-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الرابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الرابع والعشرون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة 

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الرابع والعشرون

 أحكمت ربطة عنقه بنفسها، ولم تفارق الابتسامة وجهها؛ استعدادًا لاتمام خطبته الليلة؛ ومسرةً بقبوله للزواج بعد إلحاحٍ منها. بينما استسلم سيف لما تفعله أخته، فقد بات مشتتًا، غير قادرٍ على فهم أي شيء مما صار معه، وعن سبب تخلي لين المفاجئ عنه، دون ابداء أسباب عقلانية لفتاة في موقفها ذاك.

حين انتهت نيفين مسحت على حلته في لطف وقالت:

-مبروك يا عريس، طالع زي القمر!

لم يبالي كثيرًا وقال:

-مش شايفة إننا استعجلنا، أنا كنت بقول يعني آ...

قاطعته قد كشّرت من تردده:

-خلاص يا سيف الناس مستنيانا، عاوزهم يقولوا علينا أيه؟

أحس سيف أنه مقيد باستعجال أخته الذي وضعه فيه، الذي لم يقتنع باتمام تلك الزيجة، رد مذعنًا:

-اللي تشوفيه.

تخوفت نيفين مع ارتداده عن تكملة الزواج، فسارعت بتأبط ذراعه، ومن ثمّ التحرك برفقته ناحية الخارج؛ للتوجه لفيلا السيد كارم وخطبة مايـا..

وبمجرد فتح نيفين للباب تفاجأت بشاب لم تره من قبل، كاد أن يقرع الجرس، وهذا يدل أنه جاء قاصدًا لهما، هنا سأله سيف بترقب:

-أيوة مين حضرتك؟!

نظر له آيان بحدة وازدراء تعجب سيف منه، وكذلك نيفين؛ رغم استيائها من تلك النظرات، هتف آيان بسخط:

-طبعًا إنت سيف!

غضب نيفين من وقاحة آيان؛ رغم أنه ضيف، جعلها ترد عليه بانفعال بدلاً من أخيها، قالت:

-إنت اللي مين إن شاء وجاي عاوز أيه؟

-أنا ابن خال لين!

قالها آيان ونظراته القاسية على سيف، الذي نظر له بتفرس، وقبيل أن يرد، سبقته نيفين أيضًا للرد في حنق:

-وحضرتك جايلنا ليه، مش خلاص خدت حقوقها ومع ألف سلامة؟!

اختنق ريان من ثرثرة هذه الفتاة وتضايق، خاطب سيف كابحًا عصبيته:

-لين حكتلي على كل حاجة، هتتكلم معايا بهدوء ولا نعلي صوتنا، وفي الآخر مش هيحصل غير اللي يرضينا.

أعلن آيان تهديده له صراحةً ثم ترقب رده، فرمش سيف في توتر وبداخله أراد عدم معرفة أخته، التي حدقت به مقطبة الجبين، غير متفهمة مقصد هذا الشاب، سألته:

-هو يقصد أيه يا سيف فهمني؟!

تجاهلها سيف مرغمًا، حدّث آيان بمعنى:

-تعالى نتكلم في أي مكان برة.

أحب آيان تصرفه العقلاني ثم تحرك أولاً ناحية المصعد؛ لكن قبل أن يلحق به سيف استوقفته نيفين مستفهمة بذهولٍ عظيم:

-أيه ده رايح فين؟!، الناس مستنيانا!

تابع سيف طريقه خلف آيان وقد تركها هكذا مصدومة مما حدث، ثم وقفت نيفين تتعقبه بنظراتها؛ حتى انغلق المصعد عليهما ، وسرعان ما شعرت بحجم المهزلة التي شاهدتها للتو، وصاحت في حيرة:

-هاعمل أيه دلوقتي يا دي المصيبة، الناس مستنيين....!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

صف آيان سيارته في مكان خالي تقريبًا من المارة أمام إحدى البنايات، ثم بهدوء ظاهري أخد وضع الانصات؛ كي يتركه يخرج ما في جعبته من نوايا؛ لكن خالف سيف توقعاته ناحيته حين قال بصدق:

-أنا معنديش مانع اتجوز لين، أهلها رفضوني، وهي بعدت عني وبقالي كام يوم بتصل بيها وقافلة تليفونها.

ظهر الاستنكار على معالم آيان وعلق:

-إزاي، دي بتشتكي إنك مطنشها، وهي اتصلت بيك قفلت السكة وبعدين إنت اللي قفلت تليفونك.

نفي سيف بذهول:

-محصلش، لين مكلمتنيش، أنا اللي حاولت اتكلم معاها.

ثم تحير سيف في ذلك، بينما آيان لم يكترث كثيرًا لما يقوله، بل سأله بانزعاج:

-يعني إنت معندكش مشكلة تتقدملها؟

اومأ مؤكدًا وقال:

-معنديش طبعًا، بس يا ريت أهلها يوافقوا

-ملكش دعوة، أنا هخليهم يوافقوا

جاء رد آيان جاف، ليكمل بعدها بنظرات نافرة:

-وطبعًا الجوازة دي علشان تصلح اللي عملته معاها، يعني اسبوع ولا اتنين وتكون سيادتك مطلقها

ردد سيف في صدمة ممتزجة بالاحتجاج:

-أيه اللي بتقوله ده؟!............

____________________________________


في سرعة شديدة وقلق مدرار، توجه للمشفى عقب وصوله خبر العثور عليها مصابة بطلق ناري داخل أحد الأجنحة بفندق معروف، ولم يلبث السيد زاك طويلاً؛ حتى بادر بالذهاب إلى هناك وبالتالي الاطمئنان على إيما؛ متمنيًا أن تكون على ما يرام..

وفور وصوله هتف مستفمًا عن وضعها؛ حتى أخبروه أنها ما زالت على قيد الحياة.

وقف وظهره على الحائط في حزن، حفزه أيهم على المثابرة قائلاً:

-الحمد لله إنها كويسة، زعلان ليه بقى؟

ثم استقبح مدى اهتمامه بفتاة مثلها خائنة، وأضاف مستاءً:

-دي كمان معلش يعني خدت جزاءها، وتلاقيهم اختلفوا سوا فحب يخلص منها

عارض السيد زاك كلامه هاتفًا:

-هانك بالتأكيد خدعها، وهذه ليست أخلاقها، اعتقد رفضت التكملة معه ولذلك قام بقتلها

ظهر أيهم غير متأثرٍ وهو يرد عليه بعدم اقتناع:

-يمكن!

حضرت رسيل أيضًا للمشفى بعدما علمت، ثم توجهت إليهما وانضمت لهما، استفهمت بشغف:

-أخبارها أيه؟!

رد عليها أيهم في لا مبالاة:

-عايشة!

وجهت رسيل بصرها للسيد زاك واستشفت حزنه على الأخيرة، واسته بلطف:

-إن شاء الله هتقوم بالسلامة متضايقش نفسك

هز رأسه كأنه سيأخذ نصيحتها المقتضبة بعين الاعتبار، ثم عاود ليطرق رأسه كما كان مكتئبًا، فأشارت رسيل لـ أيهم بعينيها؛ كي يتحرك معها إلى أحد الجوانب؛ لتدعوه في مناقشة أمرٍ هام..

وفي أحد الجوانب الهادئة خاطبته في جدية:

-الحمد لله يا أيهم، لولا وقوفك جنبي ومتابعتك كان تعبي راح في الأرض واتنسب لحد تاني، لحد دلوقتي مش مستوعبة إن فيه ناس مجرمة كده.

أضاف لكلامها بمفهوم:

-وكمان هو لما عرف إنه اتكشف، مكنش وراه غير يهرب

علقت رسيل بغيظ:

-المجرم قتل راندا، أكيد استغلها وضحك عليها، منه لله

ثم تابعت في أسى وهي تنظر لـ أيهم مباشرةً:

-راندا كانت بنت كويسة ومجتهدة، هي بس عندها طموح، وهو لعب على النقطة دي واقنعها تخوني بالشكل ده.

ربت أيهم على كتفها بهدوء وقال:

-إنتِ مظلمتيش حد، وكويس إنك مكنتيش بتسلميها المستشفى في غيابك!

-الحمد لله!

قالتها برضا شديد لما حدث، ثم تنهدت لتكمل في تفاؤل:

-كمان كام يوم كده هسافر أمريكا، طلبوني في مؤتمر لمناقشة الاختراع بتاعي، وعلشان أثبت إنه ليا ويتم الموافقة عليه

رد عليه مبهورًا من ذكائها:

-بصراحة يا رسيل متخيلتش إنك تنجحي في حاجة زي دي، لأن فاهم إن ليها ناس معينة.

قالت في دراية:

-عندك حق، بس طالما كله بيعتمد على العلم والاطلاع مافيش حاجة مستحيلة، وإنت عارف أنا دخلت طب أطفال ليه، علشان بخاف على ولادنا، مش حبًا فيها.

قال في تمنٍ:

-ربنا يحميهم يا رب

ثم عاود أيهم منتبهًا للسيد زاك، ثم نظر إليه وقال متهكمًا:

-ودا زعلان ليه علشانها، دي أكيد لو عاشت هتتحاسب على اللي عملته.

نظرت له رسيل هي الأخرى وقالت:

-كنت حاسة إن فيه بينهم حاجة، وكمان لما بتكون مع زاك بيبقى مش طبيعي وزي ما يكون بيضايقه، مش عارفة كنت بحس كده

رد ساخرًا:

-على أساس كان هيتجوز ماريان!

لم تكترث رسيل كثيرًا لذاك الأمر وقالت:

-خلاص ماريان راحت لجوزها، شكلها مكنتش حباها قوي......!!

_____________________________________


كانت تبتسم في خجل من ملاطفته لها أثناء حديثها عبر الهاتف مع والدتها؛ رغم أن الحوار جاد للغاية، بسبب طريقة نور الغليظة، وغير الراضية عن رجوعها هكذا دون الأخذ برأيهـا، ثم أحدت ماريان النظر إليه؛ كي يكف عن عبثه ذاك؛ حتى توقف ريان ممتثلاً لها، وبثبات حدثت لوالدتها:

-أنا قولت لبابي إني هرجع شرم، وعمو معتز كان عنده شغل في القاهرة، فأنا رجعت معاه مش لوحدي

ردت عليها نور في انفعال:

-مش دا قصدي، إزاي توافقي ترجعيله بعد ما اتجوز عليك، فين كرامتك، قد كده متهمكيش؟!

أخذت ماريان حذرها من عدم شرح ما حدث بالتفصيل لأمها في حضرة ريان، ولذلك قالت في تعقل:

-ماما ريان طلقها، وأنا لما أشوفك هنتكلم، كام يوم كده وهاجي أنا وريان نقعد عندكم شوية.

استشعرت نور من نبرة ابنتها سعادة افتقدتها منذ فترة، وكونها كانت تلاحظ مدى تعلق ابنتها به؛ رغم إنكارها لذلك، ردت كابحة تعنيفها الآن:

-اللي تشوفيه يا ماريان، ولينا كلام بعدين

ثم أغلقت المكالمة مع والدتها وقد ارتاحت من هدوئها وتقبلها ما حدث مؤقتًا؛ حتى تراها وتسرد لها، ثم التفتت مبتسمة لـ ريان الراقد بجوارها على التخت، وجدته قد غفا فرفعت حاجبيها في اندهاش، خاطبته:

-ريان إنت نمت، معقولة؟

ثم هزته برفق ولكنه لم يفق، فرسمت العبوس وتمتمت بكلمات منزعجة، وحين ملت قالت:

-طيب أنا هنام في أوضة أختك أحسن.

ثم جاءت لتنهض فمنعها حين اعتدل سريعًا وأمسك بذراعيها، فنظرت له بغل جعله يقهقه عاليًا، هتفت:

-إنت دمك تقيل!

ثبتها مكانها ثم قبل وجنتيها في حب، قال معللاً:

-بصراحة كنت خايف من مامتك، وإنها تطلب تكلمني وتهزقني

ما يفعله أذاب ضيقها؛ رغم رسمها لمعالمه على قسماتها، فتابع بترج:

-زعلانة ليه بقى ما أنا كنت بهزر؟

اعتدلت لتجلس وهي بجانبه في ود، قالت:

-مش زعلانة، بس كل أما افتكر اللي حصل بينا أزعل، أنا تقريبًا مكنتش بنام.

أيد كلامها بتنهيدة حزينة:

-أنا كمان، بس صدقيني مش بإيدي، وأنا عرّفتك ليه أنا عملت كده، كان نفسي تحسي بيا.

تركته ماريان يخبرها بما حدث، وادعت الجهل؛ رغم أن ندى قد أخبرتها من قبل، ثم وضعت رأسها على صدره وقد وجدت مأمنها، قالت:

-مش عاوزة افتكر اللي فات، أنا عاوزة بس أخليني معاك، علشان اكتشفت إني من غيرك ولا حاجة

ضمها بقوة لصدره ثم أغمض عينيه مغتبطًا من وجودها الآن معه، فقد تتوق لأوقاتهما الرائعة معًا، وحين لم يتحدث تابعت ماريان في تسلٍ:

-اوعى تكون نمت؟

ضحك في خفوت ثم جعلها تستلقي بجواره، ومال عليها بجزعه قائلاً:

-طول ما إنتِ صاحية أنا مش هنام.

ابتسمت في رقة ثم طوقت عنقه، فدنا منها لينثر قبلاته عليها في اشتياقٍ، ولم تبخل هي في إظهار تعلقها به، وطبّعت حياتها كما يبغى؛ لتقدم له ما فشلت في فعله سابقًـا.......!!

____________________________________


أسبوع مضى وهو على هذه الحالة العجيبة، يأتي من عمله إلى هنا؛ حتى أضحت لا تتفهم سبب مكوثه معهم وتركه لزوجته وأبنائه دون أن يتحدث في الأمر، ولفضولها الشديد في معرفة ما وراء ذلك، استوقفته قبيل صعوده الدرج منادية إياه:

-استنى يا آيان!

توقف آيان منتصف الدرج وهو ملتفت لها، فأمرته نور وهي تنهض من مكانها:

-عاوزة اتكلم معاك.

رد في اجهاد:

-ماما انا تعبان، ممكن بعد الغدا.

-مش هاخد من وقتك كتير.

قالتها بترجٍ محبب، فهبط الدرج ناحيتها ملبيًا، قالت:

-ممكن أعرف ليه قاعد معانا هنا.

-زهقتي مني يا ماما

رده كان أبله من مفهومها؛ أو أنه يتذاكى عليها، فأعادت سؤالها بظلمة:

-آيان!، يلا قولي ليه سايب مراتك وعيالك وقاعد هنا؟

صمت لحظات غير راغب في أخبارها؛ أو تدخلها، قال:

-اتفقت مع زينة اقعد هنا شوية يا ماما، أصلها حامل ومحتاجة راحة.

تهكمت من تعليله الغبي وقالت:

-أيه الكلام ده، إنت بتضحك عليا ولا بتاكل بعقلي حلاوة.

قال في ضجر:

-ماما لو سمحتي مش عاوز اتكلم، هو حضرتك مش مبسوطة إني جنبك هنا.

ردت في اعتراض:

- طبعًا مبسوطة، بس برضوه مش عاوزة يكون فيه حاجة بتزعجك، وحياتك تكون مستقرة.

قبل جبهتها في ألفة وهو يرد مبتسمًا:

-حياتي كويسة يا ماما، وأنا مش صغير واعرف أمشي أموري

ابتسمت في محبة وقالت:

-هسيبك براحتك، بس مش عاوزة اسمع خبر وحش، أنا بجد بزعل من جوايا، وعاوزة راحتك إنت واخواتك........!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

-راحة أيه بس، أنا باكل في نفسي من وقت ما طنشني ومرجعش البيت.

هتفت زينة بذلك لـ لمى التي تهاتفها؛ للإطمئنان عليها، ثم أضافت في غيظ:

-دا غير إني حامل ومحتاجة اهتمام.

كون لمى وحيدة ومنفصلة عن زين زوجها، لم تشعر بمصابها؛ أو بمشكلتها ناحية زوجها، هي أيضًا حامل وتحتاج ما يريح نفسها، قبيل جسدها، لذا ردت بمعنى:

-أنا شايفة إنه يمكن زعلان منك، لأن أوقات يا زينة بتنفعلي على جوزك، ومن كلامك مينفعش تشتميه، لأن أنا شيفاه بيحترمك قوي، أومال أنا أعمل أيه؟

جملة لمى الأخيرة أعلنت ابتئاسها مما لاقته في الفترة الدابرة من إهانة أجبرت نفسها على معايشتها، فأحست زينة بمعاناتها التي لا تضاهي ما مرت هي به، وقالت:

-بس من حقي يا لمى اهتمام، وكمان يناقشني في اللي سمعته منه، دا أبسط حقوقي.

ردت لمي بعقلانية شديدة:

-آيان كويس يا زينة، حاولي متخسرهوش، روحي كلميه شوفيه ماله، يمكن تكوني فهمتي غلط.

قالت بعبوس وهي تحتج:

-اروحله، لا مش ممكن، هيفتكرني سهلة.

اقنعتها لمى بجدية:

-زعله ده معناه إنك ظلماه، وإنه خلاص بدأ يزهق من شكك، المفروض اتصالحتوا وكله تمام، يعني مينفعش تشكي فيه لأي سبب.

عقدت زينة جبينها وهي تفكر في ذلك، وبدا أن الأمر قد راق لها، فقالت:

-شايفة كده؟!

-روحي يا زينة افهمي منه، وبينيله إنك واثقة فيه، وإن اللي سمعتيه علشان بتغِيري عليه

قبلت زينة اقتراحها وانتوت تنفيذه، ثم سألتها بعد ذلك باهتمام:

-طيب هتجبيلي يونس امتى؟!..........

_____________________________________


وجوده برفقته، سهّل أمور كثيرة عليه، ومنها تقبلهم لوجوده معهم الآن؛ رغم أن حسام ومريم لم يتفهما سبب زيارته لهما؛ أو ادعوا جهلهم أمامه، وكان قبولهما له، نابع من عدم علاقته بـ لمى زوجة ابنهما الأولى، وثبوت براءته.

باشر آيان في فتح الحديث قائلاً:

-أنا جايب سيف معايا لأنه بقاله فترة بيترجاني اقنع حضراتكم تقبلوا بيه زوج لـ لين، هو بيحبها جدًا وبيتمنى توافقوا على جوازوه منها

أعجب سيف بمقدمة آيان، بل ومدحها في نفسه، ثم نظر له حسام بتمعن وقال:

-أنا بقول بلاش علشان الموضوع دا ممكن يضايق زين.

أيدت مريم رأي زوجها، لربما سيتضايق زين، فعلق آيان في عدم قبول:

-سيف طلع بريء، وملوش علاقة بـ زين أو لمى، هو دلوقتي جاي وطالب توافقوا على الجواز

حدق سيف بـ حسام بشغف شديد، وهو ينتظر أن يعلن موافقته بفروغ صبر، كذلك مرر نظراته ليتوسل بهما مريم؛ كي ترتضي به هي الأخرى، بينما واربت لين باب غرفتها؛ كي يتسنى لها رؤية واستماع ما يحدث، وتمنت أن يقبل والدها، وقبل اعلان الموافقة همست لها جنى في ثقة:

-قولتلك مافيش غير آيان اللي هيحل الموضوع.

ردت لين عليها في تهكم:

-مش لما يوافقوا ياختي، أنا خايفة قوي

بالفعل كانت لين متوترة للغاية، بل ومتخوفة من استمرار رفض والدها، وبالأخص تذمر والدتها؛ كونها تطمع دائمًا في رضا أخيها، ثم أخذت تنظر لهما في ترقب لردهما.

قال حسام بتردد:

-علشان الموضوع يكون مفيهوش مشاكل، أنا هاخد رأي زين.

رد آيان باستنكار:

-المفروض هي مسؤولة من حضرتك، والكلمة الأخيرة ليكم

تدخلت مريم أخيرًا وقالت:

-إفرض أخوها رفض، هنجوزهاله غصب عنه.

انفعلت لين من رد والدتها، وإعطاء أخيها الأحقية في تسيير حياتها كما يريد، ثم احتجت بشدة على ذلك، وودت أن تتدخل، فمنعتها جنى من الذهاب إليهم وقالت:

-اصبري يا لين، أما نشوف أخرتها

ردت عليها في جهامة:

-أخرة أيه؟، ما كل حاجة بانت خلاص.

قالت جنى في تعقل:

-برضوه دا أخوكِ، ومينفعش ترتبطي بحد على مشاكل معاه

-إنتِ غبية، مش واعية للمصيبة اللي أنا فيها.

نهرتها لين بعنف، فعللت جنى وجهة نظرها بـ:

-محدش يعرف باللي حصل يا لين، لو يعرفوا أكيد هيوافقوا، بس اطمني آيان عارف وهيتصرف

هدأت جنى من عصبيتها ومنعتها من التهور والتدخل، ثم المتابعة بهدوء. في حين نظر سيف لـ أيان، يريده أن يتدخل، ففكر آيان بتعمق حتى وجد الحل، فلدية المقدرة لاقناع زين بالموافقة، ولذلك خاطبهم بجدية قوية:

-يعني حضرتك وعمتي موافقين ومنتظرين بس رأي زين؟

تبادل حسام النظرات مع مريم؛ كأنهما يأخذا المشورة من بعضهما البعض، وحين رمشت له مريم بالقبول، رد حسام عليه مؤكدًا:

-أيوة هنبقى وقتها موافقين، المهم موافقة زين........!!

____________________________________


طلبها لرؤيته ومن ثم تنفيذ اتفاقهما السابق، جعله غير مصدق تغيّرها المفاجئ، ثم لبى دعوتها وحضر فورًا للمقهى الذي تنتظره فيه، وحين وجدها، انصدم بوجود أحد الأشخاص يجلس معها، وأثناء تقدمه منهما، أصابه القلق، لربما مكيدة منها..

انتبهت ندى لقدومه ثم ابتسمت برقتها المعتادة، ثم نهضت لتصافحه في أدب، قالت

-اقعد يا آيان، دا مأذون متقلقش!

جاء حديثها له كرد على شغفه البادي في نظراته لمعرفة هوية الرجل، فتنهد براحة ثم جلس برفقتهما..

وحين جلس وانتهى الأمر، خاطبت ندى المأذون ليبدأ مراسم الطلاق المتعارف عليها في جو من الهدوء وعدم لفت للإنتباه، وما يحدث الآن سعّر ذهول ريان، فقد انقلبت الأمور في لحظة، وكان يضع نهايات غير مرضية لحياته، وحين انتهى المأذون، غادر تاركًا إياهما، فخاطبها ريان في امتنان:

-مش عارف أقولك أيه، متشكرة يا ندى!

جاءت فرصتها لتشرح ما حدث بينهما؛ لكن ليس لتخرب صورتها أمامه، بل احتفظت بجزء كبير من أخلاقها التي كان يعرفها، قالت:

-سامحني إنت، أنا اكتشفت بعد اليوم اللي جيتلك فيه، إني زي ما أنا، وإن محصلش بينا حاجة، وإني استعجلت.

طلعة ريان المشرقة، أعربت عن مدى ابتهاجه مما قالته؛ ثم سرعان ما تذكر كلام والدتها وسبب له تحير، سألها:

-بس والدتك قالت إنك حامل!

حان وقت اعتراف ندى، له وللجميع حين ردت عليه في بؤس:

-دي مرات أبويا، وكانت فاكرة إنها ممكن تستغل اللي حصل بينا، بس أنا مش ممكن أقبل كده، أنا مش مرتاحة معاها وبفكر أسيبها.

انتبه ريان لمعاناتها القاسية، ثم رفق بحالتها وقال:

-الست دي مش معقولة، حرام عليها تعمل كده

قالت في تبرم:

-أومال لو عرفت إنها قررت تجوز بنتها لراجل كبير في السن، علشان غني، هتقول أيه؟

انصدم ريان من هذه النوعية الحقيرة التي تسعى خلف المال، ثم سألها بجدية:

-طيب هتروحي فين، عندك مكان؟

قالت متنهدة:

-هروح عند خالي في المنيا، وأحاول أشوف شغل هناك

لشهامتها وأخلاقها الحسنة، قرر ريان مساندتها في محنتها، وقال:

-أنا هكلم بابا يشوفلك شغل ويقف جنبك، مش عاوزك تقلقي يا ندى، أتا مش هتخلى عنك...........!!

____________________________________


أمرت السائق بالتوجه بها لفيلا ابن أخيها، وظلت عينيها طيلة الطريق على الأوراق التي تمسك بها، وبدون وعي منها تساقطت عبراتها، فكانت النتيجة التي تعيد قراءتها، لم يكن ليصدقها أحد، ومرت الأيام الماضية وهي مشدودة الأعصاب، تنتظر على أحر من الجمر نتيجة الفحص، فقد كان لقلبها الأمومي الفضل الأكبر في استشعار تلك العلاقة، وبدون تردد استعدت لأخذ عينات من ابنها والصغير، وها هي الآن متطابقة، وثبتت صحتها بعد أيام..

لم تعي مريم الأجواء من حولها إلا حين توقف السائق بجراج الفيلا بالحديقة، وانتبهت لما حولها ثم بهدوء ترجلت، تاركة الأوراق بجانبها، وفور نزولها من السيارة، صدق حدسها حين لمحت الولد هنا، ثم ابتسمت في تحنن جارف، وساقتها قدماها للتحرك نحوه، واشباع قلبها وشغفها برؤياه، فهو حفيدهـا..

وعند وصولها إليه، لم تتماسك حتى بكت؛ لكن في صمت؛ وكأنها شعرت بالندم، وأيضًا الامتنان، ثم بتعطف دنت من الصغير، وعند وقوفها أمامه تتأمله، جثت لتنخفض لمستواه، ثم خاطبته بلطف:

-أنا جدتك يا يونس، قولي يا تيتة!

نظر لها الصغير في جهل واضح لما تتفوه به، وصمته لم يجعلها تتوقف عن اغداقه بقبلاتها الحنون، وهي تردد:

-قولي يا تيتة يا حبيبي!

تدخل زين الابن الأكبر لـ آيان وقال:

-مش بيعرف يتكيم زيينا يا تيتة، كلميه انجلش

ابتسمت مريم ثم مسحت على وجه يونس ورأسه، قالت:

-ربنا يحميك، إنت شبه أبوك، الشكل دا لوحده خلاني بس اتأكد

ثم اضطربت حين سحب أحدهم الولد بعنف من أمامها ليبعده عنها، فنهضت مريم لتوبخ الفاعل؛ لكنها تفاجأت بأنها لمى، التي تحد إليها النظر في قساوة، فهدأت مريم كونها متفهمة سبب ضيقها، قالت:

-أكيد من اللي شوفتيه من شوية عرفتي أنا جاية ليه

حنقت لمى من رؤيتها هكذا سعيدة، وكنّت لها الضغينة فقد عانت بفضل ابنها اللعين، وكرهت أن تكون سببًا في اسعادهم يومًا ما، قالت:

-الفرح ظهر في عنيكِ، أنا زعلانة لأني شيفاه، طبعًا أنا السبب فيه

لم تجادلها مريم، بل قالت في تودد:

-أقرب الناس ليكِ وقفوا معانا، كفاية عِند، لأن حرام اللي بتعمليه

-حرام!!، إنتِ تعرفي الحرام؟!.

علقت لمى بعدم رضى وقد أعربت عن مآسيها في وجودها معهم، وذلك ما دفع مريم لأن تتوسل لها، قالت:

-انسي يا لمى كل اللي فات، مينفعش تحرمي أب من ابنه

سخرت لمى من رؤيتها هكذا تترجاها، وبكل برود تطلب منها أن تتناسى، لذا علقت على ما قالته في ألم:

-أنسى أيه، ابنك تقريبًا فضحني، واتهمني في شرفي، عمل معايا كل حاجة و*** ممكن تتخيليها، وعاوزاني أسامحه.

ثم أخذت لمى ابنها لتغادر وتنهي الحديث؛ لكن انزعجت مريم لتستوقفها قائلة:

-اللي بتعمليه ده مش صح، الولد من حق ابني، ومش هتقدرى تحرميه منه

أدارت لمى رأسها لها وقالت في احتقار:

-وريني هيقدر يعمل أيه، دا بني آدم استحقر احط اسمه بعد ابني

انفعلت مريم من وصفها القبيح لابنها، ثم عنفتها بغضب:

-واضح إن الذوق مش نافع مع أمثالك، بس أنا هقول لـ زين على يونس، وغصب عنك هيتكتب باسمه، واضح مش عارفة أنا بنت مين، واقدر أعمل أيه!

تابعت لمى سيرها مع ابنها ولم تكترث لحديث مريم، وذاك الأمر الذي ازعجها بشدة، فوقفت مكانها تتعقبها بنظراتٍ حانقة، ثم انتوت أن تتحرك في عجالة؛ لتخبر زين والجميع، فلابد من جمع مساندات للوقوف بجانب ابنها، فهو ما زال غير قادر على التصرف، ثم أخرجت هاتفها لتخبر أخيها بما حدث، فهو من سيجد الحل لهذه المحنـة...........!!

________________________________________


بمساعدة حارس فيلته القديمة، قام آيان بانزاله من السيارة ليجلس على المقعد المدولب(كرسي متحرك)، ثم شكر الحارس ليتابع هو بقية المهمة في دفع زين للداخل بمفرده، وعند ولوجه للفيلا قال:

-مش كان لازم تقول لأهلك إنك خارج النهار ده

-خرجت من وراهم علشان متأكد ماما هتصمم اقعد معاهم، وأنا بصراحة مش حابب.

سأله آيان بفضول وهو يقف به منتصف الردهة:

-وليه جيت فيلتك القديمة، كان ممكن تروح شقتك.

تنهد وقال موضحًا:

-هنا أسهل، علشان لو حبيت أخرج للعربية بسرعة.

لم يلتفت آيان لتلك النقطة واقتنع، فطلب منه زين:

-قعدني على الكنبة أحسن، الكرسي دا مضايقني.

حمله آيان برفق وهو منتبه لذراعه المجبور وصدره، ثم وضعه على الأريكة في وضعية الاستلقاء، ثم فرد ساقيه بطول الأريكة، قال زين في تفهم:

-أنا قولتلهم هناك إنهم يعرفوهم إني جيت هنا.

زادت استفهامات آيان ليسأله مجددًا:

-وهتقعد هنا لوحدك، إنت محتاج حد يخدمك؟

قال بلا مبالاة:

-حنفي برة، لو عوزت حاجة هيساعدني، دا راجل طيب

ابتسم آيان وقد خطرت على باله فكرة خبيثة، قال:

-خلاص هقعد معاك هنا، أصلي سايب البيت عقابًا في زينة، هاجرها يعني، وبالمرة أخدمك أنا.

رغم أن زين استاء مما قاله بشأن علاقته الزوجية، أحب تصرفاته تجاهه، فهو أخيه الأصغر، ليس فقط ابن خاله.

شرع آيان في بدء مهامه من الآن، حين طلب طعام جاهز لهما من أحد المطاعم، وطلب بعض المستلزمات الضرورية لهما..

وبعد أن بدّل آيان له ثيابه وتناولا الطعام، جلس معًا في شرفة بالطابق الأرضي تطل على حوض السباحة، ثم استغل آيان رؤيته هادئًا؛ ليتحدث معه بشأن لين أخته، ثم خاطبه بحذر:

-لين جيلها عريس، بس عمتي وجوز عمتي مستنيين رأيك.

رد زين بعدم رضى:

-ليه كده، المفروض الرأي الأول والأخير لـ لين!

أخذ آيان ثوانٍ ليجمع له بقية التوضيح، قال:

-اللي متقدملها سيف!

لم يتفاجأ زين وذلك ما أدهش آيان بشدة، كونه يعرف بتلك العلاقة من قبل، وكان السبب في رفض والديه للزواج، قال:

-هو اتقدملها تاني، دا مُصمم بقى!

ما استشفه آيان أن زين على علم، فتحدث بشكل عاقل وقال:

-طيب إنت رأيك أيه، أنا شايف لين متعلقة بيه وموافقة.

قست نظرات زين وهو يرد بانفعال:

-عاوزني أجوز أختي لواحد مراتي ماشية معاه ومخلفة منه كمان.

جاء آيان ليوضح اللبس في الأمر؛ لكن سبقته مريم التي أتت متلهفة، وقالت:

-لمى ملهاش علاقة بـ سيف يا زين!

اندهش زين من حضور والدته السريع ثم نظر له في عدم فهم، تابعت:

-لمى مخلفتش من حد غيرك، ومتجوزتش غيرك من الأساس

أوحت هيئته إلى جهل صريح وهي تخاطبه، وكانت الكلمات مفاجئة له، ولم يستوعبها جيدًا، ثم ركز أكثر نحوها وهي تجلس معهما وتتابع بحرقة:

-النهار ده عرفت إن يونس ابنك، كان عايش حوالينا وهي مخبياه عننا، عاوزة تحرمنا وتحرمك منه.

حثته مريم بردها على الحماس في التصرف مع هذه الفتاة، بينما تلعثم زين للحظات ثم استجمع كلماته ليسألها:

-ماما حضرتك بتتكلمي جد، جبتي الكلام دا منين؟!

رفعت أوراق التحاليل أمام ناظريه لتؤكد في ثقة، هتفت:

-دي تحاليلكم، ولازم نتصرف قبل ما تسافر بيه، عرفت من شوية إنها هتسافر بكرة

حدق زين بالأوراق مذهولاً، ثم أحس بسخونة مفاجئة، جعلت قلبه ينبض من هول الصدمة، وانتظرت مريم أن يتجاوب ويتخذ خطوة جادة، ثم انتبهت له قد هدأت انفعالاته وحماسه فجأة، فنظرت له في استنكار وقالت:

-مالك سكت كده ليه، بقولك كانت مخبية ابنك عليك، وهتحرمك منه!

بهتت تعابير زين وهو يرد في قلة حيلة زادت من هياجها:

-عاوزاني عارف أعمل أيه، أنا مليش وش بعد اللي عملته معاها أطالب بحاجة.

رده جعل آيان يستنكر أن يمرر الأمر هكذا، فخاطبه بعدم اقتناع:

-إنت يا زين هتسكت، معقول!

لم يرد زين فتدخلت مريم وأضافت بعصبية:

-حصلك أيه، وأيه برودك ده!

كشر زين وقال بانفعال من الحاحهم ذاك:

-خلاص عاوزني آخد الولد منها، حاضر هاعمل كده، أيه تاني؟!............

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا : جميع فصول رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة