-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس

 سقط هلال جالساً وهو يضحك بقوة على استقبالها لأبيه الذى سيغير رؤيته لها حتما بينما تساءل عرفة بقلق : هتعملى إيه ؟


أعادت الجملة بثقة : اكراش عليك يا جميل انت .. هو انت اسمك ايه ؟

اتسعت عينا عرفة بصدمة بينما أجاب هلال من بين ضحكاته : ده ابويا يا أمينة يخرب بيت جناتك

وتابع ضحكاته ليحذبه أبيه متسائلا بصوت هامس : هو يعنى إيه اكراش دى ؟؟ اوعى تكون شتيمة يا واد !!


أجابه هلال بنفس النبرة الخافتة : شتيمة إيه يا أبا دى بتعاكسك


تجهمت ملامح عرفة بينما سحب جمال ابنته بجواره معاتبا : إيه اللى بتقوليه ده أمينة ؟

هزت كتفيها : اعمله ايه ما هو حلو فقولت احجزه احتياطى


كتم أبيها ضحكته ثم نظر نحو عرفة : معلش يا عرفة هى أمينة كده ماتبطلش هزار ابدا .


استعاد عرفة تركيزه بعد لحظات من التخبط لهذا الإستقبال الذى يواجهه لأول مرة بحياته لينظر نحو جمال مبتسماً وكأن شيئا لم يكن وقد نجحت هذه الفتاة فى تغير نظرته التى بناها مسبقاً عنها وهو يتناول العلبة من هلال ويقدمها لها : وماله تهزر براحتها .. اتفضلى شبكتك يا عروسة


تناولت العلبة لتضعها جانباً وتجيب بتعقل : شكرا يا عمو


ابتسم عرفة فولده محق هذه الفتاة لا تشبه أحدا من هذه العائلة ربما قليلا سليمان فقد عاش عمره مراعيا للأصول ودودا مع جميع أفراد البلدة دون مطامع أو مصالح هو يرى سليمان دائما صورة للفلاح المصرى كما يجب أن يكون لذا لا يعتبر القرب بين سليمان وأمينة غريبا بل انتماء مثلهما لهذه الأسرة هو الغريب .


تحدث عرفة بهدوء : إحنا يا بنتى هنعمل الشبكة زى ما جدك حكم اخر الاسبوع يعنى الخميس والخميس فاضل عليه يومين .. شوفى طلباتك إيه علشان نلحق .


رفعت كفها معترضة : لا تيتة قالت لي الخطوبة على العروسة ماينفعش اطلب حاجة دلوقتى


تلفتت بحذر وخبت نبرة صوتها : بس ماتستعجلش يا عمو انا فى الأساس منبع الطمع ..


ضحك عرفة بينما نهضت من جوار أبيها لتجلس بجوار عرفة وتتحدث محذرة : بس على فكرة أنا هعزم صحباتى من مصر


أومأ عرفة دون أن يستوعب الغرض من إخباره بهذا : وماله اعزمى مصر بحالها لو عاوزة


ضحكت أمينة وهى تصفق بحماس : تيتة قالت لي كده بردو ..


ارتدت ملامح وجه جادة وهى تنظر لعرفة محذرة : اعمل حسابك نص البنات هيكراشوا عليك .. اوعى تدى اسم الاكونت بتاعك لحد غيرى بعدين يخطفوك من طنط وداد وضميرى يوجعنى .. يرضيك ضميرى يوجعنى !


هز رأسه مع صوت الضحكات التى يحاول الجميع التحكم فيها ليقول : لا مايرضنيش طبعا واطمنى وحطى فى بطنك بطيخة صيفى انا اصلا ماليش البتاع ده ولا بحب الفيسبوك ولا كل الهم اللى نزل على حياتنا وتوه عقول العيال اللي زيك .


ضحك هلال لتنظر له بغضب تنهره لكنه لم يهتم وتابع ضحكه لتتأفف بضيق : هو الأخ ده متبرمج على الضحك بس اوووف .


ظل عرفة لوقت ليس بقليل بينما تعمد فرج التأخر فى مقابلته بشكل لاحظه الجميع لكن استطاعت أمينة أن تشتت العقول عن التشاحن بما تثيره من ضحكات وبعد انتهاء الزيارة التى انتهت بشكل رسمى لمقابلة فرج الجافة لهما صحب جمال عرفة وهلال للباب لتنظر أمينة نحو جدها معاتبة وقد بدأت تتشكك فى كل نواياه ثم تلحق بهم .


نادت بصوت خفيض : عمو عرفة .. عمو عرفة


دار ثلاثتهم ينظرون لها لتقول : ماتتاخرش فى الزيارة بقا أنا عندى عرض على حتة دوبلكس تحفة علشانك


وقف عرفة يظنها تتحدث بأمر جدى ليتساءل : فين ومساحتها قد ايه ؟و


أوقفت تتابع تساؤلاته وأشارت نحو صدرها : هنا فى البطين الأيمن وانت داخل من مدخل قلبى كده علطول على ايدك اليمين .. تشطيب سوبر لوكس والمساحة براااااح بقا ماتعدش


ابتسم أبيها وهلال بينما تقدم منها عرفة بود : وانا شارى يا بشمهندسة بس اشمعنا البطين فاكرانى عجوز ولا إيه ؟


اقتربت منه وهمست : لا عجوز إيه ما فى اسانسير انا بقرب لك المسافات يا حجيج .


ارتفع حاجبه الأيمن وهو يتساءل: والسعر بقا؟


حكت ذقنها تدعى التفكير ثم تنهدت وهى تشير خلفه: بص مش بحب الفصال وزى بعضه هاخد الواد هلال ده وخلاص.


ضحك عرفة وهمس لها : تعرفى يا أمينة الواد هلال ده ليه حق يمسك فيكى بأديه الاتنين .


رفعت رأسها بكبر متعمد : ايوه ما أنا لقطة .


ربت عرفة فوق رأسها وغادر يتبعه هلال الذى يتلفت ليفوز بنظرات قصيرة العمر منها ..


اقترب منها أبيها لتقول بجدية : بابا انا محتاجة اتكلم مع عمى سليمان شوية اظن هو الشخص الوحيد الواضح فى العيلة دى .


احاطها جمال : كارهة العيلة يا أمينة ؟

هزت رأسها نفيا : لا طبعا يا بابا انا بحبهم مش علشانهم انا بحبهم علشانك ومهما يعملوا هفضل احبهم بس انا محتاجة افهم كويس حاسة فى حاجات كتير غامضة ومش عارفة ازاى جدى اللى طلب منى اتجوز هلال وهو بيعاملهم بالشكل ده.


ربت فوق كتفها وسارا معا نحو مجلس الجد والعم لتقول أمينة : عمو سليمان انا عاوزة فستان الخطوبة على حسابك وتيجى معايا وانا بشتريه ولن اقبل الرفض أو المساومة .


انهت جملتها التحذيرية التى أسرت ضحكات خفيفة عبرت شفتى سليمان الذى قال : وإنى أقدر ارفض ده أقل واجب شوفى عاوزة تروحى امته


جلست بجوار جدها بأريحية ربما يفتقد إليها بعضاً من رجال هذا المنزل وهذا ما يزيد تشبث جدها بها وإن لم يظهره فهى تملك شجاعة سيحتاج إليها كثيرا .. مطت شفتيها تعبر عن حيرتها فى تحديد موعد ثم قالت : روح الغيط وتعالى بسرعة ولا ابعت وراك أمر ضبط وإحضار !


نهض سليمان فورا : لا وعلى إيه على الضهرية اكون رجعت


نظرت إلى ساعتها واسرعت تمسك به : انت بتزوغ يا عمى إحنا الضهرية اصلا

ضحك أبيها بقوة بينما تابع سليمان : ما أنى مش نازل الغيط اصلا يا غلباوية النهاردة .


أفرجت عن عمها فقط لساعة واحدة سيقدم خلالها الفطور الذى تأخر اليوم بسبب زيارة عرفة وولده بينما استغلت وقت إعداده فى التحدث إلى أصدقائها .. هاتفت مها صديقتها المقربة وزميلتها بالعمل أيضا لذا فهى الأقرب إلى قلبها ولم يطل انتظار إجابة منها وجاء صوتها العابث : ايوه الناس اللى اخدت يومين إجازة وضربت عليهم


ضحكت أمينة : ولسه هاخد إجازة تانى

اعترضت مها فورا : لا استنى عندك الحكاية دي فيها إنه !!


أكدت أمينة وهى تتابع : طبعا فيها بس مش إنه .. فيها هرقل


وتابعت الضحك لتتساءل مها : لا واحدة واحدة معايا وهاتى من الأول خالص على أقل من مهلك وركزى على التفاصييييل.


بدأت أمينة تقص على صديقتها كل ما حدث لها خلال اليومين الماضيين ودون أن تخلو المكالمة من الشهقات المصدومة والصرخات الحماسية حتى انتهت بأخبار أمينة لها عن حفل الخطبة الذى تقرر بعد يومين لتصرخ مها: بعد بكرة !! يا وقعتك اللى مش فايتة يا مونى .. ده انا هاخد إجازة وهتلاقينى عندك النهاردة .. عندكم غذا ولا اجيب معايا سندوتشات ؟؟


ضحكت أمينة : عندنا ماتخافيش هو انت همك على كرشك كده علطول .. بصى انا مش هعرف اكلم كل البنات علشان مثبتة عمى تحت هجيب على حسابه فستان


قاطعتها مها : استغلالاية طول عمرك يا مونى عموماً ماتشليش هم البنات ده انا هعملك إعلان رسمى ومش بعيد ينزل فى التليڤچن واحتمال تلاقيه نزل تصريح صحفي على لسانى المتواضع


انهت أمينة محادثتها لتهبط للدور الأول مجددا حيث وجدت الجميع فى الانتظار فتسرع نحو جدتها تقبل خدها بمودة ..


نظر لها مهيب : صباح الخير يا أمينة .. اخدتى الشبكة ؟


جلست وهى تجيب : لا مع طنط فاطمة بقولك ايه يا مهيب انا هخطف عمى بعد الفطار ومش عاوزة اشوف وشك فى دايرة نصف قطرها عشرة كيلو

امتعضت ملامح مهيب : ولا انا عاوز اشوف وشك يا غلباوية .


بدأ كل منهما يعبر بملامح وجهه عن معاندة صاحبه لينهرهما مروان : وبعدين فى شغل العيال ده !!

صمت مهيب بينما تساءلت أمنية : هو انت معترض على كل حاجة فى الدنيا ؟؟ محدش جه جمبك يا اخى هو جر شكل والسلام؟


نظر لها أخيه جمال بحدة مستنكراً لتبادله بتحدى جدالها لكنه نظر نحو أخيه وصمت ..


ترى جمال نسخة عن مروان أو ظل له لكنه أكثر غموضاً فهو لا يتحدث ولولا أنها سمعته مرة يلقى تحية الصباح لظنته أبكما .


عادت بنظرها نحو عمها الذى نهر إبنه دون حدة : مروان مالاكش دعوة ببنت عمك .


تعجبت صمت أبيها وجدها لكنها لم تكن فى حالة مزاجية تتحمل المزيد من صلابة الأنفس لذا نهضت عن الطاولة : انا هلبس يا عمى على ما تخلص .


غادرت الطاولة بسرعة مرتبكة لينظر فرج نحو إبنه متسائلا : بتك فيها إيه يا جمال ؟

أجاب جمال دون أن يرفع عينيه عن الطعام : مخنوقة يا أبا هتاخد علاجها وتبقى كويسة

تساءلت الجدة بفزع : علاج إيه كفى الله الشر!؟


ارتفعت عينيه نحو مروان بغضب : ربو يا أما .. أمينة عندها ربو والضغط النفسي بيخنقها .. لو سمحت يا مروان انا محترم جدك وابوك لكن هتترازل على بنتى تانى هاخدها وامشى انا ليا دار فى البلد وانت عارف وسهل اخد بنتى وامشى


ارتباك ساد الجميع فيبدو أن الجميع يجهل أمر مرض أمينة وأن مهيب قد كتم هذا الخبر عنهم .. غادر الجد الطاولة فهو يشاركهم بالجلوس فقط بينما فطوره يقدم له صباحاً فى موعد محدد لا يتغير ابدا ليتبعه جمال فورا معترضا على تسلط ابن أخيه الذى نظر نحو الجميع متسائلا : مين فيكم كان عارف أن أمينة تعبانة ؟

أجاب مهيب بهدوء : انا يا أبا .. بس ده موضوع يخصها عاوزة تقول براحتها مش عاوزة براحتها بردو .


تساءل مروان بحدة : وابن البحيرى عارف ؟


أجاب مهيب بثقة : طبعا


انتفض مغادرا ليتبعه جمال كظله بينما تنهدت فاطمة بحزن : كان علينا بإيه الغم ده على صباحية ربنا

نظرت الجدة إلى انفراط عقد أولادها لتتنهد وتنظر أرضاً ثم تتساءل : جليلة فطرت يا فاطنة ؟


تعجبت فاطمة كما تتعجب طيلة حياتها إهتمام زوجة عمها بهذه الخادمة التى لا تفترق عنها رغم أنهما فى الغالب تلزمان الصمت لكنها لا تكتفى بالصحبة بل ترعاها بشكل مغاير تماماً لعلاقتها ببقية الخدم . هزت رأسها أخيراً بتشتت : فطرت يا أما ماتخافيش....

شعرت ببعض الهدوء بعد تناول دوائها لتستلقى فوق الفراش تلتقط أنفاسها بتروى .. ثلاث طرقات دعتها للأعتدال جالسة : اتفضل

فتح الباب لترى جدها فتقف فوراً باحترام : اتفضل يا جدو


تقدم فرج واغلق الباب ثم تقدم ليجلس بالقرب منها : مرتاحة دلوقتى ؟؟

هزت رأسها مبتسمة بضعف تكرهه ليتابع : خبيتى علينا ليه ؟


قطبت جبينها تركيزا لتفهم أنه يتساءل عن أمر مرضها لتبتسم ابتسامة حزينة يراها منها للمرة الأولى وهى تجيب : اكيد مش هدخل البيت اقول انا عندى مرض مزمن !! الحاجات دي الأهل المفروض يعرفوها بالمودة يا جدو وحضرتك حرمتنا من المودة دى يبقى طبيعى ماتعرفش عننا حاجة .


لم تحتد عليه أو تستخدم لفظاً واحداً يسئ إليه أو إليها لكنها صفعته بهدوء كلماتها التى لم تخل من الحقيقة بتأدب لم يتوقعه منها .


نظر لها إنها تحاسبه دون تجريح عن مقاطعة أبيها .. هذه الفتاة تحمل خليطا من الصفات التى لا يمكنه التغافل عن أى منها .. لم يجد كلمات يمكنه بها أن يعبر عن التضارب الذى يشعر به .


تعجب من نفسه ؛ فرج علام يصمت مكرها !!!

سابقة لم تحدث طيلة عمره ، دائماً يجد الكلمات التى تصفع محدثه لكنه اكتشف للتو أنه يخشى على هذه الفتاة الألم .


مد ذراعه بصمت يقربها من صدره للمرة الأولى ولم تكن أمينة فى حالة تسمح برفض ضمة حانية ولو كانت من أكثر رجال الأرض قسوة بنظرها .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة