-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل السادس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

فركت أناملها بتوجس من فكرة والدتها اللئيمة، أخذت زينب الفتاة ذي الخمسة عشر عامًا الغرفة ذهابًا وإيابًا وهي تفكر مرارًا في تنفيذ ذاك المخطط الشيطاني على زوجها، وليس أي زوج!؛ هو من يخشاه الجميع ويحد من التواصل معه، عاودت كلمات والدتها وهي تنصحها تتردد في رأسها وهي تخبرها حين كانت معها:
-يا بت اللي بجولهولك ده علشان مصلحتك، لو معملتيش إكده جولي على روحك يا رحمن يا رحيم
ازدردت زينب زيقها وجلة من ذلك لترد بقلق:
-خايفة ياما، دا لو وصله خبر هيخلص علينا كليتنا
ردت الأخيرة لاوية فمها وهي تتحدث بثقة:
-مهيعرفش حاجة، أنا هتفج مع الحكيمة على كل شيء، إنتي بس جوليله وسيبي الباقي عليا
أكملت السيدة بتحفيز حين لمحت التردد يلوح عليها:
-ودا علشان ما يموتكيش زي اللي جبلك، إنتي بتي الوحيدة ومعوزاش أخسرك
ارتعبت زينب من فكرة أن يقتلها هذا الرجل قاسي القلب لتقتنع وتوافق قائلة بتذبذب:
-حاضر ياما، هاعمل كده مع إني خايفة............!!
عادت زينب من شرودها لوقتها الحالي ثم اعتزمت أن تخبره في نهاية تفكيرها الضئيل؛ كي تحافظ على حياتها خوفًا منه، حين ولج الغرفة عليها انتفضت برعب ظاهر سرعان ما بدلته بمسرة مزيفة وبسمة متوترة لتستغرب من هيئته البشوشة على غير العادة، خطا السيد جعفر للداخل فقابلته كي تعاونه في نزع عباءته قائلة بمحبة مزيفة:
-إمساء الخير يا حاج، يا ترى أيه اللي مفرحك إكده
قال باقتضاب دون اهتمام بالرد عليها:
-رجليا بينجحوا عليا، هاتي مية وملح وتعالي ادعكهوملي
ثم جلس بتعب خفيف على المقعد فأطاعته قائلة:
-من إعنيا يا سيد الناس
استدارت لتجلب الماء لكن في ثوانٍ تذكرت حديث والدتها لتمثل التعب قبل أن تتحرك مرددة وهي تضع يديها على بطنها:
-آه يا بطني ياني
التفت برأسه لها ليسألها بجبين معقود:
-مالك يا بت؟
عاودت النظر إليه لترد بدلال ممتزج بتعبٍ مصطنع:
-أصل نسيت أجولك يا حاج
سألها بخشونة اربكتها داخليًا لكن تابعت مهمتها مجيبة ببهجة مزيفة:
-الحكيمة الصبح شافتني وجالت إني حبلة!!
فور أن انتهت كان قد انعقد لسانه وتصلبت نظراته عليها غير مصدق ذلك، لقد تخطى العقد السابع وفشلت محاولات إنجابه، فكيف هذا؟!، نهض من مكانه وهو يرمقها بنظرات وترتها فقتل الهلع زينب من الداخل لتظن بأنه كشف كذبتها، خاطبها السيد جعفر باستنكار:
-إنتي حبلة بجد يا بت؟
ردت على الفور بتوتر دفين:
-أيوة يا حاج، حتى ابعت الحكيمة تشوفني
زاغت عينيه وعقله لم يستوعب حتى الآن، بدأت أنفاسه تعلو لتظهر ابتسامة خفيفة على ثغره وهذا ما أراح زينب، تمتم هو بامتنان:
-أخيرًا هيكون ليا عيل من صُلبي ويشيل اسمي!!
ظل يردد ذلك لتتابعه زينب بترقب، غاب عن واقعه بذهنه ليتخيل الوضع بوجود ولد له حين وقف عند الشرفة يتطلع على الظلام أمامه مغمغمًا بانتواء:
-أنا هدعس على الكل برجليا لما العيل ده يجي!
عاد الخوف يدق باب قلب زينب وهي تقف من خلفه وتراقب ردود أفعاله بشأن ما قالته، فإن علم بخداعها له لن يرحمها مطلقًا، رددت في نفسها بخوف:
-أنا عملت اللي جولتي عليه ياما وربنا يستر...........!!
______________________________________

هرولت للمطبخ وحين ولجت حاولت تهدئة أنفاسها، انتبهت خالتها لارتباكها فانعقد حاجبيها لتستفهم باهتمام:
-فيكي أيه يا غزل وشك مخطوف كده ليه؟
وجهت بصرها نحو خالتها ثم ابتلعت ريقها في توتر لتجيب بعد فترة قصيرة منتبهة:
-الحقي يا خالتي
ثم تحركت غزل نحوها لتكمل بنبرة مضطربة:
-فيه واحد من المعازيم كلمني وبصلي بصات استغفر الله العظيم
شهقت فتحية لتهتف بقساوة:
-لمسك يا بت؟!
ردت نافية بشدة:
-أبدا يا خالتي، أنا محدش يحط إيده عليا
تنهدت فتحية بغبطة لتأمرها بحزم الخائف:
-خليكي هنا ومتخرجيش برة، ساعدي الطباخين ولا اعملي أي حاجة
هزت رأسها موافقة فذهبت فتحية لتكمل عملها، وقفت غزل مكانها للحظات تتذكر حديث الرجل معها ليحثها شيء ما بأنه فرصة لها، لكن أدركت بأن نواياه سيئة من نظراته المباحة فتراجعت، رددت بعد زفرة عابسة:
-شكلي يا ما هشوف هنا.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تركت ما بيدها ثم تحركت لتقف بجواره ضاممة ذراعيها حول صدرها، خاطبته بصوت خفيض:
-لسه زي ما أنت مش هتتغير!
أظلم أنيس عينيه غير متفهم عن ماذا تتحدث فتابعت قسمت ببسمة ساخرة:
-بس دي عيلة صغيرة، وإنت كبرت
ثم اتسعت بسمتها الساخطة ليرد هو بمكر حين تفهم مقصدها:
-أصل بأحب أوسع العيلة بتاعتي، السوق عاوز التجديد
لم تعلق على فُجره الظاهر فهي تعرفه من زمن، نظرت أمامها لتقع عيناها على هدى زوجة أخيها المتوفي، أخفت بسمة خبيثة وهي تعاود التحدث قائلة بقتامة:
-شوفت هدى بقت عاملة إزاي، جمالها راح وشكلها بقى مريض
بحث أنيس بنظراته عليها حتى رآها، دقق النظر فيها بألفة ليراها ليست كما السابق، ناهيك عن ارتدائها الحجاب وهيئتها الحزينة، نظرت له قسمت بطرف عينيه لتردف بأسى مزيف:
-هي كده من سنين، من وقت ما أهلها اتحرق البيت بيهم وماتوا كلهم، بس لسه شيك وأنيقة
جف حلق أنيس وارتبك، رد نافخًا بضجر مصطنع:
-ما تسيبك من الأخبار الزفت دي وشوفيلنا حاجة تفرفشنا شوية
رحبت بفكرته قائلة بلؤم:
-من عنيا، إنت لسه مشوفتش حاجة مني، الفرفشة كلها معايا
زادته تلميحاتها توترًا لتهتز نظراته وتدور الأسئلة في رأسه حول ما تضمره، ابتسمت قسمت بانتصار لتتوعد له بداخلها قائلة:
-آه يا أنيس، هتدفع تمن اللي عملته فيا غالي بعد ما هسويك على نار هادية............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وصل ضرغام للقصر ثم تحرك ليدلف للداخل باحثًا عن رب عمله السيد مراد، وجده وسط مجموعة رجال يتحدث بلباقة فتقدم منه، لمحه مراد فبدا منزعجًا فكيف له أن يأتي ويترك المخازن؟، استأذن مراد من الضيوف ليتوجه نحوه، وهو يدنو منه حدثه بنبرة خفيضة عصبية:
-سايب المخازن وجاي ليه؟!
اندهش ضرغام ليرد باستنكار:
-إنت يا مراد بيه اللي بعتلي آجي حالاً لسيادتك
هتف مراد بتشنج:
-أنا مبعتلكش، معقول هخليك تسيب المخازن وأنا موصيك عليها، اتجننت يا ضرغام علشان تصدق حاجة زي كده
بدا على مراد الاستياء فذُهل ضرغام ليفطن بأنها خدعة، حين وعي مراد للموقف قلق ليأمره بصريمة:
-ارجع دلوقت للمخازن، قلبي مش مطمن وحاسس إن فيه حاجة حصلت مش كويسة
أومأ الأخير برأسه ليتحرك سريعًا ليعود من حيث آتى، لكن قابله أحد رجاله الذي ولج القصر وهو يلهث، فورًا كان ضرغام مستنبطًا بأن ما توجس منه حدث، هتف الرجل بعويل:
-المخازن اتسرقت يا ريس ضرغام بعد ما مشيت، والرجالة كلها اندبحت قدام عنيا، أنا فلت منهم بأعجوبة
كان مراد من خلفه يستمع لما يقوله الرجل ليصرخ بصوت جهوري جعل الكثير يرجف:
-اللي يتجرأ ويسرق حاجة ليا يبقى كتب شهادة وفاته بإيده
توقفت بعدها الموسيقى وحل الصمت الذي تخلله بعض الهمسات الجانبية الغير مُفسرة، الأمر الذي أجج فضول السيد رشدي والذي نهض بمعاونة زوج ابنته ليفهم ما يحدث، لكن كان مراد قد غادر الحفل ومن بعده القصر ككل برفقة ضرغام، استفهم السيد بتجهم:
-أيه اللي بيحصل، وفين مراد؟
دق قلب ماهر وأضحى كالطبول لكنه تماسك فحتمًا سيكون المتهم الأول، اقترب أحد رجال مراد ليخبر السيد في أذنه فانصدم مرددًا:
-مش معقول، دا تسليمها قريب
ثم تنفس بتقطع ليستند على هدى متابعًا بإعياء:
-أنا السبب، يا رتني كنت أجلت الخطوبة شوية
ردت هدى متطلعة عليه بنظرات قلقة:
-متتعبش نفسك يا عمي، ما فيش حاجة مستاهلة وكله بيتعوض
بدا عليه التعب ليعاونه كل من ماهر وهدى كي يصعد للأعلى وينال قسطًا من الراحة، لكن أمر السيد ماهر باقتطاب:
-روح يا ماهر عند مراد وبلغني بكل اللي بيحصل
ازدرد ريقه في توتر ثم اطاعه رغمًا عنه قائلاً:
-حاضر يا عمي، هطلعك أوضتك وبعدين هروح أشوفه.....

في الأعلى وصل ما حدث لـ هدير لتترك والدتها متوجهة لرؤية ما حدث، استندت على الدرابزين العلوي فلاحت الصدمة والحزن عليها فقد فُسد حفل خطبتها ورحل المدعوين، لمعت العبرات في عينيها لتغمغم ببؤس:
-كان قلبي حاسس، الكل مكنش بيباركلي، كان بيحسدوني!
جاءت والدتها من خلفها لتربت على كتفها قائلة بتهوين:
-مش عاوزاكي تزعلي، مراد ليكي إنتي وبس
استدارت هدير ناحيتها لترتمي عليها باكية، ردت بنحيب:
-خايفة مراد يقول وشي وحش عليه ويبطل يتجوزني، وكمان اللي حصل مش شوية
خشيت سميحة أن يكون زوجها له علاقة بذلك فتوعدت له بغيظ في نفسها وقست نظراتها، بعد وقت انتبهت لحالة ابنتها فهدأتها قائلة:
-خلاص اسكتي، إنتي لسه عيلة يعني مستعجلة على أيه، قولت مراد مش هيتجوز غيرك........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم تعرف سبب البسمة التي زيّنت وجهها من أين أتت فور علمها بعدم إكمال الخطبة، لا بل أطلقت ضحكة شاردة تعبيرًا عن تشفيها في تلك الفتاة وأمها، قالت غزل لنفسها:
-تستاهلي، ربنا ينكد عليكي زي ما كسرتوا بخاطري
ثم انفزعت صارخة حين خبطت فتحية على كتفها، هتفت فتحية باستغراب:
-بتكلمي نفسك، يلا قومي شوفي وراكي أيه
نهضت غزل من على المقعد لترد بسخط:
-ما خلاص الفرح باظ والناس غارت هاعمل أيه تاني
عاتبتها فتحية بعدم رضى:
-عيب يا غزل، الله يكون في عون البنية دي زمانها مقتولة من العياط
ردت بعدم اهتمام:
-دي بت بوذها فقر، أنا لو من البيه مبوصلهاش تاني
قرصتها فتحية من صدغها قائلة بتحذير:
-لسانك الطويل ده تلميه، ويلا روحي شوفي هتعملي أيه مع الخدامين
لم تتألم غزل من فعلتها لتقول مسلمة أمرها بتأفف:
-حاضر هروح، وأنا اللي فاكرة هرتاح
دهشت فتحية من دلالها الزائد لتحرك رأسها للجانبين بقلة حيلة منها، قالت بتمنٍ ممتزج بالقلق:
-ربنا يهديكي يا بنتي، كله خايفة لتتعلقي بأي حاجة هنا........!!
_____________________________________

أطرق رأسه في خزي فكيف ينخدع بتلك السهولة؟، رمقه مراد بنظرة شقته لنصفين وتمالك ألا يعنفه أمام الجميع فهو ذراعه الأيمن ومحل ثقة، ناهيك عن عُمره الكبير الذي شارف على الستين، لم يقول مراد شيء له حيث أتت الشرطة بعدما تم إبلاغها، توجه الضابط نحو مراد ليسأله بروتينية:
-بتشك في مين يا سيد مراد؟
بالطبع لن يعلن مراد عن من يشك في أمرهم، رد بحنكة:
-أنا ما باشكش في حد يا حضرة الظابط
رد الضابط بتفهم:
-بس لازم تساعدنا بأي حاجة علشان نوصل للي عمل كده
رد مراد بجمود:
-وأنا قولت اللي عندي، والمفروض دا شغلكم، إنكم تعرفوا مين عمل كده وتعاقبوه
استفزه مراد بالحديث فتنحنح الضابط في حرج قائلاً:
-الموضوع كبير، سرقة وقتل عدد من الأرواح، لازم وراهم حد كبير علشان يقصد يعمل كده في مراد بيه الخياط
تعامل مراد مع الموقف بذكاء ليرد باقتضاب:
-الله أعلم!!
لم يحصلُ الضابط على شيء مُجدي ليهز رأسه متجهًا نحو أفراد الأمن وترك مراد برفقة ضرغام، وقف ضرغام من خلف السيد مراد يتطلع عليه بندم، اضطرب حين قال مراد وهو يوليه ظهره:
-هتبوصلي كتير ولا أيه؟
ارتبك ليرد بتلعثم:
-سـ سامحني يا بيه، أنا جولت حضرتك فعلاً عاوزني، علشان شيعتلي يونس سواق الحمولات
التفت له مراد لتتجهم كامل ملامحه وتستشاط نظراته، ردد بغضب:
-يونس!!
هز الأخير رأسه مؤكدًا فـ صر مراد أسنانه بغل ليدرك خيانة هذا الحقير، تحكم في انفعالاته متابعًا:
-وأنا مش هاسكت، مسِير اللي سرق البضاعة يبان
-ما إحنا عارفين مين ممكن يعمل كده
رد مراد بحرس:
-لازم اتأكد، علشان لما انتقم يبقى على حق..........!!
____________________________________

وقفت في شرفة غرفتها تنتظر مجيئه الذي طال لكن هيهات من ذلك فقد انتظرت كثيرًا، ملت هدير وزفرت بضيق، حدثتها والدتها بمعنى :
-الصباح رباح يا هدير، بكرة اتكلمي معاه، على الأقل يكون راق
ردت الأخيرة بعبوس وهي تتحرك لداخل الغرفة:
-خايفة قوي، كنت عاوزة أشوفه علشان أواسيه ويعرف إني واقفة جنبه ويشغلني أمره
ابتسمت سميحة لتقول لها بدراية:
-طيب نامي دلوقت وبكرة قوليله كل اللي نفسك فيه، تلاقيه دلوقت متعصب وزهقان ومش هيكون عاوز يسمع حد
اقتنعت هدير لتجد حديثها الصواب، ردت بامتثال:
-حاضر يا ماما هستناه وأمري لله..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دلفت من غرفة السيد رشدي متنهدة بكآبة، لمحت فتاة الصعيد تمسح المزهرية فنادتها بجفاء:
-تعالي يا بنت هنا
ردت غزل بانتباه وهي تهرول نحوها:
-تحت أمرك يا هدى هانم
ردت هدى بحزم:
-ولاد مراد بيه هيناموا دلوقت، روحي حضريلهم كوبايتين حليب علشان يشربوهم قبل النوم
امتثلت غزل لأمرها على الفور ثم ركضت نحو المطبخ لتعد المطلوب....
انتهت غزل بمعاونة خالتها لتحمل كوبين الحليب على الصينية ثم صعدت لغرفة الولدين، فتحت الباب لتجد فتى طويل ليس كما توقعت فقد ظنتهم أطفالاً صغارًا، تدرجت للداخل فنظر لها شريف بتفحص ثم أظلم عينيه، اقتربت غزل منه مزيفة ابتسامة وهي تخاطبه:
-أنا جبت اللبن يا سعادة البيه الصغير
دلف حسام الابن الآخر من المرحاض ليتأفف مما تحمله غزل، رد عليها شريف مبتسمًا بخبث:
-شاطرة، يلا بقى ورينا همتك واشربيه
نظرت له ببلاهة شديدة لترد موضحة:
-دا ليكوا يا بيه
رد بأمرٍ صارم لا يليق بعمره:
-قولت اشربيه، ولو سألوكي قولي شربوه وناموا
وجهت غزل بصرها للفتى الآخر فوجدته كأخيه، وجدت نفسها أنها أمام أشقياء، ردت موزعة أنظارها المتحدية عليهما قائلة:
-وإن قولت لأ وبلغت الهانم، هيحصل أيه؟
هنا رفع حسام أحد حاجبيه ليقول بإجرامٍ طفولي ذهلت منه:
-بسيطة، اعملي كده وهتلاقي نفسك في السجن، علشان هنقول إنك بتعذبينا وضربتينا
شهقت مصدومة لتتراجع عن تحديها لهما مرددة بتخوف:
-هشربه، ولو عاوزني أشرب اللبن اللي في القصر كله هاشربه
ثم شرعت في تناول الحليب حتى انسكب بعض الحليب على ما ترتديه، ابتسم الفتيان بانتصار حتى انتهت، بعدما انتهت قال شريف باعجاب:
-كده تعجبينا وهنحبك
في تلك اللحظة ولج مراد ليطمئن على أولاده فقابلوه بمحبة جلية، تابعتهم غزل بصمت لتمعن النظر في هذا الشاب عن كثب فقال لهم مراد بود:
-ليه منمتوش لحد دلوقتي، الوقت اتأخر!!
رد حسام بكذب أغاظ غزل:
-إحنا يا بابي كنا بنشرب اللبن وهنام دلوقت
ابتسم لهم مراد ليقول بحنوٍ:
-طيب يلا تصبحوا على خير
توجه الفتيان كل منهما على تخته كي ينام تحت مراقبة غزل لهما، اضطربت حين خاطبها مراد بحدة:
-هتفضلي واقفة، يلا على شغلك
سريعًا كانت متحركة لتغادر الغرفة، ألقى مراد نظرة أخيرة على أولاده ثم تحرك ليتوجه لغرفته كي يريح جسده.......!!
_____________________________________

سكب له بعض الكحول في هذا الكوب الصغير أمامه ثم سكب لنفسه، رفع الكوب أمامه قائلاً:
-في صحتك يا جعفر بيه
أمسك جعفر بكوبه ليتجرعه دفعة واحدة وهو يقول بحقارة:
-سبحان الله، كل حاجة حرام بيبقى ليها طعم خاص بيها
قهقه أسعد لتخرج ضحكاته من قلبه قائلاً:
-باحبك وانت بتذكر ربنا كتير
رد بوقاحة:
-المهم تكون طاهر جِدام الناس، حد شايف جواك أيه
لم يبالي هذا الأهوج بأن هناك من يطلع على ما يفعله، رد أسعد بضلال:
-عندك حق!
استفهم جعفر بجدية:
-هتتصرف كِيف في البضاعة، لازم تَعرف إن خروجها الفترة دي هيكشفنا
رد الأخير بعقلانية:
-أنا مش محتاج اتصرف فيها دلوقت، خليها عندك في المخازن على ما الجو يهدى
رد جعفر بمغزى:
-زي ما اتفجنا، هتبجى بالنُص
-اللي تؤمر بيه طبعًا، أنا مبرجعش في كلامي
هتف جعفر بعد نفخة مغتبطة:
-النهار ده الأخبار الحلوة بتترمى عليا، ناوي اسهر للصبح
سأله أسعد بفضول:
-مش هتفرحني معاك
وضع ساق فوق الأخرى ثم أسند ظهره بوضع مريح ثم قال بعلو جعل أسعد يفغر فاهه بصدمة:
-أصل البت مراتي حبلة........!!
_____________________________________

في الصباح الباكر حيث بزغ النهار للتو انتهى يوسف من عمله الذي يفعله في الليل والنهار وهو روي الأراضي، شغل نفسه ريثما يذهب لـ غزل ويجعلها تعود معه فهو إلى الآن لم يعرف أذن تقطن وليس بحوزته ما يكفي من المال، رغم اعماله المتراكمة تظل مسيطرة على فكره طوال الوقت، وهو في طريقة للبيت واضعًا عباءته على كتفه كانت تمر بعربتها الحنطور من نفس الطريق، أمرت نوال العربجي بحزم:
-وقف الحصان ده بسرعة
اوقفه السائق ثم ترجلت لتخاطب يوسف بطلب:
-استنى يا يوسف عاوزاك
عاودت منادته كي ينتبه وهذا ما حدث حين التفت لها عابس الوجه، تابعت بتغنج وهي تسير نحوه:
-إنت لسه زعلان مني ولا أيه؟
تجاهلها ليكمل طريقه لكن أسرعت لتوقفه قائلة بتلهف:
-استنى بس دا أنا عاوزة مصلحتك
قالت ذلك وهي تقف أمامه لتحيل دون سيره، اردفت بشغف:
-إنت خسارة هنا ومحتاج حد يقدرك زيي
انعقد جبينه حين لم يعي مقصدها، اتسعت بسمتها لتردد محمسة إياه:
-خليك معايا وإنت تكسب، إنت هنا مدفون بالحيا، هنروح البندر ونعيش انا وإنت وهتعيش في شقة كمان
وجد في حديثها بأنها تريد معاونته ومنها فرصة سائغة له ليذهب عند غزل ويتحدث معها لكن ظهرت بذائتها حين تابعت بحب مباح محاولة وضع يديها على صدره:
-حن عليا وهاعملك اللي تؤمرني بيه، أنا يا يوسف من وقت ما جيت البلد وشوفتك وانا مش بنام غير وانا بافكر فيك
نفض يديها من عليه ليكون جافًا حاد التعامل فانزعجت، رد باستهجان:
-عاوزاني ابجى معاكي في الحرام وترميلي جرشين، أما صحيح ست جليلة الرباية
ردت باستياء:
-أصل لو اتجوزتك أهل جوزي المرحوم هياخدوا مني كل حاجة، حتى ابني
نظر لها باحتقار ليزيحها عن طريقه ثم تحرك ليتركها، قالت من خلفه بحل وسط:
-طيب نتجوز عرفي، رأيك أيه.....................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة