-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثالث والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثالث والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثالث والثلاثون

 بكر طلع يتمشي بعربيته شويه بعد كلام ابوه ليه عن منعم وطلبه لأيد تمره اخته،

وفضل ماشي بيها لغاية ماوصل للكورنيش ونزل من العربيه وراح قعد علي السور، وطلع تليفونه واتصل عاللي هيفهمه ويقدر حجم النار اللي شبت فقلبه بسبب كلام ابوه ويريحه..

رن على تميم اللى رد عليه من تاني رنه وبعد السلامات والطيبات قاله :

شفت ياتميم ابوك مكلمني يقولي منعم طالب يد تمره اختك ومتصل اشوف رأيك ايه؟ طب بذمتك فيها رأي دي ياتميم ولا شور؟ منعم ياناس! منعم؟


تميم بهدوء :اهدي بس يابكر واسمعني،، ومتتكلمش بالطريقه دي علي الناس من غير ماتعرفهم، ماله منعم يعني؟ راجل وسيد الرجاله ومفيش منيه اتنين فالبلد،، صاحب نخوه لو لفيت بلاد علي كعوب رجليك تدور عليها فى الناس متلاقاش غيره واحد وسط كل ميه،

بكر : لا ياشيخ! بقا كل ديه منعم؟


تميم : ايوالله منعم يابكر،، منعم واد زين وكل اللي يعيبه حاجتين، مع ان الراجل فغير اخلاقه معيكونش معيوب ابداً، بس دول لو هنعتبروهم عيوب يعني، او ظروف واسباب زي ما ابوك الشيخ حكيم عيقول ،، اولا انت يابكر،، انت اكبر سبب يخلي منعم مينفعش يتجوز تمره اختك وتكون مرت راجل صوح ادب واخلاق ورجوله واصل وفصل وخير،،

وتاني سبب هو تمره اللي ممكن ترفضه عشان تعليمه ودي خلاها ابوك بعد منك. عشان حط خاطرك فوق الكل..

بكر : كني سامع حكيم هو اللي عيتحدت؟


تميم : ديه صوت العقل ياولد ابوي هو اللي عيتحدت، وصوت العقل هو هواه جوا كل الناس وكلامه واحد، بس العاقل عاد اللي يسمعله..

بكر : يعني اني مش عاقل علي اكده ياتميم ديه قصدك؟

تميم : له مين قال اكده؟ كل واحد عاقل وكل واحد جواه صوت العقل بس فيه اللي عيسمعله وفيه اللي له،،

بكر : ياتميم متجننيش ترضاها علي نفسك؟

تميم : هي ايه يابكر؟ ماهو الراجل معانا اهو وطول الوكت فمضيفنا وبينا وابداً ماشفناش منه الشينه،، وبعدين انت محسسني انه لما ياخد اختك هيشاركك حتي فمرتك؟

مع انه ممكن يمر العَمر ميشوفهاش نهائي غير شوفة عابر سبيل عاديه،، وانت خابر ان رجالنا معيجتمعوش بحريمنا.. ومرتك الحمد لله منتقبه،،

وكمان فوق دول ودول تمره اختك تقدر تنسي منعم ١٠٠ وحده كيف مليكه مرتك دا لو لسه ليها حاجه فقلبه مع ان الراجل حلف مية يمين مافيه من تلاه اي حاجه ليها..


بكر :يعني افهم من اكده انك موافق عليه ياتميم لاختك؟

تميم : بص يابكر اشهدلك شهادة يحاسبني عليها ربنا،، انا لو معاي بت ومنعم طلبها مني هديهاله واني مغمض.

بكر : طب وتعليمه؟

تميم : وايه عازته بالتعليم مااديني متعلم ععمل ايه بعلامي اكتر من اللي عيعمله منعم؟


بكر: طيب ياتميم روح.

تميم : اروح فين؟

بكر : روح موطرح ماتروح اقفل وروح،، ولو معرفش تقفل القفله اكده.. آهه قالها وقفل السكه فوش تميم اللي قعد يضحك عليه وبعدها طلع من الجنينه اللي كان واقف فيها للمندره اللي كان رايحها.


بعد ماقفل بكر مع تميم اتصل بسخاوي ومن غير سلام ولا كلام اول مارد عليه سخاوي قاله :

انت راضي ياسخاوي باللي عيحصل ويتقال ديه يعني؟


سخاوي ايه اللي عيتقال جاك قلقيله تفتح نافوخك، داخل فيا كيف القطر إكده ليه مين قال ايه وايه هو اللي عيحصل؟


بكر بغيظ : منعم

سخاوي : اممممم منعيييم

بكر : ايوه هو زفت اللي ضاقت عليه الدنيا ملقيش غير اختي ويجي يخطبها!


سخاوي : طب وفيها ايه يعني الراجل حبكم وحب يناسبكم عيمل ايه غلط؟ وبين الخاطب والمخطوب يفتح الله،، وبعدين تقولش عليه زفت ياواد الشيخ عشان اكده عيب وغلط وحرام وغيبه..


بكر : ها وايه كمان؟

سخاوي بجديه : بكر انت متصل بيا ليه دلوك؟ ولا اقولك استني آني اقولك انت مكلمني ليه.. انت ابوك كلمك ومقالكش علي منعم غير كل خير، وقمت متصل بتميم وايد كلام ابوه،، وانت لا كلام ديه ولا ديه جه على مرامك،، فقولت اكلم خالي سخاوي هو اللي هيقف فصفي ويقولي عن منعم من المنقي ياخيار،،

بس احب اخلف ظنك واقولك ان منعم كيف ماابوك واخوك قالولك عنه واكتر،، وراجل وميتعيبش،، وانت لولا غيرتك على مرتك منه كنت اول واحد بصمت ليه بالعشره انه يتجوز اختك لو قعدت معاه وعرفته...هاه اقول كمان؟

بكر : انت عتقول ايه ياسخاوي انت كمان،، هو منعم بقي نازل من فوق ولا نزلت عليه رساله واني معارفش،، مالكم عتمجدوا فيه إكده ليه كنه آخر راجل على وش الارض وان مخدتهوش تمره هتبور ومتتجوزش؟


سخاوي : ولا حاجه من اللي قولتها دي بس دي شهادة حق واللي يكتمها يبقي شيطان اخرس.. الواد بعيداً عن شهادته، وموقفك منه شاش عالراس وميتعايبش.


بكر : سلام ياسخاوي

سخاوي : سلامين وحته يابوا اخته،، بس خلي بالك متتكلمش فالموضوع ديه ولا تدى لابوك رد غير بعد ماتيجي ونتلموا كلنا ونتحدتوا والحكم بعد المداوله،، سامعني.. وانتظر يسمع رد بكر لكنه مسمعش غير انهاء المكالمه.


اما بكر فقفل مع سخاوي وفضل متنح علي كم الاطراء والمدح اللي سمعه عن منعم ومتعجب عشان كنهم عيوصفوا فواحد تاني غير منعم اللي شافه قبل اكده وكون عنه فكره زي الزفت!!


عاود بكر للشقه وكان الوقت متاخر ودخل على اوضة مليكه وكانت نايمه وكالعادة الكتاب علي بطنها واقع،، شاله من فوق بطنها وميل بشويش حب بته وحط ايده علي بطن مليكه مسد عليها وبعدها سند ضهره علي تاج السرير وربع اديه ورا دماغه وسرح بعيد يقلب فكلام ابوه وتميم وسخاوي لكنه مش قادر يبلعه ولا يستوعبه واصل،، وبص لمليكه اللي نايمه جاره واتنهد وبعدها نزل حضنها واستسلم للنوم.. بعد ماقرر انه خلاص هيرفض ويفضه من وجع الراس ديه خالص مادام الموضوع فيده.


************ا

في القاهرة بعد ٣ ايام من مكالمة بكر مع ابوه..


خلاص بكر ومليكه وتمره كل واحد فيهم عيستعد عشان نازلين البلد يقضوا اليوم اللي وعدهم بيه بكر.. وبعد ماجهزوا حالهم بكر اتصل على ابوه حكيم وقاله انهم خلاص جهزوا وهينزلو يركبوا العربيه وجاينلهم،، وحكيم استقبل الخبر بفرحه ودعالهم ربنا يستر طريقهم ويجيبهم بالسلامه..

نزلوا بعد ماخلصوا وركبوا العربيه وبكر كل شويه يبص لمليكه وحاسه انه محملها ذنب خطبة منعم لتمره وبصته كنه عيلومها معارفاشي ليه، ولا هي مالها اصلا بموضوع زي ديه..


لكنها متعرفش ان بصة بكر ليها غيرة عليها كل مايفكر ان ممكن مكان واحد يجمعها بمنعم اللى كان يحبها،، ومجرد الفكره تاعباه..


اما في البلد


حكيم ماشي هو وتميم وفالاثناء دي تليفون حكيم رن طلعه وابتسم وهو بيقرا الاسم ورد بلهفة :


ابشر ياداكتور لوين وصلتوا

بكر : خلاص داخلين على البلد يابوي كلها نص ساعه ونكونوا قدام السرايا..


حكيم : حمداله على سلامتكم ياولدي.. الحمد لله الذي نجاكم من شرور الطرقات وحفظكم بحفظه..

بكر : الف حمد يابوي.. انت فالسرايا ولا فالمندرة؟

حكيم : بص فساعتك وانت تعرف اني وين بالظبط..

بكر بص لساعته وابتسم ورد عليه.. فالجامع صوح.

حكيم : حاجه اكيده طبعا بس لسه موصلتهوش فطريقي ليه..

بكر : والله اتوحشت رمضان فالبلد واتوحشت لمتنا فالجامع ودروسك..وكنت اتمني اقضيه كله معاكم مش بس يوم واحد.. اقولك اني هنزل مليكه وتمره عند السرايا وجايلك.. تميم معاك مش اكده؟


حكيم :اكيد معاي طبعا امال هيكون فين فوكت زي ديه.. هنصلوا العصر ونقعدوا فالجامع لقبل المغرب بحاجه بسيطه كالعادة..

عقولك ايه.. وانت جاي شوف سلسبيل بت اخوك صحيت ولا لساها نايمه ولو كانت صحيت هاتها معاك للجامع خليها تقعد مع العيال وتسمع الدرس وتحفظ مع العيال ..


بكر : حاضر يابوي.. يلا سلام عشان دخلت البلد خلاص... وشايفك انت وتميم اهه..


حكيم اتلفت حواليه وابتسم وهو واعي عربية بكر داخله البلد، وتميم بص مكان ماابوه عيبص وشاف عربية اخوه وابتسم وهو عيرفع يده يشاورله وبكر ردهاله تلكسات..

ووقفوا الاتنين وهما واعين بكر عيقرب منهم ووقف قصادهم بس بعيد هبابه وراحو عليه وهو نزل قزاز العربيه ونزل منها وبشوق اخد ابوه واخوه بالاحضان وسلم عليهم..


حكيم بعد ماسلم على بكر راح على العربيه ووطي علي الشباك وبص لتمره اللي قاهده فالكرسي القدام وبابتسامة حب همسلها... حمداله عالسلامة ياحبيبة ابوكي نورتي البلد ونورتي قلبي بشوفتك

تمره وهي عترفع النقاب وتمسك يد ابوها تحبها.. البلد منوره بيك يااحن واحسن اب فالدنيا..رمضانك كريم ومبارك يابوي تقبل الله منك صالح الاعمال..

حكيم : الله اكرم يابنيتي تقبل الله منا جميعا..

وبص فالكرسي الوراني وابتسم لمليكه وهو عيقولها : حمداله عالسلامه يام راس يابس..

مليكه مدت يدها عشان تفتح الباب وتحاول تنزل لكن حكيم منعها بحركة من ايده وشاورلها على بطنها.. خليكي يابتي عشان بطنك متتعبيش والقلوب سلمت.. مش كنتي قعدتي انتي هناك وكنتي وفرتي على روحك التعب وهو يوم واحد وكان بكر هياخد تمره ويعاودلك؟

مليكه بابتسامه ردت عليه : ماهو انا كان نفسي اقضي اليوم ديه معاكم واشوف رمضان اللي بتحكي عليه تمره وتتحاكى، ان اللي ميحضرهوش فسراية الشيخ حكيم ميحسش بحلاوة رمضان.. واني حبيت احس بحلاوته معاكم ووسطكم يابوي


حكيم هز دماغه بتفهم ورد عليها بنبره حنونه... ربنا يتقبله منا ومنك قبول حسن يابنيتي... وبص لبطنها وكمل.. ويتملك وَهنِك على خير ويقومك بالسلامه..

ونصب هامته ووقف وهي امنت وراه فسرها وحطت يدها على بطنها وابتسمت،

لكن ابتسامتها اختفت بركوب بكر للعربيه وبصت قدامها بملامح جامده

اما بكر فبصلها فالمرايه واتنهد وبص قدامه وطلع بالعربيه،، ووقف قصاد السرايا وكالعادة شاف الصوان منصوب قدام المندره والناس كيف النمل ومطبخ رمضان شغال وروايح الطبيخ وريحة العرقسوس والتمر معبيه الجو ...


مرضيش ينزل مليكه وتمره عالبوابه قدام الرجاله وطلب من واحد من الغفر يفتحله البوابه ودخل بالعربية جوا السرايا، ونزلهم بالقرب من باب السرايا وطلع هو تاني بالعربيه وركنها بره..

ورجع تاني السرايا سلم على امه ومرات اخوه وحماته اللي كانوا على باب السرايه واقفين يستقبلوا تمره ومليكه ويسلموا عليهم وكل ام منهم واخده بتها فحضنها ونازله فيها بوس .. بص حواليه ولسه هيسأل علي سلسبيل شافها طالعه من الباب بتتاوب وبمجرد ماشافته جريت عليه بفرحة وهو اخدها فحضنه وسلم وباس وكل وشرب فيها عضعضه فالخدود وتمره كمان سلمت وخدت نصيبها ومليكه سلمت عليها من بعيد وبعدها بكر شالها وطلع بيها علي الجامع..


هو مشي ودول دخلوا السرايا وبصوا مليكه وتمره لقوا كم هائل من صواني الكنافه وبلح الشام ولقمة القاضي مرصوصين عالارض وجارهم ورق فويل وورق سلوفان وزبيده قاعده على الكنبه وقدامها نصيبها اللي عتسلفن فيه وتقسمه عالاطباق

وحريم ولادها التنين وحدة قاعده قدام الفرن تسوي الكنافه والتانيه تلافيها اللي ماستواش وتاخد منها اللي استوي وتسقيه شربات..


اتقدمت تمره تسلم عالكل بيدها ووراها مليكه لحد ماوصلت لزبيده ودخلت فحضنها وبحب قالتلها : الله ياخاله نفس ريحة الحلو ونفسك فالوكل اللي اتربيت عليه وعمري مااتوه عنه ريحته مفحفحه فالسرايا كيف زمان...


زبيده : ايوه ماني النهاردة ماسكالهم العصايه واقولهم اعملوا اكده وسووا اكده.

تمره : تسلم يدك وعصايتك ونفسك وتسلميلي كلك يارب ياخاله...

زبيده :يسلم عمرك يابت الغوالي ويحرسك من كل شر يارب..


احسان طول الوكت متابعه تمره بابتسامه وميلت على مليكه وهمستلها : شوفي البنته اللي عامله كيف الملبن مسكره وكلامها حلو كيف الهريسه مش زيك لسانك ليه قرون الكلمه تطلع منه تنطح اللي قدامك..

مليكه بصتلها وهزت دماغها ومردتش واحسان كملت وهي باصه لتمره باعجاب شديد.. يابوي لو معاي واد والله ماكنت سبتها واصل اللي عامله كيف قمع الجلاب داي..


اما مليكه فبعد ماخلصت تمره سلام على زبيده اتقدمت هي كمان وسلمت عليها..


دخلت بعدها تمره اوضتها خدت غيار واستحمت عالسريع وغيرت ومليكه زيها طلعت فوق خدت دش عالسريع وغيرت ونزلوا الاتنين قعدوا مع الحريم فالارض يوزعوا الحلويات عالاطباق ويسلفنوها..


اما بكر فطلع من السرايا وفضل ماشي يسلم علي كل اللي يشوفه فطريقه، وبمجرد ما قرب علي الجامع ضحك لما بص شاف سخاوي جاي من بعيد شايل ولده الصغير علي كتافه وماسك يوسف فأيده ...

والتاني بمجرد ماشافه ضحك وشاورله واتقابلوا التنين على باب الجامع وبكر نزل سلسبيل وسخاوي نزل ولده وسلموا علي بعض واخدوا بعض بالحضن وبكر سلم على يوسف واخوه الصغير وفضل شايله ودخلو الجامع ووراهم دخل يوسف وسلسبيل ماسكين ايد بعض وجريوا على جدهم حكيم،،

وسلسبيل قعدت علي رجل جدها اللي باسها فرحان بيها وهي بصت ليوسف بتعالي متباهيه بان ليها عند جدها المكانه اللي محدش غيرها واصلها و شايفه العيال ملفوفين حواليه وباصينلها بحسد عشان قريبه من حبيب قلوبهم اللي دايما جيبه مايخلاش من الملبس والارواح وطول الوقت يدي اي عيل يقابله ويفرحه،، وابتدا يقرا قرآن بصوته العذب وهما يردوا وراه..


اما سخاوي فراح علي تميم اللي كان قاعد فالزاوية وسلم عليه وقعد جاره وحط ولده فحجره،،

وبكر راح اتوضي وعاود قعد جارهم وكل واحد مسك مصحف وقعد يقرا فيه...

وبعد شوية بكر صدق وبص لتميم وبفخر قاله :

ختمت كام مره ياشيخ لحد دلوك.. اني ولله الحمد ختمته ٨ مرات.

تميم صدق وبصله بطرف عينه ورد عليه باقتضاب وبكلمة وحدة( ٢٢)ورجع بص لكتابه من تاني وكمل قرايه


بكر رفع حواجبه باستغراب وبص لسخاوي لقاه مبتسم وهو عيقرا فكتابه ودا طبعا عشان بكر كل مره يحاول يتحدى تميم فعدد الختمات تميم يتفوق عليه ويطلع فالاخر اللي ختمه هو ميجيش التلت فاللي ختمه تميم..


سخاوي صدق وبص لبكر اللي رجع بص فكتابه ورجع للقرايه وهمسله : متتعبش روحك ياواد اختي عمرك ماهتحصل ابوك واخوك فقراية القرآن ابدا، دول طول ماهما قاعدين الايات على لسانهم بيتغنوا بيها غناوي.. هنيالهم والله..


تميم صدق ورفع دماغه ونقل عينه بينهم ورد على خاله : وانتوا ايه عذركم متعملوش زينا.. القرآن وحافظينه ليه ميكونش دايما على لسانكم وانتوا قاعدين وانتو واقفين وانتوا ماشيين وانتوا مضجعين وتخلوه يرافق انفاسكم.. ايه اللي يمنعكم قولولي..


سخاوي : والله هي تقادير يابو اخته وكل واحد ومقدرته عاد..

تميم : القدره كلها فايدنا ياخال واظن اللسان عمره ماعيتعب من حديت،، ولو الواحد قاعد فقعدة اونس لسانه يفضل يلغي للصبح بدون توقف،، لكن كلام الله معيتقلش غير على لسان المنافق..


بكر بص لسخاوي وكتم ضحكته عشان شاف وشه جاب الوان وهو باصص لتميم وعايز يرد عليه لكنه مش لاقي كلام عشان فعلا كلامه صوح لكن القصفه واعره برضك..

رفع تميم دماغه مره تانيه وبصلهم وبنبرة امره قالهم... عاودوا للقراية وفضكم من الرط احنا فشهر الدقيقه فيه لازمن نستغلوها فذكر الله...

سبحانك ياربي الواحد من الناس لو حد قاله هنعطوك على كل حرف فالقرآن جنيه ميبطلش قراية ليل ولا نهار لكن عشان المقابل حسنه مؤجله عيستهون بيها!! ميعرفش انه بيها هيكون من اعيان الجنه واكثرهم غنى بمنذلته وقدرة عند ربه!!!


عارفين انتوا لو مش حافظين كان هيبقالكم عذر ولو بسيط انكم ممكن تكونوا مشغولين عن حمل الكتاب والقراءه منه او حتي مسك التليفون لكن انتوا العذر عنكم ساقط عشان القرآن فعقولكم... بص لكتابك انت وهو واجنوا حسنات..


خلص كلامه ورجع للقرآن من تاني يرتله بصوته المنخفض العذب ورجع بكر وسخاوي يكملوا قرايه من سكات وهما حاسين بتقصير فعبادتهم قصاد تميم وحرصه علي دينه وقرأته للقرآن واستغلاله لكل ثانيه فحصاد الحسنات..


فضلوا يتسابقوا فالقراءه لحد ماسمعوا صوت حكيم :

هاه ياشباب جايين معاي ولا هتستنوا فالجامع للأذان؟


التلاته بصوله وشافوا العيال وهما بينصرفوا من حواليه ويرجعوا المصاحف على الرفوف بتاعتها ويطلعوا من الجامع وسخاوي اول واحد جاوبه بعد ماصدق : اني جاي معاك ياشيخ واوزع بيدي الوكل واشارك فالثواب..

بكر هو كمان صدق وقفل المصحف وقاله : واني كمان جاي معاك يابوي عايز اعيش اليوم بكل تفاصيله... وبص لتميم وسأله : وانت ياتميم مش جاي معانا؟


تميم صدق وبصلهم : لا اني هقعد لغاية ماأذن للمغرب واصلي بالناس وبعدها اجي اني وهما عشان فيه ناس عتستحي تروح لحالها..

حكيم : هملوا تميم فالجامع وهموا بينا انتو الوقت ازف خلاص.. وانت ياسخاوي تروح تجيبلي بشندي يفطور معاي كيف كل يوم..

سخاوي : ماتسيبه ابوي ياشيخ وخليه قاعد فالبيت النهارده وهو اصلا مصايمشي

حكيم : ياسخاوي متجادلنيش في حلق المغرب وروح هات ابوك،، قولتلك مية مره اني رمضاني عحسه ناقص من غير طقوسي المعتاده وابوك وفطوره معايا واني اوكله بيدي من اهم واحب طقوسي..

روح يلا هاتهم كلهم خلي الحريم والعيال يفطروا فالسرايا واحنا نفطروا فالصوان اخلص..

وبالفعل سخاوي راح يجيبهم زي مالشيخ قاله،

وحكيم بكر روح معاه وسلسبيل صممت ان جدها هو اللي يشيلها علي كتافه، ومهما بكر حاول ان هو اللي يشيلها كانت ترفض باصرار،،

وشالها حكيم فالاخر رغم وجع ضهره رفعهاله بكر علي كتافه ورجع بيها وطول الطريق يعيد عليها الايات يحفظهالها وهي ترد عليه هي ويوسف اللي خدوه معاهم ...


وصلوا الصوان وحكيم نزل سلسبيل وراح طوالي عالموطبخ اللي ورا المندره وشاف ان كل حاجه تمام والرجاله منهم اللي عيسلفنوا فالوجبات، ومنهم اللي عيعملوا العصير فبراميل كبيره بحنفيات، ومنهم اللي عيكسر فالواح التلج عشان يحطه فبراميل العصير، وكمان يسقع براميل الميه..

واللي عيصب الحليب بالتمر فالكبايات عشان يحطه عالمائده فالصوان،.. واللي عيغسل التمر ويحطه فالاطباق واللي عيسلفن منه يحطه مع الوجبات، والناس عامله كيف خلية النحل واحلي حاجه ان كلهم من اهل البلد مفيش طباخين بفلوس والكل عيساعد فالثواب غني وفقير..


حكيم طلع من الموطبخ وبكر دخل سلم عالناس وراح علي الناس اللي عتنقل فالبراميل عشان ينقل معاهم لبره لكن ابوه وقفه ونده عليه وكلفه بمهمه تانيه :


تعالا انت يابكر وهمل الرجاله لشغل الصوان وانت روح عالسرايا شوف الحريم خلصوا اللي عيعملوه ولا له، ولو خلصوا هاته منهم انت وحد من الغفره عشان تطلعوا توزعوا الوجبات عالبيوت قبل اذان المغرب..


بكر هزله دماغه بموافقه واتحرك فورا علي السرايا ودخل وشاف امه واخته وحتي مليكه فالوش قاعدين فالارض يقطهوا ويلفوا فصواني كنافه وحلويات وجارهم كوم كبير مسلفن دخل عشان ياخده منهم ويسألهم خلصتوا ولا لسه لكنه رجع علي قفاه تاني لما شاف حريم غريبه قاعده معاهم تسلفن وتساعد...


طلع بره الفيلا ووقف فالجنينه وامه قامت وراه اول ماعمل اكده وهي عتمسح يدها ففوطه من شربات الحلويات وقالتله :

عاودت ليه ديه محدش غريب دي حماتك وبتها وحريم اخوات خديجه وخالتك ذبيده بياجوا يساعدوا كل يوم وياخدوا الثواب معانا..


بكر بص لامه ورد عليها بتعجب.. ايوه يعني محارمي دول ولا ايه عشان اخش عليهم وهما قاعدين فالارض وواخدين راحتهم نفسي افهم؟!!!

خشي يمه الله يرضي عليكي انقليلي فاللي خلصتوه عشان الوكت هيروح خلاص..

جماره وهي عتعاود للسرايا من تاني.. حاضر ياولدي حالا اهه... وابتدت ترص اللي اتسلفن فكراتين هي والبنات..

وفي الاثناء دي عينه جات فعين مليكه من ورا النقاب والحنين لعب بحاله والندم حرق قلوع مراكبه واتنهد وهو واعيها عتنكس عنيها للارض وتبص للي عتعمله، لكنه كله امل ان اللي ربنا ربط مابينهم بيه وحطه فبطنها هيرجعها ليه من تاني ويخليها تغفرله وتعود المياه لمجاريها ويرجع يدخل لقلب مليكته من تاني..

وفاق من سرحانه على امه وهي عتحطله الكراتين علي عتبة السرايا، وهو ابتدا ينقل فيها ويدي الغفير اللي خده معاه وكان واقف بعيد عن باب السرايا بمسافه وهو ياخد منه الكراتين ويطلع علي بره ويحطها فشنطة العربيه بتاعة بكر لحد اخر كرتونتين بكر قال للغفير روح انت ومتعاودش تاني واني جاي ورتك بدول.. وشالهم وماشي بيهم وعيون مليكه متعلقين بيه وقلبها فرحان من خجله واخلاقه العاليه اللي عتحببها فيه كل مادا اكتر لكنها رجعت افتكرت ان بكر بخجله واخلاقه وكل حاجه حلوه فيه عيفارقها وتفارقه بعد كام شهر..


بكر وصل باخر كارتونتين حطهم فالعربيه عالكرسي القدماني لما شاف الشنطه والكراسي الورانيه اتملوا كراتين..

وفالاثناء دي كانوا الرجاله حطوا الوجبات فالعربيه بتاعة البيت وخلصوا،،

وبص شاف عربية سخاوي جايه من بعيد وقربت ووقفت جار الصوان ونزل سخاوي وفتح الباب اللي قاعد وراه بشندي،،


اللي جري عليه حكيم وحلف انه يشيله علي اديه بعد ماسند عكازه عالعربيه برغم وجع ضهره الا انه معيحسش بأي وجع مع حبيب روحه،،


ودخل بيه للصوان وقعده وكل ديه وبشندي ساكت وعيبصله ويتملي فيه وبعد ماقعده حكيم ولساه موطي عليه يعدل وراه المسند، ابتسمله بشندي ومد يده طبطب على كتفه وهمسله بكل محبه... انت طيب قوي ياولدي وهتدخل الجنه،،

حكيم بصله وديق حواجبه بابتسامه وبشندي كمل.. ايوه تبعني انت هتدخل الجنه عشان وشك البشوش ديه وقلبك اللي حاسس ان فيه طيبة الدنيا مع اني مش عارفك ولا عارف اسمك ولا فاكر شفتك فين قبل اكده،، لكني حاسس اني شوفتك قبل سابق!!


حكيم اتعدل وميل عليه وحب علي دماغه ومسك يده المليانه تجاعيد وخطوط ومسد عليها بيده التانيه وهو عيقوله..


اني خليل روحك ورفيق كل تجعيدة من دول، وكل خط من الخطوط دي شاهد علي مسكة يدك ليدي ودفاعك بيها عني ياكهل قلبي ...

سيبك انت من الاسامي وخلينا فالقلوب ومحبتها وهي دي الاهم يارفيق العمر... قالها ورفع يده حبها وهمله بعدها وراح يتحدت مع بكر وسخاوي، وبشندي فضل مراقبه وهو عيمسد على يده موطرح حبة حكيم وهمسله : حبتك العافيه والصحه ورافقتك لاخر العمر ياطيب...


اما حكيم فوصل عند بكر وسخاوي اللي دخل مع امه ومرته السرايا هو شايل ولده الصغير وخديجه مرته سانده امه وعتساعدها تمشي بشويش على كد سنها وتعب صيامها..


ووصل بيهم سخاوي لباب السرايا وجماره اول ماوعيت امها جات جري عليها وخدتها من يد خديجه ودخلت بيها بعد السلامات، وخديجه خدت ولدها، وسخاوي خد اخر كرتونة حلويات قالتله جماره ياخدها فيده وطلع جري لبره وحطها فالعربيه وراح علي حكيم وبكر..


حكيم : سخاوي مش هوصيك كل البيوت تديها والغني قبل الفقير والمستغني قبل المحتاج عشان محدش يحس بالقل ولا انه عياخد صدقه والفقير لما يشوف الغني واخد يتقبلها بصدر رحب وراس مرفوع..


سخاوي : خابر ياشيخ وععمل اكده والله مش كل يوم توصي نفس الوصيه معنساش والله..

حكيم : معلهش زيادة تأكيد... ودلوك يلا ياولاد يادوبك تلحقوا المغرب خلاص نص ساعه ويأذن.. الكراتين يابكر فيه اللي مكتوب عليها الوجبه لشخصين وفيه كراتين مكتوب عليها الوجبه لاربعه... والبيوت اللي عددها سكانها كتار زيدلهم،، الخير كتير ياولاد ولو حاجه نقصت عاودوا خدوا تاني...


واني البيوت اللي حوالينا دول هخلي الغفر يوزعولهم وانتوا هاتوا البلد من اخرها واعملوا حسابكم لغاية بيت فتيحه اخري فالتوزيع واخركم مفهوم؟


بكر : حاضر يابوي.. قالها واتحرك ركب العربيه وسخاوي زيه وراحوا يأدوا احلي طقس فرمضان واحب الاعمال على قلوبهم وهو المساعده في افطار صائم..


وزعوا الوجبات وزي وصية حكيم الغني قبل الفقير والغني كان ياخدها محبه وتقدير للشيخ، والفقير كان ياخدها بفرحة وهو شايف الكل عياخد مش بس هو، والبلد مفيهاش بيت من اول رمضان عال هم فطوره ولا سحوره بفضل الله ثم الشيخ حكيم...


خلصوا توزيع ورجعوا، وهما فالطريق بكر بص للعيال اللي عتلعب تحت النبقه فالوسعاية اللي قدام الجامع


عيلفوا ويغنوا وحوي ياوحوي، واللي يولع صاروخ والتاني من فوق فرع الشجره يزعق بعلو صوته قبل مالصاروخ يفرقع بثواني .. مدفع الافطااااار اضرااااب...


ومنهم اللي عيقلد صوت المؤذن ومفكر انها هتخيل علي الناس ويفطروا علي صوته..

واللي بيلعبوا الحجله واللي عامل روحه داكتور وكوقف كذا عيل قدامه وبيكشف عالعيال ويشوف مين الصايم منهم ومين الفاطر من لون لسانه وشد جلدة عقلة ايده لو وقفت يكون صايم ولو لا يكون فاطر

وافتكر بكر طفولته وشافها عتتعاد قدامه فالعيال دول ورجع بذاكرته لما كان هو وتميم وسخاوي وحتي تمره يلعبوا فنفس المكان بعد مايطلعوا من الجامع هما وباقي العيال من الدرس واللي مسميينه الطقليله ..،


وضحك وهو باصص للي عامل روحه داكتور والعيال اللي واقفه قدامه خايفه وافتكر خوفه من الكشف دا كيف كان وكتها وبرغم من انه كان يكون صايم،


الا انه كان يخاف من الاختبار دا احسن يطلعه فاطر والعيال تزفه وكأن اللي عيكشف عليهم دا داكتور بحق وحقيق ومعاه جهاز كشف الكدب.. لكنه ولا مره طلع من الفاطرين وكان اجتيازه الاختبار له سعادة تعادل فرحة العيد بالنسباله..



ولا لما كان يضروب البنات لما ميرضوش يلعبوة معاهم سيجه ويخرب لعبتهم ولما يصعبوا عليه يطلع يهزلهم النبقه وينقوا النبق ويشيلوه لبعد المفطر ويصالحوه بعدها والزعل يروح..

وخده الحنين لشقاوة زمان ووقف العربيه ونزل منها وراح علي العيال وهو مبتسم وشاور لعيل معاه علبة صواريخ واول مالواد جاله طلعله من جيبه عشرين جنيه وشاورله بيها وقاله... تبيعلي العلبه داي وتشتري غيرها.. الواد بص للعشرين بفرحة عشان ضعف تمن العلبه وخدها منه بسرعه ومدله العلبه وهو عيقوله:

موافق بس العلبه غايب منها صاروخ فرقعته لكني هديك علبة الكبريت موطرحه.. وخد منيه الفلوس واداله الصواريخ والكبريت وجري فرحان بصفقته الربحانه...

اما بكر فولع اول صاروخ ورماه وضحك وهو سامعه بيفرقع والعيال كلها بتضحك عليه عشان اول مره يشوفوا حد كبير بيفرقع صواريخ وفرحان بيها مش يعاركهم ويطير وراهم عشان صوت الصواريخ،

وولع التاني والتالت ويرميه ويجري مع العيال ويسد ودنه ويضحك بعد مايفرقع، وكل ديه شايفه سخاوي وعمال يضحك علي واد اخته الداكتور الشحط اللي عيلعب مع العيال بالصواريخ..

لكنه افتكر ايام زمان هو كمان ورجع بدماغه لورا عالكرسي وسرح فطفولته ودندن وهو واعي بكر عيجري ويتنطط...

ساعات باشتاق ليوم عشته وانا صغير.. لشكلي قبل مااتغير.. لايام فيها راحة البال عشان كنا ساعتها عياااال..

وابتسم بعد مااتنهد وفجأة الكل سمع صوت المدفع مع طقة الميكروفون بتاع الجامع وبمجرد مالعيال سمعوا المدفع ضرب، جريوا كل واحد على بيته وهما بيضحكوا بفرحه وبكر مراقبهم و بيضحك عليهم


وزعق سخاوي فبكر عشان يجيله وهو شايفه نسي الدنيا واللي فيها ورجع عيل صغير وسط العيال مش ناقص غير انه يجري معاهم وهو بيصرخ...


بكر جاله يضحك ونزل سخاوي من العربيه وراح فتح الشنطه وطلع بلح كان باقي من التوزيع وشال علب علي كد مااديه كفت،، وبكر شال زيه ودخلوا بيه الجامع، وادوه للناس تفطر عليه،

وهما جرحوا صيامهم ب٣ تمرا وراحوا اتوضوا هما الاتنين ورجعوا وقفوا فالصف وتميم قام الصلاة وصلوا المغرب جماعة..

وبعد ماخلصوا طلعوا سخاوي وبكر ركبوا العربيات وروحوا بيها..


اما تميم فرجع على رجليه للسرايا مع كل اللي كانوا بيصلوا،

وهما فالطريق قدام كل بيت تقريبا كانت فيه طرابيزه صغيره عليها نوع عصير وكبايات وطبق تمر او زلابيه وكل اللي مارر فالطريق صايم ومروح بجاموسته او بغنماته يحود يجرح صيامه بتمره وكباية عصير..


اما الحريم فاطول الشهر متعرفش مين طابخه ايه فبيتها وكل اللي تطبخ تودى لجيرانها من طبختها حتي لو كانت ايه والجيران يردولها الطبق مليان من اللي حداهم وتبص متلاقيش غير العيال رايحين رادين فالشارع بالصحون مليانه خير ..


وصل بكر وسخاوي وكان ابوهم لساه مخلص صلاة فالمندرة مع الرجاله اللي كانوا معاه بعد ماجرح صيامه بتلات تمرات وشربة ميه، والكل عمل زيه..


بصوا وشافو المائده مرصوصه بما شاء الله وحكيم اول حاجه عملها بعد مادعي الناس للقعاد والفطور، انه راح على بشندي وقعد جاره وابتدا يوكله بيده قبل ماهو ياكل...

وبعدها وصل تميم والناس اللي معاه والكل قعد علي المائده سواسيه الغني جار الفقير والكل عياكل من خير الشيخ حكيم اللي فعهدة لا حد اتظلم ولا حد جاع فيوم وكان خير الراعي المسئول عن رعيته وعمره ماقصر فيوم فحاجة كانت فمقدرته ابدا...


بكر مد يده ومسك كباية عصير ولسه هيقدمها على بوقه سمع صوت من وراه عيقوله : صوم مقبول ياداكتور..

بص وراه وشاف حماه عواد وقف علي حيله وسلم عليه وبعدها شدله الكرسي قعده وقربله الوكل وابتدوا يفطروا وسخاوي شايف المنظر وغمز لتميم وهو عيشاورله علي بكر وتميم ابتسم وبص لطبقه ولفطاره..


خلصت الناس وكل وابتدت تقوم وكبار السن منهم طلعوا قعدوا عالدكك بره الصوان بعد ماغسلو اديهم، والشباب منهم اللي راح يعمل شاي، ومنهم اللي ابتدا يلم فالمواعين، والوكل ويرجعوه للموطبخ عشان اللي ينفع يتاكل منه تاني عتاخده الناس المحتاجه معاها وهي مروحه للسحور بعد مايصلوا التراويح ويعاودوا لبيوتهم


حكيم بعد ماوكل بشندي بيده لحد ما شبع، وهو كمان شبع، سلت نفسه من وسط الناس ودخل السرايا وراح على مكان معلوم فالجنينه جار شجرة ياسمين موطرح المشتمل القديم، وابتسم وهو واعي جمارته قاعده فيه كيف عادتها مع كبايتين الشاى قدامها ومستنياه،

وبمجرد ماسمعت صوت خطاوي رجليه التفتتله بلهفه وشوق وابتسمت وهو بادلها الابتسام وقعد جارها واول حاجه عملها انه مسك يدها وقربها على خشمه حبها وهي همستله : عتوحشك قوي فشهر رمضان ياشيخي وبرغم اني عحبه لكني ععتب عليه عشان عيبعدك عني ويبعدني عنك، واشوفك تخاطيف..


حكيم بنبرة حنونه وهو عيغمر ايدها بين اديه : معلهش ياجمارة القلب ديه شهر عياجي زاير من السنه للسنه كيف الضيف ولازمن الضيف ياخد واجبه على اكمل وجه والا هيمشي ويبلغ رب العباد باننا بخلاء عبادة وطاعه.. يرضيكي شيخك يتوصف بالبخل ويتوصم بعار التقصير فحق ربه ياجمارة القلب؟


جماره : لا طبعا ياشيخ الكرم ميرضينيش ولا يليق عليك اصلا تكون غير صاحب كرم وجود في كل شي .. بس اعذرني على اشتياق قلبي اللي مليش عليه سلطان


حكيم وهو عيسيب يدها ويمشي يده على خدها بمحبه وبعدهت مسك كباية الشاي وابتدا يشرب منها وهو باصصلها ومبتسم وعيردد فى سرة... الهم لك الحمد الي ان يبلغ الحمد عنان السماء على نعمك التي انعمت علي من زينة الحياة الدنيا وخير متاع الدنيا...


وبعدها الاتنين شافوا بكر وهو داخل السرايا وجاي عليهم وجماره اتنهدت بغلب وهي مراقباه عيقربلهم وهمست :

معرفش مال حظك مع الفرح ياولدي مراضيش يتعدل ليه؟

حكيم : الظاهر انه ورث حظ ابوه فمرمطة العشق والحرمان ياجمارة.. بس ادعيله يكون اخر التعب جبر كيف ماحصل مع ابوه ويرتاح فؤادة ويهديه للي فيه الخير لقلبه وصلاح احواله..


جماره :دعياله فكل وكت وبين كل اذان واقامه براحة القلب والبال بس معارفاش ليه دعوتي ممستجاباش..


حكيم : كل حاجه وليها وكت وتدبير من ربك حتى الدعوة ياجماره...


قرب منهم بكر وميل على ابوه حب على راسه وميل حب على راس امه وقعد جارهم وجماره مسكت كبايه شايها مدتهاله، وهو خدها منها وخدله شفطه وهي مسدت على دراعه بمحبه وابتسمتله ابتسامه دافيه خلت بكر ميل دماغه وسندها على كتفها،

وهي اتنهدت وبيدها التانيه ابتدت تمسد على شعره وهو غمض عنيه براحه قطعها عليه ابوه وهو عيقوله : قوم يابارد من حضن مرتي معاك مره روحلها واتكي على كتافها براحتك..


بكر اتنهد ورد عليه وهو مغمض.. وهي فين مرتي دي ولا فين الراحه اللي عتاجي من تلاها.. مرتي من يوم ماشوفتها وحتى من قبل مااشوفها واني حالي متعوب بسببها ونسيت طعم الراحة. ...


حكيم : انت اللي تاعب حالك بحالك يابكر... انت عتجرح ومتعرفش تداوي..

مع انك داكتور واللي علمك الطب اكيد قالك ان الجرح لازمله تضميد وخياطه عشان يلم ويبرا...

وقالك كمان ان كام جرح فنفس المكان اخر جرح عيعقر وميرضاش فالاخر يلم لو مهما داويت فيه.. وانت جروحك فمليكه عقرت يابكر..


جماره بغيظ : بسك من الحديت ديه ياحكيم عاد بلا جروح بلا خياط.. منتاش شايف الواد وسامعه عيقولك متعوب!!!

ولا انت حابب تأنب فيه وخلاص؟

بصت لبكر واتكلمت بنبره حنونه:


روق بالك ياولدي وان كان على تعبك هيزول بعد ماتولد وتديك اللي ليك وتروح هي لحال سبيلها كيف مااتفقتوا.. والايام ووحده غيرها هينسوك مليكه وتعبها وايامها كمان..

خلصت جملتها ومع اخر حرف بكر فتح عنيه وبص بعيد وديق حواجبه ورفع راسه من فوق كتفها وبشفطتين شرب كباية الشاى ونزلها علي الطربيزه وقام مشي على السرايا من غير ولا كلمه..


حكيم فضل متابعه بعنيه واول مادخل السرايا بص لجماره وقالها بعتب : عتضريه بحديتك ديه ياجماره وتزيدي تعبه وخصوصا وانتي واعيه كد ايه روحه بقت متعلقه بمرته وفرحته وهو عيحكي على بته اللي جايه منها...


ليه عتخليه يحس كل شوية ان فيه حزن جايله فالطريق وتخلي قلبه يتخبط بين ضلوعه من الخوف... حسي بيه ياجماره دا العاشق المحروم عيتشوى على نار القهر شوي ...

واني عشان دايق اللي فيه ولدي حاسس بيه وشفقان عليه... بس الفرق ان اللي اني شوفته كان غصب عني لكن اللي فيه بكر كله من تحت ايده وبسبب كبره.. لكن تعددت الاسباب والعذاب واحد...


ولف بجسمه وبص لشباك اوضته القديمه وقالها... تعرفي لو الجماد عيتحدت ويشهد كان الشباك ديه شهد معاي وصدق علي حديتي دلوك وقالك كد ايه اتعذبت ايام وليالي واني باصصلك ومحروم منك كيف العطشان والميه قدام عنيه ومطايلهاش ..


جماره بصت للشباك وابتسمت وهي عتهمسله.. تعرف ان الشباك ديه شهد هو والاوضه اللي هو فيها علي احلي وامر لحظات عمري..


حكيم بنفس الهمس : وعمري اني كمان..

قالها ورجع بص لجماره وركز فعنيها اللي لمعوا وهي عتتطلعله وهب قام بسرعه وهملها بخطوات سريعه وهو عيقولها... التراويح يابوي والناس اللي لساها قاعده، وبشندي عوقت عليه، هروح اشوف اللي وراي بره واعاودلك قبل السحور بساعه كيف كل يوم...

علي معادنا ياجمارة القلب.. ومع اخر كلمه كان مبعد عنها المسافه الكافيه اللي تخليها تسكت مرغمه من بعد المسافه متردش عليه...


اما بكر فدخل السرايا بعد مااتنحنح وزينه مرت تميم سمحتله بالدخول، واول مادخل سلم على سته عيشه اللي كانت قاعده فالصاله وخدته بالحضن وسلم على خديجه مرت خاله اللي كانت مع مرت تميم جار السفره عيشيلوا لساهم فالوكل وسلم على خالته زبيده ..

وطلع بعدها علي اوضته فوق طلعله جلابيه وراح خدله دش وغير ونزل عشان صلاة العشا والتراويح..

وهو نازل عنيه دوروا عليها كيف مادوروا عليها وهو طالع لكنه برضو ملقهاش ولا لقي حتي تمره يسألها عليها...


كان هيطلع لكن شوقه ليها فالساعات القليله دول منعه وعاود وراح على اوضة تمره خبط عليها

مفيش ثواني وردت عليه تمره وقامت فتحتله وبص شاف مليكه متكيه على السرير وماسكه تليفونها...

دخل الاوضه وعينه عليها واول ما وصل قبالها سأل تمره... فطرت ياتمره زين ولا ملقتش اللي يغصبها عالوكل النهارده وجوعت ولدي؟


مليكه بصتله بطرف عينها ورجعت بصت لتليفونها وتمره ردت عليه قوام... له ياخوي امك قامت بالواجب وزياده وكبستها وكل كبس لما من ساعتها عتقول مقدراش اتنفس..


بكر هز دماغه برضى ورد عليها ... زين زين... طيب اني طالع، بتي عاوزاش حاجه اجيبهالها واني جاى؟

مليكه مردتش عليه وفضلت باصه لتليفونها وبكر قرب وقعد على السرير وخطف منها التليفون وقالها : لما اسأل تجاوبي....وطول ماعكلم بتي وبتي معتقدرش تتواصل معاي غير من خلالك واعرف احتيجاتها منك يبقي انتي مرغمه تردي غصب عنك.. ودلوك اخلصي بتي نفسها فأيه اجيلهولها واني جاي..


مليكه بصتله بغيظ وردت عليه بعصبيه مكتومه... برتقان يابكر.. بتك نفسها فالبرتقان دلوك..


بكر باستغراب : برتقان فالصيف!!! واني اجيبه من وين ديه دلوكيت وهو مش اوانه؟


مليكه : وهي الصغيره دي تعرف منين اوانه ومش اوانه هي طلبت وانت عليك تنفذ... او متنفذش براحتك انت اللي سألت وجبته لحالك عاد...


بكر رمالها التليفون وقام طلع وهو عيهمس لنفسه بصوت مسموع.. برتقان!!! برتقان كيف ومن وين؟


وبمجرد ماطلع تمره بصت لمليكه بعد ماردت الباب وقالتلها : هو راجل وهتهوسيه عليه العوض ومنه العوض فولد ابوي..


طلع بكر ولقي امه داخله السرايا رتح عليها بالخطوه السريعه وقالها :

امه مليكه عتتوحم عالبرتقان ومش اوانه دلوك اعمل ايه؟

جماره بابتسامه : متقلقش البرتقان مالي الفريزر مقشراه ومخزناه هطلعلها وتاكل برتقان هي وبت ولدي لما تشبع...

بكر ضحك بفرحه ومسك يد امه حبها وحب علي راسها وهو عيقولها : زبنا مايحرمني منك ياست الكل... تنسيش طيب تطلعي وتوديلها خليها تاكل قبل مانسافروا بكره

جماره : تقلقش هطلع واوديلها واديها اللي تاخده معاها كمان وهي مسافره..

بكر : ربنا مايحرمنا منك يارب ياغاليه. وهملها وطلع عشان يروح الجامع..


وبمجرد ما طلع فالجنينه لقي سخاوي داخل السرايا، عشان ياخد امه ومرته وعياله يعاودهم البيت وقاله بكر خليهم لبعد الصلاة سخاوي قاله عشان العيال عيناموا بدري وابوه بشندي كمان عينام بدري هيروحهم ويحصله عالجامع..


طلع بكر وراح علي الجامع هو وتميم واثناء ماهما ماشيين فالطريق تميم شاف شروده وقاله بابتسامه..


ياعيني عالحب لما يبهدل الابطال..

بكر بصله ومتكلمش واكتفي بتنهيده وتميم كمل بضحكه : ياااه كل ديه كاتمه فقلبك وساكت!!

اراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ

اما للهوى نهي عليك ولا امرُ؟


بكر سكت شوية وتميم كان فاكر انه مهيردش عليه وكان هيتابع كلامه، لكن بكر فاجئه وهو عيقوله :

بلى والله اني مشتاقُ وعندي لوعةُ

ولكن مثلي لا يذاع له سرُ

واذا الليل اضواني بسطت يد الهوىَ

واذللت دمعا من خلائقه الكبرُ


تكاد تضيئ النار بين جوانحى


اذا هي اذكتها الصبابة والفكرُ

معللتي بالوصل والموت دونه

اذا مت ظمآنا فلا نزل القَطَرُ


تميم بضحكه : يابووووي تعالا ياسخاوي شوف واد اختك وهو عيعترف بالعشق واللوعه والعطش وبت عواد مانعه عنيه المطر والميه..


بكر بحركه لا اراديه رفع اديه عشان يحطهم فجيوب بنطلونه كيف ما معتاد ونسي انه لابس جلابيه ولما انتبه مسك اديه فبعض ورا ضهره ورد على تميم :


مياجي سخاوي وغير سخاوي ويسمع مااصلا اني حبي لبت عواد مفضوح وعشقي ليها فايض من عيوني ومجرسني .. بس ايه الفايده وهي البعد منهاجها والعند راعيها ومشندله بيهم حال اخوك ياتميم لغاية ماحل بيه التعب ..


تميم : اخيرا يابكر آمنت بان العند شندله وتعب وان العنيد متعب!!! ، سبحانك ياربي يامن جعلت الترياق من ذات المرض... واخيرا بكر اتعلم بالعند ان العند تعب للقلوب...

بكر : بدال ماتشمت فيا دلني على طريق الراحه ولو مفيش دلني على طريق الصبر وين القاه؟


تميم : وليه تصبر وليه تدور على طرق مش معلومه وقدامك طريق معلوم واخره حدايق راحه طراحه وغنائه..

اتنازلها عن شويه من كبرك وانزل لمستوي قلبها وانت هتلاقي السعاده..

ياخوي قلوب الصبايا رقيقه كما الفراش بكلمة حلوة يطير ويعلي ولمسه قاسيه تتكسر جناحاته ويقع طريح الارض عاجز ومهزوم.. واني من واقع خبرتي ونظرتي للامور عقولك انك لو ضيعت مليكه هتخسر كتير..اتمسك بيها قبل فوات الاوان يابكر..


بكر : مش اخوك ياتميم اللي يطاطي لوحده ويتمسك بيها بعد ماقالتله مش عاوزاك ونهت كل حاجه بكلمه لو روحه فأيدها .. دا حتي اللي فبطنها استغنت عنه فسبيل انها تبعد عني..

ومن عنا استغني فنحن عنه اغني..


تميم هز دماغه بقلة حيله وهمسله بصوت مسموع... وهيستمر الصراع الاذلي بينكم بان مين يتنازل عن كرامته للتاني الاول، وانتوا الاتنين متلتحين فحبال عزة نفس كدابه هتخسركم كتير،، والطامه انكم مش لحالكم اللي دخلتوا فدايرة الخسارة..


له دانتو واخدين معاكم طفل صغير كل ذنبة انه هيتولد من اب وام عقلهم غير مكتمل النضوج...

يلا لكم الله هو اللي بيده الهداية وقادر يهديكم..

بكر أمن ورا تميم وكملوا الاتنين للجامع وأذن بكر المرادي العشا وهو اللي ام الناس وصلى بيهم بدال تميم وبعد ماخلصوا رجعوا للمندره فسهره شبابيه وهما قاعدين بص بكر على باب المندره وشاف منعم داخل عليهم وسلم وقعد معاهم وعينه طول الوقت مترفعتش علي بكر بالعكس كان قاعد يحكي مع الشباب اللي جاره ومتجاهله، وبالرغم ان المندره كانت مليانه شباب الا ان بكر مكنش سامع غير صوت منعم ومركز مع كلامه وعايز يشوف منعم اللي الكل عيشكر فيه وفعقله وتفكيره.. وكيف انه كان هيبقي انسب واحد لأخته لو وافق عليه وهو لا شهاده ولا تعليم،، وايه اللي الناس شايفاه فيه بالظبط


خلصت السهره وجات الساعه ٢ وكل واحد روح على بيته وبكر وتميم راحوا مع بعض عالسرايا وسخاوي روح بيتهم وابوهم اتوضي عشان يصلي التهجد وقالهم انه هيحصلهم بعد مايخلص..

دخلوا السرايا ولقوا تمره وزينه عيحضروا فالسحور كيف مامتعودين يتسحروا فالوكت ديه وكل واحد بعدها يروح لاوضته يقعد هبابه مع مرته قبل اذان الفجر..

خلصوا رص السحور وبصوا لقوا حكيم داخل من باب السرايا وراح طوالي قعد علي السفره وقوام قوام كله لقمتين وشبع وحمد ربه وقام راح علي اوضته وحصلته جماره بالشاى وبشوب ميه..

ووراهم قام تميم ومرته راحوا علي موطرحهم وتمره راحت على اوضتها مفضلش بس غير اللي نفسهم فقرب بعض لكن مابينهم سور مانع التلاقى اطول من سور الصين العظيم

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة