-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى - الفصل السابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع عشر

 انتبهت لدخوله الغرفة فاعتدلت جالسة : فى إيه ؟

حافظ على المسافة بينهما : إياد صحى .


اومأت وهى تنزل ساقيها عن الفراش وتعيد حجابها فوق رأسها خشية وصول سويلم بأى لحظة بينما شرد هو تماما فى ملامحها التى يعشق دون ذرة شك .


لم يكن يتخيل أن يتسلل العشق لقلبه مجددا بعد كل ما عاناه من العشق .


لكنه فعل وتمكن من قلبه بشكل كامل بل من كيانه كاملا ، وها هي من يعشق ..

أمامه

بين يديه

زوجته


وهو عاجز عن تلبيه نداء قلبه لها . عليه التخلص من كل ماضيه أولا .


لقد صدق أبيها القول فى كل التفاصيل ، هو لم يدع حبا لها لا يملكه .


بل يذيب الشوق صدره لمجرد ضمها إليه مع عجزه الذى يزيد احتراقه .


قطعت أفكاره متسائلة بريبة : مالك ؟ بتبصى لى كده ليه ؟


تحدث وكأنه فى عالم اخر : انت جميلة جدا يا نسمة .. جميلة بشكل يفوق الوصف


زادت ريبتها من حديثه المغوى لمشاعر أنوثتها المهملة لكنها تداركت أمرها وهى تنتفض عن الفراش : انا هشوف إياد


كادت تتجاوزه ليمد ذراعه فيعيق هروبها منه ، ارتدت للخلف ليمسك ذراعها ويقترب منها دون تردد ، أحاط وجهها ليرى نظرة خائفة حجمت كل انفعالاته .


اغمض عينيه رافضة هذا الخوف ليهمس : حاولى ماتخافيش منى انا افديكى بعمرى .. عمرى ما اذيكى يا نسمة .


لم تنزع كلماته مخاوفها لكنها تسللت تمنحها بعض السكينة غير المكتملة مع هذا القرب الذى لم تستعد له نفسيا .


زادها قربا لتشعر بدفئه الذى يغريها لتظل بهذا القرب .


هى تحتاج هذا القرب

هذا الدفء

هذه العناية


لكنها لا تستطيع .. هى لا تثق به لتتمكن من المتابعة .

شعر بدفعتها له ليتراجع خطوتين سامحا لها بالفرار .


غادرت الغرفة لتجد إياد يهرول للخارج لتلحق به : إياد رايح فين ؟؟


اجاب دون أن يلتفت : هسأل بسمة على حاجة وجاى .


اغلق الباب لتجد نفسها عالقة معه مجددا

وحدها مع ثورة مشاعر كليهما والتى كادت أن تنتصر للتو .


نظرت للخلف بترقب فرأته يقف قرب الباب وينظر أرضا ، رفع عينيه لتحاصر عينيها وتحاصرها ملقية بها مجددا فى خضم تلك المشاعر التى طمرتها لسنوات وظنت أنها لن تحيا مجددا .


تقدم خطوتين ليقف أمامها مباشرة ، حمحم باحثا عن صوته : انا عارف إننا اتجوزنا فجأة .. ويمكن تكونى مش راضية عن الجواز بشكل كامل .. لكن صدقينى لو تعرفى انا بحبك ازاى هتنسى كل الخوف اللى جواكى .. نسمة انا مش حابب افرض نفسى عليكى ولا كان ده هدفى .. انا عاوز احميكى .. الشر اللى عاوزك لايمكن تتخيليه


تغيرت نبرة صوته لتحصل على فرصة ذهبية لاكتشاف ما يحدث : وانت تعرف إيه عن الشر ده ؟؟ وتعرف إيه عنى ؟؟


حث قدميه حتى اهلك المسافة بينهما ليهمس : هتعرفى كل حاجة فى وقتها .. دلوقتى لازم تعرفى اهم حاجة انى بحبك .. بعشقك .. انت اللى رجعتى قلبى للحياة تانى .


مع انخفاض نبرة صوته بدأت مشاعرها تطغى مجددا مستمتعة بشعورها برغبته فيها .. لم تشعر منذ سنوات بهذا الدفء بل كان ما تشعر به كاذبا كليا وهى تعلم ذلك واعترفت به .


كان اعتقادها أن الحب الذى تراه الأن وهما يوهم به البعض أنفسهم ليحولوا حياتهم لصورة أجمل .


و الأن تشعر أنها ترى هذا الوهم .


هل يمكن رؤية الأوهام ؟؟


تخبطت بين أفكارها لتجد نفسها عالقة بين ذراعيه وهذا الدفء يأتى على ما بقى منها .


لكنها لا تشعر برغبة فى المقاومة


تريد أن تسلم كل حواسها لهذا الخدر حتى ترتوى منه تشققات الظمأ بثناياها .


اسلمته أنفاسها طواعية لتشعر بنبضات مخيفة بصدرها تطالب بالمزيد .


***


عجز عن مقاومة نداء قلبه بعد .. لقد تعدى الأمر رغبته بل أصبح احتياجا مؤلما لكل ذرة به .


شعر بها تستزيده قربا بتعلقها بقميصه وكأنه ملاذها الوحيد ، سارع بإقتناص فرصته ليتذوق حروف اسمه التى تهمس بها دون وعى ومع كل حرف يودعه صدره يصيبه جنون لن يبرأ إلا بالمزيد منها .


فليذهب الماضى إلى الجحيم ويبقى هو بنعيم هذا القرب ، لم يصدق أنها برغبتها بين ذراعيه بهذه السرعة .


مجرد وصوله لهذه الفكرة يزيد احتياجه لها .


كاد عقله أن ينزوى أمام جنون قلبه الذى لن يهدأ فى القريب لكن صوتا صادرا عن عمق بعيد أعاد له رؤية الحاضر .


طرقات على الباب ايقظته من حلم كاد يحققه لكنه عجز عن كسر هذا الجسر الذى امتد بينهما بهذه السرعة .


دفن رأسه بين ثناياها هامسا : انا هشوف مين بيخبط .. ادخلى الاوضة لفى حجابك تانى .


فتحت عينيها لتراه بهذا القرب فتتأكد أن كل ما شعرت به حقيقة بينة . اخفضت عينيها توارى ضعفها عنه ليدفعها نحو الغرفة ثم يتجه للباب الذى ما إن فتحه حتى اقتحمه الصغيرين بصراخ : فين خالوا إياد ؟


نظر للباب الخارجى ليجد سويلم يمر منه وينهر صغيريه : مش جولت تطلعوا علطول .


ابتسم رؤوف يوارى اسفه : يا سيدى خالهم وحشهم ماتبقاش حمقى كده ؟

اقترب منه معتذرا : معلش يا رؤوف عيال مزعچة


ربت رؤوف فوق كتفه : مفيش إزعاج ولا حاجة اتفضلوا إياد زمانه جاى .


**************

جلس بسول يتناول طعامه برفقة أسرته الصغيرة المكونة من زوجته ابنة السفير السابق وابنتيه الصغيرتين اللتين تنظران نحوه بخوف لا تراه زوجته لجنونها به .


حين أراد استكمال حياته حرص فى اختياره ووضع عدة شروط حازمة لشريكة حياته ليمنع الفشل مجددا .


اختارها من نفس وسطه الاجتماعي تقدر عمله ولا تتذمر للرسميات والاجتماعيات التى تفرضها أعماله عليها .


اختارها راقية ليضمن رقى أبنائه مستقبلا ورغم عدم إنجابها سوى فتاتين إلا أنه يشعرها أن فتاتيها هما الدنيا بعدها .


اختارها سطحية لا تفكر سوى فى التسوق ولا تتحمس سوى لأكاذيب غربية تزيد من سطحية تفكيرها والذى يلائم تماما كل ما يزرعه به من أكاذيب .


اختارها عاشقة له مستعدة لتكذيب العالم وتصديقه هو .. مستعدة للتخلي عن العالم والتمسك به .


اختارها ملائمة تماما لراحته ، لحياته ، لمركزه و لدفن أسراره بصورتها المبهرة .


قطع رنين هاتفه جلستهم التى لم تخل من ثرثرة زوجته والتى صمتت فورا ليخرجه ويرفعه لإذنه ويصمت مستمعا للطرف الاخر قبل أن يقول : تمام شوية واقابلك ونشوف هنعمل ايه .


وانهى المحادثة بغطرسة مبالغ فيها لتنظر له بأسف : هتخرج بردو ؟؟


ابتسم بتكلف : بيبى انت عارفة مسئولياتى وانا فى مرحلة انتقالية .. التعامل مع العرب غير اوروبا وامريكا خالص .. لازم اعمل لنفسى أرض صلبة اقف عليها .


رفعت سبابتها بتحذير واه :بس promise me نقضى tonight سوا .


اتسعت ابتسامته : promise baby


ونهض فورا ملقيا نظرة غير مبالية على فتاتيه : see you girls


ابتعد عن الطاولة لتنظر للفتاتين بغضب : فى بنات مؤدبة تعمل some thing like that?


رفعت إحداهما عينيها : مامى We want to till you something please.


نهضت عن الطاولة لتغادر فورا فتنظر إحداهما للأخرى بأسف وتنظران أرضا .


***************

جلس مازن ورنا وعلى مقربة منهما يجلس محمود وساهر وچودى متغاضية عن رفض زوجها المستتر لهذا الزواج.


تحدث مازن بهدوء : رنا انت مش مضطرة تقبلى الجواز منى .. قصدىىى .. انااا مش بفرض نفسى عليكى .


رفعت رأسها ونظرت له دون أن يرجف لها جفن : ومين قالك اني مضطرة ؟؟ ولا انت مضطر وعاوز الرفض يجى منى ؟


ارتفع حاجبيه بدهشة لسوء تأويلها حديثه : لا والله مش قصدى كده خالص .. انا عاوز اقول إن القرار فى ايدك لازم تكونى عاوزة تجوزينى من غير ضغط .


لا مش عاوزة .


صدم لردها الصاعق لكنها تابعت : انا محتاجة اتجوزك مش عاوزة اتجوزك .. والاحتياج هنا علشان تبقى عارف نفسى مش اكتر .


اهتز صوتها : انا بقيت اخاف من الناس ومن نفسى .. خايفة منك انت كمان بس وقفتك معايا يوم ولادة فرح مطمنانى شوية .. حاسة إنك مختلف .. إنك مش هتوجعنى ولا هتأذينى .. انا مش هتحمل وجع تانى .


عاد نظرها للأرض ليسرع بنزع مخاوفها : عمرى ما اوجعك ابدا ولا اقدر أذيكى لا انت ولا فرح .. انا اتعلمت زمان من فشلى ويمكن اكون محتاج اتجوزك انا كمان اكتر ما انت محتجانى ..


رفعت رأسها مجددا ليبتسم متابعا : احتمال نجاح جوازنا اكبر لأننا احنا الاتنين عاوزين نعيش من غير وجع واللى مش عاوز يتوجع مش بيوجع .


اومأت بصمت فها هي مقبلة على الزواج للمرة الثانية ضد رغبة أهلها بل دون علمهم أيضا . هى لا تريد سوى حياة تشعر فيها بقيمتها ، احترامها ، إنسانيتها وأنوثتها الجريحة .


لا تريد رفاهية الحياة بكنف أبيها مع محاصرته لها فى دور الملامة على أخطاء العالم خاصة وأنها مخطئة فعليا فى الوقت الحالى بنظره أكثر من العالم أجمع .


لا تريد رومانسية الروايات التى وعدت بها مسبقا ولم تحصد إلا ألما وإهانة وإذلال .


لا تريد من مازن حاليا أكثر من الإحترام والمودة لها ولصغيرتها .


نظر مازن نحو أبيه الذى تساءل : اتفقتم ؟؟


نظرت نحوه ليبتسم : متفقين على المبادئ واللى عمى ساهر يقول عليه انا هعمله .


نهض ساهر دون أن يخفى رفضه المهتز ليجلس أمامه وينظر نحوها : حبيبتي ادخلى اوضتك دلوقتى .


اومأت بصمت لينهض مازن محترما أثناء مغادرتها التى لم تخف بعد وهنها وضعفها بعد الولادة وما مرت به خلال الأيام القليلة التى تلتها .


جلس مازن ومحمود بينما غادرت چودى برفقة رنا ليقول ساهر : طبعا واضح إن رنا مش مستعدة بدنيا ولا نفسيا لخطوة الجواز دى .


نظر محمود لولده بحيرة بينما تابع ساهر : وانا مش قادر اسيبها فى المستوى ده واسافر وهى رافضة تماما مساعدتي .


قاطعه مازن بهدوء : بعد اذنك يا عمى الحل عندى انا .


لم يحاول ساهر اخفاء رفضه بل جاهر به : انا اصلا رافض جوازكم بالطريقة دى

علت الصدمة وجهيهما ليتابع بنبرة اخف حدة : بس رنا مش صغيرة وهى وافقت


نظر نحو مازن بحدة : انا مش هسمح إنها تتأذى تانى مهما كان قربك مني .


قدر محمود مخاوفه ليتحدث بهدوء : ساهر اهدا شوية .. هم الاتنين مش صغيرين .. وانا مقدر مخاوفك كلها لكن صدقنى هى مالهاش أساس .


هدأت حدة ساهر : اتمنى طبعا يا محمود انت عارف انا مش عاوز غير إنها تكون سعيدة .


تحدث مازن مجددا : وانا اوعدك تكون سعيدة .. وإن كان على الحياة هنا انا هجهز شقة فى اسرع وقت ممكن وخلال فترة التجهيز انا هعيش مع رنا هنا


دهش محمود وقاطعه : ما تيجو تعيشوا معانا


وضح مازن رؤيته : اسمح لى يا بابا إحنا محتاجين وقت لحد ما نتفاهم وعلاقتنا تستقر


صمت محمود فولده محق وصمت ساهر فهو لا يملك إلا أن يتمنى لها السعادة .


عرض مازن أن يتم عقد القران بشكل عائلى سريع فور استعادة رنا عافيتها بشكل جزئي فليس من المنتظر تحسنا كاملا فى القريب ليتمكن من الانتقال إلى شقتها وحسن رعايتها لكن ساهر ترك أمر تحديد الموعد الملائم ل رنا نفسها ووعد بسرعة إبلاغهم به .


***************

طرح إياد عدة أسئلة أوضحت تخبطه وحيرته لكنها تمكنت من رؤية ما يبحث عنه فهو محور حياته وهى افضل من يمكنه التعرف على ما يفكر به ببساطة .


سارت صامتة حتى انتهى من عرض كل أفكاره المتخبطة لتقول : إياد اذا البنت ماشافتش اختلاف فى الراجل اللى بتحبه يبقى هتحبه ليه .. إحنا بندور فى فتى احلامنا على صفات معينة كل بنت بتحط صفات حسب تفكيرها واحلامها وعقليتها ولما بتقابل شخص فيه الصفات دى بتبدأ تقرب منه لحد ما تتأكد إن هو اللى بتدور عليه .


عقد ذراعيه : يعنى الاختلاف ده مش حاجة وحشة ؟

ابتسمت : ابدا الاختلاف ده طبيعة فينا لكن احنا بنخاف نعترف بيها .. اصلا مفيش حد زى التانى كلنا مختلفين .. لكن الاختلاف المقصود فى اختيار شريك الحياة يعنى التميز .. إيه اللى يميز سويلم مثلا علشان اختاره هو بالذات ؟؟ اكيد المميزات اللى شوفتها فيه هى اللى بدور عليه .


ظل إياد صامتا لتتابع : حبيبي انا مقدرة إنك تخاف من اى خطوة انتقالية فى حياتك لكن يا إياد اذا ماحاربناش علشان نحقق الحياة اللى نتمناها يبقى مانستاهلش نعيشها .


أومأ اخيرا : صح يا بسمة بس انا خايف مااقدرش احارب أو الناس تستغل نقط ضعفى أو ..

قاطعته برفق : طبيعى تخاف وهنا يجى دور الطرف التانى يا إياد لازم تكونوا متفقين ومتفاهمين .. التفاهم هو اللى يعدى بيكم على اى حاجة صعبة .


اقتربا من المنزل ليلزما صمتا صاخبا بعقل كل منهما ، هى تقدر مخاوفه وتخبطه .. عاش إياد عمره محبا للجميع لكنه حظى بمساعدتهم جميعا أما الأن فعليه أن يتقدم منفردا ليأسس حياة جديدة مستقلة تحتاج قوة لحماية هذا الحب الذى قد يرفض من قبل الجميع .


**************

جلست نسمة بالغرفة تلوم نفسها ، دفنت وجهها بين كفيها توارى خجلها من ضعفها بين ذراعيه بهذا الشكل المخجل ..


هل أثرت سنوات الوحدة على قوتها الداخلية ؟؟


هل تتوق لهذه المشاعر بهذه الحدة التى تدعو لهذا الضعف ؟


انتفضت تتجه نحو المرآة ، عليه أن يلتزم مستقبلا بمسافة كافية من البعد بينهما .


لكن كيف تخبره ذلك ؟؟


بمجرد قربه منها تتخلى عنها كل أفكارها العقلانية ويتحكم ضعفها ملقيا بها بنشوة هذا القرب .


سمعت صراخ الصغار الذى يدل على عودة بسمة واياد لتعيد ضبط هيئتها المبعثرة وتتجه للخارج .


خرجت من الغرفة لتحاصرها عينيه فورا فى لهفة تدك كل حصون رفضها له .


لما ؟؟؟


يبدو أن القبول بهذا الزواج ستدفع ثمنه غاليا .


*****************

جلست رنوة بالحديقة الأمامية بعد الغداء تراقب مرح إياد والصغار بينما غادر سويلم وبسمة التى طلبت أن تعود آيات راغبة فى منح شقيقتها وزوجها بعض الخصوصية خاصة مع ملاحظتها أن ثمة ما يدور بينهما بصمت .


إنطلق إياد يعدو وهما يلحقان به مع اقتراب رفيع الذى لاحظ صمت رؤوف ونسمة وشرودهما الذى يثير ريبته .


جلس بجوار زوجته متسائلا : مالكم يا ولاد زهجتوا من الجعدة فى الدار ؟


إلتفت له رؤوف : لا ابدا يا عمى .. الحياة هنا بسيطة وهادية انا بس مانمتش كويس امبارح .


ابتسم رفيع : خد مرتك وادخلوا ارتاحوا يا ولدى


اعترضت نسمة : انا مش تعبانة يا عمى هستنى بسمة


ابتسمت رنوة : حبيبتي بسمة هتتأخر هيروحو المستشفى وبعدين يقدموا للولاد فى اللعبة اللى هيلعبوها فى النادى .


تساءل رؤوف : هيلعبوا إيه ؟


حمحم رفيع بغيرة واضحة : اهى لعبة كلها عراك وضرب وچع رأس والسلام .


اتسعت ابتسامة رنوة : ترابل فايت


لاحظت نسمة احمرار وجه رفيع الذى يدل على غضبه وهى تعلم مسبقا غيرة الرجال هنا لذا آثرت أن تقصى رؤوف من أمامه حاليا فوقفت معتذرة : خلاص يا طنط لما تيجى ترن عليا .


نهض فورا متغاضيا عن الحديث والمتحدثين رغبة فى صحبتها : عن اذنكم


أومأ رفيع له بإبتسامة مصطنعة ليغادرا فتنظر له مبتسمة : مفيش فايدة !! ده من دور ولادى يا رفيع


نفث غضبه : من دور ولادك ولا لاه راچل يبجى مفيش حديت وياه واصل .


وقبل أن تحصل على فرصة للأعتراض رفع كفه محذرا : انى هادى اهه .


وبدلا من توبيخه أو لومه انفجرت ضاحكة ليسرع رائد نحوهما لاهثا : جدو ماتعاكسش تيتة .


رفع حاجبيه وقد احتقن وجهه لتدفع الصغير : مش بيعاكسنى يا رائد روح العب مع اخوك .


ركض الفتى لينظر نحوها : ادسك فين من العالم ؟؟


لم تخف سعادتها بل همست مقربة رأسها منه : فى جلبك


علا صياح رائد : جدوووو


انتفض واقفا : طب تعالى يا واد انت


واتجه نحو الدائرة التى يمرح بها الصغار مهددا بإمساك رائد الذى تحولت صيحاته لضحكات وهو يتخفى خلف إياد فيهدده رفيع زاعما الحصول على توأمه رهينة فيصير المرح جماعيا .


نظرت له براحة وعشقه ينبض داخلها ، ها هو يحاول من جديد لأجل استقرار حياتهما معا بتقربه من الصغار بدلا من الوقوف بموقع ناء والاكتفاء بالغيرة من قربها منهم .


**********

وجدت نسمة متنفسا لها من غيرة رفيع لتضعه حاجزا بينهما بإدعاء الغضب .

حتما لن يتقبل غضبها ولا حدتها .


اندفعت للداخل وهى تنزع حجابها بحدة : انت اتجننت رسمى ؟؟


اغلق الباب وتبعها متعجبا غضبها : فى إيه ؟؟ بتتكلمى عن إيه ؟؟


دارت على عقبيها تنظر له بغضب : بتكلم عن اللى حصل برة .. انت مش واخد بالك احنا فين ؟؟


رفع حاجبيه دون أن يتحدث لتوليه ظهرها مجددا : إحنا فى الصعيد .. الرجالة هنا دمهم حامى .


عادت تنظر نحوه : وده مش اى حد ده عمو رفيع .. اصلا قلبه بيغلى غيرة من نفسه


اقترب منها بحدة : وانت تعرفى اللى فى قلبه منين ؟؟


زفرت بضيق : ماكنتش شايف بيبص لك ازاى وانت بتكلم طنط رونى ؟؟ ده كان فاضل له دقيقة ويقوم يخنقك


ضيق عينيه محاولا اكتشاف أفكارها أو تحديد نيتها ، صمت وتركها تعبر عن غضبها بإدعاء عدم احترامه تقاليد النجع لكنه كان يقترب بهدوء .


دارت مجددا لتواجهه لتجده خلفها مباشرة لترتد للخلف فيتساءل قائدا الحوار لمجرى مخالف تماما : انت بتغيرى عليا ؟؟


اتسعت عينيها بدهشة ليتابع : لو بتغيرى نص غيرتى عليكى هبقى اسعد راجل فى الدنيا !!


ضربت كفيها بدهشة : غيرة إيه اللى تغيرها عليا ؟؟ انت فاكر إننا بنا مشاعر من أصله ؟؟ انت ...


قاطعها بقربه الشديد ليربكها : طبعا بنا مشاعر .. من ناحيتى على الأقل .. انا قولت لك بعشقك .. انت بتجرى فى دمى .. انت غيرت دفة حياتى اللى كانت رسيت خلاص ورمتينى فى بحر العشق من تانى .


انخفضت نبرة صوته لتلمس قلبها وهو يرفع كفه ليقحم أنامله بخصلاتها : انت ليه مش مصدقة حبى ؟؟ مش معقول قلبك مش حاسس بيا وبوجعى .


بدأ قلبها يعلن اعتراضه وانضمامه لصفوف حربه ضدها ، زفرت بضيق محاولة التراجع لكنه وصل بها لدفئه الذى يغرى قلبها باللجوء إلى صدره ملقيا بكل شئ عرض الحائط حتى يكتفى من هذا العشق الذى تراه وترفض الاعتراف به .


لم يشعر كم مر وهو محتجزا أنفاسها حتى تألم صدره طلبا للهواء . شهقت ملتقطة أنفاسها لكنه سارع بإحتجازها مجددا .


همست بإسمه مستنجدة من سطوته التى تفرض عليها أتباعه لكنه لم يكن بحالة تسمح بالإصغاء .


رفعها بلا مقاومة منها ليحصل على المزيد من تعلقها به الذى يدفعه لاتباع حاجته حتى الأرتواء .


*************

غادر يزيد الغرفة فور وصولها ، لقد أفاقت آيات منذ ساعات قليلة وتمنى أن يحصل على فرصة لتبرير أخطائه التى تتكاثر بسوء حظه .


جلست بسمة بجوار آيات : حمد الله على السلامة يا آيات . . شدى حيلك علشان ربنا يتم شفاكى ده ابو زيدان كان هيتجنن يوم الحادث .


نظرت لها آيات بدهشة وترجم لسان أمها تساؤل تخشى طرحه : يعنى كان خايف عليها صدج ؟؟


ابتسمت بسمة : خايف بس ؟؟

نظرت نحو آيات : انت ماعرفتيش إنه تعب ودخل العناية ؟؟


ارتعبت آيات : ليه حوصل إيه ؟؟


هزت بسمة رأسها بأسف :ده كان واخدك فى حضنه وهيموت من الخوف وفجأة اتشنج ووقع جمبك ولولا ستر ربنا ووجود الرجالة كان جرى له حاجة .. ربنا يسعدكم يارب ويزيدكم محبة .


شردت آيات عن حديث بسمة عن يوم الحادث وتعلقت برأسها صورة واحدة .. صورته وهو يضمها لصدره فزعا ..


هل خشى فقدها حقا !!


لدرجة إصابته ؟؟


انتفض ثلاثتهن مع صرخات قادمة من الخارج وصياح ينم عن مشاجرة بين الرجال .


****

جلس سويلم بصحبة سالم ويزيد الذى إلتزم صمتا مؤلما بينما حاول سالم التحدث فى بعض شئون النجع .


خطوات مسرعة تبعها اندفاع سعد ليمسك ملابس يزيد صارخا : انت بتعمل ايه أهنه ؟؟ بدك تخلص عليها ؟؟


انتفض يزيد ودفعه عنه : انى افديها بروحى بزيداك چنان


عاد سعد يمسك به : بزيدانى انى ؟؟

حجز سويلم بينهما : ايوه يا سعد بزيداك


دفعه سعد : انت مافاهمش حاچة .


سعد !!


صاح سالم لينظر له ولده : إكده يا بوى ؟؟ تبعتنى الچبل وتردهاله تانى بعد اللى حوصل منيه ؟؟


وقف سويلم بينما باسطا ذراعيه للحفاظ على المسافة بينهما : شوف يا واد عمى إذا خيتك بدها ترچع دار چوزها يبجى مالاكش صالح بيهم .. ده لو رمى عليها اليمين ووفت عدة وحبت ترچع له واتراضوا ماينفعش تمنعها .. ده كلام ربنا .


اشاح سعد بيده : وهو ده يعرف ربنا ؟؟


بزيداكم ..


لهجة حازمة رغم النبرة الخفيضة ليظهر زيدان الجد وولده حسين يدفع مقعده ، نظر نحو سالم : انا چاى بنفسى يا سالم ارد مرت حفيدى دارها إيه جولك ؟!


ابتسم سالم مقبلا نحوه : مفيش كلمة بعد كلمتك يا كبيرنا .


اعترض سعد : يا چد انت واعى عمل فيها ايه ؟؟


نظر له زيدان مقدرا مخاوفه : اللى چرى لخيتك يا ولدى امر ربنا . ابتلاء ربنا بيمتحنا بيه .. يا ولدى خيتك مرت حفيدى وام ولاده .. افهم زين يا ولدى مش عيب ابدا نخاف على ناسنا بس العيب إن خوفنا عليهم يأذيهم .


صمت الجميع ليحمحم سويلم : يزيد نادم على ام عابد من چوة .


تحرك يزيد نحو الغرفة. طرق الباب لتفتحه هى وتغادر فيندفع هو للداخل .


وقف امامها دون تردد : آيات ربنا عطانى فرصة چديدة مانويش اضيعها .. اللى فى بطنك ده وكنت عم تداريه منى مش ولدى


اندفع سعد للداخل مقاطعا يزيد ، دفعه نحو الحائط محيطا رقبته يكفيه مجتمعين : والله لا تكون اخر كلامك يا خسيس

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية الشرف ج 5 بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة