-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن والعشرون

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثامن والعشرون

الموسيقى تنتشر في كافة أرجاء زيكولا، والأخبار تتناقل بين هذا وذاك.. الجميع يتحدثون عن فقراء زيكولا، ويتهامسون بأن أطباءها قد اختاروا فقيرين بكل منطقة بها.. وينتظرون طبيبتهم الأولى حتى تعطي كلمتها الأخيرة.. يريدون أن يفرحوا..يريدون ان يهنئوا حاكمهم بهذا اليوم .. الجميع في أوج سعادتهم طالما ابتعدوا عن منصة الذبح.. يعملون نهارا ويتراقصون ليلا.. يعلمون أنها أيام وستمُر وسيعودون مجددًا إلى حياتهم وأعمالهم الشاقة.. فأرادوا أن يقتنصوا كل ذرة سعادة في تلك الأيام.. حتى سور زيكولا بدا وكأنه في أيام عُرسه بعدما عُلقت فوقه رايات عديدة مختلفة الألون ترفرف بقوة، وتتوسطها نيران مشتعلة تعلن عن احتفال أهل مدينته، والذين بدأوا يتجهون إلى المنطقة الوسطى أفواجًا متتالية ليشاهدوا منافسة الزيكولا ومعهم ما يكفيهم من طعام حتى ذلك اليوم وحتى يوم زيكولا حين يتنقلون إلى المنطقة الشرقية حيث أرض الاحتفال ومنصة ذبح الفقير.. أما أهالي المنطقة الغربية فقد تجمّعوا أمام القصر الذي حُبس به خالد وجواد حين اصطف أمامه العديد من الجنود إيذانا برحيل الفقيرين إلى المنطقة الوسطى حيث قصر الحاكم، وصاحوا وهللوا حين رأوا خالدا وجوادًا مُكبّلين يدا
وقدمًا، ويتقدمهم قائد الجنود إلى عربة تقف أمام القصر.. ثم بدأت العربة في التحرك في طريقها لمغادرة تلك المنطقة..
سارت العربة وشقت طريقها وبداخلها خالد، ينظر عبر نافذتها إلى الصحراء الشاسعة على جانب الطريق، وكلما حاول جواد أن يتحدث إليه لا يرد، ويظل محدقا خارج العربة حتى ابتسم جواد تحدث في هدوء: أعلم أنك حزين للغاية، وأعلم أنك تسخط على حاكمنا وولده.. ولكن لا تيأس ياصديق.. ما زال أمامك فرصتان كي تنجو بحياتك ..
و خالد يواصل صمته ولا يرد..
فحدثه جواد مجددًا: أحدنا سينجو بالطبع.. وقد ينجو كلانا ..ثم صمت، وأكمل: أريد أن أطلب منك شيئا ..ثم تابع :إن نجوت وكنت أنا من سيُذبح، وجاء يوم زيكولا ووقفت بين من يحتفلون بذبحي ورأيت امرأة تبكي وسط من يفرحون ، فاذهب إليها وأخبرها أنني لم أحب بحياتي مثلما أحببتها.. وسالت بعض دموعه على وجهه فالتفت إليه خالد، ووضع كفه على ركبته وابتسم إليه: ستعود إليها يا جواد.. وستنجبان أطفالا تعيش وتفخر بزيكولا..
فابتسم جواد، والدموع تلمع على وجهه، وأكمل: وأنت؟ .. لا تريد أن توصيني بشي؟
ًفصمت قليلا ثم نظر عبر النافذة مجددًا، وعاد لينظر لجواد :إن وجدت شابًا في مثل عمري يدعى يامنا، ويقف حزينا فأخبره بأنني لم أجد صديقا وأخا مثله ثم صمت برهة، وأكمل: وإن رأيت طبيبة زيكولا تنظر كثيرا إلى السماء ليلا تبحث عن نجم بها.. فأخبرها أنها أجمل حقا من ذلك النجم..
فسأله على الفور : هل تعرفك طبيبة زيكولا؟
فأجابه خالد :نعم..
فابتسم، وأكمل: هل تحبها؟
فردّ خالد: نعم ..
فسأله: وهي؟.. تحبك؟
فصمت خالد ثم أجابه: لا أدري
فأكمل جواد :إن كانت تحبك فلن تتركك لتكون ذبيح زيكولا..
فصمت خالد مرة أخرى ثم عاد هائمًا يتأمل الطريق عبر نافذة العربة.. وأكملت العربة سيرها، وأمر سائقها حصانه بأن يسرع ولسعه بسوطٍ بيده.. حتى وصلت مع اقتراب غروب الشمس إلى المنطقة الوسطى، والتى ازدحمت شوارعها بالكثير من الناس.. وواصلت العربة تحركها.. حتى توقفت أمام قصر الحاكم..
كانت أسيل تجلس بغرفتها حين أخبرتها وصيفتها بأن فقراء مناطق زيكولا قد بدأوا
في القدوم..فدق قلبها بقوة
وسألتها على الفور : هل وصل فقيرا المنطقة الغربية؟
فأجابت الوصيفة : نعم سيدتى ..
فسألتها مجددًا : هل رأيتهما؟
فأجابتها : لا.. لم أرهما.. إنهما قد وصلا منذ لحظات قليلة، وسيتجها نحو بهو القصر..
وأكملت : أستطيع أن أشاهدهما من تلك الشرفة..
ثم أشارت إلى شرفة الغرفة، وأكملت : وهم يمرون نحو بهو القصر ..
فالتفتت أسيل إلى الشرفة: لا.. عليك أن تغادري الآن.. وأخبريني حين يكتملون ..فابتسمت الوصيفة ثم غادرت..
أما أسيل فأسرعت إلى الشرفة، ووقفت أمامها تنتظر أن يمر فقراء مناطق زيكولا.. تنتظر وتتسارع أنفاسها.. تخشى أن يكون ما تظنه حقيقة..
وتسأل نفسها: أين يامن؟ .. ولماذا لم يأتها ليخبرها بما حدث لخالد؟! و كلما مرّ أحد بالأسفل نظرت إليه في لهفة، وشعرت بسعادة حينما تتحقق أنه ليس خالد.. حتى انتفض قلبها، وكانه انتزع منها حين وجدت أحد الجنود يتقدم ويأتي خالد من خلفه
مطأطئ الرأس، ويسير ببطءٍ ومعه فقير غيره قد كبلا سويا
ويصيح بهما الجندي: أسرعا أيها الفقيران..
فأمسكت برأسها، وعادت خطوات إلى الخلف، ووضعت يدها على فمها من الصدمة.. ثم تحركت نحو الشرفة مجددًا، وظلت تنظر إلى خالد وهو يتحرك بصعوبة خلف الجندي إلى بهو القصر.. فتسارعت أنفاسها، ولمعت عيناها بالدموع
وحدثت إلى نفسها: ماذا أفعل؟.. ماذا لو كان أكثرهم فقرا؟!..
تنظر إلى وريقاته المبعثرة في غرفتها، وتقرأ كلماته.. أنه لم يحب غيرها
وتحدث نفسها: إن مصيره بيدي ..
وتتحرك جيئة وذهابًا بالغرفة، وتسأل نفسها حين تقف أمام المرآة: ماذا أفعل؟
ثم نظرت إلى الأوراق مجددًا
وكأنها تحدثها : خالد.. ماذا لو كنت أنت الأفقر بينهم؟ ماذا تريدني أن أقرر ؟
وتعود إلى حركتها جيئة وذهابًا وتمسك برأسها وتمرر يدها فوق شعرها ثم تنظر عبر الشرفة، وترى الفقراء الآخرين الذين يتجهون نحو بهو القصر.. حتى سمعت طرقات على باب غرفتها
ودلفت إليها وصيفتها وقالت: سيدتى لقد اكتمل عدد الفقراء ببهو القصر، والجميع في انتظارك..
فزاد انتفاض قلبها ثم حدثتها :حسنا.. سآتي على الفور ..
فأغلقت الوصيفة باب الغرفة، وجلست أسيل على سريرها، ووضعت رأسها بين يديها وكأنها لا تدري ماذا تقرر .. ثم نهضت مجددًا، واتجهت مرة أخرى نحو الشرفة، ولكنها لم تنظر لأسفل.. بل نظرت إلى السماء التي امتلأت بشفق الغروب
وبدأت تتحدث والدموع على وجهها :رأيت خالد كثيرا ينظر إلى السماء كلما وقع في محنة، وسمعته يقول .. يا رب ساعدني.. أنا أنظر مثلما كان يفعل الآن.. وأقول مثله.. يارب.. يارب ساعدني.. أريدك أن تساعدني.. ثم أغمضت عينيها، وانهمرت دموعها كثيرا.. وأكملت : ساعدني..لا أريد أن أفقد خالدا ثم تابعت: ولا أريد أن أظلم أحدا.. لا أريد أن أظلم أحدا..
كان الصمت يسود بهو قصر الحاكم، وكأنه لا يوجد أحد به.. الجميع صامتون كل يفكر بمصيره وينتظر أن تأتي الطبيبة.. عشرة من الفقراء.. سبعة رجال وثلاث فتيات.. ينتظرون أن يمر الوقت سريعً ا.. أي منهم سينجو، وأي منهم ستختاره الطبيبة لمنافسة الزيكولا، وخالد يقف وينظر إليهم في صمت.. ثم ينظر إلى أعلى وكأنه يناجي ربه..حتى كسر ذلك الصمت حين دلفت أسيل بفستانها الفضفاض إلى بهو القصر، ومعها قائد حرس الحاكم الذي اتاها ليله وضعت زوجة الحاكم
وتحدث بصوت غليظ : ستختار سيدتي الآن الثلاثة الأكثر فقرا ..
فتقدمت أسيل في صمت، ومرت أمامهم، وخالد ينظر إليها، وتعمدت ألا تنظر إليه حتى أنها أرادت أن تلمحه بطرف عينها، ولكنها أبعدت نظرها على الفور .. ثم همست إلى قائد الحرس أن يقدم إليها فقيرا تلو الآخر ..

بدأت أسيل تفحص كل من يتقدم إليها وتتأمله، وتضع ثنية من جلده بين إصبعيها ثم تسأله إن كان قد مرض من قبل، وإن أجابها بأنه قد مرض تسأله المزيد من الأسئلة عن ذلك المرض، وتزيد من فحصها لأكثر من مكان بجسده حتى تعلم إن كان قد مرض حقا أم أنه يدعي ذلك كي ينجو.. حتى تقدم إليها جواد وبدأت تفحصه و قد نظرت إلى خالد خلسة بطرف عينها فابتسم جواد
ًوتحدث إليها: إنه يحبك أيضا..
فنظرت إليه، ولم تتحدث ثم أمرت أن يأتي من بعده..
ًفوجدت خالدا يتقدم إليها فدق قلبها بقوة ولامست وجهه ويدها ترتعش قليلا.. وخالد ينظر إلى عينيها دون أن ينطق ببنت شفة.. و تحدث نفسها.. ماذا أفعل يا خالد إن كنت الأفقر.. ماذا أفعل؟، ثم نظرت إلى قائد الحرس أن يأتي بمن بعد خالد، والذي فوجئ بعدما استغرق فحص خالد وقتا أقل كثيرا ممن فحصوا قبله ولكنه طلب من فقير آخر أن يتقدم إلى الطبيبة وظلت أسيل تفحص جميع الفقراء المتواجدين بالبهو حتى انتهت.. ثم عادت لتجلس على أحد الكراس ي الفخمة المتواجدة، وأمسكت بقلم
وبعض الوريقات، وبدأت تدوّن بعض كلماتها.. والجميع ينظرون إليها في صمت.. لا يُسمع فقط سوى صوت الأنفاس المتسارعة من بعضهم.. حتى نهضت وتحركت نحوهم.. ثم تحركت أمامهم جيئة وذهابًا
ونظرت إلى فتاة: أنت .. اخرجي إلى أهلك..
فصرخت الفتاة من الفرحة ثم نظرت أسيل إلى فقير آخر: وأنت.. عُد إلى أهلك.. فصاح فرحًا.. وواصلت أسيل تحركها بينهم، وكلما تحرّكت تشير إلى أحدهم بأن يعود إلى أهله.. حتى توقفت مكانها بعدما لم يتبق سوى أربعة فقراء فقط.. بينهم خالد وجواد، واحتبست الأنفاس، والجميع ينتظرون من هو الناجي الأخير.. تقف أسيل أمامهم، وخالد ينظر إليها في ترقب، وجواد ينظر إليه وكأنه يوقن بأنه من ستختاره، ويقف بجوارهما فقيران يزداد الوجوم على وجههما.. حتى نظرت إليهم، وأشارت إلى جواد:
- أنت عُد إلى أهلك ..
ثم نظرت إلى خالد والفقيرين الآخرين: أنتم الأكثر فق را بينهم.. الزيكولا ستحدد من منكما ذبيح يومنا..
فسقط خالد على ركبتيه، ونظر إلى أسيل، وكأنه لا يصدق ما سمعته أذناه..
وصاح بصوته : أسيل ..
فغادرت على الفور واتجهت إلى غرفتها، وما إن دلفت إليها حتى واصلت بكاءها مجددًا وتحدثت إلى نفسها بصوت عالٍ : لم أجد أمامي سوى ما فعلته.. لا أستطيع أن أظلم أحدا.. لا أستطيع ..
ثم أغمضت عينيها، و تحدثت: ستنجو من الزيكولا يا خالد.. ستنجيك الزيكولا.. إنك لا تستحق أن تذبح في مدينتنا.. ستنجو.. ستنجو..
أما خالد فقد أمره قائد الحرس بأن يتبعه هو ومن معه إلى قصر مجاور لقصر الحاكم، وسمع جواد الذي مازال يقف بجواره يهمس إليه : ستذهبون إلى قصر النحّاتين الآن..
فنظر إليه خالد دون أن يرد ثم تابع جواد :إن كانت الطبيبة تحبك لأبعدتك عن هذا المصير..
فصاح به قائد الحرس :هيا.. أنت.. عليك أن تغادر القصر..
فتحدث خالد إليه :عُد إلى حبيبتك يا جواد.. وإن مت فابحث عن يامن، وأخبره كما قلت لك..
فابتسم جواد ثم تركه وغادر وتحرك خالد مُكبّل اليديّن والقدميّن خلف قائد الحرس الذي طالبه بأن يسرع.. حتى غادروا قصر الحاكم، واتجهوا إلى قصر مجاور وسط تجمع كبير من أهالي زيكولا الذين وقفوا أمام القصر ليروا من الذين سيخوضون تلك المنافسة رغم حلول الليل، وما إن رأوا خالد والفقيرين الآخريْن مكبّلين ويتجهون نحو قصر النحاتين حتى صاحوا، وصاح أحدهم بصوت مميز: إنه الغريب الذي كان يعمل معنا بتقطيع الصخور ..
وصاحت أخرى :لقد رأيته من قبل يبحث عن مالك لكتاب غريب..
والجنود يحاولون أن يبعدوا الناس عنهم حتى وصلوا إلى قصر مجاور ودلفوا إليه، وعلم خالد منذ دخوله إلى ذلك المكان بأنه قلعة النحاتين.. حيث يصنع تمثال من الصلصال لكل فقير منهم
كان قصر النحاتين ذو واجهة فخمة ونقوش خارجية على هيئة تماثيل لأشخاص وحيوانات تظهر خلف النيران المضيئة التي توهجت بقوة مع ظلام الليل مما أعطته جمالا خاصًا.. اما بداخله فقد انير بمصابيح نارية عديدة وكأن النهار قد حل به ولكنه لم يكن يمتلك ذلك الجمال بالخارج، ولم تكن به سوى بضعة تماثيل قديمة يبدو أنها نحتت لفقراء من قبل.. وكتل طينية بأركان صالاته الكبرى ، وتفوح بأرجائه رائحة الصلصال.. حتى توقفوا جميعًا حين ناداهم شخص قصير القامة ممتلئ البطن رأسه صلعاء ولحيته طويلة جعل منها ضفيرات صغيرة متعددة : عليكم أن تمكثوا هنا.. ثم أكمل :سيتولى كل نحّات بعد قليل صناعة تمثال كل منكم..
فمكثوا مكانهم وبعد لحظات وجدوا ثلاثة رجال تترواح أعمارهم ما بين الشباب والكهولة، وقد وقف كل منهم أمام فقير من الثلاثة ونظر خالد إلى من يقف أمامه وكأنه في حلم عميق، وهزّ رأسه لعله يفيق من هذا الحلم حتى ناداه من يقف أمامه، ويمسك بأدوات النحت في يده : عليك ألا تتحرك أيها الفقير.. أتريد تمثالك مشوّها؟!! ثم ضحك ساخرا.. وتابع: الزم السكون .. إن إمامك أمهر وأسرع نحات بزيكولا.. سأنتهي من تمثالك في زمن قياسي.. فنظر إليه خالد وأخرج زفيرا قويًا.. ثم بدأ النحّات عمله وجلب كتلة ضخمة من الصلصال، وبدأ يشكل أجزاءها بعدما يلمح بطرف عينه خالد، وبين الحين والآخر يقترب منه ليضع يده على رأسه، وكأنه يستخدمها للمقارنة بين قياساته.. ثم يعود مجددًا إلى تمثاله الذي بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا..
النحاتون يعملون بمهارة وسرعة فائقة.. ويقف خالد ومن معه دون حراك.. ينتظر كل منهم أن ينتهي من صنع تمثاله عله يغادر هذا المكان، وأسرع الوقت من مروره حتى انتهى النحاتون من عملهم مع شروق الشمس، وقد صنعوا ثلاثة تماثيل من الصلصال يشبهون أصحابهم، ونظر خالد إلى تمثاله الذي كان يقف شامخا وتعتلي وجهه نظرة حزن واضحة، وهزّ رأسه في حزن ثم نظر إلى أحد الفقيرين بجواره
وسأله: ماذا سنفعل الآن بعد نحت تماثيلنا؟
فرد الفقير بصوت واهن: لم يعد لنا سوى أن نخوض منافسة الزيكولا..
فسأله خالد : هل سنخوضها الآن؟
فرد قائد الحرس : لماذا تتعجل أيها الفقير؟! إن الوقت مازال باكرا.. ستكون المنافسة بعد ساعات من الآن.. حين تكون الشمس عمودية.. أي منتصف النهار.. ثم أكمل: مع شروق شمس اليوم فتح باب زيكولا وهناك الكثيرون ممن كانوا بخارجها واشتاقوا إلى احتفالاتنا مرة أخرى ، وسيستغرق مجيئهم إلى هنا العديد من الساعات ..
فتمتم خالد : فتح باب زيكولا؟!!
ثم تجاهل ذلك الأمر وسأل قائد الحرس: ماذا سنفعل في تلك المنافسة؟ .. لقد أخبرني أصدقائي عنها من قبل.. ولكنني لا اتذكرها جيدا..
فأجابه : أيها الفقير ستحدد الزيكولا مصيرك.. كي لا تقول إن الطبيبة هي من اختارت لك الموت.. ما عليك سوى أن تختار ثلاثة أماكن من تمثالك هذا، وتحميهم بدروع
صغيرة، وستطلق سهام الزيكولا نحو تمثالك .. وإن أصابتك سهام أكثر من غيرك
كنت أنت ذبيح يومنا..
فصمت خالد، ونظر إلى أعلى: يارب ساعدني..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة