-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الحادى والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الحادى والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية


رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الحادى والعشرون

 تجمدت عينا "أصهب" على "ثاقب" بطريقة جعلته يرتجف قليلاً، نظراته المميتة مع لمعة عينـاه الشيطانية التي يعرفها جيدًا جعلته يُفكر في الهروب من هنا قبل أن ينقض عليه الأخير ويفترسه، برزت عروق نحره بقوة وهو يتحرك نحوه بخطى ثابتة مُريبة، وقف قبالته وهو يسأله بهدوء:

-إنت قولت إيه؟؟..


إبتسم "ثاقب" بتهكم وهو يُجيبه:

-إيه مسمعتنيش؟؟.. أيعقل؟!..


ثم غمز له وهو يُضيف:

-إيه إللي جرالك يا كينج؟؟..


إبتسم "أصهب" بخفة وهو يقول:

-لأ أنا أكيد سمعت، بس الله وأعلم كده حسيت من لهجتك أن في شئ من الشماتة، هو إنت متخيل أنا هعمل إيه بظبط؟؟..


عقد ما بين حاجبيه وهو يسأله متوجسًا:

-هو إنت مش هتنفذ القانون؟ّ!!.. القانون هنا بيقول أن البنت إللي كده أو الإبن إللي منعرفلوش لأب ولا أم يترموا برا القرية!!!..


أتسعت إبتسامته ولكن بدت مخيفة إلى حد ما وهو يسأله:

-آه وإنت عاوزني أرميها برا القرية مش كده؟؟..


ردت "سميحة" تلك المرة بغضبٍ وهي تشير بيدها:

-مش ده القانون؟!!.. مش كفاية كل السنين دي وإحنا مستحملين قرفها والمصايب إللي وقعتنا فيهـا!!..


ألتفت "أصهب" برأسه إليها فجأة هادرًا بشراسة:

-مش عايز أسمع صوتك، ولا نفس.


أشاحت بوجهها عنه وهي تزفر بضيق قبل أن تسمعه يتابع بلهجته الجهورية:

-لما الرجالة تتكلم يبقى إللي زيك يسكت خالص.


عاود النظر إليه وهو يسأله بخشونة بكلمةٍ واحدة:

-ردك؟؟..


أجابه بقوة زائفة:

-نفس رد والدتي.


لم يتوقع منه تلك الإبتسامة المخيفة التي أتسعت أكثر وأكثر ثم من قوله وهو يحرك كفيه ببساطة:

-حلو أوي، إنت كده غلط وأنا كنت مستني ده من زمان.


أرتبك من كلماته الغامضة المُثيرة للخوف، فسأله سريعًا:

-قصدك إيه؟؟..


كانت إجابته هي لكمة عنيفة نحو فكــه جعلته يسقط من قوتهـا، شهقت "سميحة" بخوف، في حين تبادل كل من "وافي" و"يسر" إبتسامة متشفية، وضع "ثاقب" يده نحو موضع الألم وهو ينظر إليه ببعض من الكراهية، دنى منه الأخير عدة خطوات قبل أن يقبض عليه من تلابيبه جاذبًا إياه نحو الجهة الأخرى وهو يصرخ بوحشية:

-قصدي يا (...) إني مش بعدي أي حاجة تُخص تيجان، إلاااا تيجـــــان.


لكمة أُخرى وأخرى واُخرى أشد حتى تسربت الدماء من بين شفتيه وأنفه، وعيناه قد إستعتا وهو عاجزًا عن دفاع نفسه أمام بنية ذلك الرجل العملاق، قبض "أصهب" فجأة على عنقه وهو يزأر بغضب:

-فاكر إني هبعد عنها، ده بُعدك، وكل عملتها فيها هتدفع تمنها غالي سوتء إنت ولا أمك.


أرخى يده فجأة عن عنقه وهو يقبض عليه من ياقته كي يدفعه بعنف نحو والدته، سقط أمام قدماها فأنحنت له سريعًا كي تساعده في النهوض وهي ترمقه بظراتٍ خائفة، نهض بصعوبة ثم غادر من المشفى برفقتها تحت أنظار الجميع الشامتة.. والمتعجبة.. والقاسية.


ألتفت "أصهب" برأسه فقط إلى الجميع يرمقهم بنظرات تملؤها القساوة والغضب، ولكن خلف كل هذا ألم عميق بعدما علم حقيقة أخرى ستغير مجرى حياتهما معًا للأبد، أخفض رأسه قبل أن يضع يديه بداخل جيب بنطاله ثم تحرك بخطى ثابتة سريعة قليلاً نحو آخر الرواق كي يهبط إلى الأسفل حيثُ حديقة المشفى.


*

وقف "ساهد" مع شخص يرتدي جلباب وبيده الكثير من الأكياس السامة البيضاء، أشاح بوجهه بعيدًا حتى يستطيع أن يبتسم بسخرية، مسح وجهه بقوة وهو يتمنى كثيرًا بداخله أن لا ينكشف حتى يستطيع الوصول إلى "الداغر"، عاود النظر إلى ذلك الرجل حينما قال بخشونة:

-خلاص كده البضاعة جهزت، يدوب على بكرا نروح سوا للداغر ونسلمه الشنظة إللي فيها البضاعة وهو يسلمنا بالفلوس.


أضاف بلهجة تحذيرية:

-طبعًا إنت عارف لو إستعبط معانا هتعمل إيه ولا إيه؟؟..


أومئ "ساهد" رأسه وهو يقول بثقة:

-طبعًا ماتقلقش وحُط فبطنك بطيخة صيفي يا معلم.


وضع الحقيبة على المكتب وهو يتمتم بإقتضاب:

-طيب، على بركة الله.


سـأله "ساهد" بإهتمام:

-والميعاد هيبقى الساعة كام؟؟..


أجابه وهو يجلس بإسترخاء على المقعد:

-بعد نص الليل بشوية.


إبتسم "ساهد" له وهو يقول بخبث:

-إن شاء الله تبقى عملية وش السعد على الكل وأولهم إنت و.. الداغر.


*

لم يتحرك كثيرًا منذ أن وصل إلى منزله الجديد، بل دائمًا يجلس على فراشه يحدق أمامه بشرودٍ، ثم ينظر حوله الكبير المهيب، يحاول أن يصدق أنه يجلس بمفرده الآن، بعد أن كان إبنه وزوجة إبنه وحفيده يجلسون معه دائمًا، يحاول الإستيعاب أن كل شيء قد تغير إلى الأسوأ.


لولا تلك الفتاة التي جلبها له وحيده كي تطهو الطعام وتنظف المنزل وملابسه لكان عاش في خرابة، همس "الهامي" في نغمة ألم:

-بقى أنا على آخر الزمن، أعيش العيشة دي؟!.. بعد ما كنت بأمر وبحكم، دلوقتي قاعد لوحدي بكلم نفسي والحيطان!!!..


هز رأسه بسخرية وهو يتابع في شئ من المرار:

-كل حاجة أتغيرت، النناس إللي كانت بتترعب من إسمي هما إللي خلوني ألم حاجتي وأعيش هنا، يــاه على الزمن.


*

ظل واقفًا لفترة طويلة دون شعور، عاقدًا ساعديه أمام صدره الضخم، ينظر أمامه في نقطة فراغ، عقله يرفض تلك الحقيقة المريرة، ويدور خوفًا من أن تكون "تيجان" لا تعلم من تكون، زفر بحرقة وهو يهمس بضيق:

-الموضوع أتعقد.


-فعلاً.

ألتفت برأسه نحو ذلك الصوت الذي أتى من خلفه، فـ وجد والده يقترب منه ببطءٍ ثابت حتى وقف قبالته، صمت ران بالمكان لعدة مرات قبل أن يقول "راجي" بلهجة هادئة رغم صرامة كلماتـه:

-إسمع يا أصهب، إنت إبني الوحيد، لما قولت لي عن حبك للبنت دي، رغم إللي حصلهـا وأنها متصلحش للعيلة إلا إني وافقتك، لكن كده الموضوع خرج برا إيديا.


قطب جبينــه بقوة وهو يسأله بحدة:

-قصدك إيه؟؟..


رد عليه بهدوء بارد:

-إنت فاهم قصدي، العادات والتقاليد هنا مش هتسمح بجوازكم بأي شكل، وإنت مش هينفع تسيب القرية بعد ما بقيت حاكمها.


أومئ رأسه بإيماءة خفيفة وهو يشيح وجهه بعيدًا عنه، إستمع إلى صوت والده المتسائل:

-نويت على إيه؟؟..


أجابه "أصهب" بكلمةٍ واحدة.. قوية..صارمة:

-هبعد.


تسائل "راجي" بدهشة:

-هتبعد عنها فعلاً؟؟..


حرك رأسه بالسلب قبل أن يقول بإبتسامة واثقة:

-تؤ، لو مفيش قدامي إختيار غير إني أخدها ونعيش بعيد عن هنـا، هعمل كده من غير تردد.


ألتت إليه وهو يُضيف بشغف:

-إلا تيجان، النقطة البيضة الوحيدة إللي فحياتي مش همسحها ولو فيها موتي.


رفع "راجي" حاجبيه للأعلى بذهول وقبل أن يتحدث، إستمعا إلى صوت "وافي" الصارخ بسعادة بإسم الملك، أستدار "أصهب" إليه بملامح غاضبة ولكن سرعان ما تبدلت حينما قال:

-تيجــــان فــاقت يا كينج، تيجـــان فــاقت.


خرج إسمها من بين شفتيه بتلهف هامسًا:

-تيجـان.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة