-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والعشرون

اتفقنا ....
كان اتفاق مخبًا بين حنايا الأمل ، والحب ، والأحلام المحلقة على القلب بدفء ....راقب تورد وجهها ، راقب اضطراب عيناها بخجل ، راقب تهربها من نظرته المتحدثة بحديث القلوب ...تخيلها للحظات وهي بذات الرداء الأسود ...ماذا لو كانت تُحل له بهذا الوقت ؟
وعد القلب بشيء وانتظر موافقتها ....

حاولت أن تجد الكلمات المناسبة ، لتكسر هذا الهدوء المتعمد منه ، يتلذذ بإرتباكها !! ، يجد متسعا من المرح في توترها بحياء ...يقبل العاشق الصمت طالما كان ابلغ من الحديث ...العاشق دائمًا عاصي في ميزان العدل في البُعد ...فرفعت عيناها إليه وتبينت طوله الفارع وبين قامتها المتوسطة ...اردت أن تبتسم وهي تراه يحجب بعض الهواء عنها بسبب قامته اليافعة ...لماذا تشعر المرأة بالرضا في ذلك ؟
قالت بتطرقها لآمرًا آخر :-
_ التليفون بتاعك معايا ...ثواني هجيبهولك
تركته واستدارت وظاهريا كي تأتِ بالهاتف ولكن سرا لكي تأخذ شقا من الهواء لرئتيها ...كي تلتقط انفاسها المضطربة ....اخذت الهاتف من جانب وسادتها البيضاء ثم توقفت للحظة واخيرا انتبهت لحديثه :-
_ خليه معاكي
ابتسمت بخفاء وهي تنظر للهاتف ثم استدارت له ببطء تمنت لو تأنت قليلا لتأخذ مزيدا من الهواء ، ولكن بحضرته تنفعل دقاتها لتركض عبثا ومرحا ....
_ بس ده تليفونك أنت ، يمكن حد يتصل بيك ولا حاجة
اجابها بابتسامة بسيطة :-
_ الخط ده البرايفت ، محدش يعرفه غير اختي بس ، ما تقلقيش
اطرفت عيناها بتعجب وتساءلت :-
_ اختك ....أول مرة تتكلم عنها
تابع ابتسامته وقطع المسافة بينهم ليصبح قريب منها ...قال عن قصد :-
_ كل حاجة هتعرفيها في وقتها يا حورية ....كل حاجة
تفهمت الأمر رغم ارتباكها من قربه فأشارت له بالهاتف حتى هز رأسه رافضا :-
_ خليه معاكي .....
وضعت الهاتف بمكانه مرة أخرى ....عاد ارتباكها من الصمت المتعمد ، بات الحديث والصمت وجهان لعملة واحدة ...يبتاع بها لحظات حنونة معها
________________________________________صلِ على النبي

تكررت احلامها به ...تكررت الدموع على وجنتيها من الألم ، إلى أين تصل بهذه المشاعر التي كلما مر الوقت تجن شوقا له ؟!
قالت ببكاء وهي تنظر للسماء خارج الغرفة القديمة :-
_ يارب ....أنا عايزة انساه وانسى اللي حصل ، ساعدني يارب
اتى الصغير راكضا اليها مرة أخرى ...التفتت قمر له حتى قال :-
_ ستي عايزاكي يا قمر
اجابت وحمدت تلك السيدة العجوز الذي تأنس بعض وحدتها بهذه الأيام المظلمة ...قالت :-
_ حاضر ...دقايق واكون عندكم
ابتعد الصغير مرة أخرى هابطًا الدرجات الخرسانية للأسفل ....احكمت قمر الشال الصوفي الثقيل على كتفيها وتوجهت للأسفل .....

********************

ببيت بسيط تتمدد تلك السيدة العجوز على فراشها لتظهر قمر بداخل غرفتها فابتسمت السيدة ورحبت بها ثم قالت :-
_ عايزة منك خدمة
قمر بلطف :-
_ اطلبي الي انتي عايزاه
قالت السيدة وهي تسعل :-
_ بنتي بثينة اتأخرت في الشغل أوي وانا هموت من القلق عليها ، وانتي عارفة يابنتي الناس ما بترحمش وبنتي مطلقة ....انا قلقانة عليها أوي وتليفونها كمان مقفول
قالت قمر بقلق :-
_ طب قوليلي بتشتغل فين وهروح اشوفها
اخرجت السيدة ورقة صغيرة بها العنوان وقالت :-
_ تسلمي يابنتي انا ناديتلك عشان كدا ، ربنا يسلم طريقك ويريح بالك ويرجعلك اختك قادر يا كريم
ربتت قمر على يدها وتنهدت براحة لهذه الدعوة التي احتاجتها بشدة ، لولا أنها تحدثت مع هذه السيدة مرارا واطمأنت لها لما كانت وافقت على الذهاب .....أخذت العنوان ناظرة للورقة بتمعن وقالت :-
_ هروح حالا وهدور على المحل ده لحد ما الاقيه
خرجت من المنزل وتوجهت للغرفة التي تسكن بها حتى تحمل حقيبة يدها الصغيرة ثم خرجت مرة أخرى ....
_______________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

استمر محمود على ضحكاته طوال الطريق وهو يقود سيارته لمنزله ...قال :-
_ يا سااااتر على دي بنت !! ، دي من كتر غيظها ما طلعتش من الشقة حتى تسلم علينا !! ، أن شاء الله تولع في نفسها ونخلص
ظل سامح شاردا بالطريق حتى هتف محمود بقوة :-
_ اااااانت فين ؟!!
اجاب سامح بوجوم :-
_ مش عارف آخر اللي أنا فيه ده إيه ؟ لا عارف اشوف قمر واكلمها بعد اللي قولته ليها آخر مرة ، ولا عارف اجيب آخر الزفته اللي اسمها داليا ، وكل ما اهرب منها في شيء تطلعلي بغيره ....
محمود بسخرية :-
_ ما انت اللي ورطت نفسك وهي ما صدقت ، بص انا بدأت اتأكدت انها السبب بشيء أو بآخر بسبب تصرفاتها لكن المشكلة أن مافيش أي دليل ضدها تقدر تثبت بيه حاجة ....
سامح بزفرة غاضبة :-
_ بقيت بحتقرها
محمود بخبث :-
_ افرض قمر هي اللي بتعمل كدا مش داليا ...كان هيبقى ايه موقفك ؟ كنت هتحتقرها بردو ههههههههه
اخفي سامح ابتسامة ظهرت على ثغره رغما وتخيل بالفعل هذا الأمر ....قال بمرح :-
_ ماكنتش هبقى جانبك دلوقتي اصلا يا ذكي
هز محمود رأسه بضحكة :-
_ عارفك ندل من يومك .....تبيع صاحبك عشان ضحكة
تبدل ضيق سامح بعد هذه المزحة ليقف محمود بسيارته امام بوابة المبنى السكني.....
*******************

جلس سامح على مقعد بالشرفة بمنزل صديقه حتى وضع محمود الحقيبة الخاصة بسامح في غرفة الضيوف ليعود اليه قائلا :-
_ بقولك ايه بما أن انت دلوقتي حر ، ايه رأيك نتمشى برا شوية
فكر سامح للحظات ليجذبه محمود من يده بتصميم :-
_ يلااا انا بقالي يومين ما خرجتش .....
وافق سامح على مضض ولم يروقه الامر كثيرا ليقل محمود :-
_ يلا يمكن الاقي حاجة تعجبني واشتريها من المحلات ، عايز ابقى شيك قدام العيانيين يا سموحة ههههههههه
رمقه سامح بمكر :-
_ قدام العيانيين كلهم ، ولا عين واحدة بس ؟
وكزه محمود بكتفه بمشاكسه :-
_ يلاااا يا سامح ولا هتصل بداليا تيجي تاخدك
سامح :-
_ لاااااااااااااااا
________________________________________سبحان الله وبحمده

وقفت قمر تتطلع باليُفت المدون عليها أسماء الأماكن ....لم تجد مبتغاها منهم فواصلت الطريق بحثاً.....

وقفت بثينة تنظم الاثواب بزفرة غاضبة لتقل لها الفتاة التي تعاونها في العمل :-
_ معلش النهاردة بس على ما يجي من السفر ، ساعة بالكتير ونمشي
التفتت لها بثينة وهي تقف بزاوية خاصة بالملابس الرجالية وقالت :-
_ انا ما بحبش اتأخر كدا على امي وابني وكمان تليفوني فاصل من ساعتها ومش عارفة اشحنه وهي كمان ما عندها تليفون ....ده غير اني مابحبش اتعامل مع رجالة ...اتعقدت
قالت الفتاة الأخرى وهي منشغلة بتدوين بعض الارقام على اجندة ورقية :-
_ كلها ساعة واليوم يخلص يا بثينة ، لما يجي حسين بكرا هضبطه عشان يحرم يغيب تاني من غير ما يقولنا
تأففت بثينة بعصبية وقالت :-
_ أنا هروح اغير هدوم الشغل دي والبس هدومي واستعد ....

عادت الفتاة لتدوين الارقام بتركيز تام ولم تنتبه لذلك الشابان الذين دلفوا بالاتجاه الرجالي وتفاجئت بثينة بهم .....
توجه محمود لبعض صفوف الملابس للرؤية بينما سامح كان يلقي نظرات عشوائية غير مكترثة .....انتظرتهم بثينة بغيظ حتى اقترب محمود وهو يحمل قطعتين قائلا :-
_ يلا قيس ده وانا هقيس التاني
اعترض سامح :-
_ مش عايز حاجة يابني ، من كتر الخروج يعني !!
وكزه محمود قائلا :-
_ قيسه بس ما تبقاش كئيب ، اومال هشتري لوحدي !!
اخذه سامح بلا مبالاة واشارت لهم بثينة على البروفا ليذهب اليها الشباب ودلف كلا منهم لبروفا خاصة به .....
قالت بثينة بحرج وعصبية :-
_ شغلانة سوداااا
زفرت بعصبية حتى صعدت درحات ضيقة موصلة للأعلى وقالت :-
_ على ما يخلصوا هكون جبت قفلت المكان فوق ...

***********************

وقفت قمر وتنفست الصعداء حينما لمحت العنوان المحدد واقتربت له وهي تترقب ما بداخله بحذر .....نظرت للمكان ذو المساحة الكبيرة المقسم الى وجهتين ...واحدة تخص الملابس النسائية وأخرى للرجال .....اقتربت من الفتاة المنحنية على احد الأوراق بتركيز تام ...قالت :-
_ السلام عليكم
مرت دقيقة ولم تنتبه لها الفتاة الا عندما كررت قمر التحية فالتفتت الفتاة بابتسامة لطيفة :-
_ وعليكم السلام ...اتفضلي
قالت قمر مباشرة :-
_ لو سمحتي ، في واحدة هنا بتشتغل اسمها بثينة
اجابت الفتاة بالايجاب :-
_ اه هنا ، هتلاقيها الناحية التانية ، في البروفا روحيلها
قمر بشكر :-
_ شكرا ...
التفتت متوجهة للقسم الرجالي بتعجب حتى رمقت المكان بتمعن ولم تجد احد به فذهبت للفتاة مرة أخرى :-
_ مافيش حد
اجابت الفتاة ببعض الانفعال :-
_ قلتلك في البروفا ، بصي خبطي عليها عشان تسمعك
توجهت قمر مرة أخرى واقتربت من أول باب قابلها من زوايا البروفا حتى دقت عليه ولم تعتقد أن الباب يفتح بهذه البساطة .....

رفع سامح القميص لكي يرتديه وهو متعصبا من عدم وجود قفلا بالباب !! ، انعكس على المرآة صدره العاري بقلادة سوداء رفيعة بها ذات الاحرف التي كانت بالقلادة التي اعطاها من قبل .....
فتح الباب لتتسع عيناها بفزع من رؤية رجل عاري الصدر ليتفت سامح عندما انتبه لصوت فتح الباب لتتسع عيناه بذهول من رؤيتها .....
قمر بصريخ :-
_ عاااااااااااااااا
ركضت للخارج بأسرع ما لديها ليستعب الأمر بعد دقيقة وبعد أن فاق من صدمته ركض دون أن يرتدي قميصه مرة أخرى .....
خرج محمود بابتسامة راضية عن اختياره حتى تفاجئ بسامح وهو هكذا فأوقفه قبل أن يخرج للطريق هكذا :-بقلم رحاب إبراهيم
_ انت اتجننت يابني !! ، خارج كدا !!
اشار سامح للطريق :-
_ قمر
ضيق محمود عيناه بتعجب :-
_ مالها
سامح بنظرة بها شوق مجنون :- كانت هنا
كاد سامح ان يفلت يده ولكن محمود تمسك به قائلا بحدة :-
_ طب روح كمل هدومك ونخرج ، هتخرج كدا !!
ضم سامح فمه بغضب وعاد مرتديا قميصه بوقتٍ قياسي وركض للخارج وهو يغلق احد ازرا قميصه والمعطف الجلدي بيده لم يحتمل الانتظار ليرتديه ......قال :-
_ شوف انت اللي اشتريته وانا هروح اشوفها
ركض للخارج وهو يلتفت على جانبي الطريق بحثا عنها.......

هبطت بثينة عندما سمعت صوت صريخ بالأسفل وقابلت زميلتها التي اتت عقب الصرخة بدقيقتين :-
_ في ايه ؟
كررت بثينة السؤال لمحمود :-
_ مين اللي صرخ ؟
اوضح محمود قائلا :-
_ دي واحدة صرخت اول ما شافت صاحبي ومشيت ...اصله مشهور شوية
تقابلت نظرات بثينة مع زميلتها ببعض الشك حتى عادت الفتاة لعملها وقالت بثينة بسخرية :-
_ والله !! ، معلش !
اراد محمود أن يبتسم ليتابع مشيرا للقميص بيده :-
_ هشتري ده ....سعره كام ؟
___________________________________________الله اكبر

كادت أن تتعثر مرارًا وهي تسير ويداها على فمها من الذهول والصدمة التي لم تخرج منها حتى بعد أن ابتعدت عن المكان ....
شعرت بعدة أشياء ...شعرت باللهفة والشوق ، الحنين والابتسامة ، الألم والعتاب .......
اتى وقت مرورها للطريق ..لم تتأكد من عمق وعيها لتمر ولكنها مرت واعقب ذلك وقوع خطرا من سيارة اتية بسرعة عالية ....
بدلا أن يضمها جسد السيارة بوقوع حادث مريع ضمتها يداه بذعر عندما لمحها وهي تمر الطريق ......لم يدرك مدى سرعته الا وهو يسرع اليها ....

لم تفق من صدمة اخرى وآخر ما تذكرته في خلال الثوان الفائتة هي سيارة تصدر اصوات مزعجة حتى تنتبه ولكنها كانت بعالمٍ آخر ولم تنتبه لشيء .....انتبهت الآن
رفعت عيناها التي كانت قريبة من قلبه ونظرت له بدموع غارت من عيناها رغما .....ورغم ما حدث فأنها تحبه واشتاقت لرؤيته كثيرا....
نظرته كانت مزيجا من الخوف والشوق والغضب والحنان .....اصر على اسنانه بقوة حتى لا يسير خلف شغفه ويضمها بقوة ساكنا اياها خلف الضلوع .....قائلا بغضب :-
_ كنتي هتضيعي روحك ، ليه بتعملي في نفسك كدا ؟!!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه غاضب رغم رجفة نبرته التي توضح خوفه ولكنها لم تستطع النطق إلا بعد صمت دام للحظات :-
_ أنا ...ما عملتش حاجة
أرسى به البر لشيء تخفيه وهذا سبب موقفها منه فقال مباشرة :-
_ ايه اللي بعدك عني يا قمر ؟ ليه واخدة مني الموقف ده ؟!
كادت أن تخبره بتلك الرسالة وبكل شيء بعصبيتها الملتمعة بعيناها حتى وقفت داليا أمامهم بشكل مفاجئ ....كانت بالطريق الى منزل محمود حتى توقفت بسيارتها عندما لمحت سامح يقف على قدميه !! و مع تلك الفتاة !
اتسعت عين سامح بصدمة وهو يرى داليا تقف امامه وتنظر له بغضب لم تظهره الا بعيناها ...قالت :-
_ جيت اشوفك يا حبيبي ، ماقدرتش افضل في الشقة ، كنت قريبة من بيت صاحبك لحد ما لقيتك واقف هنا ...مين دي ؟!!
تطلع اليها سامح للحظات ولم يصدق انها تقف أمامه لتتابع داليا بحقد نم به صوتها وهي تحدث قمر :-
_ اكيد أنتي معجبة لأني أول مرة اشوفك ، احب اعرفك أنا خطيبته
قذفت الكلمة بقلبها كالخنجر وحدقت به بذهول كي تنتظر اجابته ولكنها لم تنتظر كثيرا فقالت :-
_ خطيبته !!
****************

تخيلت داليا المشهد وهي في سيارتها تراقب من بعيد بنظرات يتطاير منها الشرر ، تخيلت موقفها مع تلك الفتاة ستكون الخاسرة بالنهاية ....ظلت بسيارتها على توعد بالانتقام منه ......

كرر سامح سؤاله عندما رأى قمر تبكي بصمت :-
_ ايه اللي بعدك عني يا قمر ؟
تطلعت بعيناه بعتاب وحزن قائلة :-
_ عشان كدبت عليا وكنت عايز تتسلى ، مش عارف بجد ولا عامل نفسك مش عارف ؟!! الصور اللي شوفتك فيها مع واحدة والرسالة اللي انت بعتهالي وهنتني فيها ....انا عملتلك ايه عشان تعمل معايا كدا ؟!
صرخت بوجهه وهي تقل جملتها الآخيرة ليتفاجئ سامح بما تقوله ...ضيق عيناها بدهشة ثم قال :-
_ صور ايه ؟!!! ، ورسالة ايه اللي بتتكلمي عنها انا ما بعتلكيش أي حاجة ومش فاهم حاجة
تنهدت بحدة عندما تذئكرت انها تركته هاتفها بالغرفة التي تسكن بها وأمر الصور لم تحصل عليه الان نظرا لوجودها على الهاتف الخاصة بنسرين واعرته لها سابقا ....قالت :-
_ صورك مع واحدة في اوضاع زبالة ...والرسالة اللي قولتلي فيها انك قرفت مني ومش عايز تشوف وشي تاني .....
صدم سامح وجحظت عيناه بذهول قائلا :-
_مستحيل ....أنا عمري ما كان ليا علاقة مع أي واحدة وانا ما بعتلكيش غير رسالة واحدة بعد يوم حفلة لاتينو ، وبعدها كل حاجة اتلغبطت ومابقتش عارف ايه السبب ....
اشارت له بعصبية :-
_ الصور اتبعتتللي من واحدة من اللي بتعرفهم واظن مافيش واحد هيتصور كدا غصب عنه !! أنت اللي كنت في الصور حتى نفس البدلة اللي كنت لابسها في الحفلة ما اتغيرتش !
رد سامح غاضبا :-
_ وانتي بغبائك صدقتي من غير ما تتكلمي معايا وتعرفي الحقيقة !!، صدقتي واحدة كدابة بعتتلك حاجة عشان توقع مابينا وتبعدنا عن بعض ، صدقتي حد ما تعرفيهوش لكن كدبتيني أنا !!
ردت بانفعال :-
_ مين اللي يعرف انك جبتلي سلسلة ، مين اللي يعرف أنك .....
صمتت ولم تستطع ان تتابع ، كيف تقولها وهو لم يعترف بها بعد ؟! ...
تفحص الم عيناها ليهتف بعنف :-
_ أني بحبك صح ؟ ....ايوة بحبك يا غبية ..بحبك وعمري ما قولتها لواحدة قبلك ولا في بنت قدرت تشغل تفكيري لحظة ....لكن أنتي بكل غبائك ولسان الطويل ده بس مابقتش عارف انساكي لحظة واحدة من ساعة ما شوفتك ، من أول مرة شوفتك كمان
غمغمت بصدمة وهي تنظر له بانفاس لاهثة من الاضطراب :-
_ بتحبني ؟!
اقترب اليها خطوة حتى اقترب لعيناها بنظرات عاشقة وقد رقت نبرته قليلا :-
_ لأ ....بعشقك
ابتعدت عنه وهي ترتجف والتمعت عيناها بنبض حياة فتابع مؤكدا :-
_ ما تسمعيش كلام حد وما تبعديش عني تاني ولو مش مصدقاني هثبتلك بس ما تبعديش تاني يا قمر ...أنا متأكد انك بتحبيني
قالت بتهرب :-
_ لأ
هتف بغضب :-
_ لأ بتحبيني وعارف أنك لسه شاكة بس فكري شوية بعقل وبهدوء ، أنا لو مش باقي عليكي وشاريكي هاجي وراكي ليه ؟! ، انا لو بفكر اتسلى حواليا مليون بنت يتمنوا كلمة مني لكن انا اخترتك انتي ...
قمر بتساؤل :-
_ اخترتني عشان تتسلى ؟!
هز رأسه نفيا:-
_ اخترت احبك انتي ....أنا مش عايز اتسلى ولا حتى جربت قبل كدا ولا كان في بالي أني احب .... لكن كل حاجة اتغيرت لما ظهرتي أنتي في حياتي .....
صمتت بحيرة وشعورا بالسعادة يتسلل بداخلها وشعورا آخر ينعتها كي لا تصدقه مرة أخرى ....

لمح طيف الحيرة بعيناها ليقل :-
_ انا مش عايز ردك دلوقتي ، بس اديني وقت اجيبلك دليل واثبتلك أن كلامي صدق ، انا مش عايز ابدأ حياتي معاكي وانتي جواكي أي شك من ناحيتي .....
رفعت عيناها اليه وحاولت أن لا تظهر له ضعفها امامه فقالت :-
_ ومين اللي قالك أني محتاجة منك دليل ؟ الامر سواء بالنسبالي ....ما تهمنيش في حاجة سواء كنت كداب أو صادق
ضم شفتيه بعصبية من تهربها بالحديث فصاح بها :-
_ بقولك ايه ...أنتي اكتر واحدة بتخليني هتجن واخرج عن شعوري ، بس هثبتلك وهتبقي معايا بكيفك أو غصب عنك ....انا مش همشي زي كل مرة واقولك مش عايز اشوفك ....المرادي يا قمر هعاقبك بس وانتي معايا
رغم دموعها وملامحها المتجمدة ولكن عيناها ابتسمت قليلا فاجابت :-
_ أنا مش بتغصب على حاجة !!
نمت ابتسامة على شفتيه بمكر :-
_ وأنا مصمم أني اخدك بأي طريقة ....مش هسيبك لقرارك تاني ، لأني جربت قبل كدا ومن يومها مش عارف اعيش
نظرت للأسفل وقد جفت عيناها من الدموع واخفت ابتسامتها بقدر المستطاع ....قال مشيرا للطريق :-
_ تعالي هوصلك للفيلا ....
وقفت سيارة أجرة بالطريق لتوافق قمر على ايصالها الى الفيلا حتى لا يكتشف مكان سكنها الجديد ..... جلست بداخل السيارة وجلس سامح بجانبها واعطى السائق العنوان . ....
تحركت السيارة بالطريق وتحرك ذهنها بشرود ورغما عنها سبحت ببئر العشق ونست الألم حتى لو مؤقتا ...التفت اليها سامح بابتسامة حنونة :-
_ هفضل اشكر ربنا على صدفة النهاردة ....
اطرفت اهدابها بتوتر ولم تستطع أن تنظر له فتابعت مراقبة الطريق فتابع بنبرة ماكرة :-
_ حد يدخل على حد كدا وهو بيجرب لبس جديد ؟
تورد وجهها خجلا وابتسمت بخجل ولك تجيبه للحظات ثم قالت :-
_ ماكنتش أعرف انك جوا البروفا ، أنا جيت اشوف واحدة صاحبتي
سامح بخبث :-
_ بس شوفتيني أنا ، بذمتك مش احسن ؟
الفتت له بسخرية :-
_ لأ
رفع حاجبية بابتسامة خبيثة :-
_ هنتحاسب بعدين مش دلوقتي ، أنتي حسابك تقيل معايا أوي
ابتسمت بخفاء وهي ترجع نظرتها للطريق ولم يخفى عليه ابتسامتها فقد عكسها الزجاج بجانبها .....رمقها بنظرات تشملها عشقا بصمت ....
____________________________________صلِ على النبي

خرج محمود من المحل بحثا عن سامح ولكن عندما لم يجده عاد لشقته منتظرا بفضول لمعرفة ما حدث .......
بعد مرور بعض الوقت .....
توقفت السيارة الأجرة بالقرب من بوابة الفيلا لتترجل منها قمر بصمت ...ترجل ايضا سامح وقد اشار للسائق بالانتظار قليلا حتى يحدثها بانفرادية .......وقف امامها بنظرات مبتسمة :-
_ هتوحشيني على ما اجيلك بكرا ...هاجي هنا
لم تعترض على حديثه واكتفت بابتسامة حتى قالت :-
_ تصبح على خير
سامح :-
_ وأنتي معايا
استدارت متوجهة للفيلا وقد تبدلت نظراتها للتجمد ....بينما عاد سامح للسيارة سعيدا بما حدث والقى على السائق عنوانا آخر .....

لم تكف داليا عن مراقبة الموقف فقد اتت خلفهم الى هنا حتى تخفت بعيد بسيارة استأجرتها مؤقتًا لعدة أيام نظرا لذهابها لسامح ..... نظرت من بعيد للفيلا وتعجبت من الأمر فكيف فتاة بمظهر قمر ويبدو عليها البساطة تسكن بهذا المكان الغني بالثراء !! ...تحركت بسيارتها خلف سامح مرة أخرى بغضب يكاد يفتك بمقلتيها .....
_______________________________________استغفر الله العظيم

انتظرت قمر عشر دقائق كانت فيهم تتحدث مع الخادمة وتلقي الترحيب حتى خرجت مستقلة سيارة أجرة بالطريق عائدة إلى مسكنها البسيط ....

ترجل سامح من سيارة الاجرة الى شقة صديقه محمود ثم صعد للشقة بداخل المبنى السكني ليستقبله محمود متسائلا :-
_ حصل ايه ؟
جلس سامح على احد الارائك بابتسامة واسعة :-
_ كل خير ....
راقبه محمود بضحكة :-
_ احكيلي يا ندل ، ولا السراء عندك والضراء عندي ! ،ما تبقاش خاين بقى واحكيلي بحب اسمع التفاهات دي اوي ههههههههه
ظل سامح على حالته من الابتسامة الشاردة ثم وضع قدما على قدم قائلا :-
_ الدنيا احلوت ولا ايه .....
نهض محمود وجلس بجانب سامح قائلا بخبث :-
_ هتحكيلي ولا اتقمص روح داليا الشريرة واوقع ما بيبنكوا انا كمان ؟
التفت له سامح ضاحكا :-
_ اما حتت موقف وصدفة انما اااايه ....ده انا تهت يا عم....تقريبًا اتصالحنا وهثبتلها اني صادق في كلامي عشان ما تفضلش شاكة فيا ...لأ وكمان هقابلها بكرا ......
كاد أن يتابع حتى تلقى سامح مكالمة من رقم غريب ...نظر لهاتفه متعجبا حتى اجاب ....كانت قمر قد عادت لمسكنها البسيط واخذت رقم سامح من هاتفها وخرجت تحري اتصال من سنترال قريب نظرا لحظر رقمها من هاتفه بفعل داليا دون ان يعلم احدا منهم بذلك .....اجاب سامح متسائلا عن هوية المتصل :-
_ الو ...مين ؟
اجابت قمر بصوت وتيرته ثابته :-
_ انا قمر يا سامح
ابتسم بسعادة وقال :-
_ للدرجة وحشتك ؟
اضافت بثبات :-
_ ما تجيش للفيلا بكرا لأني مش هناك ، انا سيبت الفيلا من كام يوم
قطب سامح حاجبيه بدهشة لتتابع هي :-
_ مش هتعرف عنواني ولاهخليك تكلمني غير لما تثبت انك بريء ، مش هسمحلك تخدعني تاني
انتفض سامح من مقعده وقد تبدلت ملامحه للصدمة والغضب :-
_ يعني انتي كنتي بتضحكي عليا ؟!!
صمتت لبرهة ثم اجابت :-
_ لو انت صادق مش صعب عليك تثبت كلامك لكن لو انت كداب يبقى مش هتشوفني تاني .....اوعى تكون فاكر أني هبلة وصدقت كلمتين حلوين قولتهم !! ......
صاح بشراسة وكل عضلة بوجهه تنتفض من الغضب :-
_ ورحمة امي لجيبك يا قمر ....ولو كنتي فاكرة انك هتعرفي تبعدي وتلعبي الدور الغبي ده معايا تبقي عبيطة فعلا ....دلوقتي انا مش عايز اثبتلك حاجة بس قسمًا بالله ما هتبقي على ذمة راجل غيري وساعتها هعرفك أزاي تلعبي بيا .....
اغلق الهاتف بنظرات تصدح بالغضب حتى القى الهاتف بعنف على الاريكة ليرمقه محمود وتقريبًا فهم ما حدث .....قال محمود :-
_ هتكلم معاك لما تهدى
_________________________________________الحمد لله

خرجت قمر من السنترال البعيد قليلا عن مسكنها عائدة وقد ارضاها ما فعلته رغم ضيقها بعض الشيء ويكفي أنها اثبتت له أنه لن يستطيع خداعها مهما احبته .....
لمحت بثينة عائدة من عملها وقد خرجت للتو من ميكروباص وقف بأول الطريق .....اشارت لها بثينة بابتسامة لتقل قمر :-
_ روحتلك الشغل على فكرة بس جيت اشوفك لقيت واحد بيغير هدومه
اجابت بثينة بضحكة :-
_ هو انتي اللي صوتي ؟!! ههههههههه لا وصاحبه يقولي دي معجبة !!
لوت قمر شفتيها بسخرية متألمة وعادت مع بثينة للسكن .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة