-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن والعشرون

 مر ثلاثة أشهر لم تتغير حياة مثل حياة هلال الذي اوشك على نيل حلمه ووصل أشواقه لتلتقى بفيض الحب الذى أصبح يراه في كل لمحة من أمينة خاصة دلالها المهلك أثناء محادثته عبر الهاتف تلك المحادثات أصبحت ترياق الحياة المعين له لتستمر نبضات قلبه.


بدأت مها تغير من أفكارها لكن لم تقبل بقلبه بعد ورغم تكرر رفضها تواظب في العمل على تجهيز شقته للزواج بنفسها بل لم تعد تستعين بأمينة نهائيا ليشرق أمله من جديد ويعزم على المحاولة مجددا بعد زفاف هلال وأمينة الوشيك.


حاول فرج تحديد موعد لزفاف مروان يسبق زفاف أمينة لكنه تهرب بحجة أن تجديد المنزل يحتاج لوقت أكبر ورغم أنه يتهرب من الزفاف لم يتوقف عن إيذاء سلمى كلما سنحت له الفرصة .


قبل الزفاف بيومين


تأففت أمينة أثناء نومها مع عودة رنين الهاتف تعلم أنه هلال ولن يتوقف حتى تجيب اتصاله لذا سحبت الهاتف بحدة

_ هو انت يا عم حد مسلطك عليا تقل نومى؟

_ اعوذ بالله إيه يا أمينة فى واحدة ترد على خطيبها كدم؟

_ هلال إحنا قبل الفجر عاوز ايه دلوقتي؟

_ افتحى الكاميرا اشوفك وانت نايمة علشان اعمل حسابى

_ تعمل حسابك على إيه مش فاهمة؟

_ أجيب دوا للصرع


صمتت لحظة تستوعب ما قاله قبل أن تشهق بمبالغة

_ دوا للصرع؟ ده انا هجيب لك جلطة مش صرع . طيب أما اشوف وشك


عبرت ضحكاته الأثير لتصل لمسامعها فيزيد غضبها وتوعدها له لكنه لا يبالي فهو يعجز عن النوم ويريد صحبتها ولو عبر الهاتف .

_ خلاص يا أمينة تعالى بدرى واعملى فيا اللى انت عاوزاه. بقولك ايه ماينفعش تيجى على هنا ؟

_ انت عارف ماينفعش هروح بيتنا علشان طنط فاطمة هتعملى حنة. انا هرسم تاتو


نطقت نهاية الجملة بحماس شديد أسرى بدمائه حماسا مماثلاً وربما يفوق حماسها وقبل أن يتبع شغفه وأحلامه التى ثارت عادت لطبيعتها المرحة

_ على شكل تنين


شاركها الضحك بلا تكلف لتستمر المحادثة حتى رفع أذان الفجر لينهيها

_ الصلاة خير من النوم يا أمينة قومى صلى

_ وخير من الحب يا هلال قوم انت كمان صلى وادعى لى اوصل بالسلامة البلد

_ هدعى لك توصلى بالسلامة لبيتنا ولقلبى


أزاحت دثارها وازاحت معه أثر النوم الذى سلبها إياه لتنهض للصلاة ثم تبدأ إنهاء تجهيزات السفر وهى تودع غرفتها التى ستشتاق إليها ومنزل أبيها الذى لا تنتوى هجره .


.....................................


وصلت أمينة برفقة مجموعة كبيرة من صديقاتها اللاتى سيقمن معها حتى انتهاء الزفاف ، كان مهيب بالانتظار في منزل عمه بصحبة أمه التى لم تسمح لأمينة بالحصول على قسط من الراحة وأمرت فوراً بإنهاء تنظيف وفرش شقة العروس فالغد سيكون يوم الحناء ولن يسمح الوقت بترك أمينة مطلقاً.

رفضت بشكل نهائي أن تتوجه أمينة لشقتها لذا توجهت مها والفتيات وهى أيضا وأصرت أن يكون الذهاب والعودة سيرا ورغم صعوبة ذلك على الفتيات كانت الإثارة تهون تلك الصعوبة .


لم تترك فاطمة أمينة بمفردها بل بصحبة فتاة أتت بها خصيصاً لتجهيز أمينة ببعض جلسات الترطيب والعناية التى ستكون اليوم وغدا قبل الزفاف.


علا رنين الهاتف مجددا لتضحك فلابد أن هلال يتذمر لعدم رؤيتها

_ لولى حبيبي واحشنى جدا

_ لا يا شيخة كلى بعقلى حلاوة . لما انا واحشك ماجتيش مع صحباتك ليه؟

_ أول مرة ماتزعلش من لولى!!

_ لا خلاص ادبسنا رسمى وانت تقول اللى يعجبك يا باشا هتبقى الحكومة فى البيت


ضحكت أمينة لاسلوبه الساخر لكنه لم يتوقف عن بث أشواقه

_ وانت اصلا ملكة قلبى . ماتغيريش الموضوع ماجتيش ليه؟

_ أسأل طنط وداد هى وطنط فاطمة كوبى تفكير

_ طب اعمل ايه انا دلوقتي نفسى اشوفك


رفعت هاتفها والتقطت لها صورة رغم أنها تضع قناعا للوجه وارسلتها إليه فورا

_ جبت دوا للصرع ؟


فتح الصورة ورغم ما تضعه فوق بشرتها كانت عينيها له تحمل نفس النظرة كأنها أمامه، تطلع إلى تفاصيل الصورة وهو يضع كفه فوق صدره

_ محتاج دوا للجلطة. آه قلبى

_ بقا كده؟


علت نبرة الغضب في صوتها لكنها انتبهت على وكزة خفيفة من أصابع الفتاة وهى تشير لها أن تشد جانبى مئزرها . أسرعت تنظر للصورة التي التقطتها

_ هلال انت قليل الأدب

_ انا عملت حاجة دلوقتى مش انت اللى باعتة الصورة

تغيرت نبرة صوتها وبالغت فى إظهار الرجاء

_ لولى حبيبي امسحها علشان خاطرى

_ أمينة بلاش ظلم بقا مش كفاية مش عارف اشوفك

_ طب اقفل بقا وانا مش عاوزة اشوفك


وانهت المحادثة بحدة رغم أنها تثق أنه يضحك في هذه اللحظة. عادت تنظر للصورة ثم للفتاة

_ مش كنتى تنبهينى

_ هو انا لحقت في ثانية خدتى الصورة وبعتيها معلش هو خطيبك راجل محترم ماتخافيش منه

_ مش خايفة ولا حاجة بس بقولك ايه هقوم البس إسدال ولا حاجة حشمة

ونهضت متوجهة لخزانتها لتسحب أول عباءة وصلت لها يدها فتنزع عنها هذا المئزر وترتديها فورا

_ مش هنشيل الماسك ده بقا؟ انا عاملة زى اللى حضن أرض الغيط بوسه


نظرت للفتاة التى اقبلت عليها بعد أن كانت تتفقد هاتفها

_ ايوه اتفضلى اشيله


جلست أمينة مرة أخرى وبدأت الفتاة تنظيف وجهها بعدة مستحضرات تجميل، مرت لحظات وبدأت أمينة تشعر بالدوار ، رفعت رأسها بتيه واضح وقبل أن تخبر الفتاة بما تشعر وجدتها تنظر بعينيها

_ انا آسفة

وغابت أمينة عن الوعى فوراً.


.........................................


أصرت وداد على تناول الفتيات للغداء وتعلم فاطمة أن هذا تقليد متبع فرضخت لها رغم رغبتها في المغادرة، طال الوقت ولكن في النهاية وقرب نهاية اليوم عدن للمنزل وكان الرجال هناك .

تقدمن لتتساءل فاطمة فوراً

_ هى أمينة نامت ولا إيه؟

_ هى مش معاكم؟

_ لا طبعا يا سليمان ما انت عارف هو في عروسة بتروح تفرش؟

_ آمال بنتى فين إحنا جينا مالقناش حد؟

_ ازاى يا عمى إحنا سيبنا أمينة مع البنت بتاعة الكوافير؟

_ يمكن راحوا الكوافير؟

_ أو يمكن بتتمشى يا جماعة انتو عارفين أمينة بتحب المشى؟

_ احنا هنا من قبل العصر ودلوقتي داخلين على المغرب !

_ مش يمكن خرجت تقابل هلال؟


أشار جمال للفتاة بإستحسان للفكرة

_ ايوه ممكن


أخرج هاتفه بلهفة عازما على محادثة هلال ليوقفه مهيب

_ استنى يا عمى، أمينة مش هتسيب البيت من غير ما تقول وخصوصاً لو هتقابل هلال. امى انت تعرفى البنت اللى كانت معاها؟

_ لا يابنى اعرفها منين دى هلال بعتها


لا مفر إذا ولابد من مهاتفة هلال ليسرع جمال ويهاتفه مبتعدا عن الجمع الذى بدأ القلق يدق قلوب أفراده بينما يلوم سليمان زوجته


_ ماكانش ينفع تسيبوها كلكم يا فاطنة، كنت اقله جبتى حد من ولادك يبقى معاهم

_ يا عمو ماتلومش طنط، مستحيل حد يبقى موجود دى خصوصية وليدى كير حتى لو احنا في البيت مش هنبقى معاها.


نظر سليمان نحو مها دون أن يدرك ما قالته جيداً ليضطر للصمت منتظرا نتيجة مهاتفة هلال

......................................


تسلل هلال للشقة بعد أن تأكد من مغادرتهن جميعا وانهماك أمه بتحضيرات الغد. مجرد تواجده بالمكان الذي سيجمعه بها يثير حواسه بجنون ممتع.


تقدم يفتح باب الغرفة ليكتشف أنها مغلقة ، لابد أن فاطمة احتفظت بالمفتاح أيضاً، زفر بضيق وعاد أدراجه فهو يحمل نسخة احتياطية فى غرفته بالأسفل.


رفع هاتفه فور مغادرة الشقة

_ السلام عليكم، ايوه يا عمى

_ أهدى بس أمينة راحت فين؟ أمينة مابتروحش اي مكان من غير ما تقولى.

_ مش موجودة من العصر ازاى يعنى؟ وساكتين لما دخل الليل؟

_ ايوه طبعا أنا جايبها من أكبر كوافير في البلد

_ لا هكلمها وأشوف يا عمى وارجع اكلمك


أنهى المحادثة بتوتر وأولى كل اهتمامه للهاتف وهو يتجه لخارج المنزل، تحدث إلى الفتاة التي أخبرته بكل ثقة أنها تركتها في المنزل بعد أن أنهت ما تحتاجه اليوم ولا تعلم عنها شيئا ، حديث الفتاة فتح صدره لقبضة قوية اعتصرت قلبه بلا رحمة وفي دقائق كان بمنزل جمال.


اقتحم المكان بفزع ليتأهب الجميع

_ عرفت مكانها يا هلال؟

_ ابدا يا عمى البنت قالت سابتها هنا ومشيت بعد الضهر

ارتعد قلب جمال وساد الفزع ملامحه

_ وانا وسليمان هنا من قبل العصر بس فكرناها عندكم مع البنات

_ مفيش وقت للكلام ده يا جماعة لازم نبدأ ندور عليها

_ كل واحد فينا ياخد طريق يمكن خرجت وتاهت أو تعبت

_ ابويا!! ابويا مفيش غيره ورا الحكاية دى، ده لو أذى بنتى هقتله بأيدى

_ أهدا يا عمى جدى ماافتكرش عمل كده

_ يبقى مروان


صمت الجميع فور تصريح مها التى زاد توترها وهى تتابع

_ انا ماكنتش مرتاحة من يوم ما جه وهددها ومفيش ساعة واحدة اعتذر لها


اتجه نحوها هلال ببدنه وكل حواسه

_ امته حصل الكلام ده؟ وازاى أمينة تخبى عليا؟

_ حصل من زمان من يجى تلت أو أربع شهور وأمينة خبت على الكل حتى عمى قالت مش عاوزة مشاكل اكتر من كده تحصل بسببها وهى اصلا بتأنب نفسها أنها سبب كل المشاكل ولو ماكنتش معاها كانت خبت عليا انا كمان

_ بالراحة يا بنتى احكى كل اللى حصل


نظرت نحو سليمان وهى تجاهد ألا تظهر الشفقة في نظراتها وهي تقص عليهم جميعا ما أقدم عليه مروان مسبقاً .


رفع هلال كفه فوق رأسه كأنه تلقى ضربة بمطرقة حديدية بينما سقط جمال فوق المقعد هو وسليمان الذى يبدو اسوأهم حالة بينما كان مهيب هو الوحيد الذي تحرك

_ انا رايح بيت جدى

_ استنى يا مهيب

_ لا يا هلال خليك انت ماينفعش تيجى هاخد عمى ولما نتأكد نكلمك


........................................


أفاقت أمينة لتجد نفسها في غرفة صغيرة ، جمعت يديها معا وقيدت إلى فراش معدنى قديم وكمم فمها أيضا ، تلفتت حولها فلم تجد أي شخص ولا تدرى أين هى، بدأت تجاهد لحل وثاقها بلا فائدة سوى جرح رسغيها فمن قيدها استخدم قيدا بلاستيكيا حاد الأطراف ، لا يوجد شيء هنا يمكنها استخدامه ولم يترك لها خاطفها سوى اناء فخارى فوق مقعد متهالك مجاور للفراش ليسهل عليها شرب الماء فقط.


...............................


انتفض فرج الذى كان يتناول طعامه برفقة مروان فور اقتحام جمال للمنزل صارخا


_ بنتى فين؟

_ وبنتك هتيجى هنا تعمل إيه؟


لم يستمع جمال لأبيه وانطلق من فوره بجنون يقتحم كافة الغرف بالمنزل حتى غرف الخدم باحثا عن ابنته لكن ليس لها أثر بينما وقف مهيب يخبر الجد بإختفاء أمينة منذ عدة ساعات مما اغضبه فعليا فهو لا يقبل أن تتعرض حفيدة فرج علام للاختطاف حتى وإن كانت لا تعنى له شيئاً فستظل تحمل اسمه .


عاد جمال إلى البهو مهزوم النفس ليقف أمام أبيه متحديا

_ وديتوا بنتى فين؟

_ إحنا مالناش دعوة ببنتك وانا يهمنى أنها ترجع سليمة دى مهما كانت شايلة أسمى


اتجه جمال نحو مروان الصامت ذو الملامح الجامدة

_ عملت في بنتى إيه؟

_ انا ماشوفتش أمينة ولا اعرف انكم وصلتوا من أصله انا طول النهار هنا بتابع العمال اللى شغالين فوق


..........................


أنهكت نفسيا وبدنيا وهى تحاول تحرير يديها فبدأت دموعها تتساقط شاعرة بانهزام وقلبها يؤلمها بشدة


هل علم هلال بغيابها؟

ترى كيف حاله؟

_وكيف حال أبيها؟

هل سيجدها أحدهم؟ ومن الذى اختطفها ؟


تلك الفتاة التي ساعدته مؤكداً . لكن هل سيعثرون عليها أم ستظل بهذا المكان الذي لا تسمع صوتا للحياة حوله سوى اصوات الكلاب التى لا تتوقف عن النباح بشكل يزيد من مخاوفها.


مر بعض الوقت وسمعت صوت سيارة في الخارج لتتأهب وفى لحظات فتح الباب ودخل مروان يتقدم منها بهدوء بينما تعلقت عينيها به بدهشة عجزت عن اخفاء الفزع فيها.


اقترب منها لينظر نحو يديها مبديا تأثراً زائفا

_ كده تعورى ايدك؟ البسك الشبكة ازاى وايدك كده؟


حل وثاقها وامسك كفيها معا لكنها جذبتهما بحدة ثم بدأت تحل الكمامة التى ربطت فوق فمها


_ انت اتجننت يا مروان؟

_ ماخلتيش عقل انت وابوكى، ترفضينى انا وتاخدى ابن البحيرى؟

_ مروان قوم روحنى بلاش جنان وانا علشان الدم اللى بنا مش هبلغ البوليس


ضحك مروان مستخفا أفكارها وسذاجتها وهو يبتعد عنها خطوات معدودة لضيق الغرفة

_ انت هتباتى هنا معايا وبكرة لما ارجعك ابوكى هيتراجانى انى اتجوزك وانا هقبل علشان خاطر الدم اللى بنا وبلاش كلام كتير احسن لك

_ اتجوزك؟ انت فعلا اتجننت

_ بكرة تندمى على كل كلمة

_ مروان انا متجوزة فعلا واللى في دماغك ده خيال انت بس اللي عايشه خلينى اروح احسن لك


انتفضت فعليا وهو يدور وينظر إليها وكأن شيطانا يطالعها بأعين من جمر

_ متجوزة ازاى؟

_ زى الناس هو إيه اللى ازاى؟

_ من غير علم اهلك يا فاجرة !


انقض عليها لتنتفض وتدور حول الفراش بفزع

_ انا متجوزة بعلم أهلى اللى يهمهم أمرى أبويا كان وكيلى وعمى شاهد على العقد . انا عمرى ما كنت فاجرة ولا هكون. الفاجر اللى بيجور على حق غيره وعاوز ياخد الدنيا كلها لنفسه زيك .


لم يكن صعباً عليه أن يمسك بها، الفارق البدنى والعضلى بينهما شاسع وسهل عليه احاطتها خلف الفراش ليرى ذلك الفزع المحتل لروحها منه ولم يكن يظن أن فزعها سيسعده لهذه الدرجة ولا سيصل به لهذا الانتشاء.


جذبها من مقدمة ملابسها نحو الفراش

_ يبقى انتو اللى حكمتوا، وابن البحيرى مش هياخدك قبلى ولا بعدى


شهقت مع طرحه لها لكنها لم تكن بالسرعة المطلوبة للهرب منه ورغم أنه اعتلاها وبدأ تمزيق ملابسها ونزع ملابسه في تخبط واضح بين أفعاله لكنها دفعته بكل ما تملك من قوة والتقطت الإناء الفخارى المجاور للفراش وضربت به رأسه بنفس القوة.


ترنح مبتعدا عنها وقبل أن يفيق ضربته أخرى خلف رأسه أدت لسقوطه أرضا فاقداً الوعى.


أسرعت نحو الباب الذي لم يحكم إغلاقه لثقته في تفوق قدراته عليها . اتجهت للخارج لكن سيارته مغلقة . دارت عينيها بالمكان كثيف الأشجار لتشعر بالاحباط مرة أخرى خاصة مع النوبة التى تهاجمها بقوة ، لم يكن الألم هو ما يؤلم هذه المرة بل العجز الذى يحيط بها.


...................................


عاد مهيب وجمال منذ فترة واخبرهم مهيب بما حدث وشهادة الجميع أن مروان كان بالمنزل طيلة اليوم بين غرفته ومتابعة العمال وصحبة جده الذى كان بصحبته في مكتبه أثناء التوقيت الذى يفترض اختفاء أمينة خلاله.


انتفض هلال

_ انا هكلم ابويا يكلم مدير الأمن . انا مش هسكت ولا هرحم اللى أذى أمينة


دخل جمال من الباب متعجبا الهدوء السائد فقد توقع صخبا شديدا

_ كنت فين يا جمال؟

_ كنت في نواج مع الطباخ لحد ما خلص كحك أمينة وجبته برة فى العربية. في ايه؟

_ أمينة مختفية من بعد الضهر

نظر نحو أبيه بفزع

_ مختفية ازاى يعنى؟ الأرض انشقت وبلعتها؟

_ انا بردو متأكدة أن مروان ده ليه يد في اللى حصل

_ يا بنتى ماقالوا كان في البيت

_ معلش يا عمى انا مقدرة أنه ابنك والموقف صعب عليك بس مفيش حد هيفكر يأذى أمينة غيره

_ ده انا اقتله

_ اهدا يا هلال هى لو حد


شرد جمال عن حديثهم يتذكر أفعال أخيه التى شهدها بعينه وشيطانية أفكاره التى أدت لبعده عنه طيلة الفترة الماضية لذا لا يستبعد أن يكون متورطا فى هذا الأمر


_ انا عارف ممكن تبقى فين


انتفض الجميع لكنه أشار لهلال فقط

_ انا هاخد هلال ومش عاوزين شوشرة يمكن اكون غلطان


دفعه هلال أمامه ليتحركا على الفور ، سحب جمال منه مفتاح السيارة ليقودها هو فهو يعلم الطريق جيدا .


رأى سيارة مروان ليترجل فور توقف جمال ويركض نحوها ، توقفت خطواته مع سماعه صوتا مميزا لأنفاس تلتقط بصعوبة ، اتجهت عينيه لمصدر الصوت ليجد أمينة أرضا بجوار السيارة .

تبعه جمال ليرى كم يعشقها هلال، تألم قلبه وهو يضمها بلهفة ناثرا فوق ملامحها أنفاسه الفزعة دون أن يشعر بالحرج لوجوده

يضمها ويبعدها لينظر لها ثم يعيدها لصدره راجيا سماع صوتها


_ انا آسف يا أمينة، أمينة ردى عليا، أمينة انا آسف

_ هلال خدها المستشفى بسرعة وانا هشوف مروان فين


رفع هلال رأسه بغضب ليتابع بألم


_ هو اخويا حتى لو شيطان . خد أمينة وامشى وانا هكلم مهيب يقابلك


حملها هلال نحو سيارته فعودتها للحياة أهم أولوياته فى هذه اللحظة.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة