-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى
رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى

رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

حين يعيش الإنسان في سعادة لا يحصى أيامه فكل لحظة تمثل متعة خاصة طال الشوق إليها .

سبعة أعوام منذ تزوجا لم يعرف الفتور طريقه لحياتهما مطلقا . ظنت فى بعض الأحيان أنه ينسحب من بين ذراعيها لتجده يعود مشعلا نيران شوقه فتذيب برودة الحياة ويعودا للذوبان في دفء عشقهما الذي يحيى كل منهما .

يفتح طايع الباب لتدخل منه صامتة ، ليس من عادتها هذا الصمت ، طالما كان طريق الذهاب أو العودة من وإلى العمل حوارا مرحا لا يمله مطلقا .

ترى لم تصمت هكذا !!!

نظرات الاستياء بعينيها تؤلم قلبه ويراها تضع الصمت حاحزا بينهما .

إنها حتى لم تسأل الفتاتين عن يومهما .اتجهت للغرفة بصمت بينما وقف شاردا يتذكر إحدى هذه المرات التي كادت تفقده عقله ...

يقود طايع السيارة وهى تجلس متكئة على ركبتيها على المقعد الأمامي ووجهها لابنتيها : ورينى يا بسمة .. وانت يا نسمة طلعى كراستك بطلى دلع .
يتأفف طايع : يا لى لى يا حبيبتي اصبرى على ما نوصل مش كل يوم الوش ده .كفاية الدوشة والزحمة عليا .
تجيبه دون أن تنظر له : طايع ركز في السواقة وماتدخلش بينى وبين بناتى .
ينهرها طايع : يعنى ايه مااتدخلش ما هم مش بناتك لوحدك . اديهم فرصة ياخدوا نفسهم حتى .
تشهق ليليان كأنه لم يقل شيئا : إيه ده يا بسمة ؟؟
لتجيب الصغيرة بهدوء : ماما ده درس جديد والمس بتقول بسرعة مالحقتش اكتب وراها .
تجذب ليليان كراسة نسمة : وانت ؟؟
تنظر للكراسة ببعض الراحة : ما اختك كاتبة يا بسمة صح اهو !! ولا هى حجج وخلاص .

توقفت السيارة بإشارة المرور ودون أن تهتم ليليان ظلت تتفقد كراسات الفتاتين ولم تهتم لتأفف طايع يذكر أنهما تشاجرا ذلك اليوم واتهمهما بالتفرقة بين الصغيرتين لتتهمه هى بعدم حبها أو فهم مشاعرها تجاه طفلتيها .

أفاق من شروده على يد صغيرته تربت على كفه : بابا هى ماما زعلانة مننا ؟
هبط لمستواها ليتساءل : ليه يا نسمة بتجولى أكده ؟
نسمة : أصلها مااتكلمتش معانا خالص ولا سألتنا اخدنا ايه فى المدرسة .
انضمت بسمة تؤيد تؤمتها : ولا حتى باستنا زى كل يوم .
قربهما من صدره : لا ياحبايبى ماما مش زعلانة منكم ولا حاچة بس هى تعبانة من الشغل شوية . لازم نعذرها بردك
اعترضت بسمة : ما انت كمان كنت في الشغل !!
لتجيب نسمة بفخر اعتاده منها والدها : بس بابا راجل وبيستحمل اكتر من ماما واكتر من كل الناس محدش زى بابا خالص .
ابتسم طايع وهو يقبل وجنتها : يا جلب ابوكى انت .
ثم قبل بسمة أيضا : صح يا بسمة حياتى الراجل بيتحمل اكتر وبعدين من يوم واحد ماما تتعب نلومها إكده ؟؟
لتقول بسمة فورا : لا طبعا إحنا هنغير هدومنا لوحدنا ومش هنتعب ماما النهاردة فى الهوم وورك وهنكتب لوحدنا .صح يا نسمة !!
نسمة وهى تمسك كف شقيقتها : صح .

واتجهتا لغرفتهما بهدوء ليتجه هو إليها .دخل للغرفة وكانت تتسطح بالفراش وقد نزعت ملابسها وألقتها بإهمال ليس من عاداتها فوق المقعد . نظر طايع للملابس ثم لها ليقترب متسائلا : مالك يا لى لى ؟؟بجى لك كام يوم بتتغيرى كل يوم اكتر من اليوم اللى جبله !!
تنهدت ولم ترد ليجلس بالقرب منها مداعبا وجهها بأنامله : فيكى ايه ؟؟

رفعت ذراعها تخفى عينيها عنه ، وكأنه لن يشعر ببكاءها إن أخفت دموعها !!

مد ذراعه أسفل رأسها ليرفعها نحوه ممسدا ظهرها بحنان متسائلا: بتبكى ليه بس ؟؟
لم تجب ليليان فقط تعلقت به وهى تشهق بصمت ليعتدل فيحتويها بين ذراعيه ويغرق فى حيرته من تبدل أحوالها الغير مبرر .

__________

شقة ريان التى انتقل لها منذ عامين ...

يدخل ريان للمنزل بهدوءه المعتاد ذلك الهدوء المحيط به يقلقه ، ترى اين صغيره تاج ؟؟

لكان مرتميا بين ذراعيه منذ لحظات ، تلفت حوله ..لا أثر للصغير ، توجه لغرفته ليجد ليال متكومة على نفسها كما إعتاد رؤيتها مؤخرا .

لا ينكر حزنه الشديد لوفاة والدها . الحاج صالح كان شخص حبه يفرض على القلوب بلا كراهة .
لكن من يملك الإعتراض على قضاء الله .

لم تشعر بدخوله وهذا متوقع ، اقترب بهدوء ليجدها غافية ، ربت على رأسها برقة لتنتفض فزعا أصاب قلبه مباشرة : مالك يا ليال ؟اتخضيتى كدة ليه ؟
اعتدلت جالسة تحاول تهدئة أنفاسها: مادريتش بيك وانت داخل .
جلس أمامها : معلش راحة عليكى نومة . هو تاج فين ؟
مسحت وجهها بكفيها : عند عمتى الغالية .جت تطل علينا وشبط فيها .هقوم اجهز لك الغدا .

تحركت بالفعل ليعيدها بهدوء . جلست تنظر له بينما تفحصها لدقائق قبل أن يقول : وبعدين يا ليال ؟؟ هتفضلى حزينة ومكسورة لحد أمته ؟
ابتسمت تلك الابتسامة الباهتة لتقول : انى زينة يا ريان .
ليبادلها بنفس الابتسامة : والمفروض اصدق كلامك واكدب وجعك !! ليال انت مش شايفة وشك بقا شكله ايه ؟؟ علطول سرحانة ومهمومة . والله كلنا وفاة عمى مأثرة علينا .

ترقرقت عينيها بالدموع : غصب عني يا ريان .
قربها منه بهدوء : عارف يا حبيبتي عارف . ربنا يربط على قلبك ..بس لازم تحاولى مش هقولك انسى لأنه مايتنسيش . بس تعايشى علشان خاطره هو قبل اى حد . تفتكرى حالك ده يسعد عمى الله يرحمه ؟؟

هزت رأسها نفيا لطالما أخبرها ابيها الراحل أن الحزن لا يلائم ملامحها البريئة . لطالما كانت قوية ..لكنها كسرت بوفاته . الدنيا بدونه شديدة الوحشة .

ضمها ريان بدفء ، لحظات .. دقائق .. لم يشعر بمرور الوقت . إكتفى بقربها والراحة التى ينشى قلبه لدفء ضمتها .

أفاق حين بدأ شعوره يختلف . إنها تتقرب منه!!!
لم تفعل منذ توفى والدها ، أياما طويلة لا يريد أن يحصيها حتى لا يصيبه الإحباط لطول بعدها عنه .
ترى هل تدفن اوجاعها بين ذراعيه!!!

ام شعرت اخيرا بمدى افتقاده لها !!

ام أخطأت فهم كلماته وظنته يطالب بحقه فيها !!!

الظنون مؤلمة حين تتعلق بالأحبة ، لكنه رغم كل الظنون يشتاقها بشدة ويحتاجها بشدة .

شعرت بتردده ؛ لم يكن مترددا فى قربها مطلقا .. حقا اطالت بعدها عنه !! بل وأهملته بشكل يحزنها . لكنها كانت عاجزة .. كانت تشعر بشوقه وتشتاقه لكن لم تتمكن من الإقتراب ولم تسمح له أن يفعل وقد احترم رغبتها كعادته دائما . شعرت لفترة طويلة بتوقف الحياة عن السريان فى أوردتها .رفعت رأسها لتهمس قرب أذنه : ريان
همهم مجيبا وإن لم تخرج كلماته بشكل كامل لتهمس برجاء : محتاجة لك .

أيا كانت الظنون ..ومهما كبرت المخاوف تنمحى جميعا أمام اعترافها بحاجتها إليه . حتى وإن كان مهدئا لأوجاع قلبها فسيمنحها هذا بلا تردد .

يمكنه أمام اعترافها ذا التغاضي عن كل وساوسه ومخاوفه .

يشتعل قلبه تبعا لأشواقه المتأججة ،يتحول لهيبه المؤلم مصدرا للحياة يسعده الاحتراق فيه بكل كيانه وقد أصبح الشوق هو المسيطر على كليهما .

بدأ يشعر بها تستكين ، جفت مجارى الدموع التى كففها بشفتيه ، زالت البرودة عن أطرافها ؛ لطالما كانت دافئة بين ذراعيه يمكنه ضخ الدفء لأوردتها للأبد .

لم يحص الوقت الذي استغرقه لإخماد نيرانهما لكنها فى النهاية هادئة مسترخية وقد انجلت الكآبة عن ملامحها .
ليته تمكن من تهدئة أوجاعها وطى صفحة الألم من حياتها لما تردد أيضا .

__________

بمنزل مهران .

يدخل خالد لغرفة والديه بعد أن اذن له أبيه ، كان أبيه ينهى استعداده للمغادرة بينما روان تتابع هاتفها بصمت .
نظرا له ليبتسم مهران : جرب يا خالد
لقد تحول خالد لشخصية هادئة رزينة ما كان مهران يتخيل وصوله لها ، كما أنه متفوق دراسيا بشكل مشرف .
اقترب خالد مقدما ورقة لوالده . إلتقطها مهران لينظر لمحتواها ..

ابتسم رغم شعوره بالصدمة فهو يلاحظ مراقبة الصغير لتعبيرات وجهه ، جلس بطرف الفراش ونظر ل خالد : اجعد يا ولدى .
جلس خالد منكس الرأس ليرفع أبيه رأسه قائلا بحزم : خلى راسك مرفوعة جدامى وجدام الكل .
أشار لنتيجة مادة الرياضيات : الدرچة دى مش زى عوايدك .
انتبهت روان للحديث لتقترب فتنظر لنتيجة ابنها ، ربتت على رأسه : حبيبى لسه المدرسة بتضايقك ؟
تحدث خالد اخيرا : ضربتنى يا ماما النهاردة

نظر مهران ل روان بحدة : يعنى تعرفى الحكاية ؟
اشاحت روان بوجهها : ايوه وروحت وكلمتها اكتر من مرة بس مفيش فايدة واخر مرة اشتكيتها للمدير وماكنتش الوحيدة اللى اشتكت منها .
نظر مهران لولده : خالد روح اوضتك وانا هأچى المدرسة بنفسى اشوف الموضوع ده .

غادر الصغير مغلقا الباب بهدوء لينظر لها : وبعدهالك يا روان !! كنت ناوية تخبرينى إن فى واحدة بتضايج ولدى ميته ؟
نظرت له بحدة : ماكنتش ناوية . عاوز تروح المدرسة اتفضل روح محدش هيمنعك .

مسح رأسه مستدعيا بعض الصبر : وبعدين يا بت عمى !! ميته هتصدجى أنى مارايدش غيرك !!

نظرت له بلوم : بس كمان عاوز تخلف وتخاوى ابنك .
عاد يستدعى صبره ، منذ سنوات تحاول زوجته الحمل مرة أخرى بلا فائدة واخيرا تحول شغفها للحمل بشكل كامل إلى شغف نحوه هو .

أصبحت تغار بجنون ؛ يحمد الله أن عمله لا يفرض الاختلاط بالنساء وإلا لكانت جنت بلا شك .

اقترب ليجلس بالقرب منها : روان انت بت عمى . وحلم عمرى . اول واخر حب في حياتى .
رفعت له عينين دامعتين : بس انت قلت لى كتير نفسك في اخ ل خالد .
قربها من صدره : روان افهمى ، كل راچل فى الدنيا بيبجى نفسه ربنا يرزجه الخلف الصالح ، واحنا الحمدلله ربنا رزجنا ب خالد صوح كنت رايد اخاويه بس منيكى انت . يعنى إذا ربنا رايد يبجى نحمده ونشكر فضله مارايدش يبجى بردو نحمده على نعمته . لكن عمرى ما افكر يكون لى ولاد من غيرك .يا منيكى يامارايدش .

هدأت قليلا ، تعلم أنه يحبها ..بل يعشقها وهى كذلك . لكن الغيرة تنهش قلبها رغما عنها ، كلما شعرت بعجزها عن الإنجاب مرة أخرى وكلما زادت غيرتها عليه حاربت لابعاده عن نساء الدنيا اجمع .

رفعت رأسها بعد دقائق: طب بلاش تروح المدرسة .
قطب جبينه ثم تساءل بخبث : تبجى مدرسة الحساب حلوة جوى على إكده !!

لتصرخ بجنون وهى تضربه بصدره : شوفتها فين يا خاين!! كدة يامهران !!
ضحك مهران مقيدا كفيها : يا مچنونة بضحك وياكى .
هبطت دموعها وهي تقول ببكاء : أصلها حلوة اوى يا مهران وعنيها ملونة .

مرر ابهماميه فوق وجنتيها ملتقطا عبراتها الغالية : انت فى عينى اچمل واحدة في الدنيا . والله لو حورية ونازلة من السما ماتساوى دمعة من عينك .

زاد قربا فأهلك المسافات بينهما ، مرت شفتيه فوق ملامحها فى عجالة متلهفة ليعيدها بجولة أخرى متمهلة دافئة ورقيقة .لحظات وهدأت مخاوفها وسكنت ارتعاشة قلبها الغيور ، فها هو لها وحدها كما كان وكما سيظل دائما ..ليتها تصدق تلك الحقيقة .

__________

بدل ملابسه وغادر الغرفة بعد أن غفت بين ذراعيه متجها لغرفته غاليتيه ، طرق الباب ودخل ليجد الفتاتان ونسمة تشرح ل بسمة مسألة حسابية بسيطة لكنها معقدة بالنسبة لهما .

ابتسم واقترب منهما : بتعملوا ايه يا حلوين ؟
مدت بسمة كراستها : أنا مش فاهمة المسألة دى يا بابا ونسمة بتفهمنى .
ابتسم وهو يجلس أمامهما : طيب ماجوعتوش ؟؟
تبادلتا النظرات الصامتة ليضحك : خلاص فهمت .
نسمة : بس ماما تعبانة !!
طايع : نطلب من برة او نعمل اى حاچة خفيفة .
اسرعت بسمة : نطلب بيتزا .
ابتسم طايع : حاضر يا حبيبتي .عاوزين اشرح لكم حاچة ؟

غادر بعد أن تأكد من إلمامهما بما تدرسان ، بحث عن هاتفه ليطلب الطعام الذي استغرق وصوله للمنزل نصف ساعة .

وضع الطعام جانبا ليقرر أن يوقظها أولا . اتجه للغرفة ليجدها كما تركها غارقة في النوم . جلس بطرف الفراش مناديا اسمها بهدوء : لى لى .حبيبتى كفاية نوم .
تاوهت وهى تعتدل لتنظر له : طايع سبنى شوية .

مد ذراعه يجذبها نحوه : لاه بزياداكى طلبنا بيتزا والبنات چعانين .
دفعته عنها بتأفف : يوووه مش عاوزة يا طايع سبنى انام .

عادت تستلقى لينظر له متعجبا .. لقد دفعته عنها !!! للمرة الأولى تفعلها بجدية دون دلال رغبة في قربه !! ترى ما الذي حدث معها !!!

غادر الغرفة غاضبا وعازما على عدم العودة قريبا ، أعد الطاولة وطلب من الفتاتين الاستعداد لتناول الطعام .

ما إن جلس حتى نظرتا له بتعجب وتساءلت نسمة : هناكل من غير ماما ؟
وخزة آلمت قلبه ليستجيب لها قائلا : أصلها نايمة .
فتسرع الصغيرة نحو الغرفة : هصحيها .

غابت الصغيرة لدقائق بينما تجلس بسمة أمامه تراقبه بلا ملل ، بقدر ما تمنى أن تشاركه الطعام بقدر ما تألم حين وجدها مقبلة وصغيرتها تمسك كفها بسعادة . لقد رفضته منذ دقائق !!!

نظر للطعام فورا ولم يبد أي رد فعل حتى جلست بمقعدها وبدأوا جميعا يأكلون فى صمت .

تشعر الفتاتان أن ثمة ما يحدث لا تفهمانه لذا إلتزمتا الصمت أيضا .

أنهى طعامه الذى يبتلعه مكرها بقلب متألم وكاد أن يغادر لتقول مسرعة : طايع عاوزة اروح عند بابا .
عاد لمقعده يتفحص ملامحها متسائلا : ليه ؟؟
نظرت له باضطراب : ابدا وحشونى .

اذا هناك ما ستشاركه ابيها وترفض مشاركته فيه . مزيدا من الحدود تضعها بينهما بلا مبرر . لا يحتاج ذكاء ليعلم أنها ترفض صحبته أيضا .

طال صمته وتطلعه لها ليقول اخيرا : انت حرة يا ليليان .

تعلم أنه غاضب منها ، وتعلم أنها تتمادى لكن لا تعلم ما الذى يحدث معها ، لم تعد قادرة على التحكم في انفعالاتها مؤخرا .ستحاول أن تراضيه فقط حين تقطع الشك باليقين .

_________

بعد ساعتين من حوارهما البارد الذى زاده حزنا تدخل من الباب لتجده يجلس مشاركا فتاتيه ألعابهما .

ليست الصورة غريبة لها . لكن هيئتها غريبة له ، خرجت منذ ساعتين بنفس الوجه الكئيب لتعود مبتسمة بشكل مبالغ فيه .

رفع حاجبيه بدهشة وقال فورا : مالحجتيش تروحى لعمتى وترچعى . كنتى فين ؟
تساءل بحدة لتقول ببساطة : مشوار مهم اوى .
لم تختلف ملامحه الجادة : ايوه فين يعنى ؟؟

وللعجب لم يؤثر انفعاله فيها . بل ابتسمت وهى تقول: هقولك بعد شوية .
نظرت للفتاتين فورا : بنات تعالوا عاوزاكم .

اسرعت نسمة نحوها بينما نظرت بسمة لوالدها بتردد قبل أن تلحق بها ، أمسكت كفيهما واتجهت لغرفتهما فورا .

دقائق نهشت الظنون فيها قلبه قبل أن تخرج الفتاتان عدوا نحوه تجذبانه لغرفتهما فورا نسمة تريده أن يشرح لها مسائل رياضية وبسمة تريد مساعدته لعمل نشاط تعليمى .

زاد تعجبه وألمه . هل أصبحت تستعمل فتاتيه لتبعده عنها !!!

تبع الفتاتين بعد أن نظر لها بحيرة لكنها مازالت تبتسم ، تلك الابتسامة التى طالما عشقها لا يعرف لم يتوجس منها اليوم .

اسرعت فور إغلاق باب الغرفة إلى الباب حيث تركت البواب فى انتظارها ،شكرته وتناولت منه ما يحمله لتتجه للمطبخ .

مر نصف ساعة وهى تعد الحلويات التى اشترتها للاحتفال بيوم ميلاد طايع ، حقا مر فى غفلة منها منذ يومين لكن اليوم مناسب تماما للاحتفال .

اسرعت تبدل ملابسها ، هى تعلم أن الفتاتين لن يتركا له فرصة لتفقدها . وقد كانتا عند حسن ظنها .

دخلت لغرفتهما بعد أن انتهت لينظر لها بتشوش .. ما الذى يراه !!

بل ما الذى لا يراه !!!
ما الذى تخفيه عنه !!!

أصبح قلبه مرتعا للظنون .. اسرعت نحوه بلهفة ، انحنت تقبل جبينه : كل عام وانت بخير .

لتقفز الفتاتان نحوه فيضمهما دون أن يجيبها أو يحيد بنظراته الحادة عنها . جذبنه للخارج ليجد الكعكة تتوسط الطاولة وثلاثتهن يجذبنه نحوها .

وقف و وقفت أمامه مباشرة . إنها هى نفسها .. حبيبته قبل تغيراتها التى طرأت عليها مؤخرا . ما الذى جد لتعود فى لحظات لسابق عهدها بهذه الروعة !!

كم يتمنى أن يقترب فيذوب بكل كيانه فى روعتها هذه !!
لكنه لن يفعل قبل أن يفهم ما سبب كل هذه التغيرات .

يجلس بجوارها صامتا عاقدا ساعديه ينظر لفتاتيه تلتهمان الكعك بسعادة.. تعلو وجهه ابتسامة شاحبة .

وضعت كفها فوق ذراعه : مش هتاكل التورتة ؟؟

نظر لها بطرف عينه ليقاوم روعتها التى تزيده رغبة فيها فتساءلت برقة : انت زعلان مني علشان اخرت حفلة عيد ميلادك ؟
ابتسم بإستخفاف لتقول هامسة : معلش غصب عني كنت ..
نظر لها بحدة وتكلم هامسا : ايوه كنتى ايه ؟؟ كنتى متغيرة ومش طيجانى اجرب منيكى وكدبتى عليا وخرچتى رچعتى بحال غير الحال تسمحى تفهمينى ولا ماليش عازة ؟
اخفضت عينيها : والله يا طايع ماكنتش اعرف أنا متغيرة ليه !!
رفع وجهها لتنظر له وتتابع بشئ من المرح : ماكنتش طايقة ريحتك جمبى كنت بتخنق منك.
نظر لها بحدة رافضا تلك المزحة لتتنهد وتقول :
النهاردة قولت هو احتمال بعيد بس جايز . حبيت اروح لوحدى أتأكد .
تنهد بضيق وقال بنفس الحدة : ليليان أنا مافاهمش حاچة .
رفعت الفتاتان نظرهما نحوه ليبتسم لهما : كفاية تورتة بجا جوموا اغسلوا سنانكم .

اسرعتا تنفذا ليعود بنظراته الحادة نحوها فتتسع ابتسامتها : طايع أنا حامل .

حرارة شديدة شعر بها تستعر بجسده بينما ذابت بسمتها أمام الجحيم المطل من عينيه ، ما هذا الفزع الذى تراه بوجهه !!!

لم ير ذوبان بسمتها فعليا، كان غارقا فى ذكريات مولد فتاتيه ..ذلك اليوم الذى حولته بجنونها ليوم من اسوأ أيام حياته فكاد يفقد ثلاثتهن فيه ..

حديث الطبيبة بعد ولادتها بساعات : مش مستحيل بس صعب وإذا حصل هيبقى فى خطورة على حياتها .

خطورة على حياتها !!!

يتردد صدى الكلمات فى فراغه الداخلى للحظات.
ثم مزيد من الفزع يعتلى ملامحه قبل أن ينتفض صارخا بلا تفكير : اللى فى بطنك ده لازم ينزل
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة