-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن - الفصل التاسع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل التاسع عشر من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.

اقرأ أيضا 

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن - الفصل التاسع عشر
قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن (الفصل التاسع عشر)

تجاهل أحيانا لتحصل على نفس نتيجة الاهتمام
انشغالى عنها هو ما جعلها تنشغل هى بى
هذا مالفت نظر (أمل) إننى مشغولة دوما بعملى على الحاسوب
تتغير معالم وجهه مع كل كلمة أقرؤها من القصص التى تأتينى يوميا على بريدى الإلكترونى.
كلما تجاهلتها شعرت بالفضول نحوى
ذلك الفضول الذى كان يتحرك كالسلحفاة خلال عدة أسابيع لم يصدر عنى أى علامة من
علامات الاهتمام بها سوى مرة واحدة منذ أيام قليلة تتذكرها (أمل) جيدا.
تلك الليلة راودها فيها كابوس مروع فاسيقظت فزعة لتجدنى جالسة على طرف فراشها
أنظر لها بتأمل وببرود كما لو كنت أتلذذ برؤيتها تصارع كوابيسها وتنازع لتستيقظ.
لم تعلم أنني أنا التى أيقظتها بالفعل
مستخدمة طريقة شريرة لأجعلها تستفيق
فقمت بنغزها فى طرف قدمها فوق الكاحل مباشرة بطرف ظفرى المكسور والحاد كالإبرة
النتيجة كانت جيدة واستيقظت (أمل) على الفور تتنفس برعب وخفقات قلبها تظهر من خلف
ملابسها كما لو كان القلب يندفع محاولا  الخروج من صدرها مرة بعد مرة.
تبادلنا النظر للحظات قبل أن تسقط (أمل) على فراشها مرة أخرى نائمة بعمق تبدو كمن فقد الوعى ببطء.
وفى الصباح كانت تبحث عنى وجدتنى أجلس على أريكة موضعها مختلف عن التى اعتدت الجلوس فوقها
لفترة طويلة كنت أختبر حدسي أو بمعنى أصح أريدها أن تبذل جهدا للعثور على
فبذل الجهد يمنح الشئ قيمة حتى وإن كان لا قيمة حقيقية له بالفعل.
منذ متى وانت لئيمة إلى هذا الحد؟ لم ألتفت للتى تحدثنى عن قرب
فهى أمى كالعادة توبخنى ولماذا ألتفت وأنا أعلم أنها وهمية؟
حتى وإن كانت تجلس بجوارى الآن.
حاولت التركيز أكثرعلى الخطوات التى تقترب منى
ظلت (امل) تقترب بخطواتها المترددة حتى جلست بجوارى.
م...ماذا تفعلين؟
أقرأ مشاكل المجانين بالخارج.
قلتها سريعا وبطريقة مازحة لأجعلها تبتسم وتشعر بالألفة نحوى
ولكنها لم تفعل بل تابعت تتساءل بفضول أكبر:
هل هذا عملك كما سمعت عنك؟
نعم.
إجاباتى كانت سريعة فاصلة حتى لا تتردد وتخبرنى بما لديها
فالوقت ليس فى صالحها راقبتها وهى تفرك كفيها تذكرنى بالضعيفة الخائفة التى كنتها يوما ما
تذكرنى برهينة الناس المرتعبة من رأيهم فيها بالتى كانت تستجدى العطف حتى من أمها...
لا زلت تركهيننى يادميمة....
ششششششششش....انتبهت (أمل) تنظر لى بعينين حائرتين تظن بأننى كنت أخرسها هى
بينما لا تعلم أننى أخرس أشباحى الخاصة.
لم تكونى المقصودة...آسفة.
قلتها باسمة فزادت حيرتها وهى تتلفت بمقلتيها حولنا حتى استقرت نظراتها نحوى وكأنها تذكرت
أخيرا أنها تحادث مريضة فصام لا تتناول دواءها فلا يجب أن تتوقف عند كل كلمة أنطقها كثيرا!
كيف تستطعين التماسك والاستمرار بدون جرعات الأدوية؟!
كانت مندهشة وهى تطرح سؤالها الذى لم أعتقد أبدا أنه سؤال
وكيف تسأل وهى تسمع مجادلاتى المسائية كل ليلة مع (رجاء) وهى تحاول إقناعى مخلصة كصديقة
بأن أحافظ على الجرعات الدوائية بانتظام لأنها ستساعدنى فى حربى مع أعراض المرض بينما الآثار
الجانبية له لن تسبب مشاكل كبيرة مادمت لا أسكن مع زوجى فلن يكون هناك متضرر منها؟
لا أحد يفهمنى هنا سوى الدكتور (يحيى) بل ويقوم بمساعدتى للوصول إلى تخفيف الأعراض بالجلسات
وقوة إرادتى مع القليل من الحفاظ على جرعات الدواء...
أنا لاأريد أن استكمل بقية حياتى رهينة لتلك الأقراص.
لقد تم اغتصابي.
قذفتنى بعبارتها تلك كحجر ارتطم بوجهى بعنف فالتفت نحوها بحدة وعينين مذهولتين
فتابعت وقد ثبتت نظرتها الميتة على الشجرة المواجهة لنا ربما خشية من رؤية ردة فعلى
وتابعت بحروف نازفة:
دخلت المشفى ليلا على إثر نزيف نتيجة إجهاض مفاجئ ...
كان زوجى مسافرا فذهبت مع أختى التى استنجدت بها وقد كنت مرتعبة مما يحدث لى ولا أفهم سبب النزيف ..
وهناك تم تشخيصى بأنها حالة إجهاض ولابد من دخول غرفة العمليات لتنظيف الرحم.
شعرت بأن أنفاسي حبست فى صدرى وأرغمت نفسي على كتم صوت تنفسي الذى ارتفع دون إرادة وأنا
أحاول استيعاب ماتقول وتخيله:
استفقت من المخدر وأنا فى غرفتى وأختى بجوارى تطمئننى أن الطبيب أخبرها بوقف النزيف..
وأن حالتى جيدة فعدت إلى بيتى ظهرا.
كانت أصابعى على وشك ترك حاسوبى المحمول يسقط من فوق حجرى كما تسقط  دمعاتها الآن بغزارة
ولكن دون شهيق ملامحها ثابتة كنظرتها للشجرة
حاولت استجماع نفسي سريعا ووضعت الحاسوب بيننا على الأريكة الخشبية والتفت نحوها بجسدى كله
ريثما تستكمل هى مردفة:
مر ثلاثة أسابيع ..كان زوجى قد عاد من سفره وقف بجوارى ودعمنى نفسيا..واتفقنا أن ننتظر بضعة أيام
ثم نذهب إلى طبيبة لتخبرنا عن سبب الإجهاض حتى نتجنبه فى الحمل القادم...ثم جاءنى اتصال من ممرضة
تعمل فى المشفى التى أجريت بها الجراحة وتقول: إنها تريد مقابلتى.
وهنا ارتعشت نبرة صوتها وبدأت قطرات الدموع تتزايد وتسقط على إحدى ذراعيها المعقودتين فوق صدرها
فتأخذ خطا دائريا بطيئا للأسفل وتختفى هناك:
وعندما ذهبت إليها أخبرتنى أن الطبيب بعد إجراء العملية لها أمرها هى والممرضة الأخرى بأن يخرجا خارج
غرفة العمليات بصحبة طبيب التخدير..خرجت بالفعل هى وزميلتها وتركتنى وحدى معه.
لماذا؟ نطقتها بداخلى فقط فلم أجرؤ على البوح بها أبدا فأنا بالكاد أحافظ على انتظام أنفاسي المقطوعة
بينما قلبى ينهت ألما وأنا أراها تتحول أمامى إلى حلس بال تود لو تختبئ فى باطن الأرض لم تكن فى
حاجة إلى سؤالى فقد كانت فى تلك اللحظة تريد أن تحكى تريد البوح ولو حتى للشجر:
قالت الممرضة بأننى لست الأولى ولا حتى الثانية وانها أخبرت السابقات كما أخبرتنى ولكنهن خفن
الفضيحة وسكتن فكل منهن زوجة وأم والفضيحة لن تكون لها وحدها.
وفعلت مثلهما بالطبع؟
همست بها بقنوط ففاجئتنى بنظرة حادة وهى تلتفت ناظرة نحوى لأول مرة منذ أن بدأت تقص حكايتها
هاتفة ب: لا...ثم تابعت بعنف:
لقد فضحتهما فى كل مكان قدمت بلاغا للنيابة وطلبت شهادة الممرضة وزميلتها وعندما تواصلت وسائل
الإعلام معى تكلمت وحكيت كل شئ.
أومأت برأسي بابتسامة مشجعة وأنا أشعر بالفخر فها هى أنثى تخرج عن المألوف أخيرا...
وتطالب بحقوقها بلا خوف من المجتمع فعالجتنى بنظرة ضائعة وقد خفت صوتها وكأنه
يختبئ هناك خلف أوراق الشجر وهى تهمس:
زوجى طلقنى ...قال: إننى فضحته..
ورغم كرهى للمس أحدهم وجدتنى أقترب منها لأواسيها ولكن يدى عادت مكانها مرة أخرى
لم أقوى على ذلك ولا أعلم لماذا؟ حافظت على المسافة بيننا بترك الحاسوب كحد فاصل يفصلنى
عنها ليتها كتبت لى قصتها فى ورقة أقرؤها ثم أمزقها لتذروها الرياح.
فى البداية رفض التصديق وقال: إن الممرضة تكذب لتوقعنى فى المشاكل أو لتبتزنى بصمتها
وعندما عصيته وقدمت البلاغ اختفت الممرضة تماما ولم يعثر لها على إثر بينما حضرت زميلتها
تلك ومعها ممرضة أخرى لا أعرفها ولم تدخل معى غرفة العمليات ولم أرها على الإطلاق يومها
وشهدت كلتاهما بأنهما لازمانى طوال فترة الجراحة منذ دخولى وحتى خروجى منها ولم يحدث أى
شئ غير طبيعى وأرسل المشفى أوراقا يوثق بها شهادتهما !..أنا سأجن!!
وحدث ماتمناه دكتور (يحيى ) وزيادة انفجرت (أمل) فى البكاء وبدأ نشيجها يعلو وجسدها يختض وهى
تحاول السيطرة على حديثها المتقطع وجسدها المتداعى ألما وحزنا على نفسها وعلى ما وصلت اليه.
حتى أختى تخلت عنى عندما أمرها زوجها بالابتعاد عنى...
الجميع كرهنى حتى بعد أن تتسرب من عيادة الطبيب الحقير كلمات هنا وهناك عن تحرشه
ببعض المريضات مما ساعد فى قوة اتهاماتى له ولكنها فى النهاية بلا دليل.
صمتت للحظات محافظة على وتيرة دمعاتها الغزيرة قبل أن يتحول الصمت إلى نشيج متقطع
كأنفاسها المتلاحقة وفجأة غادرت العصافير الشجرة المنتصبة امامنا دفعة واحدة متفاعلة مع
ذبذبات العنف الصادرة منها وكأنها تنذرهم بزلزال قادم وهى تصرخ هاتفة:
هل تصدقين؟!.. خرج جواب الطب الشرعى لصالحه هو...
فنصحنى المحامى الذى تولى القضية أن اتنازل وأحاول الصلح معه...
حتى لا يرفع ضدى قضية تشهير وتعويض وقد يصل الأمر إلى أن يصدر حكم بسجنى..تخيلى؟!
فى النهاية أنا من كان سيدخل السجن..
وخرج المجرم فى أحد البرامج ليقول بشفقة:
إننى اعانى من اضطراب نفسي وأنه سيتنازل عن حقه رحمة منه فقط لا غير.
نهضت واقفة واقتربت واقفة أمامى مباشرة قاطعة الطريق على نظراتى لشئ سواها
ضاقت عيناها وهى تقول بكره لم يكن موجها نحوي:
ربما كانوا على حق ..ربما أنا المذنبة حقا...أليس كذلك؟!
نعم كانت تقطع الطريق على نظراتى ولكنها لم تستطع منع أشباحى الخاصة من الظهور بجوارها
لماذا لا تنتقم هى أيضا كما فعلت أنت بزوجك؟
كان هذا دورى لأنهض واقفة أمامها بتحد وأجدنى أسألها بنبرة آمرة:
لماذا لم تنتقمى منهم جميعا؟!
فكرت والنتيجة كانت أننى انتقمت من نفسى.
همست بها وهى تطرق للأرض بضعف رفعت قدمها قليلا جانبا
وقامت بدهس نملة مسكينة كان قدرها أن تمر بجوارنا فى تلك اللحظة
ثم رفعت عينيها الضائعتين تثبتهما فى عينى مجددا وتعود لتهمس:
أغلقت على نفسى أشهرا طويلة أعلم عددها لا أفعل شيئا سوى الصمت وحيدة تماما
رنين الهاتف وقرع الباب أسمعهم كصفارات الإنذار فى الغارات فأختبئ أسفل فراشى برعب
حتى جاء اليوم الذى وجدت فيه أختى تأتى مع زوجها وتنظر لى وللشقة بازدراء... ثم وجدت نفسي هنا.
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل التاسع عشر من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة