-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى

 نظرت أمينة نحو أبيها الذى رفع نظره نحو والده وهو يراه يحاول أن يفرض على ابنته ما رفضه هو فى الماضى .. لم يتغير أبيه ولن يفعل .. لكنه أيضا لن يرضى بهذا الزواج .


يعلم أن أبيه يعاقبه فى ابنته وأن خروجه من المنزل هذه المرة سيكون بلا عودة لكنه مستعد لذلك .. سيعود لأجل أمه ولو قابلها خارج البيت .. سيتواصل مع أخيه ولو عبر الهاتف .. لكنه لن يضحى بابنته مهما كلفه الأمر .


صمتت أمينة بينما تحدث جمال : انا مش موافق يا أبا .. بنتى مش هتكون بيعة علشان مصالح العيلة مهما كنت شايف المصلحة دى مهمة فأنا عندى بنتى اهم .


نظر فرج نحو جمال وقد تملكت الصلابة من قسماته ليقول : بتعصانى تانى يا جمال ؟ بعد العمر ده كله مااتعلمتش ؟


تذكرت أمينة كم المعاناة التى كانت تعانيها أمها فى صمت .. لقد حملت نفسها طيلة عمرها ذنب طرد أبيها بعيدا عن أهله .. تتذكر أمينة جيدا المرات التى لا تعد ولا تحصى التى كان أبيها يزور قريته بهدف تصفية الخلاف بينه وبين أبيه وتتذكر أيضا عودته خائبا مكسورا بشكل كان يؤلم ثلاثتهم، هى لن يمكنها تحمل هذا الألم مجددا.


تعلم أن جدها رجل متجبر لكنه جدها .. لم يختره أبيها ولم تختره هى لكنهما مطالبان بوده رغم طباعه ومطامعه


رفعت رأسها وقد احتد النقاش بين أبيها وجدها لتستوقف الكلمات : لحظة يا بابا من فضلك ..

نظرت نحو جدها متسائلة : ده يا جدو رغبة لحضرتك انى اقابل هرقل ده كأى عريس ولا فرمان أنى اتجوزه مهما كانت الظروف ؟


صمت فرج قليلاً ينظر لها .. لابد أنها تشبه أبيها فى صلابة رأسه وسترفض الأمر بمجرد اعتباره أمرا .

دار كفه حول مقبض عصاه قبل أن يتحدث : شوفى يا امينة .. انت البنت الوحيدة فى العيلة .. عمك ماخلفش بنات .. طبعا كان الأولى تتجوزى واحد من ولاد عمك حسب العرف ما بيحكم وابوكى وهو راجع بيكى كان فاهم العرف ده

نظرت أمينة نحو أبيها لترى ابتسامته الساخرة فتفطن لمحاولة جدها التفرقة بينها وبين أبيها لكنها ليست غبية لقد رفض أبيها تطبيق العرف على نفسه ولن يطبقه عليها، قاطعت جدها وهى تلقى الصورة فوق المكتب : ومين العريس اللى حضرتك مستعد تخالف العرف علشانه ؟


تناول فرج الصورة ليعيدها لجيبه : هلال البحيرى .. الولد الوحيد لعرفة البحيرى .. عيلة البحيرى اكبر عيلة فى الجيهة كلها ونوابة المجلس ماخرجتش برة عيلتهم من عشرين سنة .. انت متعلمة وفاهمة نوابة المجلس يعنى إيه لأى عيلة .. وانا اتفقت مع هلال أن عمك ياخد النوابة السنة دى


طرقت فوق المكتب بأناملها : والتمن جوازه منى ؟

رفع فرج رأسه بكبر واضح : اى راجل فى البلد يتمنى يناسب فرج علام


ابتسمت أمينة فكما يبدو أن جدها أبرم صفقة أن يقدمها لهذا الرجل مقابل الحصول على مقعد فى مجلس الشعب .. هو يرى أن صفقته رابحة وهى ستعمل على افسادها هى ليست غرضا للملكية كما أنها واثقة أن هذا الهلال سيرفضها بعد معرفة ظروفها.


فعلها قبله الكثيرون وهى لا تظن أنه رجلا يختلف عن غيره، يحمل الرجال صفات مشتركة دائما تدور حول متعتهم الخاصة واى كان من سينقص هذه المتعة يرفض بلا تردد.


تنهدت ثم نظرت نحوه : شوف يا جدو . انا ماعنديش مانع اقابل اللى اسمه هلال ده بس زيه زى اى عريس بيتقدم لى .. ممكن اوافق عليه وممكن لا .


رفعت رأسها تحذو حذو جدها فى تكبره : انا المهندسة أمينة جمال علام ولو قولت يا جواز ألف من يتمنانى فواحد زى هلال مش حاجة كبيرة لمجرد أنه ابن اكبر عيلة فى الجيهة .. كلامى يناسب حضرتك تمام حدد معاد وانا أقابله .. كلامى مش مناسب يبقى اقوم احضر شنطتى واسافر .


نظر لها فرج بنفس الملامح الصلبة .. هى لا تفهم كيف يحافظ على هذه الصلابة ويتمكن من إخفاء كل مشاعره بهذا التحكم .. لكنها في الحقيقة لا تهتم بكيفية تمكنه من ذلك ولا تريد أن تتعرف على حقيقة مشاعره بقدر ما تهتم بإفساد مخططه الذى تسبب فى ثورة بصدرها منبعها الغضب .


صمت فرج يتذكر أنه لم يسع لهذا الإتفاق بل سعى له هلال وبدأه برغبته فى الزواج من حفيدته التى عادت للبلدة قريبا وحين رأى تردده عرض عليه هذا الأمر الذى أنهى تردده وشجعه على التفكير بالأمر .. هو يرى فى هذه الفتاة عقلية راجحة .. ربما أكثر رجاحة من عقلية أحفاده من الذكور ولن يغامر بخسارتها بأى شكل كان .


عاد يفرك رأس عصاه بحركة اعتيادية قبل أن يتحدث بهدوء : هلال هيجى المغربية جهزى نفسك .


ابتسمت وهى تنهض بدبلوماسية : حاضر يا جدو .. عن اذنك


وغادرت المكتب لينظر فرج نحو ولده ويقول : بتك اذكى منك بكتير يا جمال .. فاكرة أنها بتلاعب فرج علام .. بس انى عجبانى اللعبة .


صدم جمال من قول أبيه ليتساءل : ليه يا أبا كده ؟ صحيح اخويا ماعندوش بنات بس بنات العيلة كتير واكيد هيفرحوا جدا بجوازة هلال البحيرى ؟


تنفس فرج بعمق وهو يقول : بعدين هتفهم .. لما اعرف بتك ناوية على ايه ؟


انتفض جمال مغادرا مكتب أبيه الذى اتسعت ابتسامته وهو يهمس: خلى ابن البحيرى يحلم وانا هجيب رأسه الأرض زى اللى قبله


وقف جمال أمام الباب متسائلا : أمينة فين ؟

أجابه مهيب : فى الجنينة يا عمى وامى معاها


توقف جمال شاعرا بالحرج فهو لا يريد أن يتواجد مع ابنة عمه فى نطاق يخلو من زوجها .. لقد أراد أبيه فى الماضى أن يزوجه بها وكان رفضه الذى تسبب فى كل هذه القطيعة .. هو لم يرفض الزواج من فاطمة رفضا لشخصها .. بل تمسكا بحقه فى الإختيار


وكأن سليمان أخيه قرأ أفكاره ليقف ويحثه: تعالى يا جمال نطلع لهم .


*****


غادرت أمينة مكتب جدها تشعر بغضب يثير اختناقها لكنها تخفيه مادامت قادرة على التحكم فيه.. لأول مرة تشعر أنها تشبه هذا الجد فى أمر ما .. تتعجب صلابة ملامحه بينما هى تتخذ من الضحك ستارا لمشاعرها وتبرع فى هذا بشكل يخدع أقرب الناس إليها .


لم تتحدث إلى الجالسين بل اتجهت فورا نحو الحديقة فهى بحاجة لبعض الهواء المنعش .

لم تشعر أن فاطمة تتبعها حتى وضعت كفها فوق كتفها لتنظر نحو صاحب الكف مبتسمة قبل أن تتعرف إلى شخصيه .

لم تهتز ابتسامتها لرؤية فاطمة رغم أنها اهتزت داخليا وهى تتذكر مقابلة فاطمة لها ..


كانت قد حظت ببعض الراحة فى الغرفة التى خصصتها لها جدتها وهبطت للبهو راغبة في مجالسة جدتها لتجد فاطمة تجلس بالقرب منها .. أشارت لها جدتها : تعالى يا أمينة .. تعالى سلمى على عمتك فاطنة


اقتربت منهما لتنهض فاطمة تضمها بود ولم تتعرف هى على شخصيتها لكنها قالت بود : اهلا يا عمتى .. بس انا مش اعرف إن بابا ليه اخوات بنات

ضحكت فاطمة وضحكت جدتها التى قالت : ما هى مش أخته .. فاطنة بنت عم ابوكى ومرات عمك سليمان

تهلل وجه أمينة وقالت : حضرتك مامت مهيب واسدين قصر النيل ؟

قطبت فاطمة جبينها لتضحك أمينة : معلش يا عمتى بس اصل شكلهم وهم واقفين جمب بعض يضحك


ومن الغريب أن فاطمة ابتسمت وقالت : هم ولادى شاربين طبع جدهم مفيش غير مهيب اللى متغير شوية

لتتابع أمينة ممازحة : دى رحمة من ربنا بالغلابة اللى زينا


علمت بعد ذلك أن فاطمة هى ابنة العم التى رفض أبيها الزواج منها ليتزوج منها أخيه الأصغر سليمان .

تحدثت فاطمة بعد صمت لحظات : ماتشليش الهم ربك بيصرفها

تساءلت أمينة مدعية التجاهل : قصدك ايه ؟

أحاطت فاطمة كتف أمينة لتسير بجوارها فاستجابت لها أمينة لتقول فاطمة : تعرفى لما رجعتى مع جمال اتمنيت تختارى واحد من ولادى

تساءلت أمينة مباشرة : ليه ؟


ابتسمت فاطمة وقد فهمت بفطنتها البريئة أن الفتاة تشير إلى ما حدث فى الماضى وتتساءل عن دفعها ضريبة ما حدث لترى فاطمة أن الوقت مناسب لفتح دفاتر الماضي لآخر مرة ثم طيها للأبد .


ربتت فوق كتف أمينة وبدأت تتحدث : انى كنت بنت العم اليتيمة اللى اتربت فى دار عمها .. والأصول بتقول أن عمى يجوزنى ابنه الكبير اللى هو ابوكى .. بس بينى وبينك انى كنت ميالة لسليمان ..


اتسعت ابتسامتها وهى تتابع : اصل انى وسليمان شبه بعض .. احنا الاتنين فلاحين مانفعناش فى العلام .. كان كل غيتنا الأرض والزرعة والبهايم ..


تنهدت فاطمة لتشعر أمينة أن ما يأتي يخص قلبها لتتابع : كنت حاملة هم وقت ما عمى يأمر اتجوز جمال .. ما انى ماليش عين اقول لا .. بس ربك بيصرفها وجمال اللى قال لا .. كنت بدعى ربنا يقويه ويفضل على رأيه وبدعى له يرزقه بت الحلال .. ولما عمى اتأكد إن جمال مامنوش رجا عقد لسليمان عليا وهو فاكر إنه بينفذ العوايد بس هو كان بينفذ اللى جلوبنا ريداه .. واهو عيشنا كلنا والحمدلله كل واحد بياخد نصيبه اللى هو محتاجه .. إذا ابن البحيرى نصيبك هتاخديه وإذا مش نصيبك مهما يعمل جدك عمره ما هيطول ضفرك .


ابتسمت أمينة لقد حصرت فاطمة فى عدة كلمات حياة كاملة بكامل الرضا .. هزت رأسها بتفهم ونظرت لفاطمة : انت طيبة اوى يا عمتى


ليأتى صوت عمها من الخلف : امال انا بحبها من شوية


نظرتا للخلف حيث كان يقف أبيها وعمها وعلى ما يبدو قد استمعا لجزء كبير من الحوار أو له كاملا .


اقترب سليمان ليحط كتف فاطمة بود يطوع القلوب : ما تيجى تحضرى لى الغدا يا فاطنة عاوز ارد الغيط قبل العصر .

ربتت فاطمة فوق كف أمينة وغادرت برفقة زوجها لينظرا هى وأبيها فى اثرهما .. الود يطوع القلوب .. حقيقة ستظل على مر الزمان شمس العاشقين .


*****


التزمت حجرتها بعد الغداء فى انتظار وصول العريس الميمون الذى لا تدرى من اى كارثة كونية ألقى عليها .

بمجرد أن تلونت السماء بلون أصفر ينبأ بنهاية النهار وصل هذا الغريب .


علمت بحضوره حين أرسل جدها فى طلبها للقائه . استعدت بتمهل ثم اتجهت للدور الأول حيث كان ينتظر هذا الضيف غير المرغوب فيه .


تقدمت من مجلسهما بثبات بالنسبة لعروس حتى وقفت أمامه لتقول بثبات : اهلا استاذ هلال

وقف هلال لتشعر بفارق الطول لكنها تثق أنها ليست قصيرة أيضا لذا نظرت له بثبات وهو يقول : تشرفنا يا بشمهندسة أمينة


اتجهت للمقعد المواجه له وجلست ليجلس .. ابتسمت له بتكلف لم يخطأه لكن دعاه للتبسم ثم قالت : اتفضل كلمنى عن نفسك انت خريج إيه ؟

أجاب فورا : كلية زراعة اصل انا فلاح وبحب الأرض والزرعة عندى اهم من نفسى

هزت رأسها بتفهم دون أن تنزع ابتسامتها : يعنى درست اللى بتحبه وبتشتغل فيه .. شكلك محظوظ

أجاب بثقة : لا انا فعلا محظوظ

تابعت بلا تردد : ومغرور


ضحك هلال البحيرى لترى مع تلك السمرة التى اكتسبها من لهيب الشمس وسامة لا يجب إغفالها لكنها ليست حافزا بالنسبة لها .


نظرت نحو جدها وتساءلت : جدو ممكن تسبنى مع البشمهندس شوية ؟


اشتعلت نظرات فرج التى ترفض هذا الجنون الذى تفوهت به حفيدته التى تابعت : ومش تخاف عليه انا اتغديت خلاص.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة