-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الأول

اشرق الصباح ليحسن كامل هندمة ملابسه ، استعمل اغلى عطوره ، لقد كان منذ صغره أحد المميزين في القرية إذ حرص والداه على تعلميه حتى دبلوم التجارة ثم معهد تجارى مكنه من العمل بوظيفة حكومية لينزع نفسه من القرية ويقرر الحياة بالمركز ( البندر ) للأبد استغل اعوام عمره جيدا فإلتحق بالجامعة المفتوحة بعد فترة مما مكنه من الترقى لوظيفة افضل ونظرا لطموحه الذى لا ينتهى تمكن من الوصول لأعلى المناصب الإدارية .

يعيش حاليا فى ارقى الاحياء ويملك كل رفاهيات الحياة التى تتضمن تلك السيارة الفارهة .

وشخص مثله حين يعود لقريته البسيطة لابد أن يظل ذلك المميز الذى طالما كان . وصل القرية ليجد أبناء عمومته ينتظرونه ، قابلوه بحفاوة كبيرة وترحاب شديد . وقد حرص على حمل الحلوى الراقية التى تخلو منها قريته لإضفاء مزيدا من التميز على نفسه .

أقام بمنزل ابن عمه الأكبر ويدعى سلام ، والذى يعد من أكثر أهل القرية ثراءا ايضا حيث له عشرة أفدنة كاملة ملكية خاصة بالإضافة لخمس اخر يزرعها مناصفة لأصحابها .

عامله سلام وأسرته بكل ود تمكن من نزع الملل عن حياته ، ذلك الملل الملعون الذى تمكن منه مؤخرا .

خرج بعد صلاة العصر فى نزهة عبر الحقول بصحبة سلام الذى يفتخر بزيارته وضيافته ، صحبه سلام إلى حقله حيث يبدأ النساء منذ العصر العمل يوميا ؛ موسم حصد البصل تنتظره القرويات حيث يتوفر لهن العمل في جمع البصل وتنظيفه وتعبئته فى الاجولة الخاصة التى تنقسم إلى قسمين الأول للسوق المحلي والآخر لسوق التصدير .

من بين العاملات بدور وابنتيها أشواق واسماء ، تظهرن ببساطة بين الجميع ، بدور لم يتمكن الزمن من زهرة جمالها المتفتح ، أشواق واسماء زهرتين لم تتفتحا بعد خوفا من الاحتراق .

وقف سلام يحث النساء على العمل : همى شوية منك ليها مش هنقعد شهر نعبى ف شوية بصل .

أتاه صوت من بين الحشود : شغالين اهو ا يا سى سلام.

صوت اخر : مش هناخد بصل زى كل سنة يا سى سلام . ربنا مايقطع لك عادة .

يشعر بالفخر لنظرات الإمتنان التى تحيطه بها القرويات فيقول : كل احدة وهى مروحه تاخد لها شرشين ..بس هموا خلينا ننفض .

رفعت اشواق رأسها من باب الفضول تنظر لذلك الوقور الذى يصحبه سلام . هيئته مختلفة تماما عن أهل القرية . بل إنه شديد الشبه بأهل المركز حيث تدرس .
ترى من يكون !!!

تساءلت فى نفسها وإطالت النظر إليه حتى قال سلام : بت يا اشواق .
ارتعدت ونظرت له : نعم يا أبا الحج
نظر لها بتهكم : شوفى شغلك مش وقت سرحان .

لتعود يديها للعمل فورا دون أن ترفع وجهها مرة أخرى .لم تفارق صورته عينيها رغم أنها لا تنظر إليه . لقد تمكن الشيب من فوديه وزحف ليستولى على ما تبقى من شعيرات ليحولها للون فضى يتناسب مع وجهه الصارم .

ترى لم تشعر بالتوجس من نظراته لها !!! إنها نظرة مظلمة .رأت عينيه تبرقان ليصيب برقهما نفسها بذعر لم تعرفه من قبل.

ظل سلام لفترة يعطى أوامره للنساء تارة ولملاحظ العمل تارة أخرى قبل أن ينصرف ويصحب رفيقه الغريب .

********************

لمحها بمجرد أن توقفت خطواته . إنها بين جمع النساء كزهرة على عود يانع وسط حقل من اعواد بائسة . جمالها يخطف الأنظار ..بل يخطف الأنفاس .
رفعت وجهها تتفحصه بنظرات بريئة لتقتحم براءتها رجولته المنهكة فتعيد تدفق الدماء الحارة من قلبه الذى ظنه توقفت نبضات الحب عن هز جدرانه المتصدعة .

تحدث إليها سلام ..اشواق .

ياله من اسم مميز يتناسب مع زهرة مميزة مثلها . ويتناسب ايضا مع ما تبثه فى القلوب من لهيب الشوق لمجرد النظر لها مرة أخرى .

ذلك ال سلام اللعين لما حثها لإبعاد بندقيتيها عنه قبل أن يرتوى من نظراتها العذبة!! .

هل حقا ما رآه !!! أنهار من العسل تتدفق من حبتى البندق مزيجا لم يراه من قبل .

اخفضت وجهها وتدفقت الدماء لوجنتيها لتولد رغبة مجنونة فى نزعها من وسط الجموع واخفاءها عن الدنيا وما فيها لكنه يقف ها هنا عاجز تماما عن ارتشاف ولو قطرة من تلك البراءة التى يهلك عطشا لها رغم رؤيتها لأول مرة .

*******************

أنهى سلام حديثه فسار بجواره . جسد بلا قلب .. بلاعقل ..بلا روح ..لقد سلبتهم جميعا بمجرد نظرة بريئة من عينيها البندقية .

حاول أن يجارى سلام حديثه لكن تركيزه منعدم . لا يرى أمامه سوى ملامحها الفاتنة التى حفرت داخله فى لحظات .

ليس بعمر يسمح له بالتهور .. وهو لم يكن متهورا من قبل ، إعتاد التفكير جيدا في كل قرار .

وهذا ليس أى قرار !!!!

لكنه هذه المرة لن يفكر.سيقتتص فرصته معها قبل فوات الاوان . سيحصل عليها بأى ثمن .. فتلك البراءة قادرة على أحياء شخوخته ليعود له ربيع العمر .
تلك الأنوثة قادرة على إشباع رجولته ليحيا من جديد كما لم يحيا منذ أعوام طويلة.

رفع رأسه ونظر ل سلام فورا ودون مقدمات : مين اشواق دى يا سلام ؟
قرأ سلام تغير ملامحه لكن ظنه فضولا فشعر بالفخر لتلبية هذا الفضول وهو يجيب بإستفاضة : اشواق بنت مرعى .. ابوها أجير عندى شوية وعند غيرى شوية ...

واستفاض فى الحديث حتى قص عليه حياتها كاملة فى دقائق ، حياتها مثل البقية بنظره لا تحتاج للتعمق فهى خالية بكل الأحوال .

عاد كامل يتساءل : ما اتجوزتش يعنى ؟
ضحك سلام : اتجوزت إيه !! هم عارفين يجوزو البت اسماء ..مخطوبة أدى لها ست شهور واشواق اصغر منها زى ما قولت لك فاضل لها سنة وتاخد الدبلوم
أسرع كامل يقاطع ثرثرته المزعجة : أنا عاوز اتجوزها .

تلعثم سلام مبتلعا كلماته .. تاهت منه الأحرف وأصيب عقله بصدمة مؤقته . هل أصاب ابن عمه الخرف ؟؟!

إنه يكبره هو بنحو خمسة عشر عاما.وهو بعمر مرعى والدها !! أى أنه يكبر والدها بمثل عمرها تقريبا.. اشواق التى أتمت لتوها ثمانية عشر ربيعا ؟؟!!!

لاحظ كامل فزعه ، لكنه لن يتراجع . لن يتركها لغيره يرتوى منها .

قطب جبينه ونظر ل سلام بحدة مقررا هجوما ضاريا على كل من يقطع سبيله إليها : إيه يا سلام مش راجل أنا ولا إيه ؟؟

زاد تلعثم سلام ليستجمع بعض الكلمات اخيرا : سيد الرجالة يا كامل .. بس يعنى البت صغيرة شوية !!!

كامل بنفس اللهجة : صغيرة ولا كبيرة حاجة تخصنى . أنا اللى هتجوز مش انت .

تراجع سلام فورا : اللى يريحك أنا بس غرضى مصلحتك .

كامل : مصلحتى أنا ادرى بيها . هتيجى معايا لابوها ولا اروح لوحدى .

تنحنح سلام بحرج : اجى معاك حاضر . بكرة ولا بعده .

ظن سلام أنه قد يتراجع عن قراره المتسرع هذا إن منحه بعض الوقت لكن كامل حسم الأمر بقوله : النهاردة بعد صلاة المغرب .

التفت ليتابع السير لكن هذه المرة لم يكن سلام يتحدث ، أخرسه تهور كامل .
كيف لرجل بعمر كامل أن يتزوج من فتاة بعمر اشواق !!!!

حسنا سيجاريه وقد يرفضه مرعى وينتهى هذا الأمر المحرج . لذا سارا بصمت حتى وصلا لمنزل سلام .

أخبر سلام زوجته حسنية عن رغبة كامل لتنكر عليه ذلك أيضا وتتهمه بالخرف . نصحت زوجها ألا يتدخل في هذا الأمر . فزيجة كهذه محكوم عليها بالفشل ولا يجب أن يتورط فيها ليقع سلام فى ورطة حقيقية ، هو يعلم أن زواج ابن عمه من اشواق دربا من دروب الحماقة لكن كيف يرفض صحبته وهو ضيفه !!؟

وكيف يتنصل منه وهو ابن عمه !!؟
لقد وضعه كامل فى موقف لا يحسد عليه .

********************

منذ أنهى خبر رغبته في الزواج نزهتهما المسائية وعادا للمنزل وكامل لم ينزع صورة اشواق من أمام عينيه .

هو لم يحضر الكثير من الثياب فهو لم ينتوى إطالة الزيارة ، لكنه سيرتدى افضل ما لديه هنا .

اخيرا تذكر ابنه وليد ليقطب جبينه .. وماذا إن تزوج !!!

هل يعيبه هذا !!!

لا يظن أن زواجه يغضب ولده ، لقد عرض عليه الفكرة بعد وفاة زوجته الراحلة لكنه لم يحبذها حينها . فلم تكن هناك اشواق لتأسر قلبه.

لكنه لم ينتبه أن اشواق اصغر من ابنه وليد ..بل واصغر من زوجة ابنه ايضا .
هو فقط أرادها لنفسه بغض النظر عن أى شئ اخر . أرادها وأصبح الحصول عليها هدف حياته البائسة لذا سيقاتل ليحقق هدفه .

اغمض عينيه براحة وقد علت شفتيه ابتسامة هادئة . هذه الصغيرة ستلبى كل احتياجاته ، هو مسيطر يعلم ذلك جيدا ، رغم أن زوجته الأولى لم تعان مطلقا من تلك السيطرة فقد كان حينها يفرغ شحنات سيطرته فى زيجاته العرفية التى احسن اخفاءها لتزل صورته البراقة أمام زوجته وولده .

حقا منذ ما يقارب العشر سنوات لم يتزوج عرفيا فقد مرضت زوجته ثم توفيت وسرعان ما تزوج ابنه وانجب وترقى هو بعمله عدة مرات .لقد أغفل تماما إعادة إحياء حياته الخاصة حيث يتمتع بالسيطرة على من هم أقل منه شئنا وأضعف بأسا ، كأنه مل او وهنت قواه .

قطرات العسل المحاطة بحبتى البندق المغلفتين ببراءة لم ير مثلها من قبل اذابت الجليد الذى خيم على حياته واشعلت توقه ليسيطر على هذه البراءة ويستلذ بها بنهم لا يعرفه غيره .

اتسعت ابتسامته وهو يتنهد لتلك الافكار التي لم يملك غيرها بعد ،لكنه سيحصل على كل ما يتمنى وأكثر بحصوله على هذه الصغيرة .
اقتربت صلاة المغرب فتهندم وتعطر . سيغادر المسجد لبيت أبيها فورا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة