-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الرابع والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الرابع والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية


رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الرابع والعشرون

 الحياة لم تكن عادلة معها منذ وفاة والدها، تمنت كثيرًا الراحة والأمان لكن لم تجدهما إلا بعد بحث طويل، وكأن ثمنهما يفوق قدرتها.


ترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر له ببهجة فتعانقت نظراتها مع نظراته الواثقة، وقد ألتمعت عيناه بوميض لا يمكن أن يراه إلا هي، جذبها نحوه يقبض على يدها قائلاً بلهجة قوية.. شديدة الحزم:

-زي ما الكل بيحترمني وبيخاف يغلط ليتعاقب، تيجان هتبقى فنفس مكانتي في حالة عدم ظهوري ليكم، كلمتها هتبقى زي السيف زي كلمتي بظبط.


نظرت إليهم "تيجان" تستشف ردود فعلهم، فوجدتهم يحركون رؤوسهم بإيماءة خفيفة والهدوء يغلف تعبيرات وجه كل منهم، تابـع "أصهب" وهو يشير بإصبعيه بحدة:

-وأنا عند وعدي، مش هحكم إلا بالحق، وإذا خالفت بوعدي همشي من القرية لدرجة أنه صعب حد يوصلي بعدها.


سألته إحدى الفتيات بحماس:

-طب وإمتى الفرح؟؟..


إبتسم "أصهب" تلقائيًا وهو يلتفت برأسه لـ"تيجان" مجيبًا بعذوبة:

-إحنا كتبنا الكتاب من يومين، وقريب جدًا هنحدد ميعاد الفرح.


صدحت صفارات وصيحات صاخبة، وتعالت التهنئات والمباركات لهم في خضم التصفيق الحار، في حين أشار "أصهب" بيده لـ"وافي" فقابله الأخير بإيماءة خفيفة من رأسه، فقد أتفق معه على زواج شقيقته منه، فـ كان رده وقتها:


"أنا مش هلاقي شخص يحميها ويحبها أدك يا أصهب، رغم كل إللي حصلها إلا إنك مفكرتش تبعد عنها، أنا مش هلاقي شخص زيك يراعي ربنا فيها بعد إللي شافته"


أتسعت إبتسامته "وافي" وهو يتراجع للخلف عدة خطوات، ثم أستدار بجسده كي يرحل عن تلك البقعة هامسًا بإرتياح:

-كده أنا مهمتي أنتهت.


خفت إبتسامته قليلاً وهو يقول بلهجة متواعدة:

-مهمتي دلوقتي إني أبعدك يا ثاقب عن طريقها وإلا كل حاجة هتدمر.


*


بعد عدة ساعات، تأبطت "تيجان" في ذراع "أصهب" على الرصيف الذي يعج بمحال شراء الثياب المختلفة، والقريب من طريق منزله، ألقت "تيجان" نظراتٍ خاطفة على الواجهات المزدحمة بأحدث ما أنتجته بيوت الأزياء والموضة، تساءلت وعيناها معلقتان على إحدى البلوزات اللامعة:

-مقولتليش بقى رايحين فين؟


سحبها "أصهب" للأمام؛ وكأنه يجرها، بعد أن تباطأت في سيرها، ليرد بغموضٍ:

-هتعرفي، احنا قربنا نوصل خلاص.


تابعت معه السير المتهادي إلى أن هتف "أصهب" بحماسٍ، ويده تسبقه في الإشارة نحو أحد المحال:

-وصلنا.


حملقت "تيجان" بدهشةٍ متعجبة في المعروضات المعلقة على جانبي المحل، والتفتت تسأله بتعابيرٍ مليئة بعلامات الاستفهام:

-إنتي هتجيب إيه من هنا؟


سحب نفسًا عميقًا عبق به صدره، قبل أن يطرده، ليقول بعدها بكلماتٍ متأنية:

-بصي يا ستي، أنا بصراحة كده بعد ما قولتي حكاية إنك عاوزة تتحجبي مش هستنى لبكرا، فـ عشان كده جبتك على هنا، خير البر عاجله.


سألته في ذهولٍ وقلبها يدق في بهجةٍ عظيمة:

-بجد؟.. للدرجة دي متحمس؟؟..


أكد عليها بإبتسامة واثقة وهو ينظر لها بعينين أظهرت أفتخاره بها:

-طبعًا، مش متخيلة مدى سعادتي، دي حاجة كبيرة بالنسبالي يا تيجان، ويالا بقى عشان يومنا لسه طويل وأنا مش هرتاح إلا لما أكون جبتلك كل حاجة.


بدأت عبراتٍ فرحة تتسلل إلى مقلتيها، وهي تتمتم بنفس النبرة السعيدة:

-الله، أنا فرحانة أوي أوي، ربنا ما يحرمني منك يا أصهب، بجد مش عارفة أقولك إيه؟!..


نظر إلى وجهها الضاحك الباكي بعينين لامعتين من السعادة الخفية وهو يسألها:

-قوليلي إنك بتحبيني وهتفضلي معايا مهما حصل.


كان جاوبها حازمًا قاطعًا:

-ده أكيد يا أصهب.


وقبل أن يدخل المحل كانت تقبض على ذراعه كي توقفه متسائلة بإهتمام:

-طب دلوقتي بعد كلامك لأهل القرية عن إننا هنتجوز وآآ..


قاطعها بوضع إصبعه على شفتاها يمنعها عن الحديث وعينيه تلتمعان من القسوة:

-محدش هياخدك مني تاني يا تيجان، كفاية إللي حصل آخر مرة، ولولا إني جيتلك كنتِ هتروحي فيها، فـ لازم تفضلي قدام عينيا.


زفرت بحرارة وهي تسأله برقة:

-بردو محتاجة أعرف ناوي على إيه؟؟..


صمت قليلاً قبل أن يُجيبها بخفوت واثق:

-بعد ما نشتري كل إللي أنتي عوزاه هاخدك على أقرب مأذون ونكتب كتابنا.


توسعت عيناها فـ قابل صدمتها بهدوء حازم وهو يقول:

-إنتي أمانك فـ حضني يا تيجان، وأنا راحتي إنك تفضلي معايا لأخر نفس فيا.


*


جلست "شاهيناز" على طرف الفراش تحدق في الباب بنظرات حانقة... غاضبة، زفرت زفيرًا حارقًا وهي تنظر إلى ساعة الحائط متمتمة بعدة كلمات غير مفهومة حتى أنفتح الباب فـ هبت واقفة ترمقه بحنق، في حين تحرك "راجي" نحوها متسائلاً بقلق:

-في إيه؟؟.. مكالمتك ليا بإني أجيلك فورًا قلقتني، في حاجة حصلت؟؟..


هدرت بغضب وهي تشير بيدها:

-إبنك، إبنك يا راجي باشا، كتب كتابه على الـ(...) إللي ساهد ضحك عليها، إبنـــي أنــا يتجوز واحدة زي دي على آخر الزمن!!!!..


تراجع للخلف قليلاً وهو يسألها بصدمة:

-نعم؟؟.. إيه الكلام ده؟؟.. مين إللي قالك؟؟.. عرفتي منين؟؟..

-القرية كلها مش بتكلم غير عن رجوعها من الموت وكتب كتابه عليها، والمصيبة أن الكل فرحان مش عارفة على إيه؟!!..


تمتم "راجي" بصوت خالي من الحياة:

-كتب كتابه!!.. من غير ما يقولي؟!..


أنهمرت دموعها رغمًا عنها وهي تقول بصوتٍ منتحب:

-أنا طول عمري كنت بتمنى أشوفه متجوز، وأشيل عياله، كنت بتمنى يتجوز أحسن بنت فالدنيا، ويتعمله فرح مفيش زيه، لكن دلوقتي خلاص، إبنك كبر وبقى مش هامه حد لا أنا ولا إنت ولا أي حد غيرها هي.


نكس "راجي" رأسه وهو يتحرك نحو الفراش يجلس على طرفه قائلاً بشرود:

-إبننا بيحبها يا شاهيناز، بيحبها بجنون، لدرجة أنه مش شايف أي جروح الماضي إللي هي عايشة فيها.


كفكفت دموعها بظهر يدها وهي تسأله بتوجس:

-تقصد إيه؟؟..


سحب نفسًا عميقًا وهو يقول بحدة:

-لازم أكلمه، هخليه يجي دلوقتي يشرحلي على إللي عمله وأنه ناوي يعيش فين ويعمل إيه بعد كدا.


شهقت "شاهيناز" وهي تقول بخوف:

-مش بعيد يسيب القصر ويعيش معاها فمكان بعيد عننا وينسانا.


أغمض "راجي عينيه متنفسًا بحدة وهو يحرك رأسه بعدم إستيعاب، غمغم بداخله بحسرة:

-للدرجة دي بتحبها يا أصهب ومش شايف غيرها، إزاي خليتك تنحني ليها؟!!..


*


-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.


عند نطق المأذون بها، هب" أصهب" واقفًا يتلقى تهنئة من" وافي" و"يسر" وشاهدًا آخر، ثم تحرك بخطى سريعة نحو "تيجان"، التي تنظر له بعيون سعيدة... غير مصدقة، أتسعت إبتسامتها حينما قبض على يدها يجذبها نحو داخل غرفته.


احتضن وجهها بين كفيه ليهمس، ينظر لشفتها المرتعشة وعينيها اللتان تناظرانه بحب فائض قضى على كل مقاومة لديه، فهمس بسرعة عند نفاذ قدرته على التحمل:

-تيجان، أنا آسف.


وقبل أن تسأله عن سبب أسفه، وجدته ينقض على شفتيها في قبلة متعطشة لتذوق معنى الحياة، مراعيًا لها قدر الأمكان وقد تخلل شذاها أنفه مالئًا رئتيه بعبقها الساحر، كان في النعيم، في أوج أحلامه بها لم يتخيل أن يكون مذاق شفتيها هكذا!!


لحظات لم يود إنهائها، لكن لكي شيء نهاية، وهكذا اللحظات المسكرة تختطف من الزمن، فحرر شفتيها على مضض حينما شعر بإهتزاز هاتفه في جيب بنطاله، ونفاذ قدرتهما عن التنفس.


تسربت حمرة جميلة إلى وجنتيها وهي تخفض رأسها بخجل، في حين أجاب "أصهب" بصوتٍ أجش:

-أيوة؟؟..


صمت قليلاً قبل أن يقول بإقتضاب:

-تمام أنا جاي.


أغلق هاتفه وهو ينظر إليها بإبتسامة قبل أن يغمز لها قائلاً بعبث:

-دي كانت هدية جوازنا.


ضربت كتفه بقوة وهي تهدر بحنق:

-إنت قليل الأدب، إزاي تـ...


قاطعها وهو يُقبّل شفتاها برقة تكاد أن تذيبها، أبتعد عنها قبل أن يخبرها بهمس:

-أنا نازل دلوقتي، ساعة وهكون وهرجعلك تاني عشان أعرف أديكي الهدية التانية بمناسبة جوزانا.


تراجعت للخلف سريعًا، فإتسعت إبتسامته الماكرة ثم ألتفت بجسده ليلج خارج الغرفة.


ظلت واقفة في مكانها لعدة دقائق قبل أن تستمع إلى صوت رنين جرس باب المنزل، خرجت من غرفتها معتقدة وجود شقيقها وإبن عمها، ولكن تفاجئت بعدم وجودهما، همست بقلق:

-يظهر أنهم نزلوا مع أصهب، طب أعمل إيه دلوقتي؟؟..


أستمعت إلى صوت تعرفه جيدًا من خلف باب منزلها قائلاً:

-أفتحي يا تيجان، أنجزي بقالي كتير واقف.


حسمت أمرها سريعًا وهي تفتح له الباب، رمقته بعينين حادتين وهي تسأله بضجر:

-عاوز إيه يا ثاقب؟؟..


دخل "ثاقب" المنزل بخطى بطيئة وهو يرد:

-جاي أطمن أشوفك عايشة إزاي بعد ما سبتينا؟؟..


ردت عليه ببسمة واثقة:

-أحسن عيشة.


إبتسم إبتسامة جانبية قبل أن يقول بمكر:

-طب وتفتكري إني هسيبك عايشة أحسن عيشة.


رفعت حاجبيها تسأله بتهكم:

-آه ما إنت طول عمرك بتحب تحرق دمي، إيه الجديد؟؟..

-الجديد فإن إللي هقوله هيدمرك، هيدمرك تمامًا وأنا وقتها هرتاح.


أنقبض قلبها وهي تسأله بهدوء زائف:

-وإيه بقى إللي هيدمرني؟؟..


دنى منها عدة خطوات وهو يسألها بإحتقار:

-إنتي مين إنتي؟؟.. واحدة أبونا جابها بيتنا عشان يربيها بعد ما صعبتي عليه، وإنتي يا حرام مرمية في الشارع وكنتِ هتموتي.


أنتفض قلبها في فزع وهي تسأله برعب:

-قصدك إيه؟؟..


وقف "ثاقب" أمامها وهو يبتسم لها بتشفي قبل أن يقول:

-قصدي إنك إنتي لا ليكي أب ولا أم، إنتي واحدة لقيطة.. أبونا لاقكي جنب بيتنا وعشان قلبه الحنين قرر يربيكي ويكسب فيكي ثواب.


تسمرت في مكانها بصدمة عارمة، حاولت النطق وهي ترسل إشارات النطق من عقلها إلى لسانها كي تتكلم حينها قال:

-خليكي عارفة مقامك كويس، إنتي واحدة جاية من الشارع ولولا أبويا إللي شافك كان زمانك دلوقتي أعدة بتشحتي و...


-بــــس!!!!..


قالتها هي بنظرة قوية إنما مرتعشة... تخبئ ضعفًا مقيتًا سببه كلماته، صرخت بلهجة محتدة وهي تتراجع للخلف:

-إنت كـــداب، إطلع بــرااااااااا، إطلــع براااااا.


أرجعت خصلات شعرها للخلف وهي تهمس بعدم إستيعاب:

-أنا عاوزة أصهب، لازم يجي؟؟!!.. أصهب!!..

إبتسم "ثاقب" بسخرية قائلاً:

-وهيعملك إيه الكينج ده؟!.. هو عارف حقيقتك وعشان الرجولة وخداه أوي مرضاش يرجع فـ كلامه معاكي فحكاية جوازكم، بس أول ما يعرف إنك عرفتي أبقي قابليني لو أستمر مع واحدة زيك.


ثم أشار بيده قائلاً ببرود:

-وأنا كنت همشي من الأول، سلام يا.. ولا بلاش لأحسن تزعلي.


خرج من المنزل تحت أنظارها المذهولة، تراخت قدماها فجلست على الأرضية الصلبة ثم أخذت تضرب رأسها برتابة في الحائط خلفها، عدة ضربات هادئة ليعقبها بصرخة ألم محملة بكل حرقة العالم... شقت دياجير الليل، من حنجرتها المذبوحة:

-آآآآآه لأااااااا ياربــي.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة