-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى - الفصل الأول

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

 مرت الأيام تحمل خباياها التى تتكشف بمرور الدقائق ، ينسل العمر كماء بين أنامل متفرقة فيذوى معه اعمار وتنبت وريقات جديدة لأشخاص لا زالت حكاياتهم فى خبايا الغيب .


مر أثنى عشر عاماً منذ زواجهما ؛ كان الجنون سيد الموقف والمسيطر على حياتها معه ، لا تدرى أكانت بهذا الجنون قبلا ؟؟

أم أن جنونها يخرج من بين شروخ شخصية متعقلة عرفت بها ويخصه دون الجميع .


وقفت دينا بشرفة المنزل وقد شمرت عن ساعديها تنظف بهمة ونشاط ، فرغم أنها حظت بخادمة منذ ميلاد صغيرها عمير منذ أربع سنوات إلا أنها تحب تنظيف منزلها بنفسها ، ترى الأمر ممتعا فهى تقدمه محبة لزوجها وولديها صهيب وعمير .


تنهدت براحة وهى تتذكر كم تأخرت فى الحمل مرة أخرى بعد ميلاد صهيب .. ست سنوات كاملة حتى حظت بحمل اخر ليستجيب الله دعاء دياب ويرزق ب عمير .


ابتسمت وهى تتذكر تحذيره من إنجاب فتاة تشبهها لتضحك بسعادة فيبدو أن الجنون صفة مشتركة بينهما .


أنهت التنظيف لتعلو طرقات على الباب فتتأفف ؛ إنها طرقات صهيب قليل الصبر .

اتجهت للباب تستوقف الخادمة : استنى يا بدرية انا هفتح وروحى امسحى البلكونة واجفليها .


انصرفت بدرية لتفتح هى الباب لصغيرها الغاضب وما إن تطالع ملامحه حتى توليه ظهرها : خير يا رب !! جالب سحنتك ليه إكده ؟؟


لحق بها صهيب : إيه اللى كنتى بتعمليه فى البلكونة يا أما !


أصدرت صوتا ناجما عن مصمصة شفتيها : بعمل إيه يعنى ؟ بنضفها ..


قاطعها صهيب : أمااا مشمرة دراعاتك ليه فى البلكونة ؟؟


قطبت جبينها لحظة لتنفجر بعدها ضاحكة وقد وقف صهيب أمامها غاضبا لتحيط وجنتيه : جلب أمه كبر يا ناس !!!


انزل كفيها برفق : ماتغيريش الموضوع يا أما ..


عادت تضحك : بتغير على امك يا صهيب ؟؟


وقبل أن يجيب صهيب رأت ابتسامة خفيفة على وجهه لتعلم أن ديناصورها الخفى خلفها تماما وقبل أن تحظى بوقت للمراوغة كان ممسكا بملابسها من الخلف : وجعتك سودة يا دينا ...


تذمرت دينا : أنا عملت ايه يا دياب ؟؟


أمسك ذراعها ورفعه أمام عينيها : هو انى مدارى وشك لأچل تبينى دراعاتك ؟؟ هى الزفتة البلكونة دى مش برة البيت واللى رايح وچاى بيطلع لها ؟


زفرت دينا بضيق : انت مكبر الموضوع انت وابنك ليه إكده ؟ مين يعنى هيطلع لواحدة بتنضف بلكونة !!


رفعها عن الأرض اكثر بغضب : اللى هيطلعوا كتير .. انى مش منبه عليكى ما تطلعيش المحروجة دى .. انى ههدها واريحك منها .


عادت تتأفف : دياب هملنى شكلى وحش جدام الواد وانت ماسكنى كيه الحرامية إكده .


لا ما انى متعود


نطقها صهيب لتشهق بصدمة مع اندفاع عمير نحوهما : بووى


نظر دياب أرضا ليقول الصغير بحزم : انى مش جولت لك ماتزعلش امى .


نفض دياب يده عن دينا لينحنى متصنعا عدم سماع صوت عمير والذى ما إن وجد أمه حره من قبضة أبيه ركض معها ليختبئا من غضبه فورا ليجد دياب نفسه ينظر للفراغ وقد تبخرت دينا وعمير .


ضرب كفيه ببعضهما بينما كتم صهيب ضحكاته وغادر ليصيح دياب : هتروحوا منى فين يا چوز الجرود هغير خلجاتى وراچع لكم .


وانصرف أيضا مانحهما فرصة للاختباء الذى يظنا أنهما يجيدانه لكنه منحة خفية نابعة من محبته لهما .


****************


غادرت بسمة الصيدلية تاركة الطبيبة الشابة بها ، من المفترض عودة ولديها توا من المدرسة ولا تريد أن يقدم رائد على إزعاج جدته رنوة والتى رغم كل ما يفعل تعشقه وتدافع عنه لشده شبهه بجده رفيع بينما حمل عابد الكثير من ملامح حبيبها سويلم .


اقتربت من المنزل لتدخل فيقابلها الهدوء ، صعدت لشقتها لتسمع خطوات مهرولة على الدرج هبوطا من شقة سليم التى تعلو شقتها .


رأت سليم يهرول لكنه اضطرب بمجرد رؤيتها لتزداد دهشتها : فى حاجة يا سليم ؟؟ حورية كويسة ؟؟


تهلل وجه سليم : اااه حورية بتسأل عليك ما تطلعى تقعدى معاها شوية !! حامل بقا وتعبانة والواد زياد مطلع روحها .


ابتسمت بود : حاضر من عينى الولاد يجو اطمن عليهم واطلع لها علطول


عادت خيبة الأمل تظهر بملامحه ويستأذن منصرفا بشكل زادها توجسا .


*************


جلست دينا اسفل الأريكة كعادتها مختبئة يصحبها ولدها عمير والذى هو نسخة مصغرة عنها ، ربما لم تنجب فتاة استجابة لابتهالات زوجها خوفا من تدمر مستقبله كما يدعى وإصابته بأمراض مزمنة لعدم تمكنه من تحمل نسختين منها إلا أنه بالفعل يتحمل نسختين منها بهذا الصغير الذى لا يكتفي بالدفاع عنها بل يقتدى بها فى كل شىء حتى فى إلتهام تلك الحلوى التى تعشق .


احنت رأسها هامسة : حج ربنا بوك وخوك وياهم حج النوبة هنعمل ايه دلوك ؟؟


أشار لها الصغير لتقترب برأسها : جولى لهم كم العباية واسع لما بترفعى يدك بيتشمر لحاله .


اومأت بإستحسان بينما أمسك ذراعها يخفيه داخل كم العباءة : وماتعمليش إكده تانى انى كمان بغار ماحبش حد يشوف درعاتك .


ضمته بحنان لترتفع اعينهما مع إرتفاع الأريكة التى تستقيم رأسيا أكثر مما تكون بوضعها الطبيعى ، ظهر دياب الذى رفع الأريكة عاقدا ذراعيه ليشيرا له بكفهما مع ابتسامة بلهاء لتتحدث دينا : يا دياب كم العباية واسع بيتشمر لحاله .


رفع دياب حاجبا واحداً : لا والله .. بتعيدى حديت الولد بالكلمة

نظرت لولدها الذى نظر أرضا وقد اتضح سماع دياب لهما

زفرت بضيق : خلص يا دياب ماهنضفش البلكونة تانى ..


نظر لها بحدة : نضفى كيه ما بدك بس افتكرى ربنا .. لو هتخافى منى انى يبجى مالوش لازمة اللى بتعمليه .. انى خايف عليك يا دنيا اكتر من الغيرة .


طأطأت رأسها خجلا ، إنه محق ونعترف بذلك لكنها لم تعط الأمر أولوية ظنا أنه أمر اعتيادي .. جميع النساء يشمرن عن سواعدهن أثناء التنظيف ..


حسنا ليس الجميع ...


اقتربت ببطء حتى وقفت أمامه : انت لسه زعلان ؟؟


لم يجب لتتابع : يعنى مش هتاكل ؟؟


لم يجب أيضا لتقول : انى عاملة لك ويكة .


نظر بطرف عينه نحوها ، يعلم أنها لم تتعمد هذا الخطأ ، وهو موجود بحياتها لتنبيهها إلى أخطائها .


تحرك من فوره ليجلس منتظرا الطعام بصمت فتهرول نحو المطبخ ويسرع نحوه عمير : بوى چبت لى كتاكيتو ؟؟

لاحت ابتسامة جانبية تزين ثغره وهو يخرج الحلوى من جيبه ..خطفها عمير لتتسع ابتسامته التى قضى عليها سؤال عمير : ماچبتش لأمى ؟؟


رأى عمير تجهم وجه أبيه الذى أعلن عن استمرار عقاب أمه لذا وضع الحلوى جانبا وقد فقد شهيته لها مادامت أمه لن تشاركه فيها .


نظر له دياب وتجاهل حزنه عليه اظهار المزيد من الحزم لهذا الصغير مدلل أمه .


***********

توجست بسمة لتأخر ولديها ، لقد شددت عليهما مرارا بالعودة مباشرة للمنزل وعدم التوجه لحديقة الفاكهة ، عليها توبيخ رائد فهو من يصر على التوجه لتلك الحديقة .


أمسكت هاتفها لتطلب من سويلم إعادتهما للمنزل سريعاً .

طال الانتظار ولم يجب سويلم لتتأفف وتعيد المحاولة ومع كل إعادة تنمو مخاوفها .


اخيرا أجاب سويلم بصوت مجهد : السلام عليكم ، إحنا راچعين اهه شوية ونكون جدامك .

عاتبته برفق : طيب مابتردش ليه ؟؟ قلقتنى !!

جاءها صوته الذى دفعها للتراجع عن عتابه : بعدين يا بسمة انى ماجادرش دلوك .


أنهت المحادثة لتحاول التحكم فى توترها الذى تضاعف أثر صوته المجهد ، لابد أن الصغيرين اجهداه ، وربما يشكو مرضا ويخفى الأمر عنها .

مرت الدقائق بطيئة حتى سمعت خطوات تقترب لتفتح الباب مسرعة .


تجمدت فور رؤيته يحمل رائد الذى لف رأسه برباط طبى والدماء تلوث ملابس الجميع .


وقف أمامها : هو زين ماتخافيش بس نعس فى العربية .

تنحت دون حديث ليمر فيسرع عابد متمسكا بكفها : ماما انت زعلانة ؟

نظرت له بتشوش : حصل إيه يا عابد ؟ اخوك اتعور ازاى ؟


نظر الصغير أرضا ليجيب سويلم عنه : اتعاركوا فى المدرسة


نظرت نحو سليم الذي يقف بصمت : كنت عارف وانت نازل ؟

أومأ مجيبا : كنت رايح اجيبهم من المستشفى .


عادت تنظر للجميع بلوم ثم اتجهت للباب الذى خرج منه سويلم لتدخلع وتغلقه بصمت .


نظر سويلم فى أثرها ثم نظر لأخيه : ماتاخدش على خاطرك يا سليم .. هى بس مخلوعة


ابتسم سليم : ربنا يطمنكوا يا سويلم . أنا فوق لو احتجت حاجة .


غادر سليم لينظر سويلم نحو ولده الذى لا زال ينظر أرضا ، اقترب وجثى أمامه : عابد !!


نظر له عابد : ماما زعلانة منى !!


قربه سويلم من صدره هامسا : حجها تزعل يا عابد .. انت شوفت خوك رأسه متخيطة خمس غرز والولد اللى اتعارك وياه متخيط تسعة .. دى عمايل رچالة ؟


همس الصغير : يا بابا هو غلطان كل ما يشوف رائد يقوله يا دودى علشان عينه ملونة ويتنمر عليه .


ابتعد سويلم بغتة : يتنمر مرة واحدة !!


أكد الصغير : ايوه ويقول انتو توأم واحد ألوان والتانى ابيض واسود .. رائد زعق معاه هو بدأ وحدف رائد بالطوبة وانا لما شوفت رائد متعور روحت ضربت بالطوبة تلت مرات


قطب سويلم جبينه : يعنى انت اللى ضربت مش رائد ؟

عقد الصغير ساعديه : انا صبرت عليه كتير وهو اللى بدأ .


نظر له سويلم بدهشة وتشوش ، الحدة غريبة على عابد تماما ..ما الذى حدث له !؟


للمرة الأولى يتحدث عابد بلهجة حاقدة وللمرة الأولى أيضا يصيب أحدهم إصابة بالغة كما حدث اليوم

لم يجد سويلم ردا ملائما للموقف ، عليه مناقشة هذا الأمر وزوجته ربما قدمت له مشورة مفيدة بشأن التعامل مع الصغار فى هذا الوضع .


استقام ليربت فوق رأس صغيره : طيب ادخل غير خلجاتك دلوك .


تحرك الفتى بصمت ليتجه نحو الغرفة ويطرق بابها : بسمة افتحى الحكاية واعرة .


****************

نظر مازن للموظف الواقف أمامه بحدة ثم عاد لاوراقه متسائلا : إيه ده فين تصميم الإعلان الجديد

حمحم الموظف : أصل مدام رنا تعبانة شوية وقالت لى ...


قاطعه مازن بحدة : مدام رنا إيه !!

توتر الرجل : أصل يا فندم

هشششش

صرفه بغيظ قبل أن ينهض متجها للخارج نحو قسم التسويق والذى عليه طرح خطة تسويقية جديدة لإنعاش السوق بعد فترة ركود اقتصادي مر بها الجميع .


انحرف بحدة ليرتطم بشئ ما ، أفاق من غضبه وشروده على إحداهن تنحنى ممسكة ببطنها المنتفخ وتتألم بشكل واضح أثر ارتطامه بها .

احنى هامته : انت كويسة ؟؟ اسف سرحت ماشوفتكيش قدامى .

استقامت ممسكة ببطنها : حصل خير يا استاذ مازن انا كنت جاية لحضرتك .


مدت كفا مرتعشا بملف ليلتقطه فورا فيجد خطته التسويقية التى خرج باحثا عنها .


بدت بحال أفضل وهى تتمكن من الحركة ببطء وتمسد بطنها كأنها تعتذر لذلك الصغير بالداخل ليشير لها نحو الإتجاه الذى جاء منه : اتفضلى اشوف الخطة بتاعتك


رفعت رأسها بمبالغة : استاذ محمد عنده خلفية عنها وموافق عليها .


رفع رأسه أيضا بشئ من غرور متأصل بطبعه : وانا اللى واقف وبسأل عن الخطة . اتفضلى يا مدام .


وتقدم فورا لتضطر أن تلحق به بصمت وتأفف .


دخل مكتبه ليجلس خلف المكتب وينظر فى انتظار دخول هذه البلونة المنتفخة والتى استغرقت ثلاث دقائق لتدخل المكتب فيزداد غضبه منها رغم أسفه لإيذائها أولا .


أشار لها بحدة لتجلس ، فتح الملف وطالعه برتابة قبل أن ينظر نحوها : اشرحى لى خطتك .


ابتسمت بتكلف وبدأت تتحدث : حضرتك عندنا عبوة زجاجية ودى طبعا حاجة كويسة جدا بس بتكلفنا فى التعبئة انا بنيت الخطة على طرح اكياس من التوابل والبهارات بنفس وزن العبوة وطبعا سعرها هيكون أقل كتير فده يشجع الناس تشترى وتعيد ملء العبوة الزجاجية اللى هنوصح فى أول إعلان أنها مفيدة ويعاد استخدامها عكس العبوات البلاستيكية الرخيصة المطروحة من المنافسين .


زفر بضيق : كده يا مدام هيقف بيع العبوات الزجاجية وهيبقى طرحها خسارة للشركة

اتسعت ابتسامتها المتكلفة لتسأل ببرود تصاعد وتيرة توتره : هو حضرتك تعرف إيه عن المطبخ ؟؟ عن الستات ؟ عن المبيعات ؟ هو ده اصلا شغل استاذ محمد وأستاذ تاج ولو الخطة دى فى ايد حد منهم كان قدرها من أول نظرة .


اتكأ لظهر الكرسى : وانا بقا اللى ماسك تطوير الإنتاج بعد فترة الركود اللى حصلت . هتشرحى خطتك من سكات ولا تمشى ويجى غيرك ؟؟


صدمة احتقن لها وجهها ليشعر بفداحة خطأ لا يدركه بعد بينما أمام تلك النظرة المنكسرة بعينيها قبل بصمت طال دقيقتين قبل أن تتحدث بشئ من تلعثم وتخبره أن خطتها تقوم على ترويج كل العبوات استنادا إلى طبيعة النساء إلى قسمين قسم ميسور الحال وقسم ضيق الحال ثم قسمت كل قسم لقسمين إضافيين لتوضح له أربعة فئات من النساء يسعى اثنين منهن للعبوة الزجاجية ويسعى اثنين للعبوة الموفرة .


انتهت ليسود صمت لم يتخل فيه عن مطالعة وجهها الذى لا يعلم سبب سيطرة الحزن على قسماته فجأة .

لم يجد سببا واحدا لرفض خطتها ليقاطع الهدوء الحذر الذى ساد بينهما اقتحام الباب ونور التى تعدو بإتجاهه : باااابى .


انتشلته من تلك الهوة التى لم يقاوم الغرق بها ليضمها بسعادة : قلب بابى .


وقفت رنا دون أن يلتفت لها واهتمامه مصبوب نحو نور التى بلغت من العمر الثالثة عشر من عمرها ليتساءل مازن : انت جاية مع مين ؟

أشارت نحو الباب : مع مامى وجدو عاصم وجدو محمود


ابتسم مازن : كل دول ..خير يا رب


قاطعته رنا : حضرتك عاوز منى حاجة تانى ؟


نظر لها مدعيا الإنتباه توا : لا اتفضلى يا مدام والخطة كويسة هعتمدها واحول الميزانية علشان تنفذيها .


اشاحت بوجهها عنه : انا حضرتك شغلى احط خطة تسويقية على الورق تنفيذها مسئولية بشمهندس حمزة .


كاد أن يعنفها مجددا لولا دخول الجميع ليلتفت نحو الهمهمات فيجد أبيه متجها نحوها : رنا !! ازيك يا حبيبتي ؟ خلصتى الخطة ؟


ابتسمت لوالده بود اثار شكوكه : كويسة الحمدلله حضرتك اخبارك ايه ؟

اقترب منها عاصم أيضا : عاملة إيه يا رنا ؟

احاطته بنفس الود وعلى وجهها علامات الفخر : الحمد لله

وعادت تنظر نحو أبيه : خلصتها وإن شاء الله هتفرق فى المبيعات بس انا موضحة ضرورة استخدام وسائل التواصل بجانب وسائل الإعلام دلوقتى الناس على الفيس وانستا اغلب اليوم .


زاد ود محمود : خلاص يا حبيبتي روحى انت ارتاحى واحنا هننفذ الخطة انا هكلم حمزة بنفسى .


اومأت بوداعة أسرت تذمرا فى نفس مازن وغادرت وهى تشير ل هيا مرحبة لتبادلها الأخيرة بود نظرا لحالتها .


جلسوا جميعا ونور بين ذراعي أبيها لتقول هيا : مازن انا وأسر مسافرين اسبوع شرم وواخدين الولاد يغيروا جو بس نور مش عاوزة تيجى


تعلقت نور بذراعه : انا هقعد مع بابى .


ربت مازن فوق رأسها بحب : فى قلب بابى .


ودون أن ينظر نحو هيا تحدث بهدوء : خلاص يا هيا شوفى هتسافروا امته وابعت اخد نور .


منذ تزوجت هيا من زوجها الحالى آسر وقد امتنع مازن تماما عن التواجد بأى حيز قد يتواجد به زوجها وهى معه بل أصبح محمود مسئولا عن صحبة نور إلى أبيها وإذا ما تعذر يرسل سائقا لصحبتها كما امتنع أيضا عن زيارة منزل عاصم توفيرا للحرج الذى قد يحدث حال تواجد أسر هناك .


نهضت هيا فورا بعملية شديدة : خلاص انا هروح علشان مارو ومودى فى البيت


ثم نظرت نحو ابنتها : نور ترجعى مع جدو عاصم اكون جهزت لك شنطتك .


اومأت الفتاة بسعادة وهى تزيد من ضم ذراع أبيها بينما نظر محمود نحوه بلمحة حزن ؛ لقد تابعت هيا حياتها وتزوجت وانجبت طفلين بينما توقفت حياته هو تماما ، حاولت حياة كثيرا دفعه للزواج لكن محاولاتها فشلت تماما ، أصبح يحيا وحيدا بمنزل أبيه منذ زواج مروة وحمزة مكتفيا بتلك الأيام التى تقضيها نور بصحبته .


أفاق محمود من شروده مع حديث عاصم : محمود روحت فين ؟

هز رأسه : ابدا سرحت معلش .

استقام عاصم : طيب انا هروح الشركة عندى ساعتين وانا راجع اخد نور تسلم على مامتها واخواتها وهجيبها لحد البيت وانت ارتاح يا محمود شكلك مش عاجبنى .


أومأ محمود بود لقد اكتسبا هو وعاصم مع مرور السنوات صداقة قوية لم تتأثر بما حدث فى الماضى .


غادر عاصم لتقول نور فورا : بابى عاوزة سوشى .


ظهر التقزز على وجه محمود لينهض : هى فيها من سوشى لا انا هروح اتغدى فى البيت ونبقى نتعشا سوا


نظر نحو حفيدته محذرا : اكل طبيعى ، هااا طبيييعى .


ضحكت نور وهى تلوح له : باى جدو .


غادر محمود لتنظر نحو أبيها الذى قال بحماس : يلا نطلب سوشى .


***************

تقدمت نسمة تمتطى فرسها نحو مربطه بخيلاء واضحة أصبحت جزء من شخصيتها وإن كانت جزءا ظاهريا لكنها لا تتخلى عنها فهى تحميها من المتطفلين .

لقد أنهت للتو تدريبها الذى لم تتخل عنه يوما ، ترجلت عن الفرس يقف بالقرب منها صغيرها فارس الذى أصبح مراهقا ولم تفكر مجددا فى الزواج .

ظل بسول لفترة يتعمد مضايقتها حتى تخلصت من وجوده كليا فور إلحاقه بقنصلية مصرية بأحدى الدول .

لم يفكر فارس يوما فى قضاء اى وقت برفقة أبيه وهذا يريحها كثيرا حتى فى فترات تواجد بسول بمصر لا تتعدى لقاءاته ب فارس حدود دعوة غداء فى الخارج بعيدا عن منزله وزوجته الثانية التى احسن اختيارها كما يختار مشبكا لامعا يزين به سترته .


اكتفى فارس ب إياد أخيها اب له وكم يريحها هذا !!

رغم أنها تخشى فعليا أن تكون براءة إياد التى تشربها فارس عائقا له مستقبلا . هى تؤمن ألا مكان للأنقياء فى هذا العالم .


اقترب فارس مقدما مكعبات السكر ل هزيم الذى تلقاها بفرحة وصهيل مميز ليضحك فارس مداعبا غرة هزيم فتشاكسه نسمة بفعل مماثل وتعلو ضحكاتهما معا .


حمحمة رجولية إلتفت متعجبة من إختراق خصوصيتها وصغيرها لتجده يقف أمامها يطالعها بوقاحة .


تغيرت ملامحها فورا ليبتسم بتكلف : وحشتينى يا بيبى .

زفرت بضيق ليتقدم منهما : فارس ابنى حبيبى .

ظهرت الدهشة على ملامح الفتى دون أن يحاول مداهنته فيقول بتلقائية : انا وحشتك ؟؟ شكرا يا بابا .


تقدمت لتغادر : فارس هستناك عند العربية

وقف بطريقها : مفيش حمد الله على السلامة ؟؟


وقبل أن تجيب اسرع فارس يدفع أمه للخلف ويقف أمامه لينظر له بحدة فيقول بهدوء : حضرتك عاوز ايه يا بابا ؟

ابتعد بسول للخلف : ولا حاجة انا بس رجعت مصر وجيت اعرفك يا حبيبي ..انت كبرت والمفروض تيجى تعيش معايا


شحب وجه نسمة بينما قال الفتى بنفس الهدوء : اسف يا بابا انا عاوز اعيش مع ماما .. حضرتك متجوز وعندك ولادك وحياتك ومستقبلك الدبلوماسي وانا حياتى مش مناسبة مع حياتك .


عقد بسول ساعديه ونظر لابنه بحدة : انا هستنى منك إيه وانت تربية خالك الاهبل !! لازم...

قاطعه فارس بحدة متقدما نحوه بغضب لم تره نسمة مطلقا : لولا أنك ابويا ماكانش زمانك واقف على رجلك .


أمسكت نسمة ذراع ابنها تمنعه من التقدم لينظر لهما بتهكم ويدور على عقبيه مشيرا لهما بأنامله : باى هتشوفونى كتير يا حبايبى .


انقبض قلبها ليعمل عقلها فورا ، عليها التأكد من صحة إدعائه بالاستقرار فى مصر ربما يحاول التلاعب بها مجددا .. تعلم أنه لم يكتف من ايذائها ولا تظنه سيفعل فى وقت قريب .

***************

تقدم إياد من مكتبه بشركة الأزياء حيث أصبح أهم مصمميها ، نظر نحو مساعده بحدة : ابعت لى استاذ خضر بسرعة .


قلما يراه مساعده غاضبا لذا أومأ بصمت بينما اقتحم إياد المكتب ليلقى ما يحمله فوق الأريكة بحدة .

لحظات وكان خضر بمكتبه : خير يا إياد ؟؟ ماهر بيقول إنك عصبى اوى


اتجه إياد نحو الأريكة : إن.. انت مسئول عن .. عن تنفيذ التصميمااات .

أمسك الملابس ليرفعها : ده .. ده تصميميى يا خضر .


ابتسم خضر مبتلعا ألمه الخاص : ده أمر مباشر من آنسة فيروز


ورغم أن هذا كان كافيا ليصرخ إياد لكنه ما كان ليخطئ الألم بصوت خضر فعاد يلقى الملابس فوق الأريكة : مالك يا خضر ؟؟


ابتسم خضر وهز رأسه : انا كويس .. المهم انت ماتزعلش نفسك ده تنفيذ عينات انا هكلم فيروز .


عاد إياد للحدة : انااا زهق..زهقت من ن فيرروز دى .. أناا هسيب الشغل خاالص .

اسرع خضر يربت فوق صدره : إياد أهدأ .. اوعدك اللى حصل مش هيتكرر .


زفر إياد بضيق وألقى بدنه فوق الأريكة : حاضر يا خضر .


لحظة واقتحمت إحداهن المكتب : خير يا استاذ إياد بلغنى إنك معترض على قرارى .


انتفض إياد ينظر لها بحدة تبادله هى بشغف واضح للجميع عداه ، بدل خضر نظرة متألمة بينهما ثم انسحب بهدوء يتنافى مع الصراخ والأنين الذى يعج بين أضلعه .

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة