-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثاني والأربعون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والأربعون

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والأربعون

استمر القطار في سيره وهي بداخله تجلس شاردة وشت بها الفكر لدرجة انها شعرت أن ما مرت به كله كابوس مزعج ستفيق منه ،تثاءب آدم بين يديها ونظرت له بحب عميق وضمته بقوة ....
قالت بعين غائرة من الدمع :-
_ مش ههرب على طول ، هرجع تاني ، ولازم أرجع حق أمل ، وحق آدم ، سقطت دمعة على خديها وقالت لنفسها :-
_ كان زماني بستعد للعملية دلوقتي ، بس كدا مش هعرف اعملها على الأقل دلوقتي ، لازم قبل ما اعملها أكون رجعت الحقوق لاصحابها عشان انا مش عارفة هكمل ولا لأ
دنت على رأس الصغير وهي تبكي بصمت وضمت نظرة عيناها وجهه الملائكي وتألمت أنها ممكن أن تفارق هذا الملاك وتذهب لعالم آخر ..
قالت بخفوت ونظرت للنافذة الذي يظهر منها ضوء الفجر :-
_ ياااارب ، ساعدني ارجع حق ادم وبعد كدا انا راضية بأي حاجة
ضعفت وتألم قلبها أكثر وقالت بتوسل وهي تضمه لقلبها بقوة :-
_ ياارب انا مش عايزة ابعد عنه 💔 ، سبحانك يارب اللي خلتني احب آدم اكتر من نفسي زي ما يكون ابني بجد

فتح الصغير عينيه البريئة الصغيرة وابتسم لها فجأة تلك الابتسامة التي كانت تزهر قلبها في الحال وتجعله يتحول من الظلام إلى النور ،ابتسم لها وهي تمسح دموعها وقالت له وكأنه يسمعها ويفهمها :-
_ انت الوحيد ياروحي اللي بتعرف تضحكني
اقتربت من خده وقبلته بقوة واتسعت ابتسامتها عندما تحركت انامله الصغيرة برقة على وجهها مما جعلها تغمض عينيها بحب وقد بدأ ربيع الأمل يأتي بأزهاره بابتسامة هذا الطفل الذي وكأنه رحمة الاهية أتت لها ....بقلم رحاب إبراهيم

توقف القطار وهبطت منه وكان ضياء الصباح بدأ يبتسم نوره ، كان المطر رقيق وهو يسقط على ملابسها ، وبين زحام المسافرين تحركت حتى كانت بدأت تصل لمقاعد الاستراحة واصطدمت بكتف احدهم ....

رفعت رأسها لتعتذر من هذا الشخص الغريب الذي ينظر لها بشك ثم قالت :-
_ انا اسفة ،ماكنش قصدي
رد الغريب عليها متفحصا الطفل بين يديها ثم نظر حوله وكأنه يبحث عن شيء حتى اجاب :-
_ هو انتي اسمك ليالي ؟
ضيقت عينيها بقلق وترددت في الاجابة حتى لاحظ الغريب ذلك واجابها :-
_ انا ابن الحج محمود ، اللي انتي جياله
تنهدت براحة ثم قالت بهدوء :-
_ اهلا وسهلا ، انا بعتني عم محمد هنا عشان واثق في الحج محمود ، بس حضرتك مين ؟
اجاب حسين وقال :-
_ انا حسين ،ابن الحج محمود ، هو ماقدرش يجي بنفسه عشان تعبان شوية وعشان كدا جيت بداله
نظرت بحيرة وهي مترددة في الذهاب معه وقد فهم سبب حيرتها وأخرج هاتفه واتصل على هاتف جارها "عم محمد " ،
قال حسين عبر الهاتف :-
_ ايوة يا خالد ، معاك حسين ابن الحج محمود ، انا اتصلت بيك عشان تتكلم مع المدام اللي بعتها هنا وتطمنها عشان شكلها قلقانة مني
استاءت ليالي من كلمة "مدام " ولكن ما بيدها حيلة فهي قد أرسلت إلى هنا على هذا الاثاث متظاهرة بأنها تريد العمل ....
مد حسين يده بالهاتف حتى أحذته ليالي لتطمئن وقالت :-
_ الو
اجاب محمد عليها يطمئنها وقال :-
_ ايوة يابنتي ،ماتقلقيش ،حسين يبقى ابن الحج محمود اللي كلمتك عنه قبل ما نوصل للمحطة ، واعملي زي ما قولتلك اوعي تنسي ، انتي سافرتي عشان تشتغلي وتربي ابنك ، لحد ما ربنا يحلها وأعرف الاقيلك مكان ابعد من كدا ومحدش يقدر يوصلك فيه
قالت ليالي بشكر :-
_ ربنا يطمنك يااارب ، خلاص ماشي انا هقفل معاك دلوقتي وهبقى اكلمك تاني
اغلق حسين الهاتف ثم أشار لها بالاتجاه الذي سيسيرو فيه ..

****************************

انتظر عم محمد عمر حتى يأتي ويخبره بالحقيقة ولكن تردد ثم قاله بحيرة :-
_ بشمهندس تامر قالها انه قال لعمر بيه الحقيقة وهو ما صدقهوش ، طب لو انا قولتله ومصدقنيش هيعرف اني عارف مكانها وساعتها هيعمل المستحيل لحد ما يوصلها ، طب أعمل إيه ؟!
انا هستناه لحد ما يجي وهقوله على وفاة أمل واشوف رد فعله ، لو لقيته متفاهم هحكيله كل حاجة ، ولو حسيت انه فعلا زي ماهي قالت يبقى ولا كأني أعرف حاجة

*****************************

كانت المنازل تحاط بالمزروعات والخضروات مما جعل الهواء ينعش الانفاس وينقيها ، قال حسين فجأة وهو يسير بجانبها :-
_ تعرفي أني عرفت أن انتي المقصودة من بين كل اللي حواليكي
لم تكن تريد أن تدخل بأحاديث جانبية ولكن اللياقة فرضت عليها ذلك ..اجابت :-
_ وعرفتني أزاي ؟
رد حسين بابتسامة :-
_ من المواصفات اللي قالها خالي محمد ، لابسة اسود وصغيرة في السن وشايلة طفل على إيديها ، وانتي الوحيدة اللي كنتي شايلة طفل ولابسة اسود ...انا ذكي صح ؟
قالها بمرح ولكن هي اجابته بأمتعاض وقالت :-
_ اه
طريقتها اوضحت أنها لا تريد الحديث مما جذبه لها أكثر وبعد دقائق كان أمام المنزل الكبير الذي تحاوطه أرض واسعة مليئة بالازهار

ابتسمت ليالي لجمال المنظر وقالت لا إراديا بخفوت:-
_ الله ، ايه الجمال ده
انتبه حسين لهمسها وابتسم ايضا ثم اشار لها بالدخول ، خطت ليالي أول خطوة ليقابلها وجه فتاة حاد الملامح وتنتقل نظرتها من وجه ليالي إلى وجه زوجها حسين ثم انتقلت متفحصة ليالي مرة أخرى بقوة ....قالت نعمة :-
_ هو انتي بقى اللي جاية من مصر ؟
تعجبت ليالي من طريقة الفتاة العدائية لها وأجابت :-
_ ايوة ، اسمي لي...
اتت فتاة أخرى من الداخل وهي تصيح بمرح وقالت :-
_ انتي ليالي ،صح ؟
اجابت ليالي مستكملة :-
_ ايوة انا ليالي
جذبتها جميلة للداخل وكانهم اصدقاء حيث أن نعمة واقفت بنظرة حادة لزوجها وقالت بعصبية :-
_ شيفاك يعني جاي مبسوط ولا كأنك متخانق معايا قبل ما تطلع
اجاب حسين بغضب وقال :-
_ انا ما شوفتش واحدة زيك كدا ، انتي بتشكي في الهوا اللي بتتنفسيه ، زهقتيني يا شيخة وسودتي عيشتي
دلف للداخل بانفعال وتركها تغلي من الغيظ وقالت بشر :-
_ ماشي يا حسين ، اما اشوف كمان مين بتاعت مصر دي اللي هتقعد معانا في الدار

****************************

فتحت جميلة غرفتها وادخلت ليالي ثم قالت بمرح :-
_ دي اوضتي ، بس اعتبريها اوضتك من دلوقتي وانا هاخد الاوضة اللي جانبك ، احنا من النهاردة صحاب صح 😊
ابتسمت ليالي لعفوية هذه الجميلة ثم قالت :-
_ انتي عايزاني ابقى صحبتك وانتي لسه ماتعرفنيش
جلست جميلة وقد تبدل مرحها قليلا ثم اجابت :-
_ اقعدي يا ليالي الأول
جلست ليالي قبالتها ثم بدأت جميلة الحديث :-
_ انا لما عرفت انك جاية من مصر حسيت اني فرحانة ، من بلد الحبايب
قالت ليالي باستغراب وقد لمحت دبلة بيد باصبع جميلة في اليد اليسرى قالت :-
_ لو عايزة تتكلمي معايا ،اتكلمي ، ومتخافيش سرك في بير
مسحت جميلة دمعة بعينيها ثم ابتسمت وقد عاد بعض المرح :-
_ لما ترتاحي الأول ، انتي جاية من سفر ، وماتستغربيش اني فتحتلك قلبي كدا على طول ، هو ده اللي وداني في داهية
نهضت جميلة وقالت :-
_ انا هروح اجيبلك هدوم من عندي تلبسيها ..
شعرت ليالي بالحرج واحمر وجهها ثم قالت :-
_ لأ مش لازم ، انا هرتاح شوية وبعدين لو حد يوديني اروح اشتري كام حاجة على ما هدومي تتبعت هنا ...
اجابت جميلة بلطف وقالت :-
_ مافيش مشكلة ، بس هجيبلك بردو هدوم من بتاعتي وهتلبسيها غصب كدا 😈
طافت بسمة على وجه ليالي ولم تعترض ، خرجت جميلة لدقائق ثم اتت سريعا لليالي مرة اخرى وبيدها عدة اثواب وقالت :-
_ هيبقوا تحفة عليكي ، خديهم انا مش عايزاهم
نظرت ليالي بعتاب لجميلة حتى انكمشت ملامح جميلة بطفولية وقالت بتلعثم :-
_ انا مش بحبهم عشان حماتي هي اللي جبتهم والله لكن هما حلوين جدا 😞 ولو ما خدتيهمش هولع فيهم 😈
رغما عنها ابتسمت ليالي لطفولية هذه الفتاة ثم قالت :-
__ خلاص هاخد حاجة واحدة فيهم لحد ما اشتري هدوم بكرا على ما شنطي توصل من القاهرة
استسلمت جميلة للآمر وتركت الثوب الذي اختارته ليالي ثم خرجت وتركتها ....
اغتسلت ليالي وبدلت ثوبها ورمقت الصغير وقد بدأ يعلن عن غضبه بالصراخ من الجوع ، ركضت اليه ومررت يدها على راسه وقالت بحنان :-
_ اكيد جعان يا آدم ، ثواني يا حبيبي واجيبلك اكل
تركته على الفراش وخرجت تبحث عن جميلة في الغرفة المجاورة من الطابق الثاني للمنزل الكبير حتى تفاجئت بوجود نعمة
قالت ليالي بتساؤل :-
_ لو عايزة اجيب لبن اطفال ،اجيبه منين هنا ؟
تعجبت نعمة ثم قالت بسخرية :-
_ طب ما ترضعيه انتي ولا انتوا يابنات مصر كدا
غضبت ليالي من اجابة نعمة المستفزة وقالت :-
_ لو سمحتي جاوبيني ،ابني ماكلش من الصبح وبيصرخ
خرجت جميلة من غرفتها على صوتهم وقالت تحاول فهم سبب انفعالهم هذا :-
_ بتزعقوا ليه ؟ مالك يا ليالي ؟
نظرت نعمة لليالي بأحتقار ثم ذهبت ، اغتاظت ليالي منها ورمتها جميلة بنظرة غاضبة ثم قالت معتذرة لليالي :-
_ معلش ،هي كدا دبش في كلامها ودايما بتزعق ، انتي كنتي بتسأليها على إيه ؟
قالت ليالي مسرعة :-
_ عايزة اجيب لبن اطفال عشان آدم ابني جعان وماكلش من الصبح وبيصرخ وهي ردت عليها بأسلوب مش حلو وكأني بشتمها !!
اضطربت نظرة جميلة وقالت بقلق :-
_ يا قلبي ، هروح جري اجيبله واجي ، انتي مش هتعرفي تروحي

دخلت ليالي للغرفة وحاولت أن تهدأ الصفير ولكن ابى أن يهدأ حتى اتت جميلة لاهثة بعد فترة ليست طويلة وقالت :-
_ هحضرها في ثواني واجي تاني
ابتسمت ليالي لطيبة هذه الفتاة وهي تربت على الطفل لكي يهدأ ، حتى اتت جميلة مرة أخرى وقالت بقوة :-
_ سيبيني انا ارضعه بالله عليكي من الرضعة
اعطته لها ليالي وعينيها لم تتركه حتى ناولته جميلة زجاجة الرضعة واخذها بلهفة ، ادمعت عيناها مما جعل ليالي تندهش أكثر وقالت :-
_ بتعيطي ليه يا جميلة
بلعت جميلة ريقها وقالت :-
_ نفسي ابقى ام يا ليالي ، انا متجوزة بقالي سنتين ، كنت بدرس في القاهرة وقابلت كريم واعجب بيا وجه اتقدملي على طول ، اتجوزنا بعد ما خلصنا دراسة على طول ، وعشت في القاهرة اجمل ايام عمري ، بس حماتي ماكنتش قادرة تصبر على الحمل وكل شوية تسأل لحد لما ربنا كرمني وعرفت اني حامل فعلا ، بس بعدها بشهرين لقيتها بتتصل بيا وعايزاني ضروري عشان تعبانة ، وانا كنت تعبانة والحمل كان تاعبني في الأول ، قولتلها اني تعبانة واعتذرت ما قبلتش اعتذراي ، روحت عشان ما تزعلش ، لقيت انها مش تعبانة ولا حاجة بس كل الموضوع انها كانت عاملة عزومة لبناتها واجوازهم وعايزاني اعمل الأكل واجهز كل شيء رغم انها كانت بتجيبه جاهز قبل كدا ...

قالت ليالي باستياء وعينيها على آدم تراقبه في محبة وهي يرضع :-
_ طب وبعدين
تابعت جميلة حديثها بدموع :-
اليوم ده ماقعدتش لحظة واحدة ، وكل ما حماتي تتكلم تقولي انتي جاية من الارياف وده شغلكم ولا انتي جايلنا برنسيسة !!
ماكنتش برضى اقول لكريم عشان ما يزعلش من ولدته ، جيت على نفسي عشانه وعشان ما اعملش مشاكل ، بس ماقدرتش واغمى عليا من كتر التعب وفي الوقعة بطني اتخبطت جامد وابني مات
اجهشت في البكاء حتى ارتعشت اناملها وعي ممسكة بزجاجة الرضعة ، جلست بجانبها ليالي وجرى الدمع بعينيها ثم ربتت على كتفها مواسية ..وقالت :-
_ ما تزعليش ، انتي عملتي اللي عليكي قدام ربنا ، وربنا هيعوضك

قالت جميلة بندم :-
_ انا مش زعلانة من حماتي يا ليالي ، انا اللي غلطانة ، لما كان كريم بيجبلي حاجة كنت بقولها وانا فاكرة انها هتفرح ، هي في الاول كانت كويسة والله ، لكن انا المفروض كنت ابقى اعقل من كدا ، كنت بقول حاجة وبصراحة كريم ماكنش بيعدي اسبوع غير وهو جايبلي هدية ، مرة على مرة لحد ما بقت تزعل وتغير
المفروض ماكنتش اطلع اسرار بيتي لحد ،حتى لو حماتي ، لأني اكيد في يوم هبقى ام وهحس باللي حست بيه ...
قال ليالي :-
_ انسي اللي فات وابدأي من جديد ، هو جوزك فين ؟
اجابت جميلة وهي تكفكف دموعها :-
_ سافر شغل برا مصر ، وآخر حاجة قالهالي قبل ما يسافر
يوم ما تبطلي تطلعي اسرار بيتنا ابقي تعالي ورايا ، عشان انتي السبب في اللي حصل ده كله وانا نصحتك كتير لكن انتي مابتفهميش....

انا غلطانة يا ليالي فعلا وندمانة .....
اجابت ليالي بقوة :-
_ خلاص سافريله فورا ، ماتعمليش فجوة ما بينكوا ، وابدأي من جديد ، اللي فات خلاص مات ، المهم اللي جاي تبدأيه صح

ردت جميلة بقلق :-
_ خايفة اسافرله يكون لسه زعلان مني وحالتي النفسية ساعتها هتدمر ...
نهضت ليالي وقالت شاردة :-
_ اتمسكي بفرحتك يا جميلة ، الفرحة بقت قليلة أووي في الزمن ده، سافري لجوزك وصالحيه لأن ماتزعليش مني انتي فعلا غلطانة ، مش صح ان أي حاجة تتقال كدا وفي يوم هتبقي أم وهتعرفي وتفهمي احساسها وانتي بنفسك قولتي انها كانت كويسة في الأول

انهى الصغير رضعت وحملته جميلة بحنان ثم قبلته بقوة وقالت :-
_ صراحة اه كانت كويسة وجدا كمان ، انا هقول لبابا اني هسافر لكريم بس بعد ما بابا صحته تتحسن شوية ...، هو كان عايز يشوفك بس لما
الدوا نام غصب عنه من التعب والله ...
قالت ليالي وهي تأخذ آدم الذي يحرك قدميه الصغيرة بمرح وكأنه سعيد من وجبة غذائه الممتعة :-
_ الف سلامة عليه
نهضت جميلة وقالت :-
_ الله يسلمك ، طب وانتي ،مش ناوية تحكيلي
توترت كلامح ليالي وقالت بتلعثم :-
_ مافيش حاجة احكيها يا جميلة ، عادي يعني
قالت جميلة مبتسمة :-
_ خلاص براحتك ، لما تحبي تتكلمي معايا انا موجودة في أي وقت ، ومالكيش دعوة بنعمة خااالص ،دي عاملة مشاكل مع الكل
اجابتها ليالي بالايجاب ثم خرجت جميلة وتركتها تاخذ غفوة حتى موعد العشاء

*****************************

في المساء
استيقظت ليالي بذعر على صوت قرع على الباب بحدة وقد ازعج الصوت الصغير ايضا في غفوته ، ربتت عليه بلطف ثم نهضت بخوف
فتحت الباب بحذر حتى التقت عيناها بوجه نعمة وهي تتوسط خصرها وتقول باحتقار :-
_ ابويا الحج عايزك تحت في المضيفة ، شهلي شوية وشوفيه عايز ايه
لم تجيلها ليالي حتى لا تجيب بأنفعال مما استفز نعمة وذهبت وهي تتمتم بسُباب خافت
عدلت ليالي هندامها وهبطت للأسفل تبحث عن المضيفة حتى قابلها حسين وقال ببسمة :-
_ لو بتدوري على المضيفة فهي اللي على اليمين دي
كادت ليالي أن تجيب ولكن لم تدري كيف اتت نعمة واصبحت امامها في الحال ، استأذنت ليالي وذهبت قبل أن تسبب شجار لا لزوم له بسبب هذه الحمقاء ...
دقت على باب المضيفة بهدوء حتى اذن لها صوت رجل يبدو ان المرض نال منه ما نال بسبب سعاله الحاد ....
دلفت ليالي بعد ان فتحت الباب والقت السلام حتى اجابها الرجل الكبير ....
_ اتفضلي اقعدي يا بنتي ، معلش انا كنت تعبان ماعرفتش اضيفك اول ما وصلتي لهنا
اجابت ليالي بلطف :-
_ كرم ضيافتك وصل يا حج محمود ، انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي
احاب الرجل المسن بتعب :-
_ ولا شكر ولا حاجة ده واجب وانتي زي بنتي ، وعلى فكرة انا كنت عارف ابوكي الله يرحمه ، انا ماعرفتش بموته غير امبارح يابنتي والله العظيم ، من محمد وزعلت منه انه مابلغنيش

لمعت دمعة بعين ليالي ثم قالت :-
_ عم محمد كان مصدوم زيي بالضبط ، دول عشرة عمر ، انا مش زعلانة منك
هز الرجل راسه بارتياح ثم قال :-
_ انا قولت لحسين ابني يشوفلك شغل في المستوصف الصحي اللي عندنا هنا ، هي حاجة مش قد المقام يابنتي بس هو ده المتوفر دلوقتي في يدي ، لكن ما تقلقيش انا هكلم كل اللي اعرفهم لحد ما الاقيك شغل احسن
وافقت ليالي وقالت :-
_ متشكرة يا حج محمود ، انا راضية باي شغل
اجاب الرجل :- يبقى على بركة الله

**************************

انتظر عم محمد أن يأتي عمر ولكن عمر امتنع عن الذهاب للشركة بعد وفاة شقيقه .....
قال عم محمد لبعض الحرس :-
_ انا هروح اعزي عمر بيه ، اللي مارحش عزى يجي معايا
اتى معه أحد الحرس الشباب ثم ذهبوا للقصر ....
دلف محمد ومعه حارس الأمن الآخر للداخل حتى ذهبت الخادمة كريمة لتخبر عمر بمجيء احد.....

خرج عمر من غرفته بعد أن ابدل ملابسه بغيرها وتوجه للخارج حتى يذهب للمشفى ولكن اتت كريمة وقالت باضطراب :-
_ في حد عايز حضرتك يا عمر بيه ، حد من الشركة
زفر عمر بضيق ثم هبط للأسفل وتفاجئ بوجود عم محمد ينتظره
وقف أمامه بغضب لأنه تذكرها ...قال محمد وهو يبلع ريقه بخوف من نظرة عمر الذي لاول مرة يراه هكذا وقال :-
_ البقاء لله يا عمر بيه
باغته الحارس الآخر معزيًا وردد نفس الجملة
اجاب عمر التعزية ثم أشار للحارس الآخر بالذهاب للخارج وينتظره وقال لمحمد بقوة وشراسة :-
_ ليالي فين ؟
خاف الرجل من نبرة عمر الغاضبة واحتار في القول حتى هتف عمر مرة أخرى :-
_ لو عرفت انك مخبيها انت عارف انا هعمل ايه
قال عم محمد بتلعثم :-
_ أمل ماتت يا عمر بيه
اشاح عمر وجهه وقال :-
_ الله يرحمها ، تامر قالي امبارح ، بس ده مش هيخليني اعفي عن اختها ، ليالي لو وقعت في إيدي مش هرحمها
قال الرجل بلوم :-
_ هي دي الوصية اللي سبهالك جمال يا عمر بيه ، ماكنش العشم
صاح عمر بغضب وقال والشرر يتطاير من عينيه :-
_ بعد ما هشام ما مات ، محدش يسألني على وصية
رد عم محمد بتوجس وقال :-
_ مش هسألك تاني ، وياريت انت كمان متسألنيش على ليالي تاني لأني ماعرفش مكانها ، بعد اذنك
ذهب الرجل وترك عمر يتنفس بحدة وقال بصياح حتى يسمعه الآخر :-
_ هلاقيها وهجيبها لحد هنا وهذلها

خرج الرجل من القصر وهو يردد :-
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يرشدك للصواب يابني ، يمكن لما ازمة وفاة اخوك يعدي عليها وقت وغضبك ده يهدا اقدر اتكلم معاك تاني ، يا خسارتك يا بني ده انت كان بينضرب بيك المثل في العقل

*****************************

دخل تامر سيارته متوجها للمشفى حتى اتاه اتصال هاتفي من شخص ما :-
اجاب تامر مسرعا :-
_ ها عرفت حاجة ؟
اجاب الطرف الآخر :-
_ فضلت مراقب الفندق لحد ما خرجت مع راجل كبير وراحوا للمحطة وركبت هي القطر ، واحد من رجالتي ركب معاها في نفس القطر بس للآسف تاهت منه في الزحمة بعد ما نزلت
هتف تامر بغضب :-
_ يا غبي ، تفضل تدور لحد ما تلاقيها وتعرف مكانها ، وما تتصلش عليا تاني غير لما تعرف هي فين
اجاب الشخص الآخر :-
_ ماتقلقش ،طالما عرفت هي في اي بلد يبقى هقدر اوصلها حتى لو اخدت وقت بس هوصلها في الآخر ....

******************************

ذهبت ليالي في اليوم التالي لشراء بعض الملابس البسيطة حتى تستعد للعمل لليوم الذي يليه .....لتذهب صباحا في اليوم المحدد للعمل باصطحاب حسين لها أثناء الطريق مما جعل زوجته نعمة تشتعل من الغيظ والحقد ، لمحتها جميلة وقالت بتحذير :-
_ لو ما بعدتيش عن ليالي يا نعمة انا هقول لأبويا ، وانتي عارفة الحج محمود في زعله بيبقى عامل ازاي
اجابت نعمة بعصبية :-
_ انتي بتهدديني عشان البت دي يا جميلة ، ولا هي خلاص بقت صحبتك ولا ابنها اللي كأنك انتي اللي مخلفاه
هتفت جميلة ولمعة الالم تعصف عيناها :-
_ اتقي الله بقى في كلامك ، انتي اااايه مابتحسيش
انا هاخد ليالي وابنها وهروح البيت القبلي هنقعد هناك وهنيجي هنا على النوم عشان نترحم من وشك ده ، يااااساااتر ،انا مش عارفة اخويا طايقك أزاااي

ذهبت جميلة لغرفة والدها تستأذنه ، وقال والدها باعتراض :-
_ لا يابنتي ، تقعدوا ازاي لوحديكوا طوال النهار كدا
اجابت جميلة بوضوح :-
_ يا بويا انا برحم ليالي من نعمة ، دي مش طيقاها وبتقعد تزهق فيها ، ده غير اني خايفة لتعمل معاها زي ما عملت مع زميلة حسين وطلعت عليهم كلام انه هيتجوزها وحصل مشاكل بسببها
زفر محمود بضيق وقال باستسلام :-
_ نعمة دي دماغها عايز الكسر ولسانها فالت منها ، خلاص خدي ليالي وابنها وروحي يابنتي بس تبقي هنا قبل عشية
ابتسمت جميلة وهي تنهض وقبلت يد والدها ثم ذهبت ...

*****************************

ارتاحت ليالي للعمل الجديد في المستوصف الطبي حتى أن حسين استطاع أن يساعدها في الحصول على عمل أكثر راحة من عمل النظافة وعملت سكرتيرة لطبيب وحجز أدوار المرضى ....

وعندما عادت من العمل تفاجئت بقرار جميلة واراحها هذا كثيرا وقالت :-
_ بصراحة كدا احسن ، ابقى بعيد عن المشاكل وخصوصا ان نعمة ما بتفوتش فرصة غير لما تزعقلي
قالت جميلة وهي تتظاهر بالقوة :-
_ محدش يقدر يزعلك طول منا موجودة 😈
ابتسمت لها ليالي وقالت وهي تحمل آدم الذي وكأنه كان يشتاق لها كثيرا وقالت بعد أن قبلته :-
_ مش عارفة اقولك أيه يا جميلة ، انتوا ربنا بعتكوا ليا ، انا ببقى سايبة ابني وانا مطمنة عليه معاكي
قالت جميلة بابتسامة :-
_ حبيبتي انا اختك وصحبتك ووقت اللزوم هبقى البودي جارد 😈😂

********************************

مر أكثر من شهرين
كان وجهها شديد الشحوب وقد بدأ المرض يهاجمها حتى اغمى عليها أثناء العمل وفحصها الطبيب ....
بعد أن فاقت رأت محلول طبي معلق بوريد يدها ..قالت برجفة خائفة :-
_ انا حصلي ايه يا دكتور ؟
قال الطبيب وهو ينظر للكانولا :-
_ اغمى عليكي ، بس لازم تقوليلي انتي بتعاني من ايه عشان انا ملاحظ عليكي التعب من فترة
اعتدلت قليلا وقالت صراحة وهي حزينة :-
_ مش عايزة اكدب عليك يا دكتور ، انا عندي كانسر
اتسع عين الطبيب ذو الشعر الأشيب بتفاجئ وقال :-
_ طب ليه ما قولتليش كدا يابنتي من الأول ، انتي لازم تعملي اشعة فوراً عشان ده حاجة ما يتسكتش عليها وأعرف حالتك بالضبط

قالت ليالي بوجه شاحب :-
_ كنت متابعة مع دكتور وانا في القاهرة وكنت هعمل عملية ، بس حصل ظروف وماعرفتش ارجع القاهرة تاني

رد الطبيب بضيق وقال :-
_ طب قوليلي اسم الدكتور بتاعك وانا هتصل بيه ، للأسف ده مش تخصصي ، بس مش هسيبك تهملي في صحتك كدا
قالت بخوف :-
_ المرض كان حميد هو ممكن يا دكتور يكون بقى .....
اجاب الطبيب سريعا :-
_ مش كل حالة زي التانية ، في حالة الموضوع بياخد معاها وقت وحالة تانية جسمها بيستسلم بسهولة للمرض واي مرض بسرعة ، انا اللي اقدر اعمله معاكي اني هديلك شوية أدوية تقوية عشان تقدري تقاومي شوية لحد ما اوصل للدكتور اللي متابع حالتك ، انا اعتبرتك بنتي
رفرفت دمعة بعينيها وقالت شاكرة :-
_ ربنا يحفظك يااارب ، واكيد انا كمان يا دكتور كمال بعتبرك زي والدي

***************************

خرج عمر من غرفة والدته بالقصر بضيق وذهب لريهام الذي تنتظره بمكتبه في القصر ، سألته :-
_ طنط عاملة إيه دلوقتي ؟ مافيش تحسن لسه ؟
رد عمر الذي تحول بالفعل خلال هذا الشهرين إلى شخص آخر حتى اصبح هذا الشرس القاسي الذي يبدو وكأنه لا يعرف معنى للرحمة ....
هتف بقوة :-
_ لسه ، من ساعة موت هشام وهي ما بتنطقش ولا بتتكلم ، بس انا عارف اللي هيريحها ...
قالت معاتبة :-
_ هي مشيت وراحت لحالها ، ليه بتدور عليها ، انت مابقتش شايف انت بقيت عامل أزاي يا عمر ، انا بقيت بخاف منك ، مش أنت عمر اللي أعرفه
طرق على مكتبه بشراسة وقال :-
_ انا خيرتك من البداية ، هتستحملي أي قرار اخده ولا تبعدي وانتي اللي اخترتي انك تفضلي انا ما اجبرتكيش
اقتربت منه وقالت بحزن :-
_ لأني بحبك ياعمر لسه موجودة هنا ، مش هاين عليا اسيبك وانت كدا ، بس مش قادرة اشوفك كدا ، انا عايزة عمر بتاع زمان ، مش اللي واقف قدامي ده
زادت حدة الغضب بنبرته واجاب :-
_ طول منا ماخدتش حق اخويا هفضل كدا واكتر ، لحد ما الاقيها
هتفت به بغضب :-
_ ايوة قول كدا ، انت هتجنن عليها عشان مش عارف مكانها ومش لاقيها ، قول انك عايزة تلاقيها مش عشان تنتقم وكل الكلام ده ، انت عايز تلاقيها عشان بتحبها
أشار لها بأصبعها بنظرة محذرة ومهددة :-
_ لو قولتي كدا تاني اعتبري اللي بينا انتهى ، احب !! احب اللي قتلت اخويا !!! ،انتي اكيد في عقلك حاجة
ضيقت نظرتها وقالت وهي تهم بالذهاب :-
_ ماقتلتش هشام وانت عارف كدا ، هشام مات بجرعة مخدرات زايدة ، انا بحس انك عايزة تتهمها عشان يبقى ليك مبرر تدور عليها والاسم عايز تنتقم ...... انا مش عبيطة يا عمر ولا طفلة ، انا بفهمك من نظرة عينيك ، عينيك اللي لما بيجي اسمها بس بتبقى عامل زي المجنون ....انا ماشية
اخذت حقيبتها وركضت وهي تبكي .......

زم شفتيه بقوة وتألمت ملامح وجهه بشراسة حتى القى كل شيء على المكتب واصبح متناثر على الأرض
ثم قال بعنف وهو يتنفس بحدة :-
_ لازم الاقيها ، مش هتفضل بعيد كدا ، مش هتفلت من إيدي وهعذبها زي ما عذبتني ودمرت كل حياتي

****************************

عادت ليالي في المساء الى المنزل القبلي لتتفاجئ بشخص رأته يوم وفاة هشام وكان أحد الشاهدين أيضا ....، اخفت نفسها خلف شجرة كبيرة حتى لا يراها ، وارتجف جسدها بصدمة ....
ابتعد وليد عن المنزل لجهة أخرى حتى اسرعت هي ودخلت المنزل وهي تلهث ، رأتها جميلة وابتسمت ثم زالت الابتسامة وهي ترى ليالي على هذه الحالة ، اقتربت وهي تحمل آدم الذي نظر لليالي بابتسامة بمجرد وصولها وكأن وجهها هو الذي يبعث فيه الطمأنينة والدفء ، وكيف لا وهي أول وجه وقع على مرآه حتى طبع في ذاكرته الضعيفة ، قالت جميلة بقلق :-
_ مالك يا ليالي ؟
قالت ليالي دون ان تنتبه :-
_ عمر عرف مكاني ، اكيد هلاقيه قدامي في أي وقت
اندهشت جميلة وقالت باستغراب :-
_ عمر مين ؟ انا مرضيتش اسألك على حاجة عشان حسيت انك مش عايزة تتكلمي ، بس الموضوع شكله كبير ، قوليلي يمكن اقدر اساعدك

كتمت ليالي دموعها وقالت :-
_ توعديني أن ده يفضل سر ما بينا
اجابت جميلة بتأكيد :-
_ اوعدك طبعا ،ومن غير وعد انا مابقولش اسرار حد ،انا بقول اسراري انا بس 😄
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والأربعون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة