-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الثانى والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الثانى والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية


رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الثانى والعشرون

 لم يشعر بنفسه إلا وهو يتحرك بخطى راكضة نحو مدخل المشفى، قلبه يخفق بجنون سعيد بعدما علم بإفاقتها أخيرًا من تلك الغيبوبة، وعينيه العاشقتين تبحثان عن غرفتها بتلهف حتى وجد الطبيب يقترب منه وإبتسامة صغيرة قد زينت وجهه، تسائل "أصهب" بلهفة عاشق:

-ها يا دكتور، إيه الأخبار؟


رد عليه ببسمة صغيرة:

-الحمدلله فاقت ونقلناها على أوضة عادية، المهم دلوقتي زي ما إنما إحنا أتفقنا، لازم دي تكون آخر مرة تشوفها هنا لغاية ما يتم القبض على الداغر، لأن حياتها لسه في خطر.


أومئ "أصهب" برأسه مؤكدًا بخشونة:

-ماتقلقش، خلاص نهايته قربت، المهم أقدر أدخلها؟؟..


أشار بيده وهو يجيبه:

-آه أتفضل، الأوضة إللي على اليمين.


سار بخطى بطيئة نحو تلك الغرفة التي تقبع بداخلها، وقبل أن يفتح الباب وجد "يسر" يخرج من الغرفة وخلفه "ممدوح" وهما يودعانها، تجهمت تعبيرات "أصهب" وهو يبتسم لهما إبتسامة مخيفة سوداء، ونظراته تكاد أن تقتلهما معًا.


ما أن غادرا من أمامه حتى دخل وهو يتنهد بحنق، ولكن تلاشى ما أن رأها أمامه متمددة على الفراش، مغمضة العينين ومستكينة تمامًا، دنا عدة خطوات بهدوءٍ حذر، وإبتسامة حانية قد شقت شفتيه، جلس على طرف الفراش يقبض على يدها بخفة، فـ فتحت عيناها ببطء وهي تبتسم له إبتسامة باهتة، أنحنى برأسه نحو جبينها يقبله بعمق ثم أبعد رأسه قليلاً وهو يهمس بضعف لأول مرة:

-كان هيجرالي حاجة لو كنتِ روحتي مني.


ألتمعت عيناها وهي تهمس بخفوت:

-كنت فاكرة أن النهاية جت خلاص، عشان كده سبتك يا أصهب، خوفت إنك تفضل معايا فـ تدخل دايرة الموت معايا.


تراجع قليلاً قبل أن يقول بضجر:

-طلعتي غبية يا تيجان، غبية أوي لدرجة إنك مش مستوعبة إنتي أد إيه مهمة عندي وجوا قلبي.


أغمضت عينيها للحظة قبل أن تعاود فتحهما وهي تجيبه بصوتٍ ضعيف:

-مفكرتش فحاجة غير إني أبعد عشان أحمي حياتك، الداغر مش هيسبني إلا وأنا جثة يا أصهب، أرجوك أبعد عني لغاية ما أخرج من الكابوس ده و..


وضع إصبعه على شفتيها يمنعها من تكملة كلماتها التي تشعل براكين صدره، تعانقت نظراتهما للحظات كثيرة قبل أن يقول بصوتٍ واثق:

-واضح إنك مش واعية إنتي بتقولي إيه بعد ما خرجتي من الغيبوبة، مصيري ومصيرك بقوا واحد يا تيجان، مش عايز أسمعك تقولي الكلام الأهبل ده تاني، مفهوم؟؟..


أبعد إصبعه عن شفتيها قبل أن تهمس بإرتجاف:

-أنا خايفة يا أصهب.


رد عليه بحنوٍ كثير وهو يمسح بيده على خصلات شعرها:

-شيلي الخوف ده تمامًا يا قلبي، هانت خلاص، وكل حاجة هترجع لأصلها.


أضاف بصوتٍ عميق وهو يبتسم لها بحب:

-دلوقتي تحاولي تنامي شوية، وانا بكرا هرجعلك تاني، أظن إنتي فهمتي كل حاجة من ممدوح باشا.


حركت رأسها إيجابيًا قبل أن تغمض عيناها براحة لم تعتريها منذ سنوات، زادت نبضات قلبه وهو يشد على يدها الصغيرة هامسًا بتأكيد وعينيه تلتمعان بقسوة:

-إطمني يا تيجان، كل واحد كان السبب في إللي بيحصلك ده هيدفع التمن غالي أوي حتى لو كان مين.


*


عقب أن وصل "ثاقب" إلى منزله برفقة والدته، حتى تحرك سريعًا نحو غرفته وهو يزأر بغضب:

-بقى أنا يتعمل فيا كده!!!!.. طب والله ما أنا ساكت وهوريهم أيام سودة وأولهم على الكينج.


هتفت "سميحة" بحدة وهي تشير بيدها:

-إنت واعي إنت بتقول إيه؟؟.. وده هيحصل إزاي إن شاء الله؟؟..


رد عليها بإبتسامة مظفرة:

-بتيجان، مش هي دلوقتي بقت كله حاجة بالنسباله، أنا بقى هدمرها، عشان أرتاح منها ومنه، وبكده أكون ضربت عصفورين بحجر واحد.


*

بعد مرور يومين، وتحديدًا بعد منتصف الليل، ظل "الداغر" جالسًا بداخل سيارته وخلفه ثلاثة سيارات أخرى يجلس فيها رجاله، إبتسامة قاسية لوت فمه ما أن تذكر "تيجان"، أتسعت أكثر وهو يتمتم بسخرية:

-الله يرحمك يا تيجان، عشتي وموتي وإنتي لسه جبروت، بس جبروتك وقوتك مركبوش معايا وأديني أهو عرفت أخد حقي منك.


ظل منتظرًا عدة دقائق حتى أتت سيارتين، ترجل "حمزة" عن سيارته وخلفه العديد من الرجال ما أن خرج "حسني" من سيارته وخلفه ثلاثة رجال منهم "ساهد" الذي إبتسم فور أن وقعت أنظاره عليه، صديق أخيه اللعين.


وقف "حمزة" بثبات وهو يقول بهيمنة:

-ياريت نخلص العملية بسرعة.


ثم سأله بهدوء:

-أنا فلوسي جاهزة، بضاعتك جاهزة؟؟..


أومئ رأسه إيجابيًا وهو ينظر لـ "ساهد"، فـ فتح الأخير الحقيبة السوداء كي تظهر له الأكياس السامة البيضاء، عقد "حمزة" ما بين حاجبيه وهو يقول بغرابة:

-إنت مين؟؟.. أنا شوفتك قبل كده؟؟..


إبتسم "ساهد" وهو يقترب منه عدة خطوات بعد أن ترك الحقيبة على السيارة، ثم قال:

-فعلاً أتقابلنا بس شكلك أتغير عن دلوقتي.


صمت طويل ساد بالمكان قبل أن يقطعه "ساهد" بقوة:

-أنا ساهد أخو جاسم يا حمزة، الشهير بالداغر.


أتسعت عيناه بذهول وهو يهمس بصدمة عارمة:

-إنت بتقول إيه؟؟..

في لحظتين فقط، وكان حاوط المكان الكثير من ضباط الشرطة بعدما قام أحد منهم بتصوير ما حدث، تيقن "حمزة" من أنه لا مفر خاصةً بعد أن قبض رجال الشرطة على رجاله ورجال "حسني"، لم يبقى سواه وثلاثة آخرين، هنا إتجهت أنظاره الحانقة الشريرة نحو "ساهد".


حيث بدون مقدمات، جذبه من تلابيبه ثم لف ذراعه حول عنقه ليطوقه منه، تفاجئ الأخير بما فعله وقبل أن يتحدث شعر بنصل حاد يحز جلده فتأهوه متألم، حذرهم "حمزة" من جديد وهو يصرخ:

-إللي هيقرب مني هموته.


صرخ "ساهد" بحنق:

-وانا بقى عاوزك تموتني.


صاح أحدهما بنبرة عالية وهو يشهر سلاحه أمام وجهه:

-سيبه يا حمزة، إنت كده كده مقبوض عليك بلاش تزود جريمة تانية.


أخترق نصل المدية عنق "ساهد" فأغمض عينيه بقوة، ألتقط أنفاسه الاهثة بصعوبة وهو يحاول التماسك رغم تلك الدماء التي تنساب من أسفل المدية.


صرخ "ممدوح" وهو يقترب منه قليلاً مشهرًا سلاحه صوبه:

-أحسنلك تسيبه وتسلم نفسك يا حمزة.


تيقن أن نهايته بعدما تأكد أن لا فرصة له في الهروب، فهمس في أذنه بصوت فحيح كالافاعي:

-إنت اللي جبته لنفسك لما قررت تسلمني ليهم.


لم يستغرقه الأمر سوى ثوان لحسم أمره، فقد غرز المدية أكثر لتنحر عنق "ساهد" بلا رحمة، فتضاعف مع ذلك صراخه الهائج، أرخى ذراعه عنه فوضع "ساهد" يده على القطع مانعًا الدماء من التدفق، تحشرجت أنفاسه وأختنق صوته وهو يحاول الإستيعاب على ما حدث توًا، دفعه "حمزة" من ظهره فوقع سريعًا في إتجاه "ممدوح"، ثم ركض سريعًا وخلفه رجال من الشرطة يلحقون به.

*****************
تراقصت إبتسامة مرهقة على شفتي "أصهب" وهو يتحرك بخطوات حذرة بطيئة نحو المقعد المجاور لفراشها، جلس عليه وهو يتأملها بعينين عاشقتين هامسًا بصوت هادئ عميق:
-وحشتيني.

قبض على كف يدها برفق متابعًا بتنهيدة:
-وحشتيني لدرجة إني نفسي أخطفك حالاً وأخدك فمكان بعيد عن الهموم والحزن.

رفع عينيه ينظر إلى سقف الغرفة بنظرات خاوية مضيفًا بقساوة:
-كل ما الواحد يقول أن كله هيتغير وأن وقت التعب عدا، يلاقي قدامه عقبة أكبر، بس المرة دي أنا عارف إللي مستنينا كويس، ومش هسمح أن أي حد يكسرك يا تيجان، ثقي فـ ده.

عاود النظر إليها بإبتسامة ساحرة وهو يقول بصدق:
-قصتنا كانت غريبة، غريبة جدًا، لأ أنا عرفت أعيش من إللي عدا بسلام ولا إنتي عرفتي تعيشي في أمان، يمكن القدر قرر يجمعنا عشان ده؟!.. عشان نكمل إللي ناقصنا من زمان ونعيش زي ما الباقي عايش؟؟..

أغمض عينيه للحظات مرجعًا رأسه إلى الخلف يسحب نفسًا عميقًا حادًا ثم زفره على مهل، ظل على تلك الوضعية لدقائق معدودة حتى شعر بوضع كف على كف يده، فحرك رأسه سريعًا ليجد "تيجان" تنظر له مبتسمة إبتسامة تذيب قسوة قلبه، إبتسم تلقائيًا وهو يعتدل في جلسته قبل أن يقول بخفوت:
-وحشتيني.

ردت بصوتٍ عذب:
-وإنت كمان وحشتني أوي، كنت فين اليومين إللي فاتوا دول؟؟..

مسح بيده على خصلات شعرها الناعمة مجيبًا بهدوء:
-كنت لازم أبعد عن عيون الداغر ورجالته وإلا كانوا هيشكوا إنك لسه عايشة وكل إللي عملناه يتهد في الآخر.

أعتدلت في جلستها وهي تسأله بلهفة:
-طب وإمتى هنخلص من الحكاية دي؟؟..

رد بعد دقيقة من الصمت:
-الحكاية خلصت فعلاً.
-قصدك إيه؟؟..

أجابها "أصهب" بلهجة جادة:
-يعني داغر أتقبض عليه فعلاً بس آآ..

صمت قليلاً قبل أن يقول بعبوس:
-بس ساهد مات.

توسعت عيناها بصدمة وهي تنتفض من مكانها هاتفة:
-إنت بتقول إيه؟؟.. إيه علاقة ساهد بالموضوع ده؟!..

نهض من مكانه ماسحًا على شعره بقوة وهو يقول بحدة غير قاصدة:
-كان عاوز يكفر عن ذنبه، فـ راح لممدوح وهو دخله في لعبة مع واحد بيشتغل في تجارة المخدرات عشان يوصل للداغر، والنهاردة كان موجود هناك، بس للأسف أول الداغر عرف ولقى نفسه هيتقبض عليه، قرر ينتقم منه، وعقبال ما الشرطة خدوا ساهد للمستشفى كان مات.

فغرت شفتيها وهي تحاول إستيعاب كل كلمة حادة نطقها، نكست رأسها وهي تبلع تلك الغصة المسننة التي تقف في حلقها، همست بقلب مفطور:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، أنا أتمنيت له أذى بس مش لدرجة الموت، مش لدرجة أنه يموت مقتول، هـ.. هو غلط بس مكنش قصده، كان متخيل حاجة تانية وندم بعد كدا، كان يستاهل فرصة تانية.

هبطت دمعة حارقة على وجنتها وهي تحرك رأسها بالسلب:
-لا إله إلا الله، يارب أنا سامحته، مفيش جوايا أي غضب من ناحيته ولا كُره، هو كفر عن ذنبه بإنه حاول ينتقم من داغر، يارب أنا سامحته.. سامحتــه.

لم تشعر بإنهمار دموعها الحارة وهي تكرر كلمتها الأخيرة بصوت يقطع نياط القلوب، أعتصر قلبه ألمًا فسار نحوها ليجاورها على الفراش ثم جذب رأسها دون مقدمات إلى صدره يحتضنها بعاطفة قوية، همس لها بصوته العميق:
-هُششش، إهدي، ربنا رحيم ويسامحه أكيد لإنه ندم، وقبل ما يموت كان صلح الغلطة إللي أرتكبها فـ حقك.

مسح دموعها بأنماله الباردة وهو يهمس لها بحنو:
-بلاش دموع، كل واحد بياخد نصيبه، والموت لما بيجي محدش يقدر يمنعه!!..

ظلت بداخل أحضانه مغمضة عينيها بشدة محاولة أن لا تهبط دموعها مرة أخرى ولكن عاجزة عن فعل ذلك، فأطلقت سراح لشهقاتها فـ دسها أكثر بداخل أحضانه وعينيه القاسيتين تلتمعان بشرٍ دفين لما هو مقبل.

*

بعد يومين، دخل "أصهب" منزله وهو يشير بيده قائلاً بحماس:
-تعالي يا تيجان، أدخلي.

دخلت المنزل بخطوات بطيئة وهي تنظر حولها بقلق طفيف، طمأنها "أصهب" بكلمات هادئة وهو مبتسم قائلاً:
-ماتخفيش يا تيجان أنا عمري ما هأذيكي.

بادلته الإبتسامة وهي تسأله بتوتر:
-هو إحنا جينا هنا ليه؟؟..

وقف قابلتها قبل أن يهمس لها بجدية:
-أولاً إنتي محتاجة الراحة، ثانيًا دلوقتي أهل القرية متخيلين إنك ميتة، ثالثًا في موضوع لازم أتصرف في مع والدي قبل ما أرجعك على القرية وفي كام مشوار لازم أعملهم قبل ما تظهري تاني.

زفر بحرارة مضيفًا:
-أنا هنزل دلوقتي أروح لوافي أجيبه هنا عشان هو بقاله كام يوم عاوز يشوفك، إياكي تفتحي الباب لأي حد مهما كان، مفهوم؟؟..

حركت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم له بإرتباك طفيف، قَبّل جبينها برقة ثم غادر من المنزل بأكمله وقلبه يدق كالطبول من فرط سعادته.

ما أن غادر من المنزل حتى بدأت رحلتها على التعرف عن كل شيء يتعلق بذلك المنزل، وعقلها لم يتوقف عن التفكير فيما هو قادم وعلى ما ينوي فعله "أصهب".
دخلت غرفته وهي تتأمل المكان بإهتمام كبير، عقدت ما بين حاجبيها حينما التقطت عيناها على تلك المذكرة التي تقع على فراشه الكبير، سحبتها لتفتحها على الفور، وإذا بعنوانها يتلألأ أمام عينيها وهي تقرأه عدة مرات بذهول.

"لأجـــلــكِ أحــــــــيـــــا"
-بــلا رحمـــــة-

خفق قلبها بقوة وهي تقلب الصفحة الأخرى لتجد إسمها كُتب بخط منمق جذاب ويسرد قصة طويلة عاشها بنفسه..

"تيجــــــــان، خط فاصل وتغيير جذري أصاب حياتي التي كان يملؤها العاصفة لتنقلب إلى حياة هادئة، أصابتني بالعمى لأكون في حضرتها كفيف غير مدرك لما يحدث لي وما حولي"

أدمعت عيناها وهي تبتسم بدهشة ثم همست بصوتٍ مرتجف:
-إيه ده!.. أصهب!!..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة