-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل السابع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل السابع

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل السابع

تجمد وليد لدقائق ينظر لها بتعجب ، زوجته تهذى ؛ هذا مؤكد .
والده !!!
لقد عاش عمره يرى حب وود والده لوالدته الراحلة ، لم يكن يعنفها حتى إن أخطأت .فكيف يصل الأمر به لضرب اشواق ؟؟!

لا والده لن يفعل ذلك .. هز رأسه نفيا وكأنه يلقى بتلك الأفكار جانبا وهو يقول : لا يا فطيمة انت اكيد فاهمة غلط . بابا عمره ما يعمل كدة .

نظرت له فطيمة بشراسة انثى تدافع عن أخرى بكل بسالة : أنا مش هكدب عنيا . أنا شوفت أثر الضرب على رقبتها .

زاد وجيب قلبه وهو يتخيل ما قد يلحقه بها من أذى ، تلك البريئة الفاتنة !!!

لم يكن قد هبط سوى عدة درجات ، الكذب ليس من شيم زوجته هو يعلم ذلك . عاد أدراجه ليقف منتبها أمام الباب لدقيقة واحدة قبل أن يبدأ طرقه بغضب .

________

خشت أن تصحب فطيمة للخارج رغم يقينها أنه تصرف غير لائق ، لكنها تخشى عقابه اكثر .
كم هى قليلة الحظ فقد استمعت لجملة وليد لتعلم أن زوجها سيصب عليها هى غضبه الذى يعجز أن يظهره لولده .

اتجهت للخارج وهى تحاول التهرب منه بحجة تنظيف الصالون لكنه أوقفها بغضب : استنى عندك .
تسمرت قدميها بالأرض وهى تنتظر سيل الاتهامات التي سيوجهها لها ، لكنه صمت دقائق ينظر لها .

نظر لها كامل بغضب ، رجولته ترفض الاعتراف بغيرته ، وممن يغار !!! إنه ولده .
والنيران تستعر بقلبه ولابد أن ينفث عن هذا الغضب ، لكن ما الطريقة ؟ تلك البائسة لم تخطئ للأسف .

ضيق عينيه وهو ينظر لها ، بل فعلت .
اقترب مسرعا ليصفعها : انتى إيه !! بهيمة !! ابنى يمشى هو ومراته وحضرتك نايمة جوه . ليه بنت مين ؟
تراجعت للخلف : والله خوفت أخرج تزعل مني .
عاد يصفعها : خوفتى !! هو انت حد مالى عينك ؟
هم ليصفعها مرة أخرى لكن طرقات الباب أوقفته ليتوجه له بغضب .

______

فتح كامل الباب ليندفع وليد للداخل : هى حصلت يا بابا تضربها !!

جن جنون كامل فى تلك اللحظة وهو يرى وليد يدافع عنها ليجذبه من ذراعه ليوقف تقدمه وعينى وليد معلقة بوجه اشواق الذى ترتسم اصابع أبيه على وجنتيه .

بينما ظهر جنون كامل وفقد السيطرة تماما على عقله المشتت المريض الذى خيل له أن كل الرجال سيسعون لانتزاعها منه ومن بين هؤلاء ابنه الوحيد : يبقى احساسى صح !! ابنى عينه من مراتى !!!

ينهره وليد رغم ارتجافة قلبه وكأن والده واجهه بحقيقته : يا بابا حرام عليك اتق الله .. أنا ابنك اللى انت مربينى ..اشواق مراتك .. وإن كنت بعزها ، بعزها زى اختى الصغيرة

دخلت فطيمة مسرعة وابنتها بين ذراعيها : تعالى معانا يا اشواق . ماتخافيش .
نظرت اشواق لزوجها وولده ..قد تكون هذه فرصتها لتنجو من هذا الرجل الذى اثبت خرفه للتو .

تقدمت خطوة واحدة ليصيح كامل : لو خطيتى من العتبة تبقى طالق وقبل ما تنزلى السلم هكون عرفتهم فى البلد انك هربتى من بيت جوزك .

تسمرت قدميها وتساوت نظرات الفزع بعينيها بنظرات وليد وفطيمة
هل سيفعل ذلك ؟؟ كانت الصدمة الكبرى من نصيب وليد الذى يفقد مصداقية والده .

نظرت اشواق ل فطيمة برجاء : مااقدرش يا أم هالة اسيب بيت سى الحج .

نظرت لها فطيمة بشفقة فهى لن تتمكن من اقناعها بالمغادرة ، فقد تملك الخوف منها وتملك الهوس منه هما الأن حبيسان داخل تلك الجدران وسيقضى أحدهما على الأخر .

لقد هدم هذا الرجل فى أيام ما بناه والديها فى أعوام وساعدته سذاجتها المفرطة على قهرها بجبروت وقسوة .
لم يكن وجودهما سوى زيادة لسوء الأمر لتنزع فطيمة زوجها المصدوم وتغادر .
دفع كامل الباب فور خروجهما بقوة ثم نظر ل أشواق التى ترتعد خوفا ليجرها خلفه إلى غرفته .

يعلم أنه تمادى لأقصى درجة . ابنه الأن يراه مختلا خرف ؛ لكنه لايبالى .عليه أن يحكم سيطرته عليها. إن تهاون اليوم لكانت اتخذت من وليد وتلك الفطيمة الملعونة درعا لتحتمى منه . وهو لن يسمح بحدوث هذا مطلقا.

توقعت أن يضربها وأن يعنفها وأن تبيت ليلتها بلا طعام ، لكنها وجدته يتقرب منها بلهفة . لم يقسو مطلقا بل كان دافئا للغاية ،للمرة الأولى يهمس بعشقه لها ليرتعد قلبها خوفا وقد تأكدت أن زوجها مختل وسوف تتجرع معه الألم على جرعات مميتة .

__________

عاد وليد للمنزل ليعود لاعتزال زوجته ويفضل الوحدة .ماذا حدث له ؟؟
كيف سمح لهذا أن يحدث ؟؟
كيف سمح لعينيه برؤيتها ولقلبه بالخفقان لأجلها ؟؟
لا هو لن يزل .. إنها زوجة أبيه !!!

لقد انتهى الأمر سينهيه هنا .. هو لن يراها مجددا . قدم والده له عذرا بذلك حين نطق بالحقيقة التى كذبها هو . وهذا سبب كاف لإعتزال بيت أبيه .

_________

بدأ العام الدراسي الجديد منذ أسبوع وقد اخبرها والدها أن زوجها سيتكفل بعامها الدراسى الأخير ، لكن زوجها لم يتحدث عن الأمر مطلقا .
استجمعت شجاعتها بعد أن أنهى طعامه وتناول فنجانا من الشاى الساخن لتتحدث إليه .

وقفت أمامه حيث يتابع شاشته العملاقة وطال صمتها ليقول بضجر : واقفة كدة ليه ؟ يا تقعدى يا تدخلى جوه .
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت : بعد اذنك يعنى كنت عاوزة اروح المدرسة .
رفع عينيه ينظر لها بإستنكار : مدرسة !!! مدرسة إيه؟؟
نظرت له بفزع : أصل ابويا كان قالى أنى هكمل السنة اللى فاضلة .
رفع حاجبيه : اااه .. لا خلاص مفيش مدارس . بيتك أولى بيكى . وبعدين هتعملى إيه بالدبلوم هتتوظفى يعنى ؟
تساءل بسخرية لتنكس رأسها بقهر وتتجه للغرفة .

دقائق ولحق بها ليجدها تتربع فوق الفراش بصمت . كم تبدو فاتنة حتى بهيئتها الحزينة تلك . إنها فاتنة فى كل الأحوال .

اقترب ليجلس بجوارها : انت زعلتى ؟؟
هزت رأسها نفيا ليربت على خدها ويقبل رأسها بحنان : قومى البسى هعزمك على الغدا برة .

انتصرت طفوليتها المحرومة ليتهلل وجهها فرحا وتنسى أمر الدراسة والمدرسة وتتذكر فقط أنها ستجلس بأحد المطاعم كواحدة من المجتمع الراقى .

انتفضت تقبل خده بإمتنان كبير ثم تتجه للخزانة . لحق بها فورا فهو من سيختار ملابسها ، لم تعترض على ذلك كما لم تعترض على أى شئ

********

مرت أشهر لم يقدم وليد فيها على زيارة والده مرة أخرى وكان هذا سببا لشعور كامل بالارتياح ، كلما طلبت زيارة أهلها يكون الغضب هو رده الملائم .ويزداد تشبثه بها كلما شعر بتراجع قدراته امام تفجر ينابيع شبابها.مغادرة المنزل ممنوعة . العلاقات الاجتماعية ممنوعة .تفتن فى احكام سيطرته لتكون له .له وحده .

يسمح لها بإستخدام هاتفه النقال مرة واحدة كل اسبوعين لتهاتف أسرتها عبره بينما تستخدم الأسرة هاتفا مستعملا أهداه سلام ل هناء على أن يراقبها أثناء المكالمة ايضا فقد تتحدث إلى والديها بما لايحب . يجب أن تظل صورة زواجهما مثالية .

بدأ يزداد قسوة ليعبر عن عجزه أمامها وإن كان بقدرة عضلية لا تظهر سوى معها .

بأحد الأيام وبعد أن أفرغ شحنة غضبه عليها كالعادة بلا سبب لم تهرول من أمامه لتختبأ كما تفعل دائما بل تسمرت مكانها وقد رأى شحوب وجهها الذى يزداد ثم مالبث أن رأى الدماء تتدفق اسفل قدميها ليشعر بفزع لم يعرفه من قبل .

سيفقدها بطريقة أخرى .

طلب الإسعاف لتحمل أشواق إلى المشفى حيث تلقى خبر حملها الضعيف الذي ينمو بين احشائها .
لم يصدق أذنيه فى بادئ الأمر لكن مع تشديد الطبيب على ضرورة راحة اشواق بدنيا حتى يستقر الحمل تأكد أنه لم يكن يهذى .
إنها تحمل طفلا منه ..هو لم يفقد رجولته رغم شيخوخته ، لم يهزم شبابها كهولته . بل زرع هو نبتة لتلك الشيخوخة ستزهر قريبا .

عاد بها للمنزل برفق شديد ليعمل هو على نظافتها الشخصية ويساعدها على الاستلقاء بالفراش بحنو لم تراه ولم تعرفه منه مسبقا .استسلمت للنوم فهى تشعر بإعياء شديد وألم مفرط بكل جسمها .

أفاقت بعد فترة لم تعلم مدتها على لمسات حانية من كفه ، فتحت عينيها وهي تهم بالجلوس ليستوقفها مسرعا : بالراحة يا اشواق انت ناسية كلام الدكتور.
قرب منها صينية عليها حساء ودجاج مسلوق وبعض الارز : الدكتور قال لازم تاكلى كويس .يلا خلصى الأكل ده كله .

لم يكن من عادتها مناقشة أوامره منذ زواجها .هى تحسن الطاعة وهى لم تتغير فأسرعت تنفذ كلامه وهو يبتسم ظنا منه أنها تسعى لرضاه وهى بالحقيقة تهرب من بطشه .

مر يومين لم يسأم فيهما من خدمتها فهو متفرغ بكل الأحوال لكنه رأى من الأفضل اخبار أهلها.
بالفعل هاتفهم لينقل لهم الخبر السعيد بحمل أشواق والخبر الحزين بضعف هذا الحمل .

توجه والديها فورا لزيارتها وقد حرص مرعى على حمل زيارة مناسبة احتفالا بهذا الخبر كما صحبا الشقيقات الثلاث اللائى يتقن لرؤية شقيقتهن التى حرمن منها .
أسرعت الصغيرة هناء وتطوعت بزيارة اشواق يوميا بعد المدرسة لمراعاتها أثناء تلك المرحلة الصعبة .

وجود هناء بمنزلهما يوميا حد من نوبات غضبه وبطشه بشكل كبير، فهو لن يجازف ويتعدى عليها أمام شقيقتها . كما أنها لا تغادر فراشها إلا لدقائق فهو لا يجد سببا للغضب .بل وجد مساحة ليمنحها بعضا من حنان هو نفسه يصبو لبثها إياه.

مرت أشهر اخر وتحسنت حالة أشواق كثيرا وسمح الطبيب بحركتها بشكل طبيعي لتسرع وتغادر الفراش الذى كرهته حرفيا .

لم يحاول وليد طيلة تلك الأشهر زيارة والده أو مهاتفته وكان هذا سببا في تخوف فطيمة خاصة وقدكان ل كامل نفس رد الفعل .هما متشابهان للغاية . ومخاوفها تدور حول مدى هذا التشابه.

بدأت إجازة منتصف العام وتوقفت هناء عن زيارة اشواق فهى لم تعد تتجه للمركز ، كما أن تحسن حالة أشواق فى الفترة الأخيرة بث الطمأنينة لقلوب محبيها .

منذ سمح لها الطبيب بالحركة ومزاولة حياتها الطبيعية وبدأت تشعر أن كامل عاد لما كان عليه .عاد ينفعل عليها لأسباب لا تذكر ورغم حرصه على حياة صغيره الذى تحمله إلا أنه كان ينفث عن غضبه ببعض الصفعات احيانا .

حتى كان هذا اليوم.

كان عائدا من صلاة الظهر متأخرا كالعادة فقد علمت أن شخصا ما طلب منه رعاية وإمامة أحد الزوايا التى أقامها هذا الرجل اسفل منزله فكان كامل يتأخر حتى يتم إغلاق الزاوية كما أنه تعهد بها قبل زواجه من اشواق فأصبحت جزءا من يومه لا يمكنه التخلى عنه .
وأثناء عودته ذلك اليوم كانت اشواق كالعادة تعمل على التنظيف و وقد استغلت غيابه لتخرج وسائد وشراشف فراشه لشمس الشتاء التى قلما تتواجد .

ولسوء حظها كالعادة خرجت للشرفة تجمعها أثناء رجوعه ليرفع وجهه ويرى شخصا ما بأحد الشرفات التى تطل على شقته ليجن جنونه ويفقد كل ما حاول إظهاره فى الشهور الماضية من تعقل ويعود هوس امتلاكها مسيطرا عليه فيقوده بلا تروى .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة