-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السابع والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السابع والعشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السابع والعشرون

 وصل سخاوي وتمره اخيرا القاهره كانت حوالي الساعه ٦ الصبح ونزلوا من العربيه، وسخاوي حاسس ان رجليه واديه متكسرين من السواقه،

طلعت تمره الاول وسبقته علي الاسانسير وداست عليه، واستنت لغاية ماينزل، وسخاوي فالوكت دا وصل حداها بعد ماركن العربيه ،

واول مانزل الاسانسير طلعوا فيه ووقفوا قدام الشقه وتمره فتحت شنطتها تطلع المفتاح وقاطعها سخاوي :

هتفتحي وتطبي عليهم كيف علي غفله كيف الاعصار ياتمره ياك؟


تمره :مكونتش عميلتها فظروف غير دي ياخال، لكن دي ناس مقطعه بعضها، والبنيه تلاقيها عتموت جوه عايزه اخش الحقها..


سخاوي : طب وبالنسبه ليا رجل كنبه واقفه جارك؟ ، مش البونيه اللي عتقولي عليها داي قاعده فشقتها وواخده راحتها،، تفتحي عليها الباب واني معاكي كيف؟ افرض شاقه خلجاتها من عمايل اخوكي وديه وارد جدا، يبقي ايه العمل وكتها؟ تطلعيني بسواد الوش يابت اختي؟


وبعدين نسيتي انها منقبه ولا ايه!!

قالها وضرب الجرس وماستناش رد من تمره، وثواني وكان بكر فاتح الباب، واول مالباب اتفتح تمره رفعت نقابها وبصت لبكر بعتب ودخلت الشقه تجري على مليكه من غير حتي ماتكلمه نص كلمه..


اما بكر فنكس عنيه للأرض قدام سخاوي اللي زقه علي جوه ودخل وراه لما شاف تمره دخلت فتحت اوضة مليكه تدور عليها ملقتهاش وراحت علي اوضتها فتحتها وبصت بصه وبعدها دخلت وقفلت الباب وراها..


قعد سخاوي على الكنبه بتعب وشاور لبكر بأيده يعني عايز ميه، وبكر دخل المطبخ وجابله قزازة ميه واداهاله ووقف قصاده ساكت وحاطط اديه فجيوبه كيف مايكون عيل عامل غلطه وواقف قدام ابوه مستني التوبيخ،،

لكن اللي حصل ان سخاوي بصله بشفقه وهو واعي حاله وشاورله عشان يقعد جاره عالكنبه، وبكر اتحرك بضعف وقعد عالكنبه من سكات وطأطأ راسه للأرض وسخاوي خد نفس وقاله :


ارفع راسك ياواد حكيم ماعاش ولا كان اللي يخلي راس واد الشيوخ فالارض.. خلي الزعل والندم فالقلب لكن الدماغ يفضل فالسما مرفوع كيف جريد النخل،،


غلطت؟ ايوه غلطت ومين معيغلطش،، بس هي المشكله ان الغلطه كانت مع حد مترقبها وفنفس الوكت خايف تحصل،،


كل حاجه هتعدي وتبقي كلام وحديت مع الايام صدقني،

بس الزعل هيكون مضاعف والتراضي هيبقي صعب، وعايز صبر ونفس طويل،،


ولو كنت عاشق بصحيح،، مع اني شايف ديه ومتوكد منيه،، هتصبر وتحاول لغاية مالزعل يرحل بعد مايمل من محاولات القرب والتقرب،

وتحاربه بسلاح الحنيه والمحبه،، الزعل زعال ومعيتحملش يتحبس فالقلوب مده طويله، وحتي لو قعد مع الايام عيهزل وقوته عتضعف، ومع اقل محاوله لقتله عيموت،، عيموت من مجرد كلمتين حلوين،، بس اهم حاجه منقويهوش اكتر فبداية استيطانه فالقلب ونكبره ونزيده بحديت ماسخ وافعال امسخ.. فاهمني يابكر..


بكر هز دماغه لسخاوي ومتكلمش وخاله اتنهد ورفع ايده وطبطب بيها بشفقه علي رجل بكر، واللي تاني نوبه يشوفه فالحاله دي،،

اول نوبه كانت وهو عيشكيله قهره من ابوه ومن جوازته ومن كل اللي كان مفكرهم غدروا بيه،، وادي المره التانيه والمرتين بت عواد هي السبب فيهم..


قعدوا دقايق ساكتين وعين بكر علي اوضة تمره بترقب وسخاوي عينه عليه،


وبعدها سخاوي قام وقف علي حيله وبكر بصله وسأله باستغراب : ايه وقفت ليه اكده؟


سخاوي :هنزل الجامع اصلي اللي فاتني يابكر وبعدها اتوكل على الله اعاود البلد،، مع اني مفياش حيل ولا جهد بس مقدرش اهمل البيت والعيال وابوي اكتر من اكده..


بكر بشفقه علي حال خاله : له ياخال صعب عليك وتعب،، اقعد وقضي معانا النهار وناملك ساعين وارتاحلك هبابه دانت جاي طول الليل صاحي وسايق .. او حتي استني كلك لقمه تلاقيك ماكلتش حاجه طول الطريق


سخاوي :مقدرشي قولتلك يابكر غصب عني،، وبعدين متقلقشي ام يوسف ادتني وكل يكفيني ٣ ايام وكله قاعد فالعربيه،،


هو تعب السواقه بس هو المشكله،، بس تعرف عشان ارتاح من السواقه هعمل ايه،، هروح الموقف واشوفلي نفر يكون مسافر الصعيد هركبه معايا وببلاش بس يكون عيعرف يسوق وهو اللي يسوق بدالي فالرجعه..


بكر : كيف الكلام ديه واتآمن كيف علي روحك مع حد غريب ياسخاوي؟

سخاوي : هيعملي ايه يعني هيمَوتني،، اهو ابقي ارتحت منكم ومن قرفكم وهمكم وموتت شهيد صلة الرحم والقرابه المزفته،، بالك ياواد اختي.. اني حاسس ان امي وابوي خلفوني علي كبر وفسنهم ديه عشان اشيل همومكم وهمومهم وهموم الناس كلها،، اني حاسس حالي شيال يابكر والله..


بكر اتنهد ورد عليه : عشان انت اتولدت كبير وعفي ياسخاوي وكل واحد ربنا عيديه حمول على كد جهده وقوته،، معلهش تاعبينك معانا بس وعد امورنا ترتاح واحنا اللي هنشيلوا معاك ونريحوك..


سخاوي : واني مش طالب من ربنا غير بس اموركم ترتاح ياواد اختي،، عارف يابكر برغم ان فرق السن مابينا مش كبير بس اني ععتبركم عيالي مش عيال اختي.. وانت بالذات شايفك يوسف ولدي بهبله بغباوته بغشوميته.. ولعلمك الواد ديه واخد منك كتير، دا ان مكانش نسخه منك..


بكر بابتسامة وجع : هو المفروض اقولك فالموقف ديه هو يطول يبقي زيي، بس له ياسخاوي اوعك تخليه يطلع زيي.. عشان اني طبعي عفش قوي ومفيش حد عيتحمله حتي اقرب الناس ليا..


سخاوي بحنيه : انت زين يابكر واحسن واحد فالدنيا،، بس عايز اللي يفهمك،، وانت ممديش فرصه لحد انه يقرب منك المسافه الكافيه عشان يفهمك،،


وكل ماتقرب من حد ولا حد يقرب منك، وتيجي تهد السور اللي بينكم تقوم موقع الطوب بتاع الهدد علي دماغه تفتحهاله،،


وهو مليهش غير الالم اللي حاسس بيه والدم اللي نازل من نافوخه عامي عنيه، وميعرفش الطوبه اللي نزلت عليه دي غرضها محبه وزوال حواجز، ولا غرضها كره واذيه...


بكر بحسره : طيب واعمل ايه ياخال عشان افهم اللي قدامي انها كانت محبه؟


سخاوي : تضمه وتحسسه انك مكنتش تقصد وتداوي جرحه بيدك وتطيبه، وهو لما يشوف محَنتك عليه لحاله هيفهم ويتاكد انك مكونتش تقصد..

خلص جملته وبص ناحية الاوضه اللي فيها مليكه وتمره وميل عليه وهمسله :

اجري قوام وداوي وطبطب ومتسيبهاش لغاية مالدم ينشف والجرح يلتهب ويألم اكتر ويصعب علاجه..


قالها وطبطب على كتف بكر بحنان واتحرك بعدها علي بره وفتح باب الشقه وطلع وقفلها وراه،،


وهمل بكر واقف موطرحه عيفكر فكلام خاله،، وباصص لأوضة مليكه وهو محتار مش عارف هيبتديها معاها كيف ومنين وهي الزعل حداها واصل لمنتهاه واقل محاوله منه للتبرير هتنفجر فوشه كيف قنبله موقوته ...


بس همس لنفسه بأصرار : ولو،، برضك هتحمل وهحاول وخد نفس وزفره وغمض عنيه وفتحهم قوام وهو سامع صوت باب اوضة مليكه عيتفتح وتمره عتطلع منه،،

ورفع رقابته عشان يشوف مليكه جوه لكنها فاجأته لما طلعت ورا تمره علي طول وهي لابسه نقابها لكنها رفعته لما تمره سالت عن سخاوي وبكر قالها انه مشي،، وراحت علي الموطبخ من غير حتي ماتبصله بطرف عينها ولا تحسسه انه موجود من اصله،،

اما تمره فدخلت اوضتها هي كمان وبرضوا من غير ماتتحدت مع بكر غير سؤالها عن خالها،،

وهو استني بس كام ثانيه فموطرحه وراح بدون تفكير علي اوضة تمره خبط هما يدوب خبطتين وفتح الباب بعدهم ودخل طوالي وقفل الباب وراه وكانت تمره لساها عتفك فنقابها وسألها بدون مقدمات :

قالتلك ايه ياتمره؟

تمره بصتله لثواني وهي ساكته قبل ماتقوله : كيف تدخل من غير مااقولك ادخل يابكر جرالك ايه افرض كنت عقلع خلجاتي دلوك؟

بكر بعدم صبر : انتي توك داخله ياتمره يعني ملحقتيش تعملي حاجه وبعدين دانتي لو ساحره هتطرقعي بصوابعك تقلعي هتاخدي وكت اكتر من اكده، واديني دخلت لقيتك يادوبك عتشيلي فالدبابيس،، فخلصيني وقولي قالتلك ايه وبلاش كتر حديت..


تمره بصت بعيد وكملت فك فالدبابيس بتاعة الطرحه والنقاب وباختصار ردت عليه : مقالتش حاجه.

بكر بنفاذ صبر وعصبيه مكتومه : يعني ايه ياتمره مقالتش حاجه،، وكيف مقالتش وهي اكيد اللي كلمتك وشكتلك وجابتك على ملى وشك انتي وسخاوي.. وليه جيتوا انتوا دلوك من اصله!


تمره بصتله ورفعت حاجبها وهزت دماغها ومتكلمتش وعاودت للي عتعمله من تاني وهو صبره نفذ عالآخر،

وراح عليها مره وحده وشد النقاب اللي مشغوله بيه عنه من فوق دماغها ورماه علي السرير بعنف ووراه شد الطرحه خلعهالها ورماها برضو فوق النقاب علي السرير وحط اديه فوسطه وقالها من بين سنانه :

ودلوك فضيتي يلا انطوقي..

تمره بضيق : انطوق اقول ايه يابكر والله العظيم مقالتلي اي حاجه،

كل اللي قالتهولي واني فالبلد انها محتاجاني اكون جنبها ومعاها اليومين دول،،

وكل اللي قالتهولي لما جيت انها مخنوقه وحاسه ان روحها عتتسحب منها وقلبها واجعها ومرضتش تحكيلي اي تفاصيل،،


ومع اني عارفه ان انت السبب فالحاله اللي فيها داي، واللي واضح من خلالها انك عميلت معاها حاجه كبيره لا تغتفر، وآني حداي فضول اعرف ايه هي الحاجه اللي ممكن تدبح بنى آدم بالشكل ديه،، الا اني من غير مااعرفها عايزه اسألك عميلت اكده ليه يابكر؟

ليه ياولد ابوي تهد محبتك اللي ابتدت تتبني فقلبها وهي لساها بنيانها اخضر بطوبه لبنه هينه لينه منشفش وهدته اسهل منها مفيش

هان عليك التعب اللي تعبته وانت عتبني فالمحبه طوبه طوبه وبعد ماقطعت شوط كبير فالعمار تهده بدفسه من رجلك!! او خليني اقول بدفسه من لسانك..


بكر : انتي مفاهماش حاجه ياتمره وعشان مفاهماش اسكتي..


تمره : ماني هسكت، واصلا كنت ساكته بس انت اللي جيت وسألتني..

وحتي مليكه هي كمان ساكته وهاديه قوي،، هاديه فوق العاده مع اني خابره زين ان جواها بركان وحريقه دخانها طالع على عنيها اللي انطفوا بين يوم وليله..


خابر يابكر وانا جايه كنت متوقعه اني هلقاكم مكسرين بعض،، هي مبهدلاك بلسانها وانت مموتها من الضرب كيف كل مره..

لكن الغريبه اني لقيت ظاهركم سليم لكن قلوبكم هي اللي مكسوره،، وواضح من سكوت مليكه وندمك اللي باين عليك ديه ان الكسر مهواش سهل ابدا..


روح يابكر واطلعلها واتأسف وقولها سامحيني اني محقوقلك والاسف معينقصش من صاحبه ولا يقل منه.. روح يابكر حاول تبني فاللي هديته من تاني يمكن مليكه لما تشوفك عتتعب فالبني تسامح وتغفر وترضى..


بكر خد نفس وزفره وطلع من اوضة تمره ورد الباب وراه وبخطاوي متردده راح على المطبخ ووقف علي بابه وحط اديه فجيوبه وهو واعيها مطلعه اكل وعتجهز فيه بمنتهي الهدوء ،،لكن تركيزها واضح انه فحاجه تانيه بدليل انها فأقل من دقيقه كل ماتمسك حاجه تقع من ايدها وتتلافاها من تاني..


فضل دقايق مراقبها وهي مش حاسه بوجوده وقطع صمته اخيرا لما همس بأسمها بحنيه وصوت يادوب طالع :

مليكه..


مليكه كانت عتقطع من كوز اللانشون علي البلانشه ووقفت التقطيع لما سمعت صوته ورفعت وشها وبصت قدامها وخدت نفس وطلعته بالراحه ورجعت للي عتعمله من تاني ومردتش عليه،،

ودا خلاه غمض عنيه بألم وفتحهم تاني واتقدم عليها وهو عيهمسلها بترجي :


انتي ليه يامليكه مش راضيه تسمعيني،، ليه كيف ماتكوني ماصدقتي وكنتي مستنيالي اقل غلطه او هفوه عشان تبعدي عني وتعاقبيني اشد عقاب بسكوتك وبُعدك،،

ليه نصبتي حالك حكم وجلاد من غير ماتسمعي دفاعي عن نفسي،

اللي مكنتش مفكر اني هضطر الجأله فيوم من الايام واني حاسب ان اللي ليا فقلبك يشفعلي،، واللي عرفتيه عني عمره مايحطني فموضع اتهام!


مليكه غمضت عنيها وفتحتهم وفضلت ساكته لثوانى ظن فيهم بكر انها مش هترد عليه لكن صوتها طلع كيف غيث علي ارض ظميانه لما نطقت بوهن وصوت مخنوق وقالتله :


وهو ايه اللي اعرفه عنك يابكر قولي؟ وايه اللي شوفته منك يشفعلك عندي اي حاجه؟

عاملتني يومين كيف البنى آدمين الطبيعيين واهتميت بيا زي اي زوج ماعيهتم بمرته؟؟ هو ديه اللي يخليني اشفعلك واغفرلك اي حاجه؟ بس معذور ماانت المعامله بالمعروف غريبه عليك وعشان اكده مفكرها حاجه كبيره وجميل لازمن يتشال عالراس،،


وتعرف يابكر حاجه كمان،، انت بكلامك ديه اكدتلي ان موقفي صح واني لازمن ابعد عنك واكفي قلبي شرور اعمالك،،


اذا كانت غلطه كيف دي عتقول عليها هفوه! اومال الغلط اللي من وجهة نظرك غلط هيبقي عامل كيف؟

روح يابكر وهملني لحالي وفحالي.. ومتحملش روحك ذنب عشان اني ممحملاكش انت اى ذنب فاللي حصل واللوم كله رامياه على روحي..


بكر اتقدم منها اكتر ومسك دراعها ولفها عليه وبلع ريقه وهو عيتأمل وشها اللي مفيهوش اي روح كنها مليكه اللي كانت بين اديه امبارح اتبدلت وحلت مكانها مليكه تاني،، وهمسلها بصوت متعوب : عتقولي انك متعرفيش حاجه عني تخليكي تشفعيلي كيف يامليكه ؟ طب ومحبتي ليكي؟

مليكه : مشوفتهاش غير يوم واحد وكانت كدب يابكر..


بكر : حرام عليكي يامليكه.. كن منصفاً ياسيدي القاضي... التمسيلي عذر يامليكه من السبعين بتوع الصاحب بلاش اقولك من اعذار الحبايب اللي ملهاش عدد ولا حدود بما انك مش معتبراني مُحب ولا حبيب، مع انك ظالماني فيها دي ،،


طب احلفك بكل عزيز وغالي.. محستيهاش يامليكه ولا شفتيها فعيوني قبل الليله اللي عتحكي عليها دي؟


مليكه بتهكم : اولا اني لا بقي ليا عزيز ولا غالي.. ثانيا حاسة الاحساس عندي طلعت متعطله بدليل ان كل اللي كنت حاساه طلع وهم.. هملني يابكر الله لا يسيئك اني مش حمل كتر حديت اني دماغي وقلبي وروحي وحاسه كل حاجه فيا واجعاني ومنهكه حد الهزل..


بكر وهو عيمد يده يلمس خد مليكه بحنان همسلها : له يامليكه مش ههملك، ولا هبعد عنك،، وهتقفي قدامي فيوم من الايام وانتي اللي هتكوني حاسه بالندم وتقوليلي سامحني يابكر عشان فيوم من الايام ظلمتك وشككت فمحبتك ليا ،، ومن اهنه ليومها مفيش بعد عنك،، ولا انتي فيه بعد عني يامليكه حتي لو حاولتي سامعه.


مليكه هزت دماغها بسخريه وبعدت وشها عن ايده بخفه ولفت تاني تكمل اللي كانت تعمله من غير ماتنطق بكلمه وبكر فضل واقف جمبها دقايق وهو عيتأملها وهملها وطلع وهو سامع صوت خطوات تمره عتقرب عليهم..


طلع بكر من الموطبخ واتقابل مع تمره فالطرقه واتخطاها وراح قعد فالصاله وهي كملت تجهيز الفطور مع مليكه اللي اصرت رغم اللي فيها انها تقوم تجهز لتمره الفطار مع ان تمره قالتلها انها واكله مع سخاوي خالها،،

لكن مليكه صممت وقامت تثبت لتمره انها مفهاش حاجه وتقدر تمارس حياتها طبيعي وقبل منيها تثبت لنفسها مع ان دي مش الحقيقه خالص..


طلعوا الفطار وقعدوا يفطروا مع بعض في صمت تام ومفيش غير اصوات تنهيدات عتتناوب من كل واحد فيهم عتكسر صوت السكوت..


خلصوا فطار وكل واحد قام راح علي اوضته عشان يلبس،

وينزلوا الكليه لكن تمره قالتلهم انها هتأجز النهارده عشان تعبانه من مشوار الطريق وهتروح معاهم بكره ودخلت اوضتها وقفلت بابها ..


راحت مليكه علي اوضتها بيأس وهي عارفه ان بكر مش هيهملها لحالها وانه هيجيلها اوضتها، وممكن يدخل عليها فأي لحظه حتي وهي عتغير،

وخصوصا ان اوضتها هي الوحيده اللي ملهاش مفتاح عشان تقفل بيه علي روحها، مع انه كان موجود فالباب اول ماجات، لكنه اختفي ودورت عليه كتير فكل ركن فالشقه ملقيتهوش، لكنها شاكه ان بكر هو اللي ورا ضياعه..


دخلت اوضتها وبصت للسرير والاوضه بألم وافتكرت كم السعاده اللي كانت حاسه بيها امبارح فيها،، ودلوك داخلاها بجبال قهر... راحت علي السرير وغيرت فرشه ورتبته قوام وطلعتلها غيار عشان تلبسه وتروح بيه الجامعه،،


ولبسوا الاتنين بكر ومليكه، ونزلوا مع بعض من سكات، وبرغم انهم ماشيين جمب بعض كتف بكتف الا ان بينهم غربه ومسافه ملهاش اول من آخر..

نزلوا الاتنين وركبوا العربيه جار بعض وبكر لبس نضارته وساق وهو باصص قدامه وحاسس انه اترجي كتير واستعطف كتير ليوم واحد، وكرامته نقحت عليه وهو شايف جمودها وانها لازمن تلتمسله ولو عذر واحد من سبعين عذر المفروض تلتمسهمله لكنها معملاش اكده..


وصلوا الكليه ونزلت مليكه ونزل بكر، وكل واحد راح علي قاعته، وخد محاضراته ومليكه كانت تفضل مع صاحباتها فالمدرج بين كل محاضره والتانيه،

ومكانتش عتطلع منه، ولا راحت الكافتيريا اللي بكر كان مستنيها فيها ومتأمل انها تيجي تقعد معاه وتكون اعصابها هديت لما غيرت جو البيت واتكلمت مع صحباتها.. لكن للأسف امله خاب وهو عيستناها وهي مجياش..


خلصوا اليوم وطلعوا مع بعض وبكر بص لمليكه وبنبره هاديه قالها : تحبي نتغدوا بره النهارده؟


مليكه بثبات : له

بكر : طيب تحبي نقعدوا عالكورنيش شوية؟

مليكه بنفس الثبات : عالبيت يابكر.

بكر جز علي سنانه بديق وهي لاحظت دا لما شافت فكه السفلي بيتحرك لكنها تجاهلت ديقه وفتحت تليفونها وابتدت تقلب فيه، وهو ساق عالبيت طوالي..


وصلوا العماره ونزلوا هما الاتنين ونفس روتين الصمت اللي كانوا نازلين بيه الصبح طلعوا بيه الشقه،،

وفتح بكر ودخل الاول وبعده مليكه دخلت وردت الباب وراها ورفعت النقاب،، وكانت تمره قاعده فالصاله تذاكر وريحة طبيخ ماليه الشقه ومن الواضح انها طبخت وجهزت الوكل وخلصته..


رموا عليها السلام هما الاتنين وهي ردته ودخلوا غيروا هدومهم، وفالاثناء دي تمره غرفتلهم الوكل وجهزته عالسفره وطلعوا اتغدوا سوا بنفس صمت الصبح مقطعهوش غير تمره وهي عتقول ...


اما في البلد


منعم : عتقولي ايه يمه يعني يمه ام عيون زورق كيف موج البحر كانت حقيقه مش حلم؟

ام منعم : ايوه ياولدي اومال ايه دي تماضر بت الشيخ حكيم الداكتوره اللي بفضلها من بعد ربنا انت عايش دلوكيت،، واللي جميلها ديه هيفضل دين فرقبتي وجميل على راسي لآخر العمر مش هنساهولها.. دي ردتلي روحي من تاني..


منعم : ولا اني هنسي العيون اللي كيف عيون البسس اللي حداها دول واللي كل مااغمض عنيا مشوفش غيرهم يمه..


ام منعم بضحكه : اخ لو ينفع ياولدي كنت رحت خطبتهالك واهي دي اللي لا هنقولوا مين ناسها ولا فين قرمتها.. اصل وفصل وجمال وحسب ونسب.. بس العقده فالتعليم عاد.. ياما قولتلك ياولدي كمل علامك وسيبك من ابوك وعمك وشغل الارض كان زمانك دلوك معاك شهادة تحطها فعين التخين وتاخد بيها اللي انت عايزها..


منعم سكت ومردش عليها عشان كلامها عين العقل وانه لما مكملش علامه ووعى للزرع والقلع،، وخصوصا انه كان شاطر، مش بس خسر شهادة عليا،، له دا كمان خسر من قيمته وسط الناس، واكبر دليل مرت عمه اللي استخسرت فيه بتها وقالتهاله قولا وفعلا انه مكانش ينفعها وانها معاه ملهاش مستقبل..


اتنهد وامه حست بيه وبشفقه همستله : يقطعني يامنعم والله مااقصد اقلب عليك المواجع ياضنى روحي وانت مش ناقص..


والله اللي باعك هو اللي خسرك مش انت اللي خسرته ابدا ياولدي.. وببركة دعايا ليك، في كل ركعه وبين كل تكبيره والتانيه هيرزقك باللي احسن منها واللي تخليك تحس ان مليكه جارها ولا حاجه..


منعم : الف بعد الشر عليكي يمه،، وعموما الجواز ديه قسمه ونصيب ومحدش عياخد اكتر من نصيبه،، والبنيه ربنا يسعدها موطرح ماقاعده ويهدي سرها..


ام منعم : والله ياولدي لوعة قلبك دي فرقبة مرت عمك وكهنها وغيرة السلايف اللي عاميه قلبها مني من يوم يومها،،


طول عمرها مشايفاش غير عيالها احسن عيال فالدنيا ولا شايفه غير روحها وعايزه تبقي فوق الكل..


منعم :حقها يمه كل وحده فالدنيا معتتمناش حد احسن من عيالها ولا احسن منها... وان كان علي غيرة السلايف انتي ياست الستات من حق الحريم كلها تغير منك.. انتي المره اللي اتمني لو ربنا رزقني بزوجه تكون زيك ونفس اطباعك.. قويه بس بطيبه.. حازمه بس بلين.. ست بالف راجل بوقفتها مع جوزها.. مره بألف مره فمصالح بيتها ورعايته..


ام منعم بحزن : ايوه بس الناس كلها عتقول عليا شديده ياولدي وحريم عمك التنين عيقولولي انتي واعره وظالمه مفيش وحده هترضي تديكي بتها مره لعيالك عشان انتي عامله كيف فاطمه تعلبه...


منعم بقهر : اللي تمسك بيتها بيد من حديد وتخاف عليه من الخراب يمه،

وتكون سد لجوزها وحاله وماله ترشد فيضانه وتحافظ عليه من الضياع متبقاش ظالمه ابدا،، وكمان من حكم فماله ماظلم.. قوليلهم تعالوا انتوا التنين اقفوا قصادي وقولولي معاكم انتوا وجوزكم كد ايه وفين مضيعين فلوسه، وهو وجوزي خدوا ورث كدهم كد بعض وحدانا اضعاف اللي حداهم ... قوليلهم ان لولا ولدي منعم اللي مراعي اراضيكم ومالكم وعتتمرعوا عليه وعلى امه متلقوش تاكلوا..

ولو عايزه تكيديهم اجمعيهم قبالك وقوليلهم كفاياني اني ماليه عين جوزي وعمره مافكر يجيب عليا ضره، ولا يبدلني بمره تانيه، عشان شايف اني بحريم الدنيا كلها..

قوليلهم اني ليا هدف فالدنيا ورساله وعأديها مع جوزى وعيالي مش كل همي اني اتعارك على ليله مع جوزي ولا كلمه حلوه منه ولا اني اعمل خطط عشان استميله ليا ويبات حداي ليله ويبقي ديه اكبر انجازاتي!!


ام منعم باستنكار : له ياولدي له.. اني لا بتاعت رديح ولا معايره ولا هواقِف وحده فيهم ولا اعمل عقلي بعقولهم الناقصه واقل من نفسى واصل..


منعم بابتسامة فخر : مش عقولك انتي ست الستات كلهم واحسنهم ومندمانش علي دعوتي بأن ربنا يرزقني اللي شبهك وبنفس طبعك..


ام منعم : هيرزقك ياولدي،، هيرزقك باللي احسن مني واحسن من اللي مطولتهوش كمان..

منعم بص للشباك وسرح بعيد واتجسدت قباله العيون الزورق وهمس بتمني : من خشمك لباب السما يمه يارب.... ورجع بص لامه واتعدل بصعوبه واتكلم بلهفه :

عقولك يمه ماتوصفيلي بت الشيخ حكيم دي شكلها عامل كيف؟ يعني باقي ملامح وشها سيبك من العنين اني شوفتهم باقي ملامحها عامله كيف؟


ام منعم : اوصفها كيف ياولدي وهي دي حد عيشوفها،، دي منقبه يمي.. بس افتكر اني شفتها مره او تنين وهي صغيره كانت كيف البدر المنور.. حسنها كيف حسن امها جماره لو شفتها او تسمع عنها..


منعم : مرت الشيخ!! .. الا اسمع عنها دي عينضرب بيها المثل فالجمال والكمال والاخلاق يمه بين الرجال.. دي لو كانت كيف امها وحصل اللي فبالي تبقي هي دي دعوتك اللي ربنا استجابلها ياغاليه..


ام منعم : هتشعبط نفسك فالحبال الدايبه من تاني يامنعم؟؟ يعني اللي كانت لسه لا راحت ولا جات فالعلام مرضتش بيك هي ولا امها رضت بيك، هترضي بيك الدكتوره بت الشيوخ؟ !!! غاوي وجع قلب انت ياك؟


منعم : يمه هملي ولدك يتمني ويحلم هو الحلم بفلوس؟

ام منعم : الحلم مش بفلوس يامنعم بس سعات الحلم عيبقي بوجع.. واني شفقانه عليك من الوجع ياولدي..وبعدين انت نسيت مليكه يعني لما هتدور علي غيرها؟


منعم : والله يمه ماعارف اقولك ايه بس من ساعة ماشفت العيون الزورق واني مضيع علومي.. بس انتي قولي يارب وادعيلي ربنا يقربلي البعيد وليكيش صالح سيبيها لتدابير ربنا واني دايما عرضي بتدابيره...


ام منعم : ربنا يسعد قلبك ويهدي سرك ياولدي يارب.. قالتها وقشرت موزه وقربتها من خاشمه وقطمها وهو عيفكر فكلام امه عن بت الشيخ حكيم وكيف انها حطت مستقبلها على كفها عشان تنقذ حياته وقال لروحه دي لازمن يشكرها هي وناسها وخصوصا الشيخ تميم اخوها اللي جميله هيفضل طوق فرقبته لآخر العمر..


اما فالقاهرة...


تمره اتكلمت عشان تكسر السكات اللي مخيم عليهم وهما قاعدين ديه وقالتلهم بفرحة :


الا صحيح مقولتلكمش مش اني دخلت عملت عمليه لحالي فالبلد..

الاتنين بكر ومليكه بصولها بعدم تصديق ورجعوا ياكلوا تاني من سكات

تمره : مالكم بتبصولي اكده ليه طب والله العظيم عتكلم بجد ودخلت اوضة العمليات وعملت عمليه لحالي كمان من غير ماداكتور مشرف يكون واقف ولا اي حد غير دكتور التخدير... واصلا عملتها لابن عمك نعيم يامليكه تقدري تتصلي وتتأكدي..

الاتنين فنفس اللحظه بصولها وبرقوا عنيهم وبكر بحده سألها : انتي اتجننتي ياتمره ياك،، كيف ديه حوصول وايه اللي خلاكي تعملي اكده؟؟

مليكه :قصدك منعم؟


تمره: ايوه هو منعم.. وابتدت تحكيلهم على كل اللي حصل بالتفصيل، وتفاصيل العمليه والاتنين عيسمعوها بتركيز وبكر طول الوكت يلعن فغباء تميم وتهوره اللي كان ممكن يضيع مستقبل تمره لولا ستر ربنا،،

لكن فنفس الوقت ابتسم بحنان وهو واعي فرحة تمره وفخرها بنفسها واللي عيملته واتمنالها ان فرحتها اللي واعيها فعنيها دي تدوم طول العمر..


بعد ماخلصت تمره كلامها مليكه مسكت تليفونها اللي كان جارها علي السفره محطوط وفتحته وفضلت تقلب فيه لغاية ماجابت رقم مرت عمها واتصلت وحطته علي ودنها تحت انظار بكر اللي مستني يعرف عتتصل بمين..

وبعد تاني رنه اتكلمت مليكه لما اللي عتتصل بيه رد :


ايوه يامرَت عمي.. كيفك وكيف اللي حداكي كلهم.. الف سلامه علي منعم وحمداله على سلامته،، طمنيني عنه هو عامل كيف دلوك..


-طبعا يهمني هو مش واد عمي ومن لحمي ودمي ولا ايه؟ اوعك تفكري اني ممكن فيوم اتمني لمنعم حاجه عفشه ابدا يامرت عمي ولو فكرتي فاكده تبقي عتظلميني والله..


منعم كانت امه قاعده جاره لما ردت علي مليكه وسامع الحديت وبسرعه خطف منها التليفون وهو عيقولها من بين سنانه : مليهش عازه الكلام ديه يمه عاد.. وحط التليفون علي ودنه ورد علي مليكه بمنتهي الزوق والاحترام :

الووو،، كيفك يابت العم وكيف اصبحتي وامسيتي.. تشكري على سؤالك والله..


مليكه : حمداله علي سلامتك ياواد عمي كيفك وكيف صحتك يامنعم؟


منعم : نحمدوه والله يامليكه علي كل حال والحمد لله احسن كتير، والبركه فالداكتوره تماضر..

ياريتها كانت جارك كنت خليتك عطتيها التلافون واتشكرتها بنفسي عاللي عيملته معايا وعلي تعبها وجميلها اللي حملتهوني .. بس عموما ابقي بلغيها شكري ميته ماتاجيلك وقوليلها تسلم يدك ياداكتوره ومش جديده الشهامه والجدعنه على نسل الشيوخ سواء رجاله او حريم..


مليكه : وليه ابقي ابلغها اني متبلغها انت بنفسك اللي عايز تقولهولها... اهي الداكتوره تمره معاك بذات نفسها اهي..


قالتها ومدت التليفون لتمره اللي ارتبكت وهي باصه لبكر اللي طول الوكت شايفاه باصص لمليكه بغضب وعيون عامله كيف عيون الغول وهي عتتكلم مع منعم.. لكن مع مدة يد مليكه اللي طولت بالتليفون خدته منها تمره بتردد وردت بصوت مهزوز :

أااايوه يااستاذ منعم عامل ايه دلوقتي واخبار الجرح بتاعك ايه؟


اما منعم فكان فحاله تانيه واول ماسمع مليكه وهي بتقوله الدكتوره تمره معاك وهو اتعدل منتور لدرجة ان الجرح بتاعه آلمه وحط ايده عليه لكن فرحته وارتباكه كانوا اكبر من المه وبصوت متوتر رد عليها :

اني بخير ياداكتوره بفضل ربنا ثم فضلك، متشكر قوي عاللي عميلتيه معاي وسعيد ان جاتني فرصه اني اشكرك بنفسي كيف مااتمنيت.. تسلم يدك ياداكتوره وبأذن الله ربنا هيوفقك وتبقي اكبر واشطر داكتوره فالدنيا.. دا بكفياكي دعوات امي ليكي..


تمره بارتباك من صوت منعم اللي كان واصل لبكر وخصوصا وهو عيتكلم بنبره حنونه كيف مايكون عاشق عيكلم حبيبته مش مريض عيكلم طبيبته وردت عليه بعمليه :

على ايه اني معميلتش اكتر من اللي اي داكتور كان هيعمله يعني الحكايه مش مستاهله الشكر والعرفان ديه كله،،، وعموما اشكرلي الست الوالده وقولها يسلم لسانها اللي عيدعي للناس بظهر الغيب وليها بالمثل وزياده.. وابتدت بعدها تديله توجيهات وتعليمات يمشي عليها وفهمته ان عمليته اهم حاجه فيها المحافظه والراحه التامه عشان متحصلش مضاعفات للطحال ويضطروا يستأصلوه نهائي وهو كان يسمع بأنصات ومركز مع الكلام ونبرة الصوت الملائكي اللي نساه حتي المه...


خلصت تمره وقفلت معاه ومدت التليفون لمليكه اللي كانت عتكمل وكلها ومتجاهله نظرات بكر االي هتحرقها حرق من الغيظ..


واول مامدتهولها ومليكه خدته منها قامت تمره فورا بحجة انها شبعت لكنها فالواقع كانت خايفه بكر من غيظه من مليكه يفش غله فيها هي وهي مش ناقصه..


دخلت الموطبخ وعلقت علي شاي وفضلت واقفه جاره لغاية ماغلى وفالاثناء دي ابتدت مليكه تنقل فالوكل من علي السفره للموطبخ وبكر قام وقعد فالصاله وفتح لاب توبه وشغل عمليه لكن تركيزه كله كان مع مليكه وعقله كله فالليله اللي قضوها سوا وعيفكر فطريقه يقدر يمحي بيها الزعل من قلب مليكته ويخليها تصفى من تلاه ويرجع يعيش معاها ليالي من الف ليله وليله واللي معاشش منهم فقربها غير ليله وحده ونفسه يعيش الالف الباقيين..


اما فالبلد بعد مامنعم خلص مكالمته مع تمره قوام اتلافي تليفونه من علي الكوميدينوا وسجل عليه رقم مليكه واللي مكانش يعرفه قبل سابق وحفظه عنده علي التليفون عشان فأقرب فرصه ياخد منها رقم الداكتوره تمره عشان يتحجج بانه عايز يسالها علي حاجه فالعمليه ويتكلم معاها مره تانيه..


ام منعم وهي باصاله ومبتسمه علي ضحكته اللى شاقه حلقه قالتله بهمس :


واااه يامنعم كل دي فرحاااه؟

منعم : اسكتي يمه كنه باب العرش مفتوح وربنا اهو عيقرب فالبعيد ادعي ياغاليه كمان ادعي باينها ساعة استجابه..


ام منعم : طب ومليكه يامنعم نسيتها خالص ولا لسه ليها حاجه جوا منك؟

منعم : وغلاوتك يمه من يوم مااتكتب كتابها على راجل غيري واني طلعتها من قلبي ورديت بيبانه بعد ماطفيت نوره وفضيته للي هتسكنه بعد منها..

هو صوح فبداية الموضوع كان صعب عليا وكنت من وكت للتاني عقول كان يجرا ايه لو ربنا قسمهالي لكن بعد اكده رضيت بنصيبي ونصيبها وحمدت ربنا عليه وطلبت منه يؤجرني في مصيبة قلبي ويبدلني خيراً منها..وقولت ربنا مش عيبعد عننا حاجه ولا يحرمنا منها غير ويكون شايلنا الاحسن منها..


ام منعم : ونعم بالله ياولدي، وصاحب العوض موجود ياقلب امك..


اما عند حكيم فالسرايه..


جن الليل على اهل السرايا وحكيم رجع السرايا وبعد العَشا وشوية حديت بفكر مشغول مع تميم عن امور البلد والمشيخه،،

قام راح حكيم لاوضته اللي سبقته ليها جماره ودخل وشافها قاعده عتمشط فشعرها قدام المرايه لكنها سارحه ومهمومه، وحتي ملاحظتش دخوله للأوضه..

وهو قلع عبايته وعلقها علي الشماعه وعينه طول الوكت عليها، واتقدم منها ووقف وراها وخد منها المشط وابتدا يمشط فشعرها بدالها، وهي ابتسمتله ابتسامه متخطتش شفايفها وميل عليها وهمسلها :

عتنقضي العهد ليه ياجمارة القلب!!


جماره باستغراب : اي عهد ياشيخ اللي نقضته؟

حكيم :عهد من قديم الزمان خدتيه عليا وعلي حالك بان اللي يدخل الاوضه بتاعتنا مننا ينفض همومه علي عتبتها،، واديني واعيكي مهمومه يعني دخلتي اوضتنا بهمومك يبقي نقضتي العهد ولا منقضتيهوش علي اكده؟


جماره :غصب عني ياشيخي والله.. بس قلبي واكلني علي العيال تمره وبكر وعلي بكر بالذات ومقدراشي اداري قلقي وخوفى عليهم..


حكيم بنبره مُطمئنه : اوهام فدماغك الحلو ديه وبس.. قالها وميل علي دماغها وطبع بوسه حنونه وشم ريحة الياسمين اللي دايما فشعرها وابتسم بانتشاء


جماره باعتراض :له ياحكيم مش اوهام اني ممطمناشي لجَي وسفر تمره اكده وقال ايه جايه تريح يومين،، وابصر ايه مسافره عشان فيه حاجه مهمه جدت فالمنهج بتاعهم...

له ياحكيم اني حاسه ان فيه حاجه مش مظبوطه عتجرا..


حكيم ابتسملها يطمنها بعكس قلقه هو كمان واللي نابع من عدم انطلاء خداع تمره وسخاوي عليه، واللي استشف الغرض من وراه واستحسن خطتهم المكشوفه بالنسباله،، لكنه قلق من سفر تمره فجأه وحس ان فيه حاجه عفشه حصلت بين الاتنين بكر ومليكه، وكان عايز يتصل يتطمن لكنه قال طالما محدش اشركني مش هتدخل وهسيبهم يحلوا مشاكلهم لحالهم..

حكيم بعد عن جماره وراح قعد علي السرير وقالها بصوت حنون وهو عيمدلها ايده عشان تقوم وتاجي تقعد جاره علي السرير :

اني مطمن عليهم من سخاوي بنفسي ياجماره، بس انتي اللي كنك عتنكشي علي وجع القلب بأبره


جماره قامت وراحت عليه وحطت يدها فيده وقعدت جاره واتنهدت بضيق وهي عتقوله:

له اني قلبي متوغوش عالواد بكر ياحكيم وحاسه انه فضيقه ومهموم..


حكيم بضحكه حاول يتوهها : وااااد... بقي الداكتور بكر بجلالة قدره تقولي عليه وااااد؟


جماره : ايوه واد وعيل صغير كمان فعيني وعمرهم عيالي ماهيكبروا فعيني وهيفضلو دايما كتاكيتي الصغيرين اللي عخاف عليهم من الهوا الطاير واشيل همهم..

حكيم ضحك بصوت عالي :ههههههههه


جماره باستغراب : عتضحك على ايه ياحكيم وهو اني قولت حاجه تضحك ولا ايه؟


حكيم : عضحك عليكي ياام الكتاكيت.. الا قوليلي هما الكتاكيت هتخلفهم ايه ياجماره؟

جماره بصتله بطرف عينها وابتسمت ومردتش لكن هو رد عليها : الكتاكيت امهم عتوبقي فروجه.. ومادام الام فروجه يبقي الاب ديك... وبما اني اني الديك احب اقولك بعلو حسي.. كوكو كوكوووو.. وعند صياح الديك عتصمت شهرزاد عن الحديت وحان دور شهريار انه يتكلم..


قرب الي فأنني مشتاق

جماره : يابوووي عحبها قوي القصيده دي..

حكيم ابتسم وكمل..

عندي الحنين وعندك الاشفاق

اتراك لم تعلم بحالي بعدما

عصفت براحة قلبي الاشواق

قرب الي الماء اني لظامئ

ولديك انت الماء والترياق

ومهما تطاول عنك ليل صبابتي

فانا الي فجر المني تواق...


قالها وخد جمارته فحضنه وامتص قلقها وخوفها وطمنها واحتفظ هو بكل الخوف والقلق فقلبه لحاله واللي كان اضعاف قلق جماره المبني علي احساس لكن خوفه هو مبني علي يقين..


في الاثناء دي فالقاهره...


مليكه اتحايلت علي تمره كتير عشان تبات معاها فأوضتها عشان تحبط لبكر اي محاوله للتقرب منها لكن تمره كانت اذكي منها، وفهمت مقصدها وصدتها صد قاطع،


وقالتلها انها مش هتعرف تنام وهي معاها فالاوضه وانها اتعودت علي النوم لحالها لكنها بتصرفها دا كانت عتديهم فرصه انهم يلاقوا وكت لحالهم يمكن يتصافوا..


راحت مليكه على اوضتها بيأس ودخلت وقفلت الباب فوش بكر اللي كان قاعد فالصاله كيف تلميذ متعرض للتذنيب من استاذه ومنتظر الصفح... لكن بدخولها الاوضه وقفلها للباب بالعنف دا ميبشرش بأي صفح..


قام بكر وفضل يتمشي فالصاله بيأس وهو حاطط اديه فجيوبه،، بعد ماتمره ومليكه كل وحده دخلت اوضتها وقفلت بابها عليها،،

وفاتوه لحاله ومحدش حاسس باللي فقلبه والحيره اللي هو فيها،، وكل شويه يروح علي باب اوضة مليكه ويقف شويه وياخد نفس ويزفره بضيق، وهو مش عارف يعمل ايه وجنته وسعادته مفيش بينه وبينها غير بس باب مقفول وهي وراه لكن سيئاته اللي اقترفها فحقها مانعه ان باب الجنه يتفتحله..


بعد ماتعب من المشي والتفكير راح اخيراً علي اوضته، وقعد علي سريره ومسك تليفونه وقلب فيه وطلع رقم واتصل عليه وغمض عنيه بتمني وهو سامع صوت الجرس،، ان اللي هيلجأله يكون حداه الحل لمشكلته كيف ماعيحل مشاكل الدنيا كلها..


اما عند حكيم فالبلد..


ممدد عالسرير وواخد جمارته فحضنه بعد ماطمنها ونامت وفضل هو صاحي عينه ماخدتش نوم من تفكيره.. وفجأه محموله زن وكان عامله هزاز.. مسكه وبص فيه وديق حواجبه وملامحه اترعبت وهو شايف اسم بكر علي الشاشه وبص للوكت لقاه الساعه ٢ الصبح،، فتح الخط ورد عليه بكلمه وحده وتحفظ : بكر؟!!!


بكر خد نفس متعوب وطلعه بالراحه قبل مايرد علي ابوه بنبرة ترجي :

ايوه بكر يابوي،، بكر وعيكلمك فنص الليل وجايلك دخيل تحلله مشكلته كيف ماعتحل مشاكل الناس كلها...


حكيم خد نفس وطلعه براحه وهو عيبتسم بفرحه ورد علي بكر بكل هدوء :

حمداله ع السلاااااااامه يابكر،، واخيرا رديت!!!!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة