-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الخامس

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الخامس من رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم دكتورة خولة حمدى وهي رواية واقعية إجتماعية ممزوجة بالحب وأيضا  تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الخامس

حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الخامس

هزت ريما رأسها علامة الإيجاب، فقال جاكوب:
جيد...أنتِ تتعلمين الدين بسرعه...
ربما لم يكن مقتنعاً بما يقول، لكنهُ يعرف الكثير عن دين الإسلام، ويدرك أنَّ إرتداء الحجاب ضرورةٌ للمرأه المسلمه،ولا يمكنهُ أن يفعل شيئاً حيال ذلك، ولا حتى أن يحاول إقناعها بالعكس...هو وعد والدتها بألا يفعل ذلك، وسيضل يفي بوعده مهما حصل ،أضاف بعد صمتٍ قصير:
هل تردين أن نخرج لشراء عباءاتٍ جديده؟فأنتِ تملكين واحده فقط...
إتسعت إبتسامة ريما وهتفت في فرحٍ حقيقي
نعم، أريدُ ذلك...أنت رائع بابا يعقوب...
عندها تذكر جاكوب غضب تانيا وملامحها المكفهره، فقال:
ولكن يا حبيبتي، لاداعي لإرتدائها داخل المنزل...في المقابل يمكنكِ الخروج بها مثلما تريدين...
أطرقت الفتاة وهمست:
-لاأستطيع..يجب أن أبقى بها حتى في المنزل....
-لكن لماذا؟ ليس هنالك غيرنا في المنزل...
طال صمت ريما، كانت تفكر في الجمله التاليه وتزن نتائجها،لكنها قالت أخيراً في شيءٍ من الحزن:
ولكنكَ رجلٌ أجنبي..لايمكنني أن أخلع الحجاب أمامك..
صُعق جاكوب من كلماتها التي لم يتوقعها، فتسمر في مكانهِ من الصدمه،أنا رجلٌ أجنبي عنها؟!أنا الذي ربيتها مثل إبنتي ، وأحببتها أكثر من أطفالي الذين هم من صلبي، هل ستضع حدواً بيني وبينها؟...أنا الذي تناديني بابا؟ كان قد لاحظ في صمت التطور الذي حصل في تصرفات ريما منذُ أسابيعاً قليله.
كان يُهّون الأمر على نفسه وعلى تانيا...لأنهُ إعتقد أن ريما لاتزال صغيره، وتحتاج إلى مساندته ورعايته مثل السابق، لكن أن يصل الأمر إلى إقصائه من حياتها بهذه الصفه، فذلك مالم يتوقعه.
ربما كانت تانيا على حق في مخاوفها.
إبتعدت السياره تطوي الأرض طياً،وكأن سائقها فرحٌ بإنطلاقها من جديد.
عبرت شوارع قانا التي أخذت تدب فيها الحركه مع إرتفاع إلى عنان السماء.
إلتفت حسان إلى أحمد وهتف في تأثر:
هل تعتقد إنَّ هناك الكثير من اليهود ممن يفكرون مثل ندى؟
إنتبه أحمد من أفكاره، ونظر أحمد إلى صاحبهِ في شرود،كأنَّهُ لم يستوعب كلماته، فهتف حسان في قلق:
أحمد... هل أنتَ بخير؟ ربما من الأفضل أن نمر بالمستشفى..
لوح أحمد بيده مهوناً، وقالَ وهو يسترخي في مقعده ويمد ساقهُ أمامه:
لا، لاداعي للقلق...سرحت للحظات لكنني بخير...
ثم أشافَ مبتسماً وهو ينظر إلى جرحهِ المضمد بمهاره:
يبدو أن الراهب متعدد المواهب...
شاركهُ حسان ضحكةً مرحه.
ومال لبث أحمد أن غرقَ في أفكارهِ من جديد، مضت دقائقاً من الصمت، قبل أن يطلق تنهيدةً عميقه.
نظرَ إليهِ حسان وإبتسم مداعباً:
ما الذي يشغل بالك.. أخبرني...
حين لم يأتهِ الرد على الفور، أضافَ وهو يغمز بعينه:
لعلك تفكر في مضيفتنا الحسناء...
بدا على وجه أحمد الإنزعاج من مداعبة حسان السمجه، لكنهُ لم يجب...وغير الموضوع فجأه، وهو يقول في لهجةٍ جاده:
هل إتصلت بالقياده؟
إرتبك حسان وقد عادت إليهِ جديتهُ المعهوده.
نعم ...وسأذهب للقاء القائد غداً...حتى أُحيطه ُعلماً بكل التفاصيل...
سآتي معك...
رد حسان في حزم:
لن تذهب إلى أيِّ مكان، يجب أن تلازم الفراش حتى تسترد عافيتك وتصبح قادراً على المشي.......
هتف حسان وقد تذكر شيئاً غاب عنه:
-يا الله...لقد نسيتُ أن منزل والديكَ قريبٌ من هنا، ألا تريد أن تقضي بضعة أيام مع عائلتك؟ على الأقل ستجد من يعتني بكَ ويخدمُكَ حتى تتعافى.
أطرق أحمد مفكراً وقالَ مهمهما:
لا أُريدُ أن تقلق أُمي عليَّ إن علمت بما حصل...
لكنَّهُ إستدرك بسرعه وقد لمعت في عينيهِ نظرةً غريبه:
إنتظر...ربما كُنتَ على حق، إنعطف من هنا..
ألقى عليهِ حسان نظرةً جانبيه، ثم أذعن لأمره، وتنهد وهو يدور بالسياره حول المنعطف، ليعود إلى أحياء قانا القديمه.
دخلت ندى إلى غرفة الجلوس وهي تحمل طبق الحلويات، وبعد أن قامت بجوله على أفراد العائله لتوزيع مايحمله طبقها، إتخذت مقعداً وجلست تستمع إلى مختلف الأحاديث التي يتبادلونها في جوٍ مرح.
كانا والداها قد عادا من بيروت منذُ عدة أيام،
وإنضم إلى الجلسه ميشال وزوجتهُ وطفلاه كريستينا وجابريال، وخطيب دانا المسيحي إيميل..
كان إجتماعاً عائلياً مميزتً من تلك الإجتماعات التي تحرص عليها الوالده سونيا كل يوم سبت، فالطقوس اليهوديه تقتضي أن تتفرغ العائله كل يوم سبت من جميع أعمالها، فتتبادل الزيارات واللقائات الإجتماعيه.
وكان جورج يتقبل بصدرٍ رحب كل ممارسات زوجته،مثلما تتقبل هي كل ممارساته بالدين المسيحي.
كانت الأحداث السياسيه تشغل قسما لابأس به من أحاديث العائله وإهتماماتها، ففي تلك الفتره التي تلت الإعتداء الإسرائيلي على لبنان، تفاقم الأعداء في الأراضي الفلسطينيه، وتزايد القمع الإسرائيلي للمدنيين العزل، وفي الجنوب اللبناني، حيث للأحداث صدى كبير نظراً للقرب الجغرافي.
تباينت المواقف بين أتباع الأديان المختلفه وإنقسموا بين مؤيد ومعارض...لكن الأكيد هو أن الصهيونيه كونت عداواتٍ جديده ومتجدده منذ إحتلالها لفلسطين وبنائها للدول العبريه.
وإمتدت هذهِ العداوه لتشمل اليهود أنفسهم، بظهور طوائف منشقه في الداخل والخارج تعتقد بإنَّ الحكم الإسرائيلي قائم على دوافع سياسيه وإيديولوجيه مغلفه بقناعات دينيه مشكوك فيها.
ومن بين هؤلاء طائفة((الناتوراي كارتا)) التي يرى أفرادها إن اليهود إستحقوا الحكم الإلهي الوارد في التوراة الوارد في الشتات في جميع أنحاء الأرض، دون الإنتماء إلى وطن يجمعهم ويلم شملهم.
ولذلك فإنهم يعتبرون كل محاوله لبناء دوله يهوديه قبل عودة المسيح إلى الأرض خرقاً للإراده الإلهيه.
لكن هذا لايعني إن هذهِ الطائفه تساند الإسلام والجهاد أو تدعمه، فهي تستنكر إستعمال العنف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مهما كان العدوان شديداً.

وفي داخل عائلة سونيا، كانت مختلف هذهِ المواقف ممثله.
سونيا نفسها كانت من اليهود المتشددين الذين يطالبون بحقهم في القدس، أرض الأنبياء...وطرد الفلسطينيين منها، ربما لم تكن تحمل نفس الحقد إتجاه المسلمين في صباها، فهي كمعظم اليهود العرب نشأت بين المسلمين وجاورتهم، وعائلتها تمسكت بإنتمائها إلى تونس ولم تفكر بالهجره إلى فلسطين لتعمير المستوطنات الإسرائيليه.
بل فضلت عيشتها الآمنه وسط مجتمع مسلم يحترمها ويُقسط إليها...لكن تجربة زواجها الفاشله كانت بمثابة الصدمه، وأثر ذلك على نظرتها للأحداث اللي تشهدها الساحه السياسيه في السنوات الأخيره في منطقة الشرق الأوسط فولدت لديها ضغينه تجاه المسلمين كافه.
لكنها لم تنجح في ترسيخ قناعاتها الخاصه في الفتاتين، أو على الأقل لم تنجح في ذلك مع ندى.
ندى كانت طفله ذكيه، تسأل كثيراً وتفكر أكثر...فكونت فكرتها الخاصه عن كل هذهِ المسائل...بل كانت لديها أفكارها الخاصه بشأن كل شيء.
في سن السادسه،بدأت تكتب مذكراتها، مذكرات طفوليه وبسيطه في معظمها، صارت أكثر عمقاً وحكمه مع الزمن.
في سن الثامنه، كانت ترتاد مدرسه داخليه دينيه نصرانيه، لم يجدّن الراهبات سلوكها قويماً في تلك السن، مع أنها كانت تحفظ التوراة كاملةً عن ظهر قلب، كانت أسئلتها وملاحظاتها الغريبه تتسبب في عقابها غالباً، ولم تكن المدرسات يغفلن عنها للحظه.
لكن عقوبتها الأكبر كانت بسبب حكاية((الصرار والنمله))، حيث قدمت المدرسه تلك الحكايه الرمزيه، أشاد الجميع بحكمة النمله وحرصها، عندئذٍ، رفعت ندى يدها لتطلب الكلمه وقالت إنها تكره النمله لأنها بورجوازيه، ربما تكون صاحب بنك أو ماشابه في عصرنا هذا، لاتوفر إلا في التوفير وكنز الأموال، بينما يموت الصرار الفنان من الجوع في مجتمع لايؤمن إلا بالماده، فقد وجه الراهبة العجوز ألوانه، وغدت كالأشباح بياضاً، قبل أن تطلب من ندى مغادرة القاعه.
وكان إن عوقبت لإسبوع كامل بإجبارها على تناول الخبز الجاف وحده...بسبب كلماتها الشيطانيه التي صُنفت ضمن((الكفر والهرطقه)).
ولم يبدُ أنَّ تلك العقوبه قد ساهمت في ردع البنت عن سلوكها، فقد كبرت وهي تؤمن بحرية الفكر على تدينها
آمنت بحكمة التوراة ومبادئها وتعاطفت مع أهل الأراضي المحتله.
تمسكت بتعاليم الدين اليهودي بحذافيره، حتى إنها كانت أكثر إلتزاماً من والدتها بغطاء الرأس، فلا تترك شيئاً من شعرها يظهر على عكس السائد في المجتمعات اليهودية المعاصره، وإعتقدت بنفس الوقت بشرعية المقاومه....وكانت راضيةً على توجهها ذاك، رغم ماتلاقيه من إعتراض من طرف والدتها.
لم تكن ندى منطلقه كعادتها في تلك الأُمسيه، بل إنها جلست ساهمه، بالكاد تصغي إلى مايقولونه بغير تركيز.
كانت على تلك الحاله من الإكتئاب منذ بضعة أيام فكرها مشغول بإستمرار، ونظراتها سارحه في الفراغ.
لم تكن في مزاج يسمح لها بالمشاركه في النقاش السياسي، الذي سيؤدي حتماً إلى صدام ترتفع فيهِ الأصوات..
فقد أدركت منذُ وعت أنها تمتلك نظره مختلفه للأُمور إنهُ لافائده من الإعلان عن موقفها الذي يجعلها تتعرض إلى السخريه والإهانه من طرف والدتها وشقيقتها دانا.
ورغم إقتناعها الكبير بتعاليم الديانة اليهودية، فإن تلك النقاط السوداء في عقيدة أبناء طائفتها تجعلها تتسائل وتحتار، ثم ترجع لتنفض عنها((الأفكار الشيطانيه))، وتنتهي بالإقرار بمشروعية الإختلاف بخصوص الأُمور الدينيه........
وإن كانت هي متأثره بآراء الطوائف المعاديه لإسرائيل، فأنها لاترفض حق أهلها في إتخاذ مواقف مختلفه.
إنتبهت حين تحول موضوع الحوار،كان إيميل يقول:
-مارأيكم أن يكون الزفاف بعد عيد الميلاد المجيد مباشرةً(بداية السنه الميلاديه أو ولادة المسيح )
ظهرت علامات الإمعتاض على وجه سونيا، ونظرت مباشرةً إلى إبنتها دانا تطلب مساندتها، لكن دانا خفضت عينها في إستكانه وإبتسمت في حياء وهي ترد:
كما تريد...
لم تكن سونيا تريد أن يرتبط زواج إبنتها بعيد نصراني، يكفي أنها وافقت على زواجها من إيميل، فهي وإن كانت قد تزوجت من جورج وهو على نصرانيته، فهي ترى أن الأمر مُختلفاً بالنسبه إلى إبنتيها.
كانت تتمنى زواجاً يهودياً لكل منهما، تحيي بهِ تراث عائلتها، وتقوي بهِ إنتمائها العقائدي...وها هي دانا، التي كانت تظنها الأقرب إلى تفكيرها والأكثر طاعةً لها، تتعلق بشاب مسيحي وعلى وشك الزواج منه، كان كل ذلك يثير غضباً مكتوماً لديها.
فلا هي تستطيع الرضا بالأمر الواقع والتسليم بهِ، ولا هي تستطيع الجهر بأفكارها تلك، حتى لاتجرح زوجها وإبنه.
إنتبهت حين أضاف إيميل في سرور، وهو ينظر إلى ميشال:
والعرس بطبيعة الحال سيكون بحسب الشعائر النصرانية....ويُسعدني أن يشرف صهري العزيز عليها...
علا صوت سونيا التي لم تستطيع الكتمان أكثر:
نحتاجَ إلى مزيداً من الوقت حتى نتفق على مراسيم الزفاف..
إعترض إيميل في هدوء، لكن سونيا كانت مصممةً على رأيها، وإحتد النقاش بينهما.
تدخل جورج ليُنهي الموضوع بالحُسنى، في حين إنسحبت دانيا باكيةً إلى غرفتها، أما ماري فقد أخذت طفليها وغادرت الغرفه.
ووسط ذلك النقاش الصاخب، مالَ ميشال على أُذن ندى،وهمس بصوتٍ لم يسمعهُ غيرها:
هل تدرين من الذي زارني البارحه في الكنيسه؟
إلتفت إليهِ في لامبالاة وقالت:
-من؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية فى قلبى انثي عبرية بقلم خولة حمدى
تابع من هنا : جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية 
تابع من هنا: جميع فصول رواية حكاية بقلم إيمان الصياد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة