-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل السادس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل السادس

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل السادس

مرت ساعات على جلوسه.. يجلس و لا يعلم أين يذهب.. و خلع قميصه ووضعهفوق رأسه كي يقيه حرارة الشمس.. و اندهش حين نظر إلى ساعة يده فوجد عقاربها توقفت عن الحركة.. ولم يفكر بهذا الامر كثيرا حيث فوجئ برجلين يجريان
بعيدا عنه.. فنهض و أسرع إليهما.. وبدأ الامل يدق قلبه حتى اقترب منهما فلاحظ زيهما الغريبو شدة إعيائهما وكأنهما مريضان بمرض مزمن شديد فأوقفهما..وسألهما:
لو سمحتوا أنا محتاج مساعدتكم.. فتركاه.. وواصلا جريهما فأسرع خلفهما ليوقفهما مجددا:انتو ا بتجروا ليه؟!..
فنظر إليه أحدهما:ألا ترى ما نحن به؟!
تعجب خالد من لهجتهما الغريبة.. وابتسم ساخرامقلدا له:
أجل أرى ياسيدي.. ثم سأله:إحنا في السعودية صح؟ !
ًنظر إليه الرجل متعجبا: ماذا تعني السعودية؟ !!
ً ابتسم خالد.. وزفر زفيراطويلا.. وتحدث إلى نفسه : دول في الضياع.. فسأله الرجل الاخر لاهثا :أأنت غريب؟
فأجابه خالد على الفور: أيوة أنا غريب.. ثم أكمل..... إحنا فين؟.. و انتوا مين؟
أجابه أحدهما: إننا فقراء.. و قد هربنا إلى الصحراء.. الا يوجد معك طعام؟! أجابه: لا للأسف.. كان معايا بس ضاع مع الشنطة.. ثم وضع يده في جيبه وأخرج ورقةمن فئة العشرة جنيهات.. وأكمل....أنامعايا فلوس ممكن تشتروا أكل لو قلتوا لي إحنا فين.. و ازاي أرجع بلدي.. فخطف أحدهما ما أخرجه خالد من نقود ووضعها بفمه وأكلها.. فاندهش خالد وسأله متعجبا: انت جعان للدرجة دي؟
فأجابه الاخر:يبدو لي أنك كريم، و لهذا تأكدت أنك غريب عن هنا.. أشعر بأنك غني للغاية...
ضحك خالد.. و نظر إلى نفسه و ملابسه البالية التي غطاها تراب النفقوالسرداب و حالته التي رثى لها .. و سأل نفسه.. أي غنى يتحدث عنه هذا الابله؟... عشرة جنيه رآها شعر بأنني غني؟.. ثم تجاوب معهما وكأنهما مجنونان.. و سألهما مجددا وقد ضاق صدره: دلوقتى أنا عايز أعرف انتوا هتعيشوا ازاي في الصحرادي؟! وهربانين من إيه؟ ....وسؤالي الاهم:إحنافين أساسا؟..
أجابه الذي أكل النقود بعدما حاول أن يفهم ما يقصده :إننا فقراء وستكون الصحراء أفضل لنا كثيرا من أرض زيكولا..
ًفسأله خالد مندهشا : أرض زيكولا؟!!
فسأله الاخر:ألا تعرف أرض زيكولا؟ !
أجابه خالد:لا.. فين زيكولا دي؟.. أنا مش شايف إلا صحرا في كل مكان..
فأكمل الرجل: من يوجد في هذا الزمان و لا يعرف أرض زيكولا؟! ثم أكمل محدثا صديقه:إنهم الاغنياء يسخرون منا هكذا دائما.. ثم أشار إلى خالد أن يتحرك عدة أمتارفي اتجاه يده:إنها هناك بالاسفل.. أيها الغني..
ثم تركاه وواصلا جريهما في الصحراء.. و تحرك خالد إلى ما أشار إليه الرجل وواصل تحركه حتى وجد نفسه على حافة هضبة عالية فنظر إلى أسفل فوجد مدينة كبيرة ذات منظر بديع من أعلى.. بها مبان شتي و تتخللها مساحات خضراء كأنها أراض زراعية و مسطحات من الماء
اتسعت عينا خالد من الدهشة
وسأل نفسه:كيف توجد تلك المدينة بجوار تلكً الصحراء الجرداء؟ !..
حتى قاطع تفكيره صياح أحد الرجلين إليه مجددا : إياك أن تذهب إلى زيكولا.. إياك.. و واصل جريه مع صاحبه.. فلم يعطه خالد اهتماما.. وظل ينظر إلى تلك المدينة من أعلى..
وسأل نفسه: أين هو من العالم؟ وأين توجد أرض زيكولا تلك؟..
حتى ابتسم حين نظر بعيدا إلى أسفل فوجد طريقا طويلاممهدا إلى تلك المدينة.. به كثير من التعرجات ومرتفعا إلى أعلى حيث يمربالقرب من تلك الهضبة التي يقف عليها..فلم يجد أمامه سوى أن يسرع باحثا عنه.. يريد أن يذهب إلى المدينة في أسرع وقت بعدما حل به الجوع والعطش بعدها يحاول أن يعرف أين هو..
بعدها سار في الصحراء متجها إلى ذلك الطريق.. وظن في البداية أنه قريب منه فاكتشف غير ذلك تماما.. فكلما تقدم لم يجد شيئا.... فاعتقد أنه سراب.. حتى تحقق من وجوده حين رأى عربة يجرها حصان تسير على مقربة منه .. فأسرع في اتجاهها فوجد أمامه ذلك الطريق الذي شاهده من أعلى.. و لكن سائق العربة لم يلحظ وجوده وابتعد بها عنه فواصل تحركه في نفس الاتجاه الذي سلكته العربة..
مر الوقت وأصبحت الشمس عمودية.. وزادت حرارتها وحل الارهاق والتعب على خالد.. و بدأت آلام ارتطامه في السرداب تحل عليه مرة أخرى.. و لكنه تابع سيره رغمعلمه بأن هذا الطريق طويل للغاية و لابد له نيل قسط من الراحة.. يريد أن يصل إلى هناك في أسرع وقت.. يشعر أنه هناك أملا ما في انتظاره.. حتى سمع صوتا
من خلفه.. و حين التفت وجد عربةأخرى يجرها حصان فأشار إلى سائقها أن يقف فأوقف السائق حصانه بالفعل.. فنظر إليه خالد في تعب
أنا عايز أروح أرض زيكولا..
فسأله السائق:وكم تدفع؟
فوضع خالد يده في جيبه.. و أخرج بعض النقود الورقية.. و أشار إلى السائق أن يأخذها..
فسأله السائق غاضبا: ورق؟!
ً ثم ألقاها في وجهه.. و تركه وغادر.. وخالد لم يفقه شيئامجددا.. و حدث نفسهبصوت مسموع : البلد دي كلها مجانين ولا إيه؟!
وواصل تحركه فجاءت عربة أخرى وحدث معها مثلما حدث مع العربة السابقة تماما.. و تركه سائقها و غادر.. فابتسم خالد ابتسامة بها خيبة أمل كبيرة محدثانفسه:
إنها زيكولا أرض المجانين .. و سار مسافةأخرى وازداد تعبه.. حتى سمع
من جديد صوت عربة فالتفت فوجدها عربة ضخمة يبدو عليها الثراء وقد اختلفت عن العربات السابقة من حيث تصميمها وأناقتها.. فرأى أن يوفر تعبه.. ولا يشير إليها ويكمل سيره و مرت بجواره فوجد شاب في مثل عمره متشبثابمؤخرتها دون أن يراه سائقها.. وحين وجد خالدا أشار إليه بيده أن يسرع إلى العربة.. فأسرع خالد إلى مؤخرة العربة هو الاخر.. و تشبث بها.. ونظر إلى الشابمبتسما: "شكرا"..
فهمس الشاب إليه ووضع يده على فمه: اصمت.. كي لا يسمعنا أحد.. سارت العربة في طريقها إلى زيكولا يصيح سائقها إلى جيادها أن تسرع.. وخالد مازال متشبثا بمؤخرتها مع هذا الشاب.. ينظر إليه في دهشة من ملابسه.. وشعر بدهشته هو الاخر منه أيضا.. حتى اقتربت العربة من سور ضخم.. فأشار الشابإلى خالد أن يقفز معه تاركين العربة.. فقفزا وما إن نظر خالد أمامه حتى وجد سوراضخما يصل ارتفاعه إلى ما يقرب من خمسة طوابق تزينه نقوش غاية في الجمال به باب ضخم كان مفتوحا على مصراعيه تمر منه العربات مجيئاوذهابا.. فنظر خالد إلى الشاب قائلا: أنا بشكرك جدا ..
ردالشاب: لا تشكرني يا أخي.. إنني مثلك كادت تقتلني حرارة الشمس..
فسأله خالد:أنت من زيكولا؟
الشاب :نعم.. وأنت تبدو غريبا..
فابتسم خالد:أيوة.. أنا من البهوفريك.. بلد جنب المنصورة..
فارتسمت الدهشة على وجه الشاب: ماذا؟!!
فأسرع خالد و كأنه يصحح حديثه : أقصد مصر.. أنا من مصر..
فلم تختف دهشة الشاب و سأله:ماذا تقصد بمصر؟!.. هل هي في الشمال؟
ًفأجابه مندهشا: انت مش عارف مصر أم الدنيا؟
ردالشاب:نعم أخي.. لا أعرفها..
ًفصمت خالد مفكرا ثم أجابه و كأنه يريح نفسه من غرابة هؤلاء الناس الذين يقابلهم:أيوة مصر في الشمال.. ثم سأله:إحنا فين؟
ردالشاب: ألا ترى يا أخي.. إننا في زيكولا.. أرض الذكاء..
فلم يتمالك خالد نفسه من الضحك : أرض الذكاء؟!.. لا فعلا الذكاء واضح على كل اللي قابلتهم ثم سأله:
يعني تبع دولة إيه؟ .. قارةإيه؟
ًردالشاب متعجال:لا أفهم قصدك.. إنها زيكولا وفقط.. والان لابد أن أتركك.. إنني أضعت اليوموقتامن العمل.. و لابد لي أن أقوم بتعويضه.. ثم مد يده مودعا لخالد
فمد يده هو الاخر: اسمي خالد..
ردالشاب: و أنا يامن.. حظاسعيدا في أرض زيكولا .. ثم تركه و غادر
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة