-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

 لام نفسه على تهوره، فبفعلته تلك قد انعدمت ثقتها به، بل تأجج نفورها منه، وحين استمع إليها وبما تضمره؛ صُدم من كم أنانيته نحوها، ولأول مرة يعي مدى ما تحمله من آلام، قد سبب إثرها شقاء لها، وشعور بانعدام القيمة، وربط حالة فقدانها للوعي تلك بأنها فقدت القدرة على التحمل، واستسلمت..

فحملها بين ذراعيه وهب يركض بها ناحية غرفتهما، ومن خلفه نور أيضًا؛ رغم أنها تبغضها، استاءت من رؤيتها هكذا، وعند وضع آيان لها على الفراش هتفت:

-سيبها وإنزل كلم الدكتورة تيجي بسرعة!

استمع لحديث والدته دون جدال، ثم نهض فورًا ليهاتف الطبيبة، قال قبيل خروجه:

-خلي بالك منها يا ماما!

لمحت نور في نبرته وملامحه الخوف على الأخيرة، فهزت رأسها تؤكد ذلك، وحال خروجه وجهت بصرها لـ زينة التي ذهبت بعقلها لمكان آخر، ثم جلست بجانبها، ولم تجد أي ردة فعل تخرجها نحوها، فصمتت تترقب حضور الطبيبة..


دقائق معدودة قضاها آيان بين القلق والانتظار؛ حتى أتت الطبيبة، والتي بدورها أمرته بالبقاء خارجًا؛ ليتسنى لها فحص الأخيرة باهتمام، فانصاع آيان ثم حمل ابنته الصغيرة بالأسفل ووقف منتظرًا بشغف معرفة ماذا أصابها!..


وبالأعلى رافقت نور الطبيبة وهي تتفحصها؛ حتى انتهت، وحين نهضت لتجمع متعلقاتها، خاطبتها نور بهدوء ظاهري:

-خير يا دكتورة!

ابتسمت الطبيبة في ود وهي تحمل حقيبتها، قالت:

-هتبقى كويسة إن شاء الله لو بعدت عن أي حاجة تضايقها، ضغطها العالي ممكن يأثر على الحمل!

اخترقت الكلمة الأخيرة آذان نور ووقفت متفاجئة؛ لكن لم تعلق، بل شكرت الطبيبة مبتسمة:

-تمام يا دكتورة، هنعملها اللازم.

-هي شوية وهتفوق لوحدها متقلقوش، بس يا ريت تبعدوا عنها أي حاجة تزعلها

اومأت نور بامتثال فوري، فتحركت الطبيبة للخارج وتركت نور معها، والتي التفتت لـ زينة تتأملها في حيرة، قالت:

-يا ترى إنت بتحبي ابني ولا أيه؟، مبقتش فاهماكِ!

ولج آيان الغرفة متلهفًا، وبدت معرفته بخبر حملها على معالم وجهه الفرحة، ثم تقدم وهو يحدق بـ زينة بشوشًا، فحدثته نور بمحبة:

-مبروك يا آيان، الرابع في الطريق!

حاول آيان إخفاء ضحكته، قال:

-الله يبارك فيكِ يا ماما

أعطاها الصغيرة لتحملها، ثم جلس بجوار زينة ويده تلامس كفها بحنوٍ، قال:

-حبيبتي، سامحيني!!

تابعت نور ما يفعله ابنها من أجلها، ولمساته الحانية التي يطبعها عليها، سواء بنظراته؛ أو بحبه الظاهر الآن لها، وكونها لم تستشف أي قبول من هذه الفتاة تجاه ابنها، فطنت كراهيتها له؛ لكن تعارض حملها الآن بمعتقداتها تلك، فوجه آيان بصره لوالدته وقال:

-زينة قلبها طيب يا ماما، لو بتكرهني مكنتش تخلف مني، دا بنتنا لسه صغيرة

أحست نور بضعفه تجاهها، وتوقه لأي حب ينبعث منها، قالت:

-يا ريت تكون بتحبك، بس باين الموضوع وراثة عندهم، هي زي بنت عمها الدكتورة رسيل، باين بيخلفوا كتير!

لم يقتنع آيان وقال معارضًا:

-لا لا، لو فيه ذرة عدم قبول بينا مكنتش تسمح تجيب مني عيال، وكل ولادنا عن حب، أنا عارف كويس بحس بأيه وهي معايا، بتحبني!

ثم عاود النظر لـ زينة بحب، بينما توقفت نور عن المجادلة معه، فحملها قد جعلها تتخلى عن تدخلها في حياتهما، قالت:

-إنتم حُرين في حياتكم، أنا بس مش عاوزة يكون فيه بينكم مشاكل!

ثم سارت نور بالصغيرة للخارج؛ تاركة لهم مساحة خاصة، وحين غادرت، دنا من زينة يقبل جبينها، ففتحت عينيها ببطء حين أفاقت، تأملها بلهفٍ وقال:

-حمد الله على السلامة يا حبيبتي!

نظرت له بهدوء حزين ومن هيئتها تفهم ضيقها منه، فتابع بأسف:

-سامحيني، أنا غلطت، حقك عليا

ثم قرّب المسافة بينهما ليُقبل ثغرها فمالت برأسها للجانب، فاغتم من نفورها منه، قال:

-عاوزة تفهميني إنك مش طيقاني ومش هتسامحيني

ثم جعلها تنظر لعينيه وهو يردف:

-زينة إنتِ حامل، أنا عاوز تفهميني معناه أيه ده!

لم تتفاجأ زينة كثيرًا، فقد أحست من أسبوع بأعراض الحمل؛ لكن تجاهلتها وظنتها أوهام، فنظر لها آيان بقوة وتابع:

-قولي، الولاد اللي بينا دول ليه بتجيبيهم طالما مش شايفة حب وأمان معايا

لمعت عيناها في حزن، ورغبت في البكاء، قالت بصوت أبح:

-اللي عملته مش هنساه، لما تحاول تذلني بالشكل ده، واللي بيعمله أخويا بسببك، إنت عاوز ملجأش لحد غيرك، وخلاص ابعد عني، مش هسامحك!

لأول مرة يشعر من خلال كلامها بأنها سمحة، طيبة القلب، قد ظلمها باندفاعه المصاحب لتهورها هي الأخرى؛ رغم رفضها مسامحته، واعتزم تركها على حريتها، فهو لا يريد أن يكون سبب في انزعاجها منه، في الوقت الحالي بالأخص، فقد رسخت العلاقة بينهما بوجود طفل جديد، سيمنعها بالطبع من بُعدها عنه، لذا قال بجدية:

-هسيبك براحتك خالص يا زينة، إنتِ هتفضلي مراتي وحبيبتي؛ حتى لو بتكرهيني ومش طيقاني..........!!

__________________________________


قامت بنفسها بسحب عينة الدماء من ذراعه، بعدما ألحت عليه بضرورة الحضور لعمل فحص شامل، ليس ذلك فقط، فجعلته يخضع لعملة أشعة على سائر جسده؛ لتطمئن أن العقار لم يحدث ضرر به؛ ورغم ملل أيهم من عنادها لتفعل ذلك وتعطيلها لأعماله المتراكمة، أحب اهتمامها به، وبعدما انتهى كليًا من خطوات فحصه توجه ليرتدي ثيابه، فجاءت رسيل لتعاونه، ابتسمت له وهي تغلق أزرار قميصه وقالت:

-إن شاء الله التحاليل والأشعة هتطلع كويسة

-كان مستخبيلي دا كله فين، معقول موتي على إيدك!!

رد أيهم عليها جاء مزحًا على ما حدث، بعكس رسيل التي حزنت لتقول في استنكار:

-أنا آه غلط بس أنا مكنش قصدي كل اللي حصل، إنت اللي شربت من غير ما تقولي!

مسح على وجنتها بلطف وقال:

-أنا عارف إنك زعلانة من اللي حصل، وخايفة بسبب الاختراعات اللي ألحيتي تعمليها تأذيني، أنا فاهم يا رسيل!

قالت بوجل:

-مش هسامح نفسي، ممكن أموت فيها لو جرالك حاجة

ضمها أيهم لصدره وأعرب عن عدم حمله للعتاب لها، قال:

-على فكرة أنا كويس قوي، ملحظتش عليا أي تعب من بعد ما خدت الدوا ده غير تاني يوم بس، وأنا كنت بهزر لما قولت تعبان

استمعا لوقع أقدام أحدهم فابتعدا عن بعضهما، حضرت راندا مبتسمة بحرج، قالت:

-التحاليل هتطلع آخر النهار أو بكرة بالكتير!

وجهت رسيل بصرها لـ أيهم وقالت:

-طيب روح شغلك إنت وأنا هتابع الموضوع وأقولك على النتيجة لما تطلع!

ابتسم لها أيهم ثم غادر في هدوء، وأثناء دلوفه خارج غرفة الأشعة تقابل صدفة مع عبد الرحمن، فتقدم منه الأخير مرحبًا، فخاطبه أيهم بجدية:

-باباك بيبلغك إني مبسوط منك؟!

اومأ مبتسمًا في ود، قال:

-إنت تؤمر يا أيهم بيه في أي حاجة، واللي بعمله حاجة بسيطة

بدا أيهم غامضًا وهو يذكره بقوله سابقًا حين قال:

-عارف إن اللي هتعمله صعب، بس أنا مقدرش اعتمد على حد غيرك أو أثق فيك، وكمان دكتورة آلاء!

علق عبد الرحمن مكفهرًا:

-اللي حصل لـ آلاء كان مقصود، بس من حظها الحلو إنها نجت، الموضوع كان في الأول ماشي كويس، دلوقت يخوف

قال أيهم بتحير وضيق:

-فيه حاجة مش مفهومة بتحصل، ومش عارفين مين وراها

قلق عبد الرحمن من استماع أحدهم للحديث فوزع أنظاره لما حوله وقال:

-مش هينفع نتكلم هنا، دا أكتر مكان يتخاف منه!

تفهم أيهم وقال بمعنى:

-عندك حق، أي جديد هتبلغني بالطريقة اللي اتفقنا عليها......!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

-يعني أيه طلب مكونات العقار بتاعي!

رددت رسيل تلك العبارة باستنكار، حين أخبرتها راندا برغبة السيد زاك في الحصول على الأوراق الخاصة باختراعها، فقالت راندا بضيق:

-أنا قلقت منه ومن طلبه، المفروض يكون عارف إن الحاجات دي بتكون أسرار وخاصة بصاحب العمل نفسه

ملأ الوجل قلب رسيل ولم تطمئن لهذا زاك، ثم شردت بعقلها تفكر، حيث خشيت أن يستولي على مجهودها، وتطايرت الظنون لتلعب في رأسها، ولم تنتبه لنفسها إلا بحديث راندا الموجه لها:

-هتعملي أيه يا رسيل؟!

انتفضت رسيل لتجيب بامتعاض:

-لا هو ولا غيره، مستحيل حد يعرف باللي باعمله، ولو أصر اديله المكونات اللي كتبتها على تقرير القرد

هتفت راندا بمدح:

-كويس يا رسيل، مع إنك جديدة في الموضوع ده بس مسمحتيش لحد يعرف باللي بتعمليه

تجذّر القلق بداخل رسيل بعد معرفتها بذلك، ورغبت في أخذ موقف حاسم بشأنه، فقالت بتكليف لـ راندا:

-كلميلي مستر هانك ضروري........!!

____________________________________


وعدها بمفاجئة لم تتوقعها، فوقفت أمامه مغمضة العينين منتظرة بميلٍ كبير أن يخبرها وقد نفد صبرها، فقال مبتسمًا:

-فتحي عينكِ!

فتحت عينيها بحماس لتقع نظراتها على يديه وهي ترفع أمامها اثنين من جواز السفر، فتلاشت بسمتها وحل الجهل تعابيرها، تساءلت:

-بتوع أيه دول؟!

هتف موضحًا بمسرة وهو يسحبها لتجلس معه:

-كلمت حد اعرفه يخلصلي أوراق سفرنا لأمريكا بسرعة، أصل خدت قرار إني مش هتابع مع دكاترة هنا، خلينا نكشف برة علشان محدش يعرف وكده

من فرط صدمتها خرجت بسمتها بصعوبة، لتوحي له بفرحتها؛ لكن دب الهلع في قلبها، قالت:

-خبر حلو قوي يا زين، بس مش كنت تقولي علشان أحضر نفسي على الأقل!

قال بعقلانية:

-مكنتش عاوز حد يعرف، وقلت أخليها مفاجئة إني أسافر معاكِ ونكشف علشان أشوف علاج

انتبهت لكلامه جيدًا وقالت باستنكار:

-هو إنت مش هتقول لحد على سفرنا؟!

من ضمن قراراتها كان ذلك السفر السري، فيجب عدم معرفة أحد به، فقد اتخذه كهروب أيضًا ليترك لمى محبوسة فترة أطول؛ انتقامًا منها، فرد عليها بتحذير:

-أيوة محدش هيعرف، حتى أهلك كمان

اضطربت سمر بشدة، فيجب أن تخبر والدتها؛ خاصة أن سفرهما ذاك سيكشف حقيقة كذبها عليه، وتحيرت كيف تخرج من ذاك المأزق؟، ونوت إخبار والدتها؛ لتعلمها ولربما ترشدها؛ لكنه فاجأها حين تابع ليثبط تحقيق مبتغاها:

-يلا قومي البسي، هنسافر دلوقتي!

شهقت بصدمة كبيرة وهو يقرر لها، قالت:

-ليه كده؟!

جعلها تنهض ومن هيئته بدا متأهبًا للتنفيذ، بعكسها فقد تملك منها خوف وتردد كبير، أردف:

-نص ساعة تكوني جاهزة، مش هناخد حاجات كتير، هجبلك هناك كل اللي هتحتاجيه!

البكها بمفاجأته لها وبسفرها غير المتوقع حدوثه بهذه السرعة، وبصعوبة تحركت سمر لتضب أغراضها وهي موترة الأعصاب، ووجوده من حولها وهو يجمع أشيائه الهامة، وتماشت مع رغبته ولم ترفض، وضيق الفرص لديها في استلاب دقيقة واحدة لمهاتفة والدتها، لم يمهلها الفرصة لتحدثها وتعلمها، والمؤسف أنها ستواجه هذه المعضلة بنفسها؛ لكن ماذا ستكون ردة فعلها إذا اكتشف الحقيقة؟!......

_____________________________________


احتجت بالافعال والأقوال على إتمام هذه الزيجة غير المقرظة والمستقبحة من قبل الكثير، فآخر توقعاتها أن يفعل أخيها مثل تلك الأمور، وجلست موضعها رافضة أن توثق هذه الجريمة وتحضر وقت حدوثها..

جلس سيف بجانب أخته ليستمر في إقناعها، قال:

-على فكرة حرام لو أنا ضحكت عليها ونكرت إننا متجوزين، كل الحكاية إننا بنحب بعض وهنجبر أهلها يوافقوا

نظرت له باقتطاب وقالت:

-اللي متقبلوش على أختك متقبلوش على بنات الناس

نفخ سيف بضجر من تكرارها لنفس الهراء، هتف:

-أنا هتجوزها وعندي ضمير إني أحافظ عليها، يعني كلي ثقة في نفسي، ومضمنش غيري يكون أمين زيي!

أشاحت بوجهها كأنها لم تقتنع، فترجاها قائلاً:

-لو سمحتي يا نيفين، تعالي معايا علشان لين متترددش، أنا بجد عاوزها جنبي وفي حياتي على طول!

تأملت أخيها بتمعن، هو كبير بدرجة تكفي أن يكون مصيبًا في اختياراته، وعلى معرفة جيدة بتعقله، ولتيقنها بأخلاقه البِرة أرغمت نفسها لتقبل الحضور، قالت:

-هاعمل اللي تعوزوه، بس يا رب الموضوع ميكبرش لحاجة تندم عليها بعدين، لأن شايفة إن كده غلط!

ابتسم ليقبل رأسها، قال متحمسًا:

-الجماعة مستنيين، يلا!

توجهت نيفين معه للشقة المجاورة التي أجرها أخيها أمس، والتي سيعقد بها زواجه العرفي على الأخيرة، وحين ولجا وجدت لين جالسة بمفردها، والتي انحرجت بشدة وارتبكت، وعند تقدم نيفين منها كانت لا تقل توترًا عنها، وحين شاهدت الواقع بعينيها رفضت العلاقة بهذا الشكل غير المرضي، ورفضت أن تشترك في حدوث ذاك البغاء بينهما، فجلست بجانب لين بهدوء ظاهري، وحين وضع سيف الأوراق على الطاولة أحست بسخونة قد استفاضت على بشرتها، ابتلعت ريقها وقالت:

-قبل كل ده فيه حاجة عاوزة أقولها!

نظرا لها بترقب فأردفت:

-لو عاوزين تجبروا أهلكم على الجواز يبقى بالكلام!

لم يتفهما مغزى كلامها إلا حين تابعت:

-هنكتب الورق وكل حاجة، بس من ناحية وجود علاقة بينكم مش هيحصل، لأن جوازكم كده حرام!

عادت تهذي من وجهة نظر أخيها، فاغمض عينيه لوهلة بضيق من استمرار مهاتراتها، قال:

-يا نيفين مش اتكلمنا

ردت بتردد:

-أيوة، أنا معاك تتجوزوا بس على الورق

زاد ارتباك لين بينهما وشعرت بالخجل الشديد، فهذا يعني أنها وضيعة، تستغني عن شرفها، وهذا البادي أمامهما، وذلك ما دفعها لتوقف هذا، فقالت:

-خلاص مش لازم كل ده، وأنا ممكن اتحايل على بابا يوافق وكده!

أدرك سيف أنها تفعل ذلك لحفظ ماء وجهها بسبب حديث أخته، واختنق كثيرًا، فأحد النظر لاخته ولامها، كما أنه قد ندم على إعلامها بالزواج، هتف:

-فيه أيه يا نيفين؟!

ظلت نفين غير راضية رغم استياء أخيها من كلامها، وتجاوبًا مع رغبته، قالت على مضض:

-طيب اللي تشوفوه، إنتم حرين!

ثم صمتت عابسة مجبرة لتتابع فقط، فوقع سيف على الورقة لينتهي من كل ذلك، وبحرج فعلت لين المثل، وبتهكم داخلي وقعت نيفين على الورقة كشاهدة على هذا الزواج الساخر، وحين انتهوا تناولت لين إحدى الورقتين، ثم دستها بحقيبتها، فاجأتهم بقرارها حين نهضت وقالت:

-سيف أنا رجعت في كلامي، جوازنا هيكون زي ما نيفين قالت.....!!

______________________________________


مر اليوم الدابر لم تلاحظ فيه أن الصغير ما زال موجود بين أبنائها، فرقدتها وقت أطول بسبب تعبها من الحمل جعلتها لم تلاحظ ذلك، إلا حين اشتاق الولد لوالدته فبكى كثيرًا، هنا انتفضت زينة مفزوعة عليه وأخذته بين أحضانها لتهدئه، مسدت عليه برفق وحدثت نفسها:

-معقول مامتك مجتش تاخدك لحد دلوقت!

بكاء الولد جعل آيان ينتبه لما يحدث، ليس لوجوده فقط، فهو على علم بأنه لم يذهب ويتقاسم كل شيء مع أبنائه؛ لكن غياب والدته جعله يهتم ويتدخل، فاقترب من زينة التي تجلس في الردهة تحمله على حجرها، خاطبها:

-ماله الواد؟!

أجبرت زينة على الرد عليه وقالت وهي تعبث بهاتفها:

-لمى مجتش تاخد الولد، وأنا بكلمها أشوف فيه أيه!

ثم وضعت الهاتف على أذنها لتتعجب بكونه مغلق - على غير العادة-، فقطبت جبينها غير متفهمة ما السبب، وعادت تتصل مرة أخرى وآيان يقف ويتابعها، وحين استمرت هكذا خاطبها بفضول:

-أيه مبتردش!

رمشت زينة بتذبذب وأخذت تهدهد في الصغير الذي يبكي، قالت:

-تليفونها مقفول!

تذكرت والدة لمى ودون تفكير شرعت في مهاتفتها، ثم ترقبت حتى رن الهاتف، وبردها عليها هتفت بشغف:

-لمى عندك يا طنط؟!

اندهشت السيدة إيمان وقالت:

-لمى مشوفتهاش من امبارح!

قلقت زينة أكثر فاردفت السيدة تسألها:

-بتسألي ليه؟، متكلميها!

كلمة السيدة مقنعة؛ لكن أرادت زينة ألا تقلقها هي الأخرى، فقالت:

-هي باين عندها شغل كتير، أصلها سايبة يونس عندي من امبارح ومجتش خدته، وبكلمها تليفونها مقفول!

استمع آيان لما تقوله زينة باهتمام وهو يداعب ابنته الصغيرة، ثم انتبه لها تقول بصدمة:

-هو حضرتك عارفة؟!

هنا تحفزت حواسه ليتابع باكتراث أشد الحوار الدارج بينهن، وحدق بتعابير زينة المرتبكة والمتوجسة أيضًا؛ وكانت هذه الحالة نتيجة صدمة زينة بمعرفة رجوع لمى لـ زين، فهتفت زينة لترد عليها باعتراض:

-مظنش يأذيها، بس عندك حق لازم نشوفه ونسأله!

حمل رد زينة النفي حين أخبرتها السيدة بأن زين سبب اختفائها، ثم أنهت السيدة حديثها وهي تقول:

-ابقي طمنيني يا زينة!

وجهت زينة بصرها الحانق لـ آيان، هتفت:

-كلم صاحبك واسأله لمى فين!

تضايق آيان من نبرتها الآمرة، فتابعت باستياء:

-الواد بيعيط، وإنت أكيد عارف إنه رجعها ليه

تأفف وهو يمسك بهاتفه ليتحدث مع الأخير، وكان الحال بالمثل حين وجد هاتفه مغلقًا هو الآخر، فنظر لها وقال بغرابة:

-هو كمان قافل تليفونه!

نهضت زينة بعدما وضعت الصغير على الأريكة وزاد شكها فيه، صاحت:

-بقالهم اسبوع متخاصمين، يعني معنى كده إن غيابها فعلاً هو وراه، وتلاقيها معاه والله أعلم عمل معاها أيه!

نهض آيان وقد خشي تهور زين بتنفيذ انتقامه بطريقة عنيفة ستقضي عليه حتمًا، فتحرك ليناول زينة الصغيرة وبدون كلمة تحرك ناحية باب الخروج وسط اغتياظها من تجاهله، فجلست مرة أخرى خائفة متحيرة، فغيابها لا يبشر بخيـر......!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اتصل تقريبًا بجميع الأماكن التي يحمل رقم هاتفه فيها؛ حتى منزل والده، ولا فائدة من وجوده، وحين مل من ذلك توجه تفكيره ليشرك والده في الأمر وهاتفه، خاطبه آيان بجدية:

-بابا متعرفش زين فين؟!

رد عليه بجهل:

-بقالي كتير مشفتوش ومكلمتوش، بتسأل ليه؟!

فزع آيان حثه لسرد كل ما حدث لوالده، وبادر بالشرح ليطلعه بكل شيء، ثم أوجز في كلامه، فانصدم زين كغيره وقال:

-إزاي يعمل حاجة زي كده، أيه لعب العيال ده، مش اتجوز وخلصنا!

رد آيان بجهامة:

-مش وقته التأنيب يا بابا، خلينا نعرف هو فين ولمى وداها فين؟

ترك زين ما بيده من مهام ثم نهض من مكتبه مغمومًا، قال

-قابلني عند عمتك!

سأله باستنكار:

-هتقول لعمتو يا بابا؟!

رد زين بحنق كبير:

-أومال الكلام ده يتسكت عليه، زين باين مخه بيصغر مش بيكبر، وأنا اللي فاكره عِقل وبقى يعتمد عليه!

عاد آيان يسأله بتخوف:

-طيب لو زين صح عمل فيها حاجة، هنعمل أيه يا بابا؟!.........

______________________________________


أخبرتها الخادمة بأن سيدة تريدها، وحين توجهت مريم لترى من، سبقتها السيدة إيمان في الدخول، وبالأحرى التهجم على الشقة دون استئذان، فخوفها على ابنتها جعلها لا تنتظر أكثر لتبحث عنها، فانزعجت مريم ليس من ذلك فقط، بل رؤيتها لهذه السيدة بالأخص هيج انفعالها، ثم تحركت لتنهرها؛ لكن صدمتها السيدة إيمان حين سألتها باحتدام:

-ابنك ودا بنتي فين؟!

دنت منها مريم وهي في غاية الحنق، هتفت:

-تاني!، إنتِ يا ست إنتِ مش هتبطلي تلقحي بلاويكِ علينا تاني؟

خرج حسام من غرفته إثر صوتهن مدهوشًا، وتفاجأ بهذه السيدة التي يعرفها عن ظهر قلب، فانضم لهن ليسألها بشيء من التريث:

-فيه أيه يا مدام؟!

اغتاظت مريم من هدوء زوجها ثم وجهت حديثها المنفعل للسيدة وقالت:

-لسه هتسألها، يلا اطلعي برة، جاية تاني تنكدي على ابني وتبوظي حياته، أنا مش هسمحلك، اسجنك إنتِ وبنتك!

حين تحركت مريم لتدفعها ناحية الخارج، وقف حسام أمامها ليمنعها، فصاحت السيدة إيمان بغل:

-ابنك اللي بتتكلمي عليه ضحك على بنتي تاني وخلاها ترجعله، وهددها يسجنها لو مرجعتلوش

وقف حسام مصدوما ومن جانبه مريم تحتج وتتهكم لتنعتها بالكاذبة، وقبل أن ترد عليها كان قد أتى زين، فتقدم منهم ليوجه حديثه للسيدة قائلاً:

-لو سمحتي يا مدام إيمان شوية هدوء، وإن شاء الله بنتك هترجع بخير ومفيهاش حاجة!

خاطبه حسام باستنكار:

-زين إنت عارف حاجة عن الكلام ده؟!

التفت زين إليه كالحًا وقال:

-ابنك فين يا حسام؟

وجه حسام بصره لـ مريم التي لم تصدق ما تسمعه؛ ليستفهم منها، فشعرت بالتعب المفاجئ من هول ما تسمعه، ولم تعد قادرة على مواجهة هذه المواقف مرة أخرى، فتحركت لترتمي على أقرب مقعد صامتة، غير راغبة في النقاش، فخاطب حسام زين باغتمام:

-زين أنا مش فاهم حاجة، مش كنا خلصنا!

تضايق زين ولم يرد، بل أدار رأسه ليخاطب السيدة فلم يجدها، فتساءل:

-هي راحت فين؟!......

فور انتهائه من جملته، رن هاتفه، وحين طالع شاشته، تعجب من ذاك الاتصال غير المتوقع، فردد زين بوجل:

-دا أيهم!، تبقى مصيبة لو كان عرف هو كمان........!!

____________________________________


وهو يتحدث عبر الهاتف بالحديقة، وقفت من خلفه تستمع إليه، فانفعاله في الحديث جعلها تنضم لتفهم ما يحدث، وتفهمت وجود مشكلة لدي عمته، واستدعى ذلك سفره إليها، وحين أغلق الهاتف استدار ليجدها من خلفه، فبادرت رسيل بسؤاله

-عمتك مالها؟!

تنهد أيهم بضيق شديد، ثم دلف ناحية باب الفيلا ليجهز نفسه، فسارت رسيل من خلفه تنتظر رده، فقال:

-لمى مش باينة، وعمتي بتتهم الولد اللي كانت متجوزاه بخطفها

ثم صعد الدرج وهي من خلفه؛ حتى ولج غرفتهما، فسألت رسيل باندهاش:

-وهو ماله ومالها، اللي أعرفه إنها اتطلقت منه واتجوزت غيره!

بعجالة كان يبدل أيهم ثيابه بأخرى تناسب سفره، رد باختناق:

-أنا مش فاهم حاجة يا رسيل، هروح أعرف، لأن كمان بتصل بـ زين مبيردش، أكيد بيتهرب وابن اخته ليه علاقة بغيابها، بس أنا هتصرف معاهم كلهم.

طلبت رسيل منه بقلق:

-خلي بالك من نفسك، متتخانقش مع حد، باين كده الموضوع كبير!

جلس على المقعد ليرتدي حذائه وسط نظرات خوفها عليه، فاردفت تخاطبه بتنبيه:

-أيهم لو سمحت متتصرفش من دماغك، كلم الشرطة تدخل وتحل معاهم

حين نهض ليمشط شعره تابعت بجدية:

-لو حسيت بتعب بلغـ...

وضع فرشاة الشعر بعنف على المرآة فانتفضت لتتوقف عن الحديث، هتف متأففًا:

-ما خلاص يا رسيل، هو أنا عيل صغير!

صمتت مكشرة، فنفخ بقوة فقد انفعل عليها، تابع بود وهو يمسك بكتفيها:

-حاضر يا رسيل، هاعمل اللي بتقولي عليه، متزعليش مني أنا متضايق!

اومأت متفهمة ليقبل رأسها، ثم أخذ متعلقاته الهامة وتحرك للخارج، فوقفت مكانها مشغولة الفكر بما حدث، ورنين هاتفها الممسكة به جعلها تفق، فجاوبت قائلة:

-خير يا تقى؟!

ردت الأخيرة بنبرة حملت الصدمة:

-فيه حاجة مهمة قوي في تحاليل أيهم بيه لازم تشوفيها

سألتها بقلقٍ جم:

-حاجة وحشة؟!

قالت بغموض أفزعها أكثر:

-حاجة مش هتصدقيها، حتى لما هتشوفيها بنفسك........!!

____________________________________


ترجلت من السيارة بقلبٍ واجف أمام مخفر الشرطة، حيت أصرت على تقديم بلاغ علني تتهم الأخير فيه بخطف ابنتها، فتحرك السيد كارم من خلفها منصاعًا لرغباتها؛ تاركًا إياها تفعل ما تريد، فالأمر لم يعد ليتكبده أحد كما الماضي، ثم وصلوا لغرفة رئيس النيابة وطلبت مقابلته..

وبعد ترجيها ووقوفهما تنتظر سمح بمقابلتها، فولجت تبكي في ألم، هتفت:

-لو سمحت في واحد خطف بنتي، ويمكن يكون قتلها!

من رهبة السيدة استشف الضابط أن الموضوع خطير، فدعاها للجلوس وقال:

-اتفضلي ارتاحي، وقوليلي أيه الموضوع بالظبط!

سردت السيدة إيمان ما حدث له بالتفصيل حتى هذه اللحظة، وأثناء حديثهم كان قد وصل أيهم ومعه أحد الضباط زي المرتبة العالية، وحين لمحته السيدة نهضت لتتجه نحوه وتهتف:

-الحقني يا أيهم، بنتي مش لقياها!

اخذت تبكي السيدة أكثر وهي بين ذراعيه؛ حتى طمأنها بهدوء:

-لمى كويسة يا عمتي متقلقيش، هي هنا!

سألت بلهف:

-هنا فين؟!

أخبرها بحذر:

-زين مقدم بلاغ فيها بيتهمها بالزنى وهي على ذمته

لم تتعجب السيدة نذالته مع ابنتها فقد فعلها من قبل، وأيقنت بأنه كان يخدعها كالعادة، وألقت بعض اللوم على ابنتها الحمقاء لتصديقها له، فتابع أيهم بمفهوم:

-ولو مكنتش طلبت من المقدم وائل يبحث عنها مكناش عرفنا مكانها بسهولة كده، باين جوزها موصي عليها هنا

سألته بحزن:

-اتصرف يا أيهم، أعمل أي حاجة علشان تخرج!

هنا رد الضابط بدراية:

-كل الأدلة بتدينها، لأن فيه ولد و...

قاطعته لتصحح بجدية:

-مش صح الكلام ده، الولد ابن زين، هاتوه واعملوا تحليل وهتعرفوا الحقيقة، بنتي متجوزتش غيره

رد أيهم عليها بتبرم ليمحي آمالها:

-زين خاله كلمني من شوية، وبيقول إن جوزها ده ملوش أثر في اسكندرية كلها، يعني هنثبت إزاي؟!

هتف بهلع قاتل:

-يعني بنتي هتفضل محبوسة ولا أيه؟!........

____________________________________


سارت معه في ذاك الرواق النظيف والمرتب، الخاص بإحدى المستشفيات الراقية والشهيرة بالولاية، وكانت تخفي سمر اضطرابها من النتائج التي ستتوالي عليه بالأخص بعد إجراء فحوصات له، بينما تخوف زين من صعوبة معالجته، وأن مرضه خطير لربما، وفقط بداخله ظل يدعي ويناشد ليجد حلاً وهو هنا، ثم جلس مع سمر ينتظر حلول موعد دخوله ليبدأ مهمة اكتشاف ما به..

أسند زين رأسه على هيكل الأريكة من خلفه يفكر، وكان صمت سمر وعدم نيتها في التحدث معه؛ كونها تترقب الفرصة لتتحدث مع والدتها، هما السبب ليظل مع عقله لبعض الوقت، فبلحظة تبدلت أمانيه، فهو يهتاف الآن ليشفى ويصبح أبًا، فكم تمنى تعويض ما فات من عُمره، وما فعله مع من خدعته لم يخفف من حدة بؤسه، وألمه حين اكتشف أن ما يحبها ومال لها قلبه تكون بتلك الصفات التي أترعت قلبه بمآسي لم يقابلها في حياته سوى معها، ثم تماسك ألا يظهر من حزنه شيء، ودفع نفسه ليهتم فقط بأمره، وأن كل ما حوله لا يستحق أن يتجشم من أجله..

انصرم بعض الوقت لتخرج الممرضة وتستدعيه للدخول، فنهض متوترًا وقلبه ينبض بشدة، نظر لـ سمر وقال:

-خلي بالك من نفسك على ما أخرج!

جاءت بسمتها حقيقية فسيترك بغيابه وقت سوف تستطع من خلاله مهاتفة والدتها، وحين ولج الغرفة نهضت فورًا لتبحث عن هاتف قريب، وأثناء انكتالها الموتر وجدت استقبال جانبي، فتوجهت نحوها تسألها، حتى دلتها الأخيرة عن مكان الاتصال، فتوجهت سمر باضطراب ناحية المكان المنشود، وحين وصلت دقت أرقام والدتها بأنامل ترجف، وعدت الثواني والهاتف يرن؛ قلقة من رؤية زين لها، فجاء صوت والدتها أولاً، فهتفت سمر بخوف:

-الحقني يا ماما، أنا وزين في أمريكا!

بمجرد أن علمت بأنها ابنتها، لم تعطيها المجال لتشرح ما بها، بل خاطبتها في اكتراب:

-في مصيبة حصلت هنا يا سمر، لمى مراته الأولى بتقول إن الولد ابنها من زين، ومستنياه يعمل تحاليل

لم تصدق سمر لتقول باعتراض:

-دي كدابة، إزاي ابنه، مش ممكن!

نصحتها والدتها بتحذير شديد:

-خليكِ معاه عندك، اعملي أي حاجة وعطليه أكتر، على ما أشوف هتصرف إزاي، وأهم حاجة متخلهوش يكلم حد هنا

لصغر سنها وجدت نفسها تتحمل فوق طاقتها ووقفت تريد البكاء، سألت والدتها بحزن شديد:

-طيب أعمل أيه هنا لو عرف إنه كويس ومفيهوش حاجة؟، خايفة يطلب وقتها يكشف عليا.......!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة