-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل التاسع عشر

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل التاسع عشر برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الثامن عشر"

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل التاسع عشر"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل التاسع عشر 

رجلٌ يقطر ماءًا، والمشدوهين حوله يرقبونه ...

هدوء عجيب سيطر على المكان، وألجمت الصدمة الجميع !
وهو ظل ينظر في أثرها وإختلطت مشاعره بين الغضب، وشعور غريب بالظفر ..
ومع أن الثمن كان باهظًا ...
رؤيتها غاضبة لا يقارن مع أي شيء آخر ..
أو ربما هو لم يستوعب ما هو فيه بعد !

ولنقل أن ما أخرجه عن شروده ...
ضحكة ذاك العجوز القادم من بعيد، ونظراته الهزلية برغم الدهشة التي تسيطر عليها ...
نظر له صهيب حين سمع صوت ضحكاته، وإحتدت عيناه فقد بدأ يستعيد نفسه من تلك اللحظات، ونظر لثيابه المبللة مرة، وللعجوز الذي وقف أمامه توا أخرى، وحينها أردف بنبرة غاضبة، حادة :
-إنت بتضحك على إيه ؟
صمت قليلًا قبل أن يتابع بنبرة أكثر حدة :
-وإيه اللي حابك هنا أصلًا !
هدأ المقابل له، ودنى منه أكثر وهو يقول بنبرة متعجبة :
-إنت بجد سبتها تمشي كده ؟!
عقد ساعديه أمام صدره وأشاح بوجهه بعيدًا عنه، فماذا يقول، أيقول أنه قد فقد القدرة على الرد، أو أنه من كسب تلك الجولة الآن ...
هي تعلم جيدًا أنها وبرغم ما فعلت خسرت أمامه الآن !
لم تخسر قوتها، لكن خسرت تماسكها الرهيب !
إذًا نقطة ضعفها هي أقرب الأشخاص لها، وحينما ترى أنها قد خسرت التحدي ستنهار تمامًا ..
أي أن عليه فقط أن يجرج ذاك الخائن من السجن ثم ...

-صهيب !
أردف بها عقاب بنبرة عالية ليخرجه من عالمه الخاص ..
نظر له صهيب بضيق وأردف :
-عاوز إيه ؟
-الأسستم الجديدة إتصلت وبتقولي إنها عمالة ترن عليك وموبايلك مقفول و..
زفر صهيب وقاطعه بإقتضاب :
-إنجز
تضايق عقاب من نبرته تلك، مع أنه معتاد على تقلب نبراته، لكن هذا لا يجله سعيدًا، لكنه قال حينها بإنزعاج :
-بتقولي فيه إجتماع النهاردة بالليل الساعة آآآ ...
قاطعه للمرة الثانية وهو يسير بعيدًا عنهما :
-إلغي كل حاجة النهاردة يا عقاب
نظر عقاب له ثم نظر إلى الذي يقف بجانبه وأردف بضيق :
-شوفت بيتصرف إزاي معايا يا رحيل !
رفع رحيل يداه بإستسلام، وهو يرنو صهيب السائر بعيدًا وببساطة قال :
-والله ما باليد حيلة، أنا مليش حكم عليه !
صمت هو قليلًا قبل أن يحول ناظريه لعقاب ويسأله بإهتمام :
-أومال مين البت اللي كبت عليه ماية دي، وازاي سكتلها !
هز الأخير كتفه، ثم هز رأسه أي لا يدري، وتابع الرد بالحديث قائلًا بهدوء :
-أنا مش عارف، وأول مرة أشوف صهيب كده !
-وأنا كمان، بس شكله بيخطط لحاجة أنا عارفه كويس، ولو البت دي مكنتش مشت الوقت صهيب مكنش هيسيبها هي واللي معاها !
تقدروا تشوفوا الفصل الأول من عصفورة تحدت صقرا
كانت السيارة تسير بسرعة رهيبة،.. تلك السرعة التي تعطيك إنطباعًا أن صاحبها إما أنه مجنون !
أو لربما يكون مجنون !

-يابت إتهدي بقى أنا غلطان إن خليتك تسوقي
قالها براء غاضبًا وهو ينظر لها ..
فلم تجبه، بل شعر هو أنها لم تسمعه حتى ..
حين طلبت أن تقود كانت هادئة وشعر هو أنها لم تمر مرور الكرام، المشكلة الآن أنها إن إتضمت بأي شيء سيُسمع غدًا عن حادث مروع في هذه المنطقة ..
رائع !

-هو مفكر نفسه مين ! ، أنا هخليه يعرف هو بيتعامل مع مين كويس ..
هتفت بها جويرية بغضب مفاجئ، فحول هو ناظريه إليها وقال :
-يا حبيبتي إستهدي بالله، أنا قولتلك هعمل اللي هقدر عليه عشان القضية دي تنجح ونكسبها !
حاولت هي كظم غضبها قدر المستطاع، لكن نبرتها أتت عالية وهي تقول :
-هو أصلًا كان عاوز يعمل كده، عاوز يطلعني عن شعوري ..
هدأت قليلًا تحاول السيطرة على السيارة، فقد إنتبهت للشاحنة الكبيرة التي تقترب منها، وبالفعل تفادتها ببراعة ..

اليوم هو من جنى على نفسه، فقد إختار الأنثى الخطأ للبعبث معها، وسوف يرى !
نظرت فجأة لبراء، وبنبرة تخلوا إلا من الحزم قالت :
-براء، القضية دي مينفعش نخسرها، عشان هو مش هيستسلم، وأنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان نكسبها ...!!!

...................

خرج من باب الشركة مصدومًا ممسًا بالجريدة بكلتا يداه ..
لا يصدق هو ما يقرأه، ولا يصدق ما الذي حدث بالداخل ..
أنى له أن يصدق ما حدث لها ! ، فمنذ دخل إلى الشركة وسأل عنها إشتعلت أعين الحاضرين ووجد كل شخص يلقي عليه كلمة
دونًا عن ذاك كله، أعتطه إحدى الموظفات تلك الجريدة في يده وهي تردف بإستحقار :
-خد شوفها عملت إيه !

حقًا لو إنطبقت السماء على الأرض لما صدق أنها فعلت ذلك بمحض إرادتها !
لكن !
لكن !
ماذا حل بها بعد ما فعله ذلك الوغد !

ركض هو نحو سيارته بسرعة لا يدري ماذا عليه أن يفعل ؟
أين قد يجدها الآن !
وقبل أن يتحرك بالسيارة، سمع صوت هاتفه يرن ..
من حدة شعورة بالإختلاط نسي أن ينظر للمتصل وأجاب على الفور ..
بدت نبرته مضطربة تخلوا إلا من الغضب والحزن و ..
-أيوة !
أتاه الصوت عبر الهاتف حزينًا قائلًا :
-سهيل !
حين سمع صوتها توقف بالسيارة وأردف بنبرة منفعلة :
-فيروز، آآ إنتي فين ؟
ظل هو يستمع لصوتها وهي تعطيه العنوان، قبل أن يرد بسرعة :
-خمسة وأكون عندك

وبالفعل أدار السيارة نحو العنوان المطلوب وذهب ..

بعد ما يقرب من الست دقائق كان يقف أمام المشفى، ولكنه بمجرد أن وصل كانت هي قد وقفت بالأسفل لتنتظره، وحين رأته ركضت نحوه بسرعة بينما ترجل هو من سيارته قاصدًا إياها ..
وقفت أمامه بلا حراك وظل هو ينظر لها لثوان، يرقب الحزن البادي على قسمات وجهها، ودموعها التي لم تجف بعد ..
الألم .. نعم يرقب ألمها ...
لو تلك الأخبار صحيحة، فهو الملام الأوحد !
كيف له أن يتركها وحدها هكذا !

إقتربت هي منه ثم ضمته، وبدأت تبكي، حينها تأكد هو أن الأخبار صحيحة ...
وحين جاء ليربت على شعرها لم يجده بل وجد حجابًا ورديًا يزين وجهها ..
يبدو أنه لم يلحظه !
لكن في نهاية المطاف قام بضمها بقوة، وسألها بهدوء :
-إيه اللي حصل ؟
قالت باكية من بين شهقاتها :
-قتلني، موتني عايشة !
لا بل بحق الله هو من قُتل، فقد تألم كما لم يتألم يومًا حين سمعها ..
وحين رآها محطمة هكذا !
-طب أنا كنت فين من كل ده ليه متصلتيش بيا وقولتيلي ؟
إبتعدت عنه إلا أنه لم يفلتها، ونظرت هي له نظرات الائم المعاتب وأردفت وهي تمسح دموعها :
-إنت اللي قولتلي إنسي إننا اخوات، ومعتيش تكلميني تاني، إنت اللي عملت كده يا سهيِّل مش أنا
أغمض هو عينيه بألم، ثم نظر للأرض لا يجد ما يقوله !
نعم هو الملام وحده !
لقد كان طائشًا غبيًا عديم المسؤلية حينها ...
قالت هي محاولة السيطرة على دموعها :
-أنا كنت بتصل بماما، ومكنتش بترد عليا فقولت أتصل بيك عشان تديهالي أكلمها بس لقيتك جيت
أمسك يدها حينها وسحبها بهدوء معه وهو يردف :
-تعالي ندخل العربية ونتكلم
لم تجيب لكنها سارت معه بهدوء، وفتح هو الباب الأمامي لها، وما إن تأكد من جلوسها، إستدار نحو الباب الآخر ودلف وجلس
قالت هي فجأة حينها :
-أنا عارفة كلهم هيتكلموا عليا إزاي، وعارفة كمان إن كلهم مش هيصدقوني ..
ثم نظرت له حينها لتقول له بإنفعال :
-حتى إنت مش هتصدقني آآ ..
قاطعها هو بنبرة جادة، رغم حزنها :
-لأ يا فيروز مصدقك، مصدقك من غير حتى ما تببري اللي حصل، إنتي أختي وأنا أعرفك أكتر من أي حد تاني
ضمت يداها حولها ونظرت للأسفل في خزي، وتركت لدموعها العنان
بينما ظل هو يرنوها بندم وهو يتذكر ما حدث قبل أربعة أشهر من الآن ..
دلفت فيروز غرفة سهيل وظلت تبحث عنه بعينها وقد بدت عيناها كجمرة من نار ..
حين وجدته جالسًا على السرير إقتربت منه وجلست بجانبه على السرير، ممسكًا بهاتفه النقال، حاولت قدر المستطاع السيطرة على غضبها وهي تقول :
-سهيل، عاوزة أقولك حاجة !
نظر لها مرة ثم أعاد النظر للهاتف أمامه مرة أخرى وقال بهدوء :
-امممم
مدت يدها وأمسكت بالهاتف الذي في يده، وأغلقته من الزر الجانبي ثم تابعت حديثها بضيق بينما هو قد إنتبه لها قليلًا :
-إنت لسا بتكلم ترنيم !
عقد هو حاجبيه بدهشة وقال :
-أيوة ما إنتي عارفة إني بحبها !
إزداد عبوسها، وإزداد إنعقاد ما بين حاجبيها حينها، بينما هو قد تابع ببساطة :
-وبعدين إحنا هنتجوز لما أنا أخلص آآآ ...
-بس يا سهيل دي بنت كدابة وبتخونك !
قاطعته هي بتلك الكلمات الصادمة بغضب، فنظر لها بنفاذ صبر وأردف بـ :
-إنتي كدابة، ترنيم بتحبني على فكرة ! ، وأنا لما عرفتك عليها إنتي كنتي بتشجعيني إيه بقى اللي جد ؟
شعر هي بالحزن الشديد لما نعتها هو به توًا، لكنها قررت المتابعة بإمتعاض :
-أنا عمري ما هتبلى على حد، وإنت قولت بنفسك ! ، كنت بشجعك عشان كنت مفكراها كويسة، بس النهاردة شوفتها ماشية مع واحد تاني وأنا راجعة من الشغل و...
قاطعها هو حين وقف فجأة، وظل يرنوها بحنق شديد، وبقوله ببرود :
-إنتي بتغيري منها، خلينا واقعيين !
رفعت حاجبها الأيسر، فالأيمن وبنظرات إستهجان، ونبرات مصدومة قالت :
-نعم !
تابع هو حديثه غير آبه لها ببرود أشد :
-أيوة صدقيني إنتي بتغيري منها لأني بعاملها أحسن وبكلمها بطريقة أحسن منك !
إقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وهي تردف بإستنكار :
-إنت مجنون يا سهيل ! ، دا أنا كنت معاك في كل خطوة وشجعتك على كل حاجة مع إني مكنتش بشوفك كتير بس كنت معاك !
-أيوة ما دا اللي مش فاهمه، ليه جاية تكدبي الوقت ؟!
تابعت هي بنبرك أقل حدة محاولة إقناعه :
-إنت لسا صغير يا سهيل، وأنا أعرف أكتر منك وعندي خبرة بالناس عنك ! ، وإن كنت بقولك الكلام ده عشان متعرفوش متأخر وتندم !
-متقوليش صغير أنا عندي 19 سنة يعني كبير ومن حقي أحب براحتي ! ، وبطلي بقى شغل الحوارات ده لأني مش هصدقك ..
-إحنا إخوات يا سهيل وأنا مش بكدب عليك أنا بخاف على مصلحتك
إبتعد هو خطوتين عنها، وزفر بإنزعاج ..
لا يصدقها هي فقط تغار لأنها تراه يحادثها ليل نهار، فحبيبته من المستحيل أن تخونه أو تقدم على عمل شنيع كهذا !
لذلك قال هو بنبرة حاسمة :
-إحنا إخوات من الأب بس، عشان كده عمرك ما هتحسي بيا أو تفهميني !
إشتعلت عيناها حينها، فمنذ متى وهي تحاول إقناعه بضرورة تركها، فصرخت بوجهه بغضب :
-بطل تعيد الكلمة دي كل شوية، أنا قولتلك مليون مرة قبل كدة إن مفيش فرق، وفي كل الأحوال إحنا إخوات !
صرخ هو على صراخها بـ :
-لأ مش إخوات، أنا مش بحس إن إحنا إخوات أصلًا وطول عمرنا بعاد عن بعض، أنا أصلًا مش بعتبرك أختي !
إزداد غضبها وهي تقول له :
-أومال إزاي أنا كنت بساعدك على أي قرار إنت بتاخده !
هدأت قليلًا قبل أن تتابع بـ :
-ولما بابا كان بيجيبك البيت عندنا مين اللي كان بيهتم بيك وأصلًا ماما بتكرهك !
نظر هو لها بضجر وأردف بنبرة جادة :
-بصي يا فيروز إنسي إننا إخوات، وملكيش دعوة بيا من هنا ورايح !
نظرت هي له بصدمة حينها ومن ثم غادرت بدون إضافة حرف آخر ...
تقدروا تشوفوا الفصل الأول من عصفورة تحدت صقرا
وحتى أنها حين كانت تحادثه كان يخبرها أن لا تتصل به من جديد ويذكرها بما قال ..
وحتى بعد أن علم أن حبيبته تلك تخونه، لم يخادثها، وعي كانت يائسة منه حينها ..
لقد ظن أن الأمر بسيط، فهو معتاد على ذلك وقد كانت تمتد المدة لخمسة أشهر لا يرى بعضهم بعضا، لكنه لم يعلم أن كانت بحاجته حرفيًا ..
لم يفهم ما معنى كونه السند لها إلا حين فات الأوان ! ، لقد إنتهى كل شيء وهو قد خسر ..

العجيب أنها كانت أمامه كل ذلك الوقت، لكنه لا يراها بل يرى شبحها يبكي ..
معتاد هو على رؤية ضحكتها، وبيده أبادها ..
-فيروز !
ناداها هو بهدوء، لكنها لم تجبه، فأشاح وجهه للجانب الآخر، ونظر بحزن لكل شيء حوله، ثم إنطل بالسيارة، حينها نظرت له وقالت بهدوء :
-رايح فين ؟
-البيت بتاعكم ..
هزت رأسها نافية وهي تقول :
-المفتاح ضاع مني وشنتطي وموبايلي وكل حاجة
عقد حاجبيه وهو يسألها بعجب :
-أومال كنتي ...
قاطعته هي بإقتضاب :
-عند بنت خالتي ..
نظر هو لها ليهدأها، وأجابها ببساطة :
-خلاص هتصرف أنا، المهم متبصيش تحت كتير وأنا ماشي عشان متدوخيش ..
أشاحت وجهها عنه ولم تجبه وظلت تنظر للطريق بفتور رهيب ..
لكنها تذكرت أمرًا فجأة فقالت :
-هات موبايلك
أخرجه هو من حيب سترته وهو يسألها :
-ليه ؟
تنهدت بإختناق وهي تأخذ منه الهاتف وتجيبه :
-عاوزة أكلم جويرية، أعرفها إني مروحة
أومأ هو رأسه وظل يسير مستقيم المسار ..
بينما ظلت هي تحاول التركيز للتذكر الرقم، وفي النهاية إستطاعت أخيرًا تذكره وكتبته ..
ثم إتصلت بها ووضعت الهاتف على أذنها منظرة إجابة ..

................

سمعت هي هاتفها يرن، وتوًا فقط وصلت للمشفى فأخرجته من حقيبتها وأجابت مهملة النظر للرقم المتصل ...
-السلام عليكم
ظلت تستمع هي للرد من الجانب الآخر، ثم قالت بدهشة :
-بجد !
نظر لها براء وسألها بخفوت :
-مين
أجابته هي بهدوء :
-فيروز ..ثم صمتت قليلًا لتستمع للجانب المقابل، قبل أن تردف هي بود :
-تمام خلاص خليكي معاه النهاردة و .. وبكرة تعالي الصبح عشان نشوف الموضوع ده
أومأت رأسها بعدها، ومن ثم ودعتها بـ :
-في رعاية الله

ثم أغلقت الهاتف، فسألها براء بسرعة :
-فيه إيه ؟
أجابته هي بفتور :
-سُهيِّل اجى وهي مروحة على بيتها ..
ترجلت من السيارة بعدها، وتبعها هو واضعًا يده في جيبه منتظرًا أن تتابع فقالت :
-لسا فاكر يجي الوقت، هو إنتم ليه مش بتيجو إلا في السهل ! بعد ما كل حاجة تنتهي !؟
وقف أمامها عاقدًا حاجباه، وهو يقول بضيق :
-لو بتجمعي يبقى إنتي ..
قاطعته هي بضجر :
-مقصدكش بس أنا آآآ ...
قاطعها هو بهدوء :
-أنا آسف إني سيبتك الفترة دي كلها، والله مكان بإيدي !
-متبقاش بارد يا براء، مقصدكش والله ويلا ندخل
-أومال بتجمعي ليه ؟
زفرت هي ببشم وأردفت :
-عشان هو حرق دمي، و ...
-بسألك بتجمعي ليه ؟
قاطعها هو بإنفعال، فنظرت له بهدوء وقالت :
-مكنش قصدي
نظر لها هو غير مقتنع، لكنه قرر مجاراتها لذلك قال :
-ماشي يا حوري هعمل إني مصدق
-طب يلا ندخل ..
وصلا أمام المنزل أخيرًا وقرر هو أن يكسر الباب، أو يستعير أداة حادة من أحد الجيران ..
لكنها تذكرت أمرًا وننظرت نحو شيء ما في الأعلى وقالت :
-شوف كده ماما حاطة المفتاح في العداد ولا لأ ؟
أومأ رأسه وإتجه نحو عداد الكهرباء، وحين فتحه وجد المفتاح بداخله كما تصورت هي ..
فأردف بنبرة هادئة :
-أيوة لقيته
ثم إتجه به نحو الباب وفتحه، ودلفا سويًا ..
حين دلفت إلى المنزل جلست على إحدى الأرآئك الكبيرة في هدوء، وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتختلي بنفسها ..

أغلق الباب خلفهما ونظر لها، وأخذ يقترب منها إلى أن وقف أمامها ..
ثم جلس على ركبتيه ليصل إلى ستواها وهي جالسه وقال باسمًا :
-على فكرة شكلك حلو أوي في الحجاب
إبتسمت له بفتور ولم تجبه، لكنه لن يستسلم سيحاول أن يهديها ولو القليل من السكينة فتابع :
-لبستيه لوحدك ولا حد قالك إلبسيه ؟
هزت رأسها نافية وقالت :
-جويرية قالتلي وأنا كنت بفكر فيه من قبلها
ضرب أنفها برفق بإصبعيه، وقال :
-بس أنا فرحان إن لبستيه
-وأنا كمان
حين وجد ردودها هادئة حزينة هكذا قال برفق :
-متحمليش نفسك أكتر من طاقتها يا فيروز
أجابته هي باكية :
-والله أنا ما عملت حاجة عشان هو يعمل فيا كده ! ، أنا بس ....
-شششششش أنا مصدقك والله
قالها هو مقاطعًا إيها بعد أن وقف وسحبها لتقف معه، ومن ثم إحتضن وجنتيها كفيه قائلًا بغضب :
-أنا أختي عمرها ما تغلط أبدًا، وأي حد أذاها هياخد جزاؤه
مسح دموعها بيديه، وتابع :
-وأنا كمان لو أذيتها هاخد جزائي وهتعاقب، عشان أنا .. أنا اللي غلطان، أنا اللي سبتها تواجه كل ده لوحدها، ولو هي مش عاوزة تسامحني دا حقها، وأنا مقدرش أتدخل فيه
إحتضنته هي حينها بقوة، وبضعف، بألم، وبعض من الأمان ..
شعور متناقد لم تضيع وقتها بتحليله، وبكت ..
إحتضنها الأخير مبادلًا ..
وهو يقسم على نفسه أنه سيري كل من أساء لها ..
بل سيقتله !
وبعد مرور بعض الدقائق، قال هو :
-والله العظيم أنا هاخدلك حقك يا فيروز وده وعد مني
سألته حينها بحزن :
-هي العيلة هتقول عليا إيه ..و ماما !
تذكر هو حينها ما جاء لأجله، وإنتفض قلبه فكيف له أن يخبرها بالأمر وهي بتلك الحال ..
لن تقوى على سماع الخبر، لكنها عاجلًا أو آجلًا ستدري به
حينها إبتعد عنها لينظ في وجهها وهو يقول :
-أنا .. عاوزة أقولك حاجة !
نظرت له منتظرة أن يتابع، لكنه إسغرق الوقت ولم يتفوه، فقالت هي تستحثه على المتابعة :
-قول !
نظر مباشرة في عينها وتابع بحذر :
-الأول أوعديني تفضلي هادية، وربنا هو اللي بإيده الأقدار ..
إسعت عيناها وتأهبت لسماع خبر سيء للغاية، فقال هو :
-أمك الله يرحمها ماتت من .. من كذا يوم
ما إن سمعت هي الخبر حتى تراجعت للخلف وهي تقول :
-مـ .. ماتت !
إقترب هو منها وأمسك يدها قائلًا :
-إنتي عارفة إنها كانت تعبانة، وكانت بتتعذب من المرض ده في الدنيا !
بكت هي حينها وهي تضع يدها على فمها لتكتم شهقاتها، حينها شدها هو بقوة إليه ليهون عليها الخبر، وهو يقول لنفسه :
-آسف والله مكنش ينع أخبي عليكي
لقد شعر هو حينها بالرغبة في البكاء، لكن إن لم يتماسك هو فمن سيفعل !

....................

جلس هو على مكتبه وقد ظهرت على ملامحه الحيرة والضيق، ثم أردف بهدوء للجالس أمامه :
-بس يا أبان لازم جويرية تعرضها للفحص الطبي، ودا هيقدر يثبت كتير، أنا أيوة وكيل النيابة بس برضرضوه لازم يكون في إيدي دليل قوي لأنهم ببساطة يقدرو يثبتوا إن التسجيل ده يا مزور، يا إتقال في وقت غضب وهي دي النقطة إللي هيشتغلو عليها
زفر أبان بضيق وأرجع رأسه للخلف قائلًا :
-دا امبارح لما جابتها عشان تقدم بلاغ كانت ماسكة فيها زي ما تكون بنتها، ومش كده بس دا فضلت توصينا منجرحهاش ساعة يا معتصم ! ، وأنا أشك أنها هتوافق تعرضها على الطبيب الشرعي !
أومأ معتصم رأسه متفهمًا وهو يقول :
-بس متنساش اللي حصل لأختها خلاها تكون خايفة التانية تبقى مصيرها زيها
-معاك حق، بس لازم يكون فيه دليل تاني مع دا وإلا لو قدرو يثبتو إن الشريط دا مش حقيقي الكلام اللي فيه هنكون مضطرين نطلعه !
-بس يا أبان آآآ ...
كاد أن يتابع هو لكنه سمع صوت هاتفه معلنًا عن رسالة جديدة، فإلتقطه وحين وجد إسم مرسلها براء قرأ نصها على فوره بصوت عالٍ :
-"معتصم أنا كلمت جويرية في موضوع الطب الشرعي، وهي قالتلي إنها هتكلم فيروز ولو وافقت هنعرضها عليه ..
بس قالتلي شرطها إنها تكون دكتورة مش دكتور وإلا هي مش هتوافق .. وأنا ناو مش فاضي أكلمكم بس لما أفضى هتصل وقول لأبان"
زفر أبان بإرتياح وقال في الحال :
-تمام كده، إبعت بقى حد للزفت المسجون ده يقوله يستعد عشان بكره الصبح هيكشف ...
نظر له معتصم وأومأ رأسه مؤيدًا إياه، ثم إلتقط سماعة الهاتف التي أمامه وهتف من خلال الهاتف :
-إبعت حد للمسجون بيجاد رشوان يقوله يستعد عشان بكره الصبح هيتعرض على الطب الشرعي و...
إنتقط منه أبان الهاتف على الفور وأردف بصرامة :
-لا خلاص متبعتش حد
هدأ قليلًا قبل أن يقول :
-أيوة خلاص إنسى اللي سمعته وكمل شغلك إنت
ثم أغلق الهاتف بسرعة، فنظر له معتصم بغضب وقال :
-إنت عملت كده ليه ؟!
رفع يده له وحركها بهدوء في الهواء وهو يردف بحذر :
-أنا مأخدتش بالي إلا الوقت، ممكن هو يمحي أي آثار تدل على الجريمة، وممكن ميكونش فيه إلا آثار سطحية يقدر يخفيها
أومأ معتصم رأسه متفهمًا وهو يقول :
-معاك حق إزاي فاتتني !


طوى الزمن يومًا جديدًا وإستعد للجديد ..
وصباحًا ..

الآن سمعت صوت الباب، وتأكدت أنها ترتدي حجابها قبل أن تذهب لفتح الباب، وها قد توجهت نحوه، وبهدوء فتحته وأدخلتهما قائلة بإبتسامة :
-أهلا إخلوا ..
نظرت لهما وقالت :
-إزيك يا سهيل ؟!
أومأ سهيل رأسه بإبتسامة مجاملة وهو يقول :
-الحمد لله
خرج حينها براء من الغرفة، وأخذ ينظر إليه، ليس من الضروري أن يتذكره فهو لم يره إلا مرات معدودة !
لكنه إقترب منهم وقال بهدوء :
-أهلا نورتونا
إرتسم إبتسامة مجاملة على وجهه وهو يقول :
-دا نورك ..

لا بعيدًا عنهما نظرت جويرية لتلك الواقفة بعيدًا، هي تعلم أن ما مرت به كان قاسيًا لكنها البارحة كانت في حال أفضل !
إقتربت منها ثم سحبتها من يدها نحو غرفتها وهي تقول :
-فيروز تعالي معايا شوية ..
ذهبت معها فيروز إلى غرفتها دون أن تنبس بكلمة، وحين دخلتا الغرفة أغلقت جويرية الباب، وأجلستها على سريرها، ثم جلست بجانبها ..
ظلت ترنوها للحظات بصمت قبل أن تسألها برفق :
-مالك يا فيروز فيه حاجة حصلت ؟
ظلت الأخرى صامتة تنظر أمامها بشرود، بحزن، فاقدة الأمل ..
وضعت جويرية جدها على وجنتها وتابعت :

-فيروز حبيبتي فيه إيه مالك ؟
بكت هي حينها فلم تتحمل أكثر من هذا ..
فنعم
كانت قد أتت ومعها سهيل من بكرة الصبح اليوم كما طلبت منها جويرية، فلقد قررت أن تذهب إلى بلدتها، ولكي تذهب يجب عليها أن تنهي كل شيء هنا أولًا ..
فلتنهي تلك القضية بسجن ذاك المعتدي ثم تذهب حيث شاءت ...
كان خبر وفاة والدتها ما فت في عضدها أكثر، وما جعل الأمر هينًا ولو بنسبة ضئيلة وجود أخيها بجانبها، ومع أنها كانت تتأهب لخبر وفاة والدتها لأن التقارير الطبية عن الفحوصات التي كانت تؤديها تظهر أن صحتها في تدهور مستمر ..
وحتى مع محاولة فيروز جعلها تنتظم في الدواء، لكن الطبيب في آخر فحص أخبرها أن صحتها صارت أسوأ بأضعاف مع بذلهم كل جهدهم معها !
ولكن يظل الأمر مؤلمًا، سيئًا كمن نُزع منه جزءًا من روحه بالقوة ..

لذلك انخرطت في بكاءٍ عنيف، حينها شعرت جويرية بالرعب فهي حقًا لم ترها تبكي هكذا إلا في ليلة إغتيالها ...
وضعت يدها الأخرى على وجنتها، وقالت بقلق :
-إيه اللي حصل ؟
إستطاعت أن تردف من بين بكائها بصعوبة :
-ماما، ماتت !
صدمت جويرية، وإتسعت مآقيها من هول ما سمعت ..
نعم لم تكن خالتها تلك المرأة الرائعة التي تعوض حنان أم !
لكنها كانت خالتها، وهي والدت فيروز أيضًا !
لماذا تتوالى المصائب على تلك المسكينة !
ماذا فعلت لتستحق كل هذا !
ثم عادت لتستغفر ربها، فهي تعلم أنه لا يفعل شيئًا إلا وفيه الخير لعباده ...

إحتضنتها حينها، وقالت بحزن :
-إنا لله وإنا إليه راجعون
إبتعدت عنها فيروز فجأة، وبدأت تمسح دموعها بقوة وتقول :
-أنا مش هسافر البلد قبل ما آخد حقي من الحقير ده، هتساعديني !
إحتضنت هي وجهها بكفيها وأردفت بصوت دافئ ونظرات حانية :
-طبعًا أنا معاكي، و..
قاطعتها فيروز بمشاعر متضاربة، وقالت بهدوء :
-أنا .. امبارح فكرت أروح أعمل فحص طبي وكده ودا هيقوي موقفنا ..
مع أن الكلمات كانت قاسية عليها، لكنها أرغمت نفسها أن تقولها، فيجب عليها أن تفعل ما تستطيع من أجل إسترداد حقها ..
حينها شعرت جويرية بالراحة لأنها لم تجعلها تتحدث بنفسها، فقد كان إخبارها أمر شاق جدًا عليها ...

لكن في نهاية المطاف، ستذهبان اليوم سويًا لكي تستطيعا إثبات شيء آخر ضد ..

ذاك الذي يشبه الرجال خَلقًا، لا خُلقًا ..!!
هؤلاء هم من يتدرجون تحت إسم ... أشباه الرجال ...!!!

.................

كانت جالسة في غرفتها تشرب قهوتها، حينما سمعت صوت الجرس يرن ..
من الذي قد جاء إذًا فهي في العادة لا يأتيها أي زوار ...
أرجعت شعرها للخلف، فقد تناثر على وجهها حين جلست، وتركت قهوتها على الطاولة القريبة منها، ثم نزلت من على السرير لتعلم من جاء !

نزلت من على الدرج بهدوء إلى أن وقفت أمام الزوار .. فقد فتح الخدم الباب
نظرت لهم بتوجس وسألت :
-خير يا حضرت الظابط فيه حاجة !
أجابها الشرطي بهدوء :
-مدام كاثرن عندنا أوامر بتفتيش المكان عشان عاوزين هدوم جوزك إللي كان لابسها وقت إرتكاب الجريمة
زفرت هي بإختناق، فحتى وهو بعيد تلحقها مصائبه، لكنها قالت ببساطة :
-طيب ثواني أنا هجيبها دا لو مكنتش إتغسلت !
أومأ الرحل رأسه منتظرًا إياها بينما هي سارت في إتجاه غرفة الغسيل وهي تنادي :
-سلمى !
أجابتها سلمى وهي قادمة من المطبخ :
-نعم يا هانم جاية
-تعالي على أوضة الغسيل ناو

ومن ثم توجهت نحو الغرفة، ولحقتها سلمى على عجلة السرعة، وقفت كاثرن أمامها ونظرت لها قائلة بهدوء :
-كاثرن مشوفنيش هدوم بيجاد اللي كان لابسها من تلت أيام وراح بيها الشغل !؟؟
أجابتها سلمى بنبرة عالية نسبيًا :
-قصدك الهدوء اللي كانت مقطعة دي ! ،كان جواها شقوق كتير والبيه مش بيحب الهدوم المشقوقة، فامغسلتهاش وكنت هرميها !
-طب هي فين الوقت ؟
ظلت الأخرى تبحث في ذاكرتها، قبل أن تنظر لها وتقول بهدوء :
-أيوة افتكرت، ثواني هجيبها وآجي
أومأت كاثرن رأسها وتعجبت أن الثياب كانت ممزقة، فيبدو أنها قد قاومته بإستماتة، وعلى حد علمها أنه من المستحسل أن تحدث جريمة إغتصاب كاملة بدون رضى من الطرفين ولو بجزء لا يلاحظ حين تنعدم المقاومة من الطرف الآخر تحت التهديد أو التعب أو الإغماء، هذه لا تعتبر موافقة، لكنها تساعد الجاني كثيرًا، وإلا من المستحيل أن يستطيع الجاني إتمام جريمته الشنعاء !

-يا هانم !
قاطعت سلمى شرودها فإستدارت لها لتجيبها :
-نعم !
مدت سلمى يدها لها بكيس بلاستيكي بداخله ثياب زوجها، وأردفت بإرتباك :
-بصي يا هانم الهدوم دي .. آآآ
صمتت الأخرى فقالت كاثرن :
-مالها ؟
-بصي الصراحة شكلها إتعمل بيها جريمة فعلًا لأن عليها دم و..، ومشقوقة خالص !
-ما ده اللي أنا عاوزاه يا سلمى ..
قالتها بهدوء ثم تركتها وذهبت نحو زوارها المرحب بهم !

......................

وصل تقرير وكيل النيابة إلى الطبية المسؤلة عن الطب الشرعي .. وتأكدت الطبيبة من دراسة الملف جيدًا قبل أن ..
-تمام يا فيروز وبعدين عملك إيه !
سألتها الطبيبة بحذر، فيجب أن يوافق حديثها عن الواقعة الحديث الموجود أمامها في التقرير الطبي وإلا وجد علة في الأمر أو كان هناك خطأ ما ويجب عليها حينها أن تكتب تقريرًا كاملًا بكل ما قالته ..
زفرت فيروز ونظرت لمن حولها، جويرية، وممرضة أخرى، فلا يجوز أن يدخل غيرهما، نظرت حينها جويرية لها وأومأت رأسها لتشجعها على المتابعة فقالت بحزن :
-ولما حاولت أصرخ قام كتم بقي جامد، وضربني على وشي بالقلم و...

................

وخارج الغرفة وقف براء، وسهيل حزينان ..
لكن سهيل قد بدى على وجهه الألم حقًا، وشعر براء بذلك، فاقترب منه ووضع يده على كتفه قائلًا بهدوء :
-إهدى يا سهيل هتبقى كويسة وتتحسن إن شاء الله
زفر سهيل بحن ونظر له قائلًا :
-أصل إنت مش فاهم يا براء أنا السبب أنا حاسس إني السبب في كل ده ! ، دي أختي والمفروض مكنتش أبعد عنها أبدًا ..
إبتسم له براء وهو يردف :
-بص يا سهيل كل اللي حصل ده قدر ربنا متفضلش تقول لو لو لأن ده قدر ومكتوبلها، ولو مكتوبلها خير لو إجتمع أهل الأزض على أن يضروها مش هيضروها، ولو مكتوبلها شر لو إجتمع أهل الأرض على أن ينفعوها مش هينفعوها، كله عند ربنا فامتقساش على نفسك وحاول تعوضها
نظر له سهيل وأومأ رأسه مبتسمًا بحزن .................!!!!

..................................................!!!!!

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل التاسع عشر"

يتبع ....

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة