-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2) - الفصل الرابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2).

الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الرابع والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الرابع والعشرون

سعدت هايدي حينما اعطاها الأوراق الزائفة الخاصة بهروبهم من البلد ككل ، تفرست الأوراق وجوزات السفر وهي تدندن فرحًا بخروجهم اليوم ليلاً وانتهاء ذلك الكابوس للأبد تاركه ماضيها خلفها ، اتسعت ابتسامة المُمدد علي السرير وهو يري فرحتها بفضل ما يفعله ويلقي رضاها منه ، جلست هايدي بجانبه وهتفت بدلال وهي تمرر يدها علي صدره بلمسات مغرية :
- يعني النهاردة هنكون في سويسرا .
امسك الأخير يدها وقربها من فمه مُقبلاً إياها بلهفة ورد بمكر :
- النهاردة يا روحي هنكون انا وانتي بعيد عن المشاكل كلها ، وهنعيش اللي باقي من عمرنا سوا ومع بعض علي طول .
رمقته هايدي بابتسامة لعوب ، هتفت بمغزي :
- وهنشتغل ايه ، هو احنا نعرف حاجة هناك .
رد غامزاً :
- هو احنا عندنا غيرو يا حلو انت ، الشغل بتاعنا ، بس هنبتدي علي قدنا لحد ما نوصل للكبار .
هايدي لاوية شفتيها بتنهيدة :
- ولو اتقفشنا يلبسوها لينا ، زي ما اصحابك عملوا معاك كدة ، اول ما البضاعة اتمسكت ، خلعوا هما .
سامي بضيق حينما تذكر غدرهم به :
- متفكرنيش ، دول ناس *** معندهمش ذمه ، بس ملحوقة .
هايدي بنبرة جدية :
- طيب قوم يلا نجهز نفسنا علشان نلحق ومحدش يشوفنا .
سامي بموافقة وهو ينهض :
- عندك حق ، يلا نجهز حاجتنا.........
_________________________

ولجت السكرتيرة مكتبه بعدما طرقت الباب ، وكانت حاملة لبعض الأوراق التي تستدعي توثيقه عليها ، اقتربت منه بتردد وبعض الخوف بداخلها ، قدمت له الاوراق ويداها ترتعش قليلاً ، تناولها زين وبدأ في الإطلاع عليها ، ثم شرع في وضع إمضاؤه الخاص ، تجمدت يداه وهو ممسك بالقلم حين رأي توقيعها هي الأخري مطبوع اسفل الأوراق ، تتطلع علي الاوراق جميعها ووجد إمضاءها عليها ، ازدردت السكرتيرة ريقها وهي تري ملامحه التي بدت منزعجة امامها ، رفع زين بصره نحوها وهتف بجمود عكس نظراته الشرسة :
- ايه ده ؟ .
ردت عليه بتوتر شديد وهي ترتعد من الداخل :
- اصل المدام ..قالت اي ورق .عاوز يتمضي يعدي عليها علشان تشوفه هي الأول .
زين بانفعال شديد :
- وازاي تعملي كدة من غير اذني ؟ .
ردت بزعر متأسفة :
- بعتذر يا فندم ، انا افتكرت حضرتك عندك علم بكدة ، تابعت مبررة :
- وطبعاً دي المدام ومقدرتش أقولها لأ ، وكمان خفت لانها كانت بتأمورني وقولت وقتها ان حضرتك عندك علم .
اشار بيده وهتف في وجهها بعصبية :
- روحي شوفي شغلك ، ومخصوم منك شهر بحاله ، علشان تبقي تتصرفي من غير اذن مني بعد كدة .
عبست ملامحها وردت بطاعة رغماً عنها :
- تحت امرك يا فندم .
دلفت للخارج وهي تهمهم في نفسها وتلعن نفسها علي عدم اخباره ، بينما راقب زين خروجها وهو يشتعل داخلياً من الغضب ، وادرك انها تلاعبه ولكنه توعد في نفسه وهو ينهض عازماً علي الذهاب اليها :
- اما نشوف كلام مين اللي هيمشي هنا .......
______________________

بعثت له الخادمة برسالة مقتضبة تعلمه بضرورة حضوره ، خشي معتز أصابة زوجته بعلة ما كونها متهمة امام الجميع ، وتوجس من الأمر لحملها في شهورها الأولي ، ولج الغرفة عليها وجدها مستلقية علي السرير ، اغزا في السير متجهاً إليها وهو يهتف بلهفة عليها :
- ايه يا حبيبتي ، الخدامة قالت آجي ضروري ، انتي تعبانة ، فيكي حاجة ....
قاطعته سلمي واضعة يدها علي فمه ، وردت بتعجب :
- اهدي يا حبيبي ، انا قدامك كويسة أهو ! .
معتز متسائلاً بعدم فهم وهو يمرر بصره عليها :
- اومال ايه تعالي بسرعة دي لما انتي كويسة أهو ؟.
تباطئت في الرد عليه وراقب هو حركات شفتيها وظل يهز في رأسه كلما نطق فاهها كلمة وهي تهتف :
- اصلي ..انا ...هجيب ...معتز...صغير ..
معتز فرحا ًبعدم تصديق وهو يحد النظر علي بطنها ، قال وهو يشير بيده عليها :
- يعني هنا في ولد .
اومأت رأسها وهي مبتسمة بخجل ، أكدت سلمي :
- عرفت النهاردة وانا بكشف ، اول ما قالتلي مصدقتش نفسي من الفرحة ، وقولت لازم افرحك معايا .
هتف بفرحة بائنة :
- دا احسن خبر سمعته ، يعني انا هيبقي عندي ولد .
قالت سلمي وهي تنظر اليه بحزن زائف :
- يعني لو كانت بنت كنت مش هتبقي فرحان .
رد بتأنيب :
- اخص عليكي ،يعني لما ولدتي نور انا كنت زعلان ، دا انا كنت اسعد واحد في الدنيا ، استطرد بمغازلة :
-كفاية انك أمهم .
سلمي بخجل زائف :
- ربنا ما يحرمني منك يا ابو معتز .
معتز نافيًا :
- لا ! ، معتز ايه ، انا هسميه ريان ، انا من زمان بحب الاسم دا قوي ، وكان نفسي لما اجيب ولد اسميه ريان .
سلمي محركة رأسها بتفهم :
- خلاص يا حبيبي ، نسمي ريان ان شاء الله .
قطع حديثهم رنين هاتفه ، فأجاب علي الفور وهو يخرجه من قميصه الأبيض :
- ايوه يا كرم .
كرم:........
معتز بمعني : حاجة مهمة يعني .
كرم:........
معتز بتفهم : خلاص انا جاي دلوقتي .
انهي اتصال هاتفه ، ونظر اليها قائلاً بأسف :
- سامحيني يا حبيبتي ، مضطر اسيبك ، طلبني في الشغل ضروري .
سلمي بنبرة تشجيع :
- روحي يا حبيبي شوف شغلك ، احنا هنا كويسين .
معتز بابتسامة هادئة :
- طيب يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك ومن نور، تابع وهو ينظر لبطنها بخبث :
- ومن ريان .
سلمي بضحك : حاضر.......
__________________________

دفع باب مكتبها بعنف وولج للداخل بوجه متشنج ، رفعت نور بصرها نحوه ونظرت له ببرود ، فهي تعلمه جيدًا ومدركة لقدومه هذا ، ولذلك تهيأت داخليًا لتلك المقابلة ، وتحدثت بجدية زائفة :
- مش تخبط قبل ما تدخل .
استمر زين في التقدم نحوها وهو محد إليها النظر ، فارتبكت نور منه وهتفت بتوتر :
- قول عايز ايه علي طول .
استند زين بكلتا يديه علي مكتبها ورد بضيق من بين اسنانه :
- تقصدي ايه باللي عملتيه ده ، انتي مفكره ان ليكي كلمة هنا ، تبقي بتحلمي .
اغتاظت نور من استخفافه بها ونهضت من مقعدها ونظرت له بتحدي وهتفت :
- انا ليا في الشركة دي ، ومن حقي ان ادخل في كل حاجة ، استأنفت ساخرة بمغزي :
- ولا انت كل اللي يهمك الشركة تبقي بتاعتك ، زي ما اتجوزتني زمان علشان كل حاجة بمتلكها .
جذبها من ذراعها لتقترب منه ورد بتهكم :
- هو دا اللي انتي بتفكري فيه ، مفكرتيش في حبي ، ولا لسه زي ما انتي غبية .
رمشت بعينيها قليلاً وردت بحزن داخلي شعر به زين :
- طول عمرك مفكرني ولا حاجة ، ودايمًا تهنيي ودايمًا تخوني ، تابعت وهي منفعلة وانفاسها تتصارع معها :
- علشان كدة انا لحد دلوقتي بشك فيك ، ولو حد قالي انك بتخوني هصدق .
زين ناظرًا اليها بعدم تصديق ، هتف بمعني :
- يااه يا نور ، قد كدة انتي شيفاني وحش ، وانا اللي فاكر اتجوزنا ونسينا اي حاجة وحشة قبل كدة ، وعلي اساس انك رجعتيلي ، واتجوزنا ، يعني انتي مبتحبنيش بقي .
صمتت نور وظلت تنظر إليه ، ولم ترد الإفصاح عما تشعر به الآن من حبها العميق له ، وذلك لإكمال خطتها التي وضعتها ، والتي لا تعلم نهايتها حتي الآن ، بينما استأنف زين بتنهيدة ذات معني وهو يبتسم داخليًا بسخرية :
- طيب يا نور انتي حرة ، انا جيت علشان انتي لسه صغيرة انك تمسكي الشغل ، او انك تمضي علي أي ورق ، وحتي مش هجبرك تحبيني ، وكل اللي انتي عوزاه انا هعمله .
ترك يدها والتفت تاركًا مكتبها وسط نظراتها التي تتابعه بألم ، دمعت عيناها عفويًا وقالت بصوت أشبه بالبكاء :
- لا يا زين ، انا بحبك قوي ، بس غصب عني اعمل كدة ، انا عايزة اتأكد من حبك انت ليا.......
______________________

وقفت سكرتيرة رودي امامهم تسرد ما اوصتها به سيدتها قبيل وفاتها ، وبادر معتز بتشغيل ذلك التسجيل الصوتي الخاص بحوار سامي وأمرأة بصحبته تدعي هايدي ، شعر بالهدوء لإحتوائه علي ما يثبت براءة زوجته ، ومعرفة شخصياتهم التي وضحت امامهم ، وعن كرم وجه بصرة للسيدة وسألها بجدية :
- هو بس التسجيل دا ولا فيه حاجة تانية .
وضعت السيدة أصبعها اسفل ذقنها محاولة التفكير فيما أخبرتها به رودي من معلومات مهمة ، ثم ردت رافعة حاجبيها بتذكر:
- ايوة يا سعادة البيه ، هي قالت ان هايدي دي قاتله في اسكندرية ، وقالتلي انها هربانة من مستشفي المجانين .
سألها معتز بملامح مقتطبة :
- وهي عرفت المعلومات دي منين ؟، متأكدة منها يعني .
السيدة مؤكدة بشدة :
- ايوة يا بيه ، الست رودي الله يرحمها كانت بتتجسس عليهم ساعات ، لانها كانت شاكة فيها ، اصلها طول عمرها شكاكة ، تابعت بتلعثم :
- قصد..قصدي يعني ما كنتش بتثق في اي حد بسهولة .
تسائل معتز بنبرة قوية :
- وقالتلك ايه تاني ؟ .
قطبت حاجبيها محاولة عصر مخها في تذكر المزيد ، وترقبها كل من معتز وكرم وانفاسهم متوقفة ، فهتفت بعدها بلهفة :
- ايوة يا بيه ، هي سمعت انها كانت قاتله قريب واحد ومراته ، بيتهيألي كدة أسمها ...ثريا ..وجوزها .
توقفت عن الحديث وتابعت بجهل :
- بس مش فاكرة اسم جوزها ، نسيته .
اومأ كرم رأسه بتفهم ، ثم ادارها تجاه معتز وهتف بمعني :
- المعلومات دي مفيدة قوي يا....
جثّ جملته حينما وجده متجمدًا موضعه وناظرًا امامه بشرود تام ، تعجب منه كرم وحدثه وهو ينكزه في كتفه :
- ايه يا معتز ، سرحان في ايه ؟ ، دا وقته .
التفت اليه معتز ورد بشرود ممزوج بجدية :
- هي هايدي اللي قتلت عمت مراتي وجوزها ، ايوة هي ، انا آخر مرة كلمتهم قالوا ان هايدي هربت وهي اللي خططت لموتهم .
كرم باهتمام وآذان صاغية :
- طيب هنعمل ايه ، دول زمانهم بيخططوا يهربوا ، دا ان ماكنوش هربوا فعلاً .
نهض معتز من مكانه وهتف بجدية شديدة :
- المداخل والمخارج عليها الامن ولا لأ .
رد كرم بعملية :
- لسه يا معتز ، احنا من بعد اللي حصل موقفين الكماين مكانهم .
معتز مومئاً رأسه بمعني هتف نبرة منزعجة :
- يبقي لازم نروح دلوقتي ، قبل الكلاب دول ما يهربوا.......
________________________

وقفت بيلا أمام غرفته بداخل الفندق تستجمع قوتها في إخباره بما أعلمتها كريستين بمهمتها ، دعت ربها بصمت كي تنتهي من اخباره علي خير وعدم بث انفعاله عليها ، ابتلعت ريقها بصعوبة قبل ان تطرق الباب ، ثم تنفست بهدوء لتهدئة اعصابها المضطربة ، طرقت بيلا الباب ببطء منتظره ان يفتح لها ، تمنت في نفسها الا يكون بالداخل وتكون فرصة لها في الهرب من تلك الورطة، وخالف أمانيها سماعها لفتح الباب ،وها هو يقف امامها ،علي الفور تغيرت تعابيرها للعبوس والتوتر وهي تنظر إليه ، حرك مايكل رأسه متسائلاً بمعني وهو يرمقها بعدم فهم :
- What do you want billa.?..
( ماذا تريدي يا بيلا ؟)..
وقفت بيلا أمامه متجمدة للحظات ترتب بداخلها الكلمات التي ستجعله يثور بعد سماعها مباشرةً ، تنحنحت بخفة قبل ان تبدأ في الرد عليه بــ :
- I wanted to tell you some thing ..
(أردت أخبارك بشئ)..
قلص المسافة بين حاجبيها وهتف بانصات وهو ينظر لها :
- Say what you have ..
(قولي ما عندك)..
ارعبتها هيئته التي تبدو من الآن شارفة علي الغضب ، فابتلعت رقها بتوجس ملحوظ وهي تتطلع عليه ، وحسمت امرها باخباره كما طلبت صديقتها المقربة منها ، قالت بيلا بتردد :
- Kirestin, will go to Egyptian man.. tonight
(كريستين ..ستذهب للرجل المصري ..الليلة )..
حجظت عيناها بشر يتطاير منهما وتوهج وجهه بحمرة الغضب عندما علم بتنفيذها لما حذرها منه سابقًا ، وعن بيلا فتراجعت للخلف خيفة ًمن ردود فعله العنيفة ، فحرك مايكل جسده بهيستيرية قبل ان يلفظ بنبرة مخيفة بـ :
- where will she meet him ?..
( أين ستقابله ؟)..
لم تعرف بما تجيبه ، فهي لا تعلم اين وكذلك كريستين لم تخبرها بذلك ، وأضطرت للرد عليه ، ردت بتلعثم واضح وهي تنكمش في نفسها :
- I do not know where ..
( لا أعرف أين )...
قالت جملتها وهرعت راكضة من امامه بعدما رأت ذلك الغضب يتطاير من عينيه ويوحي بفعله لشيئ ما سيدمر ما حوله ، وعن مايكل ظل يضرب الباب بقبضته وهو يشتعل من الداخل ، نظر حوله متحيراً ماذا يفعل الآن ، هو لايعرف اين ستقابله ، اللعنة عليهم ، دار في رأسه فكره ما ووجدها الصواب ، ولج للداخل وعزم علي تنفيذها وانقلاب كافة الأمور .......
______________________

وقف يفكر في ذلك الأمر الذي عرضه عليه خاله في قدومه مرةً أخري للعيش معهم ، تضاربت افكار مالك بين رفضه وموافقته في آن واحد ، وخاصةً وجود نور هناك وخشي تذكر ما فعله قبل مرة بها ، وربما مقطه كما السابق ، فهو الآن لا يفكر فيما كان يفكر به ، وعرف غلطه بعد فوات الآوان وخسارته لوالدته ، تلك الخسارة بحق التي جعلته يعود لرشده فيما كان يفكر به .
وقفت سارة خلفه منتظره قراره النهائي بعدما بذلت مجهوداً في إقناعه بالمكوث معهم ، وظلت تترقب موافقته وهي تحدق به محاولة تخمين ما يدور في رأسه ، نظر لها مالك وهو يزم شفتيه بأسئلة مكتوبة في نظراته نحوها ، والتي ببراعتها عرفتها ، فأقتربت اكثر منه وحمسته قائله :
- تعالي يا مالك ، كده هنقرب اكتر من بعض ، وان كان علي نور فهي كمان هتروح مع زين في العوامة بتاعتهم ، تابعت بضيق :
- انا مش عارفه هو ليه مشي وسابها ، تأففت سارة ثم أكملت :
- تعالي انت بس ، دا ماما حتي مبقتش زي الأول ، وانت شوفتها قدامك ، معندهاش مانع انك تيجي وتقعد معانا ، وهي عارفه ان انا بحبك قوي .
توقفت عن الحديث منتظره رده عليها متلهفة للموافقة ، فنظر لها مالك وأماء رأسه بموافقة مبدئية ، وقال بمعني :
- بس بشرط ، انا مش هاجي غير لما نور تمشي ، انا مش عاوز المشاكل ترجع بسببي ، تابع بتردد :
- وعلشان ابدأ انساها .
اتسعت ابتسامة سارة ، وقالت بفرحة :
- خلاص ، هي هتمشي ، ان مكنش النهاردة يبقي بكرة .
مالك بابتسامة هادئة :
- إذا كان كدة ماشي ، انا هاجي .
ساره بنظرات عاشقة :
- انا مش مصدقه ان اللي بحبه هيبقي من نصيبي ، وان هعيش معاه في يوم من الأيام .
وضع يده علي خدها وقال :
- حاسس ان ربنا عوضني بيكي يا سارة ، وانه جابلي واحدة تحبني بجد .
امالت رأسها وقبلت راحة يده الموضوعة علي خدها برقة ، وهتفت بثقه وهي تنظر إليه :
- ومش هخليك تندم في يوم ان احنا هنبقي مع بعض......
_______________________

وصل بحنكته الي رقم هاتف الفيلا من خلال الموظفين بالشركة ، نظر له مايكل بسعادة وهم علي الفور بالإتصال بزوجته ، كي تعلم هي الأخري بما يقترفه زوجها من دون علمها ، فهو لا يعرف حتي الآن اين ستقابله تلك اللعينة التي القت حبهما خلف ظهرها ، تباً لها فسوف يريها من عقابه ما لا تتوقعه منه ، قرر مايكل مهاتفتها ، وضغط تلك الارقام بخفة كأنها نجدته في تلك المسألة ، انتظر مايكل الرد عليه وهو يهز ساقه بعصبية متلهفاً لمعرفة مكانهما الآن ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلست نور بغرفتها مستلقية علي السرير وناظرة امامها تفكر فيما دار بينهما اليوم ، ولعنت حظها لظنه بأنها لا تحبه ، فهي علي النقيض تماماً تعشق وجودها معه ، وتلك المسألة العثرة تعيق حياتهم في الإستمرار سويا ًوالعيش بسعادة خالية من تلك الظنون ، تنهدت نور بقوة متمنية من قلبها زوالها من فكرها وحياتها ككل ، وان تحظي به بمفردها وتمتلك حبه لها وحدها .
قطع خلوتها طرقات علي الباب ، التفتت نور تجاهه وهتفت :
- ادخل !.
ولجت الدادة حاملة بيدها الهاتف الأرضي ، تدرجت الدادة للداخل وابتسمت لها وقالت وهي تمد يدها بالهاتف :
- فيه تليفون يا حبيبتي علشانك .
نور باقتضاب :
- ومين دا اللي هيتصل بيا علي تليفون الفيلا .
ردت عزيزة بحيرة :
- دا واحد يا بنتي بقاله ساعة بيتكلم بالفصحي وانا مش فهماه ، بس اللي فهمته انه عايزك انتي .
قطبت نور بين حاجبيها وهتفت بحيرة :
- مين دا ، تابعت وهي تمد يدها بنفاذ صبر :
- هاتي يا دادة أما أشوفه مين .
أعطتها الدادة الهاتف ثم دلفت للخارج ، همت نور بالإيجاب :
- نعم !..
مايكل بنبرة متلهفة حينما اتاه صوتها :
- اهلا بكي سيدة نور ، انا مايكل .
نور بتعجب :
- مايكل !..، تابعت مستفهمة بعدم فهم :
- خير ، حضرتك عاوزني في حاجة ؟.
هتف مايكل متسائلاً بضيق :
- أين زوجك الآن سيدة نور .
اعتدلت نور في نومتها وردت متسائلة بفضول :
- تقصد ايه بكلامك ده ، بتسأل عليه ليه ؟ .
رد مايكل ساخرًا :
- زوجك الآن يخونك ، لقد أتفق مع صديقتي ليلتقي بها اليوم ، وانا لا ادري اين هما الآن .
نور باهتياج ونبرة مهزوزة :
- انت كداب ، زين مش ممكن يخوني ، ولا حتي يعمل كدة ، انا مش مصدقاك .
مايكل معترضًا علي ما تفوهت به للتو :
- وما هي مصلحتي لفعل ذلك ، لقد علمت للتو من رفيقتها انها معه الآن ، ارجوكي أخبريني اين يمكن ان يكون ، اريد ان أشفي غليلي ، لقد خانتني ولابد لي من الإنتقام .
شردت نور امامها ولم تعد تسمع شيئًا مما حولها ، وقع الهاتف من يدها ولم تعي بنفسها سوا انها قامت من علي الفراش مضطربة الأعضاء ، شعرت بدوار ما وكاد ان يغشي عليها ، تباطئت لا إراديًا في خطواتها وهي تسير متجهه لخزانة ملابسها ، سحبت منها ما سترتديه لتخرج ذاهبه إليه ، شرعت في إرتداءها كالمغيبة رغم إفاقتها ، فلتت بعض العبرات رغمًا عنها وهي تفكر في تلك الخيانة التي تدمر حياتها ، انهت ارتداء ملابسها وتوجهت لمفتاح سيارتها وألتقطته وهدجت للخارج ..
استوقفت نفسها في الطريق عدة مرات لم تعد تريد الذهاب لرؤيته ، وتراجعت عن تلك الفكرة مستنكره ما ستراه امامها ، ولكن هناك شيئًا ما غريزي دفعها للذهاب ، ولذلك اكملت طريقها ذاهبه اليه لتتأكد بنفسها ...
قادت نور سيارتها بسرعة لم تعهدها من قبل كأن الطرق امامها خالية وتترك لها المجال للعبور ، بعد وقت ليس بقليل وصلت نور للعوامة ، وبدأ الصراع الفكري يدور في رأسها ، وظلت ترفض تلك الفكرة اللعينة التي اجتاحت حياتها .
صعدت العوامة وقلبها ينتفض بداخلها ، وقفت نور امام الباب ولم يكن بحوزتها مفتاحها ، زفرت بقوة وقامت بطرق الباب بعنف شديد ادي لإستيقاظ الحارس الغافي امامها ، والذي فزع من نومه أثر ذلك الصوت المزعج ، اهتاج قليلاً وهدأ بعدها عندما رآها هي ، ووقف مكانه متابعًا بتعجب لما يدور ..
ظلت نور بطرقاتها العنيفة التي تدوي في المكان وجعلت الماكث بداخلها يفتح منزعجًا حين قال :
- ايه اللي بيحصل ده .
انصدم زين من رؤيتها امامه ، ولم تعطيه نور الفرصة للحديث معها ، حيث دفعته لتبعده حتي تستطيع المرور ، ولجت للداخل وهي تهتف بعصبية :
- مين معاك هنا ؟ .
انزعج زين من شكها المستمر فيه وهو يتتبع ولوجها لغرفة نومهم ، زم شفتيه قليلاً بضيق وقام بوصد الباب بالمفتاح وقام بخلعه من الباب واستدار متوجهًا إليها ..
لم تجد نور أحدًا بالداخل وبدت متلعثمة فيما ستتفوه به إذا سألها ، ابتلعت ريقها والتفتت عائدة للخارج وتفاجئت به أمامها ، فشهقت بخفة وتسارعت دقات قلبها ، وقف زين قبالتها بملامح صلبة غير مفهومة وبدأ في التحرك تجاهها وهو يقول بجمود :
- يعني انتي جاية هنا علشان شاكة فيا ، مش جاية تشوفي جوزك اللي انتي سيباه وباعده عنه .
ردت بتلعثم :
- أ..أ..أنا مش .بشك ..بمزاجي ..فيه...
أشار بكف يده ان تصمت وتحدث هو بنبرة اقلقتها :
- انا اللي خليتك كدة ، بقيتي بتدلعي عليا ، وانا سايبك براحتك ، وتعملي اللي انتي عوزاه وانا مبقولش حاجة ، وبعدتي عني بمزاجك وسيبتيني ، بس انا النهاردة هاخد حقي منك ، هخليكي تعرفي يعني ايه انا جوزك ، وهعاملك زي اي راجل مصري ما بيعامل مراته ، مش دا اللي انتي عوزاه ، عاوزة تعيشي زي اي ست ، انا هعملك دة .
نور بتوتر شديد :
- انت قصدك ايه ، انا عمري ما فكرت كدة .
توجست أكثر من خطوات تجاهها وادركت في نفسها ربما تطاوله عليها بالضرب ، فشهقت رافضة وهتفت بامتعاض :
- اوعي تمد أيدك عليا ، هتخسرني عمرك كله ، انا مش .....
قطع جملتها حين سحبها إليها مُلتهمًا شفتيها بقبلة عنيفة كالتي تكون حياته متوقفة عليها ، ولم يبتعد عنها حتي سحب انفاسها وظلت تصارع وهي تدفعه بقوة ليبتعد عنها ، لف زين يديها خلف ظهرها للتحكم في حركاتها المتشنجة التي تبعدها عنه ،ثم رفعها عن الأرضية وطرحها بعنف علي الفراش حتي شهقت متألمة ، واعتلاها هو وقام بالإبتعاد عنها قائلاً بأنفاس متسارعة ونظرات راغبة شرسة :
- ابعديني بقي عنك ، الليلة بتاعتي انا وأنتي....................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة