-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل العشرون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل العشرون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

عانق السماء فرحًا وهي تتعامل بعفوية مع أولاده، لم تكن تحتاج لتمثل المحبة طمعًا في الوصول إليه فقط لذا مدح عقله المفكر باتقان، وقف مراد عند مدخل الباب يتابعها باهتمام، حيث جثت غزل على ركبتيها معاونة شريف على انتعال حذائه وكذلك أخيه، انتبه حسام لوالده ثم ردد متفاجئًا:
-بــابا!!
انتبهت غزل وارتبكت، وجهت بصرها نحوه فوجدته يطالعها بابتسامة دمثة أطربت قلبها، بينما داخلها يؤكد توترها من علاقتهما الجديدة فتحاشت ألا تنظر إليه متابعة ما تفعله..
توجه مراد نحوها يتنحنح، قال لأولاده بلطافة:
-رايحين التمرين
كونه يعرف وجهتم لم يكن يتساءل، بل أحب أن يأتي ليراها، رد شريف باكتهاء:
-أيوة يا بابا وهناخد غزل معانا
اعتدلت غزل لتقف مطرقة بصرها، قال مراد بمكر:
-طيب يلا كملوا لبسكم علشان أنا اللي هوصلكم
فرح الصبيان وبدون كلمة تحركا ليجهزوا نفسهم ويجمعوا متعلقاتهم، ابتسم مراد بعبث وهو يدنو ليلتصق بها فتأجج ارتباكها، وضع يده على خصرها وهمس:
-بتهربي مني بس مش هيبقى على طول
كما هي امتنعت ألا تتقابل عينيها مع عينيه فلم تتخيل أن يكون هذا الأمر موترًا لأعصابها ويشعرها بالاستحياء، تابع ونظراته تتجول عليها:
-زعلان منك، علشان كنت مستني حتى حضن واحد، بس حرمتيني
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بنبرة خفيضة:
-العيال حوالينا
رد بعدم اهتمام وهو يطوق خصرها من الخلف خلسة:
-سيبك منهم، معقول مش هتصالحيني، ولا عاوزاني أندم إني اتجوزتك
رفضت ما قاله ثم نظرت إليه معربة عن ذلك فابتسم وقالت:
-لا متندمش، أنا بس مش متعودة حد يلمسني، طول عمري بحافظ على نفسي وبخاف قوي من كده
استنكر فهو زوجها وقال:
-بس أنا مش غريب، وصبرت عليكي وللصبر حدود
لمّح بعدم ارتضائه بما تفعله لذا فكرت جديًا في الأمر؛ كي لا تخسره وتندم هي، ردت بقبول:
-طيب اللي تشوفه
عبثت يده في سحاب ثوبها ليزيد من اضطرابها متسليًا فيما يفعله، كان غافلاً عن وجود من صُدم وهو يراه هكذا، من حظه الجيد كانت زوجة أبيه السيدة هدى هي من حضرت لتقف متسمرة عند الباب المفتوح، خجلت مما يفعله مراد مع الخادمة، معارضة أن يكون بهذا الفُجر والأخلاق السفيهة، انزعجت لتخاطبه بحزم:
-مراد تعالى عاوزاك
سريعًا كان ساحبًا يده ومبتعدًا عن غزل التي تحركت مرتجفة مدعية أنها تعمل، تزعزعت نظرات مراد نحوها وقال بنبرة باتت مشدودة:
-خير يا ماما؟!
من هيئتها الساهمة فطن رؤيتها له، حين لم ترد عليه تابع متفهمًا:
-طيب
ثم تنهد وهو يلقي نظرة على غزل التي كانت في قمة خوفها، لم يعلق مراد ثم تحرك نحو السيدة هدى المتجهمة، خاطبها بتعقل:
-هنتكلم في أوضة حضرتك
نظرت له بخيبة أمل ازعجته داخليًا، قالت بجمود:
-أحسن برضوه
تحركت أولاً لتغادر وهو من خلفها، استدارت غزل محدقة بالباب وقلبها ينتفض، رددت بتوجس:
-الست خدت بالها، أكيد هتوديني في داهية وتخليه يطلقني......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
منتصف ثيابها الجديدة جلست هدير على الأريكة ترتبهم بنظام وأناقة، ووالدتها تضع علبة المجوهرات أمامها على المنضدة خاطبتها هدير بعدم رضى متابعة ما تفعله:
-بابا ليه لحد دلوقت مش بيطيق مراد؟، المفروض اتجوزني يحترمه ويكون معاه كويس
نظرت لها سميحة باندهاش واحتجاج معًا وقالت:
-يحترمه!، مين يحترم التاني دا أبوكي الكبير
أحدت هدير لها النظر ليظهر التبرم في نبرتها وهي تقول:
-مراد بقى جوزي، يعني اللي بيعمله بابا قبل كده معاه لو اتكرر مش هيحصل كويس، فخليه يبعد عنه علشان وقتها مش هسكت
صُدمت سميحة من حديث ابنتها الجديد معها، هتفت بانفعال:
-إنتي إزاي تتكلمي كده على أبوكي والجرأة دي جاتلك منين، ويا ترى هتعملي أيه في أبوكي بقى متعرفيني بالمرة
حملت جملتها السخرية فوقفت هدير في مواجهتها، قالت بعزيمة:
-باختصار أنا مش هسمح لأي حد يعمل حاجة تخلي مراد يبعد عني
ظهرت بسمة متهكمة على ثغر سميحة متفاجئة بتفكير ابنتها، ردت باستهزاء:
-من إمتى الكلام دا يا هدير، دا إنتي مطلعتيش من البيضة وكنت باقول عليكي خايبة
سعرت هدير صدمتها وهي تقول:
-أنا مش خايبة، ولو مفكرة إنكم جوزتوني مراد علشان تستخدموني لمصلحتكم دا مش هيحصل
اهتزت نظرات سميحة ولم تنكر تفكيرها في ذلك، ابتسمت هدير بثقة وتابعت بحسم ألجم لسان والدتها:
-أنا مش خايبة، بس قولت نكون صُرحة من البداية، علشان تعرفوا أنا مين هختار وقتها....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ارتمت على المقعد مرددة بعدم تصديق:
-مـراتك!!
جلس مراد بجانبها مؤكدًا بهدوء ظاهري:
-أيوة اتجوزتها
حدجته باستياء وقالت:
-ليه تعمل كده؟، نسيت إنك اتجوزت بنت عمك!
رد بهدوء شديد ضايقها:
-أنا عارف أنا باعمل أيه، وجوازي من غزل له أسباب
لاحت جهوليته في رده فهتفت برفض:
-بس أنا مش موافقة، طلقها وابعد عنها، إنت أكيد بتستغل البت الغلبانة دي وبتدخلها في حاجات ملهاش دعوة بيها
زفر مراد بقوة ثم قال معترضًا:
-لا يا ماما، أنا اتجوز اللي تعجبني ومحدش يقدر يمنعني، حتى جوازي من هدير مش هيوقفني!!
هتفت باحتقان وقد توغر صدرها:
-مش عامل حساب لجدك كمان لما يعرف
رد بتنبيه شديد ناظرًا لها مباشرة:
-جدي بالذات مش لازم يعرف، وقولت لحضرتك جوازي من غزل ليه أسباب
تيقنت استغلاله لها فقالت بعدم رضى:
-لو حد عرف هيخلصوا عليها، ولا نسيت اعمامك واللي بيعملوه
التزم مراد الصمت فاغتاظت، تابعت بتكشر:
-أنا فهمت ليه اتجوزتها، عاوز تحرق دمهم وبالأخص هدير اللي عاوز تعرفها إنك اتجوزت عليها خدامة، بس هي ملهاش ذنب يا مراد وبتحبك، متكسرش بقلبها علشانهم
بالفعل تزوج مراد بـ غزل لهذا السبب، رغم أنها اقلقته وحذرته ليتراجع عن ذلك قال بتصميم مريب:
-أنا خلاص قررت ونفذت، وهخلف كمان من غزل...............!!
____________________________________

قابلته في صالون فيلته السابقة التي تخلى عنها لها برفقة امرأة تعثر عليه تذكرها، قالت قسمت بجدية:
-بنتك كانت مع الدكتورة نادية وقت الحريقة، طبعًا فاكر نادية!
أجل تذكرها أنيس فهي صديقة هالة المقربة، وجه بصره نحو المرأة وكاد أن يستفهم عنها، قالت قسمت بمفهوم:
-دي وفاء زميلة نادية وهالة
ثم غمزت لـ وفاء لتتابع كما أملت عليها:
-أنا كنت موجودة في الصعيد مع نادية، وبعد ما أبوها قتلها وفكر إن بنت هالة بنتها من الحرام أنا أخدت بنتك علشان أحميها وفيه ناس خدوها عندهم، من وقتها وأنا مرقباهم لحد ما كبرت البنت
شُل عقل أنيس مما يسمعه وأصبح يريد المزيد من المعلومات، رد باقتضاب:
-كملي!
ودت قسمت أن تبقيه ضالاً حتى تنتقم، لكن غيّر مراد وجهتها لتخبره الآن وامتعضت، استطردت وفاء بلؤم:
-غزل بنتك وخالتها اللي بتشتغل عند مراد، لو مش مصدق كلامي بلاش تروح الصعيد وتتعب نفسك، هات خالتها وهي تأكدلك، وهي مش هتنكر وهتخاف، علشان إنت أبوها يا أنيس!
كان أنيس عاقلاً محنكًا في أفعاله، أخفى تلهفه وشوقه على ابنته وقال بصلابة ظاهرية:
-سيبوني بطريقتي اتأكد إن هي أو لأ، وعلى فكرة أنا شوفت بنتي مع هالة مكنتش كملت شهر، ومن ملامحها هتأكد
رغم تيقن قسمت أنها على حق وهي بمفردها من تعلم الحقيقة لم تعارضه، سعدت حينما قالت وفاء:
-براحتك واتأكد، علشان واثقة من اللي باقوله كويس
نظرت لها قسمت باعجاب، نهض أنيس وقد تهيأ للرحيل ثم قال:
-النهار ده هتأكد، ووقت ما اتأكد بنتي هتكون معايا
كبح مشاعره بداخله فهو يعلم بحقارة قسمت وربما تتلاعب به، حين تحرك أوقفته قسمت قائلة بخبث جلي:
-على فكرة مراد اتجوز بنتك غزل، وما اظنش هتعرف تاخدها منه..............!!
____________________________________

دلفت من غرفة ثم ولجت في الأخرى وهي تجوب أنحاء الشقة ببكاءٍ واجم، رحلت سيدة المكان تاركة كل هذا، شعرت بألم في قلبها جعلها تكره حياتها فها هي تمكث محلها وتتمتع بكل ما تركته، أوجمت نسمة وهي تتذكر لحظاتها الأخيرة معها ثم بكت من اعماقها وهي تتحرك بالشقة، رددت بحزن:
-الله يرحمك
وهي منتصف الردهة انتبهت لمن يدق الباب، تنهدت بضيق فربما حضر أحد ليعزي بوفاتها، تحركت بتخاذل ناحية الباب، فتحته بعدم رغبة في مقابلة أحد لكن حدث ما جعلها تهتف بترحاب محتفظة بمظهرها الحزين:
-أهلاً يا سي ضرغام، اتفضل
وقف محله وقال:
-البجية في حياتك، أنا جيت أشوف لو كان لازمك حاجة
تفهمت أخلاقه فردت بأسى:
-عاوزة سلامتك، أنا بس هنا لوحدي ومش عارفة اعمل أيه، خايفة حد يجي يطلعني من الشقة، هروح فين بس؟!
ابتأس من إجل وضعها السيئ، ظهرت رجوليته معها وهو يقول:
-أنا واجف جنبك ومهسيبكيش، وكل طلباتك عليا
تأملته مبتسمة وهي تجده يتحدث خافضًا لنظراته، ردت بامتنان:
-أنا عارفة دا كويس وباقول لنفسي إني خلاص ملزومة منك
اربكته بردها، لذا قال بعقلانية:
-إنتي زي بتي اللي مخلفتهاش
لوت فمها ورمقته بضيق مرددة في نفسها "أيها الأبله"، تابع خاتمًا الحديث:
-آني هروح شغلي، لو محتاجة حاجة بلغيني
ردت من بين أسنانها:
-متشكرة
لم يطيل الوقوف حتى غادر، تتبعت هبوطه الدرج باغتياظ وقالت:
-بعد كل ده بنتك، أما أشوف لحد إمتى............؟!
____________________________________

قضى أغلب اليوم في الخارج ولم يتوقف لحظه في بحثه الدؤوب عن صدق ما قالته الأخيرة، علم أنيس بوجودها في النادي فتوجه إليه، لم يلبث لحظة حين رآها ليتقدم منها وهي تقف بمفردها تشاهد ما يفعله الأولاد، مرر نظراته المتفحصة على شعرها وملامح وجهها وقد تمعن النظر فيها عن ذي قبل لكن من منظور آخر...
لم يختلف لون الشعر أو تلك الشفتين، كذلك لون العينين الأسود فابتسم، طال في التطلع على ملامحها بالأخص فلم تختلف كثيرًا عن الصغيرة كونها قد كبرت، عفويًا أدارت غزل رأسها ناحيته فتفاجأت به، تصلبت نظراتها المهزوزة عليه واضطربت، ابتسم لها أنيس فاستغربت ثم خطا نحوها فتوجست منه، لحُسن حظه أنها لم تعي ما كان يريده معها تلك الليلة وإلا لنفرت منه إلى الأبد، ثبتت غزل موضعها فزواجها من مراد شدد من موقفها، خاطبها أنيس بنبرة استنكرتها:
-عاملة أيه يا غزل؟!
من فرط غرابتها من هيئته تلك اكتفت بالنظر إليه مستغلاً هو قُربه منها في إشباع عينيه بالتطلع عليها، اردف بود عجيب:
-باين عليكي قسيتي كتير وانحرمتي من حاجات أكتر، بس ربنا هيعوضك يا غزل، إنتي اللي زيك يستاهل الأحسن
-وإنت بقى اللي هتجيب لها الأحسن؟!
هتف بذلك مراد الذي وقف يتابع بغضب وقوفهما، ابتعدت غزل عن أنيس متخوفة من حضور مراد المباغت، لم يتزحزح أنيس خطوة، رد بثقة:
-وليه لأ!
دنا منه مراد هادرًا فيه بحنق:
-خد بعضك وامشي على رجلك أحسن ما أخليك تروّح على حاجة تانية
تفهم أنيس سبب هياجه من وجوده هنا فقد تزوجها سرّا كما أخبرته قسمت، تريث في عدم التهور حاليًا وقال:
-هامشي يا مراد بيه، بس هتشوفني كتير
رمقه بنظرة اشمئزاز واضحة ولم يعلق، تحرك أنيس بعدما خطف نظرة مؤقتة لـ غزل التي وقفت منكمشة، حينما رحل هب مراد فيها بنبرة منفعلة:
-إزاي تقفي مع الراجل ده، بينك وبينه أيه؟!
ثم تقدم منها فتراجعت مجيبة بتلعثم:
-هو... اللي.. جه عليا، أأنا متكلمتش معاه
صرخ بها بأمر:
-قربي تعالي
اقتربت منه بارتباك ملحوظ وهي تحاوط وجهها بذراعيها فهي على علم بمدى عصبيته، ردد بسخط من ذلك:
-هتمنعيني بكده أمد إيدي عليكي، لو عايز ادفنك هنا محدش هيقولي بتعمل أيه
حين انتهى أخفضت ذراعيها فهو محق، تأمل وجهها الحزين وتابع:
-هتعملي حاجة تضايقني هابقى معاكي حد لسه مشفتهوش
بيدها أزاحت شعرها بإغواء للخلف، ردت بمغزى أعجبه:
-وهتبقى حلو معايا إمتى؟
ابتسم تلقائيًا من جرائتها وقال:
-طيب ما إنتي حلوة أهو، أومال مالك؟
اجتهدت أن تمتص غضبه ببعض من الدلال مستغلة جمالها، تابع مراد بمكر موتر:
-تعالي الشقة وهتشوفي أنا هابقى حلو إزاي
كأنه تناسى لما تزوجها لتجذبه بحُسنها الطاغي وقد مال قلبه ناحيتها، ابتسمت غزل وقبل أن ترد هتف شريف متسائلاً:
-إحنا هنروح الشقة يا بابا؟
التفت مراد له وارتبك، تنحنج بخشونة ليحافظ على ثباته وقال:
-شقة أيه، دا أنا أقصد حاجة تانية
كتمت غزل ضحكها فغمز لها مراد متوعدًا، خاطبهم بتلميح يقصدها به:
-يلا نمشي، علشان عندي الليلة مشوار مهم...........!!
____________________________________

بذكاء مثير تعلم سريعًا القيادة، حين أوقف السيارة هتف ضرغام بانفراج:
-راجل يا يوسف، هي سواجة العربيات محتاجة جلب جامد مش بس تتعلم تسوج
ترجل يوسف من سيارة ضرغام، قال بتردد:
-أنا جلبي جامد، بس مهتعودش جوي على الاتومبيلات دي
ربت ضرغام على كتفه ونظراته فخورة به، قال بجدية:
-ودا اللي عاجبني فيك، علشان إكده لسه هاعلمك كيف تمسك سلاح، اللي يشتغل إمعايا لازم يمتلك واحد
قال يوسف بدهشة:
-هتمسكني سلاح حي يعني!
رد وهو يخرج سلاحه الناري من جيب داخلي عند صدر جلبابه:
-كيف ده يا يوسف، نسميها عندينا في الصعيد طبنجة
لم يحتاج يوسف لشرح عن هويتها فهو يعرفها، رد بحماس رغم هدوئه:
-وآني جاهز
هتف ضرغام وهو يتحرك معه نحو مكتبه بالمخزن:
-عاوزك متخافش من أي حاجة، علشان اللي يشتغل مع مراد بيه لازم يكون جلبه ميت، لساتك جديد ومشوفتش حاجة
استشف يوسف أنه قادم على حرب أو ما شابه، لم يهتم فهو معتاد على مواقف أسوأ، انتبه بعد ذلك لـ ضرغام يخرج من خزنة مكتبه حزمة مع الأوراق المالية ثم وضعها على سطح المكتب ويخاطبه:
-خليهم إمعاك يا يوسف
تصلبت نظرات يوسف المذبهلة على النقود، ردد بانكار:
-الفلوس دي علشان؟!
أغلق ضرغام الخزنة باحكام، التفت له وقال:
-مد يدك وخدهم، عارف إنك ممعاكش إجنية واحد، رجالتي لازم يكون جيبهم مليان
خجل يوسف بشدة فاردف ضرغام بمحبة:
-يلا مستني أييه، شيل الفلوس ودسهم إف جيلك، ولازم تشتريلك لبس جديد وبدل كمان
أخذهم يوسف بحرج كبير ثم وضعهم في جيب بنطاله، ابتسم له بشكر فهو يحتاج بالفعل للمال، هتف ضرغام بألفة:
-دجنك دي لازم تخفها شوية، وكمان شعرك الطويل ده تجصره حبتين
بدون نقاش معه قال بطاعة:
-اللي تشوفه يا ريس...................!!
_____________________________________

باندهاش عظيم وقفت أمامه ثم سألته عن سبب طلبه لها:
-خير يا سعادة البيه؟
تجول أنيس بعينيه المبهمة عليها، سألها بجدية قوية:
-غزل بنت مين؟
لثوانٍ قليلة لم تتفهم فتحية عليه جيدًا، لكن حين تذكر هوية غزل المجهولة اتضحت الأمور لها، لم تكبت غرابتها من سؤاله حين سألته:
-ليه يا بيه؟!
قبل أن ينفعل أنيس عليها منعته قسمت قائلة بحزم لها:
-ردي على سؤال البيه وإنتي ساكتة، وعارفة لو كدبتي في أي كلمة
خشيت فتحية أن تجادل معهم وتكون النتيجة غير مرضية لها، ردت بتوتر:
-معرفش، اختي وجوزها زمان لقيوها، بس الكلام ده في الصعيد
نطقت الجملة الأخيرة مستنكرة ارتباط هذا السيد بها، لكن لم تعي أن حديثها سعّر من تيقن أنيس لنسب غزل له، بينما لم تحتاج قسمت لكل ذلك فهي مدركة، حدثها بهدوء ظاهري:
-متأكدة من الكلام ده؟
ردت بتزعزع:
-أيوة يا بيه، اختي قالتلي كده لما بعتت غزل من هناك علشان تعيش معايا
وجهت قسمت بصرها نحوه، قالت بانتشاء:
-أيه رأيك يا أنيس، لسه برضوه فاكرني كدابة، ولا محتاج دليل تاني؟!، أنا معنديش مشكلة في أي حاجة
رد محدقًا في نقطة ما:
-كده كل حاجة وضحت، بس علشان أخدها لازم اعمل مشوار مهم قوي
شهقت فتحية في نفسها من حديثهم الغامض، بحسها فطنت أنه على علاقة بـ غزل، لم تصدق أذنيها فكيف لهذا السيد أن يكون قريب لها...................؟!
_____________________________________

جفف شعره بعدما اغتسل فقد تأهب لملاقاة الأخيرة، اقشعر جسد مراد حين حاوطه أحدهم من ظهره العاري، سريعًا استدار فتفاجأ بـ هدير، رغم خجلها من رؤيته شالحًا سترته تعاملت معه بأريحية قائلة:
-افتكرتك لبست، مش مشكلة هاقعد واستناك
لعن مراد عقله فكيف تناسى مواعدته لها؟، شغلته غزل بدرجة غير معقولة، كي يحتفظ بصورته أمامها قال بخديعة:
-كنت لسه باجهز، هو مش لسه بدري
ردت بوله معلنة إعجابها بتناسق جسده:
-قولت هستناك وبراحتك
دق قلبها كثيرًا وكادت أن تسمعه، لم يبالي مراد ثم توجه ناحية خزانته، سحب بذلة ما بعشوائية متأففًا، توجه ناحية المرحاض ليرتديها فعبست هدير، غمغمت باستياء:
-مش أنا خلاص مراته وعادي يلبس قدامي
ثم نفخت بقوة لتجلس على طرف تخته، لفت انتباهها ثم تأملت موضع نومه بتوق داخلي، متوترة من مشاركته الفراش في يومٍ ما، تسارعت أنفاسها ثم حاولت الهدوء، قالت بتعقل:
-إهدي كده، دا طبيعي وبكرة اتعود
اغمضت عينيها للحظات قليلة وعقلها مشغول بحياتها معه، انتظرته وهي تفكر في كل شيء سيجمعهما حتى إنجاب الأبناء، دلف مراد من المرحاض بطلعة جامدة، توجه ليمشط شعره فنهضت هي مستعدة بحماس للخروج بصحبته...
انتهى قائلاً بمضض داخلي:
-هنروح فين؟
ردت بشغف وهي تتأبط ذراعه:
-أي مكان يا حبيبي تقول عليه، أنا مش هاعترض
ابتسم بصعوبة لها ثم تحركا بها للخارج وكادت أن تقفز هي من شدة فرحتها لكنها تماسكت..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند هبوط مراد الدرج وهدير ممسكة به تجمد موضعه مكفهرًا وهو يرى زوجة أبيه جالسة برفقة السمج أنيس وتتبادل معه الحديث، أقصى يد هدير ثم هبط سريعًا بمفرده ناحيتهما ...

-دا لمصلحة أختك يا هدى، أنا عاوز غزل من غير شوشرة
قال أنيس ذلك ملتزمًا الهدوء في طلب ابنته بعدما سرد للسيدة هدى كل شيء، خشيت هدى أن يفتضح أمر أختها، بالإضافة لصدمتها من قرابة غزل لها، قالت بذهول:
-معقولة غزل بنتك!
عبارتها جعلت حواس مراد متوجهة لشيء واحد أجج من فضوله ورفضه للتصديق، هتف بغلظة:
-مين دي اللي بنتك يا راجل يا مخرف إنت
نظر أنيس لـ هدى لتتدخل هي، بالفعل نهضت قائلة بنبرة منخفضة نسبيًا:
-مراد اعقل، خلينا نتصرف بعقل
رد عليها باهتياج:
-عقل أيه يا ماما اللي بتتكلمي عنه، جاي مخترع حكاية وعاوز ياخد غزل وبيقول بنته
وقفت هدير مدهوشة وقد ظهر ذلك عليها، هتف أنيس باصرار عنيد وهو ينهض:
-أيوة بنتي وهاخدها
ثم تابع بخبث شديد:
-وإنت مين بالنسبة ليها علشان تمنعني؟
لم يؤثر دهائه على مراد ليتفهم مقصده، تدخلت هدير قائلة بجهامة:
-عنده حق، داخلك أيه يا مراد ياخد الخدامة دي ولا تغور في ستين داهية
التزم مراد الحذر والتفكير بتعقل، هتفت هدى بدراية:
-خليه ياخدها يا مراد
صدح صوته ليحدث ضجة:
-يعني أيه ياخدها؟، هي سايبة
هي زوجته ولن يسمح بذلك، لكن وجود أنيس بالقصر ساعده كثيرًا فهو لن يعلنها زوجة أمام أحد، هذا ما حدث حين انضم الجميع للحديث، كذلك هتف السيد رشدي بعدم رضى وهو يهبط الدرج:
-أيه يا مراد، ما تسيبه ياخدها، داخلك أيه؟!
استدار لجده ثم ارتبك من حضوره الذي لم يأخذه في اعتباره، كلحت هدير وحزنت، دنت من جدها قائلة:
-عقّل مراد يا جدي، بجد مش فاهمة ليه بيعمل كده
حدق السيد رشدي به بانزعاج، لم يتجرأ مراد عن البوح بشيء فصمت، أيضًا جلست السيدة هدى شاعرة بألم في قدميها ولم تقو على الوقوف...
كل ذلك أمام غزل التي تتابع ما يحدث بعين الصدمة، لم تصدق حديث خالتها معها قبل قليل والتي أكدته بأن هذا الرجل والدها، مرت أسئلة كثيرة في ذهنها أرادت فيها أجوبة وعليها الحصول على اشباع لفضولها القاتل، جميعهم هنا يريدون رحيلها معه، لكن صمت مراد من بينهم ضايقها..
وجهت بصرها لخالتها فوجدتها تبكي، تضاربت مشاعر غزل ولم تحدد حالتها الآن، تحرك أنيس نحوها حين رآها، من تصرفاته نحوها تيقن الجميع صدق نواياه نحوها، خاطبها أنيس بلطف وهو يمسك بيدها:
-أنا أبوكي يا غزل، اسألي أهلك هيقولوا إنك مش بنتهم
لمعت عيناه وقد صدق في قوله لها، رجف قلبها من نبرته الحنونة نحوها، سحبها أنيس معه وقال:
-تعالي مع أبوكي، هاعوضك عن كل حاجة اتحرمتي منها يا حبيبتي
سحرها بكلمات الشفقة التي تخرج من فيه ثم تحركت لا إراديًا معه، كز مراد علم أسنانه يريد منعه من ذلك فهو الأحق بها، هي زوجته!!، شددت السيدة هدى من قوتها لتنهض، اتجهت ناحيته وهمست:
-هحكيلك يا مراد كل حاجة، بس إهدى ومتعملش كده قدامهم، الكل مستغرب تصرفاتك اعقل
لم يبالي بنظراتهم نحوه وظل محدقًا في باب الخروج، رد عليها بغضب رغم وقوفه الجامد:
-خد مراتي.................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة