-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثامن عشر

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

لآخر فرصة لها أمامه احتفظ ألا يتهور عليها، ففي غضون لحظاتٍ قليلة كان مراد صاعدًا لغرفتها فقد خشيت قسمت الخروج ومواجهته ثانيةً، بقيت تطالعه بثبات ظاهري وهي واقفة أمامه مضمرة مشاعرها المتضاربة من خوف وكراهية ورهبةٍ منه؛ كي لا يتسنى له أن يتطاول مرة أخرى عليها، سألها بانفعال مكبوت:
-فين غزل؟
تبدلت قسماتها للاستنكار من اهتمامه بأمر الفتاة وكذلك استغربت، ردت باستفزاز:
-وإنت مالك ومالها؟!
مجددًا جاهد أن يكون هادئًا، عاود السؤال بنبرة حانقة:
-فين غزل؟، ولا عاوزاني أعلي صوتي وأخلي الكل يسمع باللي عملتيه يا عمتي يا محترمة؟
رمقته بتجهم جلي فمن حظها الجيد لم يوجد أحد غير اختها والسيد رشدي، قالت بتبرم:
-احترم نفسك معايا يا مراد، وعيب عليك لما تهتم بالخدامة وهتتجنن وتعرف هي فين؟
دنا منها بغتةً فتراجعت خائفة، رد صارًا أسنانه بغضب:
-مش هسأل تاني، هاعمل اللي ميخطرش على بالك بس!
ابتلعت ريقها وردت مخففة من حدة انفعالاته:
-معرفش، هي كانت معايا علشان تشيلي شنطتي
ابتسم بتهكم وقال ساخرًا:
-يعني هي مختفية ومعاها شنطتك
ثم وجه بصره لحقيبة يدها الملقاة على التخت، توترت قسمت وبدا من نظراته المستشاطة نحوها أن تحترس من مراوغته، قالت بتردد جم:
-مع أنيس!!
تصلبت نظراته المدهوشة عليها، لم يستفهم ليستشف هو من ردها كيف هي معه؟ فقد قدمتها له، بهتت تعابير قسمت ولم تستطع أن تقف في موضع كهذا، قال مراد بجمود مقلق:
-كلميه واعرفي منه هما فين؟
استفهمت بفضول:
-هو مش اتقبض عليه؟
رد بطريقة فظة:
-هرب الـ *******
قالت وهي تتنفس بهدوء:
-أنا هاتصل بيه على فيلته
-مش عارفة مكان تاني، دول بيدوروا عليه، هي مش دي شقته وباسمه؟
سألها بصوت منفعل فردت بتذبذب:
-طيب اعمل أيه أنا معرفش مكان تاني بيروح فيه؟، هي معاه روح شوفه فين وهاتها!!
ضغط على شفتيه السفلية بقوة لاعنًا في سره جميعهم، رن التليفون والحوار على أشده فسارع بالإجابة هو قبل أن يسمعه أحد من القصر، لم يرد مراد بل رفع السماعة فقط ليستمع لصوت المتصل، كان أنيس فدعاها بأمر للرد عليه مرددًا:
-هو!
تحركت لترد قائلة له بتوتر:
-شوفت يا أنيس اللي حصل؟
دنا مراد من السماعة ليسمع بأذنيه حوارهما، رد أنيس مكفهرًا:
-دا شغلك يا قسمت، بس لعبتك فقستها
هتفت باعتراض ونبرتها متقطعة:
-أنا مليش دعوة، مـ مراد لقيته قدامي، معقول يا غبي هقوله تعالى مكان زي ده
تحير أنيس بشدة ثم سألها:
-طيب والبت اللي جبتهالي روحت معاكي ولا خدوها مع اللي اتقبض عليهم
تفهم مراد أنها ليست معه فاغتبط، ابتعد عن قسمت ثم طالعها باحتقار، تحرك مراد بعدها ليغادر وقد عرف وجهته للبحث عنها، بينما وضعت قسمت السماعة لتحدق بطيف مراد الذي كان أمامها، حدثت نفسها قائلة:
-بقى دا مراد العيل، فعلاً من حقهم يخافوا منك، بس أنا اللي مش هاسكت على اللي عملته معايا...................!!
____________________________________

اتسعت فرحة نوال وهي تتناول منه ما جلبه من هدايا بمناسبة الزواج، هتفت بترحيب حار:
-اتفضل يا سي ضرغام، ليه بس تتعب نفسك
ابتسم وقال بود وهو يخطو للداخل بحرج:
-دي حاجة بسيطة، ولا مؤاخذة جيتلكم بدري، أصل عندي شغل ومهبجاش فاضي
ردت بعتاب:
-تشرفنا في أي وقت
قابله يوسف مزيفًا ابتسامة، عانقه ضرغام قائلاً:
-مبروك يا عريس، صحيتك من النوم!
لم يعلق يوسف واكتفى بإماءة خفيفة، تحرك معه للداخل حتى جلسوا على الأريكة، هتفت نوال بتهلل:
-ثواني والحلو يكون جاهز
ثم أسرعت بإحضار ما لذ وطاب فهو من كان السبب في زواجها بالأخير، التفت ضرغام لـ يوسف الذي استنبط من هيئته أنه غير راضٍ عن زواجه، خاطبه بمكر:
-يا ريت إتكون رفعت راسنا!
نظر له يوسف مطولاً ثم رد بابتئاس:
-خايف أظلمها إمعايا، مكنتش عاوز إكده يحصل
ربت على فخذه قائلاً بتعقل:
-طالما وعدتها بالجواز لازم إتنفذ، هتجل جيمتك في نظرها
لثوان لم يستوعب يوسف كيف علم بوعده لـ نوال؟، عقد بين حاجبيه واستفهم بدهشة:
-وعرفت إمنين إني وعدتها بالجواز؟!
ارتبك ضرغام فردت نوال التي حضرت بتوتر وهي تتحرك نحوهم حاملة الصينية:
-يعني كنت قاعد معايا كده علشان أيه، مش علشان هنتجوز، ولا عاوز سي ضرغام يقول عليك قاعد كده مع واحدة
ثم وضعت الصينية أمامهما فشعر يوسف بالخجل، بينما ابتسمت نوال لـ ضرغام بعدما أنقذت الموقف، مدت يدها بطبق من الحلوى قائلة:
-اتفضل
تناوله منها مبتسمًا، حدث يوسف بمفهوم:
-أيه رأيك يا يوسف تبجى إمعايا، يعني بلاش الشيل اللي هيهد الحيل ده
سأل بجهل:
-يعني هاشتغل أييه؟
جلست نوال برفقتهم تتابع حديثهم مسرورة من ذلك، رد ضرغام موضحًا:
-هتبجى دراعي اليمين، منين ما أروح تكون إمعايا!!
أعجب يوسف باقتراحه ووافق مرددًا:
-موافج يا ريس، كفاية إنك هتأمنلي
هتف بنبرة حملت الألفة:
-إحنا من بلد واحدة، وجولتلك جبل سابق آني نظرتي متخيبش في اللي جدامي
تدخلت نوال لتشكره:
-متشكرين يا سي ضرغام وربنا يوقفلك ولاد الحلال
وضع ضرغام الطبق أمامه وقال وهو ينهض:
-هسيبك مع مرتك دلوق، بس يوم الخميس لازم تكون إمعايا علشان مراد بيه هيخطب
نهض يوسف ثم استفهم بفضول دفين:
-هحضر الفرح في جصره يعني؟!
رد بتأكيد أثلج صدر يوسف:
-هتحضر الفرح وتجهز كل حاجة إمعايا، لازم أعرفك على البيه كمان...................!!
_____________________________________

وزع رجاله حول المبنى للبحث عنها، حيث تعثر على مراد إيجادها داخل الشقة أو بداخل مخفر الشرطة التابع للمنطقة، لم يجد سوى العودة لنفس المكان فلربما تكون هناك واختبأت..
بعد فترة ليست بقليلة في البحث حتى انبلج النهار وهو يمشطوا البناية عاد أحد الرجال راكضًا نحوه، خاطبه بنهج:
-لقينا واحدة باين مغمي عليها يا بيه في سلم الخدامين
انتفض مراد وتحرك مسرعًا نحو المكان، حين وصل تفاجأ بفتاة ترتدي ثوب أسود جذاب وشعرها يغطي وجهها وكتفيها العارية ليسترها، تأكد مراد أنها ليست هي من ملابسها المختلفة، تقدم ببرود من الفتاة ثم أزاح الشعر من على وجهها، ألجم لسانه مصدومًا من كونها هي، بعد فترة صمت قال:
-غـزل!!
بالفعل كانت هي، لم يفق مراد من صدمته وهو يتطلع عليها باعجاب ممتزج بعدم التصديق، وجد نفسه يحملها لا إراديًا ليتملك منها وهو يعتدل، خاطب رجاله بحزم:
-خلاص مهمتكوا انتهت
ثم سار بها نحو الخارج قاصدًا سيارته، عند وصوله وضعها على مقعد الراكب بجواره وهو ما زال يتأملها، دار حول سيارته ليستقلها ثم جلس، التفت لها ليدقق النظر فيما ترتديه وكيف هي؟، قال بشرود:
-عمتي دي مش ساهلة، إزاي عرفت تخليكي كده وتوديكي مكان زي ده
مد يده ليبعد شعرها للخلف؛ كي يظهر وجهها، ابتسم فقد أخفت الكدمات الزرقاء ليظهر جمال ملفت، عفويًا لامس خدها حتى أسفل ذقنها وعينيه تجوب جسدها مسترقًا بعض من النظرات المباحة، تصلبت على شفتيها التي غطتها الحمرة، تاه لبعض الوقت وهو يتخيل أشياء غير مستحبة إذا أعلنها، دق قلبه وابتلع ريقه، عاد لوعيه سريعًا وقد توتر حين تنملت لتغفا مرة أخرى، قال متنحنحًا:
-أيه ده اللي بفكر فيه ده؟
تنهد بقوة وهو يشيح نظراته من عليها فهذه ليست أخلاقه، شرع مراد في قيادة السيارة نافضًا ما يسحبه عقله الأرعن في تخيله من أمور مرفوضة.............!!
_____________________________________

مرق بسيارته من البوابة ليجد فتحية في مواجهته كأنها تنتظر بفارغ صبر عودته، وهو يتحرك من أمامها لمحت غزل جالسة بجواره فأشرقت طلعتها ثم أغذت في السير خلف السيارة لتلحق بها، توقف مراد بالقرب من باب المطبخ ثم ترجل، جاءت فتحية راكضة ناحيتها، هتفت بامتنان ومسرة:
-ربنا يخليك لينا يا بيه
ثم انحنت بجذعها لتجد غزل عبر النافذة نائمة، قلقت عليها فخاطبها مراد بدراية:
-دي نايمة متخافيش
هزت رأسها له ثم قال وهو يتجه نحوهن:
-أنا هدخلها جوه
لم تعارض فتحية رغم حرجها، حملها مراد بين ذراعيه وبداخله أحب ذلك، دلف من الباب وفتحية من خلفه تدله على الطريق، تحرك مراد ليضعها على الفراش بهدوء، اعتدل قائلاً بصلابة مصطنعة:
-سيبيها نايمة، ولو ما فاقتش كلميني
ردت بلطف وهي تدثرها بالغطاء لتستر سائر جسدها:
-حاضر يا بيه، أنا بس خوفت عليها، الست قسمت خدتها معاها وأنا مش فاهمة ليه
خاطبها مراد بتنبيه شديد:
-مش عاوز حد يعرف بكل ده، لو حد سألك فيه أيه قولي مافيش، فاهمة يا فتحية!!
ردت بطاعة:
-فاهمة يا بيه، أنا كمان مش هخليها هنا وهرجعها البلد، قعادها هنا باين هيجبلها مشاكل وبهدلة
تفهم مراد أنها تلمح له عما اقترفه معها، انحرج قائلاً:
-طيب اللي تشوفيه
ثم تحرك ليخرج لكن من الباب الداخلي للقصر، انعقد جبينه وهو يجد هدير بانتظاره، سألها بتردد:
-واقفة كده ليه؟
سألت بجمود حمل الاستياء:
-كنت بتعمل أيه جوه؟
أكمل سيره ليصعد الدرج، أثار حنقها قائلاً:
-ملكيش دعوة
ثم صعد الدرج وهي من خلفه، هتفت هدير بسئم:
-مراد مالك؟، دي مش أول مرة ألاقيك بتتعامل مع البت دي وفيه بينكم حاجات مش فهماها
لم يتوقف ليتابع تحركه نحو غرفته وهو متجاهلاً هرائها، اردفت بنزق:
-فيه بينكم حاجة؟
هنا توقف مراد منتصف الطريق ليدير جسده لها، رمقها بنظرة غاضبة لم تؤثر فيها فهي جديًا منزعجة، قبل أن يوبخها مراد وجد عينيها تستجمع العبرات، زفر بضيق وقال:
-أنا منمتش من امبارح، ومش فايق لخيابتك دي
ثم استدار ليرحل فسارعت بضمه من الخلف وهي تشدد من القبض عليه، دُهش مراد من جراءتها معه فقالت هدير بتتيم:
-باحبك يا مراد، باغير عليك كمان واموت لو بقيت لحد غيري
استنكر عُمرها الصغير بأن تعترف له هي بكل هذا، ببطء أمسك بقبضتيها كي يبعدهما، التفت لها وهو ما زال يمسك بيدها، تفاجأ بدموعها تنهمر لكن بوجوم محزن تعجبه، بأنامله مسح دموعها، قال بهدوء:
-هدير بلاش كده، لو بتحبيني بجد بلاش تضايقيني بكلامك ده
هتفت بشهيق:
-طيب عاوزة اطلب منك طلب تنفذه لو عاوزني ابطل كل ده
مط شفتيه مفكرًا، رد بانشراح:
-قولي وموافق عليه!
اتسعت بسمتها فحين يوعد يوفي، قالت دون تردد:
-يوم الخطوبة نكتب كتابنا، قولت أيه يا مراد؟! ......
_____________________________________

ابتدت طقوس الحفل من تقدم المدعوين كالمرة الماضية، لكن ازدادوا بحضور جعفر الذي دعاه أسعد، تضايق مراد لكن تجاهل ما يثير انفعاله، ومنها عدم السماح بتناول الخمور في المكان..
على أريكة صغيرة جلس السيد رشدي عليها بمفرده ومن حوله بعض من رجال الأعمال، اختلط بالحديث معهم فمنهم من تفاخر بذلك لسمعته الطاغية في مجال التجارة، راقبه أسعد الجالس من بعيد ثم تنهد بقوة، في الماضي كان يثار، لكنه مؤخرًا بات يتفرغ لإسعاد نفسه فضيقه سيضر صحته، وبداخله لم يتنازل عن حقوقه المسلوبة، خاطبه جعفر بمغزى:
-واكل الجو إهنه، دا مافيش حد جه سلم عليك وتلاجيك متضايق
وجه أسعد نظراته نحوه، رد بهدوء غامض:
-أنا اللي مضايقني إن مافيش حاجة عدلة نشربها، ولازم تعرف ميهمنيش حد، أنا جيت علشان بنت ابني
صمت جعفر متعمدًا فليس الوقت مناسب ليحرك غيظه، مرر نظراته على النسوة من حوله وطالعهن بسفاهة مما يرتدين، مسح على شاربه كنوع من الرغبة في تذوق هذا النوع الراقي، وقعت عيناه على إحداهن فبقت عينيه عليها، وهي تقترب خطوة في خطوة تجذبه، تلاشت قسماته المبهورة لتحل المصدومة، دقق النظر فيها جيدًا حتى تأكد من كونها هي، أجل ابنة السقا، تمتم بلهف ظاهر:
-هي بنت المركوب، دا آني ربنا بيحبني بجى، لعندي وجيتي
تناسى ما حوله ليحدق بها فقط، ولم ينكر فضوله في معرفة لما هي هنا؟، رغم ذلك ابتسم فها هي قد عادت إليه، نهض جعفر وأنفاسه مضرمة ليقصدها دون أن يضيع ثانية...

ارتدت غزل أحد الثياب التي جلبها لها مراد لتشارك في الحفل، حيث أعطاها حريتها في هذه الليلة لتفعل ما يحلو لها فلم تتناسى كيف اعتذر لها، بحثت عنه وسط الحضور مبتسمة ومتكهنة ردة فعله حين يراها بثوبها هذا، اضطربت حين قبض أحدهم على ساعدها، التفتت للشخص ثم شهقت مصدومة، رددت بعدم تصديق:
-إنت!!
بحقارة تحسس ذراعها بطريقة مزعجة، قطبت غزل تعابيرها وتذمرت لتنفض يده، هيهات من ذلك فقد شدد من امساكه لها، خاطبها بقلة حياء:
-أيه يا حلوة، مخبية دا كلاته فين، بس أنا عندي نظرة جوية لما قولت عليكي فرسه وجسمك كيف الملبن
ثارت غزل من سفاهته وعبست، قبضه المههوس عليها وابتسامته الصفراء جعلتها لا تريد أن تلفت الأنظار لهما، حدثته باحتقار:
-عيب على سنك يا راجل يا *****، فاكرني سهلة، ولا إنت ولا غيرك يطول شعرة مني
كز أسنانه بقوة وهتف:
-عارفة بتتكلمي مع مين؟
ردت بنفور:
-أيوة عارفة، راجل و****، وخسارة فيك كلمة راجل
رفع يده ليصفعها فور وصفها له بذلك، لكن أمسك مراد بيده بقوة، لم يظهر امتعاضه بل خاطبها مزيفًا ابتسامة مجاملة للتمويه عما يحدث:
-خد بعضك وامشي على رجليك بل ما هتمشي بطريقة مش هتعجبك
كان لتهديده المباشر له أثرًا سيئًا حيث حدجه جعفر بعدائية وسأل:
-الكلام دا ليا يا مراد بيه؟
هز مراد رأسه فقط باستفزاز وما زالت بسمته تزين ثغره، ابتعد جعفر عن غزل ثم نظر لها بتوعد ولم تنكر خوفها منه، ألقى جعفر نظرة أخيرة على مراد، خاطبه بحنق:
-خليك فاكر يا مراد بيه كلامك دا كويس، علشان هتدفع تمنه
ضحك مراد بسخرية فلم يتحمل الأخير إهاناته فغادر الحفل سريعًا، نظرت غزل لـ مراد ثم قالت ببراءة مُخادعة:
-هما عايزين مني أيه، كله طمعان فيا، اعمل أيه في نفسي، مش ذنبي إني حلوة، اموت وارتاح يعني
ثم مثلت الحزن فهتف مراد بعطف:
-غزل متزعليش، محدش هنا يقدر يزعلك، إنتي حلوة ولازم تكوني مبسوطة من كده، وولادي حبوكي أوي
ردت بحزن مزيف:
-أنا كمان باحبهم قوي وبخاف عليهم
مرر نظراته على هيئتها قائلاً:
-شكلك حلو والفستان طلع مقاسك، أنا مش عارف هدير القصيرة دي إزاي تديكي هدومها
كتمت غزل ضحكتها فتابع مراد بجدية:
-أيوة انبسطي بالحفلة وسيبك من كل حاجة تضايقك....

توارت قسمت خلف الحضور لتراقبه هو بالأخص، ابتسمت بغضب وهي تراه يتودد للخادمة، قالت لنفسها بسخط:
-هي عجباك إنت كمان يا مراد، يا فرحتك يا سميحة بالجوازة!، دا من شكله هيموت عليها
تنفست باهتياج داخلي لتبدل خطتها السابقة لأخرى، لم تتوقع قسمت أن تتخذ قرار كهذا، تابعت بعزيمة عجيبة:
-لازم الكل يعرف حقيقة البت دي، لازم أبعدها من هنا، وبالذات عنك يا مراد............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم يصدق عينيه وهو يتابع حركاتها بين الناس معارضًا ظهورها بهذا الشكل الفاضح فقد ضربت بتحذيراته لها عرض الحائط ليتوعد، وضع ما بيده من طلبات للحفل في أحد الزوايا ثم دلف للخارج وهو يختلس لها النظرات الحانقة.....

بينما وقفت غزل تشاهد عقد القران الذي يتم أمامها بحزن مفاجئ، ملاطفة مراد لها جاءت متأخرًا، أنكرت أن تجمعها علاقة بالسيد قائلة:
-بتفكري في أيه يا غزل، معقول البيه هيبوصلك، مهما كنتي حلوة الناس مقامات، وهي بنت عمه
تكبدت عناء فقرها الذي حرمها الكثير، أدركت في تلك اللحظة أن فرصتها انتهت لذا تحركت للحديقة رافضة أن تكمل الحفل معهم...
انتهى عقد القران فقبّل مراد بأناقة يد هدير، خاطبته بابتهاج:
-أنا بقيت مراتك
رد متصنعًا الابتسام:
-أيوة، نفذت طلبك يا ريت بقى ما توجعيش راسي بكلامك
ابتسمت لتومئ بانصياع، سخر مراد من سذاجتها فقد ظنت أنها احتفظت به لنفسها، فلم يمنعه أحد من تنفيذ ما يحلو له، فورًا كانت أعينيه تجوب المكان بحثًا عنها، لا يعرف لماذا؟ لكنه أراد ذلك، لم يجدها فتأفف، حدثته هدير بحب ظاهر:
-يلا نرقص سوا يا مراد....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اختنقت من أجواء الحفل التي بعثرت ما بداخلها من تمنيات ومنها إفساد هذا اليوم الذي سبب لها تخمة فورية، فور خروجها للحديقة سحبت بعض الهواء ثم زفرته دفعة واحدة، هتفت بحقد:
-باين كل حاجة هتبقى ضدي، بقيت حتى أكره جو الحفلات ده
هبطت الدرج لتقف على أرضية الحديقة وهي ترفع فستانها قليلاً كي لا يتسخ، نظرت حولها سئمة تريد إسعاد روحها فما حدث اليوم أنبت الجفاء تجاه أي أحد، لمحت المرجوحة أمامها فابتسمت، توجهت نحوها وهي تخطو بين الحشائش بكعب حذائها العالي، وصلت إليها ولم تتأخر في الجلوس عليها، قبل أن تشرع في تحريكها تفاجأت بمن يمسك بكفيها القابضة على الأحبال ويقول:
-ودي تيجي برضوه يا هانم
انتفض كل عضو بجسدها من صوته الذي لم تتوقع أن تسمعه هنا، أدارت رأسها له ثم جحظت عينيها بقوة ارتعادًا منه، مال عليها برأسه فاضحت المسافة ضئيلة، ابتلعت ريقها بصعوبة وسألته بتشدد مزيف:
-إنت هنا بتعمل أيه؟
فرق نظراته الغامضة على شعرها مرورًا بفستانها الذي حدد تفاصيلها وهذا ما أبلج ضربات قلبها ولم تتخلى عن رهبتها منه مترقبة في أي وقت انفعاله عليها، قبض على فكها فشهقت، سارعت بالتبرير له:
-أنا طايشة سامحني
ابتسم بجمود وهو يحدق بها فأرخى يده من عليها، استنكرت نظراته التي تحولت فجأة نحوها، لمحت نظرة رفض عقلها أن يصدقها فكيف؟، هو أخيهــا!!، ناهيك عن اقترابه الوخيم منها وتطلعه على ملامح وجهها، رد ببرود عكس ما توقعت:
-متخافيش، دا أنا بشم الهوا شوية، ولا ممنوع؟..........
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة