-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن عشر

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن عشر

 بكر ومليكه وصلوا الجامعه ونزل بكر من العربيه ومليكه نزلت وراه ولف وقف قدامها وبنبره آمره قالها:

امشي معاي وشاوريلي علي اللي اسمه خالد دا وبعدها تغوري علي القاعه بتاعتك سمعتي؟

مليكه هزتله دماغها بموافقه واتحركت وهو معاها لغايه ماشافت شلة شباب وقفت على بعد منهم ومن غير ماتشاور قالت لبكر.. اللي لابس تيشرت احمر وبنطلون اسود وماسك فأيده كشكول لونه ازرق...


بكر هزلها دماغه بفهم وشاورلها بدماغه عشان تمشي وهي مشيت خطوتين ووقفت ولفت لبكر وبصوت هادي قالتله :


بكر.. تخيل الموقف اتحط فحجر اخوك تميم ولا ابوك الشيخ حكيم.. شوف كانوا هيتصرفوا فيه كيف وحاول تتصرف زيهم...

او حتي قبل ماتتهور كلم حد فيهم وخد رأيه.. واني واثقه تمام الثقه ان رأيهم ورؤيتهم للموضوع هتختلف تماما عن رؤيتك، وتصرفهم هيكون بكل حكمه وعقل ورزانه...

اتريث يابكر وحكم عقلك ومتعملش لاختك فضيحه تفضل الكليه كلها تحكي وتتحاكي بيها، وكل واحد ينقلها للتاني يزود عليها من حداه احداث لحد مالخبر يتحول لاشاعه والاشاعه تتحول لواقعه تتنشر بين الناس كيف النار فالهشيم، وزي مانت عارف النار عتبدأ بشرارة صغيره وفلمح البصر تتحول لحريقه تاكل الاخضر واليابس..


بكر خد نفس جامد ورد عليها بقلة صبر ... لو خلصتي غوري...

قالها واتحرك من قدامها كام خطوه ناحية الشله اللي واقف فيها خالد واللي كان فيها اتنين من دفعة بكر يعرفهم ..

ومليكه حركت دماغها يمين وشمال بقلة حيله واتحركت ناحية القاعة بتاعتها قوام عشان متشوفش اللي هيجرا وهملت بكر لقلة عقله وعمايله الشينه يصطفي عاد..


بكر وصل عند الشباب وفكر وهو فطريقه ليهم فكلام مليكه ولقاه عين العقل وفعلا هو لو عمل شوشره وحاسب خالد الضرر هيقع عليه وعلي اخته بس..


واتصرف بعقل لاول مره فحياته ورمي السلام عليهم وابتدا كلام مع اصحابه بشكل عادي لكن عينه طول الوكت كانت علي خالد، اللي كان منطلق يتكلم مع اصحابه ويوصفلهم فأسامي المطاعم والكافيهات النضيفه اللي تنفع يروحوها وهو اطمن لنضافتهم وللاكل بتاعهم وكمان بيوصفلهم فأماكن بتبيع الكتب النادره واللي كل مايروحها يدفع ثروه فكتاب ومهيتمش للسعر لانه بيحس انه اشتري جوهره قيمتها بتزيد مع الايام وبعد رغي كتير انتبه لبكر انه واقف معاهم ومركز عليه بعيون عامله زي عيون الغول وخاف جدا من نظراته دي، وحس ان وراها مصيبه هتحصله وخصوصا وهو بيتلفت حواليه ومش لاقي اي اثر لتمره فالاماكن اللي بتقعد فيها او مع صحباتها..


خالد رجع بص لبكر ولقاه لسه برضوا مركز عليه وعنيه فيهم الف اتهام ورغبه فالانتقام، خلت خالد قرر الهروب فورا علي المدرج بتاعه وهو مش فاهم ايه الغلط اللي صدر منه للي بيعمله بكر دا وسبب نظراته ليه...

معقولة تكون تمره قالتله حاجه من اللي قالهالها وفضحت مشاعره اللي باحلها بيها ؟

ورد علي سؤاله بنفسه... طب وحتي لو كان دا هو اللي حصل وايه يعني!! طيب مادي خطوه كانت جايه جايه... دا يبقي فل اوي لو دا حصل.. هاخدلي علقه من بكر يعني؟ لكن بعدها كل حاجه هتكون فالنور وعلي عينك ياتاجر وابقي قطعت نص المشوار الصعب والباقي اسهل بكتير.. لكن حاسس ان لسه الخطوه دي الوقت بدري عليها وكانت محتاجه شوية وقت لسه لما تمره تتعلق بيا اكتر وتحبني وتوصل لمرحله انها تقف فوش الكل عشاني لو محدش وافق علي جوازنا.. بس يلا خليها على الله..


فضل قاعد عالحال دا سؤال يرميه لسؤال لحد مالدكتور دخل وابتدا يدي المحاضره وخلصها وخالد مدخلتش ولا كلمه منها فدماغه من كتر الحيره و التفكير ..


اما بكر فبعد مامشي خالد سأل عليه الاتنين اصحابه اللي كانوا واقفين معاه بعد مااخدهم علي جمب بعيد عن الباقيين لو كانوا يعرفوه معرفه شخصيه،

وواحد منهم قاله انه ميعرفهوش لكنه بيشوفه دايما ويعرف عنه انه مجتهد ومتفوق..

اما التاني فاقاله نفس الكلام انه ميعرفهوش معرفه شخصيه وانه برضوا مجتهد ومتفوق لكنه زاد عليه ان الكل بيقول عليه انه من عيله كويسه وابن ناس ومعروف فالجامعه بين كل الطلاب ..


بكر هز دماغه ليهم ولما سألوه عن سبب اهتمامه بيه وسؤاله عليه هزلهم كتافه بعدم اهميه وغير الموضوع، وجه وقت المحاضره والاتنين مشيوا وهما مستغربين علي بكر اللي لأول مره ميدخلش محاضره وخصوصا انها محاضره مهمه، والاغرب انه اخد مفاتيح موتوسيكل واحد فيهم وقاله انه هيروح بيها مشوار عالسريع واداه مفتاح العربيه بتاعته وقاله لو اتأخرت عليك روح بيها.. وفضل مستني ومتربص بخالد..


خرج خالد من اول محاضرة بعد ماخلصت وقرر انه يروح ومش هيكمل اليوم بالتوتر اللي سببهوله بكر دا والخوف وخصوصا انه عارف كويس انه عصبي ومبيتفاهمش، وبمجرد ماراح علي فزبته وركبها بكر ابتسم بانتصار وركب الموتوسيكل وطلع وراه فورا..


فضل خالد ماشي وبكر وراه من بعيد لبعيد ودخلوا فشوارع كتيره متفرعه وغريبه، لغاية ماوصل لحارة اقل مايقال عنها انها معدمه وتحت خط الفقر، من منظر البيوت و الشوارع وشكل اهلها الواضح عليهم الفقر ومعالمه..

واستمر خالد فالدخول والتوغل فالشوارع الديقه وبكر وراه لكنه كان يستني خالد يخلص الشارع لولا ما يحصله واللي ساعده الخوذه اللي كان لابسها... لغاية ماخالد طلع علي شارع واسع شويه يعتبر شارع الحاره الرئيسي بس من الناحيه التانيه ووقف قدام ورشة ميكانيكا ونزل من علي الفزبه ودخل الورشه..

وبكر نزل من علي الموتوسيكل بتاعه وفضل واقف جمبه يتلفت حواليه يشوف هو فين وعايز يسأل اي حد على المنطقه وعلي خالد لكنه متردد وخصوصا انه عارف ان اهل الحواري بيكونوا عاملين زي سكان البيت الواحد واي كلمه مع اي حد الكل بيعرفها.... فضل واقف ومستني وعشان يتفادي نظرات الناس المستغربه عمل نفسه ان الموتسيكل بتاعه عطل وقاعد يشوف فيه ايه..


اما فالورشه...


خالد وهو داخل : سامو عليكوا يابشريه

الكل : وعليكم السلام يادكتور

صوت راجل كبير فالسن : ايه يادكتره راجع بدري ليه النهارده!؟

خالد : لا ابدا يابا بس مكنش ورايا محاضرات مهمه هي بس اول وحده وحضرتها وخلاص..


الاب : طيب يلا اطلع غير وتعالا امسك فالعربيه الحمره دي تصليح صاحبها عايزها النهارده عشان عايز يسافر بيها..


خالد : يابا انا قولتلك الف مره مش هنزل تحت عربيه تاني ولا هاضرب مفتاح فصنف حديده.. انا بتعب وبشقي فالمزاكره ووصلت للي انا فيه دا عشان ابعد عن الورشه وشغلها، وبدال مايتقالي يسطا يتقالي يادكتور..

ليه انت مصمم ترجعني لورا وتقل مني ؟يعني صاحب العربيه اللي هييجي ويشوفني تحت منها وبصلحله فيها ومتعاص شحم وزفت دا احسن مني؟ اصبر عليا يابا كلها سنتين واتخرج وانسي وانسيكم الورشه وشغل التصليح والتشحيم المقرف دا نهائي


الاب : بقي كده ياخالد.. يعني اللي بيشتغل ميكانيكي قليل على كده!!! ... عموما شكرا يبني وهات مفاتيح الفزبه وروح لحالك..

خالد قرب من ابوه وغير نبرته الغاضبه لنبرة هاديه وهو بيقوله..

يابا مش قصدي انا عايز اكبر واعلا واعليكم معايا واتنقل وانقلكم نقله جامده.. وصدقني دا هيحصل قريب اوي اقرب مما تتخيل...


الاب : عموما يبني انا اتمنالك كل خير ونفسي تبقي احسن واحد فالدنيا.. لكن متمناش ابدا انك تكون ناكر لاصلك ومستعار من الشغل اللي رباك وكبرك وعلمك وبيربي اخواتك وساترهم..


على كلِ هات مفتاح الفزبه عشان خِلو هيطلع بيها يجيب طلبات للورشه بدال ماكنا هنأجر توكتوك ياخد عشرين جنيه اهي اتوفرت اهي ..

وانت وطالع لامك واخواتك خدلهم معاك العيش اللي علي كبود العربيه متفرد دا، وخدلهم تشكيلة طعميه وسلطات وطرشي من عند عمك عدلي عالحساب خليهم يفطروا..


خالد.. ماشي بس هات ٢٠٠ جنيه عايزهم اجيب ملزمه ضروري..

الاب : يبني ماانت لسه من ٣ ايام واخد ٣٠٠، ملازم ايه دي اللي كل يوم والتاني!


خالد بعصبيه : وهو يعني بأيدي مش حاجه مطلوبه مني... وعموما انا هردلك كل دا بس اتخرج استحملني باقي السنه دي والسنه الجايه واعتبر فلوسك عامل بيهم حصاله وهيتردولك الضعف..


الاب بسخريه : حصاله!!! طيب خد العيش وروح وربنا يصلح حالك والفلوس هخلص العربيه اللي فأيدي واقبض من صاحبها واديك اللي انت عايزه...


خالد نفخ بديق وراح لم العيش حطه فالكيس وهو بيبرطم مع نفسه.. مفيش مره اقولك عليها عايز فلوس وتديني علي طول ابدا... وخلص لم العيش فالكيس وطلع من الورشه، وابوه فضل مراقبه وهز دماغه بأسي وضرب ايد بأيد وهو باصصله وسمع صوت من وراه بيقوله.... الواد طموحه عالي يسطي سيبه يبص لفوق ويتشعبط لغاية مايطلع ويطلعك معاه انت وامه واخواته البنات ..


الاب بخوف : الطموح حلوا مقولناش حاجه يسطي،

لكني خايف عليه من كتر ماحابب العلوا يحط اي حاجه تحت رجليه ويطلع عليها عشان يعلي يامصطفي حتي لو بني آدمين،

وصدقني لو دا حصل خالد كل ماهيعلي فنظر نفسه هيوطي فنظر اللي حواليه ودا اللي متمناهوش لابني ابدا

مصطفي : لا متخافش خالد اصيل وابن راجل اصيل والاصول بتمشي فدمه وعمر الخسه مهتعرفله طريق، انت بس ادعيله وفرحه بدعاك واضحك فوشه خليه يحس انك سانده...

الاب : داعيله من قلبي والله يادرش وداعي لاخواته كلهم بالستر والصون والنجاه من كل شر...

قصره.. يلا يلا مد ايدك نكمل شغلنا النهار بيخلص قوام وسعاته مفهاش بركه خلينا نسلم الشغل لاصحابه...


اما بكر فأول ماخالد خرج من الورشه مسك الموتوسيكل وابتدا يمشي وراه مَشي، ووقف وهو شايفه بيشتري من بتاع الفول والطعميه وبعدها دخل فبيت قديم واكلاه الرطوبه عرضه ميتعداش السته متر وطويل طول وشكله ميقولش انه مسكون ببني آدمين ابدا...


ركب بكر الموتوسيكل وراجع علي الجامعه بعد ماكون فكرته عن خالد وتقريبا عرف سبب حرجمته ورا اخته تمره بالزات دونا عن البنات كلها واتأكد دلوقتي ان خالد صياد مخضرم ورمي شبكته وطلعت الشبكه باخته تمره..


وصل بكر وراح علي الكافتريا قعد واستني المحاضره تخلص عشان يدخل اللي وراها وفالاثناء دي رن عليه سخاوي واتكلم معاه ...

واتفاجأ بكر بسخاوي عارف الموضوع كله وعرف ان تمره سبقت وشكت واستغاثت عشان وهو حكي لسخاوي اللي شافه وعرفه عن الولد، وسخاوي قاله يعمل ايه بالظبط واهم حاجه انه ميعرفش الولد انه عرف عنه حاجه ابدا، وان البعد لازم ييجي من تمره مش من الولد عشان البعد متبقالهوس رجعه


واتفقوا سوا بكر هيتصرف ازاي فاللي جاي وبالنسبه لتمره يتعامل معاها بمنتهي الهدوء وميجيبش سيره لاخوه او لابوه وميكبرش الحكايه طالما مفيش حاجه كبيره حصلت ويلم الموضوع...


بكر سمع كلام سخاوي واقتنع بيه وقرر انه ينفذه وخلصت المحاضره ودخل اللي وراها واللي كانت اخر محاضره ليه وادي مفاتيح الموتوسيكل لصاحبه واخد منه مفتاح عربيته،

واخد مليكه وروحوا وهو بيحاول يمرن نفسه علي الهدوء والثبات وعدم العصبيه والصبر والتمرين كان تطبيقه علي مليكه اللي كان نفسه يديها كام قلم علي وشها يعرفوها غلطها اللي مش معترفه بيه لكنه مسك نفسه...


رجع البيت واول مادخل من باب الشقه تمره كانت قاعده فالصاله وقفت بخوف وفضلت تفرك اديها فبعض زي ماتكون بتستعد للعقاب المحتوم ولابد منه، لكنه فاجأها لما تخطاها بلامبالاه ودخل علي اوضته من غير مايوجهلها كلمه وحده... ودا زود خوفها اضعاف ورجعت علي الكنبه ورزعت نفسها وبصت لمليكه اللي رفعت نقابها ونكست عنيها للارض، بتأكدلها ان احساسها كان صحيح وان بكر سمعهم

وتمره غمضت عنيها بألم وحطت اديها فوق دماغها ومليكه هي كمان دخلت علي اوضتها من غير ولا كلمه وهي عتأنب نفسها زي ماعتعمل طول النهار عشان كل اللي بيجرا دا من تحت راسها وراس لسانها الفالت ورغيها اللي ملوش عازه...


اما تمره ففضلت علي نفس قعدتها عالكنبه فالصاله لحد مابكر غير وطلع ورايح علي الحمام متجاهلها تماما لكنه اتفاجأ بيها مسكت دراعه ووقفته ولفت وقفت قدامه وقالتله :

بكر، اكبر واشد عقاب فالدنيا هو التجاهل ، وخصوصا لو من حد بنحبه، اكبر حتي من الضرب، عشان الضرب وجعه عيروح بعد ساعه ولا ساعتين واثره عتمحيه الايام.. لكن التجاهل عيكسر جوانا مشاعر رقيقه من قزاز لو اتكسرت مهتتلمش تاني... عاقب باي حاجه غير التجاهل يابكر انا مستعده..


بكر بزعل : يعني عارفه حالك تستحقي العقاب ياتمره ومنتظراه مش اكده!

تمره : اني معملتش حاجه شيفاها تستحق العقاب يابكر... لكن يمكن اني عميه معشوفش، وريني غلطي ونبهني ليه واني اوعدك مهكررهوش تاني...


بكر : حتي لو مش مقتنعه؟

تمره : طول عمري مسلمه زمام حياتي فأيدك انت وتميم وابوي وعارفه انكم اولي الامر ليا والادري بموصلحتي ولو قولتولي علي حاجه له معقربهاش لو علي موتي.. وحتي انت برغم انك اصغر مني الا اني معطلعش عن شورك عشان انت خبرتك فالتعامل مع الناس والامور اكبر مني واوسع..


بكر ملامحه لانت وخد نفس وزفره ورد عليها بهدوء... تعرفي ايه عن خالد دا ياتمره؟

تمره : اعرف اللي الكل عارفه انه مجتهد ومتفوق واخلاقه عاليه وابن ناس..


بكر : ايوااااه يعني ايه ابن ناس دي بالظبط؟

تمره : يعني ناسه مرتاحين ودا باين من طريقة لبسه وتصرفاته ومساعدته الماديه احيانا لطلبه محتاجه ملازم او كتب وحالتهم متسمحش، واي كتاب محدش لاقيه خالد بيجيبه للي عايزه مهما كان سعره غالي حتي لو هيدفع فيه مبلغ، ومبيرضاش ياخد تمنه من اللي بيجيبهوله وبصراحه مواقف كتير زي دي دايما بيعملها مخليه كل الطلبه تقدره وتحترمه ...


بكر ابتسم ومد ايده مسك ايدها وقالها: تعالي معاي هوريكي اول حاجه انتي غلطانه فيها وواخده عنها فكره مغلوطه .. البسي نقابك بس تحسبا احنا مش هننزلوا من العربيه...


تمره ديقت حواجبها باستغراب لكنها بدون نقاش دخلت لبست اسدال الصلاة والنقاب وهو فضل مستنيها قدام باب الاوضه لغايه ماطلعت ومسك ايدها ونزل بيها وركبوا العربيه واتحرك بكر وتمره مسلماله زمام نفسها بمنتهي الهدوء والسكينه زي المسافر اللي قاعد ومطمن للقبطان اللي سايق السفينه وعارف انه هيوصله ويوصل معاه لبر الامان...


استغربت تمره من المنطقه اللي وصلوا ليها هي وبكر بالعربيه واللي كانت مشارف حاره شعبيه جدا، وركن بكر عربيته فال؛ ارع الرئيسي بتاعها وفضل واقف عشان العربيه مش هينفع تدخل الشوارع الديقه ولف علي تمره وقالها بهدوء :

اهنه ياتمره ساكن خالد.. ولد الناس اللي عيساعد الكل وياخد بيدهم ويجيبلهم ملازم وكتب...

تمره بصت لبكر وسكتت متكلمتش مع انها مش شايفه ان الفقر عيب يدين صاحبه لكنها سكتت وقررت انها هتمشي مع بكر للنهايه....

شويه والاتنين انتبهوا علي صوت فزبه وبصوا علي مصدرها وشافوا خالد طالع بفزبته من شارع قدامهم ولحسن حظهم منتبهش للعربيه والا كان عرفها على طول وبكر اول مابعد خالد شويه طلع وراه بالعربيه وراقبه عشان يشوفه رايح فين...


فضلوا ماشيين وراه لحد ماوصل لمكان اسمه سور الازبكيه عند واحد فارش بكتب فالارض ووقف خالد الفزبه، ونزل من عليها وابتدا يقلب في الكتب وخد كام كتاب ومذكره كان غلافها باللون البنفسجي وحاسب الراجل، وركب الفزبه بتاعته وطلع بيها وهنا بكر بص لتمره وقالها...

وادي المساعدات عرفتي بتيجي منين والمبالغ الكبيره اللي بيدفعها لله للطلبه ماهي الا ملاليم بيدفعها فكتب بيلموها بتوع الروبابيكيا ببلاش او بقرش وقرشين... ودا كمان مش عيب بس لو كان صارح بيه زمايله اللي بيساعدهم يمكن كانوا جم اشتروا لحالهم واتشال من عليهم هم كسرة العين والمديونيه ليه، مش يشيلهم جميل ويفهمهم انه دفع مبلغ فكتاب جايبه ببلاش لمجرد انه يكسر عينهم... وخد نفس وكمل كلامه..


دول كانوا حاجتين بس عرفناهم النهاردة عن خالد ياست تمره ومتأكد ان اللي جاي اكتر واكتر...


تمره بصت بعيد ومردتش علي بكر وهو اتحرك بالعربيه عشان يرجعوا الشقه وهو فالطريق كان كل شويه يبص لاخته اللي ساكته وملهاش حس وساكنه من غير اي رد فعل، واتأكد ان اللي جواها لخالد مش اكتر من احساس متخطاش الاعجاب،


عشان لو كان حب مكنش دا هيبقي موقفها ولا كانت هتبقي بالهدوء دا وهي شايفه احلامها عتتهد بعد ماتعبت فبناها... واقل رد فعل ليها كان هيبقي الانهيار، وسأل روحه لو كان اتهور وضربها زي ماكان نفسه يعمل كان هيستفاد ايه من اذيتها!!! ... كانت هتحس انه ظالمها وجار علي حق من حقوقها ومش بعيد كانت عندت وساعتها كان الكل هيخسر...


وقف بكر فالطريق جمب محل بيتزا ونزل جاب ٥ بيتزا منهم اتنين بشورما الفراخ اللي عتحبها تمره والتلاته التانيين بميكس جبن زي ماعتحبها مليكه وهو هياكل منهم معاها .. وجاب العلب وحطهم فحجر تمره اللي ابتسمت وهي عتمسكهم كأن شيئا لم يكن...


وصلوا العماره وطلعوا الشقه واول مافتحوا مليكه جريت عليهم وحضنت تمره، وبعدت عنها بسرعه وهي بتمسد عليها بأديها الاتنين وبتتاكد انها سليمه وبصوت مخنوق قالتلها :


اكده تخوفيني عليكي واطلع ملقالكيش اثر فالشقه خليتي قلبي وقع فرجليا وقولت خدها يتاويها فحته مقطوعه وراحت فالوبا كيف هنادي!!!


بكر ضحك من غير صوت علي كلام مليكه وسابهم ودخل اوضته وتمره ضحكت وحضنت مليكه وطمنتها انها بخير وادتها البيتزا بتاعتها وقعدوا الاتنين ياكلوا فالبيتزا وتمره حكت لمليكه اللي حصل ومليكه تاكل وتسمع بتركيز لحد ماوصلت تمره فالكلام لشرا بكر للبيتزا ليها،


وهنا بكر خرج من الاوضه واول مامليكه شافته بطلت اكل وقامت وهي واخده علي خاطرها منه عشان اخته اللي غلطت الغلط الاكبر فنظره سامحها وجابلها بيتزا وهي رماها باتهام باطل وكان هيفرمها بالعربيه الصبح وحست انها عنده ملهاش اي قيمه...


فاتت مليكه من قدام بكر على اوضتها وهي ماده بوزها بزعل وبكر فضل باصصلها لحد مادخلت وقفلت الباب وراها وراح قعد جار تمره وابتدا ياكل من البيتزايه اللي كانت عتاكل منها مليكه وتمره سألته باستغراب:


هي مليكه قامت منشوكه لما انت جيت ليه! هو انت قولتلها حاجه زعلتها النهاردة ولا ايه يابكر؟


بكر بلا مبالاه : ايوه قولت وكنت هادوسها بالعربيه كمان بس مسكت نفسي فآخر لحظه..


تمره ضربت علي صدرها بخوف وهي عتقوله : يامري ليه اكده يابكر هي عيملت ايه لدا كله... اني اللي غلطت واني اللي اتحاسب هي ملهاش ذنب..


بكر : من غير ذنب ولا غلط دي مرتي واعدي عليها بالعربيه وكت ماحب، امال لو نفسي هفتني ادوس حد ادوس مين غيرها ؟.. اروح ادوسلي وحده غريبه يعني!! مش عيقولوا الست لازمن تعمل لجوزها كل اللي فنفسه عشان ميبصش بره؟


تمره كرمشت وشها وهي باصه لبكر وهو عياكل ولا هامه كأنه عيتكلم بجد وقامت بعد ماخلصت اكل ودخلت علي الموطبخ تعمل شاي..


اما بكر فخلص اكل وقام اخد علبتين البيتزا القاعدين وبص لقي تليفون مليكه علي الطربيزه وعرف ان تمره طلعته وهو اللي كلمت منه سخاوي واخده مع البيتزا وراح بيهم علي اوضة مليكه..


خبط خبطتين وفتح الباب ودخل من غير مامليكه تأذنله بالدخول وكانت نايمه علي السرير اتعدلت وهي بصاله باستغراب وهو قالها :

ايه كنتي عتنامي معاي فاوضه وحده يعني عادي اشوفك نايمه ... خدي كولي البيتزا قبل ماتبرد وتبقي شبهك...


مليكه بصتله بطرف عينها وربعت اديها ومردتش وبصت بعيد وهو قالها :

ايه مانتي طفحتي منها بره مع تمره ولا كنتي ناسيه الزعل وافتكرتيه وانتي فنص البيتزايه...

كلي وازعلي براحتك بعد الوكل محدش هيقولك زعلانه ليه... وخدي ديه رني عالعمال فالشركات الشغل متعطل عايزينك تمضيلهم كام ورقه عشان الشغل يمشي... قالها ورمالها التليفون بتاعها علي السرير وسابها وطلع وهي فضلت تضروب اديها فبعض باستغراب علي البني آدم الغريب دا حتي فطريقة اعتذاره ومراضاته للناس ...


طلع بكر من عند مليكه ودخل اوضته، وطلع بعد ثواني، وكانت تمره عامله الشاي وحطته علي الطربيزه، ومدلها تليفونها وهو عيقولها:

خدي.. ولعلمك انا طلعتلك من شات الدفعه وعملتلك شات دخلتلك فيه البنات صحباتك كلهم ومفهوش ولا واد واتواصلوا مع بعض براحتكم واللي عايزه تعرفيه هما يعرفهولك مش لازم ولاد ولو فيه حاجه فالشات التاني هما يجيبوهالك تمام..


تمره هزتله دماغها بموافقه وهي بتمد يدها تاخد التليفون وهو خد كباية شايه وراح علي اوضته يشرب فيها وعينه غصب عنه راحت على باب اوضة مليكه لحد مادخل اوضته وحاسس انه عايز يقعد معاها ويطيب خاطرها بس مش عارف كيف...


اما تمره فاول مادخل بكر رنت علي سخاوي خالها وطمنته وحكتله كل اللي حصل وهو ارتاح لما عرف ان بكر اتصرف بحكمه كيف ماقله وقفل معاها بعد مااتنهد براحه عشان عدت علي خير..


خلص اليوم والليل خيم عليهم وناموا وتاني يوم الفجر الكل قاموا للصلاه وبكر المرادي قرر انه هيصلي بيهم ركعتين الفجر جماعه قبل ماينزل يصلي فالجامع نظرا للحديث الشريف... - إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا.


اتوضوا وبكر اتقدم وأمهم وكبر للصلاه واقامها وصلي بيهم ولأول مره مليكه تسمع صوته العذب واكتشفت جماله وقد ايه حست بخشوع مع نبرة صوته وتجويده للقرآن وبرغم زعلها منه الا انها حست بطمأنينه وهو عيصلي بيهم محستهاش قبل كده..

وحتي بكر كان حاسس براحه وهو بيصلي بيهم وقرر ان صلاة ركعتين الفجر هيصليها بيهم جماعه دايما...


خلصوا صلاة وقامت تمره ومليكه حضروا الفطار وفطروا وكل واحد راح علي اوضته يجهز للكليه وبعد ماجهزوا طلعوا كلهم وراحوا علي كليتهم ووقفوا بالعربيه وقبل ماتمره تنزل بصت لبكر لقته باصصلها بصة تحذير وهي اتكتله علي عنيها تطمنه،

ونزلت ومليكه كمان نزلت واخدوا طريقهم لقاعات محاضراتهم وهما فالطريق تمره شافت خالد واقف وسط شلته وبيديهم نفس الكتب اللي شافته مع بكر بيشتريهم امبارح ونفس المذكره البنفسجي وعمال يحلف ويوصف اد ايه تعب وهو بيدور عليهم واد ايه دفع فيهم فلوس، بس كله يهون عشان خاطر عيونهم وابتسمت تمره مع نفسها وتخطته لاول مره من غير ماصوته يحركلها ساكن او حتي عينها تكون مشتاقه تبصله....


خلصت اول محاضره والتلاته طلعوا واتجمعوا وكانت حلقة الشعر مقامه مرة تانيه والطلبه ملمومين وبكر المرادي هو اللي اخد مليكه وتمره بنفسه وراح بيهم ناحية الحلقه ووقفهم علي جمب جار البنات ودخل فوسط الحلقه وكل ديه عشان لمح خالد فوسط الشباب اللي بيتنافسوا ورتح وقف قصاد الشاب اللي كان عليه الدور وفاز ودخله بكر يتحداه وجه الدور علي بكر فالالقاء واللي فاز طلب منه يقول بيت شعر يبتدي بحرف العين وبكر ابتسم وبص لخالد وابتدا يقول فالابيات..


عتعشقي مين

لا هو زيك ولا شبهك ولا عيلتك شبه عيلته

ولا يقدر يجيب لك شي

ده هو يادوب شايل شيلته

وانت غزاله عاوزه الورد والحنه وعسل النحل

شفتي غزاله عمرك عايشه وسط الوحل؟

ده عيل سيح..

بيتلون ويتنسون ويتمسكن

كما التماسيح

هدومك بيضا مش حمل الوسخ والهيل

وعيشتك غاليه علي عيشته

وهو ضعيف ومفيهوش حيل

هيبقي معاكي وقت الرقص

ويسيبك في وقت الشيل

دلوقتي هيرسملك في ضحكاته ويتبهرج

لكنه اصله – اصله اعرج

في وقت الشده هيبنلك ولد تاني

بخيل وعويل ومتسلق وعايش دنيته اماني

وانتي ورثتي من ابوكي خزاين عز رباني

فمش لايق علي صدر الحراير عقد براني

ده واد جربوع

خالته وعمته وسته وجوز امه ميتين من الجوع

وانتي كلابكوا في العزبه بتاكل بقره في الاسبوع

مفيش بين الارنب والسباع انساب

ولو عالحب ياما اتفرقت احباب

هتنسي زي كل الناس ما نسيت بعض

ومش من قلة الاخيار

ما هي الرجاله ماليه الارض

بس يكون علي مقاسك

حاسس نفس احساسك

وليه طله شبة ناسك

بنات العيلة قدامك مصغروناش

يا بنت الناس متفضحنياش

وياما رضينا مع ان الكلام مرضاش

وعشنا العمر كله طناش

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة