-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون (الأخير)

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والثلاثون (الأخير) من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون (الأخير)

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون (الأخير)

 مر عدة أشهر نجح خلالها هلال بإقصاء كل مخاوف أمينة سواء المتعلقة بعلاقتهما أو التابعة لتعرضها للتعدى وأصبحت الحياة تسير بسلاسة أكثر وانتظم كل منهما في عمله لكن مؤخرا تعانى أمينة من أول وعكة صحية شديدة منذ زواجها ليرى هلال من خلال تعاملها مع الأدوية والجرعات كم عانت في حياتها القصيرة.


تم تحديد موعد لزفاف مهيب وجمال بنفس اليوم وبدأت الإعدادات للزفاف الوشيك لتشعر أمينة بالتقصير نتيجة تلك الوعكة الصحية رغم أن صديقتها ملمة بحالتها بشكل كامل .


عاد هلال للمنزل مساءا فى الموعد المحدد لجرعة أمينة والتى تحقن نفسها بها حقن وريدى بطئ، رفعت عينيها فور دخوله ليقترب فوراً

_ اتأخرت عليكى معلش

_ ماتخافش يا هلال انا متعودة على كده


تلك النبرة المكتومة التى تعبر عن سوء حالة صدرها وعدم تمكنها من التنفس تؤلمه بشدة .

أنهت جرعتها لينظف هو الفوضى حولها بسرعة

_ ارتاحى يا أمينة وانا هجهز الأكل

_ مش جعانة يا هلال

_ مفيش الكلام ده المفروض تاكلى قبل المضاد الحيوي انا بردو شايف جرام مرتين كتير اوى


ابتسمت بشحوب زاد مع صعوبة التنفس التى تزداد بينما اتجه للخزانة لتبديل ملابسه، انتبه لصوت تنفسها العالى لينظر نحوها فيفزع لما يراه من تلاحق أنفاسها وشعورها بالاختناق مع ألم بالصدر نبأ به ضغطها فوق صدرها


_ مالك يا أمينة؟


اسرع يقدم لها البخاخ الذى لم يفد نهائيا ولم تهدأ أنفاسها بل ازدادت توترا وهى تتمسك به


_ ودينى الصيدلية المضاد عمل لى حساسية محتاجة تركيبة مضاد حساسية


بالكاد استمع لصوتها ليحملها فورا إلى الخارج ، يعلم مدى حساسيتها لرؤيتها بهذا الضعف لذا أتجه للدرج الخارجى بعيدا عن أنظار أهل المنزل .


فى خلال دقائق كان يتجه للمشفى فهو لا يثق سوى بالأطباء.

لم تقو على السير ورفض استخدام المقعد المتحرك ليحملها نحو الطوارئ ويلحق به طبيب وممرضة


_ مالها حصل إيه؟

_ اخدت حقنة مضاد حيوي بس كانت واخدة امبارح وعاملة اختبار حساسية.

_ طيب معلش اهدا اوقات الجسم بيعمل رد فعل غير طبيعي مع الأدوية ، عارف اسم الحقنة؟

_ هى عندها ربو . ايوه معايا الروشتة


أمر الطبيب لها بتركيبة دوائية فورا وجلسة تنفس لتهدئة حالة الرئتين مع دخول مهيب الفزع


_ فى إيه يا هلال؟

_ انت عرفت منين؟


_ سلمى شافتكم فى العربية وهى مروحة كلمت جمال وهو كلمنى لأنه فى القاهرة


_ الحمدلله خير .


بدأت أنفاسها تهدأ لتغمض عينيها فيهزها هلال


_ أمينة مالك؟

_ كويسة يا هلال باخد نفسى

_ خليها ترتاح يا هلال بلاش كلام


مر نصف ساعة تقريبا قبل أن يعود الطبيب للغرفة متفقدا تحسن حالتها


_ حاسة انك قادرة تتنفسى ولا تاخدى جلسة تانية؟

_ لا احسن

_ لاحظتى بقع حمراء أو كدمات أو حكة قبل ما تيجى

_ مالحقتش يا دكتور


حدة هلال لم توقف تساؤلات الطبيب الذى ابتسم وأشار لوجهها


_ وشك احمر كده طبيعى ولا تأثير الحقنة ؟


تخصر هلال ونظر نحو الطبيب بعدائية واضحة ليقترب مهيب ويقف بينهما وهو يدفع الطبيب برفق خارج الغرفة مع ملاحظة أمينة لما يحدث


_ لا هى كده طبيعى

_ هلال انا دايخة اسندنى


اتجه نحوها بفزع متناسيا شعوره بالغيرة ليحاول الطبيب العودة للداخل


_ دايخة نقيس الضغط يمكن...


دفعه مهيب بحدة قليلاً


_ مايمكنش يا دكتور وهى مش دايخة هى بتبعده عنك

_ ليه حق يغير عليها طبعا. انتو أخواتها؟


رأى مهيب السبب وراء غيرة هلال فليس صعبا على أي رجل رؤية نظرة إعجاب بعينى اخر خاصة إن خص بها أنثاه ليعلن قلبه حاله استنفار قصوى ويعلن بدنه تأهب للشجار فورا


_ انا أبن عمها وهو جوزها

_ جوزها!! اسف عن اذنك


فر فورا ليتنهد مهيب بغيظ ويعود للغرفة فكان هلال يجلس وأمينة كما كانت جالسة لكن رأسها استرخى فوق كتفه


_ مهيب شوف الممرضة


دخلت الفتاة الغرفة تبتسم بمودة


_ حمدالله على السلامة، الدكتور بيقول لحضرتك بكرة تعمل اختبار حساسية تانى لو مفيش تورم أو حكة تاخد الحقنة عادى فى حاجة ارجعوا للدكتور بتاعها يغير المادة الفعالة

_ متشكر تسمحى تشوفى الحساب علشان نروح

_ ايوه دقيقة واحدة.


مرت عدة أيام تحسنت خلالها حالة أمينة بشكل جيد كما أصبح الزفاف قاب قوسين ووصلت مها برفقة جمال الذى قرر العودة لموطنه ومساعدة أخيه في رعاية أبيه الذى طال مرضه وساءت حالته ولا يستطيع الأطباء مساعدته.


فى ليلة الزفاف لم يتوقف مهيب عن الرقص والاحتفال لحظة واحدة رغم أن هذا اصابه بإرهاق واضح لكنه يرفض أن يرى عينيها تحمل حزنا فرغم أنه ودون علمها زار أبيها وأمها إلا أنها وحيدة ولم يفكر أي منهما في مشاركتها الاحتفال أو حتى التأكد من كونه زوجا صالحا لها.


لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لسلمى فهى أيضا وحدها بينما يهتم عمها وزوجته بأفراد العائلة والضيوف لتظل طيلة الحفل وحدها إلا من اقتراب فاطمة أو أمينة.


انتهى الحفل وصحب كل منهما عروسه عازما على طى صفحة الماضى من حياتها وتكوين أسرة لها خاصة بها يكون هو عمودها الفقرى.


مر يومين والأمور تسير على ما يرام لتأتى جلدة من الماضى تعيد فتح الجروح وتعيد الألم للقلوب.


ركضت مها إلى الإتجاه المعاكس لوقوف مهيب الذى لا تحمل نظراته سوى العبث المحمل بشغفه بها


_ هو إحنا كل يوم هناخد اللفة دى؟ مها تعالى هنا واسمعى كلام جوزك

_ لا مش جاية ومش هتعرف تمسكنى النهاردة

_ ما انت كل يوم بتقولى كده وبمسكك بردو

_ كل يوم إيه انت صدقت نفسك؟ إحنا متجوزين أول امبارح اصلا


قاطعه رنين هاتفه لينظر نحو الطاولة بغضب بينما وقفت تضحك على انفعاله


_ انا حد باصص لى فى الجوازة دى .. ايوه مين؟

_ ايوه انا خير يا فندم؟

_ مروان اخويا!! ازاى وامته؟ طيب حاضر نص ساعة واكون عند حضرتك.

_ لا ماتكلمش حد انا هبلغهم بمعرفتى


أنهى المحادثة بشرود أثر فيها بشكل كبير لتقترب منه بقلق


_ في ايه يا مهيب؟

_ مروان مات


شهقت بفزع وهى تكمم فمها بكفيها معا بينما تابع دون أن تسأله


_ لقيوه مقتول فى شقة في الجلاء


هرولت نحوه بلا تردد لتجذبه إلى صدرها تحيطه بخوف فيربت فوق رأسها برفق طالبا منها تحريره فعليه المغادرة فورا.


توجه مهيب إلى مديرية الأمن ليتعرف على تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة أخيه ولم يكن حادثاً بل قتل متعمد فقد قامت إحدى الفتيات بدس السم في طعامه لتهربه من الزواج بها بعد أن حملت منه سفاحا وأجبرها على الإجهاض بالتحايل لتوهمه بتخطى الأمر وتعده بليلة حافلة بكل ما يعشق وبدأت الليلة بطعامها المسموم وتركته بتلك الشقة بعد أن تأكدت من موته حتى أعلن جثمانه عن وجوده وطلب الجيران النجدة ليتم كسر الباب .

وقف مهيب أمام الفتاة التى ألقى القبض عليها فلم يرجف لها جفن و نظرت له بقوة


_ انا مش ندمانة انى قتلت اخوك هو كان يستاهل القتل وانا استاهل الموت .


وغادرت مسلمة قيادتها للجندى الذى يجذبها نحو غرفة الاحتجاز.


...............


دخلت مها لمنزل سليمان فقد قررت دعمه وإن لم يطلبه منها، كانت ترتدى الملابس السوداء ليفزع الجميع لرؤيتها بهذا التوقيت وهذه الملابس

هرعت إليها فاطمة


_ مها!! فى إيه يا بنتى إيه خرجك وانت عروسة؟ ولابسة اسود ليه؟


نظرت مها أرضا وعجزت عن نقل الخبر إلى هذه الأم التى احتضنت ألمها سابقآ رغم أنها دربت نفسها خلال الطريق لكن الفعل أصعب من التخيل بمراحل لا يمكنها تجاوزها


_ جوزك فين يا بنتى؟


نظرت نحو سليمان الذى يتساءل بترقب يحمل مخاوفه


_ راح مديرية الأمن يا عمى

_ ما تكلمى يا مها وقعتى قلوبنا


لم تغضب من نهرة جمال فهى تحترمه أكثر من أبيها وله مكانة خاصة بقلبها لكنها عادت تنظر أرضا


_ مروان


صرخت فاطمة لتهرول نحوها وتضمها بفزع بينما ترنح سليمان فقد كان يخشى أن يساق له هذا الخبر بعد كل أفعال مروان المخزية ، اسرع جمال يحيط أخيه مؤازرا


_ وحد الله يا سليمان . تعالى اقعد


بدأت جمل المواساة تحيط بهما ولم يشعر أحد بذلك الاحتراق الذى نشب بصدر فرج الذى يسمع ويعجز حتى عن التآوه ألما.


.....................


جلست أمينة مسترخية فوق أحد المقاعد بغرفة نومها تطالع مواقع التواصل بعد العودة من عملها وهى تنتظر عودة هلال الذى دخل الغرفة مسرعاً


_ قاعدة كده ليه يا امينة؟

_ حبيبي الأكل قرب يجهز غير هدومك وتعالى اقعد معايا شوية


قطب جبينه بدهشة لقد أخبرته أمه أنها اعلمتها بنفسها بموت ابن عمها فور عودتها وهاتفته مها وأخبرته أنها هاتفها واخبرتها أيضاً


_ أمينة انت مش هتروحى دفنة ابن عمك؟

_ لا مش هروح


أجابت فورا بلا لحظة تفكير واحدة ليقترب ويجلس بالقرب منها


_ ده مهما يكون ابن عمك يا أمينة

_ وانا ماكنتش بنت عمه لما أدى نفسه الحق يحتجزنى ويمد أيده عليا؟ ماكنتش بنت عمه لما حاول ينهش فيا؟ ماكنتش بنت عمه لما فزعنى وخوفنى من اكتر يوم كنت بحلم بيه؟ زى ما هو ماعملش اعتبار للدم انا مش هعمل والبادى اظلم


تحدثها بهذا الانفعال أخبره أنها لم تتجاوز اعتداء مروان عليها


_ طب علشان خاطر عمك سليمان!

_ علشان خاطر عمى سليمان! لا عمى ولا ابويا ولا انت ولا حد فكر ياخد حقى منه علشان خاطرى وانا حبست خوفى جوايا وسكت لكن هو المفروض يكون فى السجن. انا عارفة أن الأعمار مكتوبة بس لو كان اتعاقب على جريمته فى حقى ماكنش أجرم تانى ولا كان مات بالطريقة دى، هو اللى اختار يكمل في الإجرام ودى نهاية كل مجرم.


تركته واتجهت خارج الغرفة بحدة ليشعر كم قصر فى حقها حين لم يحاسب مروان على فعلته معها، ظن أنه يشترى لها مودة عمها لكنه كان يزيد من إيذائها.


اتجه نحو الخزانة وبدل ملابسه وقرر عدم ترك زوجته يكفيها ما عانت يجب أن يشعر الجميع برفضه من تعدى على زوجته حتى بعد موته

عادت للغرفة لتجده فوق الفراش يتصفح هاتفه


_ حبيبتي الأكل خلص ولا لسه انا جعان اوى


نظرت له بدهشة تبددت سريعا مع ظهور سعادتها لدعمه لها في ابتسامة عريضة


_ هعمل السلطة

_ وانا هجهز السفرة


وقضى طيلة اليوم برفقتها رغم اتصال أبيه أكثر من مرة ورفض المشاركة في الدفن أو العزاء .


..........................


مرت أيام العزاء الثقال وفقد مهيب الكثير من مرحه وفقدت ابتسامته جوهرها المشرق لتفتقد مها منه جزءًا اكتشفت أنه يعيش داخلها .


تعلم أنه حزين لموت أخيه رغم أنها لم تجرب شعور الإخوة بالدم إلا أنها تشعر بألمه.


استعد صباحاً للمغادرة فقد عادا لشقتهما ليلة أمس أسرعت ووقفت أمامه مدعية التجاهل


_ إيه ده انت رايح فين؟

_ نازل يا مها؟

_ من غير ما تسألنى عاوزة حاجة؟

_ هو انت عاوزة حاجة؟

_ لا بس لازم تسألنى

_ طيب يا حبيبتي عاوزة حاجة قبل ما انزل؟

_ ايوه

_ مها انت مش لسه قايلة مش عاوزة!

_ افتكرت حاجة مهمة جدا

_ ماشى عاوزة ايه؟

_ عاوزاك تقعد معايا النهاردة


ابتسم لترى بعضا من روحه عبر هذه الابتسامة فتقترب وتضمه بدفء


_ مهيب انت تعبان ارتاح النهاردة علشان خاطرى

_ والله تعبان اوى يا مها ومخنوق كمان


رغم كل الألم الذى يحيط بقلبه منذ أيام إلا أن خيطا من النور أشرق بصدره للتو حين اكتشف أنها بالفعل تشعر بقلبه المتألم.


............................


دخلت سلمى الغرفة وكان جمال بالفراش معلنا عن ألمه الخاص، لقد أخبرتها فاطمة أن مروان كان الأقرب إلى جمال وأنهما كانا متلازمين رغم أنها ترى تضاربا كبيراً بين الشخصيتين ولأنها أصبحت ترى حقيقة جمال لم يصعب عليها إدراك ما كان يفعله.


جلست بطرف الفراش ليسترخى كفها فوق ذراعه


_ ماتلومش نفسك يا جمال، انت عشت سنين من عمرك علشانه ومتخلى عن كيانك بس علشان تحميه من نفسه .. بلاش تظلم روحك اكتر من كده


نهدة متألمة فرت من صدره لتعبر شفتيه فتتأكد أنه كان يبكى ، تسطحت بجواره وجذبته برفق ولم يعترض على إعلان احتياجه لهذا القرب وهو يندس بين ذراعيها عله يجد الراحة التى يتمنى أن تخلصه من هذا الألم.


.......


مرت عدة سنوات تغيرت خلالها حياة الجميع رزقت أمينة بصبى تلاه اخر هما زياد وهشام ورزقت مها بصبى وفتاة هما ماهر وميار كما رزق جمال بفتاة واحدة أسماها فاطمة .


توقفت سيارة جمال بالقرب من أخيه مهيب الذى يقود الجرار الزراعي وتوقف فور رؤيته


_ مهيب المحلات عاوزة بضاعة

_ النهاردة هنبعت الخضار وبكرة الفاكهة


نظر نحو مها التى تجلس قرب مهيب وتجيب بدلا منه دون تعجب فقد كانت صاحبة الفكرة فى افتتاح سلسلة من متاجر بيع الخضر بالتجزئة.


_ ماشى وانا هعدى بعد ما اوصل سلمى

_ ربنا يوفقك يا سلمى شدى حيلك عاوزين مجموع كبير

_ ادعى لى يا مها انا عاوزة ادخل كلية زراعة زى جمال

_ حتى لو مادخلتيش تعالى ادربى تحت ايد مها ست شهور هتبقى اشطر من جوزك


نظرت له مها بطرف عينها بينما ضحك جمال وهو يعود للسيارة


_ كملوا جنان لوحدكم مراتى وراها امتحان


انطلق جمال لتنظر نحو مهيب وتسند رأسها لقبضة يدها


_ خليك واقف والله ما هتلحق تروى والشمس عليت

_ انا مش فاهم مين فينا الفلاح انا ولا انت؟

_ الحق عليا خايفة على زرعتك.. نزلنى هنا انا هروح المكتب مش جاية معاك

_ خلاص بقا يا مها قلبك ابيض


........................


عاد هلال عصراً للمنزل وكانت أمينة بالمطبخ تساعدها الفتاة التى وظفتها مؤخرا لاصابتها بعدة كبوات صحية أدت لقلق الجميع.

دخلت للغرفة وكان هلال يبدل ملابسه


_ زوجى حبيبى قرة عيني


ضحك هلال وهو يتطلع لها بنفس الشغف


_ عاوزة كام يا أمينة؟

_ ذكى ما شاء الله، ما انت منقذنا من الإفلاس


ضحك مجددا وهو يشير للخزانة


_ الفلوس فى الدولاب خدى اللى انت عاوزاه

_ تعرف من يوم ما شوفتك وانا قولت انك هتبقا زوج صالح، ينفع اخد ألف جنيه نكمل الشهر؟

_ ينفع يا امينة، تعرفى انا بفرح لما تطلبى منى فلوس رغم أنه معاكى بحس انك بتعتمدى عليا

_ لا ده بخل منى بلاش مشاعر بلا هدف عيالك برة وعلى فكرة دورك في كتابة الهوم وورك مع زياد


لم تتوقف ضحكاته لتتجه نحوه مظهرة غضب وهمى وتجذب شقى سترته ليقترب منها بلا مقاومة


_ بطل تحلو كده خطر عليك


عجز عن كبت ضحكاته كالعادة لكنه احاطها ونزع سترته فورا لتدفعه عنها


_ في هوم وورك مستنيك


وغادرت الغرفة عائدة للمطبخ بينما اتجه للخارج حيث يجلس طفليه ، جلس بجوار زياد الذى فتح كتابه فورا


_ ها يا استاذ زياد ورينى عملت ايه؟ قولى الأول عامل ايه مع مس العربى الجديدة

_ عينيها زرقا

_ انا مالى بعينيها المهم بتفهم منها؟

_وبيضا وشعرها اصفر


اقترب برأسه من صغيره ليتابع هامسا


_ وانت عرفت لون شعرها ازاى؟

_ أصله ناعم اوى وبينزل من الطرحة


انتفضا معا على صوت أمينة التى تسمع الحوار منذ بدايته


_ يا سلااااام!!! عينيها زرقا؟ ده انا هخلى عيشتك كلها زرقا

_ استنى بس يا أمينة ده عيل

_ وانت مهاوده في الكلام وبتوطى صوتك! عجباك ام عيون زرقا يا هلال؟ خلاص ناوى تخونى ؟

_ اخونك إيه بس يا أمينة استهدى بالله انا بستفهم من الواد

_ طيب مش قعدالكم فى البيت

_ لا حول ولا قوة إلا بالله، استنى بس يا أمينة رايحة فين.. عاجبك يا عم زياد انت والمس بتاعتك ؟


غادرت ركضا مستخدمة الدرج الخارجى بينما اتجه للغرفة فورا يعيد ارتداء سترته ثم يحاول اللحاق بها، غادرت ووقفت بجوار البوابة ونظرت في الاتجاهين ثم جلست فوق الرصيف تنتظر أن يلحق بها هلال، شعرت به يقترب فبسطت ساقيها وظلت مكانها ليتوقف بقلق


_ بتعملى إيه يا أمينة؟

_ بكعبل العربيات


تنهد ومسح شعره بإرتياح فهى لم تنتوى المغادرة من الأساس، جلس بجوارها بنفس الوضعية لتنظر له باستنكار


_ بتعمل ايه؟

هدوس على العربيات اللى انت تكعبليها .


ضحكت معه ثم نظرت للداخل بترقب


_ لو طنط وداد شافتنا دلوقتى هتقول امته هتعقلوا علشان ولادكم !

_ بتقلق امى بزيادة على العيال، بقولك ايه تعالى نطلع ونبعتهم يقعدوا معاها شوية زمانهم وحشوها

_ تصدق فكرة، وبالمرة تصالحنى لأنى زعلانة من كلامك على ام عيون زرقا

_ أمينة انا عمرى ما ابص لغيرك كلمة ستات عندى ليها معنى واحد ؛ أمينة

_ ما أنا واثقة فيك يا هلال بس فرصة جت لى انكد عليك ولازم استغلها واعمل زعلانة وانت لازم تمشى على الخطة وتصالحنى

_ انا همشى على الخطة تمام بس الواد زياد عاوز رشوة دلوقتى علشان مانتهزقش بسببه

_ ايوه وطنط تقولى ده مش من كحك التفريقة ده اعز الولد


تقدم محيطا كتفيها برضا تام عن حياته التى تملأها مرحا وسعادة منذ رضخ لقلبه وتبعه حتى عشقها فوجد معها كل ما تمنى من سعادة ليثق أن رضوخه للعشق كان افضل قرار اتخذه بحياته تلاه فورا إتباع هذه المجنونة حتى اسكنها بيته بعد استعمارها قلبه.

لم يظن يوماً أن أي رضوخ قد يرضى شخصية استقلالية مثله لكن مجرد رؤية نفسه بعينيها يعنى له السعادة.


تمت بحمد الله

*********************
إلي هنا تنتهى رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة