-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والثلاثون

بعد مرور بعض الوقت الذي لم تدرك كم مر منه استفاقت ببطء وازعجها رائحة الدهان الذي تبدو حديثة الطلاء ....فتحت عيناها لتجد نفسها على اريكة بمكتب كبير وكأنه قد اثث قريباً ....اعتظلت ببطء حتى وقعت عيناها على ذات العينان الذي كانت سبب اغمائتها ...ابتسم عز ابتسامة واسعة ، يبدو وكأنه أكثر سعادة مما يبدو أيضا بما يلتمع بعيناه من سعادة ...قال ناظرا لوجهها بتفحص :-
_ الف سلامة عليكي
قطبت حاجبيها بضيق من نظراته التي وكأنه شريط سنيمائي يعيد ذكريات اليمة ...قالت :-
_ أنا جيت هنا أزاي ؟!!
نهض من مقعده وسكب بعض المشروب من زجاجة بثلاجة المكتب الخاص بعيادته التي كان يجهزها منذ سنة ماضية واقترب اليها قائلا :-
_ اشربي العصير ده
رمقت الكوب بيده ثم رفعت عيناها اليه بنظرة قوية وهتفت برفض :-
_ لأ مش عايزة
وضع الكوب أمامها على طاولة وقال بابتسامة :-
_ اولًا دي عيادتي ....ثانياً أنتي اول ما شوفتيني اغمى عليكي ، ثالثا بقى اكيد ماكنتش هسيبك كدا ...جبتك هنا لحد ما فوقتي .....خوفت عليكي أوي
ابتلعت ريقها وكرهت هذا اللقاء الذي وضعها مجددا بيد هذا المغرور وتذكرت ياسين بألم ....نهضت من مقعدها وبحثت عن الدواء الذي كان بحوزتها ليقل عز مشيرا للأقراص :-
_ العلاج اللي كان معاكي جنب العصير
نظرت للأسفل فلمحته واخذته سريعا وتوجهت لتخرج دون حتى أن تشكره ليلحقها قائلا بضيق :-
_ أنتي اسمك ايه ؟
قالت بعصبية :-
_ ليه ؟
تعجب من غضبها منه والمفترض أن تكن ممتنة له !! قال :-
_ سألتك قبل كدا وما جاوبتنيش ....اسمك ايه ؟
احتارت تخبره بأي منهم هل تخبره برحاب أم حورية أو ياسمين ....قالت :-
_ اسمي ....ياسمين
ابتسم وهو يتطلع بعيناها المميزة بجاذبية مثيرة :-
_ ياسمين ....اسم جميل زي صحبته
لم تطق أن تقف بجواره أكثر من ذلك فقالت :-
_ شكرا
خرجت من المكتب وهي تركض وكأن هذا المكان مليء بالوباء .....خرج خلفها مدهوشا من غضبها منه دون سبب !!

خرجت للطريق والآن لو رأت ياسين لكانت ركضت اليه بدلا أن تهرب منه ولكن الحياة تخالف الظنون دائما ...فكأنه تبخر من الحياة لم يبقى له وجود وبدلا أن يبحث عنها بحثت عنه بالطريق ...التمعت عيناها بحزن وهي تردد اسمه ثم انتبهت لصوت عز مجددا :-
_ بدوري على ايه ؟!
صرت على اسنانها بغضب والتفتت له وهتفت :-
_وانت مااالك
اطرف عز عيناه بصدمة من طريقتها واسلوبها معه حتى اوقفت سيارة اجرة وذهبت من امامه ببساطة وبأقل من دقيقتين !!! ....وكأنما حلما واستيقظ منه ....قطب جببنه بشدة من حدتها الغريبة معه وهو من كان سيقفز فرحا عندما رأها !!
______________________________________صلِ على النبي

فتحت قمر باب الشقة وقد كانت على بُعد دقائق حتى تخرج وتبحث عن شقيقتها فوجدت حورية تدلف بوجه يتصبب عرقاً فقالت قمر بقلق :-
_ اتأخرتي كدا ليه يا حورية قلقتيني عليكي ؟!
تهالك جسد حورية المرتجف على الاريكة وبدأت تجهش بالبكاء وبدأت تروي ما حدث لها ......
مرت دقائق حتى شعرت قمر بأنها مصدومة من هذه الصدفة فقالت :-
_ صدفة اغرب من الخيال ....ومن بين كل الاماكن تدخلي عيادة عز الدين ....والمفروض أنك كمان بتستخبي من ياسين !!!
مسحت حورية عيناها وقالت :-
_ لما شوفته حسيت انه موجوع ، مش ده ياسين اللي سيبته من يومين ، كان بيدور عليا بلهفة غريبة ....فجأة لقيت عز قدامي ولما فوقت لقتني في عيادته ....انا بكره نفسي اوي وحاسة اني خاينة
واستها قمر وقالت :-
_ هو انتي كنتي تعرفي أن عيادة عز في المكان ده !! ،ده المصيبة كمان انها قريبة من هنا أوي .....
حورية بتيهة :-
_ كنت بهرب منه مش عارفة ليه ولما خرجت من عند عز كنت عايزة اهرب ليه ...لو شوفته ساعتها والله كنت جريت عليه ....
قمر بحيرة وتعجب :-
_ ليه لما بتشوفي عز بتحتاجي لياسين يا حورية ؟
هزت حورية رأسها ببكاء :-
_ مش عارفة بس بحس بكدا ...
ربتت قمر على كتفيها بحنان وقالت :-
_ طب امسحي دموعك عشان تستعدي لبكرا .. بكرا اهم يوم ...
__________________________________________الحمد لله

مساءً.......
وقف بشرفة غرفته متأملا الليل بكأبة مماثلة ....لمعة عيناه الحزينة منذ فراقته لم تهجر مقلتيه ....كاد أن يجن من سبب ابتعادها وهروبها منه ! ارسلها لها رسالة أنها لو رأته تهرب منه فأستجابت القاسية ....قال بحزن :-
_ ما مفهمتيش من كل االي قولتهولك غير آخر رسالة ....أنتي أزاي بقيتي كدا يا حورية ؟! بتهربي مني تعاقبيني ولا بتهربي خوف ؟
اغمض عيناه بحزن قاتل وابتلع ريقه بغصة تقف بحلقه من مرارتها .....
_________________________________________استغفر الله

باليوم التالي .........
أمام ذات المبنى الذي شهدت به اقسى الليالي .....رمقت المكان جيدًا قبل أن تدلف وتبدأ اولى خطواتها ......
وصلت بالمصعد عند الطابق الثالث واستعلمت من احد الممرضات عن غرفة باسم مريض يدعى "نادر رأفت " فأخبرتها الممرضة غادة باتجاه الغرفة مع نظرة متفحصة .....توجهت حورية اليها ثم فتحتها ببطء.....
وقفت تتأمل شاب يبدو أنه في الثلاثين من عمره ذات وسامة لا بأس بها ....دلفت للداخل وراقبت حركة جفونه بحذر ....حتى ظهر محمود بعد دقائق عندما اخبرته للممرضة غادة بوصول زائر جديد لغرفة نادر ....
ابتسم لها مرحبا :-
_ اهلا بأنسة بياسمين ؟
اجابته بابتسامة بسيطة كتحية :-
_ اهلا بيك يا دكتور
نظر محمود لباب الغرفة ثم اقترب الى نادر قائلا بهمس :-
_ معلش يا نادر قصدينك في خدمة ....دي هتبقى خطيبتك موقتاً وهتيجي تزورك كل يوم واحياناً هخليها تبات معاك ببرنامح انا عمله ليك مخصوص ....استحمل بس معايا الكام يوم دول
تعجبت حورية وقالت :-
_ هو سامعك ؟
فتح نادر عيناه بقوة حتى ابتسم محمود قائلا :-
_ اهو جاوبك ...هي دي اجابته ،بيفتح عنيه وبيغمضها
قالت حورية لنادر :-
_ معلش هنتقل عليك الفترة الجاية يا نادر ...
رمقه محمود بضحكة :-
_ لأ صاحبي مضياف وبيحب اللمة .....
دلفت ميرنا للغرفة بهذا الوقت لتجد محمود وحورية يتشاركون الضحكات لتنظر لهم في صدمة :-
_ السلام عليكم ...شكلي جيت في وقت مش مناسب !
هرب محمود بعيناه من ميرنا وقال بملامح جامدة :-
_ اتفضلي يا انسة ميرنا .....
التمها نبرته وهي من اتت اليه لتتحدث معه وقالت دامعة :-
_ لا خلاص ...أنا هرجع اوضتي ...حاسة أني دايخة
رفع محمود عيناها اليها بقلق ولكنه لم يتحدث وراقبتهم حورية بصمت ....حيث أنها تأملت ميرنا بشعور غريب من ملامح سليهة لملامح تعرفها
خرجت ميرنا من الغرفة مرة أخرى وتوجهت لغرفتها مرة أخرى وتركت لدموعها العنان ......

قالت حورية بتعجب :-
_ حسيت انها هتعيط ؟
زفر محمود بقوة وقال :-
_ هبقى اروح اشوفها
قالت بغموض :-
_ طب ممكن اروح معاك ....اصلها صعبت عليا
قال محمود بموافقة :-
_ مافيش مشكلة ...كدا كدا هنتجمع عشان حصص نادر بتاعت الرسم ، هاخدك ونروحلها كأني بعرفك عليها عادي الامر مافيهوش أي شك ، واصلا فاروق مش هنا ...
شعرت حورية بالراحة في ذلك ليقل محمود :-
_ هجبيلك كتب تقريها وانتي قاعدة جنب نادر عشان تتسلي بيها وماتحسيش بملل ....
شردت حورية بشيء ليهتف محمود :-
_ روحتي فين ؟
نفت حورية الأمر وقالت :-
_ خلاص ماشي ...
مر الوقت باليوم الأول ولم يكن الأمر بهذه الصعوبة مثلما اعتقدت ولكنها تحسبت رؤية عز وشعرت بكره شديد في رؤيته مرة أخرى ......
خرجت حورية مع محمود وتوجهوا لغرفة ميرنا .....تطلعت اليهم ميرنا ببغض ودهشة حيث عرفها محمود قائلا :-
_ دي آنسة ياسمين ...خطيبة نادر
اتسعت عين ميرنا بذهول وهي تردد ليبتلع محمود ريقه بغضب ....وقال وكأنه أراد استفزازها :-
_ هروح امر على كام حالة يا انسة ياسمين وهاجي اخدك عشان اتكلم معاكي شوية على انفراد .....
رمقته ميرنا بعصبية دون أن تتحدث ليتجاهل نظراتها ثم خرج من الغرفة وتركهم .......
ابتسم حورية لها وقالت :-
_ اسمك جميل
اجابت ميرنا بجفاء :-
_ شكرا
شعرت حورية بأنها غير مرحبة بها خصوصا تحت هذه النظرات العدائية من ميرنا !! ....رمقتها ميرنا بغيظ ونظرت لكوب العصير بجانبها بمكر وقالت :-
_ كشكول الرسم بتاعي وقع تحت السرير ممكن تشفهولي ؟
ابتسمت حورية بلطف وقالت :-
_ حاضر
اقتربت من فراش ميرنا واخفضت رأسها اسفل الفراش لتوقع ميرنا الكوب على ثياب حورية متظاهرة أن الامر مصادفةٍ وقالت باعتذار :-
_ اسفة ماكتش قصدي
استقامت حورية ونظرت لثوبها بضيق ولكنها لم تريد أن تشعر ميرنا بهذا فقالت بهدوء ...هروح الحمام انضف هدومي ....معلش لو اتأخرت لأن هدومي تقريبا اتبهدلت
حاولت ان تبتسم ثم توجهت للحمام ....رمقتها ميرنا بمكر ونهضت من الفراش ثم خرجت من الغرفة وتوجهت لمحمود بالطابق الثالث .....

**************

مثل النيران يكن هو الحب ....ومثل رمادها الملتهب يكن الانتقام ....

حجرة خاصة بداخل المشفى جدرانها مطلية باللون الازرق الفاتح ومزيجا آخر من اللون الابيض ...تفوح رائحة الأدوية بها بعض الشيء ورحيق عطر انثوي يبدو أنه من اغلى الماركات ..بعد أن دلفت للحمام الخاص بالغرفة حتى تنظف ملابسها من بقع العصير ولم تضع احتمال بدخول احدهم حتى اغلقت الباب الذي كان نصفه من الزجاج تقريباً ......

دلف عز كعادته للغرفة حتى يتطلع على التقرير اليومي لحالة ميرنا ليجد الغرفة فارغة إلا من صوت يصدر من الحمام الذي على يمينه فنظر الى الباب ليرى ظل فتاة بشعرها الطويل الذي يتدلى بغنج وكأنهاتبدل ملابسها .....مجرد ظل جعله يتسمر مكانه للحظات .....مجرد خيال جعله لم يستطع الالتفات لاي شيء سوى حركة هذا الخيال الانثوي ....لتخرج حورية فجأة ولم تدرك أن احدًا بالخارج لذلك كانت مطمئنة بعض الشيء ...اطراف الحجاب المبتلة بسبب العصير لم تجعلها تستطع لفه على رأسها ....خرجت بعفوية لتتقابل عيناها بعين حبيب الماضي وعدو اليوم ..........خرجت وخصل شعرها الشديد السواد تركض على وجهها بتمرد .... والعين الثرية بالجبروت الساحر الناتج عن لعنة الانتقام بقلب حواء
كيف تكن ردت فعله بعد رؤية هذا الجمال الذي سلب عقله وانفاسه منذ أول لقاء بينهم ؟ .....
اتسعت عيناها عندما ادركت وضعها دون حجاب رأسها وهذا المغرور يفترسها بعيناه رفعت يداها بالحجاب المبلل بيدها على رأسها سريعاً وتجاهلت أطراف ردائها الذي نالها حظاً من الأمر .....ابتلعت ريقها الذي جف من المفاجأة الغير منتظرة ...سبحت عيناها سريعاً على الفراش الخالِ بتعجب ....أين ذهبت ميرنا ؟!
في خوض تفكيرها كان تائهاً هو تمامًا بعيناها اللامعتين التي تجذب شياطين عقله الى بقاع لم يزورها قبلاً ...بقاع الإغواء الساكن لحواء ...اصدر صفيراً مبهوراً للنظرة السريعة الذي خطفها على شعرها الشديد السواد قبل أن تخفيه هي ....قال :-
_ وااااو ....اقصد ...ياسمين ؟!!
بدا متفاجئاً وسعيداً بذات الأمر ...غير مصدقاً أن القدر يسوقه بهذه السهولة لأعتق الأماني ...
اطرفت عيناها عدة مرات بتوتر وكأن الماثل أمامها لم يجذبها يوماً بل اصبح وكأنه مثيرا للشفقة حد القلق ...قالت متسائلة :-
_ هي ميرنا راحت فين ؟
اجفل قليلاً بشيء. غامض شعر به في صوتها رغم أنه سمعه بالأمس ولكنّ الآن ينضج بنبرتها شيء جعل بقلبه وكأنه وتر يترنن بحدة ويصدر معزوفة تسرد انشودة العشق بمدينة خالية إلا منها ....لم يكترث لأي مخلوق سواها ...فكيف وهي أمامه وبمفردهم ؟! ....ولكن السؤال تمايل بعقله في دهشة فتسائل :-
_ تعرفي ميرنا منين ؟!
تأكدت من احكام ربطة حجابها فشعرت بأن ثقتها ازدات أكثر أو ربما قليلا ....اجابت بنظرة قوية :-
_ لسه متعرفه عليها النهاردة ....هي بتساعد خطيبي و______
قطع حديثها صوتها الحاد وكأن الصدمة جعلت تلك الابتسامة لشراسة كانت متخفية :-
_ خطيبك ؟!!! أنتي مخطوبة ؟!
شعرت بالغيظ من غضبه فهي تعرف أنها الآن تجذب عيناه التي لا تنجذب سوى للجمال الظاهري فقط ولكنه فقير البصيرة لا يشعر ...اجابت بثبات استفزه :-
_ اه مخطوبة ....في مشكلة في ده ؟!
تأمل عز طريقتها في الاجابة بحيرة ....قال :-
_ مين خطيبك وايه علاقته بميرنا ؟
اجابت بذات الثبات :-
_ خطيبي يبقى مريض هنا وميرنا بتساعده مع د.محمود
جمع عز افكاره فتذكر ذلك المريض بعد دقيقة ليقل بتعجب :-
_ نادر يبقى خطيبك ؟؟ ده يعتبر ميت اكلينيكاً !!
كرهت جملته فهتفت بعصبية :-
_ بعد الشر عليه ...ليه بتقول كدا ؟!
غضب من لهفتها عليه فقال :-
_ اكيد مش اقد حاجة وحشة بس استغربت أن مريض زي نادر يكون خاطب واحدة ....جميلة أوي زيك كدا
قال جملته الآخيرة وهو يتفرس بملامحها الذي تأسره فاجابت بمقت :-
_ بعد اذنك
وقف أمام باب الغرفة مغلق الطريق أمامها وقال :-
_ أنا أسف ما اقصدش اضايقك يا ياسمين
زمت شفتيها بغيظ وهتفت :-
_ آنسة ياسمين بعد اذنك ....ما تشيلش الرسميات ما بينا انا لا اعرفك ولا أنت تعرفني !!
حتى انفعالات وجهها الفاتن تشتت فكره فقال ببطء :-
_ بس ..نفسي أعرفك
زفرت بنفاذ صبر وقالت محذرة بنظرة حادة :-
_ عايزة أخرج لو سمحت !
انتبه للموقف ولغضبها فقال :-
_ ميرنا قابلتني برا على فكرة ، راحت تسأل د.محمود على حاجة وجاية بسرعة ...أنا جيت اشوف تقاريرها ...بس لقيتك أنتي
ابتسم بود لتحاول حورية أن تسيطر على عصبيتها معه حتى لا تثير شكه ويبدو أن صوتها في الغضب مختلف عن تلك الرقة التي كانت بها ماضيًا ...أردف متابعاً :-
_ممكن نتكلم شوية على ما تيجي ....اتفضلي اقعدي
وقفت بحيرة من أمرها فأنفعالها بالنسبة له مثير للشك ....تنفست عميقاً قبل أن تعود لمقعد يبعد عنها خطوات .....ابتسم عز لموافقتها وأخذ مقعد قريب منها .......تأمل وجهها المتورد بلمعة بشرتها الصافية كبشرة الطفل ....وقال :-
_ امبارح ....أنا ماصدقتش لما شوفتك ، للحظة حسيت أني بحلم !!
نظرت له بتعجب وتذكرت لهفتها القديمة ...كانت تترجى منه نظرة بسيطة ولكنه لم يفعل وللسخرية القدر ...الآن تعدى الأمر لأبعد من تخيلاتها القديمة !! هل لمجرد أنها اصبحت جميلة ؟!
قالت بثبات مبعدة عيناها عنه :-
_ اه ...كنت جاية اسأل على واحدة صحبتي في العمارة دي ...تقريبًا اتلغبطت في العنوان
رمقها بأعجاب وقال :-
_ لحسن حظي ....فاكرة أول مرة اتقابلنا فيها ؟ احنا تالت مرة نتقابل
قالت بسخرية :-
_وفيها ايه ؟!! عادي يعني
ضيق عيناها بغيظ ف لأول مرة فتاة تستخدم هذا الجفاء معه وهذه طعنة لثقته بنفسه ....قال :-
_ اه ....هو أنتي ليه مش لابسة دبلة ؟!
لم تصطدم كثيرا من هذا السؤال فقد اخبرها فهد صباحا بهذا الأمر ...قالت :-
_ احنا تقريبًا مخطوبين ...بس ماكناش اتخطبنا رسمي ، قراية فاتحة مالحقتش البس دبلة وحصل اللي حصل لنادر ....
ابتسم بخفاء ولم يعرف لما راقه هذا الأمر ...وتابع بابتسامة ماكرة :-
_ حاسس أني اعرفك من زمان !!
رفعت حاجبيها بسخرية وقالت :-
_ وايه كمان ؟
اتسعت ابتسامته وصحح :-
_ لأ بجد والله مش بهزر ولا بقول اسطوانات .....فعلا حاسس أني شوفتك كتير ....مش بس ٣مرات ، حتى صوتك
اتسعت عين حورية بصدمة ليقل بهيام :-
_ صوتك كأن صوت اعرفه ...مش غريب على سمعي ....يمكن عشان كدا حبيت اتكلم معاكِ
تلجلجت وظهر القلق على ملامحها ...تلعثمت قليلا وحاولت أن تصرف ذهنه عن هذا الأمر :-
_ ممكن عشان اتكلمنا قبل كدا ...بعد اذنك
نهضت لتنهي هذه المقابلة لينهض بدوره واقترب منها قليلا...وقال بخبث:-
_ هنتقابل تاني ....أنا متأكد
رسمت ابتسامة خفيفة لتراوغه ثم خرجت من الغرفة ولم تبقى طويلاً فخرجت من المشفى سريعاً ......
____________________________________________صلِ على النبي

بحثت ميرنا بالطابق الثالث عن محمود لتخبرها الممرضة "غادة" عن مكانه بأحد الغرف للمرضى ....توجهت اليها بخطوات كافحت لتكن سريعة حتى كادت أن تدلف لتصطدم بصدر محمود وهو يخرج من الغرفة .....
سكنت للحظات ويدها على صدره وقد توقف عقلها من الصدمة لترفع وجهها لعيناه المبتسمة بتسلية ....ابتعدت سريعاً عنه ليقل مبتسما بمكر :-
_ بتعملي ايه هنا ؟!
تلعثمت بوجه متورد من الخجل وقالت :-
_ كنت ....كنت ...بصراحة كنت عايزة اتكلم معاك شوية
ضم ساعديه أمام صدره بنظرة ثابته وماكرة عليها وقال :-
_ تتكلمي في ايه ؟!
عقدت حاجبيها بغيظ وغمغمت :-
_ هنا ؟!
اشار لها كي تأتي خلفه حتى يذهب لمكتبه القريب بخطوات بسيطة وقد اخفي ابتسامته .....
ذهبت خلفه حتى دلف للمكتب وتبعته بحذر .....
جلس محمود بالمكتب الذي يتشاركه مع طبيباً آخر ولكنه الآن خالٍ ....أشار لها لتجلس ...فقال مستفسرا كي يغيظها :-
_ هي آنسة ياسمين فين ؟!
جلست بنظرة غاضبة واجابت :-
_ في اوضتي .....وقع على هدومها عصير ماعرفتش تيجي ....لو مش عايز تتكلم معايا فممكن امشي ؟
ضيق عيناه بمكر وقال بشبح ابتسامة :-
_ لأ ...اتكلمي
اطرفت عيناها لمرات محاولة أن تستجمع قوتها وقالت :-
_ أنت زعلان مني ليه ؟ المفروض أنا اللي ازعل على فكرة !
ابتسم قائلا :-
_ أنتي بتشتكيلي ولا بتشتكي مني ؟
اشارت بأثنان من اصبعيها لتتسع ابتسامته مجيباً :-
_ خلاص فهمت .....بصي أنا دلوقتي مش زعلان ...بس بلاش لوم أو عتاب عشان ما بحبهوش ...بلاش عتاب يا حبيبي
قالها وكأنها تبدو سخرية ولكنه قصدها بهدف وظهر تأثير جملته على نهوضها المنتفض بتوتر حاد على وجهها لينهض قائلا :-
_ أنتي زعلتي ولا ايه ؟
ابتلعت ميرنا ريقها بصعوبة وقالت :-
_ لأ ...أنا هرجع اوضتي ...مش زعلانة ، مش زعلانة
تركها تذهب تحت نظراته المتسلية ثم ارتفعت ضحكته تدريجياً وقال :-
_ يا صبر ااايوب
***********
هبطت ميرنا والابتسامة على وجهها لم تفارقها ثم توجهت لغرفتها مباشرةً لتجد عز جالساً بشرود ولم تكن لحورية أثراً بالغرفة ....قالت :-
_ هي راحت فين ؟!
ابتسم عز قائلا بتيهة :-
_ ياسمين ؟
لوت ميرنا شفتيها بغيظ :-
_ اه زفته
رمقها عز بتعجب ....فقال :-
_ زفته مرة واحدة ؟!! ...بقولك ايه يا ميرنا مش احنا اخوات ؟
ابتسمت نيرنا وهي تجلس على الفراش :-
_ لأ
اتسعت ابتسامته ليقل:-
_ بس يا شقية .....بصي أنا عايز أعرف لو ياسمين بتحب خطيبها ولا اتخطب صالونات وكدا ....عايز أعرف عنها كل حاجة حتى عنوان بيتها
نظرت ميرنا بنظرة عميقة وقالت بمكر :-
_ موااافقة جدااا ، ماشي ...بس شكلها علقت معاك يا زوز
نهض عز قال بابتسامة :-
_ بصراحة اه ....عمري ما قررت شيء بسرعة كدا ، بس احساسي ده ماينفعش معاه صبر نهائي ....في ثورة جوايا
قالت ميرنا بحماس :-
_ بص اعتبرها صاحبتي من دلوقتي وهلزقلها ...بس أنت ساعدني على ده
عز بتسائل :-
_ أزاي ؟
قالت ميرنا بمكر :-
_ هي بتروح تزور خطيبها في الدور التالت ...وكمان مكتب د.محمود في نفس الدور ....ايه رأيك بقى لو تنقلني هناك وبالمرة تبقى حجة حلوة تيجي تزورني وكده ههههههه
ضحك عز بصوت عالي وقال باعجاب :-
_ رئيسة عصابة بس فكرة تجنن ...هروح انفذها حالا استعدي بقى
ابتسمت ميرنا بمرح عندما خرج عز من الغرفة وقالت :-
_ هيييييه هبقى جنب مكتبه هههههههه
_________________________________________الحمد لله

استقلت سيارة آجرة المنزل حتى شهدت بالطريق ذات الزحام الذي رأته بالأمس ....وقعت عيناها لذات الطريق الذي كانت تركض هاربه به بالأمس وهي الآن تجلس براحة داخل سيارة آجرة ....كانت السيارات تسير ببطء لمدة تعدت ١٥دقيقة حتى بدأ الزحام يخف تدريجيًا لتتنهد براحة حتى تسارعت انفاسها وهي تراه يخرج من سيارته مرة أخرى وبدأ يسير بالطريق حتى دلف للصيدلية التي خرجت منها امس ....ابتلعت ريقها بعذاب وهي تراه بهذا الشكل وقد نبتت ذقنه بعض الشيء وكأنه اهملها بالأيام الفائتة ....
خرج من الصيدلية بعد دقائق وكانت تراقبه بدموع سقطت من عيناها ولهفة كادت أن تجعلها تركض الى ذراعيه .....كاد أن يدخل سيارته ليلمحها داخل سيارة بالرصيف الآخر المضاد لإتجاه سيره ....ركض الى سيارتها ك المجنون حتى تحركت السيارة بعدما خلا الطريق واندست وسط الزحام ...ركض بأقصى جهده حتى استطاع أن يلمس زجاج النافذة بجانبها بنظرة قاتلة من العتاب لعيناها وحركة شفتيه تفيد بأنه يردد اسمها .....ارتجفت بشدة وبعدت عيناها للجهة الأخرى حتى اسرعت السيارة وابتعدت ولم يستطع اللحاق بها ولا يستطيع أن يلحقها بسيارته وهي على الاتجاه الآخر له !
وضعت يدها على وجهها واجهشت بالبكاء وقد بدأت تصدق أنه يحبها حقا فنظرته هزمت ظنها به ....نظرة احيتها من جديد وبعثت بها امل بأنه العادل في حبها.......
***********
وقف لدقائق يلتقط انفاسه بصدمة ... كانت صامته ، ساكنه، لم يربكها خوفه مثلما كانت بالأمس ، لم تهتز من الشوق العاصف بعيناه !! الهذا الحد كانت تسعى وراء غايتها ؟!....عاد بخطوات ضائعة وكأنه يخطو على سراب ليدخل سيارته عائدا الى شقته الخاصة ......

فتح باب شقته على مصراعيه ليتسائل ...هل كانت تلك الحورية واقع أم جسدها خياله لتصبح خيال على خيال ؟! بقلم رحاب إبراهيم
هل قسى عليها لهذه الدرجة التي تجعلها هكذا ؟
اقترب الى الغرفة التي كانت تستخدمها ...غرفته الخاصة ، لم يستطع الاقامة بها أكثر من دقيقة ، فبها شيء يصفعه ،بها شيء يقل له ابتعد مثل عيناها ....ابتعد بنظرات ضائعة ليفتح احد ابواب الغرف الاخرى ....كاد أن يرمي جسده على الفراش ليرمق بصدمة غلاف الهدية المفقودة ....تلك العلبة القطيفة وبجانبها غلافها الورقي المدون عليها الماركة الشهيرة ....اقترب اليها ورفعها امام عيناها حتى اتسعت عيناه بذهول بعدما فتح العلبة ليجدها خاوية !! ......وقعت العلبة من يده والف كلمة لا تتردد بعقله ...لا يعقل أن تكن هي السارقة ؟ ولكن كيف حدث هذئا ولماذا تهرب منه ؟!! .....سقط جسده على الفراش بصدمة عيناه .....قال :-
_ لو حد فينا غلط ....فأنا اللي غلطت في حق نفسي عشان حبيتك
_____________________________________استغفر الله العظيم

بشقة سامح ........
دلفت داليا الى صدره بعدما فتح لها باب الشقة وهتفت بسعادة :-
_ رررروح قلبي أنا مش مصدقة ....من ساعة ما كلمتني في التليفون وقولتلي على الخطوبة وانا هطير من الفرحة ....بموت فيك
كتمت غضب شرس وكاد أن يطيح بها ولكنه تحكم بأعصابه وقال متظاهرا بابتسامة ولكنه تحدث وكأنه يستحلف لخصم :-
_ اعزمي اكبر عدد تقدري تعزميه .....عايز الحفلة مصر كلها تتكلم عنها
قفزت داليا من السعادة وهتفت :-
_ سامح انا مش مصدقة ....انا في حلم صح ؟
نظر لها نظرة قوية غاصبة ثم صفعها بحدة لتنظر له بذهول ...قالت ببكاء وصدمة :-
_ أنت بتضربني ؟!
ابتسم مرة أخرى وقال :-
_ بحاول اخليكي تصدقي ياروحي ....مافيش وقت للأحلام ، فوووقي
مسحت عيناها وهي تلكمه بتبتسامة :-
_ خضتني يا رخم ....بموت فيك اقسم بالله
ضمته بقوة ثم ركضت للخارج وهي تقول :-
_ هروح حالا ارتب كل حاجة .....اموااااه
رمته بقبلةعلى الهواء وذهبت من امامه ....تنفس بحدة من غليان الغضب ثم اغلق الباب بعنف ....زم شفتيه بعصبية حتى بدأ ينثر ما تطوله يداه على الأرض بصياح ....هاتفا :-
_ طلبتيها وهنفذهالك ياقمر .....وهتشوفي المرادي هتحداكي ولا هجري وراكي زي كل مرة .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة