها الكسول، لتذهب إلى عملك.


تحركت خطوتين للأمام ،قبل أن تستدير مجددا لتراه عاد لغطّ في النوم، فصرخت به : هاني!!!

انتفض هاني مجيبا: حسنا .

ضيقت عينيها بغضب،ضغطت على شفتيها وهي تضع يديها على خصرها، لتسأله بهدوء خطر: هل ستنام مجددا عزيزي؟؟؟


هو يعرف جيداً تلك النبرة التي غالباً مايتبعها إعصارٌ كاسحْ، فانتفض جالساً ليواجهها قائلا بابتسامة بلهاء: أُسعدتِ صباحا حبيبتي .

ابتسمت بانتصار فأجابت: صباح الخير حبيبي، هيا تحرّك إلى الحمام.


.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


انتهى هاني من ارتداء ملابسه الرسمية، فهو يعمل كمهندس تقني في شركة مرموقة، وقفت شادية تراقب الطريق أمامها، عندما خاطبها زوجها: انا ذاهب عزيزتي، هل تريدين شيئا أجلبه معي لأجلك؟؟؟


ردّت وهي شاردة في الطريق أمامها: لا عزيزي،فقط عُدْ إليّ سالماً.

اقترب منها ليزرع قبلة أعلى رأسها، مشى عدة خطوات قبل أن تهتف خلفه : لا تنسى هاتفك على الطاولة عزيزي.

استدار نحوها ليجدها موليةً إياه ظهرها، التفت إلى طاولة الطعام حيث كان جالسا، ليجد هاتفه بالفعل.

عاد ليأخذه ،وقبل أن يصلْ حدثته وهي ماتزال على وضعها: ولاتنسى اوراقك أيضاً،ستجدها على الأريكة الصغيرة هناك.


نظر حيث أشارت ليجد أوراقه بالفعل مسنودةً على الأريكة، استدار نحوها ليسألها باستغراب: وكيف عرفتي أنني سأنسى الهاتف والأوراق؟؟


ابتسمت وهي تستدير لتقابله: عزيزي،نحن متزوجان منذ ثلاث سنوات، احفظك وأحفظ تفاصيلك عن ظهر قلب.


ابتسم لها وهو يقترب ليحتضنها، ثم قبلها على جبينها هامساً لها: حبيبتي!! فليحفظكِ الله لي، لاتتعبي نفسك في أعمال المنزل، ستصل راشيل بعد قليل.


تبعته بعينيها دون أن تخبو ابتسامتها السعيدة حتى خرج من المنزل، ثم راقبته من النافذة حتى استقلّ سيارته .


تلّمستْ بطنها بحنان، هي الآن حامل في شهرها الثامن، تعرضت لبعض المشاكل الصحيّة في بداية هذا الشهر،فمنعتها طبيبتها من الحركة الزائدة أو حمل أشياء ثقيلة، فقدّمت على إجازة أمومة بعد إلحاحٍ من قبل زوجها من المستشفى الذي تعملُ به، حيث كانت طبيبة نفسية، بل ومنعها أيضاً من الأعمال المنزلية، حيث أحضر لها عاملة منزلية تأتيها يومياً لتقوم بأعمال المنزل كافةً، وترحل عند حضور هاني من عمله.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


حضرت راشيل المرأة ذات السبع وثلاثون ربيعا ، مُدبرةُ منزلِ شادية ،فتحت الباب بمفتاحها الخاص، دلفت إلى الداخل لتجدَ سيّدتها تقف بالقرب من النافذة، حيّتها بابتسامتها العطوفة: صباح الخير سيّدتي،كيف حالك اليوم؟؟


- أجابتها شادية وهي تبتسم برقة: انا بخير راشيل، شكراً لك.

ثم استدارت من جديد نحو النافذة، لتكمل : إنه يومٌ جميل، أليس كذلك؟؟

خلعت راشيل معطفها الجلدي السّميك لتسنده في الخزانة المخصصه لهذا الغرض والمتواجدة خلف الباب، لتجيب وهي تلملم شعرها لتربطه برابطة موضوعه حول يدها: إنه يومٌ رائع سيّدتي، كانت تُثلِجُ في الصباح، أما الآن فقد توقفت والسماء مُلبدة بالغيوم، يبدو أنها على وشك أن تُمطْر.


هزت شادية رأسها بالإيجاب، لاحظت من خلال النافذة سيارة شحن كبيرة، مليئة بالأثاث المنزلي قد توقفت أمام المنزل المُقابل لمنزل شادية، ثم ترجّل منها ثلاث شباب أقوياء،واصطفوا حول السيارة كأنهم بانتظار شخصٍ ما.


عقدت شادية حاجبيها باستغراب لتسأل راشيل التي توجهت ناحية طاولة الطعام لتحمل الصحون نحو المطبخ : هل اشترى أحدٌ ما منزل السيدة ويلسون؟؟


استدارت راشيل نحوها مجددا وهي تقول: أتقصدين السيّدة العجوز التي ماتت العام الماضي ؟؟ نعم ،لقد سمعتُ أن ابنها قد باع المنزل منذ أسبوع.

هزت رأسها بتفهّم وهي ماتزال تُراقب المنزل المقصود، ثم لاحظت سيارة سوداء رباعية الدّفع قد توقفت خلف سيارة الشحن،ترجلت منها شابةٌ ما تبدو في منتصف العشرين من عمرها، تقدمت تلك الشابة لتفتح باب المنزل ، فبدأ الرجال يُفرِغون السيارة من أحمالها،ليدخولها إلى المنزل.


زمّت شادية فمها بتفكير لتحسم أمرها فوراً، ستذهب لتتعرف على تلك الجارة الجديدة، لذا توجهت نحو ذات الخزانة التي تقبع خلف الباب، تناولت منها معطفاً صوفيّاً ،وبدأت بارتدائه وهي تخاطب راشيل: راشيل، انا ذاهبة لأُلقي التحية على جارتي الجديدة.


استغربت راشيل ماقالت، وقبل أن تسألها عن أي جارةٍ تتحدث، كانت شادية تنزل الدرجات الخشبية للمنزل بتمهّلٍ شديد، بعد أن ارتدت وشاحاٌ ثقيلاً لفّتهُ حول عُنقها، وصندلاً خفيفاً تواجد في الرفّ السفلي من الخزانة، وأغلقت الباب خلفها.


توجهت شادية لتقطّع الطريق بحذر، كانت تمشي الهوينى نظراً لكبر بطنها ، قرّبت طرفي المعطف إلى جسدها لتحصل على بعض الدفء،فقد كان نسيم الهواء في المنطقة باردٌ جداً، تقدمت بهدوء من تلك الشابة، تأملتها من الخلف قليلاً،لاتدري لمَ أنبأها حدسها بأن هذه الفتاة عربية، لذا صاحت بهدوء من خلفها باللغة العربية: مرحباً.


لتنطق تلك الفتاة دون أن تنتبه لنفسها: أهلا.

رفعت الفتاة رأسها فجأة، ثم استدارت نحو شادية وقد بدت عليها علامات الارتباك، كأنها نطقت باللغة العربية سهواً ، ازدردت ريقها بارتباك، لكنه زال عندما هتفت شادية بحماس وهي تُصفق بيديها كالأطفال: أخيرا!! شخصٌ يتكلم العربية في هذا الحيِّ الكئيب!!! ياألهي شكراً لك،لقد استجبت لدُعائي.


ابتسمت الفتاة الأخرى باقتضاب، تأملت شادية ملامحها الجميلة، كانت ذات عيون خضراء واسعة، وشعرٍ كستنائي ناعم يصل إلى حدود كتفيها ،تخلّلته عدة خصلات بنية، وبشرةٍ قمحيّة ناعمة ،وجهه رقيق ناعم الملامح، كانت آيةً في الجمال، لكنها لمحت حزناً دفيناً في أعماق عيّنيها الخضروان وابتسامتها الرقيقة،.

لكنها في الوقت ذاته شعرت أن تلك الفتاة مألوفةً بالنسبة لها، بل وتكاد تجزم أنها تعرفها،إلا أنها لم تتذكر أين رأتها؟؟؟


أجلت شادية صوتها بحرج، بعد أن انتبهت لنفسها، لتمُدّ يدها نحو جارتها الجديدة تعرّف عن نفسها بلباقة: شادية عزيز، اسكن في المنزل المقابل.

نظرت الفتاة إلى يدها الممدودة،لتمدّ يدها وتهتف بابتسامة مُقتضبه: ليلى، ليلى ماهر.


لمْ يُذكرها هذا الاسم بشئ، لكنها لم تستطع التغافل عن ذلك الوجه الملائكي، إنها تعرفها حتما .


انتهى الرجال من نقل الأثاث إلى الداخل، ثم خرجوا جميعهم، وقف أحدهم خلف ليلى ليتكلم معها بالإنكليزية: لقد انتهينا سيدتي، هل تريدين منا أمر آخر؟؟؟

قابلته ليلى بجسدها، لتجيبه: لا أشكرك، لقد تمّ دفع أتعابكم للمكتب ، يمكنكم الانصراف.


استأذن الرجل بعد أن شكرها، ليتوجه إلى بقية أصدقائه، ثم رحلوا بسيارتهم الكبيرة.

استدارت ليلى من جديد ناحية جارتها،لتجدها ماتزال تقفُ مكانها، تحّرجت بداية لذا سألتها بتردد: هل، هل تودين الدخول ؟؟؟


ابتسمت شادية باتساع، أماءت برأسها موافقة فابتسمت الأخرى باقتضاب، تحركت لتدخل إلى المنزل قبلها،ثم تبعتها شادية،كان المنزل في حالة فوضى، نظراً للصناديق المتناثرة هنا وهناك، وضع رجال الأرائك القليلة بإهمال ، مشت شادية بحذر تتلمس خطواتها، حتى جلست على أريكةٍ متطرفة ،بينما هتفت ليلى خلفها: سأحضر الشاي.


أشارت لها شادية برأسها ،فاستدارت ليلى متجهةً نحو المطبخ الصغير ، لفت انتباهها صندوق من الكرتون ،ملئ بالأوراق المخروزة ببعضها، قرأت من خلال الشقّ الصغير في فتحه الصندوق كلمةَ أشلاء.


جذبت هذه الكلمة نظرها، مدّت يدها بحذر نحو الصندوق لتخرج الأوراق السّميكة منه، فتحت الصفحة الأولى لتقرأ فيه كلماتٍ جميلة بما يُشبه المُقدمة لروايةٍ ما.


((( لمْ أكنْ يوماً هكذا، كنت تلك الفتاة المُدللة، أوامري مُطاعة، أطلبُ فيُنفذ ولا رادّ لطلبي ، كنتُ دوماً أميرةً، أما الآن فأنا بائسةٌ يائسة، لا أرى لحياتي شكلاً ولا لوناً ولا حتى نكهة.

في يومٍ من ذات الأيام كنت أمشي و وصديقاتي في الشوارع المزدحمة، نلهو ونمرح، صادفتُ عرّافةً في إحدى الزوايا، كانت قابعةً هناك بردائها الأسود والذي كان يغطيها من رأسها إلى أخمص قدميها، ورغم عدم إيماني بكلام العرّافات،لكن دفعني فضولي لأقترب منها ، سألتها أن تقرأ طالعي، رمقتني بنظرة غامضة أرعبتني، ثمّ أخفضت نظرها للأسفل، مدّت خرقةً سوداء منقوشة بنقوشٍ غريبة، نشرت صدفاتها غريبة الشكل فوق الخرقة، لتنطق بعد ثوان: أنتي مُحاطةٌ بالمُخادعين.

نظرت إليها باستغراب شديد، فتابعت وهي تُحدّق في عمق عيناي: والداكِ آثمان، وحياتكِ مُجردُ كِذبة.

ابتسمت لأجيبها بسخرية: لا، لاصِحة لما تقولين، فأنا يتيمة!!!؟.

ثمّ نهضت لإبتعد عنها مع صديقاتي، ولكنها صاحت خلفي بهدوء مُقلِق: ستنكشف الأقنعة يوماً، وستُدركين صحّة حديثي.

يومها لم أهتمّ بما قالت، اعتبرته دجلاً وخُرافاتٍ كاذبة، لأكتشف فيما بعد، أنه من أصدقِ ماسمعت في حياتي.)))


في تلك اللحظة سمعت صوت تكسر زجاج، رفعت رأسها لترى ليلى تُطالعها بارتعابٍ بنظرات مزجت بين الخوف والقلق.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة