-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثامن والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثامن والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثامن والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثامن والثلاثون

نيران هوجاء استعرت داخله حينما سمع حديث براء الصادق والذي ينمّ عن عشقٍ لامحدود، خشي من أن يؤثر كلامه على أميرة فتعانده لذا عمد إلى التصرف بسرعة.


ابتسم باستخفاف ليقلل من تأثير مقاله فتمتم بحقد : كل ماقلته لاقيمة له عندي،فأنت ميتٌ بجميع الأحوال.

سار نحو أميرة ليعطيها المسدس من جديد قائلاً بحزم: هيا أميرة، اقتليه.

ابتعد عنها خطوتين وبقي يراقبها، أخفضت نظرها إلى المسدس لتهمس بضعف: لا أستطيع.


أمرها بتصميمٍ مجدداً: اقتليه أميرة، وإلا سأدعكِ تشاهدينه وهو يختنق بالسم حتى الموت.

ذرفت دمعة وهي تحرك رأسها بإنكار ولا تجد صوتها، فهمس براء بخفوت وقد بدأ السم يؤثر في جسده بشكلٍ كبير: مالذي ستجنيه إن أجبرتها على قتلي؟؟؟


ابتسامة مميتةٌ تلك التي قابله بها وهو يجيبه بكل بساطة: أمرٌ بسيط، أضمن ولاءها التامّ لي.

قطب جبينه بعدم فهم فأردف الآخر: ببساطة، عندما تقتلك فلن يبقى لها سواي،فأميرة لاتستطيع العيش وحيدةً ،ستعود إليّ لأنني أحبها وسنتزوج، هذه هي القصه.

ثم ألتفت نحوها آمراً: نفذي الآن.

ابتسم براء بهدوء ليهمس رغم التنميل الذي سيطر على أطرافه: إذاً،فأنت لاتعرفها أبداً.


بينما هي كانت مدهوشةً من لهجة يوسف الدنيئة، يتحدث ويقرر عنها كأنها غير موجودة، فتحدثت بقوة زائفة: ألا تخشى أن أقتلك أنت بدلا منه؟؟؟

التفت نصف التفاته إليها مُجيباً بثقة: أشكُّ في أن تفعليها.

لم تهتزّ ملامحها كأنها تفكر في فعلها حقاً،فيما أضاف: لإنك ذكيةٌ أميرة ستعرفين وبحسبةٍ بسيطة أن لا أمل لكِ بالخروج حيةً من هنا بوجود رجالي خارجاً.


ثم رفع كتفيه بلا اكتراث متابعاً: ومن ثم لأجل من ستقومين بقتلي؟؟ من أجله هو؟؟

لم تجبه في حين أضاف بهمس خسيس: لقد خدعكِ حبيبتي،فلو كان يحبكِ صدقاً لأخبركِ بالحقيقةِ كلها دون تزييف.


لم تصدقه في الجزئية الأخيرة فهي على يقين انّ لبراء عذراً غير ما أخبرها به يوسف ، لكنه على حقّ فيما خصّ خروجها من هنا برفقة براء ،فحتى لو استطاعت تجاوز رجال يوسف- وهي تشكّ في هذا قطعاً- فلن يصمد براء حتى تسعفه إلى أقرب مشفى،لقد مضى على ولوج السم لداخله وقتٍ كافٍ لينتشر في جسده، بالإضافة إلى أنها في منطقةٍ مقطوعه ولا تعرف الطرقات هنا.


أصابها اليأس والإحباط، لتقرر في لحظة تهور الآتي،عادت خطوتين للخلف وهي تناظره بثبات مُصطنع لتهمس بنبرة غادرتها الحياة: إذاً سأقتل نفسي.

ثم رفعت المسدس لتضعه على جانب رأسها ،ارتعب براء جدياً عندما رأى فعلتها فصاح بها بضعف وقد بدأت أجفانه بالارتخاء: إياكِ أميرة.


بينما يوسف استدار نحوها بكامل جسده ابتسم باستخفاف ليخبرها: لن تفعليها أيضاً، لإنه وببساطة إن قتلتِ نفسك فسأحرص على قتل كل شخصٍ قابلته في حياتك،.

ازدردت ريقها بهلع من تهديده الصريح ليضيف وكأنه يتحدث عن قتل حشرةٍ ما: ابتداءً من ملك و شقيقتها،ولن أنسى بالطبع والديه العزيزين.


رمشت بعينيها وأسبلت يدها التي تحمل المسدس للأسفل ،وهي تطالعه بصدمة.


...........................................................................


وضعت زينب كوب الحليب الساخن أمام زوجها الواجم منذ الصباح، جلست إلى كرسي مقابله وهي تسأله بشك: مالأمر عزيزي، لمَ أراك شارداً طول الوقت؟؟


نظر إليها هامسا بضعف: لقد زارتني هيام في حلمي الليلة.

تنبهت حواسها كلها مع مقاله، فانحنت بجسدها صوبه وهي تتمتم باهتمام: ماذا أخبرتك لينقلب حالك هكذا؟؟


تنهد بتعب وهو يخبرها: لقد أخبرتني بأن احميه من الأفعى.

تجعد جبينها بعدم فهم فيما تابع : إنها تحذرني أن براء في خطر ،أنا قلقٌ عليه للغاية زينب.


ابتسمت له بطمأنينة لاتملكها لتردف: عزيزي، براء قوي ولايهاب.

ناظرها بعينين تبحثان عن الصدق في محياها ليقول بوهن: براء وحيدي زينب، أنا عاجز الآن أخشى أن يصيبه مكروه ولا استطيع أنقاذه.

سكت لثوان معدودة يزدرد ريقه بصعوبة ثم واصل حديثه بجزع: كما فشلت في حماية والدته.


لم تملك من الكلمات مايواسيه في هذه اللحظة، فاقتربت منه لتحتضنه وهي تهمس له: لاتقلق عزيزي،براء قوي لاتخشى عليه.

أغمض عينيه محاولاً إقناع نفسه بصحة حديثها، هو يعلم أن براء قوي ،لكنه وحيده وهو والد في النهاية.


.........................................................................


هل سبق وأن عشتَ مع شخصٍ طول حياتك لتكتشف فجأة بأنك كنت تعاشر أفعى؟؟

هل سبق وأن قابلت إنسياً يستعيذ الشيطان منه؟؟؟


هذا باختصار كان حال أميرة وهي تطالع وجه يوسف بصدمة حقيقية،منذ متى وهو يملك هذه الدموية البشعة؟؟ منذ متى وهو قاتلٌ بأعصاب باردة هكذا؟؟؟


حقاً لا تعلم، لقد ظنت بأنها تعرفه حق المعرفة ،لتكتشف فجأةً بأنها لاتعرف أحداً حتى نفسها!!

همست بخفوت وهي تستجديه: أرجوك يوسف، لاتفعل بي هذا؟؟

اكتسبت تعابيره حدةً غريبة وهو يُصرُّ عليها: اقتليه أميرة، انظري لقد بدأ السم يؤثر في جسده.


نظرت إلى براء فرأت الضعف بادٍ في قسماته، بدأت عيناه ترتجف بشكل لا ارادي، وقد بدأت أنفاسه بالتسارع، إضافة إلى وهو جسده وشحوب وجهه، سمعت يوسف يردف؛ فلتريحيه من عذابه ولنخرج من هنا بسرعة.


ازدرد براء ريقه بصعوبة ورغم الضعف الذي أصابه الا أنه أخبره بيقين وثقة لايعرف مصدرهما وهو مُتجي الرأس : لن تخرج من هنا يوسف ،لن تستطيع تخطي الحدود أبدا.


ناظره بغلّ وهو يستغرب من ثقته بما قاله رغم كل الظروف التي تحيط به ، هذا المعتوه لا يفصل بينه وبين الموت سوى شعرة وهو يتكلم بيقين كأن أصدقائه بالخارج.


رفع رأسه ليناظره بثبات غريب مضيفاً بأنفاسه اللاهثة : حتى لو مت انا، فلن تستطيع أن تستحوذ على أميرة ابداً، أتعرف لماذا؟؟

إزدرم ريقه بوهن ليشيح بنظره إليها مردفاً: لأنها تحبني، وأنا أيضا أحبها، وقلبها مُعلقٌ فيّ أنا.


ناظرته بملامح دمجت مابين الفرح والأسى، الفرح لأنها سمعت اعترافه أخيرا، والأسى على الحال التي وصل إليها.


تسارعت أنفاس يوسف بغضب ممزوج بالكره، عدا نحوه بخطوات راكضة حتى وصل إليه، انحنى صوبه ليقبض على عنقه صائحا به: أميرة لي أنا، لي وحدي وأن تكون لسواي أبدا.


رأته وهو يشدّ بقبضته على عنق براء ،فتيبست اعضاؤها عن فعل أي رد فعلٍ قد يساعده، فهمست بضعف: يكفي يوسف.

التفت نحوها وقد زاد غضبه لاهتمامها به حتى وهو في هذه الحال ،وهو على مشارف الموت فصاح بها: لم تريدي قتله أليس كذلك؟؟ إذاً انا من سيقتله.


صاحت بتوسل وهي ترى براء يُجاهد في اخذ أنفاسه الهاربة : أرجوك يوسف كفى.

اعتصر عنق براء في قبضته أكثر وهو يصرخ باهتياج: انتِ لي أميرة، ولن تكوني لأحد آخر.

رجته مُجدداً ودموعها شلال على وجنتيها: أتوسل إليك يكفي.

- لاتتوسليني من أجله!!

- يكفي!!!!.


.........................................................................


سمع رجال يوسف المُرابطين في المنزل الآخر صوت إطلاق رصاصتين تباعاً، انتصب خالد في وقفته ثم مشى عدة خطوات قبل أن يأمر رجاله: إنها الإشارة، هيا أيها الرجال تجهزوا.


انحنى أحدهم صوب رفيقه ليهمس بسؤال: ماذا يعني بأنها الإشارة؟؟

تمتم صديقه مجيباً بخفوت: لقد أمرنا السيد يوسف عندما نسمع صوت إطلاق رصاص أن نتجهز للمغادرة.

قطب الأول جبينه بعدم فهم فأردف الآخر: هذا يعني أنه قد قتل الضابط ويجب أن نتأهب لنرحل .

أومأ له بالإيجاب قبل أن يأتيهم صوت خالد آمراً: هيا أيها الغبيان،تحهزا لنغادر بسرعة.


أومأ كلاً منهما بالإيجاب بعد أن كادت تنقطع أنفاسهما من شدة خوفهم منه، تحركا من أمامه تاركين خالد يراقب المنزل الأخر بحذرٍ شديد.


.........................................................................


لاتعرف ماحدث ولا كيف حدث بالضبط، جلّ ماتعرفه أنها رفعت المسدس فأطلقت الرصاصتين تباعاً وهي تغمض عينيها.


ساد السكون للحظات، فتحت عيناها بالتزامن مع انخفاض يديها ليسقط المسدس منها، طالعت يوسف الغارق في دمائه، وقد اخترقته الرصاصتان من ظهره من ناحية الصدر ، سقط على بطنه ووجهه فزحف فوق الأرض بتثاقل، ظلت تطالعه بفمٍ مفتوح وهي لا تصدق أنها فعلتها، نظرت إلى براء لتجده يلهث بسرعه .


توجهت أنظارها من جديد ناحية يوسف الذي وصل إلى الحائط بصعوبة، استند عليه ثم التفت نحوها واعتدل في جلسته بمشقة، رفع رأسه ليقابل بقهقهة ساخرة وهي يحرك رأسه متفاجئا ثم ردّد بذهول: حقا لقد فاجئتني، لم أعتقد أنك ستفعليها وتقتليني أنا.


سالت دموعها وهي لاتعي فعلاً أنها فعلتها، فيما أضاف بتهكم: حقاً أميرة؟؟؟ قتلتني انا عوضاً عنه؟؟؟

تمتمت بضعف وهي تحرك رأسها بإنكار: أنت من أخبرني يوسف.


تعالت ضحكته الساخرة مجدداً ليقول بغلّ وهو يوجه بصره نحو براء: ظننتك ستقتلينه هو لتريحيه من عذاب السم، لكنك صوبتِ المسدس عليّ أنا!!!!

سكت لثانية ليبتلع ريقه الدامي وهو يمد يده إلى بنطاله ليخرج شيئا ما أشبه بهاتف صغير فيه زرٌ واحد،ثم همس: حمقاء أنتٍ لو اعتقدتي أنني سأدعكِ تعيشين بعدي.


ضغط على الزر ليُسمع صوت صفير قصير ،اتبعه صوت دقاتٍ خافته أشبه بصوت موقتِ الفرن، ثم تابع حديثه بسخط مريض متقطع : لقد أخبرتك أميرة، إن لم تكوني لي، فلن تكوني لسواي.

تثاقلت أجفانه وبدأت أنفاسه بالانخفاض تدريجياً حتى أسلم الروح إلى بارئها.


التفتت حولها تبحث عن صوت الموقت لكنها لم تجده، لتسمع براء يهمس بخفوت: أعلى الطاولة.

عقدت حاجبيها باستغراب ثم توجهت نحو الطاولة، وجدت عدة أغراض لاتعرف ماهيتها، اتبعت صوت الموقت نحو صندوق اسود متوسط الحجم، حملته لتفتحه فتفاجأت بأنها،.... قنبلة، ولم يتبقى على انفجارها سوى دقيقةٍ واحدة.


...........................................


أصابها الجمود حرفياً، لم تعرف ماعليها فعله فتوجهت إلى براء لترمي الصندوق أمامه لتصيح به: انظر براء، إنها قنبلة!!!

زاغت أنظاره من تأثير السم ،فلم يعد يركز على الأرقام ولا على الشرائط الكهربائية الرفيعة متعددة الألوان ،فهمس لها بقلة حيلة: لا أعلم أميرة ،فقد بدأتُ أفقد حاسة بصري.


شهقت بخفة وهي تقترب منه حتى عانقته وما يزال مُكبلاً لتقول،: أرجوك اصمد قليلاً براء ، ساعدني لنعطل القنبلة ثم سأخرجك من هنا فورا أعدك.


ابتلع ريقه بعسر وهو يهمس لها: لا أميرة لقد فات الأوان على إنقاذي.

ابتعدت عنه لتطالعه بصدمة وهو يضيف: لكن انقذي نفسك حبيبتي، اهربي بعيداً.

حركت رأسها للجانبين وهي تتمتم: لا براء ،إياكَ أن تقول هذا الكلام.

حاول إقناعها علها تتركه لتنقذ نفسها فردد بوهن عظيم: اهربي أميرة، أرجوك ابتعدي هيا.

زادت حركتها عصبية وهي تصيح به: لا ،لن اتركك هنا وأذهب، إما أن نحيا سويا أو نموت سويا.


ثم عانقته لتمنعه من التفوه بكلامٍ غبي لتضيف: أنت حبيبي براء ولا اريد سواك،إن لم تكن تحيا في هذه الحياة فأنا لا أريدها أيضاً.

ابتسم براء بخفه وهو يتلذذ بسماع حديثها،الذي كان بمثابة الترياق للسّم ، أغمض عينيه باستسلام لمصيره، أي ميتةٍ أفضل من هذه؟؟ أليست أمنية كل العشاق أن يموتوا في أحضان أحبائهم؟؟

ازدرد ريقه براحه وابتسامة بسيطة عرفت طريقها إلى ثغره ليهمس لها : وانا أيضا، لااريد حياةً لستِ فيها.


............................


Flash Back.

لم تكن في مزاج رائق للخروج، لكنها الآن تتجول بين محلات الثياب بمللٍ شديد، بعد أن اجبرها يوسف على الخروج معه للتسوق فلم ترد أن تحزنه ، لكنها كانت شاردة وتكاد لاترى أمامها.


كان يوسف يتجول بين المحلات وهو ينظر إلى البضائع المعروضة على واجهات المحالّ ، ويقبض على يدها بحماية وملكية، كأنه يُخبر الجميع بأن أميرة تخصه لوحده.


وقف يوسف فجأةً أمام محلّ ما، تأمله قليلا قبل أن يلتفت نحو أميرة يسألها: ما رأيك في هذا الفستان اميرة؟؟؟

التفتت إلى حيث اشار، فكان الفستان قصيراً وذو اكتافٍ ساقطة، رفعت كتفيها بلا مبالاة ،ثم ولجا إلى المحل ليطلب يوسف فستانا مشابها باللون الأحمر، وأيضا طلب حقيبة وحذاء باللون ذاته.

استغربت أميرة لتسأله: لمَ تطلب أن تكون الأشياء باللون الأحمر؟؟


تطلع إليها بغموض ثم ارتسمت ابتسامة باردة على شفتيه قائلاً بغموض: أحب اللون الأحمر.


.........................

شهقت بخفة وهي تعتدل في جلستها لتنظر إلى القنبلة، فُزِع براء من حركتها العصبية فهمس لها وقد تثاقل صوته: اهربي أميرة هيا كفاكِ عنادا.


لم تجبه بل كان تفكيرها كله موجهاً إلى القنبلة، اقتربت منها حتى وضعتها في حجرها، كان الموقت يشير إلى الرقم الخامسة عشر.


تفحصت الأسلاك المتشابكة ببعضها، وكما توقعت هناك شريطٌ واحد احمر دوناً عن البقية، امتدت يدها نحوه وهي ترتجف من شدة التوتر ، حاولت اقتلاعه من مكانه بحذر، كان الموقت يشير إلى سته.....خمسه.....اربعة..............


توقف الموقت عندما اقتلعت السلك الأحمر بهدوء، تنفست براحه وضحكت من بين دموعها لنجاحها، التفتت نحو براء لتجده يبتسم لها بفتور ، اقتربت منه لتعانقه من جديد وهي تقول: حبيبي،لقد نجحت!!!


لم يجبها، بل شعرت بتثاقل رأسه على كتفها، ابتعدت بحذر من جديد وهي تطالع وجهه الذي زاد شحوبه بقلق، في هذه اللحظة سمعت صوت إطلاق نار انتفضت على أثره، ظنت أنهم رجال يوسف ،فاقتربت لتعانق براء الذي دخل في أشبه ما يكون الغيبوبة لانخفاض ضغط دمه وضعف نبضاتِ قلبه بسبب تأثير السم ، عانقته بقوة لتهمس له بدعم وهي متأكدة من أن صوتها يُسمع صداه في أعماقه: أنت حبيبي فقط.


صوت خطوات الرجال تقترب، أصوات كثيرة مُتداخلة لكنها استطاعت تمييز صوت سمير الذي ظهر من خلفها وهو يصيح: براء!!!.


فتحت عينيها لتطالعه بصدمة كأنها لا تصدق وجوده أمامها الآن، مرّت ثوان حتى انتبهت لصوته السائل وهو يطالع وجه براء بقلق: مالذي حدث؟؟؟


تمالكت نفسها لتخبره بسرعه: أرجوك سمير انقذه، لقد حقنه يوسف بسم كوبرا مخفف!!.

نظر إليها باندهاش، ثم مالبث أن عاد إلى رشده ليصيح : عادل!!


حضر عادل على صراخ صديقه، ليجد سمير يحاول فكّ أغلال براء ليجدها ذات قفل فردي: تناول سلاحه ثم أطلق رصاصة عليه لينفتح، ساعده عادل في حمل براء إلى سيارة كبيرة تابعة لقوة المداهمة التي جلبها معه، وضع براء في الخلف ليصرخ بأحد الرجال معه: تأكد من أن تمسك بالجميع.

ثم اتجه بحديثه إلى عادل وهو يلتف ليستقر خلف المقود: وأنت عادل، افتح لي طريقاً .


استقلت أميرة الكرسي بجانب سمير الذي انطلق بسرعةٍ مهولة، حاول الاستفسار منها عن كيفية حدوث ذلك لكنه لم يجد منها سوى البكاء، حمل هاتفه ليطلب سلاف آمراً؛ سلاف أي المشافي أقرب إلى موقعنا الآن؟؟

أملته سلاف اسم المشفى بعد بحثٍ بسيط على الإنترنت ،فآمرها أن تتصل بهم لتطلب إليهم تحضير ترياق لسمّ أفعى الكوبرا.


أغلق الهاتف ثم توجه بمظره نحو براء النائم كالميت،ليهمس له في نفسه: هيا براء، اصمد وقاوم، انت محاربٌ شجاع فلا تخسر معركتك ،إياك أن تفعلها.......

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة