-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى
رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى

رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع والعشرون

استيقظ راجى فى الصباح ليتوجه إلى غرفة العناية لتفقد ضاحى مرة أخرى كانت ريتاچ تغادر الغرفة وقد أنهت مهمتها الصباحية فى رعايته وقد حرصت فى اليومين الماضيين على حضور جلسة تنظيفه الخاصة التى يقوم بها مختص بذلك لتتعلم منه ولا يضطر للاستعانة بغيرها .
ابتسمت فور رؤية راجى : كويس انك جيت ضاحى عاوز يشوفك قبل ما تروح .
أومأ راجى : مجدرش اتحرك جبل ما اطمن عليه .
افسحت له مجالا ليمر ومنحتهما الخصوصية التى يحتاجان وتوجهت لتجلس بجواه هيبة الذى لا يبرح مقعده بباب أخيه .
نظرت لحالته المزرية لتقول : مش تروح يا ابو ليال ترتاح وتغير وترجع .
نظر لها بطرف عينه مستنكرا لتقول : احنا محتاجينك قوى ..الدكتورة قالت مانحسسش ضاحى إننا تعبانين بسببه .علشان مايحسش إنه حمل تقيل.
زفر بضيق ليقول : حاضر لما ياچى مهران ولا طايع ابجى اروح اتسبح واحلج دجنى وارجع .
هزت رأسها بتفهم ف هيبة يريد أن يشعر ضاحى أنه موجود لأجله دائما ، لكن الطبيبة نصحتها بعدم إشعاره بتوقف الحياة بسبب ما ألم به كى لا يحمل نفسه ذلك وهى تراعى كل نصائح الطبيبة فهذا الرضا الذى اعتمر بصدره يجب المحافظة عليه ودعمه ليستمر .
___
دخل راجى وهم بالتحدث ليجد أخيه محدقا للأعلى ويتمتم بآيات قرآنية ، راقبه بترقب ليكتشف أنه يصلى .
أغمض ضاحى عينيه مسبحاً الله ليقف راجى بإحترام منتظرا فروغه من صلاته .
نظر له بطرف عينه : كيفك يا واد ابوى؟
انتبه راجى من شروده ليقول : زين الحمدلله .جلت اطل عليك جبل ما اروح
تنهد ضاحى ليقول برجاء : هات لى الولد يا راچى . هيبة مارايدهمش ينضرونى إكده لكن مسيرهم يعرفوا . شكلى هفضل إكده .
اقترب راجى مسرعا : مين جالك إكده ؟؟ بكرة تجوم على رچليك وترمح رمح .
ابتسم ضاحى بشحوب وصمت فما من بادرة لشفائه وإن كان الامل موجودا لطرحه الأطباء لرفع روحه المعنوية على أقل تقدير ما يحزنه بعض الشئ أن الجميع يستخف بإدراكه وعقليته ربما لمزاحه المستمر لكنه فى الواقع بجيد تجميع التفاصيل ليرى الصورة بوضوح وإن لم يفصح عن ذلك .
____
وصل ريان للمشفى ليحمل زوجته للداخل يتبعه رفيع الذى قال : الدكتورة من إهنه انى خابر عيادتها زين ...
قاطعت ليال حديثه : مش هعمل حاجة إلا أما اشوف ضاحى .
تنهد ريان ، لقد ماطل كثيرا منذ الأمس خوفا من هذه المواجهة لكن لا أمل أمامه ، إلتف وسار نحو المصعد ليصل إلى ضاحى وتبعه رفيع بصمت .
ما إن وقف المصعد حتى قالت : ريان نزلنى مش عاوزة هيبة يشوفنى تعبانة .
تنهد ريان : ليال انت مش قادرة تقفى !!
جمدت ملامح وجهها وهى تقول : هقدر ماتخافش .
وضعها أرضا برفق لكن علق كفيها بذراعه .
رأت اخويها يتبادلان حديثا مع ريتاچ ليقترب ثلاثتهم فيقول هيبة : خلاص يا ام مريم رفيع اهه وريان كمان انى هروح مع راچى .
نظر له الجميع بتساؤل ليخبرهم بإختصار عن عودته السريعة للمنزل فتقول ليال بسرعة : مش مشكلة إحنا هنقعد هنا لما ترجع .
ربت على خدها بحنان : شكلك ماعاچبنيش واصل .
ربتت فوق كفه : لسه تعبانة من الطريق . هبقى كويسة ماتقلقش.
نظر لها ريان كاتما غضبه ليقول راجى : كنت ارتحتى فى الدار النهاردة تعى ويانا وابجى ارچعى بكرة .
تشبثت بذراع ريان : لا أنا كويسة هرجع مع ريان اخر النهار .
نظر هيبة لهيئتهم بتوجس وتساءل : هو چرى حاچة ؟؟ شكلكم بتداروا حاچة !!
تنهد ريان وقاطعه رفيع : هو فى غير حچاچ !! اتطاول على ريان واتعاركوا سوا .
قطب جبينه بغضب : حسابه تجل انى سكت كتير وصبرى جرب ينفد .
ربت على كتف ريان : حجك على راسى يا خوى .
ابتسم ريان بشحوب ليستأذن هيبة وراجى الذى توجه لغرفته حيث تنتظره زوجته التى تبعته بصمت فهو غاضب منذ ليلة أمس .
___
دخلت ليال لغرفة ضاحى لتتصنم لرؤية جسده المحاط بالدعامات من كل مكان . نظر بطرف عينه ليراها ويقول مبتهجا : ليااال . جربى . جربى يا خيتى .
لم تستجب له ليصيح بحدة : ليااال .
نظرت له بصدمة واضحة وهى تشير لجسمه : ايه ده !! مش قالوا إنك انضرب عليك نار بس .
ابتسم ضاحى وقال بهدوء : جربى يا ليال ..جربى ماتخافيش.
تقدمت ببطء نحوه حتى لامست الفراش ليقول : العيار چه فى ضهرى والنتيچة زى ما انت شايفة إكده .
رمشت بعصبية : يعنى ايه ؟؟
اتسعت ابتسامته : يعنى جولى الحمدلله .
بدأت تفقد السيطرة على غيامات عينيها لتهطل دموعها ليقول فورا : انى زين ماتخافيش هبجى زي الجرد
دفنت وجهها بكفيها : كان قلبى حاسس . علشان كده مارضيوش يخلونى اشوفك .ليه يا رب بيحصل لنا كده
قال مسرعا :استغفر الله العظيم..اللهم لا اعتراض .. خايفين عليكى يا جلب اخوكى تتخلعى عليى .بالله عليك بزيادة بكا .
سمعت الرجاء بصوته يعلو عن نبرة صوته نفسها ، مسحت وجهها بكفيها ورسمت ابتسامة واهية وهى تقول : مش انا شوفتك فى الحلم ؟؟
علم أنها تخرجه من دائرة حزنها وتطمرها بقلبها لكن لم ير بأسا فى مجاراة تلك المحاولة التى قد تعيد البسمة لوجهها ..أو هكذا يتمنى .
____
تأفف ريان وهو ينظر لهاتفه : اتأخرت جوه ليه ؟
ريتاچ : تحب ادخل لها ؟
نظر لها برجاء : ارجوكى هى تعبانة وهننزل للدكتورة .
اومأت وهى تتجه للداخل ، طرقت الباب طرقات طفولية عابثة ليقول ضاحى : أهى المچنونة چت
نظرت له بإستنكار : أنا مجنونة !! يبقى ليس على المجنون حرج واختك هتمشى وتسيبك .
نظر لها متصنعا الفزع وهو يقول بوهن : هتجتلينى إياك !!
اقتربت لتمسك كف ليال : لو سمحتى بقا سيبينى مع اخوكى علشان هو كده حضر العفريت .
همس ضاحى : ماتصدجيهاش يا ليال . عفاريتها حاضرة ليل نهار ههه
ضحكت ليال ضحكة لم تنبع من قلبها ولم تصل لعينيها لتقول : طيب اسيبكم تخلصوا وصلة الجنان الخاصة وارجع لكم بعد الفاصل .
تخصرت ريتاچ معترضة لتتحرك ليال بضعف نحو الباب وهى تؤكد له أنها ستعود لتفقده قريبا بينما شحبت بسمته التى برع في رسمها وهو ينظر لها بحزن بينما اقتربت ريتاچ تربت على صدره برقة ، انتزع نظراته المشيعة لأخته ونظر لها لتهمس : هتبقى كويسة .
أغمض عينيه بألم لتجلس بجواره بصمت .
____
خرجت من الباب ليسرع نحوها : كل ده تأخير يا ليال ؟ قلت لك هنكشف بس ونرجع له إذا عاوزة تقعدى طول النهار معاه اقعدى مش هحوشك بس اطمن عليك.
لم تجب لكن دفنت وجهها بصدره وأحاطت خصره بذراعيها تشده نحوها بقوة واهنة وفى اللحظة التالية استرخت ذراعيها ليحيطها بفزع قبل أن تسقط أرضا وهو يستنجد : الحقنى يا رفيع
نظر له رفيع بعد أن اشاح وجهه عنهما منذ خرجت ليقول مسرعا : هم يا ريان ننزلها للدكتورة .
_____
وصل هيبة وراجى إلى المنزل لتركض ليال نحو ابيها : باباااا
لفتت صرختها انتباه الجميع ليجتمع الاطفال ، بنات راجى أحطنه ليضمهن بسعادة حامدا ربه على عودته إليهن وليال استقرت بالفعل بين ذراعى هيبة الذى نظر نحو الأريكة ليجد مريم تحمل شقيقها مهدى وتنظر أرضا بينما ينزوى مصطفى ولبيب بأحد الأركان .
اقترب هيبة ليربت على رأس مريم : ماهتسلميش على عمك يا مريم !!
استرقت له نظرة لتقول : حمد الله على السلامة يا عمى .
جلس هيبة ليقرب ليال منه ويجذب مريم أيضا مرغمها على الاقتراب بينما اقترب راجى أيضا : وانى ماليش حمد الله على السلامة !!
لتقول الفتاة برقة : لا طبعا حمد الله على سلامتك يا عمى . الحمدلله إن حضرتك بخير .
تلفت هيبة حوله : هو الدار فاضى ليه إكده ؟ انتو لحالكو ولا ايه ؟
اسرعت ابنته تجيب : لا كلهم فوق فى اوضة تيتة
تعجب هيبة وتساءل راجى : وامى جاعدة فوج ليه ؟
نهض هيبة : هم بينا نشوف الحكاية ايه ؟؟
صعدا ليجدا النساء يجتمعن بغرفة زبيدة ويبدو أن حسنات ليست بخير ، أخبرته أمه أنها اضطرت للصعود للغرفة بعد مشاجرة ريان وحجاج التى زادت من سوء حالة حسنات وخوفا عليها من الضغط النفسى إلتزمن الغرفة . تساءل عن الرجال ليكتشف أنهم توجهوا للمركز جميعا ف حسين ابن الحاج زيدان يصر على عدم مبارحة الدار حتى عودة هيبة .
رأى هيبة أنه من اللائق شكره وابن عمه على المجهود الذى لم يدخراه لحماية منزله بغيابه فعاد لخارج المنزل يبحث عنه تاركا راجى يحظى ببعض الراحة فجرحه لم يشف بشكل كامل .
_____
أنهت الطبيبة الفحص لتقول بغضب : ازاى سيبتوها توصل للحالة دى ؟
حررت ذراعها من جهاز الضغط بينما زاغت أعين ريان وهو يقول : ليه يا دكتورة مالها ؟؟
مسحت السائل عن بطنها وهى تغطيها لتقول : اتفضل معايا نتكلم برة .
نظر لزوجته بقلق : مش هتفوقيها !!
توجهت للخارج وهى تقول بحدة : لا .
اتسعت عينيه فزعا ولحق بها حيث رفيع المنتظر فى الغرفة الملحقة .جلست خلف مكتبها متسائلة : هى تعبانة من أمته ؟
كانت تنظر ل ريان بتحدى واتهام واضح لم يعره انتباه واجاب فورا : اول امبارح لما عرفت إن أخواتها عملوا حادثة رفضت الاكل . جينا امبارح من مصر وكانت بتاكل تحت ضغط بس قالت مصدعة وبالليل قالت نفسها مكتوم ونامت وهى قاعدة .
حكت الطبيبة جبهتها ثم عادت تنظر له وقد تبدلت نظرتها لتقول : أنا اسفة ضغطها عالى جدا والجنين للاسف متوفى من وقت مش قريب ..كدة دى حالة تسمم حمل .
ارتعد بدنه بشكل واضح تبعا لإرتعاد قلبه ليتساءل رفع : مالك يا خوى ؟
نظر له بنظرات زائغة لتزفر الطبيبة بضيق : طبعا الإغماء ده فى مصلحتها هنحاول ننزل الضغط بسرعة علشان تنزل الجنين في اسرع وقت لأن اى تأخير مش فى مصلحتها .
حمحمت وتساءلت : ده اول حمل ؟
هز رأسه نفيا لتقول براحة : الحمدلله ربنا يعوض عليكم .
كاد أن ينهض لتقول : لحظة من فضلك !!
نظر لها بنفس التيه لتقول : لازم تقرر هننزل الجنين ازاى ؟
بدأت تشرح له طرق انزال الجنين بشكل طبيعى أو بجراحة لتفاضل بين الطريقتين بشكل علمى . لم يكن يفهم اى مما تقوله منذ أخبرته أن صغيره الذى لم ير النور بعد قد فارقه .
اعتصر الألم قلبه بقسوة حتى خبت دقاته ثم زادت بجنون ليشعر بتضخم قلبه حتى لم يعد صدره يتسع له .
حين اسهبت فى الشرح كان هناك إعصار من الحزن قد أطاح بقلبه وذراه ليبدأ الخواء يحتل صدره ويشعر بفراغ مؤلم يسكن موضع خافقه الذى لم يعد يدرى اين استقر ولا كيف استقر !!!
فجأة ومضت صورتها أمام عينيه ليهب منتفضا عن المقعد بشكل افزع الطبيبة لتعود للخلف برهبة واضحة ودون أن ينظر لها توجه إلى حيث ترقد زوجته في أضعف حالة قد تصل لها امرأة وفى أشد احتياج من زوجة لزوجها .
نظر رفيع للطبيبة ليقول : على ما ضغطها ينزل نكون شوفنا هنعمل ايه
_____
غادر رفيع غرفة الكشف حين دق هاتفه أكثر من مرة برقم طايع ومهران حيث يبحث عنه الجميع .
وصل لرواق العناية ليجد الرجال مجتمعين وتاج يغادر غرفة ضاحى بوجهه المبتسم ليخفض عينيه فورا .
نظر له طايع بتوجس : خبر ايه يا رفيع ؟ فين ريان ؟
اقترب تاج ليقول رفيع بتوتر واضح : هيكون فين !! مع مرته
نظر له رفاعى بأعين خبيرة ترى توتره ونظراته الزائغة ليعلم أن هناك ما يود قوله ويعجز عن ذلك .رأى عينيه تتجه ل تاج الذى يتحدث مع مهران ليقول : خبر ايه يا رفيع ؟ مابجيش حاچة تطيح اكتر من اللى حوصل .
زفر رفيع بضيق وهمس له بما حدث لتتغير ملامحه بينما طايع من شدة صدمته عاد خطوات للخلف متهربا من تلك المواجهة .
اقترب رفاعى ليضع كفه فوق كتف تاج الذى نظر لتبدل ملامحه : مالك يا ابو مهران ؟؟
نظر له رفاعى بأسى ثم قال : لله ما اعطى ولله ما اخذ.
تجهمت ملامح تاج وتساءل بصوت مبحوح : مين ؟؟؟
اخفض عينيه حزنا : ولد ريان .
خر قلب تاج ليتابع رفاعى : مات فى بطن أمه
التقط تاج نفسا لاهثا فقد ظن أن حفيده تاج أصابه مكروه ليجد نفسه دون شعور يحمد الله على أن تلك المصيبة قد أصابت طفلا لم تتعلق به قلوبهم بعد . حقا فقده مؤلم للجميع لكنه قضاء الله .
____
هاتف تاج زوجته وطلب حضورها للمشفى مع هيبة وفضل عدم ذكر ما حدث فالنوازل التى حطت بهذه العائلة فى بضعة أيام قد تدك عزيمة أشد الرجال .
تم نقلها لغرفة أخرى وبدأت تخضع لعلاج سريع لتجهيز جسمها للفظ هذا الصغير الذي عاشت تحلم برؤيته .
وصل هيبة للمشفى بصحبة غالية التى لم يخبرها أحد بما حدث حتى تفقدت ضاحى فيجب اخفاء هذه الأخبار عنه مهما حدث .
توجه تاج لغرفة ليال ، طرق الباب ودخل بهدوء ليفزع لرؤية ولده بهذه الحالة . اقترب وجلس بجواره ليسرع ريان مكففا دموعه .
تنهد تاج وربت على كتف صغيره الذى احنته مصيبته ليقول : لله ما اعطى ولله ما اخذ.زخر يابنى إن شاء الله .
أومأ ريان وفقد تماسكه وفى لحظة انفجر باكيا ليتلقفه أبيه بين ذراعيه هامسا : ابكى يابنى علشان تقدر تستحمل وجعها . مراتك دلوقتي في أشد الضعف والحاجة ليك .اوعى تخذلها يا ريان ..إذا كان قلبك موجوع قيراط هى قلبها يتوجع أربعة وعشرين .
شهق ريان بقوة : اعمل ايه يا بابا ؟؟اقولها المصيبة دى ازاى ؟؟
تنهد تاج : هى هتعرف اول ما تفوق من غير كلام ، بس انت لازم تصبرها وتقويها .
أبعده عن صدره ليحيط وجهه بكفيه : اوعى يا ريان .
كفف ريان دموعه مع اندفاع غالية للغرفة وقد أخبرها رفاعى ما حدث ، نظرت ل ليال الغائمة بإشفاق : يا حبيبتي يا بنتى .
نظرت لابنها بحنان : ريان أنا عارفة إنه صعب بس خليها تنزله طبيعى لو عملوا جراحة هتأخرها فى الحمل بعد كدة وده هيتعبها نفسيا اكتر ...
أومأ ريان : عارف يا ماما بس خايف عليها
حين أفاقت ليال وشعرت بألم المخاض الذى أدخلت فيه قسرا بحثت عن نفى مخاوفها بين عينيه فلم تجد غير ثبوتها . ساعتان من العذاب شاركها فيهما كل لحظة حتى دوت صرخة ليندفع الجنين خارج رحمها .
نظر ريان له بلهفة لتتسع عينيه ؛ إنها فتاة !!!
أغمض عينيه وهو يجذب زوجته لصدره سامحا لها بالبكاء ومخفيا دموعه عنها وليمنح الطبيبة فرصة لإخراج الجثمان الصغير قبل أن تتعلق به عيناها وقلبها .
____
كانوا يتبادلون الدخول وتفقد ضاحى خوفا من علمه ما حدث لشقيقته ، أخبروه أنها عادت للمنزل ليتمنى فقط أن تكون بخير .
أصر ريان أن تعود أمه للمنزل ولا تخبر أحد حتى يعيدها فى اليوم التالى ، ترك شقيقها بصحبتها فقد عادت غالية للمنزل بصحبة زوجها واخيها وولديه بعد انتهاء مراسم دفن الصغيرة .
عاد ريان يحمل بضعة حقائب لتنظر له بضعف فيقول : لازم تاكلى .
اشاحت وجهها عنه ليقول بحنان : ليال أنا مش مستغنى عنك هتسمعى الكلام بالذوق ولا اكلك بالعافية ؟
ابتسم هيبة : اسمعى كلام چوزك يا ليال محدش فينا مستغنى عنيكى
نظر له ريان : لا ما انت هتاكل انت كمان
أومأ دون مناقشة : اكل .
وضع ريان الطعام فكانت اللقيمات التى تصل لفمها من زوجها واخيها أكثر مما يصل إلى جوفهما ، يبتلع كل منهما ألمه مع كل لقمة عله ينتهى بنهاية الوجبة.
____
منذ عاد ليقلها وامه وطفليها وهو صامت تماما ، لم يعقب لبقاء حسنات لليلة التالية مع زبيدة .
نام سليم بصحبة جدته بينما توجه سويلم لغرفته بصمت ، نظرت له بتعجب : مالك يا رفيع ؟
وبدون مقدمات اسرع يحملها بين ذراعيه بلهفة : انت زينة ؟؟ حاچة بتوچعك ؟
تعجبت لكن أجابت : أنا كويسة الحمدلله .
جلس وأجلسها ليضع كفه فوق بطنها البارز متسائلا بهمس متحشرج : بيرفس !!!
وضعت كفها فوق كفه لتجذبه جهة اليمين فشعر بركلة جنينها اسفل كفه . تنهد براحة : الحمدلله .
ربتت على كفه : حصل ايه ؟؟
تهرب بعينيه منها : ليال سجطت .. البنية ماتت في بطنها .
شهقت بفزع وقد شعرت بما يشعر به من خوف لتنزوى بين ذراعيه ويحيطها بهما دون أن يفكر أحدهما في الابتعاد عن الآخر .
_____
غادر هيبة مصرا على إلتزام باب ضاحى فالمهلة التى تحدث عنها الطبيب لم تنته بعد وكلما مرت دقيقة سحقت قلبه فزعا .
طلب منها أن تحصل على قسط من الراحة بعد أن تناولت دواءها لكنها ظلت مكانها تنظر له بجمود .
جلس أمامها متسائلا : مالك يا ليال !!
لم تحد بعينيها عنه وقالت : ربنا بيعاقبنى ؟ صح ؟
قطب جبينه بتساؤل : بيعاقبك على ايه مش فاهم ؟؟
بدأت دموعها تعلن الانشقاق عن راية الصمود وهي تقول : علشان انا اعترضت على قضاء الله ..لما بابا مات لبست توب الحزن وبعدت عن دنيتى وابنى .وعنك انت كمان ..
أمسكت كفه لتضغط على أنامله وتشهق بضعف : وأما حصل اللى حصل بردو فضلت اعارض .نسيت كلام ربنا لما قال ( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون) بدل ما ادعى لأخواتى واقول اللهم رد عنا القضاء وارفع عنا شر البلاء بقيت اقول اشمعنا احنا وليه بيحصل لنا كده .ربنا اخد بنتى علشان يعاقبنى يا ريان !!
تنهد ريان وجذبها نحوه ليخفى دموعه لا دموعها : ليال ربنا قال ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ربنا رحيم . اكيد ليه حكمة فى الحرمان من نعمته ..ويمكن عاوز يختبر صبرنا على الابتلاء . وبعدين يا حبيبتي هو الموت يتحاش . اللى عمره بيخلص مفيش حاجة ممكن تمده ثانية واحدة .عمرها يا قلبى خلص ومش مكتوب لها اكتر من كده .اصبرى يا ليال وافتكرى إن ربنا قال ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
اكتفى من الحديث أو لم يعد قادرا عليه ، إنها تحمل نفسها ما حدث لصغيرته وهو مؤمن بقضاء الله ويعلم أن لا حيلة بيدها ولا بيده . لذا اكتفى بإسكانها أضلعه حتى سكنت مرغمة تحت وطأة الإرهاق وتأثير العقاقير وحين شعر بإنتظام أنفاسها لم يشعر برغبة في البعد عنها لذا اعتدل بجلسته ليستقر رأسها فوق صدره عل قربها يهون ما بجيش به من ألم .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية الشرف ج3  بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة