-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادى والعشرون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادى والعشرون

هدّأت من روْعها وظلت بجانبها تساندها في محنتها، فمنذ تقابلن وهي هكذا دؤوبة في البكاء، ولتخفف من وجعها قامت باحتضانها، ثم أخذت تمسد بلطفٍ عليها؛ ورغم هذه الشفقة النابعة منها؛ لم ترتضي بذاك الحُمق والخطل الذي افتعلته بعدم مسؤولية، فقد أثبتت أنها بلهاء؛ لتقع في فخٍ كهذا، نهايته بالطبع ستكون مؤذية لهـا..

مررت جنى نظراتها لما حولها وقد قلقت من رؤية أحد لهن، فوضع لين غير مريح لمن يراه، ويبعث الريبة أيضًا، خاطبتها بتنبيه:

-لين اجمدي كده، ويلا اتعدلي الناس ممكن تاخد بالها!

ارتعبت لين من ملاحظة أحد لها؛ فرغم أنه مقهى يتمتع بالخصوصية، لم ترغب في استرابة أحدهم في أمرها، ثم ابتعدت عن جنى لتجفف عبراتها، فتابعت جنى بجدية:

-جاية تعيطي دلوقت، خلاص يا لين، المصيبة حصلت.

بهتت تعابيرها وهي ترد عليها:

-أنا مش هبلة علشان أقع في فخ حد، أنا عارفاه كويس، وهو وأخته محترمين، وكمان بابا سأل عنه، أهله ناس في حالهم!

ابتسمت جنى بسخرية وعلقت:

-طيب زعلانة ليه طالما الأستاذ محترم؟!

اخفضت نظراتها بامتهان وقالت:

-طلعت غبية قوي، آخر حاجة كنت اتوقعها إنه يطلع بيخدعني!

قالت جنى باستنكار:

-مش قولتي إنه طلع براءة، ليه بقى هيخدعك، هو مالوش علاقة بـ لمى، ولا الولد طلع ابنه.

عادت تنظر إليها في جهل، قالت:

-هما أصدقاء من زمان، ولما رجعوا من أمريكا كانوا مع بعض، ولمى وقتها قالت إنه جوزها، دا اللي عرفته من كلام بابا مع ماما

فركت جنى أسفل ذقنها في حيرة، وأخذت تفكر وتربط الأمور، قالت:

-طيب ما تتكلمي معاه، شوفي ميّته أيه وناوي على أيه في علاقتكم!

ندمت لين على خطوتها الخرقاء تلك لتلوم نفسها بداخلها، ردت عليها بتحسر:

-حتى لو اتكلمت معاه في اتقاقنا، بابا وماما مش هيسامحوني في اللي عملته معاه، كفاية حزنهم على زين، هاجي أنا كمان وأحرق قلبهم!

-بس إنتِ مش هتفضلي كده، لازم حل لكل اللي إنتِ فيه ده، دي فضيحة يا لين، ولا مش مدركة هيكون مصيرك أيه!

حديث جنى أرعبها أكثر، فتوجهت عيناها للفراغ أمامها، وزاغت في حالتها، بالإضافة لما حدث مع أخيها، فكل ذلك سبّب ضعف لها، فربما الوحيد الذي سيقف ويساندها كان هو، أخيهــا، تنهدت لمى بحزن وباتت ضائعة، وحين لاحظت جنى تيهها ذاك، ربتت على كفها وقالت:

-كلميه يا لين، شوفيه هيقولك أيه، يمكن يكون كويس واستعجلنا بالحكم عليه، ولو طلع كداب وقتها هنتصرف.

نظرت لها لين في قلة حيلة، فبذلك ستقلل من نفسها؛ لكن لم تجد سوى حلها الآن، ثم امتثلت لتنفذه، قالت:

-طيب هكلمه......!!

____________________________________


كونها لم تجد القبول من البداية نحو الأخيرة، انتهزت الفرصة لتشوه صورتها أمام أخيها؛ لتحثه على الابتعاد عنها، وربما نسيانها، فهي غير راغبة في الدخول في مشاحنات أو خلاف مع أحد، فقد ظلت سنوات تحيا في سكينة معه..

سكبت نيفين الطعام لأخيها في طبقه وقالت:

-الحمد لله ربنا سترها معانا، كنا غلطانين من البداية إننا دخلنا نفسنا في موضوع لمى، مخدناش غير وجع القلب والفضيحة.

ابتلع سيف الطعام بصعوبة وهو يستمع إليها، ثم غص فجأة حين تابعت:

-وكويس إن موضوع لين وصل لحد كده، أصلاً مكنتش موافقة عليه!

لاحظت نيفين وهي تخاطبه ارتباكه، وما تفهمته إنه ما زال يميل لهذه الفتاة، لذا أكملت لتنهرها أمامه بازدراء:

-مكناش ناقصين واحدة زيها ترتبط بينا، كفاية أخوها الـ*** واللي عملوا مع لمى، ما هما تربية واحدة

تردد سيف وهو ينفي ذلك؛ لكنه قال:

-بس لين مشوفناش منها حاجة، وكانت كويسة معانا.

اغتاظت من دفاعه عنها وقالت:

-بنت خبيثة، وعلشان ربنا بيحبك ظهرها على حقيقتها قبل الفاس ما تقع في الراس

ثم ركزت نظراتها عليه وهي تتابع لتتملك من تفكيره:

-مايا اتكلمت معايا وفهمتني إنها كانت بتعمل مشاكل كتير، ومكنوش بيطيقوها تبقى صاحبتهم، ودايما مغرورة، دا غير إنها كانت بتحب ابن خالها وكانت بتوقع بينه وبين مراته

أضافت نيفين الجملة الأخيرة؛ افتراءً عليها، وذلك لتجعل أخيها ينفر منها، فهي تفعل المستحيل ليعيد التفكير في ارتباطه بها، لتزح المشكلات عنهما، ثم تذكرت أن تمدح مايا أمامه، فهي معجبة بها وتريده معها، استطردت:

-مش عارفة أيه اللي عاجبك فيها، دي مايا بمليون واحدة زيها، بنت متربية ومحترمة، مش دي!

لم يتحمل سيف كل ما تقوله أخته، فترك الأكل وقد فقد شهيته، فلم يتجاوب مع فتاة كهذه، ولم يحب أيضًا لهذه الدرجة، فقد فاق الأمر حد الإعجاب، وتضايق من نذالته إذا تركها، ثم نهض من مقعده مذبذبًا، فاندهشت نيفين من عدم نكملته للطعام وقالت:

-مكملتش أكلك؟!

رد باطراق ظاهري:

-شبعت، هدخل ارتاح شوية

تحرك سيف تجاه غرفته مهمومًا، فتعقبته نيفين بنظراتها المغتمة، وتيقنت أن تلك لين هي السبب، وانزعجت من تجاهله حديثها عن مايا، فقد سيطرت الأخيرة عليه، ثم عضت شفتيها في غيظ وهي تفكر في حيل أخرى لتجعله يعاديها، وأثناء جلستها رن هاتف أخيها بجوار طبقه، فانتبهت أنه قد تناساه، ثم سحبته لتصدمها هوية المتصل، وبدون تفكير أغلقت الهاتف، ثم حدقت أمامها متضايقة من قاحتها، قالت:

-باين الكلام عليها صح وإنها مش تمام، بتتصل ليه دي بيه؟!، واحدة غيرها كانت بعدت بسبب اللي حصل.........!!

____________________________________


تمسكت بوجود والدها معها، وبالأحرى زيفت احتياجها الشديد إليه؛ ليبقى معها؛ منعًا لتوريطها في أمور أخرى، بالطبع لم تفقه شيء بها لتسايرها، وهذا ما حدث، فقد مكث والدها بجوارها؛ مدعيًا صِغر سِنها وخوفه عليها..

وفي وقت اختلى بها بغرفتها داخل المشفى، تحدث معها بجدية أبانت عتابه لها، قال:

-إزاي تتهمي جوزك بإنه كان عاوز يقتلك، إنتِ مجنونة؟!

انكمشت سمر في رقدتها لتغوص في غطاء الفراش، قالت في توجس:

-خوفت يا بابي يتهموني ويسجنوني، ومعرفتش اتصرف لوحدي هنا!

ردد بتوبيخٍ قاسٍ:

-يا غبية، حد هيصدق، نسيتي إنك اللي كنتِ سايقة مش هو

وضحت ما فعلته بنزقٍ مزعج:

-أنا قولت هو أجبرني ازود السرعة، و...

قاطعها وقد فاض كيله من طيشها، هدر بها بانفعال:

-كمان عاوزة توديه في داهية، مش كفاية اللي حصله، أيه اللي خلاكِ تعملي كده؟!

انفلت الرعب من داخلها ليستفيض عليها حين بكت؛ رهبةً من والدها وممن حولها، وكان لصمتها ذاك أثر سيئ في نفس والدها الذي زاد غضبه منه لينهرها مجددًا:

-متفكريش حد من أهله هيسكت على اتهاماتك دي، خاله بنفسه هنا وواقف جنبه، فاهمة يعني أيه، يعني هتروحي في داهية إنتِ وأنا معاكِ

ثم رمقها باستشاطة لتستمر هي في البكاء؛ ندمًا على تهورها، فقد دفعها خوفها لذلك، وكان لطلعتها الضعيفة تلك واقع قوي لتجعل قلب والدها يلين ويرأف بها، فهي مصابة أيضًا؛ لكن ليس بقوة ما حدث لزوجها، فنفخ بضيق وقال ليهدئها:

-خلاص اسكتي، خليني أعرف اتصرف قبل ما تقومي الدنيا حريقة وتقلبيهم علينا!

وجود والدها بجانبها هدأ من ارتعادها بالفعل، وبدت مطيعة لتفعل ما يمليه عليها دون جدال، فالأهم مرور الموضوع بسلام، فقد انتوت انتحارها معه، وهذا أمر غير محمود..

ثم تفاجأ الاثنان بدقات على الباب، جعل التوتر يغزو طلعتهما، فقد ظنا أنها الشرطة، فأجاب الوالد مخفيًا قلقه:

-Enter!

(-أدخل!)

حين فُتح الباب اضطرب السيد من حضور زين، وكان من خلفه أيهم، الذي جهل هويته، فنهض والد سمر مرحبًا في تذبذب، قال:

-اتفضل يا زين بيه نورت!

احتفظ زين باستيائه من ادعاء سمر، ثم نظر لها في هدوء مزيف، رد عليه وهو محدقًا بها:

-أهلاً يا عزمي، أنا جاي اطمن على سمر، بس مبين إنها بخير وتمام ما شاء الله!

رد زين عليه كان بمثابة تلميح بأن ابنته المذنبة، ولذلك خشيت سمر أن يتهمها فيما حدث، ونظرت له في خوف صريح، فلاح ضيق زين هنا واقتنع أن وراء فعلتها سبب ما، فأخذ يدنو منها، وترقب عزمي ما سيتخذه مع ابنته من قرار، واستعد، خاطبها زين بصريمة:

-مش هتكلم كتير، إنتِ بنت صغيرة ومش عايز أدمر مستقبلك، فاللي هقولهولك تنفذيه بالحرف، لأن كلمة زيادة ممكن أخليكِ محبوسة طول عمرك.

حين تفهم عليه عزمي، رد في انصياع:

-من غير ما تقول يا زين بيه، أنا كنت بقولها من شوية غلط اللي عملتيه، بس هي صغيرة ومعرفتش تتصرف!

نظر إليه زين شزرًا؛ نافرًا منه، وكذلك ابنته، هتف بحزم:

-يبقى تنفذ، وكل الكلام اللي قالته تنفيه، وأنا بس هكتفي بإنه يطلقها وتتفضل تبعد عنه من سكات.

أجهشت سمر بالبكاء وهي ترفض ذلك بخلقتها الحزينة، فحدق زين بها متهكمًا، قال:

-زعلانة!، على أساس مكنتيش قاصدة تموتيه!

حركت رأسها بنفي وقالت:

-لأ، أنا بحب زين قوي، أنا عملت كده علشان مش عاوزاه يبعد عني

هتف زين مستنكرًا:

-ما هو باين، إنتِ سليمة ووقعتي من العربية قبل ما تتقلب بيه ويتكسر بالشكل ده!

لم تكن تعلم بحالة زين في المجمل، وحزنت أكثر كونه تأذى، فعللت ما حدث بـ:

-زين كان عاوز ينزلني من العربية قبل ما تتقلب بينا، هو زقني بس ملحقش هو ينزل

اقترب والدها منها حين بكت بقوة، ثم مسد على رأسها ليهدئها؛ كونها متعبة، فوقف زين متحيرًا في أمرها، فهي لم تبوح بسبب ما فعلته، ثم أدار رأسه لينظر لـ أيهم؛ كأنه يأخذ مشورته فيما يراه ويسمعه الآن، فأومأ أيهم له بمعنى أنها لم تتعمد قتله، فتنهد زين بقوة وقال:

-خلينا نخلص يا عزمي، أنا كلمت الشرطة علشان تيجي تاخد أقوالها الجديدة.

ثم وجه بصره الحاد وحديثه لـ سمر وقال:

-وإنتِ يا سمر مش عاوز كلام في الموضوع ده تاني، وأنسي، لأن مفتكرش زين بعد اللي حصله هيفكر يكمل معاكِ.......!!

_____________________________________


صُدمت من قرار ابنتها، الذي اتخذته دون الأخذ برأي أحد، سواء هي أو والدها، ولجأت لتبكيتها على ذلك، فهبت تقول بهياج:

-إزاي متقوليليش على كده، مفكرة هسمحلك تعملي حاجة زي دي بمزاجك!

شعرت ماريان بالضعف والحزن معًا، فلم يلاحظ أحد كم الكسرة التي بها؛ أو ما تتكبده من وجع بشأن تأخر إنجابها، قالت:

-أنا فاهمة باعمل أيه يا ماما، دا لمصلحتي، ومقداميش حل تاني

أحدت نور النظر لـ رسيل التي تجلس أمامها صامتة، خاطبتها في عتاب:

-كده يا رسيل، وقت ما تجربي اختراعك ملقتيش غير بنتي

دافعت رسيل عن نفسها باستماتة وعللت:

-ماريان هي اللي عرضت عليا، وأنا من أصلي جيت هنا علشان آخد رأيكم في قرارها.

تدخلت ماريان لتدافع عن رسيل أكثر وقالت:

-مامي دكتورة رسيل ملهاش دعوة، أنا عرفت من دكتور زاك الموضوع، واتحمست ليه جدًا، وطلبت ده بنفسي

لم تقتنع نور بهراء ابنتها البته، بل استمرت في رفضها المؤكد وقالت:

-مستحيل أخليكِ تعملي كده، تجربه على حد تاني، ولما ينجح تبقى تاخديه، أنا مش مضحية بيكِ

ردت عليها رسيل موضحة:

-على فكرة أيهم جوزي أخد منه، والحمد لله تحليلاته كلها كويسة جدًا، أنا ممكن اكتفي بكده واسلم البحث للوزارة، بس حبيت اتأكد أكتر، وصدقيني يا نور أنا خايفة على ماريان أنا كمان

ثم تطلعت على ماريان وتابعت مؤكدة حديثها:

-وأسأليها، أنا رفضت لكن هي أصرت، ودا سبب وجودي هنا

ضجرت ماريان من كلام والدتها وتدخلها بشأن أمر مهم بالنسبة لها كهذا، حدثتها بإصرار:

-لو سمحتي يا ماما سيبيني المرة دي اشوف مصلحتي، كفاية المرة اللي فاتت واللي وصلتله دلوقتي

تفاجأت نور وهي تستمع لاتهام ابنتها لها بتدمير حياتها، هي لم تقولها عقلانية؛ لكن هي واضحة كالشمس، فلامتها بوجع:

-يعني أنا كان قصدي أخرب عليكِ يا ماريان، يعني دا مكنش من خوفي ولا أي حاجة

لعنت ماريان نفسها على اندفاعها وتطاولها في الحديث مع والدتها، ثم نهضت لتجلس بجانبها وتعتذر لها، قالت:

-مش قصدي يا ماما، بس خوفك ده وصلني لتعبي اللي مش لاقياله حل!

نكست نور رأسها وقد حزنت مما تسمعه، هي لم تكن لتفسد حياتها، بل أرادت الصالح لها، لذا قالت باحتجاج:

-برضوه مش موافقة يا ماريان!

في هذه النقطة أعلنت ماريان تمردها على والدتها، هتفت:

-مش مشكلة، المهم أنا موافقة!

نظرت لها نور بصدمة لعدم طاعتها لها، بينما رغبة ماريان في الحصول على حل لمرضها عمى عينيها لتندفع بهذا الشكل، ثم نهضت وقد قررت، خاطبت رسيل بعزيمة:

-هنزل معاكِ القاهرة، لو سمحتي جهزي كل حاجة

ثم تحركت لتتركهن معًا، وكانت نور ما زالت في حالة من الصدمة وعدم الاستيعاب، فأحست رسيل بها وقالت:

-نور قوليلي أعمل أيه دلوقتي؟!.....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

استأذنت بالدخول لغرفة جدها، ثم ولجت بقسماتٍ مغتمة، وبمجرد أن لاحظ السيد فاضل ذلك، فرد ذراعيه ليستقبلها، فارتمت ماريان في أحضانه تبكي؛ وكأنها تريد من يكتنفها ويساندها في محنتها، فمسح السيد على رأسها وظهرها في حنوٍ، قال:

-احكيلي يا حبيبي، مين تاني زعلك!

تماسكت ألا تبكي؛ لكن خرج صوتها مبحوحًا، قالت:

-مش عارفة أيه اللي بيحصلي ده، محدش حاسس بيا، أنا مبقتش باحس بالفرح؛ رغم إن كل حاجة حواليا

انفطر قلب السيد وهو يستمع لشكواها، قال:

-قولتلك أجيب ريان لحد عندك بس رفضتي، مستعد اخـ...

ابتعدت عنه لتعلن احتجاجها الشديد وقالت:

-يا جدي هو أنا هعيش معاه بالعافية، هو خلاص طلع بيوهمني بحبه، كل حاجة كانت كدب، حضرتك ليه مش فاهم

سألها في ترقب واهتمام:

-طيب قولي عاوزة أيه وأنا هاعملهولك؟!

أحبت ماريان عطفه نحوها؛ رغم أنه يقضي أغلب وقته بغرفته، لا يرى كل ما يحدث بالخارج، فكان السند لها الآن، قالت:

-ماما يا جدي مش موافقة على الموضوع اللي كلمتك فيه، لو سمحت فهمها إنه في صالحي

كان قد استمع لها السيد من قبل، وخوفه عليها من هذه الخطوة ما زال موجود، لذلك تردد قليلاً، ونتيجة شغفها وحماسها البائن، أذعن لرغبتها وقال:

-اعملي اللي يريحك وأنا معاكِ، بس مامتك عنيدة مقدرش أقنعها بحاجة زي دي

رد جدها عليها جعلها تتمسك أكثر بذلك؛ حتى وإن أصابها مكروه، هي في الغالب تكره حياتها إذا استمرت هكذا، فتأملها السيد بشفقة، وغلبه استرجاع الود كالسابق بينها وبين زوجها؛ لكن كبر عمره جعله لم يعد يتفهم كم الضغينة بين البشر، فتابع بقلبٍ لطف:

-سلمى من شوية كلمتني وقالت إنهم كلهم عند مريم، أيه رأيك أتكلم مع ريان وهو هنا في موضوعكم!

رغم أنها أرادت أي وسيلة ليعود إليها، رفضت ذلك وانفعلت، فكيف لها أن تتذلل له بعدما تخلى عنها، ردت في استياء:

-جدي إنت طيب قوي، لو سمحت سيبني بقى أتصرف في حياتي وأشوف أخرتها.........!!

____________________________________


ناولت أختها حبة الدواء في محبة؛ وحزنت على ذبول وجهها هكذا، فقد خيّم الحزن عليها بالكامل، وفي لحظة شحب ملامحها وخبت قواها، خاطبتها سلمى بلوم:

-أيه يا مريم مالك، مش زين طمنك عليه خلاص!

سكنت مريم في فراشها وقد افتقدت لذة الحياة، قالت بألم:

-ابني في بلد تانية مش عارفة أشوفه، وأنا هنا قلبي واجعني عليه، عاوزاني ابقى مرتاحة إزاي!

وقف حسام مكروب، هو أيضًا متشوق لرؤية ابنه والاطمئنان عليه، وضمر حزنه بداخله، قالت سلمى بمواساة:

-ربنا يصبرك يا حبيبتي، أنا حاسة بيكِ، بس شدي حيلك علشان لما يرجع يلاقيكِ بخير

رددت مريم في ندم:

-منها لله، كانت عاوزة تموت ابني وتحرمني منه، كنت غبية لما اخترتهاله!

علقت سلمى في تعقل:

-ربنا ستر الحمد لله، كمان زين غلطان إنه يسمحلها تسوق

رد حسام بحنق:

-هو كان يعرف منين إنها عندها سبقة قبل كده وبتسوق بالشكل ده وموتت صحابها اللي كانوا معاها

أضافت مريم بحرقة:

-منها لله، كانت هتضيع ابني معاها زيهم

ثم تابعت بغلٍ وهي تنظر لزوجها:

-حسام البت دي يطلقها، وكمان متخدش أي حاجة، تطلع بطولها

حين انفعلت مريم تدخلت سلمى لتخفف عنها:

-كل اللي عاوزاه يا مريم هنعمله، إهدي إنتِ بس!

شرعت مريم في البكاء وقد ملأها الوجع، رددت:

-خدوني عند ابني، مش قادرة أفضل كده، شوفولي حل، عاوزة ابني.

وجهت سلمى بصرها لـ حسام لترى ردة فعله في رغبة أختها، فتنهد وقد شعر بقلة الحيلة، فتجهيز أوراقة سيأخذ بعض الوقت، وباختناق تحرك ليغادر الغرفة؛ تاركًا إياهما في حالة من الحزن.......!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كثرة اتصالاتها جعلته يرد على مضص عليها، ثم صدمته بأنها قد توجهت لتمكث في شقته دون إذن منه، فهتف بامتعاض:

-إزاي تقعدي في الشقة كده، قاصدة أيه باللي عملتيه ده!

ردت باستذلال:

-ماما أجبرتني أقعد في بيت جوزي وآخد كل هدومي، بتقولي يعني أيه اتجوزتي وقاعدة معانا، فأنا أروح فين؟!

تعصب ريان أكثر، فبغبائه ألقى نفسه في مصيبة ليس لها مخرج، هتف:

-أنا مليش ذنب، لازم تسيبي الشقة مش عاوز مشاكل، وأنا لما أرجع هنطلق على طول، كفاية لحد كده

لكزتها والدتها التي تجلس بجانبها بقوة وتستمع للحوار، ثم أمرتها على تنفيذ ما اتفقتا عليه، فأرضحت ندى لترد عليه في إصرار:

-أنا مش همشي من الشقة، ولو عايز تطلقني كلم ماما واتصرف معاها!

ثم أغلقت الهاتف مرة واحدة، فمدحتها والدتها مبتسمة:

-كويس قوي، سفره دا كمان فرصة، علشان لما يرجع منه تعرفي تقوليله إنك حامل

ردت ندى في قلق:

-أنا خايفة، أصله بيحب مراته قوي

لم تبالي السيدة وببذائة قالت:

-سيبيني اتصرف، المهم بس هاتي رقم ولا اسم مراته علشان أعرف أوصلها وليا كلام معاها...!!


وقف معتز خلفه وقد زاد فضوله في معرفة سبب ضيقه، سأله:

-بتكلم مين يا ريان؟!

انتفض ريان وقد انتبه ليلتفت له، قال:

-دي ندى يا بابا، بتقول مامتها طردتها من البيت وراحت شقتي تقعد فيها، بس أنا قولتلها مش موافق، ولما أرجع هطلقها

استاء معتز كثيرًا، فحماقة ابنه جعلته يظلم فتاة معه، قال:

-آدي أخرة اللي عملته، الصراحة البت مكسورة وملهاش ذنب لما تضيع بسبب طيشك.

سأله ريان في عبوس:

-يعني أعمل يا بابا، مش ذنبي، أنا اتفاقي معاها كان واضح

هتف معتز بجدية:

-المهم دلوقتي تحاول تقرب من ماريان، روح مع مامتك عند جدك وحاول تتكلم معاها، على ما زين يرجع ونشوف الموضوع

انضمت سلمى لهما حين استمعت لحوارهما، هتفت:

-هو دا وقته يا معتز، مش لما نطمن على زين، ولا عايزهم يقولوا جايين لمصلحتهم

نفى معتز أن تكون هذه نيته وقال:

-دا أنا قصدي يستغل وجوده هنا بس، إنما إحنا كمان قلقانين على زين

قالت سلمى بمفهومٍ صدمهما:

-ملوش لزوم يتعب نفسه، نور رافضة يدخل فيلتهــا..........!!

____________________________________


انحنى عليه بجزعه ليقبل أعلى رأسه في محبة؛ رغم الضمادات الملفوفة عليها، قال وهو يجلس على المقعد المجاور لفراشه:

-أنا خلصتلك كل حاجة، وعملت اللي قولت عليه، بس أنا يا زين مش فاهم ليه سامحت البنت دي، دي كانت عاوزة تقتلك!

جاهد زين على النطق وقال:

-لأ، كانت عايزة نموت سوا، خايفة أسيبها!

رد عليه بتبرم:

-طيب ما إنت هتطلقها أهو، كده هتنبسط، ولا اللي حصل فيك دا عادي

حقًا كانت ألامه موجعه بشكل كبير، ومن رقدته استشف أنه سيعاني في متابعة حياته، وسيطر عليه الأسى، فخاطبه زين بألفة وهو يحمسه:

-أنا هفضل معاك، ولما تتعالج هنا كويس ليك، الأجهزة متقدمة وممتازة

سأله زين بتشوق:

-ماما عاملة أيه، أكيد مش كويسة بعد ما عرفت

-هي بخير الحمد لله، عاوزة بس تشوفك.

-أنا عاوز أرجع مصر يا خالي، هتعالج هناك، مش عاوز أفضل هنا

ولج أيهم الغرفة في هدوء، فنظر الاثنان له، تذكره زين جيدًا فقد كان أحد أسباب شكه في لمى، وحين تقدم أيهم منهما خاطب زين في ود مصطنع:

-حمد الله على السلامة!

هتف زين بمدح في أيهم:

-طبعًا إنت عارف أيهم، هو واقف معايا هنا، وساعدني في حاجات كتير

لم يعلق زين، بل خاطب خاله بتكليف:

-عاوز أنزل مصر، شوف حل يا خالي

هتف أيهم معقبًا:

-كنت بتكلم بخصوص الموضوع ده مع خالك، لأن مامتك عاوزة تشوفك، وبالمرة تلغي بنفسك القضية اللي عملتها ضد لمى

في ظل ود أيهم لهم، أعرب عن ضيقه مما فعله بابنة عمته من إفتراء، فرد عليه زين بهدوء، بعكس ضيقه المخفي:

-خانتني، ولازم تتعاقب.

اشتد حنق أيهم من سخافة هذا الشاب، ولولا أنه مصاب ومقيد بالضمادات، لكان قد اتخذ معه موقف آخر، بالطبع لن يعجب أحد، فتدخل زين وقال في عقلانية:

-خلاص يا زين، أنا اتفقت مع أيهم تسحب القضية

كان يعلم زين أنها تتشفى الآن فيما حدث له، ولذلك لن يسمح لها بأن تهنأ لحظة وهي بعيدة عنه، فقال بتصميم أزعج أيهم:

-مش هسحب قواضي، وهنزل مصر مخصوص علشان أكمل كل اللي بدأته...........!!

______________________________________


انزعج من غيابها كل ذلك الوقت، وانتظر على أحر من الجمر مجيئها، وتخوف من خروج عصبيته معها حين يراها، فقد هدأت الأجواء المشحونة بينهما..

وحين أتت ومعها ابنتهما الصغيرة، جاهد على كبح غيظه، فاستقبلها وهي تتقدم منه في بهو الفيلا، سألها:

-أيه يا زينة، كل دا برة، كنتِ فين؟!

تدرجت للداخل وقالت في حذر:

-روحت أشوف مايا في النادي وأقعد معاها شوية

حرست زينة من عدم التحدث عن لمى أمامه؛ لكنه كان متأكد بالطبع من وجودها معها بالأخص، فتحركت زينة لتجلس متعبة، وكذلك لتتحاشى نظراته التي توترها، سألها وهو يقف أمامها:

-وليه مخدتيش الولدين معاكِ، بالمرة يتفسحوا

ردت معللة في تزعزع:

-تعبانة يا آيان، مكنتش هقدر أخلي بالي منهم، قولت هنا هطمن أكتر عليهم!

كانت زينة تسد كل الطرق عليه؛ كي لا يلومها برؤيتها لـ لمى؛ لكنه جلس مقابيلها وهو يطيل النظر إليها، قال ليستفزها:

-زين زعلان عليه قوي، فكرت أسافرله، بس بابا رفض، وقال إنه الاسبوع ده هيكون هنا في مصر، كده أحسن، علشان يعرف ياخد حقه من المجرمة اللي كان متجوزها!

هتفت باحتدام وهي تعاتبه على اتهاماته للأخيرة:

-لمى مش مجرمة، وبطل تتكلم عنها كده

رد باستنكار وقد ضيق نظراته نحوها:

-أنا أقول اللي أنا عايزه، دا ابن عمتي واللي يزعله يزعلني، وهي فكرتي مش هتتغير عنها، هتفضل مجرمة وخاينة!

أبان حبه الجارف لـ زين بحديثه النافر عن هذه لمى، وترقب أن تفعل زينة المثل وتذم ابن عمته كما فعل؛ لكن لم تفعلها زينة، قالت:

-بكرة يندم، لأن لمى متربية كويس

اغتاظ آيان من دفاعها عنها، فأثار حنقها حين تابع باحتقار:

-طيب وإنتِ قاعدة معاها معرفتيش حامل من مين المرة دي، طالما الواد ابنها لسه منعرفش أبوه الحقيقي

ثم ابتسم في تهكم، والتزمت زينة الصمت فهو غير مسموح لها بالتعمق في الأمر؛ رغم معرفتها بالحقيقة، فعاد آيان يضغط عليها وهو مستمر باستهجانه من الأخيرة، أردف:

-ما تنطقي، بتجبهم منين المحترمة؟!.......

________________________________________


وضع الهاتف على أذنه ليستمع بتركيز لما يقال له من معلومات بالطبع ستفيده في مهمته، فرد بصلابة:

-من الجيد أن هذه الفتاة المدعية ماريان قد وافقت، فهذا يعني أننا على وشك الفوز بالمعركة

ردت الفتاة عليه من الناحية الأخرى في تأكيد:

-أجل، فإن أصابها مكروه ستكون الضجة أكبر، لتنتهي هذه الطبيبة الموهومة بالنجاح، وسنفوز به نحن.

قهقه عاليًا وهو يعلق في استخفاف:

-وبعدها ستُحضر لي العقار دون أدنى مجهود، لأتفحصه بالطبع، فقد رفضت سابقًا؛ لكن هذه المرة ستفعله وبنفسها

قالت في تنبيهٍ جاد:

-علينا التخلص من الطبيب عبد الرحمن والطبيبة تقى، فتدخلهما يزعجني، مثل آلاء بالطبع!

رد عليها وقد دبر خطة محكمة للتخلص منهما:

-لا تقلقي، سينتهي كل شيء كما خططت له

ثم تابع ليأمرها في دهاء:

-لكن عليك التحدث مع رسيل بشأن سفرها العاجل معنا، نريد أن ننهي المسألة في هدوء.......!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة