-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر

 منذ فترة تحاول أمينة حث مها للتحدث عن سبب وجومها غير المبرر لها لكن مها لا تستجيب ولا تتفاعل بل يزيد شرودها، تشعر أمينة أن ثمة ما يدور بين مها ومهيب لكنها ليست معتادة على نسج المشاعر وتحويلها لقصص دون تصريح مؤكد وصديقتها أمامها شاردة واجمة تدفعها للظنون وترفض نفى أو تأكيد ما تشعر به.


فتح الباب عنوة واقتحمه أبيها بهيئة غير مريحة لتنتفضا معا خاصة مع حدته

_ أمينة قومى ألبسى هلال اتقبض عليه

نظرت له أمينة ولم تتحرك ليلتقى حاجبيه اعتراضا

_أمينة انت سمعانى؟

نفضت أفكارها بهزة بسيطة

_اتقبض عليه ازاى؟ عمل ايه يعنى مخالفة؟

وكزتها مها ترفض رؤيتها بهذا التيه

_هى المخالفة بيتقبض عليه بردو يا أمينة؟ قومى نشوف إيه الحكاية


نظرت لها أمينة وكأنها لا تعى ما قالته للتو لينتفض جمال مغادرا الغرفة بنفس الحدة التى اقتحمها بها

_ لا انا مش متحمل


نظرت أمينة فى أثره متعجبة الغضب الغريب تماما عن شيمه المعروفة لتربت مها فوق كفها فتتحرك عينيها نحوها ثم تنهض ببطء وتتجه لخزانة ملابسها بصمت مريب.


.....................


وقف هلال بقسم الشرطة أمام الضابط الذى يطالعه محتقرا ليغمض عينيه محاولا التركيز فى كيفية وصول تلك الأكياس لحقيبته؟ هو لم يغادر منزل جمال فمن ذا الذى دسها إليه!!

_ اتكلم احسن لك وقول مين بيوزع عليك البضاعة دى وانت بتوزعها فين؟

_ مش حاجتى مااعرفش عنها حاجة، اول مرة اشوفها لما طلعتوها من الشنطة

_ كلكم بتقولوا كده، خلاص انت حر الحرز موجود وانت قدامى، العربية بإسمك والشنطة بتاعتك وانت اللى فاتحتها بإيدك انا هحولك للنيابة.

_ انا عاوز محامى ده من حقى

_ طبعا من حقك وانصحك تشوف محامى شاطر


عاد يغمض عينيه فور إشارة من كف الضابط وهو يعلم أنها للجندى الذى سيقوده للحجز حيث عليه تحمل المزيد من القهر .


................


اندفع عرفة يغادر المنزل الذى وصله منذ قليل وتلحق به وداد

_ يا عرفة اقف رد عليا فى إيه؟

تابع عرفة هرولته حتى وصل لسيارته فتندفع مغلقة باب السيارة بأنفاس متلاحقة

_ مش هتتحرك غير لما اعرف ابنى ماله! هلال جرى له إيه يا عرفة؟

_ ولا حاجة سوء تفاهم وهو فى القسم هروح اشوف الحكاية إيه

_ سوء تفاهم مش هيخليك تجرى على ملأ وشك كده، حصل ايه يا عرفة؟


نبرة صوتها المنكسرة تذيب تحجر ملامحه الظاهرى لكنه مهما بلغ به الألم لن يفصح لها عن حقيقة ما حدث فهى لن تتحمل كارثة كتلك، عليه التعامل مع الأمر وحده لذا ربت فوق كفها بمودة

_ ماتخافيش يا وداد إن شاء الله هرجع وهلال معايا

تنحت جانبا ليستقل سيارته وينطلق بإندفاع أكد لها كذب مزاعمه .


....................


اقتحم مروان مكتب فرج الذى يجلس منتظرا كل جديد، تهلل ملامحه واضح لكن ليس فرج من يندفع وراء المشاعر الظاهرة لذا لزم تحكمه ليجلس أمامه منتفخ الصدر

_ خلاص يا جدى، ابن البحيرى اتقبض عليه وبالكمية اللى اتمسكت معاه فيها على الأقل تأبيدة، لا هو هيطول أمينة ولا عيلة البحيرى رجلها هتهوب المجلس مرة تانية ده إذا قامت لهم قومة بعد مصيبة ابن كبيرهم.


حافظ فرج على ثبات قسماته بنفس القوة لكن عينيه فضحت شماتته وعبرت عن انفعالاته، دار كفه يمسد رأس عصاه أيضاً ليتأكد مروان من سعادته لهذه البشرى التى زفها إليه، كلاهما حصل على مبتغاه رغم التكلفة العالية التى أنفقت لإتمام هذه الخطة

_ اهى كده أمينة هتكرهه لكن لو كنا قتلناه كانت اتعلقت بيه ده مع احتمال أنه ينجى من الموت، أما المصيبة دى مفيش منها نجاة هو غرق وأحنا اخدنا كل اللى يهمنا، لما الخبر يملأ البلد لازم تبان زعلان عليه ومش مصدق اوعى يا مروان فرحتك تبان وتضيع مننا كل حاجة

_ ماتقلقش يا جدى ده انا يمكن اخد زيارة وأروح له واجب بردو ما هو لحد دلوقتي نسيب عمى


انشقت شفتى فرج عن ابتسامة تزيد من إظهار شماتته وتعبر عن احقاده الداخلية التى يرى أنه محق فيها.


....................


دفعه الجندى لداخل الاحتجاز فلم يتأثر بدفعته كثيرا، انحنت قامته وأفكاره تقوده إلى أمينة، هل ستصدق أنه أقدم على هذه الفعلة؟

هل ستدعمه؟ تصدقه؟ تنظر إلى عينيه؟


اتجه نحو أريكة خشبية ليجلس بصمت بينما ينهض أحد المحتجزين ويقترب منه

_ اهلا بالوارد الجديد، الاخ شكله مش لايق على التخشيبة، انت جاى فى إيه لامؤخذة؟

_سبنى فى حالى انا مش ناقصك

_ما تفكها يا عم ده انت لسه على اول الطريق

تعالت ضحكات المحتجزين ليعلق أحدهم

_ سيبه شكله اول مرة

ربت الرجل فوق كتفه محذرا

_ اول مرة ولا اخر مرة المهم اطلع بالدخان

_ مابدخنش

_ بسيطة اطلع بتمنه

استقام هلال ليشعر الرجل بفارق البنية الجسدية بينهما فترتعش نظراته لوهلة واحسنت عينى هلال التقاط ذلك فزاد من تجهم ملامحه فهو لن يكون ضحية لهؤلاء

_ قولت مابدخنش يبقى تلزم حدك وترجع مكانك من سكات


ظل الرجل ينظر له وعينى هلال تتحديانه أن يقدم على اى تصرف متهور فيمكنه زرع كل هذا الغضب المستعر بداخله فوق ملامح هذا المتعدى لكنه آثر التراجع وشجعه على ذلك أحد رفاقه وهو يسحبه للخلف هامسا بما يحفظ ماء وجهه

_ خلينا بعيد شكله مسنود جامد.


تراجع عنه الجميع ليجلس مرة أخرى منتظرا وصول أمينة ففى الساعات القادمة ستتكشف صورة حياته القادمة.


.....................


وصل جمال للقسم بصحبة أخيه وأمينة ومها التى أصرت على صحبتها رغم رفض جمال تواجدها بلا سبب قهرى فى ذلك المحيط.


تقدم جمال وسليمان الذى تساءل وقد تملكت منه الحيرة والفزع

_ المحامى ماجاش يا جمال! رن عليه تانى

أخرج جمال هاتفه وطلب المحامى مجددا والذى أكد له أنه على بعد دقائق من الوصول لينتظر جميعهم وصوله .


وصل المحامى ليتجه نحوه جمال فورا

_ إحنا مااتحركناش ومش عارفين هلال فين

_ أهدى يا بشمهندس هنعرف كل حاجة حالا


واتجه من فوره لمكتب الضابط مستعلما عن سبب احتجاز هلال والذى كان صدمة تصرخ بقسمات الجميع عدا جمال نفسه الذى عبر عن غضبه فقط

_ وهو فين دلوقتي؟

_فى الحجز وهيتعرض على النيابة فى المسائى

_ ممكن اطلع على محضر الضبط

_ اتفضل يا متر

تناول المحامى الملف الذى وضعه الضابط أمامه وبدأ يطالع أوراقه بتركيز دون أن تبد ملامحه اى انفعالات واضحة.

تلفتت أمينة حولها ثم سألت الضابط مجددا وكأن أذنيها ترفضا سماع ما قيل

_ هو هلال متهم بإيه؟

_تانى! قولت اتمسك معاه كيسين بودرة يعنى قضية اتجار فى مواد مخدرة


بهتت أمينة مما قاله ليخيم عليها الصمت بينما مر الوقت بطيئا حتى ترك المحامى الملف وعاد يتساءل

_ تسمح لى اشوف المتهم واتكلم معاه؟


تنهد الضابط بضيق وهو يشير للجندى


_ هاته يا عسكرى اما نشوف اخرتها.


اندفع عرفة لغرفة الضابط ليتضح للجميع تخبطه وصراعه الداخلى

_ انت مين؟

_ عرفة البحيري


نظر له الضابط محاولا جمع شتات تركيزه

_ هلال عرفة البحيرى، ابن عرفة البحيرى عضو المجلس! ده الحكاية احلوت اوى، الحصانة نفعاكم طبعا بس للاسف الباشا الصغير اتهور ومشى من غير الحصانة


زادت كلمات الضابط من إظهار وقع الصدمة على ملامح عرفة وقبل أن يستوعب ما يلقى به خلف كلماته نهره جمال

_ من فضلك بلاش تبنى احكام وأوهام من غير بينة، المتهم برئ حتى تثبت إدانته، وانت لسه ماثبتش أن هلال متهم. يبقى مفيش داعي تلقح بالكلام


انتفض الضابط يضرب مكتبه متوعدا

_ الزم حدك يا اخ انت فى مكتبى وانا إنسانية منى بقابلكم واسمح لكم تشوفوا المتهم


وقف المحامى أمامه ليوقف اندفاع كلماته التى لا أساس لها

_ لا انت مجبر تسمح لهلال يقابل المحامى بتاعه وانا المحامى بتاعه ومش من حقك تتهم سيادة النائب باستخدام سلطته النيابية واستغلال الحصانة فى التهريب انا ممكن ارفع عليك حالا قضية. انت ليك المتهم اللى قبضت عليه ولم تثبت إدانته بعد يبقى تعامله هو وكل الناس معاملة محترمة


صمت الضابط وقد أدرك أن هذا المحامى لن يتملقه ولن يقدم على أية تنازل عن كامل الحقوق القانونية لذا عاد للجلوس مع دخول هلال بصحبة الجندى ليتوجه هلال فورا نحو أمينة

_ انا برئ يا أمينة الحاجة دى مااعرفش عنها حاجة واول مرة اشوفها

جذبه والده نحوه

_ البودرة دى جت فى شنطتك ازاى؟


انفعل هلال مع صمت أمينة الذى وتره

_ مااعرفش يا أبا مااعرفش


ربت جمال فوق كتفه

_ أهدى يا هلال

_ أهدى ازاى بس يا عمى وانا حياتى بتضيع قدام عيني

_ للاسف كل الإجراءات بتاعتهم سليمة، فى حد قدم بلاغ أن هلال معاه هيروين وقدم ارقام عربيته يعنى واخدين إذن نيابة وكانوا مستنينه. انت ليك اعداء يا هلال؟


دهشة خيمت على الجميع ومنهم هلال نفسه بينما لم يكن جمال تحت سيطرتها

_ اطلب تحليل الحرز يا متر

_ هو هيتحلل فى كل الأحوال بس سكة الطب الشرعي دى ماليش فيها يابشمهندس.


وقبل أن يعترض اى منهم ارتفع صوت الضابط

_ كفاية كده، اسحبه يا عسكرى


جذب الجندى ذراع هلال نحوه لتتبعه أمينة

_ انا مصدقاك يا هلال


دار على عقبيه بلهفة يستطلع تأكيد ما نطقه لسانها لتؤكد له بإيمائة من رأسها أنها تصدق براءته، جذبه الجندى مرة أخرى دون أن ينزع عينيه عن محياها وابتسامته تؤكد لها أن تصديقها براءته كان أكبر مخاوفه .


غاب عن أنظارهم لتعود إلى المحامى الذى لازال بصحبة الجميع مؤكدة بإنفعال شديد

_ أنا واثقة إن هلال برئ، اعمل اى حاجة يا استاذ شوف حل تخرجه من هنا، هلال ماينفعش يفضل هنا.

_ يا آنسة مفيش حاجة فى ايدينا إحنا هنطلع دلوقتى على النيابة وهو هيترحل على هناك مادام هيتعرض مسائى، انا مش فاهم إيه الحبكة والسرعة اللى فى القضية دى!! انتو متأكدين مالوش أعداء؟؟

_ هلال كل الناس بتحبه وعمره ما اتسبب فى أذية حد مين هيعاديه وليه؟


صمت حلق على الرؤوس بعد طرح عرفة تساؤله الذى يخشى الجميع الإجابة عليه حتى عرفة نفسه لأنه يثق أن صحة شكوكه ستجرح قلب ابنه الوحيد. زفرة حارة فرت من شفتى جمال تبعه تأكيد مريب

_ ماتخافش يا عرفة هلال هيخرج منها لأنه فعلا برئ


................


وقف هلال أمام وكيل النيابة الذى اطلع على الأوراق مرة أخرى وعاد ينظر نحوه

_ انت مصر على إنكار حيازتك للمواد المخدرة يا هلال

_ الحاجة دى مش بتاعتى مااعرفش وصلت شنطتى ازاى

_ اظن واضح من البلاغ والإجراءات المسبقة للقبض على موكلى أنها قضية بدافع الانتقام لسبب مجهول علشان كده بعيد طلبى بسرعة تحليل الحرز الذى تم العثور عليه مع موكلى

عاد وكيل النيابة ينظر لها دون إبداء رد فعل ثم نظر نحو مساعده

_ يحبس المتهم على ذمة التحقيق ويعرض علينا فور وصول تقرير الطبيب الشرعي


نهض المحامى ليعلم هلال أن هذا القرار هو أقصى ما يمكن الحصول عليه اليوم فينكس رأسه كمدا ويستسلم للجندى الذى يسحبه للخارج.


غادر الغرفة لينتفض الجميع لكن مع سحبه مجددا بهذه الهيئة لم يقو اى منهم على التساؤل حتى ظهر المحامى مقتربا منهم

_ اتحبس لحد ما يوصل تقرير الطبيب الشرعي، كل عشمنا دلوقتى أن النتيجة تيجى لصالحه وإن كنت أشك أن حد يحبك تهمة جنائية بالشكل ده ويحط حاجة غير المخدرات.

_ يعنى إيه؟ هلال هيبات مع المجرمين؟ لا لازم تشوفوا حل


أنفعالها الشديد مع صمت الجميع دفعها لسرعة الركض لتلحق بها مها ومهيب الذى وصل منذ قليل بينما ارتمى عرفة فوق المقعد لكنه رفع رأسه مع تساؤل سليمان

_ والتقرير ده ياخد وقت كتير؟

_ كتير ولا شوية المهم أن ابنى مرمى فى الحجز وانا مش عارف اعمله حاجة

نظر له المحامى واخفض نبرة صوته

_ كل حاجة هنا يا حج ماشية بالفلوس، شوف سكة مع الامناء والعساكر علشان محدش يتعرض له خصوصا فى قضية متفبركة يعنى فى حد عاوز يأذيه واللى قدر يوصله برة اكيد هيوصل له فى الحبس وكمان دخلوا له اكل ومية نضيفة ابنكم شكله مش وش بهدلة.انا راجع مكتبى يا بشمهندس واى جديد كلمنى فورا.


ابتعد بهدوء ليسود الصمت مرة أخرى لكن جمال قطعه أيضا مبتعدا عنهما فى محاولة للبحث عن مخرج من هذه الورطة، هو لن يقدم على رشوة أحدهم ويثق أن عرفة لن يفعل.


...................


بمجرد أن أبتعد جمال جاهد عرفة نفسه وجمع شتات أمره واستقام مستعيدا بعض من توازنه ليقترب من الباب ويطلب من الجندى إدخاله لوكيل النيابة مقدما له بطاقته. سمح له بالدخول ليتقدم برأس مرفوع ليجد ذلك الضابط يجلس وينظر له بحدة

_ انت عرفة البحيرى عضو المجلس؟

_ ايوه يا سيادة الوكيل ووالد هلال المتهم اللى لسه خارج من عندك


نظرا له سويا يتعجبا تلك الثقة التى يتحدث بها، تشابكت اصابع وكيل النيابة ليرخى رأسه متابعا التطلع له

_ انا كنت بتابعك على فكرة، كنت معجب بالاستجوابات والمواقف اللى بتاخدها.

_ ده حق الناس عليا مش فضل منى


اسكته رد عرفة الذى يسمعه لأول مرة من رجل بهذه السلطة بعيدا عن اضواء الكاميرات لكنه اسرع ينحى مشاعره الخاصة التى تفرض عليه الإعجاب بهذا الشخص وهو يستعيد شخصيته العملية

_ إيه طلباتك؟

_ انا مش طالب حاجة غير تطبيق القانون اللى بيحمى كل الناس حتى المذنبين منهم وإن كان ابنى غير مذنب فلحد ما نثبت براءته عاوز اضمن أمانه من الناس اللى فى الحجز ومن قوات الشرطة خارج الحجز.


كلمات هذا الرجل لا تساعد رئيس النيابة على التركيز وتسحبه نحو الإعجاب به وبقوته وحسن تصرفه، يثق أن شخصا آخر بهذا الوضع لسارع لطلب المساندة من جميع القيادات بلا تفرقة، اتجهت عينيه بتلقائية نحو الضابط الذى يحاول طمر الحدة بملامحه

_ انا هعمل كل اللى اقدر عليه وابنك هيكون بأمان جوه الحجز وبرة وكمان هستعجل تقرير الطبيب الشرعي

_ متشكر جدا، عن أذنك


وغادر بنفس القوة التى دخل بها وما إن اغلق الباب حتى نظر وكيل النيابة إلى الضابط وقد فطن أنه قد تجاوز حدود سلطته القانونية

_ جميل أن يكون فى بلدنا ناس لسه نضيفة، بلاش نحط الكل فى سلة الفساد يا حضرة الضابط.


................


وقفت أمينة أمام الباب الذى اغلفه الجندى تنظر عبر قضبانه إلى هلال الذى لم يلحظ اتباعها له واتجه إلى أحد الأركان وجلس صامتا مغلقا عينيه، شعرت بألم لرؤيته بهذا الضعف بينما جذبها مهيب للخلف

_ مايصحش تقفى هنا يا أمينة

نظرت له مستنكرة

_ ليه؟ لو خايف على نفسك ابعد وسبنى لوحدى


لم يغضب مهيب فهو يشعر بما تمر به من توتر وتخبط لكنه وضح رؤيته بهدوء

_ لا خايف على هلال، انا افديكى بروحى يا أمينة دا انت من دمى، الناس اللى جوه دول أغلبهم مجرمين ولو حد لمحك وقال تعليق مش تمام هلال مش هيسكت ومهما يكون هلال عمره ما يقدر على العالم دى

_ مهيب عنده حق يا امينة، تعالى نبعد عن الباب وهلال هيخرج إن شاء الله


نكست رأسها وتبعت مها التى تعيدها للخلف سامحة للعقل بتقيد اندفاع مشاعرها الذي لا تعلم اين سيقودها مع هذا الحبيس.


................


عاد جمال ليجد عرفة يغادر غرفة التحقيق ليتقدم نحوه فورا

_ انا بعت اجيب اكل لهلال و بزيادة الناس اللى فى الحجز لما ياكلوا من خيره هيكفوه شرهم.

_ وانا اخدت وعد من وكيل النيابة محدش يتعرض له، وقال كمان هيستعجل تقرير الطبيب الشرعي.


صمت الجميع وجميعهم عاجز عن المساعدة أو المغادرة.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة