-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فؤادة بقلم ميمي عوالي - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الثانى والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الثانى والعشرون

 كانت سلوى سعيدة بتواجدها مع فؤادة التى لاتمنع عنها شيئا و لا ترفض لها طلبا مادام ليس به اذى ، و كان اكثر ما يسعدها ، هو وعد فؤادة لها بتعليمها كيفية التسلق على شجرة التوت


و كانت تسمح لها ايضا بركوب الخيل و لكن بشرط ان لا يفارقها السائس و لا تسرع بها ، خلاف لهوهما معا و نومهما ايضا باحضان بعضهما البعض بعد ان تقص عليها فؤادة احدى حواديتها التى عشقتها سلوى


اما فؤادة ، فقد شعرت بالخواء فجأة بعد ان ذهب الجميع ، فقد كانت تستأنس بهم ، و تذيل رهبة عقلها بوجودهم من حولها


اما الان ، فهى تشعر بالصقيع الموجع ، و لكن ليس لبرودة الجو ، بل لبرودة قلبها الذى اشتاق لهذا الجلال، رغم تحكماته المغيظة لها ، و صلفته فى تعامله بعض الاوقات ، الا انها كانت تشعر بالحماية و هو الى جوارها


لم تعترف قبل ذلك حتى الى نفسها ، و لكنها ما ان رأت السيارة تأخذهم و تبتعد و هى تغادر المزرعة حتى شعرت بقبضة موجعة تعتصر قلبها


كانت تضم سلوى و كأنها تحميها ، و لكنها ايضا كانت تحتمى بها ، و اعترفت لنفسها .. انها تناست يتمها طوال فترة تواجد جلال الى جوارها ، الا ان احساس اليتم سرعان ما عاد اليها فور ابتعاده


امن الممكن ان يكون تعلقها بحمايته لها حبا له كرجل ، ام هو مجرد حب الحماية ليس اكثر


و لكنها سرعان ما تأكدت من الاجابة ، عندما دلفت الى حجرة ابيها و اشتمت بقايا من عبق رائحته فى الغرفة و لم تنتبه لدموعها التى اغرقت وجهها و هى تتذكر عنادهم و مشاكساتهم فى الليلة الوحيدة التى قضوها معا بغرفة ابيها


هل يحق لها ان يهفو قلبها اليه و هى تعلم تمام العلم ان قلبه لم و لن يكن الا لامرأة واحدة برغم رحيلها عن عالمنا


و عندما تذكرت انها تحمل اسمه ، فهو زوجها ، زوج مع ايقاف التنفيذ و لاجل قد يكن معلوما ، الا انها تعلم تمام العلم انه حين يأتى موعد رحيله عن عالمها .. انه سيكون رحيلا موجعا قد لا يكون هناك املا فى الشفاء منه


اما فى سيارة جلال ، فقد كان يقود السيارة فى صمت شديد حتى قال ادهم بتذمر : طب انا كده بقى هلعب مع مين لما نرجع البيت


حسنة بحنان : مع اختك ليلى ، و مع عمو عارف ، و بابا ، هو بابا ما واحشكش


ادهم : وحشنى ، بس بيبقى طول اليوم فى الشغل هو وعمو عارف ، حتى عمو جلال ، برضة مش هيبقى فاضى


جلال : انت اصلا لما نرجع ان شاء الله خالو كريم هييجى و يجيب مامتكم معاه علشان تشوفك انت و ليلى ، لانها عاوزة تشوفكم


ادهم : يعنى ماما هترجع تعيش معانا تانى زى الاول


جلال : لا ، هتيجى تقعد معاكم شوية و تمشى تانى


ادهم : يعنى لما ماما تمشى تانى هنيجى عند طنط فؤادة تانى


حسنة بمزاح : انا مش فاهمة .. هى طنط فؤادة عملتلكم ايه عشان تتعلقوا بيها بالشكل ده


ادهم ببراءة : بتحبنا و بتعمل لنا كل اللى احنا عاوزينه ، و لما حد بيعمل حاجة غلط بتفهمه بالراحة من غير ما تعاقبه


و كمان البيت عندها حلو اوى و المرجيحة و الاحصنة ، و كمان شجرة التوت


جلال بابتسامة : هوصى عمكم عطوة يزرعلكم شجرة توت فى الجنينة


ادهم بفرحة : بجد يا عمو ، و نطلع نجيب من عليها توت


حسنة بابتسامة : تبقوا تطلعوا تجيبوا لولادكم بقى يا ابنى ، دى قدامها سنين على ما تكبر و تطرح


ادهم بامتعاض : هو احنا لسه هنستنى ، لا .. يبقى اروح لطنط فؤادة بقى


ام ابراهيم ضاحكة : يعنى انت عاوز تروح لطنط فؤادة بس عشان التوت


ادهم : لا … عشان بحبها ، و عشان العب مع سلوى


حسنة : ان شاء الله يا حبيبى ، اما نشوف بس ايه اللى هيحصل


عند ندا كانت حبيسة غرفتها منذ محادثتها مع جلال على الهاتف ، و عندما علم كريم بالامر من عارف ، و ذهب لتعنيفها ، لم تجادله بكلمة واحدة ، فكانت صامتة شاردة ، فلم يأتى الى خاطرها ابدا ان جلال قد يكتشف الامر ، و كانت مرتعبة من احتمال علمه بتورطها بحادثة اطلاق النار على فؤادة ، و لذلك قررت أن تنحنى للريح حتى تعلم مدى المامهم بما فعلت تماما


فكانت ندا كعادتها منذ عدة ايام تجلس بغرفتها منذ عدة ايام لا تبرحها ابدا ، حين دلف اليها كريم وقال لها بوجوم : ولادك راجعين النهاردة


فنظرت له ندا بترقب و قالت : هتجيبهوملى اشوفهم


كريم : اكيد لا ، اذا كان حسين صمم الاول انك تروحيلهم هناك ، فاكيد دلوقتى جلال هو اللى هيصمم على ده ، مش حبا فى رؤيتك اكيد ، لكن لان ما بقاش عندهم ذرة ثقة فيكى يا ندا ، انا هاخدك الصبح تروحى تشوفيهم وتقعدى معاهم شوية ، وياريت تعقلى بقى لحد كده و كفاية مشاكل


ندا بفضول : هم راجعين كلهم


كريم : تقصدى مين بكلهم


ندل بتردد : اقصد يعنى … فؤادة راجعة معاهم تانى


كريم : ما عنديش فكرة ، بس اكيد لما نروح بكرة هنعرف


اوصل جلال والدته و الصغار ، و اوصى ام ابراهيم بالانتباه جيدا للصغار ، و ذهب الى عطوة ، ليقف على بواطن الامور و الالمام بكل الاحداث التى حدثت اثناء غيابه


و قام بالاطمئنان على عائلة ماجدة ، و ان البيت الذى اختاره لهم عطوة مناسبا لاحتياجاتهم


و عندما عاد الى البيت مرة اخرى ، وجد ان كلا من عارف و حسين متواجدين بالمنزل و رحبوا بعودته سالما


و بعد ان تناولوا طعام العشاء وجلسوا لتناول المشروبات الساخنة قال عارف : انا كلمت عمى سالم و اكدت عليه المعاد بكرة ان شاء الله


جلال : ربنا يتمم لك بكل خير ان شاء الله


حسين : طب هى ليه فؤادة ماجاتش معاك ، و كانت تبقى موجودة معانا بكرة


و عندما اتى حسين على ذكر فؤادة ، رفع جلال وجهه و كأنه يبحث عن وجهها بينهم ، و لكنه عاد لسابق وضعه بخيبة امل


و قصت حسنة على حسين كل ما قاله ادهم اثناء العودة ، و رغبته فى العودة مرة اخرى لمزرعة فؤادة


فقال عارف : الحقيقة فؤادة استولت على قلب الصغير و الكبير


حسنة بابتسامة خبيثة و هى تنظر الى عارف : و الله لولا انك عينك من نهاد ، كنت خطبتهالك و جوزتهالك من وقتها بدل الربطة اللى اتربطتها مع اخوك دى و اللى الله اعلم هترسى على ايه


لينهض جلال ببعض العنف و يتجه الى غرفة مكتبه مغلقا اياها خلفه بشده


لينظر عارف بمكر الى حسنة قائلا : تقصدى ايه بالكلمتين اللى قلتيهم دول يا حاجة


حسنة نظرت الى حسين ثم قالت بابتسامة : ربنا يهديلكم كلكم الحال ، نفسى اتطمن عليكم كلكم قبل ما اموت يا اولاد


حسين و عارف فى آن واحد : بعد الشر عنك يا امى


عارف باصرار : انما برضة ايه علاقة اللى انتى قلتبه بانك تطمنى علينا


حسنة بتنهيدة : مستخسرة البنت تروح من ايد اخوكم ، بنت محترمة و متدينة و قوية و طيبة … قلبها زى اللبن الحليب ، هى دى اللى تنفع تبقى سند لاخوكم


حسين : صدقتى يا امى ، ماشوفتيهاش اما كانوا عاوزين يغرقوا الارض بتاعتها ، رغم اننا كنا كلنا حواليها ، الا انها كانت عاملة زى النمرة الشرسة ، و رغم اصابتها الا انها كانت ماسكة الفاس بايد واحدة و ايدها بايدنا ، لولا جلال اللى اخد منها الفاس ، و رغم ذلك ما وقفتش تتفرج ، لا … بقت من هنا لهنا لحد ما رجعنا يومها ، لو كانت ندا او هدى الله يرحمها مكانها ، كان اقصى حاجة عملوها انهم هيقعدوا يعيطوا


حسنة بتاكيد : و هو ده اللى انا اقصده ، اخوكم محتاج ده ، لو فضلوا سوا هيبقوا هم الاتنين سند لبعض ، فؤادة عاملة ذى جذع الشجرة العفى اللى ما تغلبوش ريح ابدا


حسين : طب و انتى تضمنى ان فؤادة توافق على ده ، دول عاملين زى ناقر و نقير


عارف بابتسامة : تؤ … ساعات النقار بيبقى علامة الوفاق ، مش الاختلاف ابدا ، و بعدين مش عارفة ليه قلبى بيقوللى ان جلال ابتدى يميل لها ، حتى لو بيقاوح قدامنا


حسنة بابتسامة : انا كمان عندى نفس الاحساس ، و يارب احساسى يصدق


حسين بمرح : طول عمرك قلبك دليلك يا امى


اما جلال فبعد ان دخل مكتبه ، اتجه الى النافذة و اشعل سيجارته ، و اخذ يدخنها بتوتر ، فمنذ ان ترك فؤادة و سلوى بمفردهما و هو يشعر بالقلق عليهما ، برغم محادثته لنبيل للاطمئنان عليهما كل ساعة ، و لكنه لم بجرؤ على محادثتها ، فكلما حاول مهاتفتها ، اعاد الهاتف مرة اخرى الى جيب بنطاله مع زفرة حارة من انفاسه ، و لا يعلم السبب ، و لكنه الان تحديدا أخرج هاتفه و ضغط على زر الاتصال ليهاتفها و هو يقاوم بشدة عودة الهاتف الى جيبه مرة الاخرى


و ما كاد ان يستمع الى رنين الهاتف الا و استمع الى صوت فؤادة تقول بهمس مضطرب : اااالوو


و ما ان تمالك جلال نفسه قال : ازيك يا فؤادة


فؤادة : الحمدلله يا استاذ جلال ، ازي حضرتك ، و كلكم ، حمدالله على السلامة


جلال ببعض الاحباط الذى لا يفهم له سبب : الله يسلمك ، انتو عاملين ايه


فؤادة و قد استعادت بعض من اعصابها : احنا الحمدلله بخير ، و سلوى كويسة و مبسوطة ، بس طبعا نامت من بدرى


لينظر جلال الى ساعته فيجدها العاشرة ، فهو لم يشعر بالوقت طيلة اليوم فقال بارتباك : ما تأخذنيش لو كنت اتصلت فى وقت زى ده ، بس انا الحقيقة ما كنتش اعرف الساعة كام بالظبط


فؤادة : الله يكون فى العون ، اكيد اليوم كان طويل عليك ، اقصد يعنى عليكم كلكم


جلال : انا حبيت اعرفك انى اتطمنت على اهل ماجدة ، ابقى طمنيها عليهم ، و لو حبت تكلمهم فى اى وقت ابقى بلغينى ، و انا هبقى اتصرف و اخليهم يكلموها


فؤادة بابتسامة : الله يباركلك و يجعله فى ميزان حسناتك ، انت فكيت عنهم و عن ماجدة كرب كبير اوى


جلال : ماتنسيش انك شريكة معايا


فؤادة : عمر اللى انا عملته ما يتساوى ابدا باللى انت عملته


جلال : يا ستى ربنا يجازينا احنا الاتنين خير ان شاء الله ، بس يا ترى بقى سلوى تعبتك


فؤادة بشرود : سلوى … سلوى دى زى النسمة اللى بتفرح بيها فى ليلة صيف


ليتذكر جلال حديثها لعمها عن سلوى فقال لها : خلاص يا ستى خليها معاكى


فؤادة بلهفة : انت بتتكلم جد ، ممكن فعلا تسمحلها انها تفضل هنا ويايا على طول


جلال ضاحكا : تفتكرى يعنى ان امى ممكن توافق انها تتحرم منها على طول


فؤادة بنبرة حزن : ده انا كنت صدقتك و فرحت اوى


جلال باستنباط لرد فعلها : ما انتى ممكن تخليها معاكى و تقعدوا عندك شوية و عندنا شوية


فؤادة بتمنى : يا ريت


جلال : يعنى انتى موافقة


فؤادة بانتباه : هااا ، يا عالم يا استاذ جلال ، الايام مخبية لنا ايه


جلال بتنهيدة : عموما ، احنا رايحين بكرة ان شاء الله لعمك ، عشان نتكلم فى موضوع عارف و نهاد ، دعواتك بقى


فؤادة بصدق : يارب يجمعهم بالخير و يكتب لهم كل خير


عند نهاد ، كانت نهاد تجلس الى حاسوبها و هى تطالع بعض الاخبار ، و كانت سلمى بجانبها تمسك احد كتبها و هى تقرأ به ، عندما دلفت اليهم والدتهم و هى تقول بابتسامة : ايه يا بنات ، مش هتناموا و اللا ايه


سلمى : انا ماعنديش محاضرات بكرة بدرى فهنام براحتى


ام نهاد : و انتى يا نهاد ، مش عندك مدرسة بكرة بدرى و لازم تنامى و اللا ايه


نهاد دون ان تنظر لوالدتها : مش جايلى نوم يا ماما ، شوية كده


ام نهاد و هى تجلس امامها : طب بما انك بقى مش جايلك نوم ، كنت عاوزة اسألك على حاجة كده


نهاد و هى لازالت تنظر الى شاشة حاسوبها : خير يا ماما … قولى .. انا سامعاكى


لتمتد يد والدتها لتغلق الحاسوب و تقول : ما انا لو هتكلم ، يبقى انتى لازم تركزى معايا عشان اعرف ساسى من راسى


لتنظر لها نهاد بعدم فهم و قالت : ساس ايه و راس ايه ، ما تتكلمى يا ماما على طول


لتقول ام نهاد و هى تركز مع رد فعلها : جايلك عريس


نهاد بعدم اهتمام : اهلا و سهلا يشرف … ها و بعدين


لتنظر سلمى لامها بفضول قائلة : حد نعرفه


ام نهاد بغيظ : الا المعدلة اللى جايلها العريس ما سألتش اصلا و لا اكنها هنا


نهاد بامتعاض : احكى يا ماما ، انتى عارفة انى مابحبش كده ، هاتى الموضوع على بعضة مرة واحدة وبعدين انا هنزل بالكومنت بتاعى فى الاخر


ام نهاد بتنهيدة : عارف اخو جلال جوز فؤادة


سلمى و هى تصفق بيديها : و الله انا استاذة و رئيسة قسم ، من اول مرة شوفته فيها حسيت على طول ان عينه منها


ام نهاد : و اهو طلع محترم و ابن حلال و عاوز يدخل البيت من بابه


سلمى : ساكتة ليه يا نهاد ، ما تقولى رأيك ايه


نهاد : قبل ما اقول رأيى ، تفتكروا بابا ممكن يوافق


ام نهاد : مالكيش دعوة بابوكى ، المهم رايك انتى


نهاد بسخرية : و ده من امتى ان شاء الله ، احنا هنضحك على بعض ، من امتى حد فينا بيتنفذله رغبته فى حاجة .. تقدرى تقولى لى


ام نهاد : يا بنتى ابوكى اتغير كتير الفترة اللى فاتت


نهاد بسخرية : بامارة ايه بقى ان شاء الله


سلمى : لا يا نهاد ، هو حد كان يفكر ان بابا يروح لحد فؤادة لمجرد انه يتطمن عليها ، و كمان يعتبر ان هو اللى صالح محمد و العلاقة بينهم مش بطالة ، و بيتعامل كويس جدا مع عايشة رغم ان كلنا كنا متوقعين انه يرفضها تماما بسبب جوازهم من غير علمه


ام نهاد : ابوكم بعد حكاية ضرب النار على فؤادة و هو فعلا اتغير ، ابوكم كان خايف عليها اوى ، و كان خايف اكتر انها تظن انه ورا اللى حصل لها ، و لما عرف انها نفت عنه التهمة تماما و باصرار قدام النيابة ، حسيت انه اتوجع و ندم على كل اللى عمله معاها ، و ندم اكتر بعد ماعرف ان الهلالى كان بيلعب بيه فى موضوع مزرعة فؤادة


نهاد : برضة يا ماما … انا مش هقول رأيى الا لما اعرف راى بابا فى الاول


ام نهاد : طب ايه قولك بقى ان هو اللى طلب منى اعرف رايك


لترفع نهاد رأسها لتمعن النظر بوجه امها و تقول : بتتكلمى بجد ، و اللا بس عشان تسرسبينى فى الكلام


لتضربها سلمى على راسها قائلة بسخرية : اتلهى ، هو انتى محتاجة حد يسرسبك فى كلمة ، ده انتى الشريط عندك على طول سافف


نهاد بغضب مكبوت و هى توجه حديثها لوالدتها : قولى لبنتك تحترم انى اختها الكبيرة بدل ما اديها كف انزلهالك فى الارض سبع حتت


سلمى بمرح : مقليين و اللا محمرين


نهاد بسماجة : مشويين يا خفيفة عشان الدايت ، تعرفى تسكتى بقى شوية


ام نهاد بضيق : ما تركزى معايا بقى يا بنتى و ادينى عقاد نافع


نهاد بتردد : الصراحة يا ماما هو انسان مهذب و اخلاق ، و كمان دمه خفيف ، و بصراحة اكتر ، انا كمان معجبة بيه ، و لاحظت اعجابه بيا و تركيزه معايا لما جه و احنا عند فؤادة ، بس خايفة


ام نهاد : خايفة من ايه


نهاد لحزن : خايفة بابا يرفضه بسبب قرابته من جوز فؤادة عشان يعنى اتجوزوا من وراه


ام نهاد بابتسامة : اولا الجدع مش قليل ، ده عنده ارض ماشاءالله .. الله اكبر شئ و شويات و كمان بيشتغل فى مدرسة خاصة ، و دخله كويس اوى ، و غير ده كله ، واضح ان ابوكى ميال له و عشان كده قاللى اخد رايك قبل ما يقعد معاه


نهاد بحزن : ياريته كان عمل كده من زمان مع فؤادة


ام نهاد : النصيب غلاب يا بنتى ، و ان شاء الله ربنا يجعلها جوازة الهنا وعقبال ما افرح بيكى يا سلمى


سلمى بابتسامة خجلى : تسلميلى يا ماما


و فى صباح اليوم التالى ، بعد ذهاب حسين و عارف الى اشغالهم ، اتجه جلال هو الاخر الى متابعة اشغاله ، و ترك حسنة بصحبة الصغار و ام ابراهيم ، ليجدوا ندا تأتى اليهم بصحبة كريم ، و ما ان دلفوا من الباب و رآها ادهم ، حتى اسرع الي امه و القى بنفسه فى احضانها ، لتضمه و هى تدور بعينيها فى الارجاء و كأنها تبحث عن شئ ما ، حتى اصطدمت عيناها بعين حسنة التى كانت تنظر لها بلوم و حزن شديدن


ليتقدم كريم من زوجة عمه و يحيبها بود قائلا : ازيك يا مراة عمى اخبارك ايه


حسنة : الحمدلله يا حبيبى ، انت ازيك و ازى زينب و عزت اخبارهم ايه


كريم : بخير الحمدلله ، و بيسلموا عليكم كلكم ، ها … انبسطتوا عند فؤادة


ليقول ادهم بسعادة : انبسطنا اوى يا خالو ، البيت عندها حلو اوى ، انا ماكنتش عاوز اجى


فاستقامت ندا فى وقفتها و اقتربت من حسنة قائلة بجمود : ازيك يا مراة عمى


حسنة : غرقانة فى نعم ربنا علينا ، الحمدلله


لتنظر ندا الى ليلى التى كانت تمسك بيدها بعض حبات التوت التى ارسلتها فؤادة معهم عند عودتهم ، و كانت تاكل بنهم و هى تنظر لامها بابتسامة بريئة رغم انها لم تتحرك من مجلسها ارضا بجوار العابها


لتتقدم منها ندا قائلة باشتياق : لولى حبيبة ماما وحشتينى


لتمد ليلى يدها بحبة توت الى امها و هى تقول : توت مم


لتنحنى عليها ندا و تحملها و تظل تقبلها و هى تقول بسعادة : حبيبة ماما كبرت و بقت تتكلم ، جبتى منين التوت الحلو ده


ليلى : توت … آدة


لتنظر ندا الى ادهم باستفسار فيقول ضاحكا : ده توت من عند طنط فؤادة ، اديتهولنا و احنا جايين لما عرفت اننا بتحبه اوى ، و كمان بعتت معانا كل الفاكهة اللى بنحبها


لينظر كريم الى حسنة بفضول و يقول : هى فؤادة ما رجعتش معاكم


حسنة و هى تنظر لندا : لا … جلال هو اللى هيبقى بين هنا و هناك


اليومين دول ، و بعد كده بقى ، يبقوا يقعدوا مكان ما هم عاوزين


كريم بتردد : افهم من كلام حضرتك انه يعنى … ربنا وفقهم لبعض


حسنة باختصار : عقبال ما نفرح بيك يا حبيبى و ربنا يرزقك ببنت الحلال


لينهض كريم ببعض الحزن و يقول : طب هستأذن انا عشان شغلى ، هعدى عليكى الساعة اتنين يا ندا الاقيكى جاهزة


لتنهض حسنة من مكانها و تقول بلهجة جافة : تقدرى تاخدى ولادك و تقعدوا فى الجنينة برة ، بس انصحك ما تحاوليش تطلعى بيهم برة البيت ، عشان ماتضطريش الغفر يتعاملوا معاكى بطريقة مش هتعجبك ابدا


و تركتها حسنة و اتجهت الى الداخل دون انتظار اى رد منها ، فقالت ندا لادهم : تعالوا ياللا نقعد برة فى الشمس


و بعد جلوسهم بالخارج سألت ندا ولدها قائلة : اومال سلوى فين


ادهم بامتعاض : عمو جلال سابها مع طنط فؤادة


ندا بدهشة : ايه ، و ازاى يسيبها لوحدها معاها


ادهم بتوضيح : اصل سلوى كانت زعلانة اننا راجعين من غير طنط فؤادة فاتحايلت على عمو جلال انها هى اللى تفضل مع طنط هناك و عمو وافق


ندا بغيظ : ليه يعنى ، ايه اللى يخليها تتشعبط فيها اوى كده


ادهم ببراءة : احنا كلنا بنحبها ، و انا كمان طلبت من عمو انى ارجع هناك تانى ، عشان العب مع سلوى


لتنظر له ندا بجمود و هى تضغط على ضروسها و كأنها تطحن شئ صعب المضغ و هى تقول فى سريرتها : يعنى ناوية تاخد الكبار و الصغيرين كمان ، لكن لا … و مين ده اللى هيسمحلها بحاجة زى دى


و فى تمام الثانية كانت ندا تقف امام الباب الخارجى فى انتظار اخيها ، لتجد عارف يهبط من سيارته و هو يحمل العديد من علب الهدايا و عندما رأى ندا قال : ازيك يا بنت عمى


ندا ببعض الجمود : كويسة ، ايه الهدايا دى كلها


عارف : اديكى قلتى …. هدايا


ليأتى عليهم كريم ، فيحيى عارف بترحاب و يقول بمرح : ايه ده كله انت قررت تخطب و اللا ايه


عارف : حاجة زى كده


كريم ببهجة : ايه ده بجد … مبرووك ، حد نعرفه


عارف : ان شاء الله لو ربنا اراد انه يتمم لنا بخير ، اكيد كلكم هتعرفوا


كريم : ماشى ياعمنا ، مبروك مقدما


و اصطحب كريم شقيقته و اتجه الى سيارته و غادرا على الفور ، و اتجه عارف الى الداخل و استقبلته والدته و ام ابراهيم ببهجة عالية ، و بدأوا فى التجهيز لزيارة منزل سالم


و فى المساء اتجه الجميع الى منزل سالم ، جلال و عارف و حسين بصحبة حسنة ، و تركوا الصغار تحت رعاية ام ابراهيم لحين عودتهم


استقبلهم سالم بالترحاب المتحفظ ، و قابلتهم ام نهاد بترحاب حار ، و وجدوا محمد باستقبالهم هو الاخر


و جلسوا جميعا يتجاذبون اطراف الحديث ، حتى قال جلال : يمكن اكون اتشرفت بمعرفة حضرتك متأخر ، لكن انا سعيد جدا انى شرفت بمعرفتك


سالم : الشرف ليا يابنى


جلال : الحقيقة انا اتشرفت بمعرفتك و بنسبك مرة ، و يسعدنى انى اطلب نسبك للمرة التانية ، حضرتك طبعا اتعرفت على عارف اخويا و ظروفه و ظروف شغله ، و يشرفنا انك توافق انه يكون زوج للانسة نهاد ، يصونها و يحفظها و يراعى فيها ربنا ، و تبقى اخت لينا انا و حسين


حسنة بتاكيد : و بنت ليا طبعا


ليعجب سالم بلباقة جلال فى الحديث فيقول : الحقيقة انا كمان يا ابنى يشرفنى نسبكم و انتم من خيرة الناس ، و انا عن نفسى ما عنديش اى مانع ، بس طبعا لازم اعرف رأى البنت فى الاول


ليقف محمد و يقول : بعد اذنك يا بابا انا هندهلها


سالم : ماشى يا دكتور ، اندهلها


كانت نهاد تقف خلف باب غرفة الصالون ، تستمع بانتباه الى كل كلمة ، حتى تفاجئت بمحمد وهو يفتح الباب فابتعدت بسرعة عن الانظار و اغلق محمد الباب سريعا ، و قال و هو يكبت ضحكاته : هو انتى مش هتبطلى تلمعى اوكر ابدا


كانت عايشة و سلمى يجلسون بالقرب من نهاد فقالت عايشة بوجع : و الله حكيت معها كتير ماسمعت منى كلمة


فانتبه محمد على وجع عايشة فقال لها بفضول : انتى تعبانة


عايشة : ماتقلق حبيبى ، لسه شوى


محمد : لو الوجع زاد اوعى تكتمى فى روحك


عايشة : يسلمو … ياللا … خد خايتك و ارجع لهونيك ، و انا و سلمى هنسوى القهوة


محمد بتنهيدة : ماشى


ثم التفت الى نهاد و ضمها تحت جناحه و قبل رأسها و قال : مبروك ياحبيبتى .. ربنا يسعدك ، ياللا بينا


نهاد : هو انا هدخل لهم كده ايد ورا و ايد قدام ، مش هقدملهم حتى العصير


محمد : كان بودى يا حبيبتى ، بس امك الغالية خافت لاتغرقى العريس و امه بالعصير ، فاخدتها من قصيرها و قدمته هى ، و اختك هتجيبلنا القهوة


نهاد بامتعاض : حتى اللحظة اللى ياما حلمت بيها حرمتونى منها


محمد بذهول : انهى لحظة دى


نهاد : انى ادلق العصير على العريس ، و اخد جاكتته انضفهاله


محمد بدهشة : و اشمعنى يعنى ، عاوزة توريله شطارتك فى الغسيل


نهاد : لا طبعا ، كنت عاوزة اشوف محفظته فيها صور لبنات و اللا لا


ليضحك محمد بشدة و يمد يده ليفتح الباب و هو ما زال محتضنا اخته و عند دخولهم قالت نهاد بصوت هادئ و هى تنظر لحسنة : مساء الخير يا طنط


فقامت حسنة من مجلسها و احتضنتها بسعادة قائلة : اهلا بعروستنا الحلوة


و ما ان تركتها حسنة و عادت الى جلستها الا و جلست نهاد بجوارها دون ان تحيى الباقين ، و كان عارف ينظر ارصا و هو يكاد يختنق من كبت ضحكاته ، و لكن ما انقذه كان قول محمد : ايه رأى حضرتك يا بابا لو نسيب العرسان لوحدهم شوية على ما نشرب احنا القهوة برة


ليتجه الجمبع الى الخارج و يتركان عارف و نهاد معا مع ترك الباب مفتوحا


و ما ان جلسوا بالخارج حتى تنحنح جلال و اقترب من محمد الجالس لجواره و قال : كنت عاوز اسألك عن موضوع كده


محمد : تحت امرك


جلال : هى ايه مشكلة فؤادة


محمد بعدم فهم : مشكلة ايه ، مالها فؤادة


جلال : اللى فهمته من كلامك معاها ان موضوع قفشتها فى هدومها و هى بتتكلم دى ليها سبب ، و انا عاوز اعرف السبب ده

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى 
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة