-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثانى من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى

 وقف شاب في بداية عقده الثالث ،طويل القامة عريض المنكبين، ذو بشرة برونزية وعيون سوداء مظلمة، وشاربٌ خفيف وذقن مشذبة ،كانت ملامحه جذابة، لكنك لاتستطيع أن تغفل ذلك الامتزاج العجيب لملامحه التي جمعت مابين القسوة والحزن .


وقف على شرفة منزله، المُطلّ على البحر بنظرات شاردة، سوداوتاه تتأملان أمواج البحر المتلاحقه،والتي بدت كأنها في سباق لضرب صخور الشاطئ كأنما تنتقم منها، شاردٌ في الأفق البعيد وخصلات شعره الأسود الحريرية تتطاير بخفة مع نسيم الهواء العليل.


وقفت والدته التي وصلت لتوّها تراقبه ، رغم أنها ليست والدته البيولوجية لكنها يوماً لم تشعر نحوه إلا بعاطفة الأمومة، تنهدت السيدة زينب بحزن ثم تقدمت نحوه بحذر، وضعت يدها على كتفه متحدّثةً بصوت حنون: كيف حالك عزيزي براء؟؟؟


تحدّث مجيباً إياها بصوت رجولي طاغي كأنه شعر بمراقبتها له:

- أنا بخير والدتي، كيف حالك وحال أبي؟

استدار ليقابلها ،رفع يدها عن كتفه ليزرع قبلة طاعة على ظهرها، ابتسمت له بحب ومسحت بيدها على صدغه، تمتمت بصوت خفيض: انا بخير عزيزي.

ثم تابعت بنبرة تحمل اللوم: لكنّ والدك مشتاقٌ لكَ ، ألن تأتي لتراه؟

أغمض عيناه وزفر بضيق وهو يتجه نحو الطاولة الخشبية المسنودة على الشرفة، جلس على الكرسي وهو يمسح وجهه بيديه، تابعته زينب بعينيها بإشفاق، سمعته يهمس لها: هل أرسلك لتتحدثي معي في ذات الأمر مجددا؟


اتجهت لتجلس على الكرسي المقابل وهي تجيب: لا عزيزي، لم يرسلني أحد، أنا أتيت من تلقاء نفسي لأرى ولدي .

لم يعلق بحرف، بل اكتفى بإسناد يديه على ركبتيه،ثم دفن وجهه في راحتيه وهو ينفخ بسأمٍ، بدت حذرةً وهي تسأله بجدية: متى ستعود براء؟؟؟


انتفض من مكانه واقفاً وهو يُدير ظهره لها، لتتابع بهدوء : هذه العصبية لن تنفعك براء، إن لم تتكلم مع أحدٍ عمّا في داخلك سوف .....

- سوف ماذا ها؟؟؟ هل سأُجنْ ؟؟ قاطعها صارخاً ليكمل: هل ترينني مريضاً أمي؟

حاولت امتصاص غضبه لتجيبه بهدوء : أنت تعرف رأيي جيدا في هذا الأمر براء.


نفخ من جديد موُليّاً إياها ظهره، تابعت حديثها بهدوء: أنت لستَ مريضاً عزيزي، أنت فقط مُتعب، تحتاج لشخص ما لتتحدث معه.

هز رأسه للجانبين نافياً : لا أمي، لاتتعبي نفسك، لن أجلس أمامك كسائر مرضاكِ لأروي لكِ حكايتي التي تعرفينها أصلاً.


نفخت بتعب ثم اردفت: حسناً، كما تريد .

ارتخت تعابيرها وهي تضيف: لكنك يجب أن تتحدث مع احدٍ آخر.

نظر إليها باستفهام، لتبتسم قائلة: لقد وصل جواد منذ يوم أمس ،ألا ترغبُ برؤيته؟؟

ابتسم بخفة وهو يمسح وجهه بيديه قائلاً: هل عاد شقيقي ؟ وهل مازال غبيّاً؟؟


اتسعت ابتسامتها سائلةً باستنكار طفيف: أكان غبياً؟؟

جلس على مقعده مجيباً بلا مبالاة: حقيقةً كان أحمقاً أكثر منه غبياً.

قهقهت بخفة وهي تجيبه: لا عزيزي،ليتك تراه الآن، لقد أصبح شاباً وسيماً، وكما يصف نفسه قاهر قلوب النساء الفرنسيّات.

قهقه كلاهما على ماوصف به جواد نفسه، لتسأله مجددا : متى ستعود لتراه؟؟

شرد قليلا قبل أن يجيبها باقتضاب: قريباً،أعدك.


ضغطت على شفتيها بخفه، ثم وقفت وهي تعلق حقيبتها على كتفها لتقول له: حسنا عزيزي كما تشاء.

وقف مقابلاً لها يسألها باستغراب: هل ستذهبين أمي؟


اقتربت منه لتقبله من خده ،ثم قالت بنبرة هادئة: نعم عزيزي ،يجب أن أذهب لأحضر الطعام لأبيك.

ثم أضافت بمرح طفيف: فأنت تعلم أنه لايستسيغ الطعام إلا من يدي.

ابتسم لها ،ثم سار معها وهو يضع يده خلف ظهرها : ولكن لا يصح أمي، لم تشربي شيئاً بعدْ!!


فتحت الباب الخارجي لتقابله قائلة،: لا عزيزي لا داعي.

رفعت يدها تضعها على صدغه وهي تتمتم: أراك لاحقاً عزيزي.

ابتسم لتظهر غمازتيه وهو يقبل باطن يدها ،ثم خرجت من المنزل،لتستقر في السيارة وتقودها متجهةً إلى منزلها المستقلّ،تاركةً أبن زوجها في بحر الحيرة والاشتياق تتقاذفه أمواجه يمنةً ويسرة ،ليرتطم بصخرة الواقع الحالك.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


بلعت شادية ريقها بارتباك عندما رأت تلك النظرات الخائفة في عينيّ ليلى، حاولت أن تبرر فعلتها فتمتمت بتوتر: أنا آسفة ، لقد لمحتُ الأوراق ملقاةً هنا فدفعني فضولي لأن أقرأها.


ارتجف جسد ليلى ثم وضعت الصينية ومحتوياتها على طاولة صغيرة قربها ، اقتربت باندفاع نحو شادية ثم جذبت الأوراق من يديها بخشونة، ضمت الأوراق إلى صدرها وهي تنظر بهلع نحو شادية التي وقفت لتقابلها باستغراب، فتمتمت بثبات وابتسامة معتذرة: اكرر آسفي مرة آخرى، لم أقصد التطفل.


ازدردت ريقها وهي تشيح بوجهها عنها لتقول بصوت مرتجف: لا ،لاتعتذري،لكنها خربشات سخيفة لاتهتمي لها.

طالعتها شادية باستغراب عظيم، فقالت مستنكرة:خربشات؟؟؟إنها من أفضل ما قرأت يوماً.

ثم سكتت لثانية اردفت بعدها بابتسامة طفيفة: حقيقةً هذا الأسلوب في الوصف والسرد يُذكرني بكاتبتي المفضلة.

سكتت فجأة واتسعت عيناها ، ظلت تطالع ظهر ليلى

بصدمة، ثم التفّت حولها حتى أصبحت تقف قبالتها وتفحصت وجهها بعينيها، تحت نظرات ليلى المستغربة، فسألتها وهي عاقدةٌ جبينها: مابك ْ؟ لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟؟؟


همست شادية : إنها أنتي، أليس كذلك؟؟؟

لم تفهم ليلى مقصدها، فتابعت شادية بشهقة خفيفة وهي تضعُ يدها على فمها: نعم إنها أنتي، ياألهي!!!!!

ارتبكت ليلى لتسألها: ماذا تقصدين؟؟

رمشت شادية بعينيها عدة مرات، همست بخفوت: أنتِ بتلة الياسمين.؟؟!!


ازدردت ريقها بارتباك وهي تسير مبتعدةً عنها، لكن شادية لم تسمح لها، فأمسكتها من ذراعها لتوقفها مكانها،وسألتها مجدد بإصرار عنيد : أنتي هي بتلة الياسمين ،أليس كذلك؟؟

بهتت ملامحها وهي تتنهد بحزن، سألتها بقلة حيلة: كيف عرفتني إن لم يرني إلا القلّة القليلة جدا؟؟

ابتسمت شادية بانتصار لتقول : إحدى معجباتك كانت رسّامةً ماهرة، وقد رسمت لوحة مُقاربة لملامح وجهك بشكلٍ كبير بعدما رآتكِ مُصادفةً في دار النشر وأخبرها أحدهم عن هويتك ، وقامت بنشرها على أحد مواقع التواصل الإجتماعي.


ابتسمت بحزن ،ثم جلست على الأريكة خلفها وهي تتمتم: حسناً،لم أفكر يوما باحتمالية حدوث هذا.

جلست شادية بجانبها وهي تقول بحماس: ياألهي، لاتعلمين كم انا سعيدة لأنني التقيتك اخيراً.

ثم عقدت حاجبيها وهي تسأل باهتمام: ولكن لمَ تخفين هويّتكِ الحقيقيّة عن معجبيكِ؟؟ أعني ما سرُّ هذا الغموض والاختفاء خلف أسماءٍ وهميّة؟؟


ابتسمت بتوتر لتجيب بتلعثم وهي ترفع كتفيها بقلّة حيلة: لا أعلم، أنا فقط لا أحبّ الأضواء والشهرة، ثمّ لاتبالغي لستُ بتلك الشهرة التي تتحدثين عنها.

رفعت شادية حاجبيها باندهاش،لتردف بنبرة استنكار : لستِ بتلك الشهرة؟؟؟ عزيزتي هل تعلمين كم نسخة تمّ بيعها من روايتك الأخيرة دفءْ؟؟؟

نظرت لها ليلى بتساؤل لتجيب شادية بانفعال طفيف : مليون نسخة خلال شهرين!!! وتخبرينني أنك لستِ مشهورة!!؟


تنهدت ليلى بتعب، بينما اتّسعت ابتسامة شادية وهي تسأل: وهل هذه الرواية الجديدة؟؟؟

ارتبكت ليلى من جديد ،أحكمت قبضتها على الأوراق وهي تتمتم: لا، ليست برواية، إنها فقط كلماتٌ سخيفة اصطّفت على ورقٍ سيُرمى قريباً.

ثم تطلعت إلى شادية لتقول بتردد: هل ،هل تودين قراءتها؟؟

- أجابت شادية بلهفة : هل أستطيع؟؟

رفعت ليلى كتفيها لتجيب بلا اكتراث: طبعا يمكنك، كما أخبرتك هذه ليست للنشر.


تناولت شادية الأوراق منها بلهفة، لتسألها ليلى بابتسامة مقتضبة : لم تخبريني عنك ِ، من أي بلدٍ أنتِ؟؟ وكم مضى على حملكِ؟؟

ابتسمت شادية باتساع وهي تمسح على بطنها بحنان: انا من لبنان، وقد أتيت إلى هنا بعد زواجي منذ ثلاث سنوات، كنت أعمل كطبيبة نفسية في مستشفىً قريب، حتى أخذت إجازة أمومة منذ أن دخلتُ في الشهر الثامن من الحمل، أي منذ عشرين يوماً تقريباً.


هزت ليلى رأسها بتفهم ولم تعقب ،ولمْ يخفى على شادية وذكائها ذلك الحزن الدفين في أعماق غاباتها الزيتونيّة، وعلمت من تعلّقها الشديد بالأوراق أن إجابتها ستجدها فيها ، لذا عمِدَت وبحنكتها المعهودة في دفع مرضاها للحديث إلى تقصّي ماضي هذه الرقيقة القابعة امامها، خطرت في ذهنها فكرة جميلة فمدّت يدها التي تحمل الأوراق نحو ليلى لتقول بها بنبرة شبه آمرة: هلّا قرأتها لي؟؟


عقدت ليلى حاجبيها بعدم فهم، لتسألها بعفوية: ألا تعرفين العربيّة؟؟

قهقهت شادية بخفة لتقول : لا عزيزتي بالطبع أُجيد القراءة باللغة العربيّة، ولكنني أُفضّل أن تقرأيها لي.

ثم أضافت بحذر: إن لم يكن لديكِ مانعٌ بالطبع.


ترددت ليلى في البداية فتسائلت مجددا: إذاً لمَ تريدين مني أن أقرأها لكِ؟

ابتسمت شادية وهي تجيبها بتودد: لأني أريد لابنتي أن تسمعها معي.


ابتسمت ليلى بارتباك طفيف، لتسألها: أهي فتاة؟

أشارت لها شادية بالإيجاب، فمدّت يدها لتتناول منها الأوراق بترددّ، ثمّ تنحنحت لتقول بتوتر بائن : إنها تجربة فاشلة، وقد كتبتُها على لسانِ البطلة، أي أنها ليست حكايتي أنا.

هزّت شادية رأسها بتفهم، وهي تتفرس في ملامح ليلى، إنها رقيقة جميلة، لكّنها تحمل في عينيها الكثير من الألم.


وضعت ليلى الأوراق في حجرها، وضعت كلتا يديها فوق الأوراق كأنها تخشى أن تفتحهن، ازدردت ريقها بوجل، بللت شفتيها ، ثم أخذت نفسا عميقا زفرته على مهلٍ ،كانت كمن سيقرأ حكم إعدامها ، لاحظت شادية كل هذا لتقتنع داخلها أن الرواية الكامنه تحت يديها،ماهي إلا حكاية تلك الأميرة.


لاحظت ليلى أنها أخذت وقتاً اكثر من اللازم،فخشيت أن تشكّ بها شادية، فابتسمت لتقول بتلعثم: حسناً سأقرأها الآن،.

ثم أضافت بسرعة: ولكن كما قلت لكِ،هي ليست حكايتي.

ابتسمت شادية بتشجيع، أغمضت ليلى عينيها،لتقلب الصفحة الاولى، ثمّ بدأت بقراءة أولى فصول الحكاية.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة