-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثانى والأربعون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والأربعون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى

رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثانى والأربعون

 قلبت أميرة آخر صفحةٍ في حكايتها، رفعت أنظارها الدامعة إلى شادية التي كانت تراقبها بحرص، فتمتمت بابتسامة بلاستيكية: لقد كان وداعنا سهلاً للغاية، بسيطاً ومختصراً.

همست شادية تسألها: كيف كان؟؟

ازدردت ريقها مجيبةً بشرود: ابتدأ بالدموع وانتهى بها، لكنه فهم مابينهما.


صمتت لثوانٍ عدة وهي شاردةٌ في نقطة في الفراغ، ذرفت عبرةَ حزن ثم أضافت بنبرةٍ ضعيفة: أتعلمين ماهو الموت؟؟

- قطبت شادية جبينها بعدم فهم فأردفت: هو أن تقفي أمام من يهوى فؤادك، لتخبريه بكذبة أن الابتعاد هو لمصلحتكما، فيما لاتجرؤين على رفع رأسك أمامه لئلا يقرأ الحقيقة في عينيك.


اختنقت في آخر كلماتها، غطت وجهها بيديها واجهشت بالبكاء المرير، مرت لحظات حتى هدأت أخيراً ،ثم همست وهي تكفكف عبراتها: منذ أن أتيت إلى كندا لم أسافر، تنقلت مراتٍ كثيرة حتى قررت أن أشتري هذا المنزل لموقعه في حيٍّ هادئ.


سكتت لتتنفس بعمق ثم أردفت: استخدمت اسم ليلى ماهر،والدتي المفترضة في تعاملي مع الغرباء ،خشيةً من أن ألتقي بشخصٍ يعرفه.


تحدثت شادية : لكنك قمتي بنشر رواياتك تحت اسم بتلة الياسمين، لإنه هو من أعطاكِ هذا الاسم، أليس كذلك؟؟


ابتسمت بحزن تجيبها: نعم، هذا صحيح، أحياناً أتخيله وقد قرأ إحدى رواياتي، فينظر إليّ ويخبرني بأنها امتلكت الإحساس بالألم.

ساد الصمت من جديد، بقيت شادية تطالعها بمشاعر متخلطة، كم أحبت أميرة وأحبت وجودها أيضاً،،لقد مرّ اكثر من شهرٍ منذ أن قابلتها، لكنها تشعر بأنها تعرفها منذ أعوام كثيرة.


بدأت تلك النغزات المزعجة تضربها من جديد، لا تشعر بأنها على مايرام هذه الأيام، ربما لأنها باتت في آخر أيام حملها، وقد تأتي صغيرتها إلى هذا العالم بين ساعةٍ وأخرى، تنفست بعمق ثم تمتمت: سؤالٌ اخير.

انتبهت حواسها كلها معها فأضافت شادية: لمَ أسميتي روايتك هذه ( أشلاء )؟؟؟


تنهدت بتعب ثم بللت شفتيها لتجيبها: لأنني أشعر بأن قلبي أصبح عبارةً عن أشلاء متناثرة، لم أعد كما كنتُ أبداً شادية.


ربتت على كفها المسنود فوق الرواية لتهمس: لاتهلكي نفسك بالتفكير عزيزتي، فما باتت نارٌ إلا وأصبحت رماداً.

ثم وقفت بصعوبة ،تبعتها أميرة حتى باب المنزل وهي عاقدةٌ حاجبيها بعدم فهم من جملتها الأخيرة، فتحت لها الباب ثم قالت وهي تتفحص وجهها المتعب: تبدين مُتعبةً جدا، هل أساعدك في الوصول إلى منزلك؟؟؟


ابتسمت بخفة وهي تضع يدها على وجنتها مُرددةً: لاعليك أميرة، انا بخير.

وقفت أميرة تراقبها وهي تمشي بتثاقلٍ عظيم، كم شعرت بالقلق عليها فهي تعلم أنها قد باتت في أيام حملها الأخيرة.


أغلقت الباب خلفها ودلفت إلى صالة استقبالها ترتبها، حملت أوراقها بين يديها وكلمات شادية الأخيرة مازال صداها يتردد في ذهنها: ماباتت نارٌ إلا وأصبحت رماداً.


..........................................................................


استند براء على السور الخشبي لشرفته وهو يتأمل البحر أمامه، كم شعر بالاختلاف خلال الشهر الماضي بسبب حديثه الدائم مع جواد، شعر بأنّ أثقالاً عظيمة انزاحت عن عاتقه، فعلاً إنه مُمتنٌّ له .


اقترب جواد منه وهو يرفع علبة سجائر أمام ناظريه، فهتف براء باستغراب: جواد، منذ متى وأنت تدخن؟؟

ابتسم الأول وهو يخرج سيجارة من العلبة ثم أشعلها، ليخبره: لا أدخن، لكنني آثرتُ أن نحتفل بطريقةٍ مختلفة هذا اليوم.


قطب جبينه بعدم فهم فأردف جواد بمرح: أقصد أننا أخيرا انتهينا من قصتك.

ثم أضاف بضيقٍ مُصطنع: ولو أنني منزعجٌ منك ومن والدينا لإخفائكم أمورا كثيرة عني.


ابتسم براء بخفه وهو يمد يده ليأخذ سيجارة ثم أشعلها مرددا كأنه لم يسمعه: أتعلم، بعد أن تحسنت صحتي سلمني سمير الأوراق التي جلبتها أميرة مع القرص، كان فيها أسماء الكثير من المتورطين هنا وفي دول أخرى، سلمناها للإنتربول الذي قام بدوره وألقى القبض على بعضهم، بينما هرب البعض الآخر.


أخذ نفسا مطولا من سيجارته، ثم نفث دخانها بتلذذ مُضيفاً: لقد تمّ تكريمنا أنا وسمير وعادل للجهود التي بذلناها في هذه القضية.


سكت للحظة قبل أن يضيف بهمس: لكنهم لا يعلمون كم خسرتُ في المقابل.


طالعه جواد بتفحص ليسأله: أخبرني براء، أحقاً كنت متأكدا من عودتها إليك؟؟؟


رفع رأسه إلى السماء، أغمض عينيه هامساً: كما أنا مُتيقنٌ من أنني سأجدها يوماً.


تفحصه جواد بعينيه، ياله من عاشقٍ جسور، رغم كلّ مامرّ به لم ينقص حبها في قلبه،بل ربما ازداد تجذراً وتأصلاً في ثنايا فؤاده المفطور.

ربت على كتفه هامسا بابتسامة: لا تجهد عقلك بالتفكير براء، إن كانت لك ستعود إليك في نهاية المطاف.


أطفأ سيجارته على السور، ثم تحدث بمرح وهو يلقيها من الشرفة مردفاً : والآن اسمح لي أرجوك، يجب أن أذهب لمقابلة ليليا.

استدار ليقابله مردداً: هل ستعترف لها الليلة؟؟


سحب جواد نفساً عميقا ليزفره مرة واحدة ،ليجيبه بثقة: نعم وسأطلب يدها للزواج أيضاً، ولن تكون هناك خطبة طويلة، ماإن نوضب المنزل حتى نتزوج، شهر واحد يكفي.


تمتم له بصدق: أتمنى لك التوفيق جواد، حقاً.


غادر جواد أخيراً ليترك براء على شرفته بصحبة صديقه الوفي ، أخرج هاتفه من جيبه ليعبث به قليلاً، ثم ولج إلى حسابه على آحدى مواقع التواصل الاجتماعي( الفيسبوك ) ليخطّ كلماتٍ صدرت عن قلبه:(( إليكِ، اعتني بنفسكِ جيداً، ابتعدي عن كلّ مايؤذيك حتى لو كنت أنا،حافظي على قلبك من الألم والانكسار وتذكري: أنكِ تعنين لي الكثير))


نشر ما قام بكتابته ليغلق الهاتف مجدداً ،طالع البحر بقسماتٍ مرتخية هذه المرة، وكأن قلبه على يقينٍ بأنها ستقرؤها .


....................................................... ..........................


ليلةٌ هادئة تبعث على الارتياح، نسيمٌ باردٌ يداعب أغصان الشجرة القريبة من منزلها، ابتسمت بسعادة لاتعرف مصدرها، تطلعت إلى منزل شادية مازالت الأنوار مُشتعلةً فيه إذاً لم يناموا بعد، قطبت جبينها بقلق فهيئتها لم تكن مُريحة لكنها واصلت الإدعاء بأنها بخير، ربما لايجب عليها أن تكون قَلِقةً لهذه الدرجة فالمرأة حامل وهذا طبيعي في حالتها.


تذكرت لتوها صديقتها ملك، فهي الأخرى في أيامها الأخيرة من الحمل كما أخبرها محاميها في الشركة هناك، لقد مرّت فترة طويلة دون أن تحادثه، منذ أن أذعنت له وألغت فكرة بيع الشركة وتصفية كل أعمالها كما فعلت مع الأفرع الأخرى، حيث أوكلت محامياً أخر لتولي بيع جميع أفرع شركتها خارج لبنان.


خطر ببالها سؤال ، ترى هل أنجبت ملك أم لا؟؟ وإن كانت قد أنجبت فماذا أسمته؟؟ أو بالأحرى يجب أن تطرح سؤالاً ما جنسُ المولود؟؟


زمّت فمها بتفكيرٍ جدّي، كيف لها أن تصل إلى الخبر اليقين؟؟ الوقت متأخر في لبنان فلا تستطيع الاتصال بالمحامي وسؤاله،فلتنتظر حتى الصباح.


،سحبت الغطاء لتدثر نفسها لكنها انتفضت بقلق، لا لن تستطيع الانتظار، أمسكت هاتفها لتعبث به قليلا، ولجت إلى حساب ملك على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك ) ،آخر ما نشرته كان معايدةً لوالدتها منذ أيام، شعرت بالقلق عليها فقررت البحث عن حساب سمير، وكم كان الأمر سهلاً فحسابيهما مرتبطان ببعضهما، لكنها صُدمت وهي ترى آخر منشورٍ قام بمشاركته.


قاومت عبراتها وهي تقرأ كلمات براء،والتي شاركها سمير على صفحته الشخصية، كانت الكلمات موجهةً إليها بلا شك، أغمضت عينيها بقوة لتحرر دمعة حزن، إلى متى سأبقى هكذا أبكي على الأطلال؟؟

ألم نتفق على أن ننسى لنعيش حياتنا ونمضي قُدُماً؟؟

صرخ قلبها لتتعاضد معه روحها ،إلى متى؟؟؟؟


...........................


أصبح ينام بانتظام مؤخراً، ربما لأنه يجد في النوم سبيلاً لرؤيتها.

استيقظ على صوت رنين هاتفه المزعج، إنها الواحدة بعد منتصف الليل، ترى من ذا الذي يتصل به في هذا الوقت؟؟


أشعل الضوء بجانب سريره، رفع هاتفه عن الطاولة الصغيرة ليرى المتصل، إنه سمير أصابه القلق فأجاب فوراً ليخبره الأخير بأن ملك على وشك الولادة وأنه متوترٌ بشدة، فلم يجد سواه ليتصل به ويقف معه في هذه المحنه.


لايعرف كيف ومتى أبدل ثيابه واستقلّ سيارته ليصل إلى المشفى حيث تلد ملك دون أن يقوم بحادث ما،وصل إلى الطابق المنشود ليتفاجأ بصراخها وقد ملأ الرواق،وسميرٌ يقف هناك في الزاوية وهو يبتهل إلى الله في جزع.


حث خطاه نحو صديقه وماتزال صرخات ملك الغير مفهومة تصدح عاليا، لكنه استطاع تمييز مسباتٍ نابية ألقت بها زوجها.


لايعرف لمَ أغراه هذا الموقف بالضحك،ربما بسبب ألفاظ ملك المضحكة أو بسبب القلق الذي اعترى وجه صديقه.


ربت على كتفه هامسا بابتسامة متسعه: هدّء من روعك سمير، ستخرج إليك بعد قليل وهي تضحك.


همس سمير بتردد وهو ينظر إلى الباب العريض حيث اختفت ملك مع طبي : أنا قلقٌ للغاية براء، ترى هل ستكون بخير؟؟؟


اعتدل في وقفته واضعاً كلتا يديه في جيبه: أنا متأكد من أنهما سيكونان بخير كلاهما، فقط اهدأ.


نظر إليه سمير بامتنان قائلا: أشكرك لوقوفك بجانبي براء، أنا ممتنٌ لك فعلاً .

_ ثم أضاف ساخطاً: أتعلم؟ لقد هاتفتُ النذل عادل لكنه لم يجب على اتصالي؟؟

قهقه براء بخفة ثم أردف ساخراً : لربما نسي هاتفه المحمول في كيس حفاضات ابنته شفق.


ابتسم الآخر رغماً عنه فيما أضاف براء بجدية: لاتتحامل عليه سمير، فهو أيضاً منذ أن ولدت سلاف ابنتهما شفق الشقية وهو يساعدها في تربيتها، خاصةً أن كلاهما مازال يعمل في السلك، أي أن وقته المتاح لرؤيتها والجلوس معها محدود جداً.


هز سمير رأسه متفهما قم مالبث أن اتسعت عيناه وتسارعت أنفاسه عندما خبى صوت صراخ ملك فجأة، ارتبك سمير بشدة وهو يستدير نحو الباب هامساً بخوف حقيقي: مالأمر براء؟؟ لمَ لمْ أعد اسمع صوتها؟؟؟


لاينكر براء أنه شعر بالريبة أيضاً لكنه حاول أن يهون على صديقه فوضع يده على كتف سمير مردداً بنبرة شابها القلق: اهدء سمير سيخرج أحدهم الآن ليطمأننا.


كادت تتوقف نبضات قلبه فعلياً، قبل أن يسمع كلاهما صوت صراخ طفل ملأ الرواق.


...........................................................................


غفت فوق أريكتها من التعب ، لكنها الليلة تشعر بالاختلاف وكأنها تحيا من جديد، لقد رأته في حلمها كالعادة، لكن اليوم كان حلماً مختلفاً ويبعث الراحة في نفسها، رأته يتقدم نحوها حاملاً في يده زهرةَ ليلكٍ بيضاء ندية ، وقف أمامها يتأمل قسماتها ثم نطق بنبرة ثابتة غير تلك المُعذبة التي كان يناديها بها في باقي أحلامها : اشتقتُ إليك.

رفع بعدها الزهرة أمام عينيها لتأخذها منه وهي تتأمل وجهه.


استفاقت من حلمها على صوت طرقاتٍ خافتة على باب منزلها، عقدت حاجبيها باستغراب ثم نظرت من النافذة لترى إن كان النهار قد بزغ أم لا،لكنها انتفضت بقلق عندما لمحت سيارة الإسعاف تقف أمام منزل شادية، هرعت لتفتح الباب لراشيل التي هتفت تناديها باللغة الإنكليزية: آنسة أميرة أرجوك، بدلي ثيابك بسرعة فالسيدة شادية على وشك الولادة.


لم تستوعب أميرة ماتحدثت به راشيل فأردفت: ولمَ تريدين مني أن أبدل ثيابي؟؟


تحدثت الأخرى بلهفة: السيدة شادية تصرّ على عدم الذهاب دونك،هيا أرجوك آنستي.


رغم استغرابها الأمر لكنها أشارت لها بالإيجاب وتحركت من فورها داخلةً إلى منزلها وبدلت ثيابها على عجل، خرجت بعد دقيقتان لتغلق بابها واتجهت إلى منزل شادية بخطواتٍ راكضة سبقت بها راشيل.


وصلت إلى المنزل لتجد طاقم الإسعاف يخرجون الحامل الطبي بحذر وشادية فوقه، وقد بدت عليها علامات الإجهاد والتعب وتعرّق وجهها بشدة، ابتسمت بهدوء عندما رأت أميرة ،وما إن استقرت داخل السيارة حتى مدّت يدها ناحيتها تشير لها بالصعود ، نظرت الأخيرة إلى إحدى المُسعفات في الداخل تستأذنها فأشارت لها بعينيها.


صعدت إلى سيارة الإسعاف لتجلس بجانب شادية التي كانت تلهث بخفة وهي تنظر إليها مبتسمةً، ظلت طول الطريق تهمس لها بكلماتٍ مُطمأنه لتخفف عنها، رغم عدم خبرتها بما قد يُقال في هذه اللحظات المصيرية، وتمسح لها العرق البارد الغزير الذي تجمع على جبينها وتضغط على يديها بدعم ،يتبعهم هاني برفقة راشيل بسيارته الخاصة، ومعهما حقيبة فيها مستلزمات الطفلة كافة.


وصلوا إلى المشفى أخيرا، أدخلوا شادية إلى قسم الولادة فوراً وبقيت أميرة برفقة راشيل في الرواق، فيما كان هاني يزدرع الرواق ذهاباً وإياباً وهو يشعر بالقلق تجاه زوجته وابنته.


...........................................................................


ولدت ملك صبياً وسيماً ،يحمل تقاطيع وجه والده السمراء، حمله سمير بسعادة لكنه كان يرتجف مع كلِّ حركةٍ تصدر عنه، أخبره الطبيب بأن يؤذن له في أذنه، نظر إلى براء بتردد ثم هتف: اسمع براء،مارأيك أن تؤذن له أنت؟؟؟


نظر براء إليه باستغراب،ولم يمهله سمير لاستيعاب الأمر بل ناوله الصبي فالتقطه منه بارتباكٍ عظيم، زال بمجرد أن تطلع إلى الصبي وتأمل ملامحه العربية، ابتسم بخفة ثم رفع الصبي بين يديه وأذن في أذنه .


تحرك سمير ليجلس بجانب زوجته التي بدى عليها الإجهاد والتعب، قبلها على رأسها ليخبرها بأنه أخبر عائلتها شقيقتها وأنهم في الطريق إليها.


ماإن انتهى براء من الأذان للصبي التفت نحوهما سائلاً: ماذا ستسميانه؟؟


التفت الزوجان إلى بعضهما ثم نطقت ملك بابتسامة صغيرة: سنسميه أمير .


أصابه الجمود لثانية، ثم اتسعت ابتسامته وهو يوجه نظره إلى الصبي هامساً له برفق: أهلا وسهلا بقدومك إلى عالمنا، أمير.


.............................


لاحقاً حضرت عائلة ملك وأيضاً اجتمعت عائلة براء ترافقهم ليليا ،وهناك أعلن جواد وليليا الخبر السعيد، سيتم زفافهما بعد شهرٍ من الآن.



...........................................................................


وضعت شادية ابنتها ذات الملامح الجميلة والتي شابهت والدتها في معظمها، دخلت أميرة إليها مع هاني و راشيل، وبعد التهنئةِ والمباركة بسلامتها وسلامة الصغيرة ،اتجهت راشيل حاملةً لثياب الطفلة معها لتلبسها في غرفةٍ خاصة.


كانت شادية ماتزال مُتعبةً وقد بان ذلك جليّاً على وحهها، ابتسمت بتعب لأميرة التي جلست بجانبها وهي تتأمل وجهها، همست لها بتردد وقد كانت على وشك البكاء فخرج صوتها مُتحشرجاً : هل تألمتِ كثيراً ؟؟


لم تهتزّ ابتسامتها وهي تجيبها بخفوت: نعم، لقد تألمتُ كثيراً ،بل وشعرت بأن روحي ستفيض بعد قليل.

عبست أميرة عندما سمعت مقالها،لكن الأخرى أردفت بنبرة ذات مغزى : لكنني ماإن سمعتُ صوت بكاء ابنتي حتى نسيتُ آلامي كلها وكأنها سحبتها مني لتواسيني.


ابتسمت بخفة وهي تربت على كفها هامسةً: حمداً لله على سلامتكما سوياً.


في هذه اللحظة دخلت راشيل وهي تدفع عربة الطفلة بعد أن ألبستها ثياباً ورديةً لائمت بشرتها الناعمة كأنه صُنع لها.


تحدثت عن قوة الصغيرة وهي تحملها لتضعها في حجر والدتها التي ابتسمت بسعادة وهي تقبلها على جبينها.


حضر هاني هو الآخر بعد أن حادث الطبيبة خارجاً،اتجه إلى زوجته يقبلها على رأسها ويقبل صغيرته سألتهما راشيل بلغتها الإنكليزية: إذا ،ماذا ستسميان الأميرة الصغيرة؟؟


ابتسمت شادية وهي تتأمل ملامح ابنتها الرقيقة، ثم رفعت انظارها لتقابل غابات أميرة، التي التمعت ماإن سمعت كلماتها: سأسميها براءة.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والأربعون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة