-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى

 بكر راح على نفس الطريق اللي شاف فيها البت ووقف مستني فنفس المكان وكل هبابه يبص فالساعه والدقايق تعدي، وعدت ساعه وبعدها ساعه، وجت الساعه ٨،٣٠ يعني المفروض لو هتروح مدرستها كان زمانها طالعه من نص ساعة واكتر..


نفخ بكر بغيظ واتلفت حواليه لأخر مره وضرب جبينه بيده لما تدارك مدي الغباء اللي هو فيه...

كيف مستنيها تروح المدرسه وهما فأجازة نص السنه؟ كيف مستنيها من الصبح تطلع ومفيش ولا وحده غيرها طلعت عشان تروح المدرسه والطريق فاضي؟!!!

لف واتحرك ببشاير وطلع ناحية ارضهم وهو مستغبي نفسه وخد لفه فالارض عشان لو حد سأله كنت فين يقوله كنت فالارض وعاود وهو مستنتج انها اكيد كانت بتاخد درس وخصوصي وانها كانت معاوده بعد العصر بكتير فالمغرب الديق اكده... واستغرب حاله كيف مااخدش باله لحاجه كيف دي وعقله كان وين؟ ..


عاود بعدها للسرايا وراح ودي بشاير الاسطبل ودخل بص علي جمره واتفاجأ بيها وبتعبها اللي زاد بشكل ملحوظ ..


راح عليها وقعد جارها هبابه مسد علي شعرها واتأملها شويه وقام بعدها راح عالسرايه، وهو مشفق علي ابوه من قرب موت جمره..

اللي برغم انه يبان متفرقش معاه لكنه خابر زين انه عيكون عيتعذب لما حد من حبايبه يموت لكن صبره عيغلب عذابه...


دخل السرايا وكانت الساعه داخله علي ١٠ والكل كان متجمع على السفره وعيفطرو بكر صبح عليهم ودخل غسل اديه وعاود وقعد معاهم يفطور..


حكيم بص لبكر وداره ابتسامته وهو واعيه قاعد وعياكل ويشرب الشاي وهو مهموم عشان نقبه جه علي شونه، بعد ماكان طالع متحمس، وعمل كيف اللي راح على قطه وجه على جمل زي ماعيقولوها..


وفرح فيه عشان اتوكد ان مليكه شغلت باله للدرجه اللي هو واعيها عليه دلوك..


اما بكر فشاف ابوه مركز معاه عرف انه هيسأله كان فين من الصبح بدري وخصوصي انها مش عوايده وقبل ماحد يسأل هو اختصر عليهم الطريق :


اني طلعت شقيت ع الارض العمال فيها ومكنة الري شغاله عالحوض البحري وكله تمام...

حكيم هزله دماغه : زين زين.. وفرت عليا المشوار كنت لسه هقوم اروح اشق عليهم

وسأله بعدها بلهفه : طليت على جمره.. كيفها اليوم وكيف اصبحت؟

بكر :زينه يابوي زينه.. قالها وهرب بعنيه من ابوه خوفا من انه يلمح فيهم كدبه ويقوم يجري عليها قبل مايفطور.. لكن هيهات وحكيم كان خلاص اتوكد ان جمره تعبانه من عيون بكر اللي طارت فكل جيهه تهرب منيه.. قام من علي الوكل بسرعه وراح علي الاسطبل بخطوات سريعه خايفه..


حكيم اول مادخل الاسطبل عنيه طوالي راحت علي حبيبته وحضنتها واتوجعو واتوجع قلبه عاللي شافه.. جمرة قلبه نايمه ورقبتها عالارض ممدوده... ولاول نوبه من يوم ماتلاقت القلوب ميسمعش صوت صهيلها عيرحب بيه.. ولا حتي قدرت ترفع دماغها وهي واعياه جاي عليها وتهزله راسها كنها عتقوله قرب عليا ياحبيب روحي.. كنت مستنياك..


قرب عليها وقعد قدامها وهي كل اللي قادر يتحرك فيها عنيها اللي كانت متعلقه عليه من ساعة وصوله..

قعد حكيم قدامها ومد يده علي غرتها وملس عليها كيف مامتعود ومعودها وهي غمضت عنيها...

حكيم بالراحه رفع دماغها ونفض شقة وشها اللي نايمه عليها من التراب ومسحلها حوالين عنيها وخشمها بطرف كمه وبعدها حط دماغها على رجله وميل عليها وهمس جار ودنها :

خلاص ياجمرة القلب آن الاوان وهتروِحي؟ خلاص ياحبة القلب العين هتنحرم من شوفتك ياللي من ساعة ماجيتي جبتيلي الفرح والخير فنواصيكي...

على مين حكيم يصبح ويمسي ويقعد بالساعات يحكي اللي معيقدرش يبوح بيه غير للي عتسمع وتفهم ومتتكلمشي؟ ..


فعين مين هشوف الفرحه اللي كنت عشوفها فعينك وانا جارك؟

جمره كيف ماتكون فهمت كلامه وبحركه بطيئه لفت دماغها وبصت عليه واتلاقت العيون ودمعه سالت علي طرف عينها خلت حكيم بسرعه ميل عليها وحبها وهو عيتهز من كتر ماكاتم شهقته جواه وهمسلها :

تبكيش يانن العين.. موجوعه ياحشيشة الروح؟ ولا حاسه بالنهايه ودي دمعة الوداع والخوف؟ ..

تخافيش يابنيتي.. اوعك تخافي من الموت مهتحسيش بيه..

هتروحي انتي فلاول وتستنيني..

عايز لما اجيلك القاكي لابسالي سرجك الاوبيض ومنتظراني واركب على ضهرك... وارجع من تاني اوحد قلبي مع خطوات رجليكي..

ونقطعو المسافات.. ونسابقو الريح.. والهوا يحاوط قلوبنا اللي عتوبقي طايره كيف طياره ورق خيطها فلت من صاحبها..


وبعد الجري والفرحه نقابلو حبيبتنا فآخر الطريق.. متلتمه بطرف طرحتها ومستنيانا والضحكه اللي من القلب مرسومه على العيون.. وتمشي قدامنا تتمايل بغنج وكل ماتميل وتتمايل يميل القلب على ميلها وتهفىٓ الروح وتتهافت على ضمه..


هنتلمو ونجتمعو مع الاحباب اللي سلفونا وتفرح العين بشوفة اللي كانت مشتاقالهم وطال بعدهم.. ونقعدو نستنو باقي الحبايب لما ياجولنا واحد ورا التاني،، وكل اللي ياجي يجيبلنا سلام ودعوه من الحيين بالرحمه تفرحنا وتنزل عالنفوس بالطيب..


حكيم قعد كتير مع جمره يواسيها ويجيب بيده سكر النبات يقربه علي خشمها عشان تفتح خشمها ولا تتلافه من يد حكيم مفيش...

لم حكيم يده من قدام خشمها بعد كذا محاوله فاشله ورجع سكر النبات موطرحه وهو عيهمسلها :


الظاهر كلتي اخر زادك من الدنيا يابت قليبي...

واخر مطاف همسه وتهوينه عليها الحال قام لما غمضت عنيها ومفتحتهمش تاني والنفس بقي يخض خض... قام بعد ما حبها مره ورا مره لحدت ماتعب وحط دماغها فوق سرجها الحلو بالراحه، وهملها وطلع من الاسطبل يتخبط بخطوات تقيله حاسس بخنقه ومعارفشي يروح فين، وفالاخر قلبه هداه انه يروح لبشندي عُقب الحبايب يقعد جاره هبابه..


اما حدا بشندي...


بشندي فاق من سرحانه وبص لعيشه اللي قاعده جاره وماسكه حاجه مشغوله فيها : انتي مين يامره انتي؟

عيشه وهي باصه للي فيدها :نقولو تاني حاضر.. اني عيشه مرتك يابشندي..


بشندي بنفس الاستغراب اللي كان من شويه : مرتي كيف واتجوزتيني ميته وكيف؟

عيشه : كنت مش بعقلك واتجوزتك.

بشندي :علي يد مأذون؟

عيشه : امال علي سباك؟!! ايوه طبعا بمأذون امال ايه؟


بشندي : اعرفش بس اني مش مطمنلك حاسك مره كدابه.. وبعدين كيف اتجوزتك ومفاكرشي عنيكي حاجه كنت سكران ياك؟

عيشه : ايوه كنت سكران ومكفي و بعنف رفعت اللي فيدها علي خشمها وكانت حاجه عتشتغلها بابرة كروشيه وقطعت منها الخيط وفردتها وطلعت طاقيه رجالي..

بشندي اول ماشاف الطقيه فتح خاشمه :واه وخطفها من يدها وقلبها فيده يمين وشمال

عيشه بفرحه : ايه عجباتك؟

بشندي : هي طاقيه كيف اي طاقيه.. بس اني مستعجب علي عنيكي اللي لساتهم بخيرهم وعيرقبو الغرز، وراس الابره اللي كيف النمنمه!! واني من الصبح مراقبش انك ماسكه حاجه فيدك من اصلو؟.. عنين بت الطيطي دول ياحزينه؟


عيشه وهي عتخطف الطاقيه من يده وتلبسهاله بغيظ فدماغه : مهتسكتش انت ولا تبطل نبر على عنيا غير لما تطلمسهملي وتخليني الوِش..

بشندي : وي لبسي بالراحه يابت الكلب هتكسريلى رقابتي جاكي الحزن.. ومد يده عالطاقيه بعد مالبستهاله عيشه وملس عليها وابتسم.. بس حلوه الطاقيه.. عتدفي الودان والله..

عيشه بابتسامه : تدوبها بعرق العافيه..

بشندي : تعيشي يا.. الا انتي اسميكي ايه؟

عيشه : اسسمي عييييشه عيشه..

بشندي : عاشت الاسامي ياعيشه... وبصلها وبعدين بص حواليه... بيت مين ديه ياعيشه اللي احنا فيه بيتك؟

عيشه : ايوه بيتي..

بشندي بصلها بشك وديق عنيه!

عيشه :مالك ياراجل عتبصلي اكده ليه؟


بشندي : جايباني فبيتك.. وعتعمليلي طواقي.. وسكرتيني عشان تتجوزيني... كل ديه وراه انه.. وانه مغفلقه كمان... قوليلي كنتي عتشتغلي ايه انتي وانتي صغيره ياعيشه ؟

عيشه ضحكت وميلت عليه وهمستله بضحكه : كنت عشتغل غازيه وكنت غازيه كبيره قوي قوي.. وختمتها بضحكه عاليه..


بشندي برق عنيه : والله قلبي حس وقلي يابت المركوب.. قومي قومي غوري اتقلعي من اهنه جايه تركبيني العار علي اخر الزمن وعملالي طاقيه وعتلبسيهاني كيف مالبستيني العمه واتجوزتيني .. عتضحكي عليا بيها؟ خدي طاقيتك وغوري موطرح ماجيتي.. وخلع الطاقيه وضرب عيشه بيها فوشها


عيشه خدت الطاقيه وابتدت تطبق فيها بالراحه وردت عليه بهداوه :

امشي اروح فين ماديه بيتي؟

بشندي : ايوه صوح بيتك.. ووقف بضعف طب اني ههملهولك قومي قومي وديني بيتي يلا قومي..

عيشه بنفس الهدوء : بيتك ايه انت ناسي انك بعت بيتك عشان تشرب بيه وتسكر، واني اتجوزتك وانت سكران، لما صعبت عليا ولقيتك من غير بيت وجبتك اهنه؟


بشندي فتح خشمه وقعد تاني علي حيله وهمس : وه... يعني اني مليش بيت على اكده ولا موطرح اقعد فيه؟


عيشه : ولاااااا موطرح ولا حته..

بشندي بحزن : يابوووي يقطع الشرب واللي علمني عليه... الا تعرفيش مين علمني عشان ادعي عليه وعاللي خلفوه؟


عيشه مداريه ابتسامتها : له معارفاشي اني لما شفتك كنت عتسكر لحالك فالغرزه اللي اني كنت شغاله فيها... وعجبتني من وسط كل الرجاله السكرانين واتجوزتك..


بشندي بصوت عالي : جز وبرك يابت المركوب ووبر اللي جابك عتتحدتي عالرجاله وعلي شغلتك قدام جوزك فُجرِك عيني عينك اكده لا خوف ولا حيا ولا خشى!! ..

بس خشى ايه يابوي ماللي اختشو ماتو من زمان..

عيشه بهدوء : ايوه ماتو واني قليلة حيا وغازيه عاجبك ولا اطير وراك من بيتي وارميك فالشارع فعز البرد والسقعه وتنام علي كل كوله هبابه؟


بشندي اتلفت حواليه و ابتسم بقلة حيله ورفع يده هرش فدماغه وبص لعيشه : يبه انتي صدقتي داني عضحك معاكي واجر شكلك.. اصلي عسمع ان جر شكل الغوازي حلو...

هاتي ياشيخه الطاقيه هاتي دانتي خُلقك ديق... خلق غوازي صوح.. وخطف من يدها الطاقيه ولبسها وابتسم وهو عيعدلها وباصص لعيشه : لساتها عتدفي الودان والله... قومي يلا اعمليلي شاي ولا حاجه اكلها جعان..

ولا اقولك هاتيلي سفندي عحب السفندي قوي اني.. يلا يبه قومي وبطلي تطلعيلي بعينك البيضه داي..

عيشه ضحكت ومدت يدها شدت ودن بشندي ومن بين سنانها قالتله : كل حاجه فيك شاخت الا لسانك قاعد بحيله وحالته عامل كيف صباع الزمار اللي عيموت صاحبه وهو يفضل يلعب..


بشندي وهو عيتلافي النشو من ورا عيشه اللي كانت داساه من بشندي وبان لما مالت ولبعها بيه وهو عيقولها:

هملي ودني هتطلعيها فيدك يابت المركوب.. الزمار اللي مات وصباعه عيلعب ديه يوبقي ابوكي، اللي شغلك غازيه وقعد يزمرلك وانتي عتتمرقصي يافاجر...

عيشه خدت اللبعه وفطت من موطرها وبعدت خطوتين وهي عتفرك اللي طايلاه من موطرح الضربه... يشندلك وعيته كيف ديه!! وخدته ميته ياحزين؟

بشندي لساته هيرد عليها لكن قاطعه صوت خبط عالباب وصوت راجل عينده باسمه : بشندي... واه يابشندي ياكهل وينك..

بشندي بص لعيشه وسالها باستغراب : مين اللي عينادم عليا ديه؟

عيشه : ديه الشيخ حكيم شيخ البلد... وراحت عشان تفتحله وهملت بشندي قاعد موطرحه وعيردد الاسم بينه وبين حاله


حكيم دخل من الباب وعنيه دورت علي بشندي ابتسم ابتسامه حزينه وراح عليه بعد ماسلم علي عيشه وكح واتنحنح عشان حرمة الدار ووقف على مسافه بسيطه منه ومن غير ما يسلم ولا يتكلم... بص لبشندي واتنهد، وبشندي لما شافه من غير مايساله هو مين ولا عايز ايه... رخي يده اللي ماسكه النشو وشاورله بيه عشان يقرب منه...

حكيم اتقدم علي بشندي اكتر ووقف قدامه وعينه لمعت بالدمعه، وبشندي اول مالمحها فطرف عينه رمي النشو وقام وقف علي حيله وخده فباطه مره وحده من غير مقدمات،

وبحركته دي خلي حكيم طلع تنهيده طويله وهو عيسند دماغه علي كتف بشندي، كنه عيرمي عليه حموله كيف ماطول عمره عيعمل، لكن المشكله ان الزمن غير الزمن وبشندي مبقاش يقدر يشيل حمل نفسه دلوك... لكن برغم ديه كله لساه حضنه عيقوي حكيم ويريح باله ويهون تعبه كيف مايكون تهويدة ام لولدها..


حكيم وهو فحضن بشندي : متفكرني النهارده يابشندي؟ خابر اني مين؟


بشندي بحنان وهو عيطبطب علي ضهر حكيم : له ياولدي معارفكش.. بس قلبي حس انك موجوع ومتلاع وعايز اللي يطبطب عليك...

حكيم : يابوي علي قلبك يابشندي اللي عمر احساسه ماخيب بحبيبه..

بشندي بعده عن حضنه وقعد عالدكه وشده من يده قعده جاره : قولي مالك.. احكيلي اني كيف ابوك فضفض متكتمشي ولا تصُر فقلبك...

حكيم :افضفض اقول ايه بس.. اللي بيا متنفعش فيه فضفضه مينفعش فيه غير الصبر وقولة يارب هون...

عيشه وهي عتقرب من حكيم :مالك يابو تميم ليه القهر ديه كله.. معقوله عيا جمره مشندل حالك اكده؟ .. طب ماهي علطول عتعيا وتقوم وبأذن الله النوبادي هتقوم كيف كل مره..

حكيم : له يام سخاوي النوبادي غيير... الوقعه النوبادي ممنهاش قومه..

بشندي : مين جمره اللي وقعت داي ومين وقعها..؟

عيشه : جمره الفرسه بتاعته يا بشندي وعيانه ادعيلها ربنا يقومهاله بالسلامه..


بشندي مسك النشو وشاورلها بيه وزعقلها: يعني واعيه الايمان عيخر مني ادعيلها يابشندي!؟

اشحال مكنتش سكري ومتجواز غازيه؟ ديه مش بعيد لو دعيتلها انا تفرفط وتموت فالحال.. خليها تروق براحتها احسن..

وولى على حكيم ولبعه بالنشو مره وحده وهو عيقوله : وانت كمان شايل الهم وشايل الطين علي فرسه عيانه؟!!

امال لو صحيت من النوم لقيت حالك بعت بيتك واسكرت بيه وبصيت جارك لقيت غازيه عتقولك اني مرتك كنت عملت ايه؟ ..

له واللي يكيدك عملالي طاقيه ولبستهاني وضحكت عليا بيها عشان اقعد ساكت مااجرسهاش..

حكيم ضحك غصب عنه وفضل يفرك فموطرح الضربه ورد عليه : صوح يابوي نصيبتي هينه قدام نصيبتك.. اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلاويه...

بشندي : ايوا ياولدي امال ايه.. طب دا بص قليلة الحيا واقفه متخشبه وواعيه معاي ضيف لا راحت تعمل شاى ولا حاجه.. ضيافة غوازي يابوي..

عيشه هزت اديها بقلة حيله ودخلت تعمل شاي وحكيم ضحك بغلب وهو واعي بشندي قلع الطاقيه وعيلبس فيها تاني وميل عليه وهمسله وهو مبتسم : بس الطاقيه عتدفي الودان.. خسرت كل حاجه وطلعت بالطاقيه داي.. يغور البيت والسمعه فسبيل دفي الودان هههع ههع..

حكيم ضحك علي بشندي وخد قعدته معاه وهمله بعد مااطمن عليه وقام

وراح على الارض وقف على زمامها وعقد اديه ورا ضهره وفضل باصص لبساطه الاخضر اللي الشوف مجايبلوش آخر، واتنهد وبص لفوق وناجى ربه :

يارب ماكونش وانى عجمع فقراريط الدنيا كنت عضيع من قراريطي اللي المفروض امتلكها لو كان ليا نصيب فجنتك..

يارب سامحني لو اتلهيت فيوم بجمع مال ولا حل نزاع ولا حتى لحظة عشق فقدت فيها الحكم على حالي، وضيعت اجر فرض من صلاتي لما اجلته،، يارب سامحني لو كنت ظلمت حد من غير قصد او حتى بقصد، واني اشهدك ان فيه حد ظلمني فيوم اني مسامح..

حكيم انتبه وبص على تميم وراه لما سمع صوته :

مالك يابو تميم واقف اكده وعتحدت حالك ليه ..

حكيم رجع يبص قدامه ورد على تميم : كنت عراجع افعالي ياولدي واسأل ربنا السماح عالتقصير فحقه لو كنت قصرت فيوم غصب عني..

واحد غيري ياتميم المفروض كل مايبص لأرض بالمساحه داي عملها بكده وشقاه وتعبه المفروض الفرحه متساعهوش والكِبر يتسلل لنفسه..

بس صدقني ياولدي اني كل ماعبصلها واشوف قدامي وسعها معحسش غير بالخوف ويدب الرجيف فقلبي.. عخاف اكون اتلهيت فاللي اتخلق من اجلي وقصرت فاللي اتخلقت من اجله..


عخاف يكون لهاني متاع الدنيا الزايف عن واجبي ناحية حبيبي..


تميم : طول ماقلبك خايف وعيسأل يابوي اطمن.. عشان اللي قلبه عيخاف عيخشع وانت من يوم يومك مخافة ربنا نهجك ومنهاجك وعلمتهولنا...

وادينا ماشيين عليه.. اللي يزرع فعياله خوفهم من ربهم وحرصهم على رضاه يبقي من عباد الله (الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)..

اطمن يابوي سدك امين وجنات الفردوس نزلك باذن الله تعالي.. ديه كفايه صبرك عالمصائب.. شوف كم مره صبرت واتحملت وكد ايه أُجرت علي صبرك.. طمن قلبك يابوي اللي ليك حدا ربنا كتير...


وليك فالجنه فدادين تضاعف دي اضعاف وبرضك هندخلوها وراك ونعيشو فيها على حسك وحس اللي زرعته فينا واللي نبت وطرح فقلوبنا سنابل مخافه من الله وحب ليه ولخلقه..


حكيم اخد نفس وهز دماغه وبعدها ابتسم وهمل تميم وفضل يتمشي فالارض شويه وبعدها رجع السرايا وتميم اصر عليه يركب الفرس اللي هو جاي بيه ويعاود بيه ميعاودش مشي عشان المشوار رايح جاي كبير عليه...

رجع حكيم وودي الفرس الاسطبل وطل علي جمره من بعيد لقاها على حالها نايمه ومغمضه وعتخض هملها ورجع للسرايا وهو عيدعي ربه يسهل عليها سكرات الموت...


دخل واول ماجماره شافته من الموطبخ راحت عليه وهي واعيه ملامح وشه اللي اكدتلها ان موت جمره اقترب وانها صوح النوبادي مهتقومش منها على قول حكيم


جماره مسكت يده : تعالى ياحبة القلب اقعد... وقعدته على الكنبه... هونها على روحك ياحبيبي...

حكيم : يهونها ربنا ياجماره

-اعملك حاجه تشربها؟

حكيم : له لساتني شارب شاي حدا بشندي.. اني هدخل اريح هبابه اوبقي صحيني على صلاة الضهر..

جماره هزتله دماغها بطاعه وهو راح على الاوضه ووقفت تراقبه وهو ماشي وبرغم صموده واللي يشوفه يقول عليه مابيه شي...

الا ان جماره الوحيده من وسط كل العالم اللي خابره ان فراق حكيمها لحبايبه عيقسم ضهره وحتي باين على تهديلة كتافه.. لكن تقول ايه وهو الصبر متفصل على مقاسه ولابسه ومتلفح بيه من صغره...


دخل حكيم ومدد عالسرير وغمض عنيه وفضل صاحي هبابه وبعدها النوم شفق عليه من التفكير وخيم على عيونه ونعس..


اما تميم فعاود بعد ابوه بهبابه ورجع عالمندره قعد شويه مع بكر اللي كان واخد سلسبيل معاه وقاعد مع سخاوي اللي كان واخد يوسف والتنين عمالين يشاكسو فبكر وبكر يشاكس فيهم وسخاوي يضحك عليه...

قعد جارهم هبابه وبعدها انتهز فرصة ان سلسبيل معاهم وهملهم وراح عالسرايا يسرق ساعه يقضيها مع مرته لحالهم وديه نادرا ماعيوحصول بالنهار يابسبب الفصول والشغل، يأما بسبب سلسبيل ولزقتها فيه طول ماشايفاه قدامها...


عاود السرايا ودخل وطلع عالسلم طوالي بس بعد ماشاور لزينه اللي كانت واقفه فالموطبخ تحصله وهي هملت اللي فيدها وطلعت وراه طوالي...

زينه دخلت ورا تميم وسالته باستغراب : خيرك ابن عمي بدك شي نسيان شي شغله بدك ياها؟

تميم قلع العبايه اللي فوق كتافه ورماها عالسرير وراح علي الباب قفله واتقدم من زينه : لا مش ناسي حاجه بس متوحشك وجاي اقيل جارك النهارده... هاه اقعد ولا مش عايزاني انزل تاني؟

زينه ابتسمت بفرحه وهي عتقرب منه وحاوطت رقابته باديها التنين وهمستله : كيف يعني ماني عاوزتك.. حبيبي انا بدي ياك تضل حدي وما تضهر لاي مكان لو شو ماصار ،.. واضل طول الوئت اطلعلك واطلع ولبحر الفيروز المدوب جوات عيونك هادول.. وصدئني ماراح امل من أربك او شوفتك لو كفيت العمر كله ادام عيوني..


تميم وهو عيقرب منها اكتر همس فودنها : ياريت بس اقدر اعمل اكده واقعد جارك العمر كله املي عيني اللي معتشبعش منك ابدا... قالها وقرب منها يسرق لحظات سعادة من الزمن مع حبيبة قلبه وياسمينته الشاميه اللي مهما قعد جارها اول مايهملها ويطلع شوقه ليها عيكون قتال ويعاودلها بلهفه كنه ليه ايام مفارق..


شويتين وجماره حضرت الوكل هي وتمره وجهزو السفره وتمره ندهت علي تميم ورنت علي بكر اللي اصر يجيب سخاوي معاه رغم رفضه لكنه حلف عليه يتغدي معاهم ويعاودو كلهم يتلمو علي سفره وحده كيف ايام زمان...


دخلو التنين ومعاهم سلسبيل ويوسف وقعدو عالسفره وتميم نزل من فوق يلف فعمته ووراه زينه وقعد عالسفره وشاور لزينه اللي وقفت متردده.. وهي قربت وخد سلسبيل من بكر واداهالها ودعاها للقعاد عالسفره وشدلها الكرسي جاره علي شماله وجات قعدتها قصاد سخاوي اللي اتحرج وقام قعد علي يمين تميم بحجة انه عايز يقعد جار تمره بت اخته اللي متوحشها..


اما جماره فدخلت لحكيم تصحيه ولقته صاحي وقاعد علي حرف السرير وحاطط راسه بين اديه وموطي للارض..

جماره قربت منيه بهداوه وحطت يدها علي كتفه وهو رفع راسه وبصلها وسألها بعتب : مش قولتلك صحيني لصلاة الضهر ياجماره هملتيني نايم ليه؟

جماره : بصراحه دخلت عليك عشان اصحيك لقيتك رايح فالنوم وشكلك باين عليه التعب صعبت عليا وسبتك تناملك هبابه وخصوصي انك طول الليل نومك مقطع ومعتنامش ساعتين علي بعض الا وتقوم فازز وتهمس باسم جمره بقلق ..


حكيم خد نفس جامد وطلعه وحط ايده علي قلبه لما حس بنغزه وبص لجماره وهمس : خلاص ياجماره لا عدت هقلق فنومي ولا عاد اسم جمره ينعاد...

قالها وقام طلع علي بره يتوضي ويصلي ويطلب الصبر علي الخنقه ونغزة قلبه اللي عيأكدوله ان خلاص حبيبته ورفيقة دربه هملته و فارقت الدنيا...

دخل اتوضي وصلي وراح قعد وسط عياله عالسفره وتلفونه رن طلعه وكان السايس هو اللي عيتصل.. وحكيم لما شاف اسمه غمض عنيه بألم ورفض المكالمه وعمل حاله عياكل من كدب عشان اللي حواليه ياكلو وميحزنوش علي حزنه..


بعد الوكل قام وطلع علي الاسطبل طوالي وجماره قالت لعيالها وخالهم يحصلو حكيم ويقفو جاره عشان لما يوعاهم حواليه يتقوي بيهم وهما طارو لما فهمو ان جمره ماتت والكل راح يودع جمرة القلوب...


راحو كلهم ووقفو جار حكيم اللي قعد جار جمره كتير ينقل عنيه على كل شبر فيها ويتودع..

و آخر ماودعها وشبع وداع قال لتميم يأمر الغفر يحفرولها فالجنينه ويدفنوها جار منيه.. وتميم فورا عطي الامر والغفر حفرو لجمره فجنينة السرايا واتشالت جمره عالايادي وحكيم كان ماشي وراها وواعيها وحاسس ان روحه هي اللي متشاله بالايادي...

واندفنت جمره واندفن معاها سنين من الفرحه والحب والعشق عاشتهم مع حكيمها وخيالها الوحيد اللي كيف ماتكون اتخلقت عشانه...


حكيم بعد مااندفنت جمره امر السايس يجيبله سرجها وحرمه يتحط علي خيل غيرها وعلقه فالحيطه فوق مااندفنت وحتي كيس سكر النبات بتاعها علقه جاره وحذر اي حد يمد يده عليهم ولا يقربهم..


الكل انفض من حواليه وهو خد قعدته فوق قبر جمره، وقام دخل للسرايا ودخل علي اوضته قدام عيون جماره، اللي راحت عملتله كباية لمون ودخلت وراه بيها، وحطتها جاره وبصتله بشفقه وهي واعيه عنيه متثبتين عالحيط اللي فيها صورة امه تماضر متعلقه وجار منيها صورته هو وجمره وهو واقف جارها وماسك سرجها..


اتقدمت منيه جماره ووقفت جاره تطلع معاه علي الصور وقالتله :ليه ياحكيم مبعدتهاش عن عنيك.. ليه تجيبها جارك وتعلق سرجها قدامك..

ليه تصمم تخلي الحاجه اللي عتفكرك بحبايبك علي طول فوشك عشان مع كل رمشة عين تتفكرهم!!! اني هشيل السرج من الجنينه وادسه منك ياحكيم.. مش هسيبك تقوم فنصاص الليالي تقعد قباله وتتحسر علي اللي راح كيف ماكنت تعمل مع حاجة المرحومه امك وصممت اننا ننقلو فأوضتها..


حكيم رد علي جماره وهو لساته باصص للصور : طب بالمره وانتي عتشيلي حاجة. الحبايب من قدام العين ابقي مدي يدك وشيلي صورتهم من العقل وذكرياتهم من القلب وغلاتهم من الروح ياجماره لو تقدري... الحبايب مش حجات عيهملوها هي اللي عتفكرنا بيهم.. الحبايب ذكريات محفوره جوانا كيف ماتكون منقوشه علي حجر عمر الزمن مايقدر يمحيها...


سيبك مني انتي بس وهمليني مع اللي جواي واستنبهي لحالك وحال عيالك والبيت... ولف وبص للطربيزه وشاور لجماره علي كباية العصير... هاتي لمونك ديه هاتي خليني اشربه ياكش ينزل علي نار الفراق يطفيها...

****************'م


اما حدا بكر فبرغم الظرف اللي هما فيه الا انه منساش معاده مع اللي شغلت فكره وراح علي الطريق نوبه تانيه فمعاد امبارح ووقف فنفس الموطرح يستني...


-في شارع من شوارع البلد زهور عتجري هي ومليكه وكلب عيجري وراهم محاشهوش غير راجل عجوز حلق عليه بعكازه من وراهم..


زهور : اني خابره ان نهايتي هتكون علي يدك واننا هنموتو موته مش طبيعيه واصل... عتفوتينا كيف من الطريق المشهوره بكلابها السعرانه يامليكه! .. بس الحق مش عليكي الحق عاللي مطاوعاكي وماشيه وراكي كيف الهبله ام بدوي..


مليكه وقفت تاخد نفسها وردت عليها : الكلاب تاكلني احسن مااقابل اللي ميتسماش واللي متوكده انه واقف مستني دلوك عشان يشوفني ويقطرني ويعرف بيت ناسي عشان يبخ غله ويشفي غليله.. واني ابدا ماهديله الفرصه وههمله ناره تاكل حطبه اكده...

ومتوكده ان اللي كيف بكر حتتة ان حد يهينه وميقدرش يخلص منيه حقه هتكوي قلبه كوي وهو ديه المطلوب واللي هيريح قلبي ويشفي هبابه من غليلي منيه يازهور...


زهور : طيب بكر وهيتربي وانتي وهترتاحي.. آني ذنبي ايييه؟

مليكه وهي عتمسك يد زهور وتشدها عشان تكمل مشي... ذنبك انك صاحبتي وديه واجب الصاحب علي صاحبه مش عيقولولك الصديق وكت الضيق؟

زهور نشكت يدها من مليكه ووقفت كلمتها بتحذير وهي بتشاورلها بصباعها :

اسمعيني زين يامليكه.. بلا صديق بلا ديق.. اني مناقصاشي وجع قلب ووجع رجلين ووجع اي حته تانيه لو كلب طبق فيا بسبب جنانك وكرهك لواد الشيخ..


اني هروح الدرس من اهنه ورايح لحالي وانتي اترزعي فالبيت وهبقي اجي اشرحلك اللي خدته واديهولك تنقليه لحدت مايخلص بكر بتاعك ديه اليومين اللي قاعدهم فالبلد ويسافر ... يااكده يأما هروحله بنفسي واخده من يده واوديه لحد عتبة بيتكم واقوله علي كل حاجه واشتري نفسي اصل العمر مش ربه يابت الناس..


مليكه بصتلها بغيظ : ماشي يازهور اللي تشوفيه.. مع انك طلعتي برطه وحداكيش روح المغامره واصل... غوري يازهور لحالك بس لو عرفك وقطرك وحازك وسالك عني يوبقي ايه العمل..


زهور : تخافيش مهيعرفنيش هستني بنات المقاول وبت الحج محسن واروح معاهم ومهيعرفنيش من وسطهم... غوري يلا علي بيتكم مش كل يوم هتاخديني علي هم جديد.. يوم بيوت مسكونه ويوم كلاب..

شيبتي قلبي ياشيخه انتي وكلابك وبكر وبهادر قطعه تقطع الكل كليله.. قالتها ودخلت بيتهم اللي كانت وصلت قصاده واول مادخلت قفلت الباب فوش مليكه بغيظ

ومليكه ضحكت عليها وعلي جبنها وكملت علي بيتهم وهو مبتسمه وفرحانه وحاسه بنشوة انتصار بسيط علي بكر وعتمني نفسها وتتحلف لبكر ان داماهو الا بدايه لحرب بارده شنتها عليه وديه اول و اقل انتصار هتحققه مليكه فيها...


اما بكر فابعد ما قعد لحدت اذان المغرب مستني من غير فايده وفضل يلف ببشاير شويه فالبلد وعاود وهو مش طايق نفسه وحاسس بخيبة امل لتاني مره وخصوصي لما شك ان اختفاء الجنيه دي حركه مقصود منيها...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة