-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن

 ساد الهرج فور سقوط أمينة التى استقرت بصدر هلال .. رفعها هلال ليتجه حيث يشير الجميع له مخترقا التجمع الذى يلتف حوله.. هرول جمال نحوه بفزع يتزايد فقد كانت بخير كما يرى الحضور.. بعض الأرهاق الذى ظهر بنهاية اليوم لا يصل بها لفقدان الوعى .


وضعها بالفراش بينما مهيب بالباب يمنع الحضور من اقتحام الغرفة .. جلس جمال بجوار أمينة ينثر فوق كفه عطراً ويقربه من أنفها على أمل إفاقتها بفزع: أمينة !! أمينة حصل إيه !؟

تساءل هلال : هى بيحصل لها كده كتير ؟

أخرج هاتفه يبحث عن رقم طبيب بتركيز منعدم ليأتى صوت مروان من خارج الغرفة : اتفضلى يا دكتورة ؟


دخلت إلى الغرفة ليتلفت هلال حوله بدهشة أودعها ظلمات عقله حالياً نظرا للوضع ثم نظر لوجهها الشاحب وغادر مع اندفاع مريم وفاطمة للداخل .


هو تعجب سرعة تصرف مروان وكأنه على علم مسبق أنها ستعانى أزمة صحية !!

أو أن له علاقة بما وصلت إليه ، لا تفسير ثالث لسرعة رد فعله .. وقف أمام الباب ومروان أمامه ينظر كل منهما للآخر بتحدى سافر لولا بعض من تعقل لتحول لمعركة لا يتنبئ بعواقبها أحد.


مع سقوط أمينة بدأ بعض الحضور يتهامس عن ضرورة المغادرة لصعوبة إتمام الخطبة نظرا لمرض العروس الطارئ وبالفعل وقف عرفة وسط البهو قائلا : كتر خيركم بس زى ما انتو شايفين مضطرين نأجل الخطوبة .


بدأت الهمسات تتعالى ليرفع جمال عينيه بضيق ليلحظ أنه مع إنشغاله بابنته غفل عن أمه ليرى سليمان يجثو أمامها ويبدو أنها تعانى .. هرول نحوها ليجثو بجوار أخيه متسائلا: مالك يا أما ؟ حاسة بإيه ؟؟

حاولت أن ترسم ابتسامة ليغلب عليها الألم : انى كويسة ماتخافوش ..طمنونى على أمينة .


كانت تعانى لتلتقط أنفاسها ليستقيم جمال ويحملها بلا تردد لتعترض : انى كويسة يا جمال

لكنه لم يتوقف وتوجه لنفس الغرفة ليفتح مهيب له الباب فيقتحمه : الحقينا يا دكتورة


نظرت الطبيبة التى أنهت فحص أمينة وتكتب لها وصفة دوائية فتشير له إلى الأريكة ليضع فوقها أمه وفاطمة تلحق بها : جرى ایه يا جمال ؟؟

قدمت له الطبيبة الورقة : المحاليل دى بسرعة لو سمحت

عاد للخارج لتتجه نحو الجدة مبتسمة : الف سلامة على حضرتك فى أدوية بتاخديها أو أمراض مزمنة ؟

أجابت فاطمة عنها : ايوه يا دكتورة عندها ضغط عالى وسكر


اومأت الطبيبة بتفهم وباشرت عملها بينما عينى الجدة معلقتين بالفراش حيث ترقد حفيدتها شاحبة باردة البدن وجريحة القلب .. تشعر أن الأمر يخص هلال لكنها لا تفهم ما الذى أقدم عليه ليصل بها لهذه الحالة .


*********


غادر أهل البلدة جميعاً وظل المقربين من أفراد الأسرتين معا ليسيطر التشاحن على الأجواء .. تحكم عرفة فى انفعالاته بشكل جيد وجلس بهدوء ينتظر عودة هلال الذى غادر طلبا للدواء الذى طلبته الطبيبة وتبعه مهيب .. وجود أبناء سليمان ليس بأمر يثير التعجب لكن هذا الجمود يفعل .


أقرت الطبيبة أن الجدة بخير إلى حد ما حيث تعانى من إرتفاع فى الضغط وبالنسبة لحالتها يسهل التحكم فى هذا الأمر اما أمينة فتحتاج رعاية مكثفة لهذه الليلة .


اتجه جمال نحو مروان بعد أن بدأت الطبيبة تعتنى بأمينة ووقف أمامه متسائلا: انت عرفت منين أن أمينة تعبانة ومحتاجة دكتور وانت ماكنتش هنا من أصله ؟


ظهرت الصدمة على وجه مروان تؤكد عدم توقعه أن يدرك شخصاً ما أنه لم يكن فى الحفل .. بحث عقله عن مبرر منطقى ليجيب بثبات : مهيب كلمنى .

نظر الجميع نحو مهيب الذى أكدت صدمته كذب مروان لكنه لن يفعل .. فتح فمه من أثر الصدمة وكاد يتحدث ثم أطبق شفتيه بغضب .


حمحم عرفة وهو يستقيم واقفاً فلا يليق أن يتواجد وأسرته أثناء إكتشاف سبب توعك العروس الذى قد يؤذى الجميع لذا اعتذر بهدوء : ألف سلامة على أمينة يا جمال .. إحنا هنروح دلوقتى ونطمن عليها الصبح إن شاء الله .

هم هلال بالأعتراض ليأمره بحدة : يلا يا هلال ستك فى الدار لوحدها.


احتقن وجه هلال ليتقدم نحو جمال : عمى هكلمك اطمن عليها لما تفوق .

ربت جمال فوق كتفه يؤيد لحاقه بأبيه : روح يا هلال ربنا يطمن قلوبنا جميعاً .


غادرت أسرة البحيرى وما إن أغلق جمال باب المنزل حتى دار على عقبيه متغاضيا عن وجود صديقات أمينة ليتساءل : هسألك تانى يا مروان عرفت منين أن أمينة تعبانة ؟


حمحم مروان : كنت بكلمها من ساعة على المحمول وكانت تعبانة ومن ساعتها كلمت الدكتورة

قاطعه جمال بحدة : وقولت لها إيه وصلها لكده ؟

توقع جمال أن يراوغ أو ينكر أو على أقل تقدير يحاول تجميل صورته لكنه عارض كل أفكاره وهو يقول ببساطة : هقولها إيه يعنى ؟؟ الحقيقة


فتح باب الغرفة لينهى هذا الحوار الذى أوشك على التحول لصراع وخرجت الطبيبة التى قالت : العروسة فاقت الحمدلله وهتخلص المحلول انا زودت فيه كل الأدوية والصبح هتاخد محلول تانى وانا هعدى عليها بردو


تساءل مهيب : وستى ؟؟

نظرت نحوه وتابعت : ضغطها عالى جدا وده خطر لازم تاخدوا بالكم من علاجها اكتر من كده هى نامت لما اطمنت على العروسة والصبح لو الضغط لسه عالى هنضطر ندخل المستشفى .


وجدها مروان فرصة جيدة لإنهاء الحوار مع عمه ليسرع بصحبة الطبيبة .. غادرت مها الغرفة لتسرع نحوها الفتيات : مها عاوزين نشوف مونى


تنهد جمال وهو يتقدم نحو الغرفة: هنقل امى يا بنات وابقوا ادخلوا

ثم نظر نحو أخيه : خليكم معانا يا سليمان الليلة لو حصل حاجة ممكن مااعرفش اتصرف زيك انا بقى لى سنين بعيد عن البلد .


أومأ سليمان بتفهم وهو يخرج هاتفه عازما على إطلاع أبيه على المستجدات عله يحاول أن يطمئن على أمه فيحفزها هذا على سرعة التحسن رغم أنه يشك فى أن أبيه قد يقوم بتصرف مماثل .


************


منذ أفاقت أمينة وهى تتطلع للأمام بصمت ثقيل .. تحاول أن تستوعب ما أخبرها به مروان وعقلها يبرره بينما جزء صغير منها يرفض الفكرة كلها .


ربما كيدا من مروان هى لا تتوقع منه خيرا لكن أيصل لهذه الدرجة!؟


زفرة متألمة بالكاد اجتازت شفتيها مع دخول أبيها للغرفة وقبل أن يتجه نحو جدتها جلس بجوارها متسائلا : حصل ايه يا أمينة؟

رسمت ابتسامتها كدرع اعتادت حماية دواخلها به لتقول: أبدا يا بابا شوية إرهاق .


دقق النظر إلى وجهها وصمت لحظات لم تظهر خلالها اى رد فعل لترقبه وتساؤلات عينيه ليتحدث بلا مراوغة : مروان قالك إيه؟؟


تهربت عينيها فوراً فيبدو أن أبيها قد تقصى الأمر بالفعل ..أغمضت عينيها وهى تريح رأسها للخلف لتقول: اللى بيقوله مروان محدش عارف حقيقة ولا كدب بس اللى هتقوله تيتة لما تصحى هو اللى هيحدد كل حاجة


أومأ بتفهم وتابع : جدك امبارح قالى اللى بيقول عليه الحقيقة بردو بس لو فرضنا أن دى الحقيقة مفيش فيها اى حاجة تدين جدتك بالعكس تدين جدك .


عادت تنظر لأبيها شاعرة بالتخبط الشديد أبيها محق تماماً .. ربما لا يفهم جدها ومروان هذه الرؤية التى تراها وأبيها وهذا يبرر سبب رأس جدتها المنكس دائماً .. هل تمكنت بالفعل من قضاء عمرها أكمله قسراً؟؟


أمسك أبيها كفها المتصل به المحاليل ليرفعه بين كفيه بعناية : مش بنتى اللى تحكم على إنسان من كلام إنسان تانى !


رأى لمعة بعينيها قبل أن يهرب وجهها من عينيه ليلتقى حاجبيه بدهشة: أمينة !!


جاءت نجدة القدر فى أنسب وقت حين صدر عن الجدة أنينا خافتا ليتجه نحوها الأهتمام وينهض جمال متجها نحو الأريكة التى ترقد فوقها مناديا بخفوت : أما !! أما سمعانى!!


فتحت عينيها لحظة ليرتخى جفنيها بخمول شديد وكأنها بحاجة ماسة إلى النوم الذى اشتاقت له أجفانها.


**********


لا يعلم لما طلبته جدته نعمة فى هذا التوقيت لكنه لا يستطيع أن يؤخر لها طلبا مهما كانت حالته .. أتجه لغرفتها مباشرة ليدخل من الباب الذى ترك له مفتوحاً فتقول فوراً : اقفل الباب وقرب جارى يا هلال .


ليسمع هلال خلال الساعة التالية ما لم يتخيله يوماً لكنه أزال الستار عن أفعال كثيرة كانت تمارس من قبل فرج وحفيده ويرى هو كرجل قروى الأرض هى جزء من روحه أن ما يتشدقان به عن نزاع حول قطعة أرض مبرراً واهيا لهذه الأحقاد المستترة .


************


منذ إحاطة صديقاتها لها وهى تظهر لهن مرحاً إعتدنه منها رغم الشحوب وتنتظر أن يأتى الصباح بما ينزع عن صدرها شكوكها أو يؤكدها فى كلا الحالتين سيكن الوضع أفضل مما حدث .. لقد فسد إحتفال خطبتها وقد يعد البعض هذا نذير شؤم لعلاقة لازالت تضع أولى لبنات أساسها .


أخيراً غفت الفتيات ولم يظل معها سوى مها التى تساءلت: قولى لى الحقيقة يا أمينة الهزار والضحك ده مش هيخدعنى انا

ابتسمت أمينة : مش لما أعرف انا الحقيقة الأول يا مها !؟

نظرت لها مها بتشكك لتتابع: الصبح كل حاجة هتظهر

عادت مها تتساءل: والخطوبة والبنات وكل اللخبطة دى ؟؟

هزت رأسها تدعوها لبعض الصبر الذى يغلف حلقها بمرارته منذ علمت بمغادرة هلال: الصبح يا معا الصبح.


رغم المهدئات التى تحويها الأدوية إلا أنها لم تغف مجدداً..استرخت فى فراشها فقط حتى شعرت بحركة فى الخارج لتتحاول على هذا الدوار الذى يدعوها للسكينة وترفض الرضوخ له وتحركت نحو الخارج.


كما توقعت وجدت جدتها تتحرك بتثاقل وتساعدها فاطمة بمودة خالصة لتنتبه لظهورها : حمد الله على السلامة يا عروسة ..دى عملة تعمليها فينا!!

ابتسمت أمينة: معلش يا عمتى شباب ورق على قدنا.


لاحظت فاطمة تعلق عينى الجدة وأمينة وكأنهما تجريان حواراً خاصاً لتبتسم بعد أن اجلست الجدة: بمناسبة الصحة هروح احضر لك لقمة تاكلى بدل البتاع اللى فى ايدك ده .


واتجهت للداخل لتتجه أمينة نحو جدتها وتجلس بجوارها متسائلة: عاملة إيه يا تيتة؟

ربتت الجدة فوق رأسها: كويسة يا حبيبتي طول ما انت كويسة

اومأت أمينة بتفهم وهى لا تدرى إن كان الوقت مناسباً لطرح شكوك صدرها على جدتها أم لا!!

وهل ستزيح الجدة غبار السنوات وتنفض أوجاع الماضى لتعرض لها الحقيقة التى تبحث عنها؟؟

هل لها القدرة فى هذه الحالة الواهنة أن تواجه مجدداً انشطار القلب والروح عن رجل عشقته يوماً .


امسكت الجدة كف حفيدتها وهى تراعى كل مخاوفها.. تعلم أن حفيدها مروان هو المتسبب الأول فيما حدث لكنه ليس المدبر له .


فرج !!


تنهدت بألم فهى تثق أنه وراء كل ما حدث وكل ما سيحدث .. ربما لو تحدثت لكان خيرا للجميع!!

ربما لو اعتنت قليلاً بهذا القلب الذى احاطه صدأ الجفاء والظلم لتخبت خفقاته لكان خيراً لها على الأقل ستغادر الحياة ببعض السكينة .


عادت تزفر أوجاع الماضى قائلة : أخاف اقولك امشى وراء قلبك لأنى لما مشيت ورا قلبى تعبت .. واخاف اقولك ارضى بالمكتوب لأنى لما رضيت تعبت اكتر .


لم تفهم أمينة مراد جدتها من هذه الكلمات التى لا توضح أكثر مما تخفى لكن الألم الذى يسكن قسمات وصوت جدتها يدعوها لقبول هذه الكلمات والإكتفاء بها حتى تقرر الجدة الإفصاح عن المزيد .


ليس أمامها غيره .. هو نفسه اللغز وحله

هو نفسه الألم والبراء

هو نفسه الجرح والشفاء .


انتهت أفكارها مع طرقات الباب الخافتة لتهرول فاطمة من المطبخ بقلق: مين هيخبط علينا دلوقتى؟؟ انا هصحى سليمان

لوحت الجدة بكفها تمنعها وهى تقول: لا افتحى .. ده هلال .


رفعت أمينة عينيها نحو الباب فورا بينما اتجهت نحوه فاطمة بدهشة وكان بالفعل هلال يصحب الطبيبة لتتعجب : فى إيه يا بنى على الصبح؟

ابتسم هلال ليظهر ارقه واضحاً فى انتفاخ عينيه : معلش يا عمة نطمن بس على أمينة موبايلها مقفول هى وعمى جمال .

تنحت فاطمة جانباً مضطرة ليتقدم للداخل تتبعه الطبيبة فتتعجب تيقظهما بهذا التوقيت المبكر : انتو صاحين ازاى؟ طب انا صحيت اجبارى انتو بتعملوا ايه؟


ابتسمت الجدة: بزيادة نوم يا بتى شبعنا منه


اقبل هلال بلهفة نحو الجدة أدهشت أمينة وهو يمسك كفها ويقبل رأسها بمودة: الف سلامة عليك يا ستى .


تنهدت الجدة وهى تخلل شعيراته : تسلم من كل ردى .. خد بالك من أمينة يا هلال


فتحت الطبيبة حقيبتها بينما انشغلت أمينة بمراقبة ما يحدث بين هلال وجدتها من حميمية لم ترها من قبل فتتأكد أن هلال لديه الحقيقة التى تبحث عنها

هل كان ملما بكل ما حدث وأخفى عنها؟

إن كان كذلك فأبن عمها المتحجر على حق


أم أنه اكتشفه للتو ولم يملك إطلاعها على ما حدث؟

إن كان كذلك فهو كما رأته وتمنى قلبها لذا قررت أن تؤجل كل هذه الأفكار حتى تتحدث إليه


اخرجتها الطبيبة من شرودها وهى تتساءل : ها يا عروسة الكالونة فيها مشاكل ولا نوصل المحلول


نظرت لها أمينة تنتبه وتنهى مراقبة ما يحدث لتقول: ايوه فيها مشكلة كبيرة .


انتقل هلال لجوارها بينما امسكت الطبيبة كفها تفحصه: مشكلة إيه مش شايفة ورم ولا لون متغير ولا حاجة.. إيه اللى تاعبك بالضبط؟


نظرت أمينة نحو كفها بأسى مبالغ فيه وتحدثت مستعيدة جزء من عفويتها: مش عارفة اطقطق صوابعى

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة