-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس عشر

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس عشر

 تركت جميع أعمالها فور تلقيها خبر صحوه الذي نشب إثره حالة من العصبية أصابت زوجها، فتوجهت متزعزعة الفكر لتطمئن عليه، فما أحزنها في الأمر أنه بات كحقل لتجاربها، وكان ذلك نتيجة تهورها الجهول.

صعدت رسيل لغرفتها بالأعلى شبه راكضة، ثم فتحت الباب عليه فوجدته يجلس ومخفض الرأس، وملامحه كظيمة، فدنت منه متلهفة وقالت:

-حاسس بأيه يا أيهم؟!

ثم جثت على ركبتيها أمامه قلقة، فنظر لها بجبين معقود مقطبًا، نفخ بضيق وقال:

-صداع يا رسيل، من ساعة ما صحيت وأنا خلقي ضيق ومش طايق أي حاجة.

ربطت رسيل فحصوات القرد بعدما أخذ العقار به، وتوصلت إلى حل يخفف من وعكته التي تسببت فيها دون قصد، ثم أخرجت دواء ما قد جلبته له، قالت:

-الدوا دا هيريحك!

قالتها له وهي تسكب منه كمية بغطائه، ثم رفعته لفمه، أردفت:

-أشرب يا حبيبي!

تجرعه أيهم دون تفكير، كلحت قسماته وهو يسألها:

-هيريحني؟!

أغلقت زجاجة الدواء وقالت:

-أيوة يا حبيبي

اغمض أيهم عينيه وقد بدا عليه الإعياء، فتأملته رسيل بتكهن وهي تمسح على رأسه، سألته بهدوء:

-الدوا هيريحك، أنا أسفة سامحني!

نبرة الندم البادية عليها جعلته يستنكر ارتباطها بوعكته، قال:

-وإنتِ داخلك أيه يا رسيل بس؟!

من شدة خوفها من ردة فعله حين يعلم ترددت في إخباره بإدانتها، فرسمت الأسف والحزن وهي تقول:

-الدوا اللي أخدته امبارح مكنش مهدئ، دا كان الدوا اللي ركبته في المعمل!

أحد إليها النظر وظهرت علامات حنقه نحوها، فتابعت معللة بعجالة:

-محدش قالك خد منه، إنت لوحدك أخدت، وأكيد مكنتش هسمحلك تاخد منه!

صر أسنانه ليكتم انزعاجه بصعوبة بعكس نظراته الشرسة، هتف:

-بقيتي غير مسؤولة يا رسيل، إفرض حد من الولاد كان شرب منه، هتعملي أيه، طيب أنا استحملت، هما بقى!!!

ردت بندم جم:

-مش هعملها تاني، وربنا ستر خلاص وكان درس ليا، الحمد لله

زفر أيهم بقوة وهو يدير رأسه للجانب الآخر، فتابعت رسيل ترجيها له بسرعة مسامحتها، قالت:

-لسه متضايق مني؟!

عاود النظر إليها عابسًا، وهدأ قليلا حين بدأ مفعول الدواء في تخفيف الوجع الذي أصابه، قال:

-مش زعلان!

ابتسمت بشدة ثم نهضت لتجلس بجانبه، قبِلت خده وقالت:

-حبيبي ربنا يخليك ليا!

لم يرد أيهم حدوث مشكلات بينهم، فتجشم ما تفعله كالعادة ثم حاوطها بذراعه كمبادرة في العفو عنها، خاطبته رسيل متذكرة:

-بس تصدق كان دمك خفيف امبارح، فضلت تضحك وكنت مبسوط قوي، و..

قطعت كلامها وقد أدعت الخجل من التكملة، فنظر لها غير متفهم؛ أو متذكر ما تقوله، فتابعت بحرج مزيف:

-فاكر عملت أيه امبارح، كنت أسد!

بدا كالأبله وهو يحدق بها، وبالأحرى كان يجهل تلميحاتها، فسألها

-هو أيه اللي حصل أنا مش فاكر حاجة؟!

هنا تبدلت ملامح رسيل للجدية والدهشة معًا، قالت:

-بجد مش فاكر حاجة؟!

-مش فاكر يا رسيل!

قالها مؤكدًا، فنظرت له بذهول، وما جاء في عقلها الدواء ومدى تأثيره، وما توصلت إليه أنه بات كمخدر غير مرغوب به، ولربما إذا انتشر ستكون عواقبه إجرامية، انتبهت لـ أيهم يخاطبها بجهل:

-قولي يا رسيل حصل أيه؟!

ابتلعت ريقها في توتر وقالت:

-محصلش حاجة، المهم طمني الصداع راح؟!.....

______________________________________


على المائدة، لم تتناول لقمة واحدة، فمنذ جلست وكان نظراتها تلقائيًا منصبة على هذه الفتاة وأخيها، وأخذت تتابع بذهول ووجوم طريقة أكلهم باشتهاء وشراهة للطعام من أمامهما، ثم وجهت بصرها لزوجة أخيها الجالسة بجانبها وهي مذهولة، فنظرت لها الأخيرة ببسمة متهكمة، مدركة صدمتها مما تراه؛ لكن هي اعتادت وتأقلمت، همست لها:

-لو خايفة قومي ليكلوكِ

ثم كبحت جاسمين ضحكتها بصعوبة شديدة، فتابعت زينة التحديق فيهما وقد اشمأزت، ثم ركزت نظراتها على الشاب، فتملكت منها حالة من النفور منه، ولتلك اللحظة عارضت نية أخيها بتزويجها منه، ورفضت في نفسها حدوث ذلك، مالت على جاسمين وهمست بامتعاض:

-لو هموت مش هتجوز ده، عمرو أكيد اتجنن!

أشفقت جاسمين عليها وقالت:

-من وقت ما جيتي وهو مش طايق نفسه، وسمعته بيقول لباباكِ إن لو اتطلقتي هيجوزك، لأنه مش عاوز فضايح، ومفهمتش كلامه

استمعت زينة لها وقد تفهمت مغزى تلميحات أخيها ثم كشرت، وعفويًا نظرت له، فاضطربت حين وجدته ينظر لها هو الآخر، فتحدثت عينيه ووجهت لها خطابًا، بأن هذا الشاب سيكون زوجًا لها، وأنه لن يسمح بمكوثها هنا، فليكفي ما حدث بالماضي، ورغم عدم كلامه كانت تستشف ما يريد قوله، فاخفضت نظراتها للطبق أمامها وقد اغتمت، وحثها بؤسها لتتقبل وضعها مع زوجها، أفضل لها من ذاك الغبي الذي يأكل بشراهة منقطعة النظير، فما مرت به كان بمثابة الفضيحة، وكلما تذكرت يخرج حنقها لزوجها قاسٍ، فهو من تسبب في هيئتها الخاضعة والذليلة تلك، وكان نتيجة ذلك أنها قد قررت شيء ما، وكان إلى حدٍ ما رادع لما يفعله أخيها معها من أمور غير مقبولة لهـا..

نهضت زينة ثم تحدثت بإطراقٍ طاهري:

-استأذن منكم، شوية وهرجع!

نظر لها عمرو بحدة وقال:

-رايحة فين، فيه ضيوف مينفعش تسيبيهم

ردت برهبة داخلية زعزعت قواها:

-هاطمن على نور، يمكن تكون صحيت!

اماء لها بالإنصراف بطريقة فظة، فتحركت زينة مستاءة من كل ما يحدث لها، ثم تدرجت للأعلى وما تواجهه هنا يحمسها على تنفيذ قرارها.

ولجت غرفتها ثم اوصدت الباب خلفها، توجهت لتجلس على التخت الذي تغفو ابنتها عليه، وأخذت تفكر، ليس في قرارها، بل في الكلمات التي ستقولها لزوجها، من أين تبدأ وكيف؟، فاكفهرت من ارغامها على العودة بفضل أفعالهم معها، وأحست نفسيًا بالإكتئاب يتملك منها؛ وفجأةً اعتزمت التنفيذ فهي لن تتكبد البقاء طويلاً هنا، وسحبت الهاتف من على الكومود ثم بادرت بمهاتفته وهي في حالة اكتراب جلية..


على الناحية الأخرى اندهش آيان من اتصالها به، وحفزه شيء ما للقسوة عليها، ولربما التجاهل؛ لكن حين عاودت اتصالها ارتاب في الأمر، وظن أنه ربما أحد صغاره مريض، وهنا أجاب عليها قلقًا، قال:

-أيوة، العيال كويسين!

أبتلعت زينة ريقها بصعوبة وقد استشعرت بأن ما ستفعله سيقلل منها أمامه؛ رغم ذلك ردت بتلجلج:

-أنا بكلمك علشان أعمل معاك اتفاق

عقد جبينه متعجبًا وقد أعلن انصاته لها، فتابعت زينة بتوتر:

-أنا هرجع، بس علشان الولاد مش حاجة تانية

أنزعج من حديثها المستفز فقد وعي لمقصدها، سأل باقتطاب:

-مش فاهم، وضحي أكتر!

ردت بتهور:

-يعني هعيش معاك علشان الولاد وبس، كأننا مش متجوزين

اندفاعها نتيجة غضبها الدابر لما اقترفه في حقها، وكان بمثابة انتقام لذلك، فهو من جعلها مهانة بهذا الشكل في نظر عائلتها وبالأخص أخيها، بينما ثار آيان من رغبتها وحاول الهدوء، هتف:

-وليه كل ده، ما نطلق أحسن!

انفجرت فيه وهي تقول بعصبيتها الدائمة:

-اللي عملته معايا مخليهم مفكرين إن وجودي معاهم فضيحة، فبدل ما يجوزوني غصب عني فأنت أرحم، إنت أبو ولادي ويعيشوا معاك أحسن!

أحس آيان من نبرتها المهتاجة مدى تأثرها بالماضي، وبداخله لم يرتضي أن تكون في وضعٍ كهذا، فقال باستنكار:

-زينة إحنا فضلنا مع بعض سنين وجبنا ولاد، اوعي تكوني لسه شيلالي في قلبك اللي حصل قبل جوازنا.

لم تخض زينة في الأمر كثيرًا فقد اكتفت من تبريراتها وعبارات الحب التي لطالما يرددها على مسامعها، هتفت بجهامة:

-لو عاوز تاخدني تعالى أنا جاهزة، بس دا شرطي للرجوع، ولو مش حابب فاستحمل معايا جوازي من غيرك.....!!

_____________________________________


استمعت لما أخبرتها به وقد لاح عليها عدم القبول والسخط، هتفت:

-هو اتهبل ولا أيه، مش كفاية جايبها تشتغل معانا!

حقدت مايا عليهما أكثر وهي ترد:

-عاوز يتجوزها وعارف كويس أخوها يبقى مين، باين شخص بتاع مصلحته، لأن معملش حساب لصداقتكم ولا لمشاعرك من اللي عمله زين معاكِ.

تعصبت لمى وقد أعربت هيئتها عن خيبة أملها فيه؛ رغم ذلك لم تحبذ ذاك الإرتباط، ووجدته سيضرها بالطبع، وربما سيفتعل الأمر مشكلة قوية تخرب ما سعت لرسمه في عودة حياتها معه، نظرت بتبرم لـ مايا وهتفت:

-أول مرة أعرف إن سيف بالغباء ده، هو مش عارف إن زين لو عرف هيرفض أكيد، وهيتسبب في مشكلة أكبر، يعني لا جواز هيتم ولا شغل هيتنفذ!

ما يهم مايا في كل ذلك أن لا تتم هذه الزيجة اللعينة، وهذا ما دفعها لإخبار لمى بكل ما حدث دون علمها؛ لكن تفاجأت بأنها تعلم، قالت:

-كلميه يا لمى، فهميه إن كده ممكن يضرك، وقوليله إنك هتنسحبي من الشغل معاه لو عمل كده!

نظرت لمى أمامها متأففة بحنق، رددت:

-كده يا سيف، يا ترى أيه الغرض من جوازك منها، أكيد في سبب!

برق في عين مايا غل وحديثهما معًا يتردد مرة أخرى في أذنيها، والأخير يعترف بحبه لها، فمن الواضح ولهه بها جعله يتناسى كل شيء ليطلب الزواج منها متجاهلاً عواقب الأمـر..


بينما زاغت لمى في ذلك وتوجست، فظهور سيف مرة أخرى أمام زين سيحدث فوضى وتذبذب في حياتها، وربما يظنها زين حيلة اتفقت عليها معه لتعيد اقترابها منه، فانتفصت غير متقبلة ذاك، هتفت بعزيمة:

-هكلم سيف وأقوله كده مينفعش.....!!

____________________________________

أغلق هاتفه بإهمال على المنضدة الصغيرة أمامه وقد توغر صدره، فتحركت أخته لتجلس بجواره حين لاحظت ضيفه من شيء، سألته باهتمام:

-قالتلك أيه؟!

رد بانفعال شديد:

-بتقولي مش هينفع جوازك منها، أنا مش عارف ليه لمى بتدخل، المفروض الموضوع خاص بيا

ربطت نيفين الأمور ببعضها وقالت بعقلانية:

-لأن الجوازة دي من البداية هتفشل، أخوها مش هيقبل بيك، ولمى كمان هتعملها مشكلة، إزاي هو فاكر إنك متجوز لمى وهيوافق عليك تتجوز إخته.

عبس سيف وقال:

-هقوله متجوزتش لمى وكل حاجة بينا كانت كدبة!

-وتفتكر كلامك ده هيكون في صالح لمى وابنها؟!

سألته باستياء حين انتبهت لأنانيته، فتحير سيف أكثر، وتضايق من كثرة العوائق التي تقف له بالمرصاد، فسأل أخته بقلة حيلة:

-طيب أعمل أيه دلوقتي، بس متقوليش أطنش الجواز

نصحته بدراية كبيرة:

-استنى شوية على ما نشوف موضوع لمى أخرته أيه، وبعدين أطلب تروح تتقدملها

مط شفتيه مفكــرًا، سألها:

-إنتِ شايفة كده؟!

-دا عين العقل، وبكرة لمى هتعترف لجوزها بالولد وتلاقي الموضوع مشي تمام، وأهي بتشتغل معانا وإنت أفضل وراها أقنعها بالجواز لحد ما يحصل

اقتنع سيف بكلام أخته، وأخذ قرار تأجيل الأمر لفترة اعتبرها قصيرة، فقد تتوق داخليًا للإرتباط بـ لين ومواعدتها.....!!

___________________________________


وهي تترجل من سيارتها أمام المبنى القاطنة فيه، لمحته صدفة يترجل من سيارته حاملا للولد، صلبت لمى نظراتها المدهوشة عليه فقد جذبها تودده للصغير ومعاملته الحسنة تجاهه، فلاحت بسمة راضية عليها، ثم وقفت تنتظرهما؛ حتى تقدم زين منها، خاطبها مبتهجًا:

-خرجته شوية!

ارسلت إليه نظرة ممتنة ثم تأملت ابنها ومدى الفرحة التي أنعم بها، وكم السعادة التي كان سببا في رسم الضحكة على وجهه، وما أطرب قلبها هو وضع الصغير رأسه على كتفه، كنوع من القبول والود المتبادل، عادت تنظر لـ زين وقالت:

-أنا بحبك قوي!

ثم فاجئته حين مالت على يده تقبلها، فرفض زين بشدة، فغدت الدموع في عينيها من الفرح كما يقال، ثم وضعت رأسها على صدره من الجانب الآخر فطوقها بذراعه، قال:

-كل ده علشان خرجت الولد شوية

ثم سحبها ليلجوا المبنى سويًا، فابعدت رأسها قليلاً لتنظر إليه وقالت:

-عاوزة الولد يعيش كويس، طفل ملوش ذنب نأذيه

ندم زين على ما اقترفه في حقه ثم وقف أمام المصعد وقال:

-باعتذر على اللي عملته معاه، كنت متهور سامحيني، أنا والله بقيت باحبه جدًا!

ولجوا المصعد وسط تهللها من كلامه، ثم دنت لتقبل وجنته أولاً ومن بعدها وجنة ابنها بحب كبير، قالت:

-بحبكوا إنتوا الاتنين

ثم شددت من لف ذراعيها حول خصره وقد بعثت له بشوق كبير، فقال زين بتأفف مصطنع:

-الواد ده بيكلمني انجليزي، وأنا مش متعود

ضحكت بخفوت ولم تعلق، فكل ما طرأ عليها أن تخبره بحقيقة ابنهما، فما تراه منه قد شجعها، وانتظرت الفرصة الملائمة، والتي ستأتي بالطبع عند انفصاله من زوجته الأخيرة، فلن تتوانى لحظة واحدة وستبوح بكل شيء..


فتح زين باب الشقة، وعند ولوجهم معًا تأجحت فرحتها أكثر، فكلما تراه محبًا للصغير تتراقص دقاتها فرحًا، فتلك اللحظة كانت تترقب حدوثها بلهفٍ كبير. توقفت معه منتصف الردهة وقالت:

-هاعملكوا أكل يجنن!

رد بعزمٍ كاد يقتلها مسرةً:

-هدخل أغيّر لـ يونس على ما تخلصي

أرادت لمى مكافأته على ذلك، بأنها قد رغبت الآن في إنجابها ثانيةً منه، وتعوض بذلك سنين قد ضاعت هباءً بينهما، قالت:

-خليك النهار ده معانا، أنا فاضية ومعنديش حاجة!

لمحت له بتوقها في اقترابهما اليوم وهي تتأمله بتمنٍ، فتفهم عليها وقد رغب هو الآخر فهو هيفان لتكون بجانبه، ليس في البقاء اليوم فقط؛ لكن المكوث بجانبها طيلة حياتهما، قال مبتسمًا:

-من غير ما تقولي كنت هبقى طول اليوم هنا معاكم

ردت بطلعة مستبشرة:

-طيب يلا جهزوا نفسكم على ما أعمل الأكل......!!

______________________________________


-لازم تستغلي جوازك منه، ويكمل كمان!

رددت تلك العبارة سيدة مسنة، لا تتوافق طلعتها البريئة مع طريقة كلامها الماكرة، فنظرت لها ابنتها وقالت:

-اعمل أيه يا ماما، دا أنا كل ما أشوفه يقعد يفتكرلي في مراته وإنه ندم على جوازه مني!

هنا تدخلت أختها الصغرى وقالت بجبين معقود:

-علشان إنتِ خايبة، واحدة غيرك كانت مضيعتش الفرصة دي من إيديها، كانت استغلته وخلاته ليها، دي فرصتك

تحيرت ماذا تفعل؟، لذا أضافت والدتها بعقلٍ داهية:

-لازم يحصل بينكم حاجة تخليه ميقدرش يسيبك، علشان بس ميبقاش جواز على ورق زي ما اتفق معاكِ

حدقت بوالدتها وقد اهتمت، فتابعت الأخيرة بنفس مكرها:

-كلميه وقوليله يا ريان تعالى شوف ماما تعبانة، وأنا هخليه يبات عندنا!

انبهرت ندى باقتراح والدتها؛ لكن لم تتمسك بفعلها ذلك، قالت:

-هو بيحب مراته، وجوازه مني كان مشروط، علشان يخليها تندم على اللي كانت بتعمله معاه، يعني بعدين هيرجعلها

هتفت أختها بحنكة:

-يبقى لازم تنفذي كلام ماما، عارفة دا لو حصل، مستحيل يسيبك، وأكيد هيكمل معاكِ وينساها طالما طلقها

لم تقتنع ندى فتابعت والدتها بشغف:

-دا لو حصل هتنقذي نفسك وتنقذينا من الفقر اللي إحنا فيه، دا أبوه قريب هيترقى ويبقى لوا، يعني حسب ونسب

مررت ندى نظراتها عليهن وهي تفكر في التنفيذ أو من عدمه، وكانت نظرات التشجيع الظاهرة من أعينهن قد دفعتها لأن تفعل ما اقترحوه عليها، فقالت:

-طيب سيبوني أفكر وأخطط هاعمل أيه.....!!

___________________________________


أترعها بحبه الظاهر والكامن؛ مشبعًا لهفتها في رغبتها نحوه، أيضًا أرضى اشتهائه إليها بقضائهما الليلة معًا، ثم ابتسم لها وقد أحب ما تمنحه إياه من قبولٍ حسن، وحين أسند ظهره على الوسادة، وضعت لمى رأسها على صدره معربة عن حبها له، فقال بغرابة:

-مالك النهار ده، إنتِ متغيرة؟!

ردت مستنكرة بدلال:

-علشان بحبك وعاوزاك جنبي أبقى متغيرة

مرر أنامله بين خصلاتها فأغمضت عينيها متعمقة في تلك اللحظات الرائعة وهي معه، قالت:

-قلبي حاسس قريب هيكون في بينا طفل

تغيرت ملامحه للتجهم ولم يحبذ أن يتحدثا عن ذلك، نظرت له لمى متفائلة فرسم الثبات، تابعت:

-التانية مطلعتش حامل، عارف ليه؟!

بالطبع يعرف لماذا، فهل تعلم سببًا آخر تفاجئه به؟، أردفت بود:

-علشان ربنا عاوز تكون معايا، مهما بعدنا بنرجع، بنكون لبعض، وولادك هيكونوا مني بس

زيف بسمة بصعوبة ليدعي فرحه من ذلك، وبتردد صاحبه اضطراب حاول كبته، قال:

-بس أنا مش مستعجل، ومش بفكر في الخلفة وكده دلوقتي!

ظهرت عليها الدهشة وقالت:

-معقول مش بتتمنى ولد، يعني مش عاوز تعوض سنين كان ممكن ربنا يديك ولدين وتلاتة فيها؟!

كانت تمزق قلبه بكلامها ذاك وعبس، قال:

-مش بفكر يا لمى، مش عاوز ولاد، كفاية إني معاكِ، ويونس كمان هاعتبره ابني

خرجت نبرته مزعوجة وذلك ما جعلها ترتاب في أمره، ليس لكشفها حقيقة ما أصابه بالزيف؛ لكن قلقت من تلاعبه بها، وربما عودته لها لإشباع غريزته وشهوته نحوها، فابتعدت عنه بغتةً فأصابه الذهول، قال:

-مالك؟!

تبدلت ملامحها للحنق وهي ترد:

-بعد اللي قولته دلوقت مش عاوزني أزعل، باين لسه بتلعب بيا، وكلامك أنا مش نسياه يا زين، إن ولادك هيكونوا من التانية وبس

اعتدل مكانه وقد رفض هرائها، هتف:

-مش خلاص اتفقنا أطلقها، وكمان علشان قولتلك مش عاوز عيال دلوقتي بقيت بلعب بيكِ

-مافيش راجل مش بيتمنى يخلف!

قالتها بجدية جعلته يُصدّق على كلامها فهي محقة، قال بتردد:

-يعني لو مخلفناش يا لمى هتزعلي؟!

ردت مؤكدة باحتدام:

-أيوة هزعل، من حقي أخلف وإنت تكون راضي بكده

استشعر ضعفه من ردها، وبدا مقيدًا بلا قيمة؛ لكن خوفها من استغلاله لها جعلها تحزن أيضًا وتعلن رفضها لقوله، فدنت منه وقالت باصرار:

-زين لو مخلفناش أنا ممكن أسيبك

ردها كان نابع من عدم رغبته في الإنجاب لتردعه عن ذلك، وجاء الأمر بالنقيض عليه، وربط عقمه بكلامها، وأنها حتمًا ستتخلى عنه حال معرفتها به، فرد عليها بطلعة باهتة:

-يعني لو مبخلفش يا لمى هتسيبيني؟!

استنكرت ذلك تمامًا وقالت بثقة:

-لا إنت بتخلف، وبطل تتكلم كده تاني معايا وتحسسني إنك بتخدعني، أنا مصدقت هنكون مع بعض من غير مشاكل

توقف عن مجادلتها وقد ترك لها حرية كشف الأمر بنفسها، قال مذعنًا؛ ليرضيها:

-طيب يا لمى هسيبك براحتك، وأتمنى تجيبيلي ولاد......!!

_____________________________________


أقام سهرة بسيطة في حديقة فيلته جمع فيها الوفد الأجنبي ومعه بعض رجال الأعمال في جلسة ودية، ومن هنا تعرف أيهم عن كثب على الوفد وتعمق في أحاديثه معهم، ولم يعثر على ثغرة تجعله يستراب نحوهم في شيء، بل ظهرت عقلانيتهم في تناول المواضيع معه ومدى الثقافة التي يمتازوا بها..


دعاهم أيهم لتناول العشاء على المائدة الطويلة التي جهزها لتكفيهم، جلست رسيل بجانبه بطلعة مشرقة، وقد أحبت ذوق زوجها في التعامل مع الآخرين بشكل يرضيها، خاطبته بلطف:

-عامل أيه دلوقت، بقيت كويس؟!

ابتسم لاهتمامها الدائم ومواظبتها على ذلك، قال:

-رسيل سألتيني السؤال ده عشرين مرة، وقولتلك أنا تمام

ردت متصنعة الحزن:

-مش خايفة عليك وبطمن، دا جزاتي يعني؟!

رفع أيهم يدها ليقبلها؛ امتنانًا على لطافتها معه فابتسمت، لاحظت نور وهي تتناول طعامها ذلك وتذكرت زين وما يفعله من أجلها، تنهدت بخفوت فقد اشتاقت إليه، بعكس ماريان التي انتبهت وتحسّرت على نفسها، فشعرت بعدم رغبتها في الأكل؛ لكن أدعت أنها تأكل؛ كي لا تلفت الأنظار نحوها، وأثناء حالة التيه تلك التي أصابتها، كان زاك يتأملها بإعجاب شديد، فجمالها ورقتها سواء في الهيئة أو المظهر كانا يسلباه عقله، بالأخص نبرتها الناعمة وهي تتحدث، وبالصدفة انتبهت ماريان له وارتبكت بشدة، هي معتادة على نظرات الإعجاب ممن حولها؛ لكن هذا تمادى في تحديقه بها وقد انحرجت من ذلك، ثم دون انتباه من أحد خبطت والدتها في ذراعها، همست لها:

-مامي هو بيبصلي كتير كده ليه؟، أنا بتوتر!

تفهم نور عليها جعلها لا توجه نظراتها على زاك مباشرةً؛ كي لا تشعره بأن الكلام عليه، فهمست لابنتها بنصح:

-هما الأجانب كده، مفكر إنك سهلة زي بناتهم، عاوزاكِ تبقي هادية خالص، مش هتقومي الصبح ترتبطي بيه، عندك مدة تلت شهور

ما يخمد ثورة رهبة ماريان كانت تلك المدة التي تضعها في خانة انتظار من ستسلمه نفسها، وكان لتزيف الشكل دور كبير ليخفي معالم حزنها الداخلية، فحتى إذا فكرت في الإرتباط، فقد أُغلق قلبها وانتهى، وتلك الأحاديث من حولها كانت تخفف من توترها، وتفتح لها مجال لتلهي نفسها عن نظرات الآخر نحوها...


بعدما أفرغوا من تناول العشاء وقفت رسيل مع أيهم وماجد، قالت:

-ملك مجتش ليه، كنت مستنياها؟

رد عليها ماجد موضحًا:

-هي كانت جاية، بس تعبها مع الولاد طول اليوم خلاها عاوزة تنام، هي قالت اعتذر منك يا رسيل!

مطت رسيل شفتيها بادراك ولم تعلق، ثم تحركت ناحية السيدة نور، التي كانت تجلس على المقعد وترتشف من قهوتها، شرعت في الجلوس معها وقد استغلت أنها بمفردها، خاطبتها بحذر:

-على فكرة يا نور وقوف ماريان مع دكتور زاك ميصحش، دا واحد أجنبي وتفكيره غيرنا

لم تنفر نور من تدخل رسيل بل أحبته وتقبلته، قالت:

-أنا فهمتها تتكلم بحدود معاه، وكمان هو يعني طلب إيديها مني

تفاجأت رسيل وقالت:

-ووافقتي؟!

ردت بعقلانية:

-مش على طول كده، لأن فيه أمور كتير مش متوافقة بينهم وبتمنع الزواج، بس أنا شيفاه شاب كويس ومجتهد

إلى هذا الحد وتوقفت رسيل عن التدخل فيما لا يعنيها؛ لكن نصحتها بجدية:

-الصح اعمليه، ولازم تكوني واعية جدا لخطوة زي دي، دا مستقبل

-متقلقيش دي بنتي ومش هضحي بيها يعني!

تابعت رسيل متذكرة بمفهوم صدم نور:

-نسيت أقولك إن زينة وآيان اتصالحوا وبكرة هيكونوا في اسكندرية.....!!


حديثه معها ولباقته حين يخاطبها لم تنكر أنها قد أعجبتها، وفتح ذلك باب القبول ليمر منه لها، وبدا ذلك على وجهها المبتسم وهي ترد عليه؛ لكن باقتضاب كما نصحتها والدتها، وتحفظت في الرد على ما يخص ارتباطهما، واضطربت حين سألها:

-أعلم أنك كنتِ متزوجة من قبل، لماذا انفصلتما؟!

ابتلعت ماريان ريقها وردت:

-محصلش بينا اتفاق، ومكنش من مستوايا

ابتسم وقال:

-هكذا إذن، فقد تحيرت كيف له أن يتخلى عنكِ، أنا أراكِ جميلة

أخفت ماريان تهكمها فقد تركها الأخير بكل ما تمتاز به، وأنها من تكبدت عناء ما تمر به بمفردها، هتف زاك بنبرة وترتها:

-حين نتزوج سويًا سأمنحَكِ حبًا لن تجديه مع أي رجل.....!!

____________________________________


عدم مجيئه أمس ونومه خارجًا بغير العادة، تفهمت منه أنه بدأ في تنفيذ مخططه لطلاقها، وأنه يُعلمها بشكل غير مباشر برجوعه لزوجته، لذا لم تتقاعس سمر أكثر حتى تجد دليل يدين الأخيرة أكثر، وبحنكة منها أعدت هي لصدمته قبيل عرضه الطلاق عليها، وتممت على كل شيء، وجلست تنتظر بشغف حضوره حتى تبدأ، وانصرم وقت لا بأس به قضته في التفكير، فقد تخيلتهما معًا يتبادلا الحُب، ورغبت في التخلص منها بالأخص، كونها أدركت أنه يحبها، فانتظاره لها سنوات ليس من فراغ، ووجدت دهشتها من عودته لها لا فائدة منها، فكان يجب أن تتوقع ذلك..

اضطربت سمر فجأة حين استمعت لفتح قفل الباب، ثم بدهاء رسمت طلعة قلقة للغاية، وأخذت بلهف زيفته تنكتل نحوه، دنت منه ثم تفحصت هيئته بخوف مزيف وقالت:

-حبيبي كنت فين؟!، طول الليل منمتش وكنت مستنياك

سار زين للداخل ومن ملامحه تفرست نيته في إخبارها بالطلاق، وذلك ما أغضبها داخليًا، فقد باتت كاللعبة هكذا، قال:

-أنا بخير، كنت عاوز اتكلم معاكِ في حاجة مهمة

عجلت هي بإعلامه بما لديها وقالت:

-دا أنا اللي عندي حاجة مهمة

ثم تحركت سريعًا لتجلب علبة مغلفة صغيرة نسبيًا قد أسندتها على طاولة الطعام، ثم عادت إليه وسط غرابته، أردفت:

-فيه حد امبارح جاب العلبة دي، وقالي ضروري تشوفها والموضوع كبير

تناولها زين منها وهو يتمعن فيها النظر، فاظلمت عينيها نحوه بمكر، ثم حمسته على فتحها الآن حين أضافت:

-بيقول لازم تشوفها أول ما تيجي

فتح زين العلبة ثم اخرج منها فلاشة صغيرة، نظر لها بعدم فهم فسألت مدعية الجهل:

-أيه دي يا زين؟!

-مش عارف!

تحرك زين عفويًا ناحية جهاز حاسوبه بغرفة نومه؛ كي يفهم ما تحويه هذه الفلاشة، وهنا لم تتبعه سمر لتخيل له أنها بالفعل جاهلة لما يحدث، وتجعله هو بنفسه يخفي الأمر عليها ويتمسك أكثر بها هي، ثم ابتسمت باتساع وتوجهت ناحية المطبخ لتعد فطور لهما، قالت بتشفِ:

-ما هو لازم أهتم بيه، لازم يفهم إني بنت أصول.......!!

___________________________________


جاء الصباح كما وعدهــا، فشعوره بالذنب حيالها لم يدفعه بل أرغمه على الحضور إليها وأخذها معه، وعند مروره من بوابة السراية كان عمرو والسيد فريد في انتظاره، ترجل آيان وحين لمحته زينة من شرفة غرفتها دق قلبها فجأة، فإلى الآن لم تجد أفضل منه لتكون معه، وقد قارنت الشاب بالأمس به، هنا نفرت من الآخر بعكس زوجها؛ لكن سيبقى ضيقها منه مطبوع بداخلها، فهو لم يمنحها ما تريد، وكان السبب فيما عليه الآن.

ولجت غزفتها حين انتبهت لهم قد دخلوا السراية، ثم جهزت الأولاد ليتأهبوا للمغادرة، وأثناء ذلك كان عمرو قد صعد إليها، فوقفت مكانها بطلعة ساكنة شبه مكسورة، اقترب منها وبالطبع جاء ليملي عليها تنبيهاته لا نصائحه، قال:

-جوزك تحت، وافتكر رجوعك ليه أفضل حل، لأنك متجوزة واحد ابن ناس، وجوازتك بنات كتير يتمنوها، يعني حافظي على اللي معاك علشان متندميش

لم تجرؤ على الرد فقد علمت وانتهى ما سيحدث لها إذا فعلتها ثانيةً، فأومأت فقط بطاعة، وادهشها حين دنا منها ليقبل جبهتها، سخرت في نفسه فتعسفه تناقض مع تودده الحالي لها، قال:

-خلي بالك من نفسك ومن الولاد، أنا عاوز مصلحتك، الطلاق حاجة مش حلوة وإنتِ صغيرة لسه مش واعية كفاية

ثم ربت على كثفها بمحبة، وكان كلامه قد حفزها لتعتمد على نفسها، دنا عمرو من الأولاد وقبلهم واحد تلو الآخر؛ ليودعهم بحرارة، اعتدل في وقفته وقال وهو يحمل أصغرهم:

-يلا علشان جوزك مستعجل!

تحرك للخارج وهي من خلفه تمسك بالولدين، وعند هبوط الدرج كان آيان في انتظارهم، وابتسم عفويًا حين ناوله عمرو ابنته الصغيرة، فضمها آيان لأحضانه وأخذ يقبلها، ثم فعل المثل مع الولدين، وجه بصره لـ زينة فوجدها تحاول عدم مواجهته بأي نظرة أو كلمة واحدة، فتنهد وقال:

-يلا هنمشي!

عاب السيد فريد عليه وقال:

-على طول كده، على الأقل أقعد معانا النهار ده!

تدخل عمرو ليرد بدلاً عن آيان:

-عنده شغل يا بابا، مرة تانية هابقى أعزمهم

توجهت زينة لتودع أبيها ومن بعده زوجة أخيها، التي خاطبتها بود:

-خلي بالك من نفسك، وخليكِ جامدة كده واعملي اللي اتفقنا عليه

ابتسمت لها زينة بضعف ثم أخذت الولدين وتحركت للخارج لا تريد المكوث أكثر، فلحق بها آيان وجميعهم لتذهب هي من المكان قبل أن يصيبها مرض مما تواجهه..


وفي الطريق كان آيان هادئًا؛ فرغم تجاهلها له ومعالم وجهها الباردة تجاهه قد أحب عودتها هي وأولاده، وبعد فترة صمت كانت مملة، قال:

-الست ملهاش غير حضن جوزها!

كأنه كان يستفزها ونجح حين ضغطت على فكيها متحملة سخافته، تابع ليثير حنقها أكثر:

-زماني وحشتك ومكنتيش بتعرفي تنامي صح

نفخت بقوة وكان تعبيرًا عن انزعاجها مما يهتف به، ابتسم آيان وقال مستهزئًا:

-يا هبلة مفكراني مصدق إن خلاص هتعيشي معايا كده، دا أنا وحشتك ومكسوفة تقولي، إنتِ بتحبيني

أدارت رأسها له ورمقتها بحدة، هتفت:

-جيت علشان الولاد، ولو مفكر حاجة تانية فدا لنفسك، أنا مبقتش عاوزة حد في حياتي

يعلم أنها متهورة وحمقاء في بعض الأحيان، لذلك تحمل ردودها الغليظة عليه، قال:

-إزاي الكلام ده، وسيادتك هتجبريني اتحمل الوضع ده، أنا راجل ومحتاج ست في حياتي

ردت باستفزاز:

-هو دا شرطي وإنت وافقت!

خطف نظرة لها حانقة قبل أن يتابع القيادة، فكر سريعًا وقال:

-ماشي اتفقنا، بس متفقناش تربطيني جنبك

صمت للحظات وتابع بخبث:

-من حقي بقى أشوف الست اللي تريحني

تخضب وجه زينة وهي تستمع له، فقد تفهمت غرضه، فاستشعر آيان نظراتها عليه وهنا أيقن غِيرتها، فأردف:

-مضطر اتجوز، خلاص ولادي جنبي مش هقلق عليهم!

لحظات مرت عليها عادت تتذكر ما فعله معها، وأن ما فعله لإرضاء شغفه بها، قالت:

-أيوة ما إنت شبعت مني، كنت عجباك وخلصنا، لأنه مكنش حب

وصفها في نفسه بالغبية، فبعد ثلاث أبناء بينهما تتحامق في تفكيرها، وتتزمت في قراراتها.

عادت تنظر للنافذة بجانبها، وأعربت طلعتها على الكمد الواضح، قالت:

-اعمل اللي إنت عاوزوه، أنا كمان مبحبكش والموضوع مش هيأثر عليا.

أحدثت بداخله ضيق من ردها، واغتاظ بشدة، هتف:

-متفكريش بقى بشروطك دي هتمشي على مزاجك، طول ما إنتِ على ذمتي هتسمعي كلامي وهتمشي عليه..............!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة