-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر

 أنهى محمد الأمر وتم فصل الموظفة بالفعل ، ورغم أن هذا أحزن محمود إلا أن غضبه اليوم طغى على حزنه ودفعه لتوقيع إنهاء خدمة هذه الموظفة التى نسجت من بضعة كلمات قصة واقرت بصحتها وبدأت بنشرها بين الجميع .


يومان فقط ؛ كانا كافيين لتسرى الأخبار المكذوبة بين العقول كالنار فى هشيم جاف .


دخل للمنزل مثقل بالهموم ، لقد طلب من مازن مغادرة المصنع بعد اجتماع محمد مباشرة .


خشى أن يصله تصريح عمه فيهدم رد فعله كل ما يقوم به عمه .


كان عليه أن يقل نور بكل الأحوال ، وسيقضى برفقتها معظم اليوم كالعادة ويعود بها إلى منزل جدها عاصم .


جلس يقص على حياة كل ما حدث بحزن صريح وهى تستمع بصمت ، منحته الوقت لينهى حديثه ويعبر عن حيرته وتحدثت اخيرا : انت فعلا لازم تشكر محمد


لم تخف حيرته لتتابع : هو معاه حق .. حاولنا كتير نحط مازن قدام الأمر الواقع علشان يتابع حياته مفيش فايدة .. رنا فعلا مناسبة ليه تماما ومش هيقدر يرفضها .. من ناحية علشان ساهر ومن ناحية تانية علشان فرح .. ده متعلق بالبنت جدا .. يوم الجمعة كنت بشده شد علشان يسيب البنت .


هز محمود رأسه نفيا : لا يا حياة .. ابنك مش هينفع معاه كل ده .. وممكن يهد الدنيا ويقول إنها مش مراته ووقتها هتبقى كارثة ورنا مستحيل تقدر تكمل فى القاهرة بعدها .. وهى كمان ممكن ترفض وده حقها طبعا


استرخت حياة : انت مكبر الموضوع ليه ؟؟ إذا مااتفقوش ابقى قول انفصلوا .. عادى يعنى .. ورنا شغلها عند عاصم .. مش بتقول شغلها كويس يبقى هتسد فى اى مكان .


زفر بضيق : محمد حطنا فى ورطة كبيرة ماكانش ليها للازمة خالص


ابتسمت حياة فرغم أن زوجها محق إلى حد ما لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة ل مازن وهى لم تعد تتمنى أكثر من حصوله على هذه الفرصة .


***************


لا يعلم سويلم ما يحدث معها منذ يوم الجمعة ، حقا كان اليوم عصيبا على الجميع لكنه مر فى النهاية بأقل الخسائر كما يرى .. مادامت الأنفس دون فقد فكل ما دون ذلك يهون .


صمتها الذى يغلفه حزن لا يعلم سببه يحزنه وينبت أفكاراً لا يثق بصحتها ويخشى أن تكون صحيحة أو تحمل جزءا من الحقيقة .


استغل الفرصة بعد غداء الصغيرين فهما سيعكفان لوقت ليس قصير على واجباتهما المدرسية .


لحق بها للغرفة وكانت تبدل ملابسها : راچعة الصيدلية ؟؟


تساءل لتجيب : لازم اكون موجودة فى استلام طلبية الوزارة .


أومأ بتفهم ثم تابع : بسمة انت زعلانة من حاچة ؟؟


نظرت له بدهشة : لا ابدا ازعل ليه !!


حمحم وحاول كشف الستار عن مخاوفه : يعنى يمكن تكونى .. جصدى يعنى ...


جلست أمامه متسائلة : مالك يا سويلم ؟؟


نظر لها مباشرة : إذا بدك نرچع نچرب .. انا خابر إن حالتى ...


رفعت كفها تكتم كلماته : هشششش .. مالها حالتك .. انت زى الفل واحلى من الفل كمان


ابتسم مكرها مقبلا أناملها التى تلامس شفتيه لتتابع : سويلم انت حساس جدا المفروض الحساسية دى ماتكونش بنا .. انت ربطت الأحداث غلط خالص .. كل الحكاية انى قلقانة جدا على نسمة .. ورافضة تماما اللى بابا هيعمله النهاردة .. وانت مضغوط اليومين اللى فاتوا ماحبتش ازود مشاكلك .


احتفظ بكفها متسائلا باهتمام : مالها نسمة ؟؟ وعمى هيعمل ايه ؟؟


تنهدت بسمة بحزن : بابا هيجوز نسمة من غير موافقتها .


اتسعت عيناه دهشة ، وحثها لتتابع الحديث فتلك الجملة التى ألقتها يمكن أن تدمر حياة توأمتها تماما قلبه فى هذه اللحظة يتألم بشدة فقد أدرك حقيقة الألم الذى تخفيه .


****************


نظرت نسمة لأبيها بدهشة : بابا حضرتك بتقول ايه ؟؟


اكفهر وجه طايع وتحدث بحدة : اللى سمعتيه


وقبل أن تعترض مجددا هب مهران واقفا وامسك ذراعها ليتنحى جانبا ، رغم الحدة إلا أنها لم تعترض أو ترفض ، بل تحركت بلا تفكير وهى تتلفت حولها متسائلة : فى إيه يا عمى ؟؟ هو بابا بيهزر صح ؟؟


وقف مهران بأحد الأركان ونظر لوجهها مباشرة : الچواز مافهوش هزار يا بت اخوى .. ابوكى اتفج مع الراچل على الچواز .. لما الزفت رچع يتعرض لك ويهددك ماخبرتنيش ليه ؟؟ ماخبرتيش بوكى ليه ؟؟ هتفضلى لحد ميته شورك من راسك .. إذا فاكرة روحك كبرتى وتجدرى تجفى لحالك جصاد واحد زى ده تبجى غبية ... دلوك هتجعدى .. والكتاب هينكتب وبعديها نشوف .


زاد تشوشها ؛ كيف أحاط عمها بكل هذه التفاصيل ؟؟

ومؤكد أن والدها فعل ..

هى لا تريد أن تتزوج ..

لا هذا الرجل ولا غيره ..


لن تضحى بصغيرها ..


تنفست بعمق وتحدثت : عمى انتو كده بتقدموا له فرصة ياخد منى فارس .


تهكمت ملامح مهران : إذا كان فارس ذات نفسيه خابر إن بوه مارايدهوش .. الصبح امك هترفع جضية لضم فارس .. اسمعى الكلام مرة فى حياتك من غير مناهدة .. بوكى لو وجع النهاردة محدش هينفعك .


عاد مهران وتركها تقف تطالع الأوجه بضياع ، نظر لهم ريان بحدة ونهض فورا يضمها بحنان : ماتخافيش يا نسمة .. كلنا معاكى يا حبيبتي .. محدش بيتخلى عنك .. إحنا بس بنزود حمايتك .. تعالى وبعد شوية هتفهمى كل حاجة .


سارت بجوار خالها دون نقاش حتى أجلسها أمام رؤوف الذى لا تحمل ملامحه اى تعبير محدد ، نظرت له بحيرة من أمرها لتفق من شرودها على صوت المأذون متسائلا بريبة بعد ما شاهده للتو : موافقة يا عروسة ؟؟

هزت رأسها دون حديث ليتابع : مين وكيلك يا عروسة ؟؟


نظرت نحو أبيها دون أن تتبدد صدمتها : بابا .


لم يطل الوقت لتفق مجددا على صوت المأذون : بارك الله لكما وجمع بينكما فى خير .


انقبض قلبها لتنقبض ملامحها بالتبعية ، كادت أن تفر لولا أن أمسكت ليليان كفها هامسة : استنى لما نفهم اللى بيحصل .


غادر الغرباء وظل أفراد الأسرة برفقة هذا الفرد الجديد ، فتح باب جانبى لتخرج ليال برفقة فارس ، انتفضت فورا واتجهت نحوه : فارس .. حبيبى .. انا .. انا ..


ضمها فارس هامسا : انا آسف يا ماما .


أبعدته لتحيط وجهه وتتساءل : اسف ليه !! فى إيه انت مخبى عنى إيه اتكلم !!


اسرع أبيها يخلص الفتى من فزعها : بالراحة يا نسمة


ارتعشت داخليا ليتجه نحوها إياد الذى لزم صمتا مريبا ، ضمها هامسا : ماتخافيش محدش هياخد فارس .. ومحدش هيأذى نسمة تانى .


تعلقت بملابس أخيها لينظر ريان ل طايع ومهران بلوم واضح عاجز عن طرحه خارج صدره حاليا .


جذبها إياد حتى جلسا ليبدأ طايع الحديث ، أخبرها اولا عن علمهم بالصدفة بما تتعرض له من ضغوط ومضايقات بفعل زوجها الأول ، ثم أخبرها عن بعض الشائعات التى آثارها حولها والتى ترامت حتى وصلت لمسامع الصغير ، ثم تحدث عن تفاخره بردها إلى عصمته فى القريب العاجل وعن الشبهات التى دارت حول ذلك أيضا .


انتهى طايع ليتحدث ريان الذى لجأ طايع إليه للتأكد من نفوذ هذا العارف الذى لازال رغم مرور السنوات يهدد ابنته ليأتى ما توصل إليه تريم من معلومات محطما اى أمل فى التصدى له .


لقد أنشأ فى السنوات الأخيرة علاقات قوية لتزيد سطوته ، أنشأ أيضا كيانا اقتصاديا مستخدما اسم أبيه لمشاركة اقوى رجال الاقتصاد .. لن يكن إسقاطه بالأمر الهين .


والاسوأ من كل ذلك أن الجميع يجهل السبب الحقيقى فى مطاردته لها مجددا ..


منذ انفصالها عنه أصبح أكثر قوة واكبر نفوذا واقوى سلطة ... ستكون حربه له وما يضمره لها قد يدمرها فعليا .


الوحيد الذى اعترض كان مهران والذى يرى أنه ند له وقادر على إسقاطه وإظهار دناءته وفساده وأبيه .


انتهى الحديث الذى طال لتمسك رأسها الذى يدور فيلومها أخيها برفق : ليه خبيتى علينا يا نسمة ؟؟


تحدثت بتلعثم : خوفت .. خوفت عليكم منه .. معرفش حصله إيه السنين اللى فاتت بس بقى يخوف .. لمعة فى عينه غريبة ومخيفة .


نظرت نحو فارس الصامت : وكنت عاوزة احافظ ل فارس على صورة منه كويسة ..


نظر فارس حوله كأنه يستعلم عن المتحدث له : انا !! يا ماما ماتخافيش انا شايفه كويس .


استعادت نسمة بعضا من قوتها لتنظر نحو أبيها : بس اكيد كان فى حل غير الجواز ..

تحدث رؤوف الذى طال صمته : انت فاكرة إن جوازك منى هيبعده عنك ؟؟ بالعكس ده هيخليه يطاردك اكتر لكن الفرق إن مش بس هنعمل له ربكة وممكن يتصرف بطيش ويغلط لا الفرق كمان إن فى راجل هيقف قصاده يعنى مابقتيش هدفه الوحيد وكل ما كترت الاهداف كل ما زادت فرص نجاة واحد منهم وصدقينى انا مش عاوز غير نجاتك انت .


أشارت بكفيها نحو الجمع متهكمة : وانت شايف ماليش رجالة ؟؟


لم يهتز رؤوف بل تابع بنفس الهدوء : لا طبعا ليكى كتير .. بس من غير زوج انت فى نظر الجميع مالكيش وهو بيعتمد على كده علشان يشوه سمعتك ويرسم الصورة اللى تحقق اهدافه .. ماتخافيش يا نسمة وقت ما تحبى ننفصل انا مش هرفض ولا هجبرك تعيشى معايا ولا هتقدمى اى تنازلات .


كادت أن تحتد مجددا ليعيدها إياد بهدوء نحو صدره فينتفض مهران : بينا يا روان


حاول ريان ابقائه لكنه لم يصغ له ، غادر ليجلس خضر ناظرا نحو نسمة : علفكرة انت شبه ابويا قوى .. جميل اوى إن الإنسان يعتد بنفسه وقوة شخصيته لكن بردو فى شخصيات تانى بتستقوى بطرق غير مشروعة عمركم ما تقدروا تغلبوهم لأنهم بيضربوا تحت الحزام .. النقطة دى فى دماغك انت وبابا مقفولة اصلا .مش شايفنها وده غلط كبير دورنا إحنا كأسرة واحدة نعوض القصور فى بعض .


نظر له رؤوف : كلامك صح جدا .. وعمى طايع العكس تماماً .


تهكم ريان : عمك طايع مقفل اكتر منهم


خااالوا


اعترض إياد ونسمة فى لحظة واحدة لتبدأ حدة التوتر تخف قليلا .


مر نصف ساعة قبل أن يستأذن رؤوف للمغادرة ، ودعه طايع مذكرا : ماتنساش تجهز بكرة بدرى للسفر .


انتفضت مجددا مع قوله : انا جاهز هعدى على نسمة بدرى .


عاد كل التوتر والتشاحن وهى تتساءل بحدة : سفر إيه ؟؟


اجاب طايع : سفر للمكان اللي نفوذ بسول مايوصلش ليه وبسول نفسه مايوصلش ليه .. مع السلامة يا رؤوف .


غادر رؤوف ليبدأ الصراع مجددا ، لامته ليليان بحدة لإتخاذ هذا القرار غير المنطقي بوجهة نظرها ، كيف ينجى ابنتها من بطش رجل بإلحاقها باخر !!!


بل كيف يقرر تزويج امرأة بعمر نسمة دون الرجوع إليها !!


وكيف يتأكد أن هذا الرجل لن يكون أسوأ من بسول نفسه !!


ظل صامتا حتى نفثت على غضبها ليتحدث بهدوء يتنافى مع الحدة التى تحدثت بها : ممكن تثقى فيا شوية .. مش هتكلم عن زمان لأنه ماينفعش .. لكن نسمة مهما كبرت هتفضل بنتى ومن حقى اختار لها الافضل .. مهما كبرت هتفضل بنتى اللى احارب علشان حياتها تبقى احسن .. استنيت كتير إنها تتابع حياتها وهى موقفاها .. من حقى ادفعها لقدام .. من حقى أوجهها مادامت مش قادرة تقرر واختار لها مادامت مش قادرة تختار .


صمتت ليليان وغرقت نسمة فى حيرتها ليستقيم واقفا : إياد ابقى هات امك واختك معاك انا عاوز اتمشى شوية .


غادر طايع لتتحدث ليال : مايصحش يا لى لى تحرجى جوزك قدامنا بالشكل ده .


زفر ريان مؤيدا زوجته : مفيش فايدة يا ليليان بتكبرى بعدد السنين بس .


*****************


كان سويلم فى طريقه للخارج لإيصال بسمة إلى الصيدلية ثم التوجه لمزرعة النباتات الطبية ، وجد أمه بالدور الأرضي الذى حوله أبيه منذ سنوات إلى مضيفة كبيرة جاهزة لمبيت الغرباء .


لقد صار له أسرة كبيرة متشعبة ووجود زوار بالمنزل أمر وارد ويحدث كثيرا ويجب أن يكون هؤلاء الزوار بمنأى عن نساء البيت اولا ويحظون بمساحة من الخصوصية ثانيا .


وقفت رنوة تتابع فتاتين تعملان بجد : ايوه تمام كده نجيب السلم من فوق بقا بس بعد ما تتغدو .


حمحم سويلم ليشعرن بقربه فتتواريان عن نظره بينما تساءلت بسمة : فى إيه يا ماما ؟؟ هو فى ضيوف جايين .


ضحكت رنوة : ههههه هو رفيع نسى يقولكم بردو !! ايوه حبيبتي اختك جاية بكرة هى وجوزها .


تلعثمت بسمة وعجزت عن الرد ، هل اصبح زواج نسمة رسميا ؟؟


نفذ أبيها ما أراد ؟؟


لكنه لم يخبرها عن زيارة نسمة لها !!


ربما تقرر هذا اليوم هى لم تحدثه منذ أمس . أفاقت على كف سويلم يحتضن كفها يبدو أنها شردت عن بقية الحوار ، جذبها للخارج لتمنح رنوة ابتسامة مضطربة وتغادر برفقته .


سارت صامتة ليتحدث بهدوء : ماتخافيش يا بسمة


وكأنها بحاجة لدعمه فعليا ، تقلصت أناملها بقوة فوق كفه الذى لان لقبضتها الواهية .


**************


دخلت الطبيبة لغرفة آيات التى لم تختلف حالتها كثيرا ولم تتحسن بشكل يدعو للطمأنينة ، اقتربت من الفراش وبدأت فحصا روتينيا ثم نظرت نحو والديها الجالسين بأحد الأركان : تسمحوا تنتظروا برة شوية !


لم يعترض اى منهما وتوجها للخارج لتنظر نحو آيات مجددا : معرفش ليه بخاف من شكل والدك ؟


ابتسمت آيات مرغمة بألم لتتابع الطبيبة : جوزك كمان شكله يخوف شوية .. هو الرجالة عندكم كلهم كده ؟


تساءلت بتلقائية لتجيب آيات بنبرة هادئة : تجريبا يا دكتورة فى نسخة رچالة بتنزل الصعيد وبس


ضحكت الطبيبة بخفوت : ههههه الحمدلله مانزلوش عندنا القاهرة .. بس رغم كده فيهم حنية غريبة كده تشد قلب الواحدة ليهم .


قطبت آيات جبينها متسائلة : مافهماش !!


اقتربت الطبيبة : انا اصلا خرجت والدك علشان اقولك حاجة ممكن تساعدك .. جوزك ووالدك حصل بينهم خلاف يوم ما جيتى المستشفى .. يعنى جوزك ولو إن ماافتكرش ممكن يكون خايف بس مااعرفش ليه مش بيزورك .. كل يوم بيجى بالليل يسأل عن حالتك .. انا حبيت اعرفك لأنه خايف عليك فعلا ومهتم .. ايه سبب غيابه عنك الله اعلم .. بس مش كره ليكى ابدا ..


تنهدت آيات : يعنى بوى مانعه يشوفنى ؟؟


هزت كتفيها : مش عارفة هو اللى زى جوزك ده ممكن حد يمنعه ؟؟


شعرت آيات بوخز الغيرة ينكأ صدرها بينما تابعت الطبيبة : انا حبيت اعرفك علشان حالتك النفسية مهمة جدا لعلاجك ولصحة الجنين .. وكل ست طبعا حالتها النفسية بتتحسن لما جوزها يهتم بيها اكتر . انا همشى دلوقتى واطمن عليك قبل ما جوزك يجى علشان اطمنه .


غادرت الطبيبة ليدخل والديها مجددا ، أغمضت عينيها تدعى النوم الذى لا تظنه سيداعب جفونها الليلة .


ترى هل يأتى لأجلها حقا !!


انحدرت أفكارها نحو منحنى يثير الغضب ؛ أيتحدث يوميا مع هذه الفتاة !!


ترى هل يكونا منفردين !!


هذه الفتاة لا يخفى إعجابها به !!


بدأت الغيرة تسيطر على قلبها وعقلها ، بدأت تشعر بثقل المرض يزداد وطأته .


تلك التى أتت ترفع من حالتها النفسية زادتها سوءا بتلك اللمعة أثناء الحديث عنه .


**************


جلس خضر شاردا ، نظر له أبيه بحيرة لتترجم أمه حيرته : مالك يا خضر ؟


هز كتفيه : ابدا يا ماما انا كويس


نظر له مهران : لاه مش كويس !! فيك إيه يا ولد ؟


ادعى المرح : إيه يا حج لازم اقطع عليك علشان ابقى كويس ؟؟


رفع مهران أحد حاجبيه يخبره أن محاولته التهرب فاشلة تماما . مسح خضر وجهه ثم قال : انا عاوز اتجوز .


احتلت الصدمة روان بينما انفجر مهران ضاحكا بشكل اغضب خضر : هههههههههههه .. بدك تتچوز مرة واحدة هههههه .. وده اللي مخليك مسهم أكده ؟؟ طب ما تتچوز حد مانعك !!


اعترضت روان : يتجوز إيه يا مهران ؟؟ خضر لسه صغير .


حصل على نصيبه من الصدمة بينما تابع مهران ضحكه : صغير هههههه .. انا اتچوزتك وانا اصغر منيه .. ولا انت عچباك موضة العيال الچديدة فى تأخير الچواز


انحنى ينظر لها مشاغبا : ولا غيرانة على ولدك هههههه .


تأففت روان لمزاحه : مهران بلاش هزار .. خضر انت بتكلم جد ؟؟


عادت تتساءل بإستنكار ليتحدث خضر : طبعا يا ماما ومن فضلك شوفى لى عروسة مناسبة .


تجهم وجه مهران بحدة زائفة : هى امك كمان اللى هتشوف العروسة ؟؟

عاد للضحك لينهض خضر متأففا : انا عارف إنك بتطفشنى علشان تستفرد بيها بس انا قايم بمزاجى علفكرة .


اتجه نحو غرفته تطارده ضحكات أبيه ، اغلق الباب لتنظر له روان فتخبت الضحكات ويتحدث بألم : ولدك مچروح يا روان

تحدثت لائمة : وانت عارف إنه مجروح وبتضحك ؟؟


نظر نحو الشاشة التى لا يعى اى منهما ما تعرضه ليقول : لو جعدنا نبكى چاره هيفضل واجف مكانه .. هيضيع سنين من عمره على الفاضى .. فى بنية زينة تنفعه يومين اكلم ابوها ونروح يشوفها .. هو بده يكمل حياته لازمن نساعده مش نفتح فى چروحه ونسأل .. لا الأسئلة هتطيبه ولا الإچابة هتفيدنا .. مالوش عازة .. العايد فى الفايت نجصان عجل يابت عمى .


***************


جلست فيروز تنضم لوالدها لتناول العشاء ، بدأت تسترق النظرات له ليتساءل : عاوزة تقولى إيه يا فيروزة ؟؟


ابتسمت بود : موضوع مهم يا بابا يخص مستقبلى .. حضرتك عارف مابحبش اخبى حاجة عنك .


هز رأسه مؤيدا : اتكلمى يا حبيبتي انا سامعك .


بدأت تحدثه عن إياد وعن إعجابها به ، ثم عن مشاكساتها له حتى التفت إليها بقلبه كما كانت تتمنى ، واخيرا عن تخبطه فى القرب منها ومخاوفه التى تثق أنها قادرة على مساعدته لتجاوزها فهى قد تجاوزتها بالفعل .


ظل توفيق صامتا حتى انتهت ليتحدث دون أي تعابير خاصة : انت فاهمة يعنى إيه ترتبط بواحد زى إياد ؟؟


زالت بشاشة وجهها : ماله إياد يا بابا ؟


نظر نحو الطعام : مالوش انا عارف إنه إنسان كويس وانا اللى طلبته يشتغل عندنا من سنين ورضيت إنه يشتغل عن بعد لأنى واثق إنه مبدع وليه مستقبل فى عالم الفاشون والموضة .. يمكن مستقبل اقوى منى شخصيا .. لكن بردو ده مايمنعش أنه داون سيندروم .


اعترضت فيروز : بابا دى مش حالة مرضية وحتى لو هى كده فمش سبب للاعتراض على الشخص نفسه .. حضرتك شايف حياتنا ؟؟


تساءلت بدلال ليصمت فتتابع : إحنا عايشين فى مستوى شكله ايه !! عندنا أهل ومعارف وأصحاب قد ايه !! ورغم كده عايشين وحدة وبرود .. أنا وأنت مالناش غير بعض .. كل واحد بيسأل علينا بيكون عاوز حاجة .. اى واحد بيتقدم يخطبنى بيبقى طمعان فى حاجة .. بس إياد مايعرفش الطمع .. ولا الكدب .. ولا النفاق .. يا بابا انا محتاجة إياد اكتر ما هو ممكن يحتاجنى .


ظل توفيق صامتا ، يعلم أنها محقة فى كل ما تتحدث عنه ، لكنه يعلم أيضا أن هؤلاء الطامعون لن يمروروا أمر هذه العلاقة بلا تنمر ونكران .


لا يظن أنها ستتحمل رفض الجميع لأجل إياد .

ولا يظن أنها ستتحمل الرفض من المجتمع الذى يرتعب للاختلاف . خاصة إن كان المختلف شخصا ناجحا .

وقتها يتزايد الأعداء ويتراكم الحاقدون .

وكم يخشى على صغيرته اذاهم ؟؟


**************


وصل مازن للمنزل اخيرا وقد غيرت صحبته نور من حالته المزاجية كثيرا .

طالما كانت صغيرته ترياق لكل ألمه .


كانت أمه تنتظره كالعادة ليعتذر بمجرد رؤيتها : انا اكلت برة .. معلش نسيت اكلمك يا ماما .


ابتسمت حياة : ما أنا عارفة محمود قالى انك مع نور .. اقعد يا مازن فى حاجة مهمة عاوزة اكلمك فيها .


جلس مازن وقد وصل إليه الأمر الذي تريد أمه الحديث عنه ، مؤكد أن أبيه أخبرها عما حدث صباحا وعن تلك الأقاويل التى أثيرت حوله .


جلس ينظر أرضا وقلبه يتساءل ؛ هل ستلومه أمه ؟؟

هل سيكون ماضيه سببا لإدانة هو برئ منها ؟؟


غابت بشاشة وجهه وتسربت راحة صدره وهو مطرق الرأس ينتظر الحكم على الماضى الذى لم يتجاوزه مطلقا .


***********


وصل محمود لشقة رنا ليستقبله ساهر كما طلب منه . خرجت إليه رنا بمساعدة چودى وجلست أمامه ، كان حرجه واضطرابه واضحا ليتساءل ساهر : فى إيه يا محمود ؟؟


تهرب محمود بعينيه : هو فى موضوع عاوز اكلم رنا فيه ..

قاطعته رنا : انا فاهمة يا عمو


نظر لها بدهشة لتتابع : ظروفى الجديدة طبعا مش مناسبة للشغل .. حضرتك ماتشلش همى ...


أوقفها بإشارة من كفه : لا . لا مش كده خالص .. ظروف إيه وشغل إيه !! الموضوع اكبر من كده


تجهمت الأوجه وحثته چودى : ما تتكلم يا محمود قلقتنا .


زفر محمود مستغفرا وبدأ يقص كل ما حدث صباحا حتى إعلان محمد زواج رنا ومازن واستخفافه بأمر تلك الأقاويل ومحاسبته الشديدة للجميع .


لمعت عينا چودى بسعادة التقطها ساهر فورا ، نفر قلبه لسعادتها تلك واستنكرها عقله .


أنهى محمود حديثه ونظر نحو رنا التى بدأت دموعها تتخذ مجراها الصامت وعينيها تلزمان الأرض .


استنكر محمود البكاء : ليه كده يا بنتي ؟؟ هتتعبى نفسك اكتر ؟؟


لم ترفع عينيها وتحدثت : انا عشت اكتر حياة مرفهة ممكن حد يتخيلها .. بس كانت فارغة .. باردة .. والنتيجة انى رميت نفسي فى حضن اول راجل حسيت معاه بالدفا .. بس دفاه ماكنش حب .. كان نار انا الحطب بتاعها .. اخترت غلط واخترت كمان اتحمل نتيجة اختيارى .. ودى النتيجة .. سينجل مام فى مجتمع شرقى .. الكل عاوز يفرض عليا نفسه أو رأيه أو حكمه .. بقيت مجبرة اتحمل واتحمل حتى لو مش قادرة .. انا عملت فى نفسى كده .. انا اخترت لنفسى ده .


نفى ساهر فورا : رنا كلنا بنغلط وانت خرجت من تجربتك قوية قادرة تعتمدى على نفسك .. قادرة تبنى نفسك .. كلام الناس مابيخلصش ومحدش هيفرض عليكى حاجة .. قومى نرجع الغردقة وسيبى الدنيا دى لناسها .. ماتفكريش انك لو رجعت فى حد هيرفضك .


اخذت چودى الحديث لاتجاه اخر : وبردو مازن مافرضش نفسه عليكى يا رنا .. لو انت حابة تكملى حياتك هنا مش مضطرة تقبلى تتجوزيه .


تحدث محمود اخيرا : رنا انا مش بفرض مازن عليكى زى ما چودى قالت ..

قاطعته رنا بحدة : انا مش هكون زوجة تانية يا عمو .. ومش هفرض نفسى على راجل متجوز .


متجوز ؟؟

تعجب محمود : مين قالك مازن متجوز ؟؟


كفت عن البكاء : انا شوفت مراته وبنته فى مكتبه .


ابتسم محمود لأول مرة منذ وصوله : هيا طليقة مازن كانت جايبة نور بنتهم علشان هى مسافرة مع جوزها الحالى .. مازن مش متجوز لو ده وجه اعتراضك عليه .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية الشرف ج 5 بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة