-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى - الفصل التاسع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع عشر من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل التاسع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل التاسع عشر

 زاغت نظرات رؤوف وشعر بأنه تعرض للخداع ، ضغط مكابح سيارته لتتوقف مصدرة صريرا مزعجا بقوة كادت تصيبه لكنه أخرج هاتفه فورا وطلب رقم فارس الذى اجاب بعد لحظات : ازيك يا عمو ؟ ماما عاملة إيه ؟؟

لم يحب رؤوف بل اسرع يأمره : شغل وابعت اللوكشن بسرعة .


أنهى المحادثة لتتعلق عينيه بشاشة الهاتف التى تتعلق بها حياته حرفيا .


***************


انتفضت نسمة عن هذا الفراش الذى تشعر به جمرا ينفذ محرقا روحها وبدنها سويا .


وقف بالجانب الاخر للفراش يطالع فزعها بتشف واضح . ضحك وهى تتفقد ملابسها : كله فى وقته يا بيبى .ولا انت مستعجلة ؟؟؟


نظر لساعته وهو ينزعها صارخا : الغبى ده أتأخر ليه ؟؟

عادت خطوة للخلف ليزفر ناظرا لها : يعنى سبته يمشى ورا الإسعاف ولحد دلوقتي ماوصلش ؟؟


ارتعش صوتها : انا فين ؟؟ بسول اللى بتعمله ده جريمة وماحدش فوق القانون .. خلينى امشى احسن .


نظر لها لحظات دون أي رد فعل ثم انفجر ضاحكا : هههههههههههه لسه ساذجة زى ما انت !! انا فوق القانون .. انا .. تعرفى مين انا ؟؟


شعرت بإختلال واضح بلهجته ليدور حول نفسه يزهو بها ، اتجه نحو المرآة مشيرا لإنعكاسه : انا آدم .. آدم اللى جوا كل راجل .. آدم اللى بيعشق الفاكهة المحرمة .. أنا الحرية المطلقة .. منتهى المتعة ...


قاطعته بحدة : انت شيطان مش آدم .. الشيطان اللى جوه كل انسان بيغويه علشان يهلكه .. انت اتجننت مابقتش طبيعى .


عاد يضحك : ههههه يا بيبى انا زى ما انا بس عرفت نفسى اكتر .. عرفت ازاى ابقى انا ..انا بس اللى قادر اوصل لكل اللى نفسى فيه .. كل اللى يمتعنى .. كل اللى يوصلنى للذة الحياة من غير عقد ولا افكار رجعية .. حتى القانون بتاعك انا بقدر ألعب بيه .


تملكت منها بعض الشجاعة لتقترب وتقف أمامه بتحدى وعناد : انت مريض .. مش طبيعى .. غرورك وكبرك هيقضوا عليك .


انتفضت مع حركته الفجائية لكنها لم تملك فرصة للهرب ولم يكن لها مهربا منه .


احاطها بذراعيه لتصرخ وتحاول الفرار والتخلص منه فتكن ضحكاته رد فعل مفزع لها .


انحنى ليحكم سيطرته عليها : أهدى لسه بدرى على المقاومة .


دفعته للخلف ليحملها ويدفع بها نحو المرآة .

التصقت بالمرآة حرفيا لتضطرب أنفاسها لإلتصاقه بها بينما قال : بلاش تستفزينى وتخلينى اتهور قبل ما يجى .. انا اصلا مستعد ابدا معاك انت بالذات .. انت مميزة .. شايفة المراية دى إحنا هنبقا هنا وهو الناحية التانية .. بيتفرج عليك وانت فى حضنى ..


زاغت عينيها وهى تشعر به يدفعها مجددا ليثبت حركتها وينزع حجابها : إيه رأيك نتمرن شوية لحد ما يوصل ؟؟


صرخت وهى عاجزة تماما عن إبعاده وكل ما يجول بعقلها تساؤلات عن هذا الشخص الذى يتحدث عنه وعما هى مقدمة عليه .. عادت تقاومه بلا أمل حقيقى فى الخلاص منه لكنه ابتعد فجأة لتسقط أرضا . نظرت له بفزع وهو يخلع قميصه فيلقى به أرضا . اتجه نحو مقعد وألقى بدنه بتكاسل .

رفع زجاجة نبيذ ليريها إياها : انا جايب الازازة دى مخصوص لليوم ده .


استندت إلى الجدار خلفها لتقف على قدميها متسائلة بفزع : انت بتكلم عن مين ؟؟ مين اللى هيبقى الناحية التانية ؟؟ اوعى .. اوعى يكون فارس .. انا اقتلك لو اذيت ابنى


عاد للضحك باسطا ساقيه أمامه : ههههه فارس !! وفارس يشوفك فى حضنى هيحصل ايه ؟؟ انا ابوه وانت أمه عادى ..

بابا ؟؟

تساءلت بإنهيار ليضيق عينيه : انا ازاى مافكرتش فى الحكاية دى .. شوفتى إننا ننفع دويتو ..


صرخت بلا تردد : بتكلم عن مين ؟؟


ألقى الكأس تجاهها ليصطدم بالمرآة فيتحطم ويسيل النبيذ الأحمر عليها متخذا طريقه للأسفل ..


ضمت رأسها بكفيها فزعا ليقرب الكأس الأخر ويصب بعضا من زجاجته : بتكلم عن الكابتن .. اللى فكرتى هيقدر يحميك منى .. اللى قدمت له نفسك على طبق من ذهب .. وهو اصلا بيطاردك زيى بالضبط ومش عاوز منك اكتر من اللى انا عاوزه .


رؤوف


رددت بقهر ليرتشف قطرات نبيذه الفاخر وهو يطالعها بإشتهاء واضح : وللاسف لو أتأخر اكتر من كده مش هقدر استناه .. اصل فى فواكه تانية بتستنانى وانا مااقدرش اخسر علشانك تانى .


ارتعشت بعجز وهى تراه بهذا الجنون

هل كان بهذا الوضع المختل سابقا وهى لم تر ذلك ؟؟


لم يعد الأمر يعنيها متى تمكن منه جنونه !! كل ما يعنيها الأن أن تفر منه ولا يكون سببا لدمارها مجددا .


عادت تتساءل بإهتزاز : إحنا فين ؟؟


اتسعت ابتسامته : إحنا فى بيتك يا بيبى .. الڤيلا بتاعتك اللى رجعتيها ليا .. بس انا ضفت عليها شوية تعديلات فى الديزاينر زى ما انت شايفة .. الاوضة دى عملتها مخصوص علشان اقدر استمتع بالفواكه المحرمة اللذيذة من غير متطفلين .


مشطت عينيه تفاصيلها المرتجفة التى تزيد من جنونه دون أن تدرى وتدفعه ليذيقها المزيد طمعا فى انتشاء كامل بهذه الرجفة ، نظرتها الخائفة تشعره بمزيد من القدرة وتمنحه قوة تطمح للأطاحة بها كاملا .


عاد يسترخى مرتشفا نبيذه : فكى بقا يا بيبى وخفى هدومك دى شوية .. بلاش تهدرى طاقتى فى حاجات مالهاش لازمة .


دارت رأسها وزاد تخبطها .. لم تعد تستمع لما يقوله ، يكفيها ما تثيره نظراته فيها من فزع .


ما علاقة هذا المختل ب رؤوف ؟؟

وهل هو ينتقم منها فيه ام ينتقم منه فيها ؟؟


****************

اوقف رؤوف سيارته مجددا ليتحدث عبر الهاتف ثم يترجل عنها .. هذا المجمع السكنى هادئ للغاية وكلفه الكثير من المال ليمر رجاله دون صخب يذكر وهو يثق أن بسول لن يثير أى ضجة عما يحدث أو سيحدث .. بسول سيمنع أى ضجة تشير له من قريب أو بعيد وهذا ما يدفع رؤوف للمتابعة بثقة .


توقفت خلف سيارته سيارة أخرى تعمل بالدفع الرباعي ليترجل عنها خمسة من الرجال أشداء البنية .


تقدموا نحوه ليشير نحو البناية القائمة بنهاية الشارع : هو ده المكان .. الحراسة عادية جدا .. مش عاوز جلبة ولا صوت يطلع .. هندخل محدش يحس بينا .


أومأ الرجال وتقدم أحدهم : خليكم عند أشارتى ..


تقدم بخطى ثابتة نحو المنزل المشار إليه بينما عاد رؤوف ينظر لشاشة هاتفه وقلبه يتمزق لمجرد تخيله ما قد يدور بالداخل فى هذه اللحظة .


***


دار الرجل خلف السور ليقيم الموقع المناسب للتسلل داخلا ، المنزل بالفعل حراسته عادية مثل كافة المنازل فى هذا المجمع السكني .


لا شيء يثير أى ريبة تجاه ما قد يدور بالداخل وهذا وحده تأمين جيد لأى عمل إجرامى .


تسلق سور الحديقة بحيث لا تلتقطه كاميرات المراقبة ، لا يظن أن صاحب المنزل يتابعها حاليا بأى حال .. أخبرهم رؤوف أن زوجته محتجزة بالداخل وأى مختل يحتجز امرأة ستكون له دمية ألعاب لن يهملها للمراقبة .


تحدث بصوت خافت : قربوا من غير دوشة .. اتنين على البوابة الرئيسية وواحد وسط الجنينة وواحد عند الباب جوه لازم نسيطر على الأربعة في نفس الوقت .


ثبت حتى وصلته إفادة من زملائه بإتخاذ مواقعهم ، سحب سلاحا من حزامه ووجهه نحو الأقرب إليه ثم قال : عند ثلانة .. واحد .. اتنين .. اضرب


قفز إلى الداخل فور سقوط الحارس الذى اصابه بطلقة مخدرة وفى لحظة تبعه اخر ، حملا الحارس جانبا وكذلك فعلا بالبقية ليتوجه ركضا نحو البوابة ويفتحها من الداخل بلا اى إثارة للإنتباه .


تقدم رؤوف ثم أغلقت البوابة مجددا وتحدث أحدهم : فى حراسة جوه الڤيلا اكيد يا باشا .. خلينا ندخل قبلك .


تقدم رؤوف رافضا الفكرة : لا انا اللى هدخل وواحد بس يدخل معايا والباقى يستنوا هنا .


تبعه قائدهم الذى انحنى يلتقط المفاتيح من ذلك الحارس ليفتح البوابة الداخلية بهدوء وقبل أن يندفع رؤوف للداخل مد ذراعه يوقفه : بالراحة يا باشا انت مش عاوز دوشة .. انا همشى قدامك خطوة واحدة .


تسلل رغم ضخامته بسلاسة وتبعه رؤوف الذى همس محذرا : عينك تحت ماتبصش على مرايات .


**************

أمسك بسول ساعته التى وضعها فوق الطاولة ينظر لها بتأفف ثم ينظر نحوها : لا انا مش هقدر استنى .. نبقى نعيد لما يجى عموما انت مستحيل أشبع منك


نهض متوجها نحوها لتصرخ وتحاول الفرار ، اتجهت نحو الباب الذى لم يحكم إغلاقه لثقته الزائدة فى قدرته على التحكم فيها .


لم تتجاوز الباب وكان محيطا خصرها بينماه وذراعه الأخر يحاول نزع ملابسها بينما يضحك : دلوقتى اعملى اللى انت عاوزاه انت تحت رحمتى مهما تعملى اللى انا عاوزه هو اللى هيحصل .


تشنجنت وبدأت تضربه بيديها وقدميها صارخة : انت مجنون .. سبنى


حملها للداخل مجددا ودفع الباب بلا إكتراث ، لم تؤثر ضرباتها فيه وهو يتحرك وكأنها غير موجودة .


ألقى بها فوق الفراش لتنتفض عنه فورا ، دفعته بصدره بكل ما اوتيت من قوة لكن صفعة واحدة منه اسقطتها مجددا مع صرخة مدوية منها يثق أنها لن تتجاوز جدران هذا القبو الذى احسن تحصينه .


*************

اتجه رؤوف وحارسه فورا للطابق العلوى ومشطاه بالكامل ولا أثر لأى حياة بالمنزل .


هبطا فورا يتفقدا الطابق السفلى بلا فائدة أيضا ، عاد ينظر لشاشة هاتفه يتأكد من صحة الموقع مرة أخرى ليشير له الرجل : باشا .. البدروم .


كيف لم يفكر فى هذا أولا ، هذا المختل لا يريد إحداث جلبة واى مقاومة منها قد تلفت الأنظار له .


بمجرد فتح الباب المؤدى للقبو سمعا صوت العراك والصراخ الذى انتفض له قلب رؤوف فركض مجتازا الممر يتبعه الحارس نحو الغرفة التى ينبعث منها الصوت وتشير إضاءتها لتواجده بها .


************

ثبت ذراعيها لتضربه بقدميها فتكون له الغلبة والتفوق البدنى للفارق الكبير بينهما .


نظر لها بتشفى وهى تجاهد للمقاومة ولا سبيل لها سوى الصراخ .. لقد تحكم فيها كليا لتتسع ابتسامته الظافرة : افتكرى انا كنت عاوزك ليدى بس انت رفضت .. رفضتينى انا وفضلتيه .. اللى ترفض تبقى ليدى ليا تبقى جارية عندى .


انحنى محاولا إلتقاط أنفاسها لتشيح وجهها صارخة وفى هذه اللحظة انبثق الأمل من العدم وهى ترى رؤوف يقتحم الغرفة وفى اللحظة التالية أسقطه عنها .


اضطرب بسول فور ظهور رؤوف الذى أسقطه أرضا لكنه انتفض واقفا بكبر واضح بينما هرولت تتمسك بظهر رؤوف تحتمى خلفه ليتحدث وهو ينظر له بحقد : المفروض اقتلك دلوقتى ومحدش يقدر يحاكمنى .. انا بأمرك انت مختل نفسياً


تحرك بسول بهدوء : شكلك نسيت انا مين ؟؟ مش معنى انك عديت من الاغبياء اللى فوق انك هتخرج من هنا .. انا محدش ياخد منى وجبتى .. ممكن ياخد اللى يفضل منى بمزاجى .


لم يعد يتحمل جنونه الذى يحرق صدره ، اندفع نحوه ليتفادى بسول هجومه لكنه سرعان ما استعاد توازنه ليتشابكا .


ابتعدت عنهما وهى مشتتة كليا لما سمعته من رؤوف الذى يقاتل الأن أمامها وكأنها تراه للمرة الأولى .


لم يطل عراكهما فقط بضعة لكمات متبادلة قبل أن يستغل رؤوف سقوطه وأثناء استقامته اخرج رؤوف من جيبه محقنا ضربه بكتف بسول العارى والذى اسرع ممسكا ملابسه بغضب لم يملك الوقت لصبه وقد سقط بعد لحظات .


انحنى يلتقط حجابها واتجه لها فورا ، وضعه فوق رأسها ونزع سترته ليضعها عليها ، كانت تنظر له بتيه واضح لكنه ضمها هامسا : ماتخافيش انا معاك .


تمسكت به فهو فرصتها الوحيدة للنجاة حاليا ليحملها ويغادر فورا .

انتفضت لرؤية الحارس خارجا لكن اتباعه لهما زاد من تخبط أفكارها .


لم تعد مدركة لما يحدث ، وجدت نفسها توضع داخل سيارة رؤوف دون أن يبتعد عنها واحدهم يقود السيارة .

صورة مشوشة لتلك البناية زادت من تشوشها إنها بالفعل الڤيلا التى شهدت معاناتها معه سابقا .


ضمها بتملك وخوف لتصل مشاعره لها فورا ثم رفع هاتفه متحدثا : ماتقلقش يا عمى نسمة معايا وخرجنا .. لا انا وعدتك مش هأذيه


أغمضت عينيها رغم عدم شعورها بالأمان إلا أنها لم تعد قادرة على إدراك المزيد .. التساؤلات تتكاثر برأسها .. يبدو أن هناك أمرا ما يعلمه الجميع عداها .زاد التشوش وزاد شعورها بالدوار .. تلك الصفعات التى تلقتها من هذا المختل رجت إدراكها تماما ..

لا تريد أن تغفو ورغم ذلك شعورها بالأمان بقربه يدفعها لذلك ..

تشعر بالتخبط وأنها لا تعرف شيئا عن هذا الرجل الذى يضمها لصدره بفزع وتخشى شعورها بالأمان رغم كل ما تعانيه


************

فتحت عينيها مجددا مع ربتة خفيفة من كفه وصوته الذى لم يختف منه القلق : نسمة .. نسمة اصحى


ظلت عينيها متعلقة بوجهه وكأنها تسأله إثبات أو نفى ما حدث ليتساءل بلهفة : انت كويسة ؟؟


لا زالت تنظر له دون أن تتحدث ، بدأ ينزع عنها سترته لتتأكد أن كل ما حدث حقيقة وأنها مرت بكل هذه المهانة .


عادت الدموع تتجمع بعينيها ليضمها راجيا : بلاش علشان خاطرى .. كفاية تقطيع فى قلبى


دفعته للخلف بوهن فلم يقاوم دفعتها بل ابتعد سامحا لها بالحركة ، نهضت ليرى أنها بالكاد تسير تبدو منهكة بدنيا بشكل كبير .


تركته خلفها وهى تلقى ما تبقى من ملابسها خلفها أيضا وتتجه نحو المرحاض .


لم تقو على نزع ما تبقى لتفتح المياة الساخنة وتجلس أسفلها متطلعة للأمام بشرود


ما المصير الذى كان ينتويه لها ذلك المجنون ؟؟


كيف كانت ستنظر بعينى ابنها ؟؟

كيف كانت ستواجه أبيها ؟

كيف كانت ستتابع لمجرد الحياة ؟؟


وماذا جنت ليلقى بها في هذا المصير ؟؟

ما الذى تغير فى علاقتها به منذ انفصالهما أوصله لهذا الجنون ؟؟


لأنها تزوجت ؟؟


لا ، كان عازما أمره حتى لو لم تفعل


تركت دموعها تفر تحاول تقطيب هذا الشق الذى خلفه بروحها .. ولا تظن أنها قادرة على ذلك .


وقف لدقائق يطالعها بعجز .. هو مدين لها بتفسير كل ما تساءلت عليه سابقا .. ومدين لها بتقطيب هذا الجرح الغائر والذى يعلم جيداً مدى خطورته وإن لم يكن متسببا به لكنه كان يعلم أنه سيحدث وعجز عن حمايتها منه .


خلع حذاءه وتحرك ببطء حتى انضم لها أسفل الماء المنهمر .. يمكنه أيضا أن يخفى دموع عجزه التى لن تجف ما حيا .


لم ينظر نحوها وبدأ يتحدث : نفس الاوضة اللى كنت فيها كانت فيها لبنى من خمس سنين ..


تنهد بألم : لبنى مراتى .. انا رؤوف بشرى من أكبر عيلة فى البحيرة ..عايش فى القاهرة طول عمرى .. مهندس بترول وبشتغل فى البحر الأحمر .. حبيت لبنى من زمان .. جمعنا حب الخيل والفروسية .. كنت قادر اتجوزها من زمان بس هى كانت رافضة رغم أنها بتحبنى بس كانت خايفة من فرق المستوى لأنها من عيلة متوسطة .


صمت لحظات : اهلى فعلا كانوا متكبرين ولما وافقت على جوازنا عاملوها بتكبر وده خلانى اسكن بعيد عنهم بس طبعا فى ڤيلا كويسة بردو .


عاد للصمت ثم تابع : قابلناه وأحنا مخطوبين فى بطولة للفروسية ووقتها لبنى خبت عليا إنه ضايقها أو طاردها


صمت مجددا : اختفى بسرعة وأحنا نسيناه اصلا واتجوزنا .. كنت بسافر شغلى واكتر الأوقات اخد لبنى معايا وانزلها فى فندق قريب من الموقع على قد ما اقدر واروح وارجع عليها .. ماكنتش بقدر ابعد عنها .. ماكنتش بقدر اسيبها لوحدها .


طال صمته وكأنه يصارع ألما شديدا : يوم ما عرفت إنها حامل كان أسعد يوم فى حياتى بس بقيت مضطر اسيبها فى الڤيلا ورغم فى شغالين كنت بقلق عليها خصوصاً لما اطلع الجبل وينقطع الاتصال بنا .


اقترب بجلسته منها وكأنه يسألها دعما لا تفهمه فنظرت نحوه بدهشة لكنه إلتصق بها كطفل يحتمى بأمه متابعا : كانت فى الشهر الخامس .. وانا كنت فى الموقع .. وهو ظهر من تانى وراح لها النادى ورجع للى كان بيعمله وحاول يقرب منها .


تحسس كفه ذراعه حتى وصل لكفها ليتمسك به وقد بدأت تشعر بالفزع يتملك صدرها مما سيتفوه به لتعترض : خلاص مش عاوزة اعرف .


لكنه لم يستمع لها وتابع : فى ليلة نمت فى الموقع صحيت لاقيت نفسى متكتف على كرسى فى أوضة وقدامى شباك ازاز شايف لبنى نايمة على السرير .


بدأت تشعر بإنتفاض بكائه : اتجننت وحاولت افك نفسى وانا بنادى عليها بس هى مش سمعانى . وساعتها هو ظهر .. عرفت أنها متخدرة لما بدأ يفوقها .


ابتلع غصة تخنقه : شوفت خوفها .. فزعها .. سمعت صراخها وهى بتنادى عليا علشان ألحقها .. شوفته يا نسمة .. شوفت كل اللى عمله فيها .


بدأت هى تتمسك به وقد انتقلت لها كل مشاعره .. رفع رأسه ونظر لها : لما بدأت تنزف وقف قدامى وقالى ورينى هتعمل ايه ومشى .


انتفض بدنه لتنتفض بالتبعية : ساعات طويلة مااعرفش عددها .. انا عاجز ومتكتف وبصرخ وهى قدامى بتموت .. بعد وقت طويل حد فتح الباب من ورايا وضربنى على راسى .


أمسك كفيها معا : محدش صدقنى .. زمايلى قالوا انى كنت فى الموقع وجالى تليفون وقعت من طولى واهلى قالوا الخدامين الصبح لقيوا لبنى واقعة من على السلم ونزفت لما ماتت محدش حس بيها


بدأت الهستريا تظهر بعينيه : الطب الشرعي قال تهتك فى المشيمة أدى لنزيف وأنها ماتت بهبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة النزيف


هزها دون وعى : محدش صدقنى يا نسمة محدش صدقنى .. أهلى باعونى ليه .. باعوا عرضى وشرف مراتى اللى ماتت .. باعوا ابنى اللى مالحقتش اشوفه .. كرههم ليها خلاهم باعوا حقها حتى لما ماتت .


زاد بكاءه وصراخه : ماتت هى وابنى ماقدرتش اجيب حقهم .. هو قتلهم وانا اترميت فى مصحة نفسية تلت سنين .. انا كان لازم اقتله .. كان لازم اقتله .


ليس صعبا رؤيته ينهار ويفقد إدراكه وتركيزه لكنها لم تعلم كيف يمكنها أن تتصرف .


هى نفسها تتألم لمجرد ما قاله فكيف هو وقد حمله بصدره كل هذه السنوات ؟؟


جذبت ذراعيها من قبضته لتحيطه بهما دون تردد ربما يمكنها احتواء بدنه أما ألمه فيستحيل احتواءه .


أقام ذلك المختل بكل ذلك ؟؟

أهذه هى الفاكهة المحرمة التى تفاخر بحصوله عليها !!


ترى كم لبنى تم إلتهامها ؟؟


*************

أفاق بسول على يد حراسه الذين يتوقعون منه غضبا جامحا وربما يكون اليوم هو يومهم الأخير بالعمل .


اعتدل جالسا ليقول أحدهم : ضربونا بمخدر ماحدش شافهم سعادتك .


طأطأت الرؤوس ليتحرك نحو خزانة جانبية ويخرج قميصا متطابقا مع ما ألاقاه أرضا ليرتديه بهدوء مريب . تبادلوا النظرات وكان الصمت خيارا مفضلا للجميع .


اتجه نحو الطاولة يلتقط ساعته وكأنه وحده تماما ثم اتجه إلى المشجب ليتناول سترته وقبل أن يغادر نظر لهم : بكرة الاتنين يكونوا هنا مااعرفش ازاى فاهمين .


اتجه قائدهم نحوه : طبعا يا باشا بكرة يكونوا هنا .


اتجه للخارج وتبعوه جميعا وقد شعروا ببعض الراحة لعدم فقدهم العمل بعد فالأجر الذى يدفعه هذا المختل لا يمكن التنازل عنه بسهولة .


***

دخل بسول لمنزله الضخم ليجد الخادمة بإنتظاره ، نظر نحوها بتكبر : الهانم نامت ؟


اومأت : طبعا يا فندم

تساءل بغضب تجهل سببه : شربت العصير اللى بتحبه

عادت تؤكد : زى ما أمرت حضرتك


ابتسم لها وكأن غضبه تبدد : والبنات ؟؟

أكدت بهدوء : ناموا يا فندم


نزع سترته وألقاها جانبا : بنتك فين ؟؟


ابتسمت له شاكرة : نامت فى الاوضة اللى حضرتك خصصتها ليها .. انا مش قادرة ارد معروفك ده يا باشا .


اتسعت ابتسامته : روحى انت كمان تشربى من نفس العصير و نامى انا شوية وهنام .


اومأت بصمت وغادرت تعلم أن رب عملها يقوم بعمل مشين ليلا .. لكنها فى الواقع لا تهتم .. زوجها بالخارج يعمل على الحراسة واخبرها سلفا أنه لا يغادر ولا يدخل له أحد .. ربما يتابع تلك المواقع التى يتابعها زوجها أيضا لكنه يخشى خدش مكانته الاجتماعية المرموقة لذا بحرص على نوم الجميع ليحظى بخصوصية لن تتورع عن منحه إياها لكرمه معها .


نظر فى أثرها ، إنها تعمل لديه منذ عودته من الخارج ومنذ شهر تقريبا وجد زوجته تهينها بشدة لكسرها بضعة كاسات كريستالية وطلبت منه طردها من العمل لكن الخادمة جثت تقبل كفيه برجاء اشعره بلذة غريبة وهى تخبره أن انتباهها تشتت قليلا فهى تواجه طردا من صاحب البيت الذى تسكن فيه وزوجها وابنتها .


وكان ودودا للغاية فخصص لها غرفتين بقصره واحدة لها وزوجها والأخرى لتلك الفتاة على أن يعمل زوجها أيضا لحراسته وكم كان زوجها مفيدا له فهو رجل يحسن تنظيف الفوضى كما يمكنه ببساطة ألقائه للحراسة الليلية كما يشاء .


ظل مكانه لنصف ساعة يدخن سجائره ثم خلع حذاءه وتحرك لكنه لم يصعد لجناحه بل اتجه نحو الممر المؤدي لغرف الخدم .


دقائق معدودة وعاد يحمل تلك الفتاة متجها نحو مكتبه وهى تتساءل بنعاس : إحنا رايحين فين يا عمو ؟


ابتسم ومسد ظهرها : هناكل شيكولا .


اغلق باب المكتب بهدوء لتظهر فتاتيه أعلى الدرج تمسك إحداهما كف الأخرى بفزع متسائلة: بابى هيوجعها تانى ؟؟


كتمت شهقتها بكفها الحر لتنظر لها شقيقتها هامسة بفزع : انا خايفة بابى يعمل فينا كده .. فاكره عمل ايه فى مارلى فى باريس ؟؟


انتفضتا فزعا لتنظر الفتاة الكبرى لها بثقة : ماتخافيش مش هخليه يعمل فينا كده .. روحى الاوضة بسرعة وانا جاية علطول .


ركضت الصغيرة بأقدام حافية خوفا من إصدار ما ينبه أبيها لوجودها لتتجه اختها الكبرى للأسفل .


وقفت أمام باب المكتب لدقائق وكأنها تحثه على التوقف عما يفعله وحين بدأت تلك الأصوات التى تصدر عن غرفته المغلقة مادام محتجزا فتاة داخلها تحركت بهدوء و اتجهت نحو المطبخ .


***

إلتقط أنفاسه اللاهثة ثم بدأ يرتدى ملابسه ، نظر للفتاة ليضع عليها ملابسها .. تلك الحلوى التى تساعده على تخديرها تجعل الأمر أكثر سلاسة .


لا يظن أنه سيمل منها فى القريب .لا زالت صغيرة وأمامه أعواما من المتعة . ربما صحب أسرتها كاملة معه أثناء سفره القادم للخارج . فهذه الصغيرة تستحق بعض التضحية .هى وأسرتها البائسة مثل الدمى بين أصابعه يتلاعب بمصائرهم كما يشاء .


كما أن الفتاة لا تعى ما يحدث لذا سيمنحه هذا المزيد من الوقت والمزيد من المتعة وسيحرص على إنهاء الأمر قبل اكتشافه وهذا أمر يسهل تنفيذه


اتجه نحو المكتب ليلتقط سيجارا فاخراً .. نظر للساعة الجانبية .. لقد استغرق الكثير من الوقت .. كان غاضبا بالفعل .


جلس بإسترخاء عازما على إنهاء هذا السيجار ثم إعادة الفتاة لغرفتها وكأنه شيئا لم يكن .تنفس بعمق ليقطب جبينه بغضب : اوف الخدم بيستعملوا روايح غريبة اوى لتعطير القصر الأيام دى .. دى مشكلة الخدم اللوكل .. بس هم دول اللى بعرف اقطف الفواكه بتاعتهم بسهولة .. فرصة كويسة هأمرهم الصبح ينضفوا البيت كله واهى فرصة ملاكى الصغير يرتاح من غير ما أمها تفضى حتى تبص عليها .


أمسك قداحته وقربها من فيه الذى يضم سيجاره ليشعله .


ودون أن يملك لحظة واحدة دوى الإنفجار واحاطته ألسنة السعير الذى يبدو مشتهيا له .


انتفض متألما صارخا لكن قوة النيران أقوى من قدرته على المقاومة .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع عشر من رواية الشرف ج 5 بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة