-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل العاشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل العاشر

 هب جمال يضم رأس أمه التى لم تملك غير البكاء تنعى به عمرها الذى اهلكته مع رجل مثل فرج ليتساءل سليمان: ليه يا أما رضيتى بكل ده؟؟


تنهدت تزفر بعضا من غليان صدرها: ومن امته الست فى بلدنا ليها تختار ..ياما روحت لجدك أقوله طلقنى منه يا أبا يقولى عيشى زى ما جوزك عاوز مفيش حاجة اسمها طلاق .


نزعت رأسها عن صدر جمال لتتساءل:مش الطلاق ده شرع ربنا؟؟ بيحرموه علينا ليه!! بيحكموا علينا نعيش ميتين بالحيا ليه؟؟


أعادها جمال لصدره: بزيادة يا أما..اللى انت عاوزاه هنعمله بس ماتعمليش فى نفسك كده

غامت عينى سليمان وهو يرى عويل القلب الذى تسكبه أمه.. كان يرى قسوته عليها ولم يعترض.. كان يرى ذبول زهرة عمرها ولم يساعدها.. كان يرى ويغمض عينيه عنها .. هو مذنب بقدر أبيه.


أخرجه جمال من شروده: شوف دكتور يا سليمان بسرعة


نظر لهما بفزع ليرى ارتخاء رأسها لينتفض يعدو للخارج وهى تجاهد لتتنفس ويحاول جمال أن يسطحها فوق الفراش لتتعلق بذراعه بلهفة:خليك جارى يا جمال

قبض على كفها المتمسك به وقبل بالاحتراق لرؤية ما تعانيه حتى يعود له سليمان .


لقد أمضى اغلب عمره يتمنى هذا القرب ورغم أنه يؤلمه الان لن يتخلى عنه، إن ظنت أمه أنها بحاجته فهو أشد حاجة منها.


علم سبب الصمت الطويل الذى طالما تساءل عنه ولم يرد بذهنه مطلقا مثل هذا الألم الذى نفضته أمه عن قلبها للتو.


قلبها!


لكم يتمنى أن تسكنه السكينة بعد طول العذاب.


***************


استرخى هلال بفراشه وهو يرفع كفه يتطلع للمحبس الفضى اللامع الذى يزين بنصره لتترأى له صورتها .. يشتاق صدره لخفقاته حين يراها .


ما الذى فعلته به هذه الفتاة؟؟

هل هذا هو العشق؟؟


سمع كثيراً أن العشق مؤلم فما باله يشعر بروعة لا توصف.


تذكر ما أخبرته به جدته.. كم هو مؤلم أن تقص هى عليه قصة عشق من عشقته لأخرى.


عاد بتركيز أفكاره لأمينة.. يعلم أنها لا تراه كما يراها.. ليتها تحيط بما يكنه لها.. ليتها تصل لنفس إحساسه بها.


إلتقط هاتفه ليطلب رقمها الذى يحتفظ به منذ تقصى اخبارها وينتظر أن تجيب بتوق ولهفة .

كاد الرنين أن ينقطع ليأتيه صوتها : السلام عليكم

انشقت شفتيه فورا عن فيض من سعادته ليجيب: عليكم السلام

تساءلت عن شخصيته ليقرر المراوغة:معجب


لتجيب دون تردد أو تفكير: يا حرااام


عض شفته ليكبت الضحكات التى تصارع لتنطلق وهو يتساءل: مش عارفة صوتى؟

لتجيب مجدداً دون تفكير : التنين طبعا عارفاك


أفرجت شفتيه عن تصارع الضحكات لتنطلق محلقة فتعترض: المفروض اخد رسوم على الضحك ده.. إيه يا عم هو انا أرجوز؟؟

هدأت نوبة ضحكه ليتساءل:عرفت رقمى منين؟

أجابت بتلقائية: مااحبش أعلن عن مصادرى.. انت عاوز إيه دلوقتي؟

أجاب بصدق: ولا حاجة كنت عاوز اسمع صوتك بس

احتل القلق صوتها ليصله مهتزا وهى تقول: استنى حد بيصرخ


اعتدل جالساً بترقب بينما سمع صوتها ضعيفا مع علو الصرخات التى تصله بوضوح ثم تعلو نبرة صوتها: مش فاهمة حاجة يا طنط مين مات؟

جاءه صوت فاطمة الصارخ: ستك يا أمينة.. ستك ماتت ماتت.


انتفض عن فراشه وهو يرجوها بلهفة: أمينة .. أمينة ردى عليا ..أمينة


وصل خارج غرفته ليركض إلى غرفة جدته ويقتحمها بفزع: الحاجة أمينة ماتت يا ستى ..انا ماشى


رفعت نعمة رأسها صوب الباب الذى انغلق بسرعة وقد كسى الألم تجاعيد وجهها الحزين بينما انطلق هلال مجددا ليجد أبيه بالبهو فيتحركا سويا .


تسللت قبضة خفية لصدره لتطبق على قلبه الذى يذهله رد فعله فى أى مما يتعلق بها وهو لازال يقبض على الهاتف أملا أن تعيد الإتصال به .


**************


بالكاد جلس أمام أرضه يلتقط أنفاسه الثائرة .. لم تعشقه يوماً؛ إنها كاذبة .


منذ تزوجها تكذب وتحاول أن تدفعه للرضوخ لسلطان العشق الذى سيهلكه إن تملك منه .


فرج علام لن يرضخ لامرأة وإن كانت أمينة!!

لن يصدق تلك المزاعم التى تطلقها لتتحكم به وتدفعه للوم نفسه على ما نالته منه.. هى تستحق.


ما كان لها أن تبكى ابن البحيرى.. لكنها فعلت فكان يجب أن تعاقب.. وهل العقاب بهين؟؟


لقد عاقب نفسه معها.. لم تكن جليلة سوى مسكن بدنى لتفريغ شهواته التى ستقوده للعفو عنها .

كان عليه أن يتزوج أخرى وأخرى .. ربما كان عليه أن يعاشر كل النساء فقط ليهرب من رغبته فيها.


كان عليه أن يدرك منذ رفعت جليلة من الخدمة أنها علمت بزواجه منها .. كان عليه أن يدرك حين يغادر غرفة جليلة بعد منتصف الليل أنها ليست غارقة فى أحلامها كما تدعى .


ممثلة بارعة وكاذبة بارعة أيضا.. وتريد منه الخضوع!!


يالها من حمقاء !!!


لا تدرك مع من تتعامل وممن تزوجت؛ هو فرج علام


ألقاه عقله خارج دائرته النرجسية مع صياح رجل يركض نحوه: الحقنا يا حج


وقف منتصبا بقوة حتى وقف الرجل أمامه ليبكى كالأطفال:الست أمينة ماتت يا حج


انقبضت ملامحه مع انقباض قلبه وهو يمسك الرجل يهزه بعنف: هى مين اللي ماتت يا مخبول انت؟؟

أكد الرجل بحزن: الحاجة أمينة يا حج.. ست الناس يا حج.


نفضه فرج بعيدا وساقيه تتحركان رغم عدم استيعاب عقله ورفضه هذا الجنون الذى صرخ به هذا الرجل .

ربما يقصد أمينة أخرى!!


لقد تركها منذ دقائق.. ستكون بخير.. سيكون هذا الرجل يهذى .. لن تتركه أمينة.. لن تفعل .


هى تحبه وستبقى معه، توقفت خطواته مرة أخرى وقد ثارت أفكاره تتصارع ودماءه تغلى


لا هى تكرهه، وفرت من انتقامه منها إلى الموت.


لا لم تفعل، عادت خطواته تتلاحق تطوى الأرض بقوة غير ملائمة لحالته المتخبطة وعقله وصل للصراخ..

لقد لحقت بمن كانت تبكيه؟

هل ردت انتقامها بهذه القسوة؟


**************


وصل هلال وعرفة لمنزل فرج علام الذى يصدر عنه عويل ينبئ بأحوال أهله، اخترق هلال المنزل فى لحظات وتبعه أبيه.. تلفت حوله بفزع يبحث عنها لكن لا أثر لها.. وقف كطفل تائه فقدته أمه فى زحام شديد.. ربت أبيه فوق كتفه: ماينفعش ندخل الدار دلوقتى يا هلال انت مش صغير .. يلا يا ابنى


سحبه من ذراعه نحو الخارج ليصطدم بهما مروان الذى يركض للداخل ليصيح: بتعملوا إيه هنا؟

أجاب عرفة بهدوء متغاضيا عن سوء أدبه: جدك فين؟؟

ابتعد عنهما مجيبا بفظاظة: مااعرفش وحاجة ماتهمكش.


عاد عرفة يجذب إبنه خارجا حتى صارا بالحديقة ليخرج هاتفه: انا هطلب الرجالة ونشوف هنعمل ايه وانت كلم وداد تعمل صنية على الغدا وروح شوف الفراشة علشان الرجالة اللى هتيجى تبقى بعيد عن أهل البيت .


تحرك عرفة مبتعدا ليتلفت هلال مجدداً عله يجد لها أثراً أو يرى لها طيفا ليضن عليه القدر ببعض السكينة التى هو بأمس الحاجة إليها.


***********


وقف جمال وسليمان وأولاده أمام جثمان الجدة الذى دثر بعناية ليفتح الباب ويدخل فرج الذى اتجه للفراش مباشرة ليرفع الدثار عن وجهها .


لم ير شحوبا الموت، كانت كما تركها وربما أجمل وأكثر صفاء واستكانة .. مد كفه يحل العصبة التى سحبت من أسفل ذقنها وعقدت أعلى رأسها وهو يناديها بلهفة: أمينة ..أمينة اصحى يا أمينة


اتجه نحوه مروان يجذبه للخلف: ستى ماتت يا جدى .

دفعه فرج للخلف: اخرس يا قليل الحيا.. بتقول على ستك كده قدامى؟


انضم لمروان أخيه جمال ليسحبا الجد للخلف فيتحدث سليمان: دعوتها وصلت للسما يا أبا وهتفضل طول عمرك تدفع تمن قهرتها.. انت قتلتها .. قتلتها لما نمت مع ضرتها فى فرشتها.. اتحملت منك كتير واهى راحت حاول ترتاح بعدها .


وغادر الغرفة مناديا زوجته: فاطنة.. يا فاطنة


أقبلت زوجته ليجذبها نحو غرفة أمه ويقول:قبل ما امى تتغسل ماتخليش قشاية ليها فى الأوضة دى ..لو تقدرى تشيلى ريحتها منها شيليها يا فاطنة.. علشان خاطرى ماتسبيش ليها شقة راس ولا منديل ولا حتى شبشب.


اومأت فاطمة وهى تتحرك ليتابع سليمان:ايدك معايا يا جمال امى هتتغسل فى اوضتى.


تحرك جمال وتبعه مهيب دون الحاجة لطلب ذلك بينما لازال فرج بين قبضتى حفيديه يرى جثمانها محمول بلا حول ولا قوة .


غادرت الغرفة فوق الأعناق وعينيه متعلقة بها وما إن اختفت عن عينيه حتى انتفض لينفض حفيديه عنه: اوعى انت وهو انتو اجننتوا!!


شمل الجميع بنظرة غاضبة وغادر فوراً وكأنه لم يكن يتجه إلى الإنهيار منذ لحظات .


*************


لم تكن فوضوية التفكير مطلقاً، يوم واجهت الموت للمرة الأولى كان فقدان والدتها الذى شق صدرها بنصل بلا شفرة لتقطر روحها أنينا خافتا لم يشعر به حتى أبيها الذى عانى من نفس الصدمة .. ذلك اليوم كانت تفكر بتنظيم شديد وتتحرك بتنظيم مبهر .


وكأن اليوم تعاد تفاصيله المؤلمة مرة أخرى.. سمعت نعى جدتها لتفقد تركيزها دقيقة واحدة ثم عاد لرأسها التنظيم والدقة وهى تنظر لترقب صديقاتها تعبيرها عن صدمتها لكنها لم تفعل.. دارت عينيها بينهن لتتساءل: بنات انتو لسه هنا؟؟كان المفروض تسافروا امبارح وانا اخرتكم كتير تقدروا ترجعوا القاهرة وانا هطمن عليكم


تقدمت منها مها وهى تراها تعود لنفس الحالة التى كانت عليها فى ذلك اليوم المؤلم الذى شاركتها تفاصيله بكل الوجع الذى نضحت به الساعات. امسكت ذراعها لتنظر نحوها بأعين فارغة:مها الشنط جاهزة؟؟

اومأت مها: حبيبتي خلينا معاك النهاردة.. تيتة أمينة غالية علينا كلنا.. يمكن لسه يادوب عارفينها بس روحها الجميلة دخلت قلوبنا كلنا.

هزت أمينة رأسها رفضاً: ماينفعش يا مها كلكم وراكم شغل متعطل لازم يخلص قبل الحد.. يلا حبيبتي ماتقلقيش عليا.


عادت مها نحو الفتيات ليتهامسن بخفوت فمن الأفضل أتباع ما تطلبه حالياً ثم يمكنهن العودة مساءاً لذا فى خلال دقائق كن جميعاً على الطريق ليمنحن أمينة فرصة للتنفيس عن أحزانها .


وقفت بعد مغادرة الفتيات وحيدة تماماً ..رفعت كفها لصدرها وبدأت تظهر عليها المعاناة لالتقاط الأنفاس.. اتجهت نحو الغرفة التى باتت فيها ليلتها تبحث عن البخاخ الخاص بها ..زاد شعورها بالإختناق لتنحنى للأمام تشهق بقوة لتجد كفا يسترخى فوق ظهرها وأخر يقدم لها البخاخ لتلتقطه فورا بينما يمسد هذا الكف ظهرها بمودة .


رفعت رأسها بعد لحظات لتجد مها: انت مصدقة انى ممكن اسيبك لحظة واحدة.. البنات كام ساعة وهيرجعوا.. إحنا اصحابك يا أمينة عمرنا ما نتخلى عنك .

دفعتها برفق نحو الخزانة لتساعدها فى تبديل ملابسها بأكثر ما تملكه حاليا يكن مناسبا لهذا الحدث السئ إن لم تملك رداء اسود فقلبها قد اتشح به بالفعل: يلا حبيبتي علشان نروح البيت الكبير.


تحركت أمينة وهى تشعر أن صدرها قد شق مجدداً وقد ظنت منذ أيام قليلة أن وجود الجدة سيكن عوضاً عن فقدانها أمها الغالية .


************


كان بالحديقة حين وصلت سيارة مها ليتوقع وجودها فيها ويتجه نحوها مباشرة.. ساعدته قامته الطويلة على خفة الحركة ليكن قرب السيارة قبل أن تتوقف.. لم ينتظر مغادرتها السيارة وانحنى فوق النافذة بقلق بالغ: أمينة عاملة إيه؟

نظرت له وهزت رأسها دون حديث ليتابع:وحدى الله يا أمينة

رددت بخفوت:لا إله إلا الله


فتح باب السيارة وافسح لها مجالاً لتغادرها ويسير بالقرب منها وصديقتها الصامتة وهو يرجوها: أمينة بلاش تدخلى جوه خليكى فى الجنينة

هزت رأسها رفضا: انا كويسة يا هلال ماتخافش

اسرع ليقف أمامها:متأكدة انك كويسة؟

نظرت أرضاً وتحدثت بتلقائية: لا يا هلال مش كويسة.. بس لازم أشوفها

تراجع هلال مضطراً أمام الانكسار الذى رفعت رأسها بعد لحظات كأنه لم يكن يتملكها .


جمعت فاطمة كل ما يخص أمينة من أغراض وحملتها لغرفتها يساعدها مهيب فى النقل بينما اختفى أخويه بلا تقديم مبرر .

لحظات وظهر مروان تتبعه امرأة ليقول: الدكتورة يا أما


تقدمت الطبيبة لتعيد فحص الجثمان وتؤكد الوفاة ثم تأمر بالشروع فى الغسل ..خرجت فاطمة الباكية لتجد زوجها يتقدم منها حاملاً كفن أمه لتلتقطه عن كفيه فوراً كأنها تعلم مقدار ثقله الذى يعجز سليمان نفسياً .


رأت أمينة تتقدم نحوها بثبات لتحمد الله على الدعم الذى ستقدمه لها .. أشارت لها لتتجه نحوها تصحبها مها ثم أغلقن الباب أمام الجميع.


لم يطل الوقت وتم الغسل ثم نودى لصلاة الجنازة وحمل الجثمان خارج المنزل بخطوات متسارعة عجز أصحابها عن التحكم في سرعتها وكأن الجثمان يهرب من المنزل أو يشتاق للمبيت بين أحضان الثرى ليكن خروجه ألما جديداً يزرع فى صدر ولديها.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة