-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الشيقة والممتعة مع رواية رومانسية إجتماعية جديدة للكاتبة المتألقة سمر محمدعلي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد. 

رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل العاشر

اقرأ أيضا:  رواية فارس عشقي بقلم سحر فرج
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد

رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل العاشر

فتحت عيناها ثم اغمضتها كررت الحركة أكثر من مرة للتمكن من الرؤية بشكل أوضح فالمكان مظلم للغاية ومخيف بصمته
لاتستطيع الحركة فأناملها تألمها بشده
اغمضت عيناها بيأس وهي ترخي يدها بجانبها وقد قررت الإنتظار ربما يشعر بها أحدهم
مر الوقت ببطء شديد وطال الإنتظار فقررت المحاولة مره أخري اتكزت بمرفقها علي الأرض الصلبة .. أنين خافت صدر منها وهي تعتدل بجلستها .. وضعت يدها علي الوشاح الأسود حداد علي الراحلة وهي تلتفت بجانبها بخيبة أمل لمتي ستظل هنا ،، حتي القمر اختبئ خلف السحب وكأنه يعاقبها هو الآخر بتركها وحيدة الظلام ، مالت بجسدها متسنده علي لوح خشبي يحمل أسم والدتها . لقد مر شهرين وعزيزة لم تعد كما وعدتها وهي لن تمل من الإنتظار
اغمضت عيناها .. فالنوم لايجد ملاذه سوا هنا
ثوان دقائق سويعات لاتدري
وغمر الضوء ،، اعتصرت عيناها بقوة حتي لا يؤلمها شدته ،، سمعت خطوات سريعة تقترب منها ونحيب امرأة تردد إسمها بلا كلل ..
: وسام حبيبتي أنتِ كويسة حرام هتموتني من خوفي عليكي ليه بتعملي في نفسك كده ؟

ابتسمت وسام بحنين وهي ترتمي بحضن شقيقتها الدافئ مرددة : مستنياها ياسلمي قالتلي هرجع ياوسام هرجع وهخدك في حضني من تاني صدقيني قالتلي كده وأنا أهو مستنياها ماينفعش لما ترجع ماتلقنيش وكمان هي مش بتقدر تمشي لوحدها فلازم اسندها أرجعي أنتِ البيت وأنا هجيبها ونيجي
هزت سلمي رأسها نافيا بوجع وأردفت بنبرة تتقطر ألماً حينما دفنت رأس وسام بصدرها مربته عليه بدفء : لا ياوسام مش هسيبك مقدرش قومي معايا نرجع البيت
اتسعت عيناها بذعر وهي تبتعد عنها غير مصدقه لما قالته للتو وقالت بضجر : أنتِ مجنونة ياسلمي أمك مابتقدرش تمشي لوحدها أنتِ غبية صح هسيبها إزاي بس روحي أنتِ عشان ولادك وأنا والله هجيبها وهنرجع مش هنتأخر عليكي ماتخافيش

ابتلعت سلمي ريقاً كالعلقم وهو تلتفت لفارس المشفق علي ما آلت إليه فتاة بمقتبل العمر جُنت ولا شك .. حدثته سلمي من ثلاث ساعات تقريباً باكية تخبره بأن الساعة قد تعدت الثانية بعد منصف الليل ووسام لم تعد ولا يوجد مكان لم تبحث به .. بغصون دقائق كان أمامها يسأل المارة عنها أين رأيتها وبأي طريق ذهبت
والإجابة واحدة . حتي أخبرهم رجل ثلاثيني بأنه رأها أمام قبر والدتها بالصباح .. بالبداية سخر من هذه المنطق القبور والآن وقد ارتفع صوت المؤذن بقوله (الصلاة خيراً من النوم)
لكن حينما يخيم اليأس حولك فسوف تتعلق بالقشة الأخيرة
بخطوات مترددة اقترب منهما جثي بجانبها يربت علي كتفها بحنان .. فتلعقت عيناها به بتوسل وأردفت بتساءل : هي اتأخرت عليا ليه مش عارفة أني مستنياها بقالي كتير أووي

: هي عارفة أنك مستنيها بس طالبة منك أنك ترتاحي في البيت هي خايفة عليكي وأنتِ هنا ولوحدك أرجعي مع سلمي وأنا وعد هجيبها بنفسي

: بجد

: وعدتك كتير أووي قبل كده في مره خالفت وعدي

هز رأسها نافياً مع بسمة عذباء ارتمست علي ثغرها فتابع فارس وهو يقوم : بس كده يبقا تيجي معايا دلوقت

حاولت وسام النهوض لكن قديمها لم تقوي علي حملها تشعر وكأن ساقيها فارقوا الحياه .. رفعت يداها إلي فارس كطفل صغير تذمر من السير ويطالب بحملة .. حاولت سلمي مساعدتها وهي تخص فارس بنظرات مستنكرة هل يعطيها الأمل بعودة والدتها لو كان النواح كفيل بارجاع الماضي فلم يكن هذا حالهم
تجاهل فارس تلميحها وانحي بجذعة حملها بهدوء وتحرك بها تارك سلمي خلفه تحترق من كثرة الغضب
تمتمت بعدة كلمات لاذعة أولهم (ده انت طلعت راجل عبيط ) قبل أن يصرخ بها بضجر : مستنيه ايه ياهانم أجي اشيلك أنتِ كمان

نفخت بنفاذ صبر وهي تقوم .. توقف لبرهة يأمرها بعينه بأن تتحرك أمامه بصرامة لا يوجد بها بجدال .. نكست رأسها أرضا ً وهي تتحرك باذعان أمامه
فتحلي ثغر الفارس ببسمة حانية وهو يتبعها وقد قاربت شهور عدتها علي الانتهاء وستبقي حره خالصة وربما له
.....................................

"يحكي"
أن صدرك أرض يتدفق منها ينبوع أمان ، وينبوع دفئ ، وينبوع حنان في آن واحد وذات الوقت .

"ليدي بيرد"

بالفعل هذا مايشعر به معها
لا يعرف ما الرابط الذي يجمعهم سوا أنه لايمكنه الاستغناء عنها .. هي ملك خاص به وحده ، تباً لحماقتها حينما ظنت بأنه سيتركها لآخر ، لقد شعر حينها بأن أحد البراكين اخطأت وانفجرت بداخله زفر بحنق وهو يدفن وجهه بتجويف عنقها يلثمه بنهم ، يهرب من ضمير استيقظ للتو تباً لملاحظته وسؤاله الأحمق : مالك يابابا
لقد بدأ حديثه باستغراب فابيه بوادي آخر وتابعت سميه بحنق : مش عارفة من ساعة مارجع الصبح وهو بالمنظر ده
: الصبح
: أيوه الصبح
تجاهل هذه النقطة وعاد إلي هاتفه ليكمل مابدأه مع رنا من محاوله ابتزاز عبثه لكن توقفت انامله وجميع حواسه حينما أردف عدي بحزن : يعني وسام خلاص هتروح مستشفي
هز فارس رأسه بتوهان وتابع : مش عارف والله ماعارف إمبارح بعد مارجعتها البيت فضلت تصرخ لحد ما اغمي عليها والدكتور اللي جه قال صدمة عصبية
وقد أتي دوره ليسأل بنبره مرتعشة : وانت جبتها منين
ألتفت فارس إليه يخبره بنبرة استشعر وكأنها تأنيب : من المقابر لقيناها هناك جمب قبر أمها كانت الساعة سته الصبح واللي عرفته أنها علي الحال ده من شهرين من ساعة ماعزيزة توفت ربنا يرحمها

أنين خافت أخرجه من هذه الدوامة فابتعد عنها بذعر .. فتحسست تمارا عنقها بوجع وهي تردف بهدوء : فيه ايه يا حمزه مالك
زفر بحنق وهو يتحسس بطنها المنتفخة قليلاً وأردف بعدما وضع قبلة حانية عليها : أنا آسف خفت اكون اذيته من غير ما أحس

: ماتهربش ياحمزة مالك
رفع عيناه إليها ليجدها حادة وصارمة ومهما حدث فالكذب لايفلح معها فابتلع ريقه بمرارة وهو يقول بضيق : وحده كنت أعرفها اتجننت بعد ما أمها ماتت

نظرت إليه مستنكره متي تحرك هذا الجانب الإنساني بداخله لذلك اردفت بشك : وانت متضايق أوي كده ليه

: عشان عشان أنا يعني كنت

: حمزه قول وخصلني
قالتها تمارا بضيق وصبر أنتهت صلاحيته فأكفر وجهه وهو يقول بتذمر : مش ملاحظة أنك من ساعة ماحملتي وأنتِ عصبية أوي مابقيتيش تسمعيني زي الأول ويومك كله نوم وده كله وأنتِ في الشهر الأول اومال لما تبقي في التاسع هتعملي إيه أنا حاسس أنك لما تولدي هترميني بره الشقة

ابتسمت بعذوبة وهو تمسك يده رفعتها إلي شفتيها تلثمها بعشق فالغيرة بعيناه ترقص أمامها تتذكر كيف اندهش حينما أخبره الطبيب بقدوم ضيف سيغير مجري حياته ، ثار وهاج وامرها بضرورة التخلص منه بالحال لكن لمعة الدموع بمقليتيها ونظرة الخذلان التي خصصتها له وانكسارها أمامه جعلته يجلس أمام قدميها باكياً يطلب منها العفو وأنه سيتحمل هذا الصغير المزعج من أجلها وسيعمل بكل جهد علي توفير حياة دافئة له بل اتفقا علي إسمه أو إسمها
قربته مره اخري منها وقالت : أنا مقدرش أعيش حياتي من غيرك ياحمزه انت روحي حد يقدر يستغني عن روحه

هز رأسه نافياً وهو يدفنه مره اخري بتجويف عنقها مستمتع بكلماتها العذبة ورائحتها الذكية لكن سرعان ماخطرت بباله واحدة تعاني وحدها الان لذلك قال بدون مقدمات : البنت ديه أنا عرضت عليها مبلغ مقابل أنها تكون معايا ليوم واحد وهي وافقت عشان أمها كانت في المستشفى بس ماتت وهما بيجهزوها للعملية وهي اتجننت والغريب أني حسيت بالذنب دلوقت يمكن لأني اعتبرته عرض وهي وافقت بمزاجها بس لوكانت رفضت كنت هديها الفلوس صدقيني بس برضه كنت هوصلها بطريقة تانية الفكرة هنا بأن الإنسان لما بيحس بالخطر حولين حد غالي عليه وقتها بيعمل أي حاجة حتي لوكانت ضد مبادئه وأنا عرضت مساعدة ترضيني وهي وافقت ودلوقت أنا حاسس بالذنب للأسف

خيم الصمت عليها لعشر دقائق كاملة أخذ يتبع عقارب الساعة بملل ولكنها صامته وخائف من مواجهة عيناها
أغمض عيناه بوجع حينما اردفت بعدم تصديق : حمزه انت وصلت بيك لدرجة المرض أنت لايمكن تكون طبيعي
......................................

ربما فكرة على لم تكن صواب إذا هاجمته فور وصوله بكلمات سامة : انت فاكر أنك هتمنعني عن ولادي لا ياعدي مش هتقدر مش هسمحلك

زفر عدي بحنق وهو يبتعد عنها يحل رابطة عنقه بضيق . دلف عرفته نومه بهدوء فقد اتخذ كلاً منهم جانب منزوي يبتعد بقدر كاف عن الآخر وكأنه عقاب له أو لها لايدري
لكنها لم تتركه بحاله دلفت خلفه مثل الإعصار وتابعت بنبرة حادة : أنا عايزة ولادي ياعدي أنا عايزاهم
: ولادك عند أهلك يا ايثار كل يوم عندهم بطمن عليهم وبشوف مستلزماتهم وهما كويسين وبيسلموا عليكي

قالها وهو يرتمي علي الفراش مغمض عيناه بارهاق أصبح الحمل علي كاهلة مضاعف أبيه كرس اهتماماته لوسام وشقيقتها والشركة أصبحت آخر مايعنيه ، حمزه لا فائدة منه هو عباره عن كمالة عدد ، ايثار جدالها لاينتهي ، بناته يلزمه ساعتين بالطريق لرؤيتهم وتلبية رغباتهم ،
لقد فاض به الكيل ولا أحد يشعر به جميعهم يظنون بأنه آله تهتم بجميع أمورهم وتديرها بدقة عالية ،، لكن حتي الآله تلزمها وقت للراحة وإلا تمردت عن العمل واجبرتك بشراء غيرها

ارتاح باله حينما عم الصمت عليها وقد بدأ بالاسترخاء والاستسلام للنوم لكن ما لبث وأن شعر بها بجانبه نائمة علي صدره بوديعة تربت عليه بحنان قائلة بحزن : عدي انت تعبان
: اه
: أنا أسفه
قالتها بخجل وهي تضع قبله نهمة علي وجنته وتابعت بحرج : أنا اسفه وعد مش هعملها تاني نام ياحبيبي وارتاح أنا هفضل هنا جمبك

أبتسم رغماً عنه وهو يقارن بينها وبين التي وقفت من دقيقة واحدة تهاجمة بشراسة لمح الاستغراب بعيناها فقال وهو يسحقها بعناق دافئ : مجنونة
.......................................

" الحياةُ ليسَت عادِلة، فلتُعَّوِد نَفسِك على ذلك. في المدرسة يعَّلِمونك الدَرس ثم يختَبِرونك، أمَا الحياة فتختَبرك ثم تُعَلِمك الدرس قد تَقصُر الحياة وقد تطول، فَكُل شيء مَرهون بالطريقةِ التي نحياها بها "

الخيال عالم خاص بك . انت وحدك المسيطر علي هذا العالم يمكنك حياكة نسيجة بجميع اوهامك المباحة حتي تشكل طرازاً حديثاً تفتخر بصنعة
والخيال الخاص بها هيئ عزيزة مضطجعة علي الأريكة وبجانبها عجازها ملقي باهمال
زمت شفتيها بحزن فالدواء اللعين ونسبة المخدر به جعلها تنام وتتركها مره اخري وحيدة لابأس هي انتظرت شهرين فلا ضرر من عدة سويعات
قامت متجهة إلي المطبخ لتعد شربة الخضار عزيزة تعشقها .. ما أن دلفت حتي وجدت سلمي خلفها ونظرات الذعر بعيناها ظاهر للعينان لا تعرف منذ عادت وهي تتبعها كظلها بحذر
: سلمي بدل ما أنتِ واقفة كده تعالي ساعديني أمك هتصحي دلوقت وهتكون جعانة هنعملها شربة خضار
صمتت لبرهة وتابعت بعبث : بس اعملي حسابك هاتسعديني مش أكتر ماما بتحبها من أيدي

أكفر وجه سلمي بغضب وهي تقترب منها بدون مقدمات أمسكت ذراعها وسحبتهت خلفها بغته
وقفت بها أمام الأريكة التي جلست أمامها حينما فاقت وأردفت بصراخ : فوقي بقا فوقي ماتت خلاص ماتت يعني مش هترجع محدش بيرجع ياوسام محدش بيرجع هي ماتت خلاص ماتت فوقي بقا حرام عليكي ياشيخه هتموتيني من القهر عليكي كفااايه هي ماتت وبالمنظر ده هتموتي وراها

هل جرب أحدكم أن يفقد شخص عزيز عليه بغصون ثوان
: ماتت
سؤال غير مصدق هل اكتشفت تواً فقط
ما لبث وان تحولت صدمتها لأنهيار
وتأنيب لقد ضحيت من أجلك أمي وتركتيني
راقبت سلمي مايحدث بصمود
انهيارها هي الآخري لن يفيد
ظلت علي هذا الوضع لثلاث ساعات لكن آخر ما قالته وسام بوعي غائب جعلت عيناها تتسع بصدمة وعدم تصديق اذا قالت
: أنا بعت بعت نفسي عشانك يامه
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة